العودة   منتديات سدير > ¨° المنتدى الترفيهي °¨ > ¨° التراث والسياحة °¨

¨° التراث والسياحة °¨ نوادر- أدوات قديمة - قصص وقصائد من التراث - تبادل الخبرات و التجارب في مواقع وأزمنه و وسائل و طرق الرحلات البرية و الصيد ، والسفر والسياحة .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-2009, 07:50 PM   #46
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

مرحلة الانتشار الإستراتيجي في منطقتي عسير والحجاز :

بعد أن استكمل الملك عبد العزيز كيانه الإستراتيجي نظر إلى واقعه ( الجيوبو لوتيكي ) ، فوجده واقعاً معزولاً في الصحراء ، تحف به الرمال ، فتطمس العالم ، وهو لا يرضى لكيانه السياسي ولا لدعوته السامية أن تكون في عزلة عن الأمة ، ففكر في الانتشار الإستراتيجي؛ حتى يصل بكيانه إلى البحار شرقاً وغرباً .

لم يكن فكره – رحمه الله – قاصراً يبحث عن مكاسب ذاتية لنفسه وأسرته ، ولم يكن فكره – رحمه الله – فكراً مستقبلياً ذاتياً يبتغي من ورائه المجد الزائف ، بل كان فكراً إستراتيجياً عميقاً يدرك الأمور بأبعادها الحقيقية .

كان – رحمه الله – على يقين تام بأن دعوة التوحيد هي في هذه الأمة ، ويجب أن توظف لتحقيقها جميع الإمكانات العسكرية والسياسية والاقتصادية ، فكان – رحمه الله – يتحمل بدعوته معاناة الأمة .

كان – رحمه الله – يرى أن الدعوة إلى التوحيد ليست مجرد نداء إلى الناس بالعودة إلى الله وحده ، ولا بهدم القبور فقط ومحاربة البدع فحسب ، بل إن الدعوة إلى التوحيد بمفهومها العميق تتمثل في رفع المعاناة عن الأمة العربية بصفة خاصة ، والأمة الإسلامية بشكل عام ، هذا المعاناة تتمثل في الشرك والجهل والفقر والاستعمار .

لقد تأسى بفكر النبي e وبمفهومه العميق لدعوة التوحيد ، لقد قال عليه الصلاة والسلام لقريش وهو يبحثون عن الذات: ( كلمة تسودون بها العرب ، وتحكمون بها العجم ) ، فقالوا له : ( وعشر كلمات وأبيك ) ، قال : تقولون : ( لا إله إلا الله ) ، فقال أحدهم : ( والله لا نطيق ذلك ) ، لقد أدركت قريش عمق المعنى ، لكنها لم تصل إلى أبعاد الحقيقة .

إن الأمم لا تسمو إلا بفكرها ؛ فالملك عبد العزيز – رحمه الله – لم يكن مجرد قائد إداري أو قائد عسكري ، بل كان أيضاً قائداً فكرياً عرف كيف يتعامل مع الاستعمار ، وعرف كيف يتعامل مع التمزق الذي كان تعيشه الجزيرة العربية ، وعرف كيف يتعامل مع الفساد الذي ألمَّ بكثير من الشعوب الإسلامية ، فمن أين جاءه الفكر وهو صبي في فجر العشرينيات من العمر ؟

لقد خرج والد الملك عبد العزيز الإمام عبد الرحمن من نجد إلى الكويت بأهله وعشيرته الأقربين ، لقد أخلى الساحة في نجد لابن رشيد ، خرج – رحمه الله – بإرادته، لم يكن مطروداً ولا مهزوماً ، فالفرصة للقتال كانت متاحة ، والمؤيدون له ولآل سعود ينتشرون في نجد وباقي مدن الجزيرة العربية ، لكن الإمام عبد الرحمن خرج ليعود بعد أن يعد نفسه وأبناءه من جديد ، لقد خرج لإعداد الرجال لتحمل المسؤولية وحمل الأمانة ؛ لأن أمانة الدعوة وأمانة القيادة ليست بالأمر الهين ولا باليسير .

لقد عاد الملك عبد العزيز بهؤلاء الرجال الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الدعوة، حملوا على أعناقهم أمانة التاريخ ، فما منهم أحد إلا وله بطولات تسجل ، وعمل مجيد يذكر ، يتلألأ في صفحات التاريخ وفي سيرة الملك عبد العزيز .

لقد وجد أمير الكويت الشيخ مبارك الصباح في الإمام عبد الرحمن الفكر الثاقب والإدراك العميق ، فكان لا يقطع أمراً دون مشورته ، فكان الإمام عبد الرحمن نعم الأمين ونعم الصاحب .

لقد أسهم الإمام عبد الرحمن في حماية الكيان السياسي للشيخ مبارك الصباح بنفسه وأبنائه ، فقد بعث بالملك عبد العزيز – رحمه الله – مع حشد من عشيرته وأتباعه ومؤيديه إلى الرياض عام 1318هـ / 1901م للهجوم عليها لتخفيف وطأة الهجوم الذي شنه ابن رشيد على القوات الكويتية في معركة ( الصريف ) .

كما أنجده الإمام عبد الرحمن حين طلب منه الشيخ مبارك المعونة لإيقاف ابن الرشيد الذي اتجه مهاجماً للكويت إثر هزيمته أمام الملك عبد العزيز في ( معركة الدلم ) ومطاردته ، فاتجه الملك عبد العزيز بعشرة آلاف مقاتل ، ما إن سمع بها ابن الرشيد حتى ترك الهجوم على الكويت ، وعاد إلى حائل .

أخيراً استطاع الملك عبد العزيز أن يكفي الشيخ مباركاً تهديد آل الرشيد المزمن عندما فتح حائل في 29 صفر سنة 1340هـ الموافق 2/11/1921م .

وأخيراً واصل أبناء عبدالعزيز الأمانة والوفاء للكويت عندما قادت المملكة العربية السعودية بعد قرن من الزمان تقريباً في عهد خادم الحرمين الشريفين القوات الدولية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي .

أراد الملك عبد العزيز أن يحقق الانتشار الإستراتيجي ، ويستكمل منظومته الإستراتيجية، فيكون هذا الكيان العربي المسلم منتشراً في أرجاء الجزيرة العربية .

لقد نظر – رحمه الله – إلى منطقة ( عسير ) ، فوجد أن الدعوة السلفية قد استوطنت فيها منذ الدولة السعودية الأولى ، لكن الظلم خيم على عسير في عهد الأمير حسن بن عائض ، فاستنجدت القبائل وأهل المدن بالملك عبد العزيز لإنقاذهم ، فبادر – رحمه الله – إلى التحرك تجاه عسير لفتحها بادئاً بالنصح .

ونظر – رحمه الله – إلى الحجاز ، فوجد بعض الوافدين والحجاج ينتهكون حرمات المشاعر ببعض الممارسات البدعية التي لا تتفق مع أصول الشريعة الإسلامية ، حتى ضـــاق بهم علماء الحجاز ، وعندما بدأ الشريف حسين بن علي بالتحرشات بادر – رحمه الله – إلى تخليص الحجاز من هذه الممارسات ، وضمه إلى مواكب التوحيد .

