العودة   منتديات سدير > `·• أفياء أدبية •·´ > ¨° بيت الشوارد °¨

¨° بيت الشوارد °¨ خاص بكل ما هو منقول شعراً كان أو نثراً ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-2011, 03:26 PM   #91
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء



قراءة في أبيات رائقة


يا من جحدت عيناه دمي ... وعلى خـدّيه تـوّرده ..

خدّاكـَ قد اعترفا بـدمي ... فـعلام .. جفونك تجحده ..



في البدء ..


( قد ) الجميلة العذبة في سلاسة الكلام كانت وسط سلسلة بين الاعتراف والشاهد ، فموقعهـا يمطرُ خيراً .


من الأخير نبدأ في الربط الجميل – وهو المقصود دائماً ( فلابد من طلب بعد النداء ) – بين النداء الأول والاستفهـام ، حيثُ جاء بلفظة الشعر الجميلة ( علام ) ثم تعلّقتْ بشيء من ( ماضي ) فكانت الفاء !

رجوع ..


نداء أراده الشاعر مخفياً عن الأسماعِ والأبصارِ فكان أن استرجع صفته فيه عِتاباً لطيفاً ( جحدتْ عيناه دمي ) حيثُ نسب الجحود لجزء منه ( المسؤول عنه ) وهذا اللون الأكثر ظهوراً ونزقاً وجمالاً في توارد الإشارات ، وفي علامات ( الحب ) وفي مراتب مستقبلي الأحباب ... هو اللون الأجمل في تورّد الخدود .


يرى دمه قد تورّد في خدي محبوبه ( الذي جحد ذلك ولم يعترف ) – وهو يرى ذلك اعترافاً من الخدين بفعلته ووجود لون الدمّ في صفحتيهما أما الجفون تنكره !

محاكمة ..



الجاني من ؟
والشاهدُ من ؟


والأدلة هنا : اعترافات لونية قسراً أنكرتها العينان لكن ظهورها في الخدين كشف الحقيقة ( الربط الجميل بين لون الدم وخجل الخدود )

مكونـات ..

عينـان ، ودم ، وخدين ، جفون ( شكلتْ رموز المحبّ وحبيبه )
جحدتْ ، تورده ، اعترفـا ، فعلام ..( شكّلتْ آلة العتـاب الجميـل )

مما راق لي

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-03-2011, 06:12 PM   #92
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

الامام ابن القيم في وصف الجنة



الامام ابن القيم في وصف الجنة :


وما ذاك إلا غيرة أن ينالها *** سوى كفئها والرب بالخلق أعلم

وإن حجبت عنا بكل كريهة *** وحفت بما يؤذي النفوس ويؤلم

فلله ما في حشوها من مسرة *** وأصناف لذات بها يتنعم

ولله برد العيش بين خيامها *** وروضاتها والثغر في الروض يبسم

ولله واديها الذى هوموعدال *** مزيد لوفد الحب لو كنت منهم

بذيالك الوادى يهيم صبابة *** محب يرى ان الصبابة مغنم

ولله أفراح المحبين عندما *** يخاطبهم من فوقهم ويسلم

ولله ابصار تري الله جهرة *** فلا الضيم يغشاها ولا هى تسأم

فيا نظرة اهدت الي الوجه نضرة *** أمن بعدها يسلو المحب المتيم

ولله كم من خيرة إن تبسمت *** أضاء لها نور من الفجر أعظم

فيا لذة الأبصار ان هى اقبلت *** ويالذة الأسماع حين تكلم

ويا خجلة الغصن الرطيب اذا انثنت *** ويا خجلة الفجرين حين تبسم

فان كنت ذا قلب عليل بحبها *** فلم يبق الا وصلها لك مرهم

ولا سيما فى لثمها عند ضمها *** وقد صارمنها تحت جيدك معصم

تراه إذا أبدت له حسن وجهها *** يلذ به قبل الوصال وينعم

تفكه منها العين عند اجتلائها *** فواكه شتى طلعها ليس يعدم

عناقيد من كرم وتفاح جنة *** ورمان اغصان به القلب مغرم

وللورد ما قد البسته خدودها *** وللخمر ما قد ضمه الريق والفم

تقسم منها الحسن فى جمع واحد *** فيا عجبا من واحد يتقسم

لها فرق شتى من الحسن أجمعت *** بجملتها إن السلو محرم

تذكر بالرحمن من هو ناظر *** فينطق بالتسبيح لا يتلعثم

إذا قابلت جيش الهموم بوجهها *** تولى على أعقابه الجيش يهزم

فيا خاطب الحسناء إن كنت راغبا *** فهذا زمان المهر فهو المقدم

ولما جرى ماء الشباب بغصنها *** تيقن حقا أنه ليس يهرم

وكن مبغضا للخائنات لحبها *** فتحظى بها من دونهن وتنعم

وكن أيما ممن سواها فإنها *** لمثلك فى جنات عدن تايم

وصم يومك الأدنى لعلك فى غد *** تفوز بعيد الفطر والناس صوم

وأقدم ولا تقنع بعيش منغص *** فما فاز باللذات من ليس يقدم

وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها *** ولم يك فيها منزل لك يعلم

فحى على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيم

ولكننا سبى العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم

وقد زعموا أن العدو إذا نأى *** وشطت به أوطانه فهو مغرم

وأى اغتراب فوق غربتنا التى *** لها أضحت الأعداء فينا تحكم

وحى على السوق الذى فيه يلتقىال *** محبون ذاك السوق للقوم يعلم

فما شئت خذ منه بلا ثمن له *** فقد أسلف التجار فيه وأسلموا

وحى على يوم المزيد الذى به *** زيارة رب العرش فاليوم موسم

وحى على واد هنالك أفيح *** وتربته من إذفر المسك أعظم

منابر من نور هناك وفضة *** ومن خالص القيان لا تتقصم

وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا *** لمن دون أصحاب المنابر يعلم

فبينا همو فى عيشهم وسرورهم *** وأرزاقهم تجرى عليهم وتقسم

إذا هم بنور ساطع أشرقت له *** بأقطارها الجنات لا يتوهم

تجلى لهم رب السماوات جهرة *** فيضحك فوق العرش ثم يكلم

سلام عليكم يسمعون جميعهم *** بآذانهم تسليمه إذ يسلم

يقول سلونى ما اشتهيتم فكل ما *** تريدون عندى أننى أنا أرحم

فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا *** فأنت الذى تولى الجميل وترحم

فيعطيهمو هذا ويشهد جمعهم *** عليه تعالى الله فالله أكرم

فيا بائعا هذا ببخس معجل *** كأنك لا تدرى ؛ بلى سوف تعلم

فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة *** وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-03-2011, 01:08 AM   #93
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

كنا جبالا


محمد إقبال

من ذا الذي رفع السيوف ... ليرفع اسمك فوق هامات النجوم منارا

كنا جبالا في الجبال وربما ... سرناعلـى مـوج البحار بحارا

بمعابد الإفرنج كان أذاننا ... قبل الكتائب يفتـح الأمصارا

لم تنس أفريقيا ولا صحراؤها ... سجداتنا والأرض تقذف نارا

كنا نقدم للسيوف صدورنا ... لم نخشى يوما غاشمًا جبارا

وكأن ظل السيف ظـل حديقـة ... خضراء تنبت حولنا الأزهارا

لم نخـش طاغوتا يحاربنا ولو ... نصب المنايا حولنا أسوارا

ندعو جهارا لا إله سوى الذي ... صنع الوجود وقدر الأقدارا

ورؤوسنا يا رب فـوق أكفنا ... نرجوا ثوابك مغنما وجوارا

كنا نرى الأصنام مـن ذهـب فنهدمها... ونهدم فوقها الكفارا

لو كان غير المسلمين لحازها ... كنزا وصاغ الحلي والدينارا

ومن الألى ِحملوا بعزم أكفهم ... باب المدينة يوم غزوة خيبرا

أم من رمى نار المجوس فأطفئت ... وأبان وجه الحق أبلج نيرا

ومن الذي بذل الحياة رخيصة ... ورأى رضاك أعز شئ فاشترى

نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم ... والحرب تسقي الأرض جاما أحمرا

جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكبروا ... في مسمع الروح الأمين فكبرا

ما بال أغصان الصنوبر قد نأت ... عنها قماريها بكل مكان

وتعرت الأشجار من حلل الربى ... وطيورها فرت إلى الوديان

يارب إلا بلبلا لم ينتظر ... وحي الربيع ولا صبا نيسان

ألحانه بحر جرى متلاطما ... فكأنه الحاكي عن الطوفان

يا ليت قومي يسمعون شكاية ... هي في ضميري صرخة الوجدان

اسمعهموا يارب ما ألهمتني ... وأعد إليهم يقظة الإيمان

أنا أعجمي الدن لكن خمرتي ... صنع الحجاز وكرمها الفينان

إن كان لي نغم الهنود ولحنهم ... لكن هذا الصوت من عدنان
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-03-2011, 05:15 PM   #94
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

شعراء قتلهم شعرهم

شعر الهجاء والغزل والتشبيب بالنساء
قتل عدداً من شعراء الجاهلية والإسلام

• أبو الطيب المتنبي هجا امرأة؛ فقتله أخوها.
• بشار بن برد هجا المهدي؛ فأمر بضربه بالسوط حتى مات.
• قصيدة أبي نُخَيلة أضاعت ولاية العهد من عيسى بن موسى، وعقدتها للمهدي؛ فقُتل الشاعر بسببها!.
• وَضَّاح اليمن تَغَزَّل بقصائده في أم البنين، زوجة الوليد بن عبد الملك؛ فقتله.
• طَرَفَة بن العبد هجا عمرَو بن هند، ملك الحيرة؛ فأمر بقتله.
• • • •
الشعر صورة من صور البيان والبلاغة، وفن محبب الى النفوس، والشعر العربي سِجل حافل بأحوال العرب الاجتماعية والسياسية عبر العصور، وتصوير شامل لما كان عليه المجتمع في العهود السابقة، ولقد كان الشعر -في الماضي- الوسيلة الإعلامية الأولى التي تؤثِّر في الناس، وكان الحكام والسلاطين يستثمرون الشعراء في مدحهم وتحسين صورتهم، والدفاع عن مواقفهم وسياساتهم، وكانت تقام الأسواق والمنتديات التي يجتمع فيها الشعراء، ويتبارون في تقديم ما لديهم من قصائد وأشعار، مثل سوق عكاظ في الجاهلية، الذي بلغت شهرته الآفاق.


