سليمان الفليج

[مشاري]

جريدة الرياض>منتدى الكتّاب> مقالات عامة > سليمان الفليح

شجب وتنديد

التاريخ: 1/15/2003 م

(الغرب يصنع طايرات وصواريخ
والشرق الأوسط ضاع نفطه بلاشي)

هذا البيت الشعري المدهش الذي طالما ردده المشاهدون خلف الشاعر الصديق حمود البغيلي خلال شهر رمضان الفائت والذي كان بمثابة المقدمة لبرنامج (صادوه) الذي قدمه باقتدار الممثل الشاب (محمد الصيرفي) عبر تلفزيون الكويت وبعض شاشات المحطات الفضائية الخليجية التي كانت تبث البرنامج في أوقات مختلفة يذكرني هذا البيت بمولد قصيدة البغيلي التي أطلت في أواخر السبعينات الميلادية والتي كانت هي السبب في ازدياد شهرة حمود البغيلي كشاعر شعبي يتناول الحدث السياسي بروح ساخرة لا كما درج عليه الشعراء الشعبيون في ذلك الوقت إذ كان جل اهتمامهم الغزل والمديح والوصف ولكن البغيلي فاجأ الناس بأنه غرد خارج السرب بهذه القصيدة التي تعتبر من بشائر ميلاد شاعر مختلف قدم قصيدة نابضة تتناول هموم المجتمع العربي على اختلاف أذواقه واحتياجاته، أقول أن ذلك البيت قد ذكرني باستعادة القصيدة كلها والتي يقول فيها الشاعر الصديق:

الغرب يصنع طايرات وصواريخ
والشرق الاوسط ضاع نفطه بلاشي
حطوا لهم في صفحة المجد تاريخ
وحنا بماضينا نعيد النقاشي
من عقب ما كنا جبالٍ شواميخ
صرنا تحت (ظلم) الأجانب ولاشي
شيء عجيب يدوّخ الراس تدويخ
وشلون بعد الحر حام الفراشي
أقولها والقلب أقوى من الصيخ
متى نشوف الحق بالارض ماشي
ماني ولد تاجر ولاني ولد شيخ
أنا فقير وراس مالي معاشي"

**
ونحن اذ نستذكر ونعيد هذه القصيدة التي لا يعرفها شباب اليوم فلأنها من جانب تذكرنا بحرارة الشعر الحقيقي من جهة وتذكرنا من جهة أخرى بأن الشاعر يستقرئ دوما الأحداث وان الشعر الخالد يبقى صالحا لكل الأزمنة والأمكنة بحيث أن من يقرأ هذه القصيدة اليوم يشعر أنها تتحدث عن وضع الشرق الأوسط هذه الأيام (العصيبة) لا سيما إذا ما عرفنا بأن شاعرين آخرين قد (جاريا) تلك القصيدة في حينها ألا وهما الشاعران الصديقان (ذيب الصقري العنزي) و(سلطان بن عمر المطيري) فذيب الصقري يقول على ما أذكر:

"حمود يبكي ماضياً بالتواريخِ
ما يرجعه ياحمود كثير النقاشي
حنا تلطخنا من العار تلطيخ
وعدونا في ساحة القدس ماشي
نشجب ونستنكر وننبح كما الذيخ
وأوصافنا تشبه خطاه الرياشي
ما تنجب (الحرّه) ياغير الصلابيخ
و(الرس) مايروي الكبود العطاشي".

**
اما (سلطان بن عمر) فإنني لا أذكر قصيدته جيدا وذلك لسلاطتها وقسوتها واحتشادها بالألفاظ التي لا تصلح للنشر وان كانت موجعة ومؤلمة لذلك لم يعد يحفظها حتى هو حينما ذكرته بها ذات ليلة ربيعية التقيته قرب بلدته (الرفيعة) في الصمان ونحن نستعيد أيامنا الخضراء ونزق الشباب والكثير مما حفظناه من شعر تلك الأيام