أما بالنسبة للجنوب وشرق الجزيرة فقد كانت واقعة تحت هيمنة الاستعمار البريطاني الذي كان يسيطر على الممرات البحرية ، ومن غير الحكمة الدخول في مواجهة مع بريطانيا قبل أن تتأهل الأمة لذلك .

لقد عايش الملك عبد العزيز انتزاع الشيخ مبارك الصباح الحكم من أخيه محمد عام 1897م ، وكان في الكويت عندما عرض القيصر الألماني على الشيخ مبارك فتح منفذ لخط برلين بغداد ، فرفض الأمير ، فعرض الأمر على السلطان العثماني الذي أمر بعزل الشيخ مبارك .

انتهزت بريطانيا الفرصة ، وتقدمت تعرض الحماية على الكويت ، فتم الاتفاق بينهما ، عندئذ عمدت تركيا إلى تحريض ابن رشيد على احتلال الكويت ، وبعد الحرب العالمية الثانية دخلت العراق تحت السيطرة البريطانية .

لقد بدأت فكرة الانتشار الإستراتيجي عند الملك عبد العزيز إثر سقوط حائل عام 1340هـ / 1921م ، واستغرقت عملية الانتشار ست سنوات ضم خلالها منطقتي عسير والحجاز .


يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2009, 07:53 PM   #47
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

8- دخول عسير :

في أواخر عهد الأتراك كانت منطقة عسير عبارة عن متصرفية عثمانية ، مقرها مدينة أبها ، وبالرغم من مناهضة آل عائض للأتراك إلا أن الأتراك اختاروا واحداً من هذه الأسرة ؛ ليكون معاوناً للمتصرف في عسير .

وعندما غادر الأتراك المنطقة عام 1337هـ بسبب هزائمهم المتكررة في الحرب العالمية الأولى أصبح حسن بن عائض والياً مستقلاً في عسير ، فنسج علاقة ودية مع الملك حسين بن علي شريف مكة المكرمة ؛ لينال منه الدعم في حروبه ضد السيد محمد علي الإدريسي صاحب النفوذ في جازان .

لقد نجم عن الصدام بين قوات الملك عبد العزيز والملك حسين في خرمة وتربة انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي لقيت تقبلاً لدى قبيلتي قحطان وزهران وانعطافاً نحو شخصية الملك عبد العزيز مما أثار حفيظة الأمير حسن بن عائض ، كما أن عداء الأمير حسن بن عائض للسيد الإدريسي الذي يحتفظ بعلاقة ودية مع الملك عبدالعزيز أثار حفيظته ، رحمه الله .

وعندما كثرت الشكاوي من القبائل والمواطنين في عسير للملك عبد العزيز من قسوة تعسف الأمير حسن بن عائض بعث الملك عبد العزيز بوفد إلى الأمير حسن للتوسط بينه وبين القبائل الغاضبة ، فرفض الأمير التوسط في صلف بالغ ، كما ذكره أمين الريحاني في كتابه تاريخ نجد وملحقاته ، ومحمد بن أحمد العقيلي في كتابه تاريخ المخلاف السليماني .

أ‌- الحملة الأولى :

سيَّر الملك عبد العزيز جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة الأمير عبد العزيز بن مساعد ، فانطلق الجيش إلى عسير في شهر شعبان عام 1338هـ / 1930م ، وانضم إليه بعض المؤيدين في عسير ، والتقى جيش الأمير حسن بن عائض في ( حجلى ) بين أبها وخميس مشيط ، وانكسر جيش الأمير حسن عائض الذي انسحب إلى أبها ، ثم لجأ إلى قصره في ( جبل حرملة ) ، ولم يعبأ الأمير عبد العزيز بن مساعد به ، بل راح يفتح المدن والقرى ، ولما لم يجد ابن عائض مندوحة من الحصار والبقاء في قصره استسلم مع باقي أسرته وأعوانه ، فبعث به الأمير عبد العزيز إلى الرياض ، فأكرمه الملك عبد العزيز وأسرته ، وأعاده أميراً على المنطقة ، ولما كثرت الشكاوي استبدل به آخر كما يقول خير الدين الزركلي في كتابه شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز .

ب‌- الحملة الثانية :

كان الملك عبد العزيز قد فرغ لتوه من فتح حائل وتوحيد شمر ؛ إذ بلغه أن حسن ابن عائض قد قام بفتنة ضد الأمير السعودي بتحريض من الملك حسين شريف مكة ، فجهز – رحمه الله – جيشاً قوامه ستة آلاف مقاتل ، وأمَّر عليه ابنه فيصل بن عبدالعزيز، وكان ذلك في شوال 1340 هـ .

وقبل أن يصل الجيش إلى مدينة خميس مشيط حيث يرابط فيها محمد بن عائض انضم إليه المؤيدون من قبائل الجنوب من قحطان وزهران وشهران وغيرهم .

ما إن اقترب الجيش السعودي من خميس مشيط حتى غادرها محمد بن عائض إلى ( حجلى ) ، ولما لحقته مفرزة من الخيالة انسحب ابن عائض إلى أبها ، لكنه ما لبث أن غادرها مع أهله وأنصاره ، فدخلها الأمير فيصل بن عبد العزيز دون مقاومة في شهر صفر عام 1341هـ الموافق أكتوبر عام 1922 م .

لجأ حسن بن عائض إلى قصره في ( جبل حرملة ) الذي دارت حوله معركة حامية بين الجيشين ، لكن حسن بن عائض عندما وجد أن الموقف ليس في صالحه انسل من الجبل مع بعض أتباعه ، وهرب ، فهدم الأمير فيصل معاقلهم ، ثم عيَّن ( سعيد بن عصيفان) أميراً على أبها ، وترك معه حامية قوية ، وعاد إلى الرياض .

لكن آل عائض لم تهدأ نفوسهم ، وبخاصة أن تحريض الشريف لهم كان متواصلاً، فهاجموا أبها ، ولم يفلحوا .

ولما توفي ابن عصيفان عيَّن عبد العزيز بن إبراهيم أميراً ، فاستطاع بحكمته أن يقنع آل عائض أن لا فائدة من القتال والخروج على الدولة ، فأمنهم ، وجهزهم ، وبعثهم إلى الرياض ، فعفا عنهم الملك عبد العزيز ، وبذلك استتب الأمن في ربوع عسير .

ج– الدروس المستفادة ،

وأهمها النقاط الخمس الآتية :

1- أظهرت العملية أهمية التأييد الداخلي المبني على العقيدة .

2- أظهرت العملية أهمية استغلال الجانب المعنوي في القتال .

3- أظهرت العملية أهمية الاستطلاع الجيد ودقة المعلومات التي تبنى عليها القرارات السليمة .

4- أظهرت العملية أهمية مبدأ المحافظة على الغرض ، والاكتفاء بتكليف مفرزة للتعامل مع الأهداف الثانوية ، وهو ما فعله الملك فيصل عندما بعث بمفرزة من جيشه إلى تهامة لقتال المنشقين في القنفذة بقيادة محمد بن عائض .

5- أظهرت العملية أهمية الحكمة في التعامل مع المنشقين وتحويلهم من أعداء إلى أصدقاء ، وهو ما قاله إبراهام لنكولن : ( لقد انتصرت عليهم كأعداء حينما حولتهم إلى أصدقاء ) ، وهو ما فعله الأمير عبد العزيز بن إبراهيم .

يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2009, 07:54 PM   #48
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

9- ضم الحجاز :

كان طبيعياً أن يسعى الملك عبد العزيز لضم الحجاز إلى وحدة هذا الكيان ، فالهدف هو الدعوة إلى الله ، وهذا يقتضي أن تكون مكة المكرمة والمدينة المنورة هي المنطلق الطبيعي للدعوة ، وبخاصة أن الداعية ليس من السهل أن تسكن نفسه ، وهو يرى أن طريق الحج والعمرة والزيارة محفوظة بالمخاطر ، وليس على الداعية أن تطمئن نفسه ، وهو يرى قواعد الدين تنتهك من قبل الوافدين إلى الحرمين الشريفين ؛ لهذا كان التوحيد واجباً دينياً ، وليس مطلباً سياسياً أو اقتصادياً .

فالذين ينظرون إلى فتح الحجاز بأنه عمل تسلطي أو قضية حرب دعت إليها المنافسات الشخصية أو كانت من تداعيات الاشتباكات وغيره أناس يستهينون بالقيم وينظرون إلى الأمور بمنظار مسطح .

إن من ينظر إلى ما آل إليه الحرمان الشريفان اليوم من أمن ورخاء وتيسير يدرك أن الهدف الأساس للملك عبدالعزيز لم يكن لغاية دنيوية ، إنما هو عمل جهادي ابتغى فيه وجه الله عز وجل ، وكم كان – رحمه الله – يردد ذلك .

فلو كان – رحمه الله – يريد ملكاً لما نصره الله ، ولو كان طريق الحج سالكاً والعبادة تؤدى كما أمر الله –عز وجل – ورسوله e لما سار الملك عبد العزيز بجيشه إلى الحجاز ، لهذا تراه – رحمه الله – لم يدخل بجيوشه داخل مكة المكرمة أو المدينة المنورة، بل جعلها تستسلم دون قتال .

أ – أسباب القتال :

تأثر الملك حسين بالهزائم التي تعرضت لها جيوشه في تربة ، فقطع العلاقات التجارية مع نجد ومنعهم من أداء الحج كما يقول أحمد السباعي في كتابه (تاريخ مكة)، كما طلب من الملك عبد العزيز التخلي عن جبل شمر ومنطقة عسير ، وزاد الأمر سوءاً أن اعتدى أتباع أبنائه فيصل وعبد الله في العراق وشرق الأردن على قوافل التجارة السعودية كما يقول الدكتور عبد الله العثيمين في كتابه ( معارك الملك عبد العزيز المشهورة ) .

لكن إغارة أتباع الأمير عبد الله بن الحسين على وادي السرحان واحتلالهم قريات الملح دفعت الملك عبد العزيز للعزم على استردادها ولو بالقوة .

ب – المفاوضات :


لقد كانت بريطانيا برمة بتصرفات الملك حسين وتصرفات أبنائه الاستفزازية ، فدعت الطرفين إلى مؤتمر في الكويت للنظر في المشكلات بينهما ، فرفض الملك حسين الحضور مشترطاً أن ينسحب الملك عبد العزيز من جميع المناطق التي لم تكن تحت حكمه قبل الحرب العالمية الأولى ، وهو ما أكده الدكتور عبد الله العثيمين في كتابه (معارك الملك عبد العزيز ) مستنداً إلى كتاب ( مقبل الذكير ) و ( وترلو ) .

وعقد المؤتمر برعاية بريطانيا ، ولم يحضر ملك الحجاز ، على حين حضر الممثلون عن العراق والأردن ، وتوترت العلاقات بيَّن الملك عبد العزيز والملك حسين بفشل المؤتمر ، لكن الملك عبد العزيز أصدر بياناً بيَّن فيه ما حدث ، ونشر البيان في الصحف العربية والإسلامية ، وبذلك ارتفعت أسهم الملك عبد العزيز .

لقد ظهر الفارق الكبير بين تفكير الملك عبد العزيز وتحولات الملك حسين ، فكلاهما زعيم إسلامي له وزنه وقوته ، لكن الملك حسين كان يطمع أن يكون خليفة للمسلمين ، بل لقَّب نفسه في زيارة للأردن عام 1343هـ / 1924م بهذا اللقب ، على حين نجد أن الملك عبد العزيز يعتذر عن ذلك عندما عرض ذلك عليه ( السير بيرسي كوكس ) الخلافة حينما كانا معاً في جزيرة دارين ، وأشار عليه بعرضها على الملك حسين (4) .

أما الملك عبد العزيز فقد كان يدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه e في ظل دولة قوية، فالملك حسين له أهداف مبنية على رغبات ، والملك عبد العزيز صاحب رسالة ، وفرق بين صاحب الرغبة وصاحب الرسالة .

من خيار السلم إلى خيار الحرب :

تحول الملك عبد العزيز من خيار الصلح إلى خيار القتال ، فأعد نفسه للزحف على الحجاز إثر تضجر أهل نجد من حرمانهم من الحج مدة خمس سنوات متتالية (5) ، فعيَّن الأمير عبد العزيز بن مساعد على القصيم وشمر والشمال .

ثم تحول – رحمه الله – إلى الرياض فدعا إلى مؤتمر حاشد ، شارك فيه العلماء والأمراء وزعماء الأخوان ورؤساء القبائل ، وعقد المؤتمر في شهر ذي الحجة عام 1342هـ .

افتتح المؤتمر الإمام عبد الرحمن والد الملك عبد العزيز ، فأشار إلى منع الملك حسين السعوديين من أهالي نجد من أداء الحج ، ثم تكلم الملك عبد العزيز ، فشرح أبعاد الموقف ، وانتهى المؤتمر بقرار أوكل المؤتمرون الأمر للملك عبد العزيز ، وحمَّلوه أمانة تنفيذ الركن الخامس من أركان الإسلام عن طريق السلم أو الحرب ، وهو ما أشار إليه خـــير الدين الزركلى بشيء من التفصيـــل في كتابه شبه الجزيــــرة في عهد الملك عبـــد العزيز ، وكذلك أمين الريحاني في كتابه نجد وملحقاته .

بدأ زحف الملك عبد العزيز نحو الحجاز ، فأرسل قوات من الأخوان إلى العراق وشرق الأردن للحيلولة دون تدخل فيصل وعبد الله ابني الملك حسين ودعمه وإمداده، وهذه من سمات التخطيط الجيد وبعد النظر .

يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2009, 07:57 PM   #49
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

10– سقوط الطائف :

تقع مدينة الطائف على طريق القادم من نجد القاصد للبيت العتيق ، والطائف ترتفع مشمخرة تحملها الجبال على هاماتها ، فتصل إلى علو مقداره (1700 ) متر فوق سطح البحر ، كما تنأى الطائف عن مكة بمسافة لا تتجاوز الخمسة والثمانين كيلاً من المترات .

وتشكل الطائف عسكرياً الخط الأول للدفاع عن مكة المكرمة من جهة الشرق ، كما تمثل الطائف بالنسبة لسكان مكة المكرمة مصيفاً يقيهم وطأة القيظ .

وجه الملك عبد العزيز إلى تربة قوة قوامها خمسة عشر لواءً بقيادة خالد بن لؤي من أبناء عمومة الشريف حسين ، وقيادة سلطان بن بجاد أمير الأخوان من عتيبة .

اتخذت قوات الملك عبد العزيز من ( تربة ) منطقة للتجمع ، وكانت القوات من هجر مختلفة ، أغلبها من أهل الغطغط ، وقد قدرها مقبل الذكير في كتابه الذي استند عليه الدكتور عبد الله العثيمين بألفي مقاتل .

كان سلاحهم البنادق والسيوف ، وكانت مراكبهم الخيل والإبل ، وكان زحفهم في محرم عام 1343هـ / أغسطس 1924م.

لقد اطمـــأن الملك حسين لتحصينات الطائف ودفاعاتها ، فلم يقدر قوة الملك عبد العزيز حق قدرها ؛ إذ كان في الطائف قوة لا تتجاوز خمسمائة مقاتل مسلحين بالبنادق والرشاشات وبعض المدافع الجبلية ، وجعل الملك حسين القوة تحت قيادة اللواء (صبري باشا الغزاوي ) ، وكان أمير الطائف وقتها ( شرف بن راجح ) .

1- سير العملية :

بدأت القوة السعودية هجومها انطلاقاً من تربة بسرعة وسرية في معنوية عالية ، فاستولت على مخفر ( كلاخ ) و ( الأخيضر ) ، وانضم إليهم الأشراف الحُرَّث وبعض قبائل ثقيف .

وصلت القوة المهاجمة إلى ( الحوية ) على مشارف الطائف في صفر 1343هـ / سبتمبر 1924م، فنشبت في ( الحوية ) معركة مع قوات الشريف المدججة بالسلاح القليلة العدد .

تراجعت قوات الشريف إلى الغرب حيث المرتفعات ، فاستطاعت أن توقف تقدم القوات السعودية ، ولم تتمكن من هزيمتها ، لكن قوات الشريف فضلت التراجع إلى الطائف متخذة من الجبال مواقع لإطلاق النيران من المدافع والرشاشات ، وبخاصة أن البادية قد تفرقت عنهم .

وصل الأمير علي في نجدة من مكة ، واتخذ مواقعه في الهدا خارج الطائف تاركاً الطائف محاصرة دون خطة هجومية ودون ضغط على القوات السعودية .

خرج أمير الطائف ووزير الحربية والجنود النظاميون والأهالي والموظفون ، فالتحقوا بالأمير علي يوم الجمعة السابع من صفر عام 1343هـ / 1924م .

وكذلك أخليت الطائف ، ودخلتها قوات الملك عبد العزيز في اليوم التالي ، وتمت فيها السيطرة على المدينة ، فترك ذلك أثراً سلبياً على معنوية قوات الملك حسين ، وهذا ما جعل الأمير عليًّا يفضِّل الانسحاب إلى مكة مخلياً مواقعه في الهدا .

يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2009, 07:58 PM   #50
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

11- الدخول إلى مكة :

تركت أحداث الطائف صدى سرى بين القبائل في المنطقة ، فسارعت إلى الانضمام إلى الإخوان طمعاً في الغنائم ، وعلى الرغم من ذلك فإن الزحف على مكة المكرمة توقف لأهمية المدينة المقدسة لدى العالم الإسلامي ، مما قد تتخذه بعض الدول الإسلامية وغير الإسلامية ذريعة للتدخل وتدويل الصراع ، وهذا ما يرغب عنه الملك عبد العزيز .

لقد ترك انتصار الأخوان في الطائف أثراً سلبياً في نفس الملك حسين وأتباعه انعكس على الروح المعنوية ، كما دفعت أخبار النهب والسلب والقتل الأعيان والأهالي في مكة إلى الهرب في اتجاه جدة تاركين وراءهم الملك حسين .

لقد تمخض وصول الأعيان إلى جدة ولقاؤهم برجالها أن عقدت عدة اجتماعات أفضت إلى تشكيل ( حزب وطني ) من الأعيان برئاسة السيد محمد كامل الدباغ ، فقرر الحزب وجوب تخلي الملك حسين عن الحكم لابنه علي أملاً أن ينتهي ذلك إلى حل سلمي مع الملك عبد العزيز .

استدعى أعيان الحجاز في جدة الأمير علي من مكة ، وأخبروه بقرارهم بوجوب تنازل الملك حسين لابنه علي ، فلم يقبل ( الشريف علي ) ذلك القرار مراعاة لأبيه ، عندئذ أخبروا الملك حسين برغبتهم ، وأجرى الحديث معه مهاتفة الشيخ محمد سرور الصبان (6) ، وبعد تردد وافق الملك حسين ، وغادر مكة إلى العقبة ، ويرى بعض المحللين أن الأمر كان مصطلحاً عليه وإن كنت أستبعد ذلك .

في الخامس من ربيع الأول من عام 1343هـ بويع ( الشريف علي ) ملكاً على الحجاز مقيداً بالدستور ، ثم عاد إلى مكة المكرمة بعد خمسة أيام ، وعندما وصل الأخوان أتباع الملك عبد العزيز إلى ( الزيمة ) في طريقهم إلى مكة أدرك الشريف علي أن الموقف لا يمكن تداركه ؛ إذ لم يبق لديه من القوات ما يعتمد عليه في المواجهة ، ففضل الانسحاب إلى جدة ، وتم انسحابه بعد عشرة أيام .

لقد أخلى الشريف علي مكة المكرمة دون ترتيب أمني ، فخلفها بلقعاً ، لكن بعض من بقوا من رجال مكة بعثوا إلى خالد بن لؤي ، يطلبون منه استلام المدينة المقدسة وإيقاف الممارسات الخاطئة ، فتقدم خالد بن لؤي ، ومعه قوات الأخوان في 17/3/1343هـ الموافق 15/10/1924م محرمين مهللين ، فتولي خالد بن لؤي مقاليد الأمور .