غير أن هناك من الشعراء من شذَّ عن الطريق، وأمعن في هجاء بعض الأفراد، سواء كانوا أشخاصاً عاديين، أو أمراء، أو سلاطين، وقام بمناصرة فرق وتيارات معادية لبعض الخلفاء وأصحاب النفوذ؛ حتى قاده شعره ولسانه الى الموت؛ فصار صريعاً لشعره، وقتله لسانه!!

وهذا الكتاب الذي صدر بالقاهرة للباحث سمير مصطفى فراج، تحت عنوان "شعراء قتلهم شعرهم" يلقي الضوء على عدد من هؤلاء الشعراء الذين سلكوا هذا السبيل الشائك، ولقوا حتفهم ضحية شعرهم.

والكتاب يقدم نماذج لفطاحل الشعراء في الجاهلية والإسلام؛ من أمثال المتنبي، وطرفة بن العبد، وبشار بن برد، ووضَّاح اليمن، وعبيد بن الأبرص، وكعب الأشقري.

ويتضح من سطور هذا الكتاب أن هناك عوامل مشتركة من أغراض الشعر ساهمت في مصرع هؤلاء الشعراء؛ أوَّلها الهجاء والمخاصمة، وثانيها الغزل والتشبيب بالنساء، وثالثها الفخر.

فالشعراء الذين قتلهم شعرهم: إما هجَّاءٌ أمعن في مخاصمة بعض الولاة أو الحكام أو الشعراء، وانطلق في النيل من شرفه والتشهير به وإظهار نقائصه، وإمَّا عاشق أمعن في التغزل بالنساء والتشبيب بهم؛ حتى جاء حتفه على يد ولي المرأة أو أخيها أو زوجها أو ابنها. وهذا ما سوف يتضح من عرضنا للنماذج التي شملها هذا الكتاب.

• الغزل ونهاية شاعرين:
وأول النماذج التي يقدمها الكتاب هو الشاعر "هُدْبة بن خَشْرَم"، من بني عامر، من بادية الحجاز، وكان شاعراً متقدماً فصيحاً، وراوية للحطيئة، وقد بدأ الشعر يرسم نهايته، هو وشاعر آخر من شعراء عصره، وهو "زياد بن زيد"، وهما من شعراء العهد الأموي، حيث كانا مع رَهْط من قومهم قاصدين الحج، وكان مع هدبة أخته فاطمة، فتغزل بها زياد قائلاً:
عُوجِي عَلَيْنَا وارْبَعِي يا فَاطِمَا ما دُونَ أنْ يرَى البْعيرُ قَائِماً
أَلا تَرَيْنَ الدَّمْعَ مِني ساجِمَا حِذارَ دارٍ مِنْكِ لَنْ تُلائِمَا
فَعَرَّجَتْ مُطَّرِداً عُراهِما فَعْماً يَبُذُّ القطفَ الرَّوَاسِما

وأطال زياد في قصيدته، فغضب هدبة، ورد عليه بأن تغزل في أخته، وكانت تسمى أم حازم، فقال:
لَقَد أُرَانَي وَالغُلامَ الحازِمَا نُزْجِي الْمطيَّ ضُمراً سَوَاهِما
متى تَظُنُّ القُلَّصُ الرَّوَاسِما والجّلة النَّاجِية الْعَياهِمَا
يَبْلُغْنَ أمَّ حَازِمٍ وَحَازِمَا إذَا هَبْطنَ مُستَحيراً قَاتِما

فسبه زياد، ورد عليه هدبة، وطال بينهما ذلك؛ حتى صاح بهما القوم، فسكتا، كل منهما على ما في نفسه، ولكن هدبة كان أشد حنَقاً على زياد، ورأى أنه قد غلبه وضامه، فقد تغزل في أخته فاطمة، وهي حاضرة سامعة، بينما تغزل هدبة في أم حازم، وهي غائبة لا تسمع غزله فيها.

ومن هذا اليوم صارت عداوة بين هدبة وزياد، ظهرت بوادرها في المعارضات الشعرية بينهما، ولم يشف هدبة ما قاله من الشعر، وتحيَّن الفرصةَ لقتل زياد حتى قتله، فأمسك سعيد بن العاص والي المدينة به، وأرسله إلى معاوية بن أبي سفيان، فأقر أمامه بقل زياد، وحبس بالمدينة ثلاث سنوات، حتى يبلغ "المِسْوَر" ولد زياد الحلم، ويخير بين أخذ الدية أو القصاص.

وبعد أن بلغ الغلام أراد سعيد بن العاص بذل محاولة أخيرة مع عبد الرحمن أخي زياد بأن يقبل دية أخيه ويعفو عن هدبة، ولكن عبد الرحمن أصر على قتله، وقال للوالي: إنه قال بيتاً من الشعر؛ لو لم يقله لقبلت الدية، أو صفحت بغير دية! والله، لو أردت شيئاً من ذلك؛ لمنعني قوله:
لَنَجْدَعَنَّ بأيدينا أنوفَكم ويذهَب القَتلُ فيما بينَنَا هَدْراً

فدفع الوالي بهدبه ليقتل، فبدت في عينه حسرة، وما ندم بشر على قول؛ كما ندم هدبة على قوله هذا البيت الذي قاده إلى الموت! والتفت هدبة الى قوم زياد وهو مقيد بالحديد قائلاً:
فإِن تَقْتُلُوني في الحَدِيدِ فإِنَّني قَتَلْتُ أَخاكُمْ مُطْلَقاً لم يُقيَّد

فقال عبد الرحمن: والله لا نقتله إلا مطلقاً من وثاقه، ثم قال:
قَدْ عَلِمَتْ نفسي وأنتَ تَعلَمُهْ لأَقْتُلَنَّ اليومَ مَنْ لا أَرْحَمُهْ

ودفع السيف الى "المسور بن زياد" فضرب هدبة ضربتين مات فيهما.

كعب الأشقري:
وينتقل المؤلف الى نموذج أخر من الشعراء الذين قتلهم شعرهم، وهو كعب الأشقري من قبيلة الأزد، وكان خطيباً وشاعراً، من أصحاب المهلب بن أبي صفرة، وقد مدحه، ومدح أبناءه، ورافقهم في حروبهم مع الأزارقة، وقد أوفده المهلب الى الحجاج مبشراً بانتصاره على الأزارقة، فأنشده من مدائحه فيهم قوله:
لولا المهلَّبُ ما زُرْنا بلادَهم ما دامتِ الأرضُ فيها الماءُ والشجرُ
وما من الناسِ من حيِّ علمْتُهُمُ إلاَّ يُرَى فيهمُ من سيبِكمْ أثرُ
فَما يجاوِزُ بابَ الجسرِ من أحدٍ! قد عضتِ الحربُ أهلَ الجسرِ فانجحروا!


فضحك الحجاج، وقال إنك لمنصف يا كعب، المهلب كان أعلم بك حيث بعثك.

واستمر ولاء كعب للمهلب وأبنائه من بعده، وكانوا لا يسمحون للشعراء بهجائه، ولما عزل يزيد بن المهلب عن خرسان ووليها قتيبة بن مسلم؛ مدحه كعب ونال من يزيد، وثلبه وهجاه، ولما بلغه أن يزيد قد وليها مرة أخرى؛ هرب الى عُمانَ، وأقام بها مدة، ثم كرهها، فكتب إلى يزيد بن المهلب معتذراً، ولكن يزيد لم يسامحه، ولم يصْفُ له، وداهنَه حتى رجع خرسان، وتخير له قاتلاً من قرابته؛ هو ابن أخيه الذي كانت بينهما عداوة وتباعد، وهجاه كعب بقوله:
إنَّ السَّوَادَ الذي سَرْبَلْتَ تعرِفُهُ ميراثُ جدِّكَ عن آبائِه النُّوبِ
أشبهتَ خالَكَ خالَ اللؤمِ مؤتسياً بهديه سالكاً في شرِّ أسلوبِ

وهكذا أغرى يزيد بن المهلب هذا الفتى بالمال؛ فقتل عمه الذي هجاه بلسانه.

عبيد بن الأبرص:
ويتعرض الكتاب لواحد من فحول الشعراء في الجاهلية، وهو عبيد بن الأبرص من بني أسد، وقد عاصر امرأ القيس، وكانت له جولة معه، بعد أن رفض امرؤ القيس ما عرضه بنو أسد؛ من دية لقتل أبيه أو تقديم شريف من أشرافهم مقيَّداً ليُقتل بدم حجر؛ فكتب عبيد قصيدة فخرا لقومه، وهجاء لقيس وقومه، ومما جاء فيها:
ياذاَ المُخَوَّفُنَا بقَتْـ ـلِ أَبيهِ إِذْلالاً وحَينَا
أَزَعَمْتَ أَنَّكَ قد قَتَلْـ ـتَ سَرَاتَنا كَذِباً ومَينَا؟
هَلاَّ على حُجْر بْنِ أُ مِّ قَطَامِ تَبْكى لا عَلَيْنَا!
إِنَّا إِذَا عضَّ الثّقا فُ بِرَأَسِ صَعْدَتنَا لَوَيْنَا
نَحْمِى حَقِيقَتَنَا وبَعْـ ـضُ القَوْمِ يَسقُطُ بَيْنَ بَيْنَا
هَلاَّ سَأَلْتَ جُمُوعَ كِنْـ ـدَةَ يَوْمَ وَلوْا أَيْنَ أَيْنَا!

ولكن امرؤ القيس كان مشغولاً بثأر أبيه، فلم يرد عليه.

