بسم الله الرحمن الرحيم ..~
نبدأ على بركة الله ..~
المشهور في كتب التفسير والتاريخ أن البحر الميت مكان عذاب قوم لوط ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدخول على المعذبين ومساكنهم، إلا أن يكون الرجل باكياً، فإن لم يكن باكياً ، فلا يدخل عليهم ، ولا يمر بديارهم . وقد ثبت في صحيح البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين ، فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم " وهذا في ديار ثمود قوم صالح ، ويلحق بهم كل قوم أهلكوا بعذاب من عند الله ، ومنهم قوم لوط ، هذا إذا ثبت أن البحر الميت هو مكان عذاب قوم لوط ، ولكن إلى الآن لا يوجد نص قاطع يشهد لثبوت ذلك ، بل الغالب على الظن أن كل ما ورد مما يتصل بهذا الموضوع مأخوذ عن أهل الكتاب ، فلا نصدقهم ولا نكذبهم فيما ليس في شريعتنا ما يشهد بصدقه أو كذبه ، لما صح في سنن أبي داود أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال " مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلاَ تُصَدِّقُوهُمْ وَلاَ تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ فَإِنْ كَانَ بَاطِلاً لَمْ تُصَدِّقُوهُ وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُ " .
وما دام الأمر كذلك ، فإن مثل ذلك لا يثبت به حكم شرعي ، بحيث يأخذ البحر الميت حكم ديار ثمود ، إلا أن الأورع للمرء أن يبتعد عن زيارة هذا البحر للسياحة أو العلاج درءا للشبهات ومن باب حديث :" دع ما يريبك إلا ما لا يريبك " رواه الترمذي . والله أعلم.