ثم توجهت القوات السعودية صوب ما تبقى من مدن الحجاز وموانئه ودخلتها ، كميناء رابغ، والقنفذة، وينبع وغيرها ،،

يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2009, 08:00 PM   #51
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

12– الدخول إلى المدينة :

أذن الملك عبد العزيز بالزحف إلى جدة يوم السبت 7 جمادى الآخرة 1343هـ الموافق 3 يناير 1925م ، فبادرت قواته بالمناوشات ثم الحصار .

فيما كان الملك عبد العزيز حذراً من إصابة أحد رعايا الدول الأجنبية بسوء ملتزماً بالحصار معتصماً بالصبر معرضاً عن الاقتحام كانت الإمدادات العسكرية تتوالى على القوات الهاشمية قادمة من العقبة عن طريق البحر .

كان الأمير عبد الله بن الحسين في الأردن يجمع المتطوعين ، وكان الملك حسين يبعثهم من العقبة ،مما حدا بالملك عبد العزيز إلى العزم على إرسال قوة في اتجاه العقبة لضرب الإمدادات ، وقد أمرت بالزحف (7) ، فطلب الإنجليز من الأمير عبد الله إسداء النصح لأبيه بالمغادرة إلى قبرص وإيقاف الإمدادات ، فغادرها الحسين في أواخر ذي القعدة من عام 1343هـ / 1925م.

كانت قوات الملك عبد العزيز تقدر بستة آلاف مقاتل ، على حين كانت القوات الهاشمية لا تتجاوز الثلاثة آلاف تقريباً .

أ- حصار المدينة :

فيما كان الملك عبد العزيز يحاصر جدة كانت قواته المكونة من ألفين وخمسمائة مقاتل تحاصر المدينة المنورة ، أما القوات الهاشمية المحاصرة داخل سور المدينة فلا تتجاوز أربعمائة مقاتل ، كانت المدينة المنورة تتمتع بالمكانة نفسها التي لمكة المكرمة في نفوس المقاتلين من قوات الملك عبد العزيز ، فكانت أوامره ألاّ يتعرضوا للأماكن المقدسة بسوء ، وألا يقتحموها عنوة ، خصوصاً أن زعماء الدول الإسلامية يضغطون بشدة على الملك عبد العزيز في هذا الصدد .

كان الشريف علي بن الحسين قد غادر المدينة إلى مكة مخلفاً عليها وكيله الشريف أحمد بن منصور والقائم مقام الشريف شحات بن علي والقائد العسكري عبد المجيد أحمد باشا ومدير السكة الحديدية عزت عمير بك .

لقد كان حصار الملك عبد العزيز للمدينة ينم عن إدراك الأمور بعمق عسكري؛ إذ المدينة هي المستودع الإستراتيجي للسلاح والذخيرة للأتراك والأشراف ، ويتركز المخزون في القلاع التركية ، وبخاصة قلعة باب الشامي وجبل سلع اللتين أعدتا إعداداً جيداً لذلك ، لهذا كان سقوط المدينة سوف يعجل في سقوط جدة .

ب- تنظيم الدفاع عن المدينة :

كان عبد المجيد باشا من الكفاءات العسكرية العالية ، فحصن المدينة تحصيناً دقيقاً؛ إذ وزع قواته على منافذها ، وحفر الخنادق ، وأقام الكمائن ، وأشرك الشعب في الرأي ، فتدارس الدفاع مع وجهاء المدينة ، فتضامن معه الأهالي ، وفيهم من أهل القصيم مثل آل القاضي وآل الخريجي وآل الأطرم ، وقسم المدينة إلى ست مناطق دفاعية :

كانت المنطقة الأولى : شرقي المدينة عند شارع أبي ذر حالياً ، والمنطقة الثانية : ومركزها باب العوالي ، والمنطقة الثالثة : ومركزها بستان الماجشونية وتشمل قربان ، والمنطقة الرابعة : ومركزها باب قباء ، والمنطقة الخامسة : ومركزها باب الكومة ، والمنطقة السادسة : ومركزها المساجد السبعة ، وتمتد حتى المنطقة الأولى شرقاً ، واتخذ من قصر الخالدية مركزاً قيادياً .

ج- توزيع القوات السعودية :


تركزت قوات الملك عبد العزيز بقيادة صالح بن عذل شرق المدينة ؛ لتقطع الطريق على أي إمدادات قد تأتيها من الأردن (8) ، واستطاع أن يطوع القبائل هناك ، ثم كلف الملك عبد العزيز إبراهيم النشمي بحصار المدينة من شمالها ، فعسكر في بستان الزهرة ، وبقي الأخوان في جنوبها في العوالي بقيادة الدويش ، لقد وصل فيصل الدويش بعد حج 1343هـ ، فاشتد الحصار على أهل المدينة ، وكان إبراهيم النشمي رحيماً على أهلها، فكان يكرم من يتسلل إليه من أهل المدينة ، حتى سكن بعضهم قريباً من مواقع المقاتلين ، ومع هذا فإن الإمدادات كانت مقطوعة عن المدينة .

وفي سبيل الحصول على المال باعت القيادة العسكرية بالمدينة السلاح على الأهالي الذين باعوها على القوات السعودية ، أما الدويش فقد كان شديداً في مواقفه، ففي صباح 23 محرم من عام 1344هـ هاجمت قوات الدويش ( مخفر العيارية ) بجوار المدينة، فأصلتهم حامية المدينة غلالة من النيران ، فأرغمتهم على التراجع .

ثم كررت قوات الدويش المحاولة من شمال المدينة ، فردتها نيران الحامية ، لكن القيادة السياسية للأشراف (9) في جدة هولوا الموقف ، وصاغوا خبراً وصفوا فيه الحدث بأنه معارك ضارية ، وأن القصف كان على بيوت المدينة والمقدسات ، وأن القبة الخضراء في المسجد النبوي أصيبت بأضرار ، فأثار الخبر العالم الإسلامي ، وتحرك الزعماء من العرب والمسلمين ، لكنه تبين عدم صحة ما نشر .

فأمر الملك عبد العزيز الدويش بالتوجه إلى نجد ، وأمر قوة سعودية أخرى بقيادة (عبد المحسن الفرم ) لتحل محل قوات الدويش .

والفرم من قبائل العوالي من بني علي من قبيلة حرب ، بايع الملك عبد العزيز ، وقاتل معه ، فسكنت الأحوال بوصول الفرم، كما أرسل الملك عبد العزيز الشيخ (عمر بن سليم )؛ ليعظ المقاتلين ، ويذكرهم بفضائل المدينة المنورة .

د- تسليم المدينة :

اشتد الحصار على أهل المدينة ، ونفدت المؤونة ، ولم يبق منها ما يكفي إلا لثلاثة أيام ، كان الشريف علي بن الحسين يأمرهم من جدة بالصمود ، ويماطل في إرسال المؤونة ، عندئذ بدأ الشريفان أحمد وشحات يتداولان الأمر مع عبد المجيد أحمد باشا القائد العسكري وضباطه ، واتفقوا على التفاوض مع القوات السعودية ، وعزز ذلك رغبة الأهالي في التسليم ، ورفع الحصار ، واستقر الرأي على أن يرسل أحد تجار المدينة هو ( مصطفى عبد العال ) برسالة إلى الملك عبد العزيز في بحرة بطلب الصلح ، فكتبها الشريف شحات ، وتسلل المرسول من الحصار .