وقد بدأت نهاية هذا الشاعر على يد الملك المنذر بن ماء السماء؛ فهذا الملك كان له يومان يوم بؤس ويوم نعمة؛ فإذا كان في يوم نعمة أتي بأول من يراه؛ فَحَباه، وكساه، وأعطاه من إبله مئة، ونادمه يومَه، وإذا كان في يوم بؤسه؛ أتى بأول من يراه، فيأمر به فيذبح.

وبينما هو جالس في يوم بؤسه؛ إذ أشرف عليه عبيد بن الأبرص، فقال لرجل كان معه: من هذا الشقي؟ فقال له: هذا عبيد بن الأبرص الأسدي الشاعر، فأتي به، فقال له الرجل الذي كان معه: اتركه فاني أظن أن عنده من حسن الشعر أفضل مما تدركه في قتله، فاسمع منه، فقبل الملك، وقال لعبيد: أنشدني:
أقفر من أهله ملحوب

لكن عبيداً لم يستطع أن يقوله، وعزَّت عليه نفسه، فرثاها بقوله:
أَقْفَرَ من أهلِهِ عبيدُ فليس يُبدي ولا يُعيدُ
عنتْ له خُطَّةٌ نَكُودُ وَحَانَ منها له وُرودُ

وأبى عبيد أن ينشدهم شيئاً مما أرادوا، فأمر به المنذر فقتله.

نهاية المتنبي:
ويصل المؤلف الى المتنبي الذي كان بعض شعره سبباً لمقتله، والمتنبي شاعر العربية الكبير الذي شغلت حياته وشعره حيزاً كبيراً من دراسات المتخصصين في الأدب العربي؛ حيث كان يكتب للنفس العربية، والإحساس العربي، والنبض العربي، الذي لا يرتبط بحدود أو فواصل تاريخية.

وكان المتنبي يستعلي على الشعراء، ويكثر من السخرية منهم ومن شعرهم، على نحو جعله هدفَهم جميعاً، وكان يكثر من الفخر بنفسه، فهو القائل:
سيعلمُ الجميعُ ممن ضَمَّ مجلسُنا بأنني خيرُ من تَسعى بِهِ قَدَمُ
أنا الذي نَظَرَ الأعمى إلى أدبي.. وأسمعتْ كلماتي مَن به صَمَمُ


وفي إحدى قصائده التي كتبها في صباه يقول:
إن أكن معجَباً فعُجْبُ عجيبٍ لم يجد فوق نفسهِ من مزيدِ
أنا تربُ الندى وربُّ القوافي وسمامُ العِدَى وغيظُ الحسودِ
أنا في أمةٍ تداركها اللـ ـهُ غريبٌ كصالحٍ في ثمودِ


ويقول:
أيُّ محلٍّ أرتقي أيُّ عظيمٍ أتقي؟
وكلُّ ما خلقَ اللَّـ ـهُ وما لم يخلقِ
محتقرٌ في همَّتي كشعرةٍ في مَفْرِقي

هكذا كان المتنبي في تقديره لذاته، يراها الأعلى دائماً، والأحق بالمجد والشرف، ولا يتنازل عن هذه الرؤية تحت أي ظروف كانت!.

• الهجاء القاتل:
والغريب أن المتنبي قتل بسبب الهجاء؛ على الرغم من أن الهجاء لا يمثل ركناً أساسياً في ديوانه؛ فعندما ترك المتنبي سيف الدولة أمير حلب الذي كتب الكثير من القصائد في مدحه ومناقبه؛ بعد أن وشي بينهما الواشون؛ اتجه إلى مصر لمدح واليها كافور الإخشيدي الذي كان عبداً أسود مثقوب الأذن، ولكن كافور خذله؛ فأطلق المتنبي فيه لسانه يهجوه وشعبَ مصر، فنجده في قصيده يبالغ في هجائه لكافور، ويصفه بكل صفات الرجل الدنيء؛ من الكذب، وإخلاف الوعد، والغدر، والخيانة، وخسة الأصل، والجبن؛ فيقول:
أُرِيكَ الرِّضَا لو أخْفَتِ النَّفْسُ خافيا وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا
أَمَيْناً؟ وإخلافاً؟ وغَدْراً؟ وخِسَّةً؟ وجُبْناً؟ أَشَخْصاً لُحْتَ لي أم مَخازيا؟
وإنك لا تدري: ألونُكَ أسودٌ من الجهلِ؟ أم قد صار أبيضَ صافيا؟!

ثم يقول وهو راحل عن مصر:
العَبدُ لَيسَ لُحرٍّ صَالِحٍ بأخٍ لَو أنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولُودُ
لا تشترِ العبدَ إلاّ والعصا معه إنَّ العبيد لأنجاسٌ مناكيدُ!
ما كنت أحْسِبُني أحيا إلى زمنٍ يسيء بي فيه عبدٌ وهو محمودُ

ومع هذا الهجاء الشديد اللهجة لكافور؛ استطاع المتنبي الخروج من مصر دون أن يمسه سوء، وجاء مقتله بسبب قصيدة هجا بها رجلاً يسمى "ضبة بن زيد"، يتعرض فيها لحادثة مقتل أبي ضبة، وقد فر وترك أباه، وهو يستخف به فيقول فيها:
ما أنصفَ القومُ ضُبَّهْ وأمّه الطُّرطُبّهْ
وَمَا عليكَ مِنَ القَتْـ ـلِ إنَّما هيَ ضَرْبَهْ
وَمَا عليكَ مِنَ الغَدْ رِ إنَّما هِيَ سُبَّهْ

ثم يقول:
ما كنت إلا ذُباباً نفتكَ عنّا مِذبّه
وإنْ بَعُدْنا قليلاً حملْت رُمحاً وحَرْبَهْ
إن أوحشتْك المَعَالي فَإِنَّها دارُ غُرْبَهْ
أو آنستْك المَخَازِي فإنَّهَا لكَ نِسْبَهْ

وفي القصيدة أبيات كثيرة؛ يتعرض فيها المتنبي لأم ضُبة، ويرميها بأفحش التهم، وكان لأم ضبة أخ يسمى "فاتك بن أبي جهل الأسدي"؛ فلما بلغته القصيدة أخذ الغضب منه كل مأخذ، وأضمر السوء لأبي الطيب، وعندما علم أبو نصر محمد الحلبي بِنية فاتك؛ حذر المتنبي، فلم يزده هذا التحذير الا عناداً، وركب المتنبي وسار، فلقيه فاتك في الطريق، فأراد المتنبي أن ينجو بنفسه، فقال له غلامه: ألستَ القائل:
الخيلُ والليلُ والبَيداءُ تعرفني والسيفُ والرُّمح والقرطاسُ والقلمُ؟

فثبت المتنبي حتى قتله فاتكٌ، وقتل ابنَه محمداً وغلامَه، وهكذا كانت نهاية هذا الشاعر العربي الكبير التي جاءت بسبب شعره ولسانه.

قصيدة أضاعت خلافة:
وينتقل المؤلف إلى شاعر آخر من الشعراء الذين قتلهم شعرهم، وهو الشاعر أبو نُخَيْلَةَ، الذي تخصص في مدح كل من آلت إليه الخلافةُ من بني أمية وبني العباس؛ فعندما كان الأمر بيد بني أمية مدحهم، وعندما انتقل إلى بني العباس مدحهم! وكانت قصائده معلقة على كرسي الخلافة يتناولها الجالس عليه؛ بغض النظر عن شخصه وسلوكه!!.

وقد تضمنت قصائد مدحه لبني العباس هجاء لبني أمية، ولأن شخصيته الشعرية كانت مهتزة؛ فقد كان مهيئاً أن يصيبه -من جراء شعره- شر عظيم، وهذا ما حدث بالفعل، ووضع نهاية لحياته.

فعندما علم أبو نخيلة أن أبا جعفر المنصور يريد تولية ابنه المهدي ولاية العهد، بدلاً من ابن أخيه عيسى بن موسى؛ وجدها فرصة للتقرب من أبي جعفر بقصيدة يؤيد بها رأيه، ويشيعُه بين الناس، ويطالب بخلع عيسى بن موسى، وبالبيعة للمهدي، فقال:
إلى أميرِ المؤمنينَ فاعْمِدِي إلى الذي يَنْدَى ولا يندى ندي
سيري إلى بحرِ البِحارِ المُزْبِدِ إلى الذي إن نَفِدَتْ لم يَنْفَدِ
ليسَ وليُّ عهدِنا بالأسعدي عيسى! فَزَحْلِقْها إلى محمدِ
فقدْ رضينا بالغلامُ الأمردِ وقد فَرَغْنَا غيرَ أن لم نشهدِ
وغير أن العقدَ لم يؤكدِ فلو سمعنا قولَك: امدد امددِ
كانَتْ لنا كدَعْقَةِ الوِرْدِ الصَّدِي فنادِ للبيعةِ جمْعاً نحشدِ

وقد أشاع أبو نخيلة هذه القصيدة؛ حتى رواها الخدم والخاصة، وتناشدها العامة، فبلغت المنصور، فدعا به، وعيسى بن موسى جالس عن يمينه، فأنشده إياها، وأنصت له حتى سمعها عن آخرها، وظهر على وجهه السرور.

ثم قال لعيسى بن موسى: ولئن كان هذا عن رأيك؛ لقد سررتَ عمك، وبلغتَ من مرضاته أقصى ما يبلغه الولد البار السار.

فقال عيسى: "لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين".

وهكذا خُلع عيسى، وعقدت البيعة للمهدي بولاية العهد، فأراد عيسى أن ينتقم من هذا الشاعر الذي تسببت قصيدته في ضياع الخلافة التي عاش عمره ينتظرها.

واشتد عيسى في طلب أبي نخيلة؛ حتى فر الى خراسان، فأرسل خلفه مولى له يسمى قِطْرِيّاً ومعه عدد من الرجال، فلحقوه في الطريق، فأخذوه، وكتفوه، وأضجعه قطري، وذبحه، وسلخ وجهه، وألقى جسمه إلى النسور، ولم يبرح مكانه حتى لم يبق منه إلا عظامه!.

• طَرَفَة بن العبد:
ويقف المؤلف مع شاعر جاهلي مشهور، هو طرفة بن العبد الذي قُتل وهو في السادسة والعشرين من عمره، ومع حداثة سنه؛ الا أنه استطاع أن يشمخ بقامته أمام كبار شعراء عصره، وتميز عليهم بحكمة كانت وليدة ظروفه الخاصة، وظهرت في بعض أشعاره، ومنها قوله:
إذا قلَّ مالُ المَرءِ قَلَّ بَهَاؤُه وضاقَتْ عليه أرضُهُ وسماؤُه
وأصبحَ لا يدري وإن كان حازماً أَقُدَّامُهُ خيرٌ لَهُ أمْ وَرَاؤُه
ولم يمشِ في وجهٍ على الأرضِ واسعٍ من الناسِ إلا ضَاقَ عنه فضاؤُه
فإن غابَ لم يُشْفِقْ عليه صديقُهُ وإن آبَ لم يفرحْ به أصفياؤُه
وإن ماتَ لم يَفْقِدْ وليٌّ ذهابُهُ وإن عاشَ لم يَسْرُرْ صديقاً لقاؤُه

وقوله:
إذا تمَّ عقلُ المرء ِتمت أمورُهُ وتمتْ أياديه وطابَ ثناؤُه
وان لم يكن عقلٌ تبيَّنَ نقصُهُ وإن كان مفضالاَ كثيراً عطاؤُه

وقد بدأت نهاية هذا الشاعر الشاب عندما رحل من اليمامة إلى الحيرة، وادعى جوار ملكها عمرو بن هند، وعندما أساء إليه الملك يوماً، ولم يكرِم وفادته، كما كان يفعل من قبل؛ هجاه، وهجا أخاه قابوساً، ولكن الهجاء لم يصل إلى أسماع عمرو بن هند إلا عن طريق رجل يسمى عبدعمرو بن بشر الذي هجاه طرفة أيضاً، وقد قال طرفة يهجو بن هند:
ليت لنا مكانَ المَلكِ عَمْرٍو رَغُوثاً حَول قُبتَّنا تَخُورُ
من الزَّمِرات أَسْبل قادِمَاها وضَرَّتُها مُرَكَّنة دَرُورُ
يشاركُنا لنا رِخْلانُ فيها وتعلوها الكِبَاش فلا تنورُ
لَعَمْرُكَ إن قابوسَ بنَ هند ليخلِطُ مُلكَهُ نوكٌ كَثيرُ!

في هذه الأبيات يرى طرفة عمرو بن هند ملكاً لا يصلح للمُلك، وخير منه نعجة تخور، وإن كانت قليلة الصوف؛ فربما كان لبنها كثيراً يكفي رضيعها وحالبها، وهي لا تنفر من الكباش، فقد اعتادت أن يقع عليها الذكور!.

فغضب عمرٌو، وأضمر في نفسه الانتقام من طرفة، ثم أرسله إلى عامله على البحرين برسالة، وأمره فيها بقتله، فقتله.

• صريع أم البنين:
ويتحدث المؤلف عن شاعر آخر صرعه شعره، هو "وضَّاح اليمن" عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كُلال، وسمي وضاحاً لجمالة، وكان أحدَ ثلاثةٍ من العرب يردون المواسم مقنَّعين يسترون وجوههم خوفاً من العين، وحذراً على أنفسهم من النساء لجمالهم! وهؤلاء الثلاثة هم: المقنع الكِندي، وأبو زيد الطائي، ووضاح.

وقد بدأ وضاح يدق أول مسمار في نعشه عندما استجاب لأم البنين زوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك، وقال فيها شعراً، والقصة بدأت عندما كانت أم البنين تؤدي فريضة الحج، وكتب الوليد يتوعَّد الشعراءَ جميعاً؛ إن ذكرها أحد منهم، أو ذكر أحداً ممن معها، ولكنها عندما وقعت عيناها على وضاح اليمن؛ هوتْه، وطلبت منه، ومن كُثَيِّرٍ أن ينسبا إليها شعراً، ولكن كثيراً أدرك عاقبة ذلك فلم ينسب لها، ولم يكن وضاح على ذلك القدر من الحذر والحيطة، وانطلق لسانه برقيق الشعر نسيبا في أم البنين، متغافلا عن مكانتها ومكانة زوجها وهو خليفة المسلمين.
ومما قاله فيها:
أَصَحوتَ عن أم البنيـ ـنَ وذكرِهَا وعنائِها؟
وَهَجَرْتَهَا هجرَ امرئٍ لم يسل صَفْوَ صفائِها
قرشيةٌ كالشمسِ أشـ ـرقَ نورُهَا ببهائِهَا
زادتْ على البِيضِ الحِسَا نِ بحسْنِهَا ونَقَائِهَا
لولا هوى أمِّ البني نَ وحاجتي للقائِها
قد قربت لي بغلةً محبوسةً لنجاتِها

ثم يقول في جرأة على زوجة الخليفة أكثر من ذلك:
صَدَعَ البينُ والتَّفَرُّقُ قلبي وتولَّتْ أمُّ البنينَ بِلُبِّي
ثوتِ النفسُ في الحُمُولِ لَدَيها وَتَوَلَّى بِالجِسْمِ مِنِّي صَحبي
وِلِقِد قُلتُ والمدامعُ تجري بدموعٍ كأنها فَيْضُ غَرْبِ
جَزَعاً للفراقِ يومَ تَوَلَّتْ: حَسْبيَ اللهُ ذو المَعَارِجِ حَسْبي!

وهذا الأقوال الصريحة في أم البنين كانت دوافع قوية لدى الوليد؛ للتخلص من هذا الرجل الذي ملأ الدنيا بها شعراً، وقد أحسَّ وضَّاحٌ بما يحيط به من خطر؛ فراح يبتغي السبل لإرضاء الخليفة، وقد وعدتْه أم البنين أن تَرْفِدَه عنده، وتقوِّيَ أمره؛ فمدحه الوضاح بعدة قصائد، ولكن هذه القصائد لم تشفع له، ودبر الوليد لقتله، وقيل أنه دفنه حياً، في حفرة حفرها له في قصره.

• بشار الهجاء:
ويقف المؤلف عند شاعر عربي آخر، عاش في العصر العباسي، واشتهر بشعر الهجاء، وهو الشعر الذي كان سبباً في مقتله، وهذا الشاعر هو بشار بن برد، الذي احترف الهجاء منذ صباه المبكر، وذاع صيته بهجائه الذي كان يؤرق ويتعب من يتوعدهم به، ولم يكن يخشى -في هجائه- شخصية كبيرة في الدولة، حتى ولو كان الخليفة ذاته؛ فقد هجا العباس بن محمد أخا الخليفة المنصور، وهجا الخليفة المهدي نفسه، ووزيره يعقوب بن داود.

وكان الهجاء يمثل الخطوة التالية؛ بعد أن يمدح فيخيب أمله ولا يعطى، فكان هجاؤه رجوعاً عن المدح.

وقد مدح الخليفة المهدي فلم يعطه شيئاً؛ فقال يهجوه:
خَليفةٌ يَزْني بعمّاتِهِ يَلْعَبُ بالدّبُّوقِ والصَّولجَانْ

وقد وصل هذا الشعر إلى المهدي عن طريق وزيره يعقوب، فكاد ينشق غيظاً، ثم قصد البصرة، وقبض على بشار، وأمر بضربه بالسوط حتى الموت، فأخذ إلى سفينة، وضرب سبعين سوطاً حتى مات، فألقوا به في الماء، فحمله الماء فأخرجه إلى دجلة، فأخذ فأتي به أهله فدفنوه.

• حماد عجرد:
أما آخر الشعراء الذين يعرض لهم المؤلف في كتابه؛ فهو شاعر من شعراء العصر العباسي، لا يختلف كثيراً عن بشار بن برد، وهو حَمَّادُ عَجْرَد، الذي كان واحداً من كبار هَجَّائي عصره، وكانت بينه وبين بشار جولات كثيرة من الهجاء المتبادل، وتميز هجاء حماد بفحشه الشديد، وامتلائه بالألفاظ المستنكرة التي يأباها الذوق وتَمُجُّهَا الآذان؛ حتى بدا بشار أمامه شاعراً مهذَّباً، عفيف اللفظ، رقيق الصورة!!!.

وكما جمع بينهما الهجاء؛ اشتركا في المصير الذي صار إليه كل منهما، وهو القتل بسبب الشعر؛ فقد رأينا كيف قتل بشار بسبب هجائه للمهدي، وسترى هنا مصير حماد، وكيف قُتل بسبب تشبيبه بامرأة تسمى زينب بنت سليمان.

فقد كان محمد بن أبي العباس السفاح يهوى زينب؛ فخطبها فلم يزوجوه، وكان حماد صديقه ونديمه، فقال له محمد: قل فيها شعراً. فقال حماد على لسان محمد:
زَيْنَبُ، ماذَنْبِي؟ ومَاذا الذَّي غَضِبْتُمْ فيِه وَلَمْ تُغْضَبُوا؟!
وَاللهِ، ما أَعْرِفُ لِي عِنْدَكُمْ ذَنْباً! فَفِيمَ الهَجْرُ يا زَيْنَبُ؟!
إن كنت قد أغضبتكم ضلة فاستعتبوني إنني أعتب
عودوا على جهلي بأحلامكم إنني وإن لم أذنب المذنب

فلما بلغ هذا الشعر مسامع محمد بن سليمان -أخو زينب- نَذَر دمَه، وأصر على قتله؛ لكنه لم يستطع لمكانة حماد من محمد بن أبي العباس. فلما مات محمد؛ جَدَّ ابنُ سليمان في طلب حماد، فلم يجد حماد من يستجير به، فاستجار بقبر سليمان بن علي، والد محمد بن سليمان، وراح يمدحه ويمدح سليمان، فقال:
مِنْ مُقِرّ بِالذَّنْبِ[1] لَم يُوجِبِ اللـ ـهُ عَلَيْهِ بِسَىِّءٍ إقرارَا
يا ابْنَ بِنْتِ النَّبِيِّ إنِّيَ لاَ أَجْـ عَلُ إلاَّ إلَيْك مِنْكَ الْفِرارَا
يا ابْنَ بِنْتِ النَّبيِّ أَحْمَدَ لا أَجْـ عَلُ إلاَّ إليكَ مِنْكَ الفِرَارَا
غَيْرَ أني جَعَلْتُ قَبْرَ أَبِي أَيْـ يُوبَ لِي مِنْ حَوَادِثِ الدَّهْرِ جَارَا
وَحَرِيٌّ مَنِ اسْتَجَارَ بِذَاكَ الْـ قَبْرِ أَنْ يَأْمَنَ الرَّدَى وَالعِثَارَا
لمْ أَجِدْ لِي مِنَ العِبَادِ مُجِيرا فَاسْتَجَرْتُ التُّرَابَ وَالأَحْجَارَا

لكن محمد بن سليمان لم يرض بهذا، وقال: والله لأبُلَّنَّ قبر أبي من دمه، فلم يجد حمادُ بُدّاً من الفرار إلى بغداد؛ ليستجير بجعفر بن المنصور الذي أجاره، واشترط لذلك أن يهجو محمد بن سليمان، فقال فيه حماد:

قُلْ لِوَجْه اَلخِصيِّ ذِي اْلعارِ إنِّي سَوْفَ أُهْدي لزَيْنَبَ الأْشْعارَا
قَدْ لَعَمْرِي فَرَرْتُ مِن شِدَّةِ الخَوْ فِ وَأَنْكَرْتُ صَاحِبي نَهارَا!
وَظَنَنتُ القُبُورَ تَمْنَعُ جَارا فَاستجرْتُ التُّرَابَ والأَحْجَارَا!
كُنتُ عندَ استجارَتي بِأبي أَيْـ يُوبَ أَبغي ضَلالةً وخسارَا
لم يُجِرْني وَلمْ أَجَدْ فِيهِ حَظّا أَضْرَمَ اللهُ ذَلِكَ القَبْرَ نارَا


فلما بلغ محمداً قولُه؛ قال: "والله لا يفلتني أبداً، وإنما يزداد حتفاً بلسانه، ولا والله لا أعفو عنه، ولا أتغافل أبداً".

وظل ابن سليمان يطلب حماداً، وحماد ينتقل من مكان إلى مكان يبحث عن مأوى وملاذ؛ حتى أدركه ابن سليمان في منطقة تسمى الأهواز، فأرسل مولى له فظفر به، فقتله.
--------------------
[1] إنه الضلال والخسران المبين؛ كيف ينسي -وهو في شدة بلائه- أن يدعو ربه القائل: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأْرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)[النمل:62]؟!.
أعرض عن ربه؛ ولجأ إلى أحجار لا تضر ولا تنفع، وأشرك بربه؛ فكان عاقبته أن تخلى عنه من كان حوله، ومات ميتة سوء.
________________________________________
3- المتنبي
جولنار - المملكه العربيه السعوديه 27/12/2009 05:19 pm
حبيت اعلق على ابيات المتنبي الصراحه انا تعجبني كل ابياته لكن يوم كتب شعر هجاء لضبه وبدأ يسب امه انا تمنيت ان هذا لم يحصل امه ليس له دخل اذا هجاء امفروض يهجو ضبه شخصيا وليس امه ولكن يدل على شهامته عندما اراد افراد ورجع وقاتل
هنيئا لك يا شاغل الناس وافضل بيت شعر سمعته هو
نثرتهم فوق الاحيديب نثره
كما تنثر على العرووس الدراهم

طَرَفة بن العبد

ينتمي طرفة بن العبد إلى بني مالك بن ضُبيعة، من بطون قبيلة بكر بن وائل، وهو أحد أبرز الشعراء الجاهليين، جعله بعضهم ومنهم لبيد بن ربيعة ثاني شعراء الجاهلية بعد امرئ القيس، وفضّل ابن قتيبة في الشعر والشعراء معلقته على سائر المعلقات فقال: "وهو أجودهم طويلة"، ولكن لم يؤثر عنه إلا أشعار قليلة، ولعل ما يفسر قلة شعره مقتله المبكر وهو في السادسة والعشرين.
وتذكر الأخبار في سبب قتله أنه كان وخاله المتلمس، وهو من شعراء الجاهلية أيضاً، ممن يفدون على ملك الحيرة عمرو بن هند "عمر بن المنذر" وكان بهما حفياً، وكان لطرفة بن العبد ابن عم اسمه عبد عمرو بن بشر، ولم تكن صلة طرفة به صلة الود والمحبة وإنما كان الود مفقوداً بينهما لسوء سيرته مع أخت طرفة، فهجاه طرفة بأبيات يسخر بها منه فيقول:
ولا خير فيه غير أن لـه غنىً
وأن لـه كَشحاً إذا قام أهضما
كان من سادة قومه، وكان سميناً بادناً. فأسرّها ابن عمه في نفسه. وكان له منزلة رفيعة عند عمرو بن هند.
ثم إن ابن هند وكل إلى طرفة وخاله المتلمس ملازمة أخيه قابوس بن المنذر، وكان قابوس فتى عابثاً لا يشغله إلا اللهو والقنص والشراب، فوجدا عناءً في ملازمته، وربما أنفقا اليوم كله في الوقوف ببابه، حتى ضاقا ذرعاً بالأمر، فنقما عليه وعلى أخيه عمرو بن هند لإذلالهما على هذا النحو، وكان طرفة فتى جريئاً لا يبالي بعواقب الأمر، فجرى على لسانه هجاء في عمرو بن هند وأخيه قابوس، قال فيه:
فليت لنا مكان الملك عمرو
رَغَوثاً حول قبتنا تخورُ
لعمرك إن قابوس بن هند
ليخلط مُلكَه نَوك كثير
فقد تمنى طرفة لو أنهم بدلوا بعمر بن هند نعجةً تخور حول خبائهم، ورمى أخاه قابوساً بالحمق، ولكن عمرو بن هند لم يبلغه هذا الشعر، وكان طرفة قال قبل ذلك شعراً يتغزل فيه بأخت عمرو بن هند، وقد رأى ظلها، فقال:
ألا بأبي الظبي الذي يبرقُ شِنْفاهُ
ولولا الملك القاعــد قد ألثمني فاه
فغضب عمرو بن هند على طرفة ولكنه أسرها في نفسه. واتفق بعد ذلك أن ابن هند خرج إلى الصيد ومعه ابن عم طرفة، فأصاب حمار وحش، فطلب الملك إلى عبد عمرو أن ينزل إليه فأعياه، فضحك عمرو بن هند، وقال له: لقد أبصر طرفة حسن كشحك حين قال شعره فيك، وفي رواية أخرى أنه شاهد كشحه وهما في الحمام، فأجابه عبد عمرو: إن طرفة قال فيك ما هو أقبح من هذا الشعر، وروى له ما قاله طرفة في هجائه، فاشتد غضبه، ولكنه لم يشأ أن يقتل طرفة فوراً، اتقاء لغضب عشيرته، فدعاه ودعا خاله المتلمس، وكان قال أيضاً شعراً في هجاء ابن هند، وقال لهما: أمضيا إلى عامل البحرين فقد أمرت لكما بجائزة، ودفع إليهما بكتاب مختوم إلى عامله، وقد أمره فيه بقتلهما.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2011, 11:40 PM   #95
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

الأمثال المنظومة شعرا


ألا كـل شـيء مـا خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل

إذا جـاء مـوسـى وألـقى العصا فقد بطل السحر والساحر

أكـل خـلـيل هكذا غير منصف؟ وكل زمان بالكرام بخيل؟

الـخـيـر لا يـأتـيـك مـتصلا والشر يسبق سيله المطر

إنـمـا أنـفـسـنـا عـاريـة والعواري حكمها أن تسترد

إذا مـلـك لـم يـكـن ذاهـبـة فـدعـه فـدولـته ذاهبة

إن كـنـت لا تـرضى بما قد ترى فدونك الحبل به فاختنق

إذا كان رب البيت بالدف مولعا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

إذا مـا أراد الله إهـلاك نملة سمت بجناحيها إلى الجو تصعد

ضـاقت ولو لم تضق لما انفرجت والعسر مفتاح كل ميسور

الـرزق يـخـطي باب عاقل قومه ويبيت بواباً بباب الأحمق

إذا لـم تـسـتـطـع أمـراً فـدعه وجاوزه إلى ما تستطيع

وإذا أتـتـك مـذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل

عـتـبت على سلم فلما تركته وجربت أقواماً بكيت على سلم

مـن لـم يـعـدنـا إذا مـرضـنـا ومات لم نشهد الجنازة

ولـربـمـا بخل الكريم وما به بخل ولكن سوء حظ الطالب

أقلب طرفي لا أرى غير صاحب يميل مع النعماء حيث تميل

كـنـت مـن كـربـتـي أفزع إليهم فهم كربتي فأين الفرار
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-04-2011, 10:42 AM   #96
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكلُّفاً



إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلاّ تَكَلُّفا *** ًفَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا

فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة *** ٌوفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ *** وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة *** ًفلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا

ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ *** ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا

وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ *** وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا

سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا *** صديق صدوق صادق الوعد منصفا


الأمام الشافعي
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-04-2011, 02:02 AM   #97
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

شربت مرارةً وبكيت جمراً
على فقدٍ لأيامٍ خوالي

لأيام بها الخيرات طراً
بها آباؤنا حازوا المعالي

ونالوا من ذرا العلياء شأوا ً
فصاروا في التدين خير آلِ

وكانوا كلما استسقوا لجدبٍ
سقاهم ربهم إثر ابتهالِ

فأضحوا شامةً من بعد تيه
وعموا بالصفا كل الفعالِ

كبير القوم لا يؤذي صغيراً
وجل الناس للقرآن تالِ

وكانوا عن حمى ديني حماةً
وقد ضربوا لنا خير مثالِ

فصرنا بعدهم قومًا وحوشاً
تناوش بعضنا بعضًا لقالِ
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-04-2011, 01:12 AM   #98
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

هو الأديب الكبير والشاعرالشهير سليمان بن علي الناصري التميمي
من أبرز أعلام الشعر النبطي وهو الشاعرالذي سارت بأشعاره الركبان وتناقلت أخباره الرواة في كل مكان
أسمه ونسبه :
هو الشاعر سليمان بن مشاري بن حمد بن علي بن محمد بن سليمان بن عبدالرحمن بن علي بن عبدالله بن عبدالعزيز بن ناصر بن محمد بن عبدالكريم بن مغير الناصري الحارثي العمروي التميمي رحمه الله
من آل ابن علي من آل مغير من قبيلة النواصر من بني عباد بن الحُصين من ضنا الحارث بن عمرو بن تميم
قال عنه الأديب الشاعر أحمد الدامغ المزروعي التميمي :
(أنه الشاعر الذي سارت بأشعاره الركبان وتناقلت أخباره الرواة في كل مكان)
وقال في موضوع اخر :
(هو الشاعر طار صيته وعم ذكره في الوسط الشعبي وأصغت لسماع شعره أذان الأدب الشعبي وطربت له أذان الأدب الفصيح وأصبح علماً من أعلام الشعر النبطي ، وعلى الرغم من كثرة قصائده إلا انه لم يطبع له ديوان خاص )
وقال أيضاً :
(انه واحد من الذين لا يقدمون على الهجاء إلا بعد أن يبلغ السيل الزبى وانه ليغض طرفه عن الإساءة الأولى وربما الثانية لكنه لايتحمل الثالثه.
فيطفح عنده الكيل فيستل لسانه ويجري قلمه ويأتي بالمطولات التي تستوعب إحصائية كاملة عن الجوانب السلبيه في الشخص الي يقع فريسه له
وفي موضوع اخر :
والذي له علاقه بالشاعر سليمان بن علي يؤكد انه كان رحمه الله يظهر عدم رغبته بتخليد قصائده الهجائيه حيث يبدو عليه كراهيه روايتها )
وقال عنه الشيخ عثمان الصالح في مقدمة الفواكة الشهية في المناظرات الأدبيه للأحيدب:
سليمان بن علي التميمي أديب كبير من الأدباء الشعبيين عاصر نهضتنا الحديثة منذ فجرها ، يوم أشرف على العالم في مسرح السياسه والبناء الملك عبدالعزيز رحمه الله وسجل كثيراً من أحداثه في قصائد رائعه وكان يجيد الهجاء دون ذكر اسم المهجو ، ولا أعتقد ان شاعراً من الشعراء القدامى والمعاصرين بصل إلى ماوصل إليه من لذع في الهجاء والاقذاع فيه مع سرعة في البديهة فلا يتلكأ ولا يتلعثم في أحلك الساعات.
كما انه لا يتعرض لمن لايتعرض له ولكنه ينتصف لنفسه)
وقال عنه الأستاذ عبدالله بن خميس في الأدب الشعبي في جزيرة العرب:
(هو سليمان بن علي الناصري التميمي من أهل بلده الداخله من وادي سدير ويعتبر بقيه جيل طواه الزمن أعني بالأدب الشعبي وقرضه
فهذا الشاعر من ذالك الرعيل وهو ظريف طيب المعشر فكه المحضر ذو ديانه وصلاح وغير مبتذل بأدبه وطرفه
يميل في شعره إلى الأوزان الخفيفه السهله وشعره سهل فكه وله في الهجاء لذعات مؤلمه ولسعات قارصه )
وقال في موضع اخر:
(له هجاء مر وعلى الرغم من سهولة شعره وسلاسته فما رأيت في المتأخرين مجيد في الهجاء مثله )
وقال عنه الأستاذ عبدالعزيز الأحيدب في تحفه العقلاء في القهوة والثقلاء:
(الشاعر الشعبي المجيد/ سليمان بن مشاري بن علي من النواصر من بني تميم
يعتبر من شعراء نجد البارزين شعره قوي المعاني سهل الاسلوب إلا انه يتسم بطابع الهجاء وهو لاينتهج ذالك إلا لسبب موجب
كان صاحب دين وتقى وكرم وشجاعة ويعتبر من المعمرين حيث أجتاز من العمر ماينوف على المائة سنة
وقد توفي رحمه الله سنه1389هـ في الرياض
قال عنه الشيخ النسابه عبدالله بن مساعدد الفايز الناصري التميمي في كتابه البواصر في التعريف بأسر النواصر:
(كان رحمه الله لطيف المعشر باسم المحيا حاضر البديهة متواضعاً محباً للأخرين
له أجوبه مسكته موجزه تدل على فطنته وبلاغته يداعب ويمازح عاليه القوم وادناهم وصغيرهم وكبيرهم
كان سخياً كريماً مشرعاً باب منزله للضيوف والزوار والأصدقاء وهو إجتماعي محب لمجالسه الأخرين ومحادثتهم يانس بهم ويانسون به لا يمل مجلسه وحديثه.
تكثر زياره الناس له وتكثر زيارته لهم حتى ولو كان ذالك خارج بلدة الداخله في قرى سدير اخرى.
كان عزيز النفس لايكتسب المال بشعره وإن مدح أحداً لا يمدحه لغرض استجداء المال ولم يسبق أن طرق باب ذي جاه لعطية او هبه أو هديه حتى ولو كان في احلك الظروف .
أشعاره تظهر ثقافته الجيده ومعلوماته المتنوعه والمتنورة وعاداته الطيبه التي لا تميل إلى استهتار او تعالىٍ بل تراه يتجه إتجاهاً إسلامياً طبع عليه.
له قصيدة طويلة تزيد على مائتين وخمسين250 بيتاً نظمها بعد وفاة أبنه عبدالرحمن رثاه فيها مطلعها :
الله من علـم دهانـي
ماناب بخير من جاني
وقد تضمنت تأوهات وتمنيات وأوصافاً أورد منها بعض المقتطفات التي تبين شدة مصابه وكضمه وحزنه وتمنيه لو انه مات بدلاً منه قال :

والله مـاحـل بجسـمـي
وتححملتـه بالاركـانـي
حل طويق وحـل مجـزل
وحل بحزوى وحل ذهلاني
فلافيهـن مـن تطيـقـه
وكيف اطيقه وانا انسانـي
وعيني تاكـف مددامعهـا
عليـه وكنـي رمـدانـي
وكنيت العبره في صدري

ممخافة شمـت العدوانـي
واخفي مابي عن اقرابـي
وعن اصحابي والجيراني
يالـيـت الـلـي مــره
قبـل يـمـره بـدانـي
خـلاه وبـدانـي قبـلـه
ولا بــداه وخـلانــي
ويتمنى لو انه كان معهم حينما غسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه فيقول:
وليتني عندهم يوم ايغسل
ويدرجونه في الاكفانـي
وليتني معهم يوم يجهـز
على منحـور العيدانـي
ابا لثم عينـه وخشمـه
والثـم اشفتـه تشفانـي
ليتني عنده يـوم ايمـم
والتفت منـه السيقانـي
وليتني معهم يو اموالـه
صلاة من دون اذانـي
وليتني معهم يوم اقفوا به
للقبـر شيـب وشبانـي
ولياتني معهم يوم اينزل
في الملحود ابا الديدانـي
وليتني معهم يوم تهايـل
عليه التـراب البنانـي
وليتني معهم يو توقـف
علـيـه النصيبتـانـي
اباقف عنده وادعوا لـه
بالثبات مـن الفتيانـي
في الحديث ادعوا لأخيكم
فانـه مسـؤول الآنـي
ليتني معهم وانا معهـم
في قلبي.. لو في مكاني
انا ابعدهم..وانا اقربهـم
عنده ما احتاج البرهاني
وله قصيدة رائعه في المرأة العجازه اي الكسوله وهي :
الرجل اللـي يوبـه لـه
مايشري عيش العجـازه
اللي قبلـه ينغـز فيهـا
كـل النهـار ابمنغـاره
والى أذن العصر قامـت
ونفت مثـل أم النـزاره
وهو عنده ضيف عجـل
حريص علـى انجـازه
وزرت قدرٍ على البـارد
وعيش الخرقا في منحازه
ولا تنفـى ولا تثـبـت
في المقعد مثل المركازه
مافيهـا ماتنمـدح بـه
الا فـي المرقـد .......
تحد العازه الـى عتزنـا
للعـجـازه اللـجـازه
وله قصيده في الانتصار لأصحاب اللحى وقد قالها فيمن يذم اصحاب اللحى ويقذعون في سخريتهم بهم حيث يصفون اللحيه بالمخمه هداهم الله نذكر منها:
تخلصـنـا بالخـمـه
من ها الخمه وقت الخمه
يوصي بعضهم بعضهم
ابخم اللي مالـه مخمـه
هذا اللي رغبنـي فيـه
السلامه مـن هالخمـه
ابها السبب محدٍ سالـم
إلا اللي ينقـل مخمـه
عسـى الله مايعدمناهـا
لين انفارق من هالأمـه
أشوف اللي مـا ينقلهـا
تحـرك عليـه الهمـه
اذا المـرء لا يرعـاك الا تكلفـا
فدعـه ولا تكثـر عليـه التاسفـا
ففي الناس إبدال وفي الترك راحـة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا
فما كل من تهـواه يهـواك قلبـه
ولا كل من صافيته لك قـد صفـا
اذا لم يكن صفـو الـوداد طبيعـة
فلا خيـر فـي ود يجـيء تكلفـا
ولا خير في خـل يخـون خليلـه
ويلقاه مـن بعـد المـودة بالجفـا
وينكر عيشـا قـد تقـادم عهـده
ويظهر سرا كان بالامس قـد خفـا
سلام على الدنيا إذا لـم يكـن بهـا
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
وله قصيده اخرى في الحث على إكرام اللحى وإعفائها ، ومن قصائده هذه الرائعه التي يصف بها الدنيا وحال بعض اهلها وخاصه منهم الذين يدعون العلم والمعرفه وهم ليسوا بعلماء نورد منها :
من تفكر في ها الدنيـا
تبين لـه كـل معنـا
قلنا ورا مـا انتفكـر
مادام الدنيا مطاوعتنـا
واثرها تعاكس وتناكس
وامعاكستها مطاوعتنـا
من نبي نطيعه منهـم
إمطاوعتنا او مطاوعتنا
فلاكن العذر اضعفـه
ان طعتنا لمطاوعتنـا
وله قصه ظريفه مع قويطي بن عسيلان
وابن عسلان هو محمد بن حمد العسيلان يلقب بدابان عاش حتى اوائل القرن الرابع عشر الهجري
وكان رجلاً موصوفاً بالجود والكرم والخصال الحميده وبهذه الصفات سمي داباه وقلبوا الناس الهاء الى نون وجعلوها دابان وهي للرجل اذا حمد
ومن خخصاله الحميده ان كان يعتني بقليب كانت على طريق فيما بين بلدة المعشبة في اعلى وادي سدير وبين روضه سدير وهي الى الروضه اقرب
وكان يحرص على ان يكون بها حبل يرد الماء واناء له عروه يربط منها الحبل فيستخرج به المار بها الماء ليشرب
اما حكايه دبان مع الشاعر سليمان رحمهما الله فهي تتلخص في انه سليمان قد ذهب الى المعشبه حيث اصدقائه هناك الذين منهم الشاعر سليمان بن سريع من الرجبان من الدواسر .
وفي طريق عودته من المعشبه ادركه العطش فكان اقرب ماء اليه هي تلك القليب التي كان ابن عسيلان يؤمن للمار بها الحبل والاناء فعرج عليها سليمان ووجد الاناء القويطي او القوطي مملوء من االماء فشرب حتى ذهب ظماؤه وقال :
يجزيك بالخير يا دابـان
لولاك ما شفت عيلانـي
جيت القويطي وهو مليان
وشربت لين الله ارواني
وسليمان بن علي الناصري التميمي وهو الشاعر الكبير يحسد معاصريه اذا ماجاء احدهم بأبيات نادره ومعاني جميله .
وروى ابنه مشاري رحمه الله انه لما سمع قول الشاعر عبدالوهاب بن زيد الفياض الوهبي التميمي في هذا البيت :
يعيب الناس من لاشاف عيبه
عليه الشق ما يرفاه رافـي

وهذا البيت من مجموعه ابيات لقصيده له قال مشاري : ان والده لما سمع هذا البيت قال : ليتني قائله وما قلت نصف شعري ... وهذا التذوق العظيم للشعر يذكرني بما فعله الشاعر الأموي الفرزدق همام بن غالب التميمي الذي وقف حينما سمع منشداً ينشد شعراً جميلاً واخذ يستمع إليه .
فلما انتهى المنشد من انشاده سجد الفرزدق . فلامه من كان بصحبته على فعله فقال:
مثل ما ان للقرآن سجده فإن للشعر سجدة .

الشاعر لم يطبع له ديوان بل انه يذكر انه يتلف قصائده بنفسه ولا يحاول نشرها
وعندما قال احدهم للشاعر سليمان بن علي الناصري:
هل تسمح بجمع قصائدك وطبعها في ديوان خاص بك
قال له : من طبعه طبعته
اي هجوته وذممته ،وفي هذا الرد مايشير إلى انه رحمه الله لا يرغب في نشر شعره لكنه لو طلب اليه نشر ماليس له علاقه بالهجاء لما كان جوابه هكذا بل ربما وافق وساعد على تنسيقه .
هذا ما اتسع المجال لذكره والشاعر سليمان رحمه الله غني عن التعريف شهد له الكثير من الأدباء والمفكرين وعرفه الخاص والعام من حاضرة وباديه ويتصف الكثير من أقواله بالحكم والنوادر الممزوجه بنوع من المرح.

وهو رحمه الله صاحب المثل المشهور

اللي ماله وسط ولا وآسطة ... عده نخلة ماسطة



أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-04-2011, 01:31 AM   #99
مشرفة سابقة
 
تم شكره :  شكر 6637 فى 1168 موضوع
اشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد نجد مشاهدة المشاركة  

إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكلُّفاً




إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلاّ تَكَلُّفا *** ًفَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا

فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة *** ٌوفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ *** وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة *** ًفلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا

ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ *** ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا

وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ *** وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا

سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا *** صديق صدوق صادق الوعد منصفا



الأمام الشافعي

 
والله رائعة جدا لم اسمعها من قبل.
كلامه جواهر رضي الله عنه و أرضاه
اشواق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-04-2011, 01:06 PM   #100
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشواق مشاهدة المشاركة  

والله رائعة جدا لم اسمعها من قبل.
كلامه جواهر رضي الله عنه و أرضاه

 
أهلا بك أيتها الكريمة

تشرفت بتواجدك العطر
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-04-2011, 08:35 AM   #101
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

الغبطة فكرة - لإيليا أبي ماضي


أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسـرَّهْ
لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحـاتٍ مُكْفَهِـرَّهْ
كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتِحِ قطـرَهْ
أو كمثلِ الرَّوضِ لَم تَتْركْ به النكباءُ زهـرَهْ
وعيوناً دَنقـتْ فيها الأماني المُسْتَحِـرَّهْ
فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تـهوى وتكرَهْ
وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْـرَهْ
وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جـمرَهْ
ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمـرَّهْ
قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفـعٌ ومضـرَّهْ
لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمـرَهْ
حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكـرَهْ
فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نـجدٍ وحُفْـرَهْ
فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ
وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقـرَهْ
كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْـرَهْ
فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبـرَهْ
* * *
أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْـرَهْ
ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ
وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِـرَّهْ
تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْـرَهْ
وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْـرَهْ
وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ
لَكَ، ما دامتْ لكَ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ
فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ
أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ
أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ
لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ
إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ
فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ
سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ
إنَّهُ العيدُ … وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2011, 02:07 PM   #102
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء


قصيدة الـوداع



حان حرماني وناداني النذيرْ
ما الذي أعدّدْتُ لي قبل المسيرْ

زمني ضاع وما أنصفتني
زاديَ الأولُ كالزاد الأخيرْ

ريّ عمري من أكاذيبِ المنى
وطعامي من عفافٍ وضميرْ

وعلى كفِك قلبٌ ودمٌ
وعلى بابِك قيدٌ وأسيرْ!

حانَ حرماني فدعني يا حبيبي
هذه الجنةُ ليستْ من نصيبي

آه من دارِ نعيمٍ كلما
جئتها أجتازُ جسراً من لهيبِ

وأنا إلفك في ظل الصِّبا
والشباب الغضِّ والعمرِ القشيبِ

أنزلُ الربوةَ ضيفاً عابراً
ثم أمضي عنك كالطيرِ الغريبِ

لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما
والحنانُ الجمُّ والرقةُ فيما؟!

لِم تسقينيَ من شهدِ الرضا
وتلاقيني عطوفاً وكريما

كلُّ شيء صار مرّاً في فمي
بعدما أصبحتُ بالدنيا عليما

آه من يأخذُ عمري كلَّه
ويعيدْ الطفلَ والجهلَ القديما!

هل رأى الحبُّ سكارى مثلنا؟!
كم بنينا من خيالٍ حولنا!

ومشينا في طريق مقمرٍ
تثبُ الفرحةُ فيه قبلنا!

وتطلعنا إلى أنجمه
فتهاوين وأصبحنَ لنا!

وضحكنا ضحك طفلينِ معاً
وعدونا فسبقنا ظلنا!

وانتبهنا بعد ما زال الرحيق
وأفقنا. ليتَ أنا لا نفيقْ!

يقظةٌ طاحت بأحلامِ الكَرَى
وتولّى الليلُ، واللَّيْلُ صَدِيقْ

وإذا النُّورُ نَذِيرٌ طَالعٌ
وإِذا الفجرُ مُطِلٌّ كالحَرِيقْ

وإذا الدُّنيا كما نعرفُها
وإذَا الأحْبَابُ كلٌّ في طَريق

هاتِ أسعدْني وَدَعْني أسْعدُكْ
قَدْ دَنا بعدَ التَّنائي موردُكْ

فأذقنيه فإِني ذاهِبٌ
لا غدي يُرجَى ولا يُرجَى غدُكْ

وا بلائي من لياليَّ التي
قرَّبَتْ حَيْني وراحَتْ تبعِدُكْ!

لا تَدَعْني للَّيالي فغداً
تجْرَحُ الفُرْقةُ ما تأسو يَدُكْ!

أزف البينُ وقد حان الذّهابْ
هذه اللَّحظةُ قُدَّت مِن عَذَابْ

أزف البينُ، وهل كان النَّوى
يا حبيبي غير أن أغْلق بابْ ؟!

مَضتِ الشّمْشُ فأمسيتُ وقد
أغلقت دونيَ أبوابُ السَّحابْ

وتلفَّتُّ على آثارِهَا
أسْألُ اللَّيْلَ! ومَنْ لي بالجوابْ؟!

إبراهيم ناجي

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2011, 05:50 PM   #103
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

عصفورة الروض








عصفورةَ الروضِ هذا الشدوُ يأسرني
ويستفيقُ على لحنٍ يؤّنسني


عصفورةَ الروضِ إنّ الحبّ أُحجيةُ
صِيغت خلوداً وضاعَ الحلّ في الزمنِ



لا حلّ للحبّ إلا سعيُنا كلفاً
في عالمٍ ضنّ بالرؤيا فلم يُبنِ



زيدي لحوناً وشدواً حيثُ يجمعنا
روضٌ توشّحَ بالأزهارِ والفننِ


أغراهُ بالحسنِ ينبوعٌ فقسّمهُ
في كلّ زاويةٍ حسناً لمُحتسنِ



من غيرِ عدلٍ ولكن حيثُ أنفذهُ
وعدُ المنى وجنودُ اللحنِ والشجنِ



عصفورةَ الروضِ إنّي شاعرٌ أرقٌ
أبقى بروضي وصمتي الكونُ طوّقني



لحني سكوني وتغريدي بخطّ يدي
أبني الحروفَ بناءَ الشعبِ للوطنِ



منها خفيٌّ ومنها غيرُ مستترٍ
ضمنٌ وضمنٌ ومنها ما يضمّنني



ومن حروفي خيولٌ نحو غايتها
الصعبُ مركوبٌ والقصدُ طاوعني



ومن حروفي شرودٌ لا يحيطُ بهِ
من كانَ يُنشدهُ أو كانَ يُنشدني



فلا أُجيبُ ولا يلقى إجابتهُ
بينَ الحروفِ لمعنىً غيرِ متّزنِ



كظاميءٍ لسرابٍ ظلّ مطّلباً
فماتَ من سغبٍ من غيرِ ما كفنِ



ومن حروفي ضياءٌ يستنيرُ بهِ
حسنُ المعاني وأقمارٌ تسامرني



ألقى بها ألقي والبعدَ عن أرقي
وأهتدي نحو دربٍ كانَ ضيّعني



وأستدلّ بنبضٍ خطّه قلمي
إلى نصوصي وحسنُ الحرفِ يتبعني



عصفورةَ الروضِ هاتي ردّدي جملي
هيّا اصدعي فتناً فاللحنُ يفتنني



أنا النقيضُ أنا قربٌ ومبتعدٌ
أنا الصباحُ أنا ليلٌ يُشابهني



أنا الضجيجُ أنا صمتٌ أنا عدمٌ
أنا الوجودُ وروحُ الضدّ تسكنني



ففسّري حالتي إن كنتِ عالمةً
بالحبّ إذ يخفى والحبّ إذ يبنِ



عصفورةَ الروضِ عندي فيضُ عاطفةٍ
تُروي حروفي وتُبدي ما يُخالجني



والحبّ أوصافهُ زادت محاسنها
فيما لديّ فأمسى لا يُفارقني



عصفورةَ الروضِ قولي إنّني أملٌ
للآملينَ وقولي ما يقدّسني ؟!



أسحرُ نصٍ وشعرٌ أم مساجلةٌ
أو قولُ نثرٍ كأحلامٍ تراودني



أم كلّ هذا كمالٌ لا يُناصفهُ
ما كان يُسعدني أو كان يُحزنني



عصفورةَ الروضِ حرفي طائرٌ غردٌ
في خافِفَيهِ الهوى سرٌ وفي العلنِ



فإن أردتِ سماعاً كان مستمعاً
وإن أردتِ حديثاً جادَ من شجني



فأنتِ قولي وأنتِ الصمتُ في وطني
ملكي حروفي وأنتِ الملكُ في الوطنِ
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-04-2011, 01:43 AM   #104
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

أُعَلِّمُه الرمايَة كُلَّ يَومٍ فَلَمّا اشتدَّ ساعِدهُ رَماني








الشاعر مالك بن فهم الأزدي المتوفي عام 480 ق.هـ و الموافق لعام 157م



أَلا من مُبلِغٌ أَبناءَ فَهمٍ بَمأَلكَةٍ من الرَجل العُماني

وَبَلِّغ مُنهِباً وابني خُنَيسِ وَسعدَ اللاتِ والحيَّ اليماني

ومن أَمسى بحيِّ بني صَريح إِلى حَرسٍ وحيّ بني عدان

ومن حَلَّ الثَنيَّة من كُلاعٍ إِلى بطنِ المناقِبِ والمثانِ

بِلادٌ قد نأى عنها مزاري وَجيرانُ المجاورَةِ الأَوانِ

تَحيَّةَ نازِحٍ أَمسى هَواه بجَنح البَحرِ من أَرضي عُمان

فَحلّوا بالسَراةِ وحل أَهلي بأَرَضَ عُمانَ في صَرفِ الزَمانِ

بَغَتهُ الدارُ من أَبناءِ فهمٍ ومن أَبناءِ دَوسٍ والقِنان

قَتلت مُحَرِّقاً وقتلتُ نَفسي وَراغَمتُ الأَعادي من أَسانِ

وَفي العرنين كنا أَهل عزٍّ ملكنا بَربَراً وَبَني قِران

جلبتُ الخَيلَ من سَرواتِ نَجدٍ وواصَلتُ الثَنايا غيروانِ

صددنا قومَنا الأدنين قُدما لَدى بطن المبالغِ والدِعان

بِها عِمرانُ من أَولاد عَمروٍ وَنَسوتُها ذوا النَسَب الأَوانِ

وَسرنا بين أَحقافٍ ورَملٍ وَغَلفاتٍ تَعاطاها بَناني

وأَوديَةٍ بها نَعَمٌ وَشاءٌ يُرِدنَ الماءَ تَنزَحُه السواني

بِهِ أَولادُ ناجيةِ بن جَرمٍ وأَوباشٌ من الأُمَم الغَوانِ

جَلَبتُ الخَيلَ من بَرهوتَ شُعثاً إِلى قَلهاتَ من أَرضي عُمانِ

قَتَلتُ بها سراةَ بني قيادٍ وَحامَيتُ المَعالي غَيروانِ

وَفي الهَيجاء كُنّا أَهل بأَس قَتَلنا بَهمَناً وَبَني كرانِ

لقينا خَيلهم عندَ التعادي بأَبطالِ المرازبَةِ الدِعانِ

يؤُمُّون الذُرى وَالخَيلُ تَترى بفرسانِ اللقاءِ كجنِّ عانِ

فَصالَت منهُم الأَملاكُ فيهم بمُرهَقَةٍ تَحُلُّ عُرى المِتانِ

نَصَفناهم فنصفُ الخَيلِ قَتلى وَنصفُ في الوثاقِ وفي القرانِ

ثأرنا المُلكَ يومَ بَني قيادٍ وَبهمنَ وَالمَنايا في العيانِ

فأَضحَتُ بهَمنُ وَبنو قيادٍ موالينا حيارى في الرَهانِ

فأَمتعناهُمُ بالمَنِّ عَفواً وَجُدنا بالمَكارِمِ والأَوانِ

وَجُزتُ مُمَلَّكاً قَطري عُمانٍ وَقُدتُ الهَيزري مع كلِّ عانِ

نَكَحتُ بها فَتاةَ بَني زُهَيرٍ وَخَوذَةَ بنتَ نَصرِ الأَسودانِ

وَجعدةَ بنتَ حارثَة بن حَربٍ من الحور المُحَبَّرةِ الحِسانِ

وأُمُّ جَذيمةٍ وَهناةَ بِكرٌ عَقيلَةُ من ذُرى العربِ الهِجانِ

وَمَعنٌ والعميقي ثم عَمروٌ وَحارِثُ منهم ذَرِبُ اللسانِ

شربتُ الماءَ من قَطري عمان فَلَم أَرَ مِثلَ ماء البَيذحانِ

فَيا عَجَباً لمن رَبَّيتُ طِفلاً أُلَقِّمُه بأَطرافِ البَنانِ

جَزاهُ اللَه من وَلَدٍ جزاءً سُلَيمَةَ إِنَّهُ شَراً جزاني

أُعَلِّمُه الرمايَة كُلَّ يَومٍ فَلَمّا اشتدَّ ساعِدهُ رَماني

وَكَم علمتُه نظمَ القوامي فَلما قالَ قافيةً هجاني

أَعلَّمه الفُتُوَّة كل وَقتٍ فَلَمّا طَرَّ شارِبُه جَفاني

رَمى عَيني بِسَهمٍ أَشقَذيٍّ حَديدٍ شَفرتَاهُ لهذَمانِ

توخّاني بِقَدحٍ شَكَّ قَلبي دَقيقٍ قد بَرَته الراحَتان

فأَهوى سَهمه كالبَرقِ حَتىّ أَصابَ به الفؤادَ وما أَتَّقاني

فَلا ظَفَرتِ يَداهُ حينَ يَرمي وَشُلَّت منه حامِلةُ البَنانِ

فَبَكوا يا بَنيَّ عليَّ حَولا ورَثُّوني وَجازوا من رَماني
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2011, 09:45 AM   #105
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: وقـفـات مع الشعر والشعراء

مالي أراها لا ترد سلامي






مــالــي أراهــــا لا تـــــرد ســلامـــي
هــل حـرّمـت عـنــد الـلـقـاء كـلامــي

أم ذاك شـــأن الـغـيـد يـبـديـن الـجـفـا
و فـؤادهــن مــــن الـصـبـابـة دامــــي

يـــا قـلــب ويـحــك إن مـــن علـقـتـهـا
رأت الـوفـا فــي الـحـب غـيـر لـزام ِ

هـــي لا تـبـادلـك الــغــرام فـنـاجـنـي
لـمـا أنـــت فـــي أحضـانـهـا مـتـرامـي

مـا كـان يبكـي يـومـه كــي تضحـكـي
مـــا كـــان يـسـهــر لـيـلــه لـتـنـامـي

بل كـان ينشـد فـي هـواك سعـادة
فجعلتـهـا حلـمـا مـــن الأحـلا م ِ

يـــا ربّـــة الـطــرف الكـحـيـل تـذكــري
عهـدي وخافـي الله فـي استسلامـي

لـــولا رجـائــي فــــي ودادك و الــوفــا
لكرهـت عيشـي فـي الهـوى ومقـامـي

أصـبـحــت عــبــدا فــــي هـــــواك
و إنني لسليل قوم ماجدين كرام ِ

روحــي فـداك إذا ملـكـتـي تـرفـقـي
لا تـتـركـيـنـي فــريــســة الــلــوّام ِ

الشاعر السعودي حمزه شحاته رحمه الله
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:21 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه