رسائل جوال سيرة المصطفى

[بين السطور]

إن في هذه الرحلة العظيمة من البيت الحرام إلى بيت المقدس الإشارة بل والتأكيد على أن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي القبلتين وإمام المشرقين والمغربين وأن دينه صالح لكل مكان وزمان ، فقد التقت في رحلته هذه مكة بالقدس والمسجد الحرام بالمسجد الأقصى .

[بين السطور]

مرور النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج أولا ببيت المقدس فيه تأكيد على أهميته عند المسلمين فقد صار مسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماوات العلى وكان قبلتهم الأولى طيلة الفترة المكية ، ومسؤولية المسلمين اليوم تجاه المسجد الأقصى مسؤولية عظيمة ، حرره الله من أيدي الغاصبين .

[بين السطور]

يستنبط من انطلاق النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في رحلته المباركة بأن أي تهديد للمسجد الأقصى هو تهديد للمسجد الحرام وأي نيل من أحد المسجدين هو توطئة للنيل من الآخر ، والتاريخ قديما وحديثا يؤكد هذا ، فلم تزل أطماع أعداء الأمة جموحة لا يلجمها لجام والله المستعان .

[بين السطور]

أدرك الصحابة الكرام رضي الله عنهم مسؤوليتهم تجاه المسجد الأقصى حيث كان يقع أسيرا تحت حكم الرومان فحرروه في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وظل ينعم بالأمن والأمان حتى احتله الصليبيون بعد خمسة قرون من الهجرة النبوية ، وعاثوا فيه فسادا نحو قرن من الزمان فحرره المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ، وهو الآن أسير فمن يخلصه ؟

[بين السطور]

ذكر الله تعالى قصة الإسراء في مطلع السورة في آية واحدة فقط ثم توالت الآيات بعدها في ذكر فضائح اليهود ثم نبه الله تعالى إلى أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم والارتباط بين هذه المواضيع واضح وهو أن اليهود بسبب أعمالهم المشينة ليسوا أهلا لقيادة الإنسانية وأن القيادة انتقلت منهم لأمة تهتدي بالقرآن الذي يدعو إلى الطريق القويم .

[بين السطور]

بعد صلاة العشاء من تلك الليلة المباركة نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وفرج عن سقف بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وشق صدره ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدره ثم أطبقه ثم أخذ بيده فأتى به الكعبة الشريفة فأركبه البراق وانطلق به إلى بيت المقدس .

[بين السطور]

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه ، فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ( رواحلهم ) ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ثم خرجت ، فأتاني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن ، فقال جبريل : أصبت الفطرة ولو شربت الخمر لغوت أمتك ، ثم عرج بي ) .

[بين السطور]

جمع الله تعالى أنبياءه الكرام لنبينا عليه الصلاة وسلم في بيت المقدس ، فصلى بهم إماما ، وفي هذا إشارة إلى أن الديانات السماوية أصلها واحد ، وأن دعوة الأنبياء تنبعث من مشكاة واحدة ، وهو ما أكد عليه الله تعالى في قوله : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) [ الشورى / 13 ] .

[بين السطور]

على الذين يعقدون المؤتمرات الداعية إلى وحدة الأديان أن يعلموا الحقيقة التي أكدتها صلاة الأنبياء خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ضرورة الانخلاع عن تلكم الأديان المحرفة المنسوخة والدخول في الإسلام الدين الحق ، وأي تقارب يريدون بين من يدعي أن المسيح عليه السلام هو الله أو هو ابن الله أو أن عزيرا ابن الله ، ومن يعتقد أن الله أحد لم يلد ولم يولد ؟

[بين السطور]

في اختيار النبي صلى الله عليه وسلم اللبن على الخمر دلالة رمزية إلى أن الإسلام دين الفطرة فليس فيه ما يتعارض مع الطبيعة الإنسانية ، فلو كانت الفطرة جسما ذا طول وأبعاد لكان الإسلام هو الثوب المفصل عليه ، وانسجام الإسلام مع الفطرة هو سر انتشاره واعتناق الناس له ، فالإنسان ميال للانعتاق عن التكلف والتعقيدات البعيدة عن طبيعته .

[بين السطور]

بلغ النبي عليه الصلاة وسلم وجبريل عليه السلام السماء الدنيا فقيل من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحبا ولنعم المجيء جاء ، فلقي آدم عليه السلام فسلم عليه فقال له : مرحبا بك من ابن ونبي ، ثم أتى السماء الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة وفي كل سماء يلقى أنبياء الله فيؤذن له ويرحب به صلى الله عليه وسلم .

[بين السطور]

لقي النبي صلى الله عليه وسلم أنبياء الله الكرام عليهم الصلاة والسلام فلقي في السماء الأولى آدم عليه السلام ، وفي الثانية عيسى ويحيى عليهما السلام ، وفي الثالثة يوسف عليه السلام ، وفي الرابعة إدريس عليه السلام ، وفي الخامسة هارون عليه السلام ، وفي السادسة موسى عليه السلام ، وفي السابعة إبراهيم عليه السلام .

[طالبة المعالي]

جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الكريم " بين السطور "

[بين السطور]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند السبيعي   جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الكريم " بين السطور "

الف شكر يا اخت هند
ولك ايضا

[بين السطور]

يستفاد من استئذان جبريل عليه السلام عند كل سماء يصعد إليها ومعه النبي صلى الله عليه وسلم ، أن للسماء أبوابا حقيقية وحفظة موكلون بها ، وفيه إثبات الاستئذان وأنه ينبغي أن يصرح المستأذن باسمه عندما يسأل ، ولا يكتفي بالقول أنا .