الآن نشهدُ ليبيا . والسابقون الأولون من التونسيين و المصريين ومن تبعهم واقتفى ثورتهم وتوالي الأحداث في بعضِ قِطرٍ, و ثورةٍ ذات رهبة . و نحنُ ما بين ذهولٍ ودهشةٍ من تداعياتها نقف حائرين أمام بشاعةِ ما يفعله هذا الطاغية في ليبيا عجبٌ و للعجَبِ أن يعجب! لا أودّ الخوض في تفاصيلٍ قد نتّفقُ عليها أونختلفُ على صحّتها , لكن كلّ أحدٍ منّا شاهدُ عيانٍ على ذلك .
قصفٌ وقتلٌ وتشريدٌ و سفكُ دمٍ كلّ ذلك وأكثر من أجلِ أناسٍ خرجوا طالبين حقهم في العدلِ والحياةِ الكريمة, وهذا الطاغية يدعّهم دعًّا ! من هول ما نرى ونسمع في ما كان صانعه ومن يحذو حذوَه لا نملك إلا ربّنا اطمِس على أموَالهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهم فَلا يُؤمنوا حَتى يروا العذاب الأليم .
الدول العربية الآن في هرجٍ ومرجٍ وقتلٍ وفتنةٍ لم يشهدها التاريخ من قبل! و ها علاماتُ الساعةِ الصغرى كُلها وقعت, أولم نُفكّر -بجديّةٍ- محضة أن يكون ذلكَ بزوغ لعلامات الساعة الكبرى و أن يقتل المُسلمُ المُسلمَ و يجور الحُكام ولا يعدلون حتى لا يتبقّى حاكمٌ في جزيرةِ العرَبْ! يا حسرةً على العباد ما كانت الأمةُ لتجمتع على ضلالةٍ, وكل طاغيةٍ إلى هلاكٍ أسألك بالله هِب لي ظالم في هذهِ الدنيا لم تُعجّل عقوبته فيها , وأنّى له بالآخرة و ظلماتها! , هِب لي واحد فقط إن وجدت . مهما طال الزمن فإن العزّة للهِ جميعًا .
أقول يا معمر القذافي وابنك وكل منهم على شاكلتكما : كلُّ شيءٍ في كتابٍ .. لا يَضِلُّ ربي ولا ينسى, لا يَضِلّ ربي ولا ينسى , لا يَضِّل ربي ولا ينسى ! -