كانت شروط الصلح تقضي بتأمين أهل المدينة على أرواحهم وممتلكاتهم ، وكذلك المقيمون والموظفون والعسكريون ، وألا يُعاقب أحد بسبب المعارك ، وأن يتسلم المدينة أحد أبناء الملك عبد العزيز .

أمر الملك عبد العزيز ابنه الأمير محمداً ، فسار بصحبة مصطفى عبد العال في 23 ربيع الآخر عام 1344هـ مع رهط من الحاشية بلغوا مائتين ، لكن الشريف علياً أرسل برقية في 5 جمادى الأولى 1344هـ ، ووعد بإرسال طائرة بالمؤونة ، ولم تصل الطائرة؛ لأن الإنجليز تراخوا في إمدادها بالوقود ، فتأخر التسليم عشرة أيام .

عرضت القيادة في المدينة إرسال اثنين من الضباط للتفاوض ، فخرج عبد المجيد باشا قائد الحامية ونائبه عزت بك ، وتم الاتفاق على خطوات التسليم ، وبدأ العمل على تنفيذ ذلك ، في اليوم الأول سلمت المدينة ومرافقها بمراسيم معينة وتنظيم دقيق ، فدخلها الأمير ناصر بن سعود وعبد الله بن الفضل ، فكان كلما استلم السعوديون موقعاً انسحب رجال عبد المجيد من الموقع ، ولم يحدث ما يعكر صفو الأمن ، وكأنهم أصدقاء يتبادلون المواقع ، ثم كتبت وثيقة الصلح ، كتبها أهل المدينة ، وكان ذلك في 18/5/ 1344هـ الموافق 3/12/1925م .

وفي اليوم التالي دخل الأمير محمد بن عبد العزيز وحاشيته ، وكان في استقبالهم الشريفان أحمد وشحات وقائد الحامية ومعاونه وكبار الضباط ، وأعلنوا ولاءهم للأمير محمد ووالده ، ثم توجه الركب إلى المسجد النبوي ، بعدها توجه الأمير محمد إلى مقر الإمارة ، فاستقبل الأهالي ، وظل الشريفان والقادة في معيته ، وتناولوا جميعاً طعام الغذاء ، واستبقى كل موظف على وظيفته ، وكل قائد على قيادته ، وخير من أراد الرحيل دون اعتراض ، واستأذنه الشريف أحمد في السفر إلى وادي فاطمة ، وكذلك رئيس ديوانه الخاص عبد الله بن عمير وعمر كردي وعبد المجيد باشا .

هـ - الدروس المستفادة :

1- كان فتح المدينة يمثل قمة الأخلاق الإسلامية في الحرب والسلام .

2- بيَّن حصار المدينة أهمية تضامن القيادة العسكرية والقيادة السياسية والأهالي ، فكانوا في المدينة المنورة يداً واحدة في اتخاذ القرار ، فكان من ثماره تسليم المدينة دون نهب أو سلب أو اشتباك .

3- اهتمام الملك عبد العزيز بعدم الإساءة إلى المحاصرين ، وذلك بإرسال واعظ يؤكد على قدسية المدينة وفضائلها ، ويشرح لأفراد القوات السعودية .


يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-05-2009, 08:21 PM   #52
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

13– استسلام جدة :

لم تكن مدينة جدة أقل حساسية في موقفها من المدينة المنورة ومكة المكرمة ، إلاّ أن حساسية المدينتين المقدستين نشأت من الاعتبار الديني ، أما جدة فكان ناجماً من الاعتبارات السياسية ، حيث توجد السفارات والجاليات الأجنيبة ، فكانت أوامر الملك عبد العزيز ألا يقتحم المقاتلون هذه المدن الثلاث.

كانت المدينة المنورة تشكل أهمية كبرى في الصراع ، ليس بسبب مكانتها الدينية فحسب ، بل لكونها تشكل مخزونا إستراتيجيا للحجاز منذ العهد العثماني .

ما إن استسلمت المدينة حتى فتَّ ذلك في عضد الملك علي بن الحسين ، فسارع إلى الاتصال بالمعتمد البريطاني طالبا منه التوسط في الصلح عارضا شروط الصلح .

بادر المعتمد البريطاني بالذهاب إلى معسكر الملك عبد العزيز، وأطلعه على شروط الملك علي للصلح ، وتم الاتفاق في أول يوم من جمادى الآخرة من عام 1344هـ الموافق 17/ 12/1925م.



المواقع السعودية حـول جدة :

كانت القوات السعودية قد اختارت مواقعها حول جدة ، وبخاصة في النزلة اليمانية ونزلة بني مالك والرويس، فحفرت الخنادق ، وأقامت الاستحكامات .

بدأت القوات السعودية بعمليات الإزعاج والقيام بالمناوشات لقوات الشريف علي مستخدمة في ذلك المدافع التي نصبتها شرق الكندرة , وكانت تطلقها في خطوط الدفاع المقامة حول جدة ، وكانت الدوريات السعودية تنطلق ليلاً لمهاجمة قوات الشريف علي، مما انعكس على معنويات المحاصرين بجدة .

إن إعلان الملك عبد العزيز الأمان لمن يخرج من جدة فيذهب إلى أهله داخل الحجاز وخارجه تسبب في خروج كثير من الأهالي من جدة .

أ- المعارك والمناوشات :

لقد دارت بين الفريقين عدة معارك، أهمها معركة المصفحات في 18/8/1343هـ الموافق13/3/1925م، سقط خلالها بعض القتلى والجرحى من الطرفين ، وعادت مصفحات الشريف إلى مواقعها ، كما حاولت قوات الشريف لذلك مهاجمة المواقع التي يعسكر فيها الملك عبد العزيز أثناء غيابه للحج ، لكنه كان متحسبا لذلك، ففوجئت قوات الأشراف ، وكان ذلك في اليوم الرابع من شهر ذي الحجة .

ب- تدهور الموقف بجدة :

كانت الأحوال تضيق بالمحاصرين ، فكان كلما ضاقت حاول الشريف علي الظهور بمظهر القوي ، فقام بأعمال عسكرية أو تظاهرية ، ففي وقت الحج أرسل طائرة حلقـــت في سماء مكة المكرمة , وألقت منشورات تحريضية ، مما أثار حفيظة الملك عبد العزيز .

لكن الوضع في عام 1344 هـ أظهر تحسنا كبيراً في مواقف القوات السعودية ، وزاد من ذلك وصـــول الأمير فيصــل بن عبد العزيز بقوات وإمدادات من نجد في الخامس من شهر جمادى الأولى , مما زاد الحالة سوءاً على المحاصرين من قوات الأشـــراف ، فدب اليأس في نفوسهم، وزاد الطين بلة استسلام المدينة بعد ثلاثة عشر يومـــاً من وصول الأمير فيصل، بعد أحد عشر يوما طلب الشريف علي الصلح من الملك عبدالعزيــز .


ج- الاتفاق على الصلح :

لقد تم الاتفاق بين الطرفين على الصلح بالآتي :

1 – أن يتنازل الملك علي بن الحسين عن ملك الحجاز والرحيل بممتلكاته الشخصية وتسليم الملك عبد العزيز الأملاك الحكومية .

2 – أن يضمن الملك عبدالعزيز سلامة الموظفين والعسكريين والأشراف والأهالي والقبائل ، وإصدار العفو العام ، وترحيل من يرغب من العسكريين والمدنيين إلى أوطانهم ، وتمت مغادرة الشريف علي في 6 جمادى الآخرة من عام 1344هـ الموافق 22/12/1925م. وانتهى بذلك حكم الأشراف في الحجاز.



د- الدروس المستفادة :

1- أظهرت عمليات الملك عبد العزيز في الحجاز القدرة على التعامل بجميع الطرق الهجوم والدفاع والمراوغة والاقتحام والحصار .

2- أظهرت العمليات في الحجاز قدرة الملك عبدالعزيز على التعامل مع المناطق الأكثر حساسية سياسياً ودينياً .

3- أظهرت العمليات كفاءة الملك عبدالعزيز وقدرته على تحييد الأطراف الدولية .

4- استطاع الملك عبد العزيز الاستفادة من أخطاء الخصم العسكرية والسياسية والإعلامية .

5- استطاع الملك عبد العزيز إظهار الفوارق بينه وبين خصومه ؛ إذ يسر السبل للحج في أول سنة تسلم فيه المدينة المقدسة ، على حين لم يتمكن غيره من ذلك.

6- استطاع الملك عبد العزيز تطمين القادة والزعماء العرب والمسلمين وإقناعهم بحسن نواياه .

7- رفض الملك عبد العزيز قبول الخلافة ، وتلقفها الملك حسين ، مما أثار حفيظة بريطانيا وأوربا اللتين قضتا على الخلافة في تركيا .

8- استطاع الملك عبد العزيز إقناع أتباعه ومؤيديه بعدالة القضية ، فتفانوا في خدمتها .

9- أظهرت العمليات قدرة الملك عبد العزيز على استخدام جميع المهارات العسكرية والسياسية .



--------------------------------------



ملك الحجاز ونجد وملحقاتها ،،


في عام 1345هـ، 1926م، لقب الملك عبدالعزيز بلقب (ملك الحجاز ونجد وملحقاتها).


وفي عام 1351هـ، 1932م، تمكن الملك عبدالعزيز من توحيد إمارة الأدارسة في منطقة عسير حيث أصبحت جزءاً من الدولة السعودية الحديثة.


أعلان المملكة العربية السعودية ،،

في 17 جمادى الأولى 1351هـ، صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة في اسم واحد هو "المملكة العربية السعودية"، وأن يصبح لقب الملك عبدالعزيز "ملك المملكة العربية السعودية". واختار جلالته ـ في الأمر الملكي ـ يوم الخميس، 21 جمادى الأولى 1351 هـ، الموافق لليوم الأول من الميزان يوماً لإعلان توحيد المملكة العربية السعودية. ويُعد يوم 23 سبتمبر هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية .

واشتركت المملكة في هيئة الأمم المتحدة كعضو مؤسس، وكذلك في الجامعة العربية التي قال فيها: "إنها لسان العرب ويجب على العرب أن يلتفوا حولها".

لقد اختارت الدولة السعودية في عهد الملك عبدالعزيز شعار الدولة الحالي (سيفان متقاطعان بينهما نخلة). أمّا العلم فأصبح لونه أخضر مستطيل الشكل، وفي وسطه "لا إله إلاّ اللّه محمد رسول الله" باللون الأبيض، وتحتها سيف باللون الأبيض.

وقد نص بعد ذلك المرسوم الملكي رقم م/3 وتاريخ 10/3/1393هـ، الموافق 12/4/1973م، في عهد المغفور له بإذن الله الملك فيصل على أنه لا يجوز تنكيس العلم السعودي وعدم ملامسته لسطح الأرض أو الماء وذلك احتراماً للشهادة المكتوبة عليه.

ويقوم الحكم فيها على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية وما أُثر عن الصحابة وتابعيهم، وما أجمع عليه الأئمة الأربعة وصالح سلف الأمة. وتطبق الدولة في المعاملات والأحوال الشخصية مذهب الحنابلة.


لقد قام الملك عبدالعزيز بعدها ،، بعدة إصلاحات هامة داخل المملكة فسعى للقضاء على الخلافات بين القبائل، واعتنى بشؤون الحجيج وتوسعة الحرمين الشريفين، وأنشأ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووجه عناية خاصة للتعليم ففتح المدارس النظامية والمعاهد واستقدم لها المدرسين والأساتذة من الخارج، وأرسل البعثات التعليمية للخارج، وطبع كثيرًا من الكتب الثقافية والدينية والعلمية، وأعفى جميع الكتب اللازمة للتعليم من الرسوم، واهتم بالشؤون الصحية، وسعى للاستفادة من وسائل المدينة الحديثة –رغم معارضة بعض المتشددين- فوضع نواة للطيران، ومد خطوط التليفون والراديو، وافتتحت في عهده محطة الإذاعة السعودية، واستخرج النفط في عهده بكميات كبيرة، وبدأ التنافس الأمريكي-البريطاني لتوطيد العلاقات النفطية مع المملكة والذي حسم لصالح الأمريكيين والذي بلغ أوجه بإنشاء شركة البترول العربية-الأمريكية "أرامكو"، ومع تزايد الثروة النقدية أنشأ مؤسسة النقد العربي السعودية وضربت العملة السعودية (الريال).


وفاة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ،،

حكم الملك عبد العزيز آل سعود –رحمه الله- قرابة نصف القرن، توحدت خلالها الجزيرة العربية وانتشر الأمن في ربوعها، وانتقلت من حالة الفوضوية إلى النظام والمجتمع المترابط، وكان لهذه القوة والطاقة البشرية الكبيرة التي تفتحت عيناها على الصراعات، وخاضت عشرات الحروب والمعارك وخاضت غمار السياسة ودهاليزها هذا الزمن الطويل بعزم قوي أن تمر عليها عاديات الزمن فأصيب الملك بتصلب الشرايين وعاودته بعض نوبات المرض، فانتقل إلى الطائف، وهناك كان القدر المحتوم، فتوفي صباح يوم الإثنين (2 ربيع الأول 1374هـ = 9 نوفمبر 1953م) ونقل جثمانه إلى الرياض حيث دفن فيها ،،



شكراً لكم ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2009, 03:05 PM   #53
عضو نشيط جداً
 
الصورة الرمزية مرهف الاحساس
 
تم شكره :  شكر 27 فى 25 موضوع
مرهف الاحساس will become famous soon enough

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

يعطيك الف عافيه اخوووي بس ممكن تجيب فتنه الحريق

مرهف الاحساس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2009, 01:45 PM   #54
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

ياهلا أخوي مرهف الأحساس ،، وهذه أحداث اقتتال الهزازنه ،، وفتنة الحريق ،،

لما اقترب الملك عبدالعزيز من الرياض بعد انتصاره على ابن سبهان في معركة الأشعلي ،، جائه رسول ابيه يخبره بأن الفتنه اشتعلت في الحريق بين الهزازنه وقال له " جنبوا الى الحريق "

اقتتال الهزازنه - 1327هـ

كان الهزازنه امراء الحريق قد تقاتلوا فيما بينهم فارسل لهم الامام عبد الرحمن سريه بقيادة مساعد بن سويلم قبضت على القتله وسلمتهم لاخوة المقتولين فقتلوهم ،

وبعد عودة السريه التى ارسلها الإمام قام الهزازنه بقتل شيخين طاعنين في السن من ال خثلان بدعوى انهم اشتركا في قتل اخ لهم فغضب الإمام وارسل لابنه قبل ان يدخل الرياض يطلب منه التوجه الى الحريق فطلب الملك عبد العزيز من والده فرصه يومين ليستريح ويزور اهله فكان له ذلك ،

ثم اتجه الملك عبدالعزيز بعدها إلى الحريق ودعى الهزازنه لتحكيم الشرع فرفضوا، وهم في الحقيقه غير راضين بحكم ال سعود ، وتحصنوا في حصنهم فحاصرهم الملك شهرين وهو يدعوهم لحكم الشرع ،،

ثم امر الملك عبدالعزيز بحفر خندق تحت الحصن وملأه بالبارود وعزم على ان يشعل فيه النار وينسف الحصن وارسل اليهم ينذرهم بان يُخرجوا نسائهم واطفالهم والا فهم المسؤلون ،

فلما تاكدوا من وجود النفق استسلموا فأمنهم على ارواحهم وعاد الى الرياض ومعه امراء الهزازنه ، ثم بعد ذلك اطلق سراحهم بعد شفاعة حاكم قطر جاسم بن ثانى وعادوا الى بلادهم.


فتنة الحريق - 1328هـ

في عام 1328هـ اعلن بعض اقرباء الملك ( الذين سبق ان خلصهم من ابن رشيد وهم من آل سعود بن فيصل ) خروجهم على طاعتة ، وكانوا تسعه ، واتجهوا الى خوالهم العجمان في الأحساء ، ولما علم الشيخ مبارك بن صباح دعاهم اليه على امل ان يصلح بينهم وبين الملك فذهب منهم اثنان واثنان عادا وطلبا الصفح من الملك ، ولكنهم عادوا بعد ذلك وانظموا الى الهزازنه في الحريق


وفي ذاك الوقت حدثت معركة هديه بين ابن صباح وابن سعدون زعيم المنتفق ،، وانهزمت فيها قوات ابن صباح ،، وقد شارك الملك عبدالعزيز بقوة صغيرة مع ابن صباح ،، وبعد انتهاء المعركة عاد الملك الى الرياض ليحل مشكلة ابناء عمه الذين تحالفوا مع الهزازنه في الحريق .

اخذ الملك يستعد لمقاومة الهزازنه وأقاربه آل سعود بن فيصل الذين استولوا على الحريق ،، فأرسل أخاه سعد الى عتيبه يستنجد بهم ولكن العتبان انحازوا الى الشريف حسين وأسروا سعد وأخذوه الى الشريف الذى كان قد تقدم بقواته الى القويعيه يريد غزو نجد بإيعاز من الدوله العثمانيه ،،

فأجل عبد العزيز حسم فتنة ابناء عمه واتجه الى " نفي" وكتب الى الشريف يطلب منه العوده من حيث أتى وإلا فأنه سيهاجمه ، كما كتب الى محمد بن هندى بن حميد يحمله تبعية اسر اخيه سعد .

اتضح للشريف بأن الموقف ليس في صالحه فارسل الشريف خالد بن لؤى ليعرض شروطه على عبد العزيز وهى الأعتراف بسيادة الدوله العثمانيه عليه ، وكان خالد بن لؤي امير الخرمه وابن عم الشريف من المخلصين لأبن سعود فقد اعتنق اهله عقيدة التوحيد منذ بدايتها وظل هذا البطل متمسكا بوفائه لآل سعود .

تمكن ابن لؤي من اقناع الملك عبد العزيز بأن نية الشريف حسنه وأنه لايريد سوى اعتراف إسمى بالدوله وإن هذا الإعتراف سيحسن صورة الشريف امام العثمانيين وتعهد للملك بارجاع اخيه الأمير سعد الأسير لدى الشريف ، فوافق الملك وتم اطلاق سراح سعد وعاد الشريف حسين الى الحجاز .

بعد ذلك استكمل الملك معالجة مشكلة اقربائه والهزازنه واستعاد الحريق وفر الأقرباء الى الأفلاج فأتجه الملك اليهم ، وكان سعود بن عبدالله بن سعود بن فيصل أحد الأقرباء قد هجم على السيح هو وبعض الهزازنه فقبض عليهم امير السيح وارسلهم الى احمد السديري امير ابن سعود في ليلى فألقاهم في السجن ،

ولما وصل عبدالعزيز اطلق سراح سعود وخيره بين البقاء عنده أو الألتحاق بأخوانه فاختار البقاء ، وكان اخوته قد اتجهوا الى مكه ولاذوا بالشريف إلا واحدا منهم وهو تركي بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل(اخو سعودالكبير) فقد اتجه الى الأحساء ليستنهض قبائل العجمان هناك .

أمر الملك بقتل زعماء الثوره من الهزازنه جميعهم باستثناء واحد منهم عفي عنه وهو راشد الهزانى.


شكراً لكم ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2009, 09:33 PM   #55
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية الحق سرابك
 
تم شكره :  شكر 3 فى 3 موضوع
الحق سرابك is on a distinguished road

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

يعطيك العافيه وانا صراحه مالي علم بالتاريخ

الحق سرابك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-07-2009, 12:54 AM   #56
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية راعي نصب
رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

الله يعطيك العافيه اخوي شعيب سدير

راعي نصب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-09-2009, 06:33 PM   #57
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية راعي السفاله
 
تم شكره :  شكر 10 فى 10 موضوع
راعي السفاله is on a distinguished road

 

رد: تواريخ الحوادث .. سنة الجوع / سنة البرد / سنة الرحمة / سنة الجراد

تسلم ياشعيب سدير على المعلومات كذالك لاانسى الاخ حمدولدابوحمد كذالك على اضافة التفاصيل الدقيقه
ننتظر الجديد منكم في الايام القادمه
وتقبلو خالص تحياتي

راعي السفاله غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تواريخ الحوادث, سنة البرد, سنة الجراد, سنة الجوع, سنة الرحمة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:56 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه