¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-08-2012, 11:58 PM | #1 | |||||||||
عضو نشيط
|
( الحسد ممرض للقلب والجسد )
الحسد صفةٌ مذمومةٌ من صفات النقص فيمن تخلَّق به، وهو أوَّل ذنبٍ عُصي الله به، وفيه من الآفات والأضرار والعواقب ما يكون وبالاً على صاحبه، لذا نهى عنه الإسلام، قال ابن منظورالحسد أنْ تتمنى زوال نعمة المحسود). ... والحسد والبخل مشتركان في أنَّ صاحبهما يريد منع النعمة عن الغير، ثم يتميز البخيل بعدم دفع ذي النعمة شيئاً، والحاسد يتمنى ألا يعطى أحدٌ سواه شيئاً والفرق بين الغبطة والحسد أنَّ الغبطة تمني الإنسان أنْ يكون له مثل الذي لغيره من غير إرادة إذهاب ما لغيره، وأمَّا الحسد فهو إرادة زوال نعمة الغير، والغبطة صفة المؤمن والحسد صفة المنافق. والحسد يدخل على الغني والفقير والعالِم والجاهل والوضيع والرفيع والأخ وأخيه والقريب لقريبه والجار لجاره ويدخل على مستوى الأقوام، كقومٍ حُسَّدٍ إنْ رأوا نعمةً بازغةً على غيرهم سعوا لنـزعها وفي زعمهم أنهم أحقُّ بها، قال صلّى الله عليه وسلّمإنَّ اليهود قومٌ حُسَّد). قال ابن القيِّم رحمه اللهويندفع شرُّ الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب: الأول: التعوذ بالله من شره، والتحصُّن به واللجوء إليه. الثاني: تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه. فمن اتقى الله تولّى الله حفظه ولم يكله إلى غيره. الثالث: الصبر على عدوِّه وألا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه أصلاً. فما نصر على حاسده وعدوِّه بمثل الصبر عليه. الرابع: التوكل على الله، فمن توكل على الله فهو حسبه، الخامس: فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه، فلا يلتفت إليه ولا يخافه ولا يملأ قلبه بالفكر فيه، وهذا من أنفع الأدوية وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره. السادس: الإقبال على الله، والإخلاص له وجعل محبَّته ورضاه والإنابة إليه في محلِّ خواطر نفسه. فتبقى خواطره وهواجسه وأمانيه كلها في محاب الرب والتقرب إليه. السابع: تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه. فإنَّ الله يقولوما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم) . الثامن: الصدقة والإحسان ما أمكنه، فإنَّ لذلك تأثيراً عجيباً في دفع البلاء ودفع العين وشرِّ الحاسد ولو لم يكن في هذا إلا بتجارب الأمم قديماً وحديثاً لكُفِيَ به. فما حرس العبدُ نعمةَ الله عليه بمثل شكرها ولا عرَّضها للزوال بمثل العمل فيها بمعاصي الله، وهو كفران النعمة وهو باب إلى كفران المنعِم. التاسع: وهو من أصعب الأسباب على النفس، وأشقها عليها، ولا يوفق له إلا من عظم حظُّه من الله، وهو إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه، فكلَّما ازداد أذىً وشرَّاً وبغياً وحسداً ازددت إليه إحساناً وله نصيحةً وعليه شفقةً. وما أظنُّك تُصَدِّق بأنَّ هذا يكون فضلاً عن أنْ تتعاطاه، قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنَّه وليٌّ حميم* وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظٍّ عظيم* وإما ينزغنَّك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنَّه هو السميع العليم) . العاشر: وهو الجامع لذلك كلِّه وعليه مدار هذه الأسباب وهو تجريد التوحيد والترحُّل بالفكر في الأسباب إلى المسبِّب العزيز الحكيم والعلم بأنَّ هذه الآلات بمنــزلة حركات الرياح وهي بيد محركها وفاطرها وبارئها ولا تضرُّ ولا تنفع إلا بإذنه، فهو الذي يُحسِنُ عبدُه بها، وهو الذي يصرفها عنه وحده لا أحد سواه. قال تعالى: (وإنْ يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلا هو وإنْ يردك بخيرٍ فلا راد لفضله) انتهى. وقال تعالى ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسد ) وقال تعالى: (ودَّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إنَّ الله على كل شيءٍ قدير) وقال سبحانه: ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) . وعن عائشة- رضي الله عنها- عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قالما حسدتكم اليهود على شيءٍ ما حسدتكم على السلام والتأمين) . وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (إيَّاكم والظن، فإنَّ الظن أكذب الحديث، ولا تحسَّسوا ولا تجسَّسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً). والذنوب يجرُّ بعضها بعضاً، فالحسد قد يجرُّ إلى الظلم والغضب والغيبة والنميمة والبهتان والهمز واللمز والافتراء والحقد والطمع والبخل وشهادة وقول الزور والكذب وإخلاف الوعد والفجور في الخصومة والخيانة والخداع والمكر والغش والسخط والسخرية والاستهزاء والشماتة والكبر وعدم الإنصاف. والحاسد ساخطٌ على الله في قضائه إذ ليس يرى في قضاء الله عدلاً ولا لنعمه على الناس أهلاً، يبغضه الناس ويمقتونه فتدنو منــزلته وتنحطُّ مرتبته حتى لا يجد فيهم محبَّاً. أعاذني الله وإياكم من الحسد وجعل قلوبنا قلوبا سليمة لا حسد فيها ولا سخيمة عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري المصدرصحيفة الشرق |
|||||||||
09-08-2012, 03:21 PM | #2 | |||||||||
المشرف العام
|
رد: ( الحسد ممرض للقلب والجسد )
بارك الله فيك اخي الكريم
وجزاك كل خير على اختيار هذا المو ضوع القيم جعله الله في موازين اعمالك |
|||||||||
01-09-2013, 10:17 PM | #3 | |||||||||
عضو نشيط
|
رد: ( الحسد ممرض للقلب والجسد )
|
|||||||||
02-09-2013, 09:46 AM | #4 | |||||||||
عضو رائع
|
رد: ( الحسد ممرض للقلب والجسد )
اخوي ابو عمر مشكور على موضوعك القيم |
|||||||||
22-09-2013, 05:32 PM | #5 | |||||||||||
عضو نشيط
|
رد: ( الحسد ممرض للقلب والجسد )
شكرا لك على اطلالتك وتعليقك وأسعدني مرورك. |
|||||||||||
22-09-2013, 11:44 PM | #6 | |||||||||
عضو سوبر
|
رد: ( الحسد ممرض للقلب والجسد )
اجارنا الله واياكم من الحسد ولله در الحسد مااعدله بدأ بصاحبه فقتله مشكور اخي الكريم على الموضوع المهم |
|||||||||
24-09-2013, 01:56 PM | #7 | |||||||||
المشرف العام
|
رد: ( الحسد ممرض للقلب والجسد )
بارك الله فيك وفي طرحك القيم والمهم |
|||||||||
31-10-2013, 04:22 PM | #8 | |||||||||
مشرفة سابقة
|
رد: ( الحسد ممرض للقلب والجسد )
أخي الفاضل (ابوعمر المشاري) شكراً جزيلاً على موضوعك القيم كفانا الله وإياكم والمسلمين أجمعين من كيد الكائدين وسلمنا ربي من هذه الصفة الذميمة أخي تقبل إضافتي عن هذه الصفة ولك جزيل الشكر الحسد؟ ... الحسد ـ في إيجاز ـ هو أن يتمنى الإنسان زوال نعمة الآخرين. ولكن عليك ألا تخلط بين الحسد والغبطة، فالغبطةُ تعني أن يتمنى المرءُ أن يكون له مثل ما للآخرين من مال ونعمة، أو صفات عقلية ونفسية دون أن يتمنى زوالها، فهي تطلعٌ طيب، وطموحٌ إلى ما هو أحسنُ وأرقى.
والحسد آفةٌ نفسيةٌ تدل على طبيعةٍ فاسدة، وضعف في الشخصية والإيمان، واهتزاز بثقة الإنسان بنفسه، كما يدل الحسدُ على حماقة الحاسد؛ لأنه بالحسد ـ أي بهذا التمني المنحرف ـ "يحترق ذاتيًا" إذا لم يُصَب المحسودُ بما تمناه الحاسد. ********** ويقول زيدُ بنُ الحكَمِ الثقفي: تملأتَ من غيظ عليَّ، فلم يزل بك الغيظ حتى كدت بالغيظ تنشوي وما برحتْ نفسٌ حسود حشيتها تذيبك حتى قيلَ: هل أنت مكتوي؟ ********** ويقدم ابنُ المعتز الدليل المشهودَ على شدة ما يعانيه الحسود. فيقول: اصبر على كيد الحسو د فإن صبرك قاتله فالنــارُ تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ********** ويرى أبو العلاء المعري أن الحسدَ طبيعة مركوزة في نفوس البشر ، لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات، فيقول: ومن عاش بين الناس لم يخل من أذى بما قال واشٍ، أو تكلم حاســدُ ويغلو أبو العلاء في رأيه هذا فيرى أن الحيوان قد يقع عليه الحسد أيضًا، فيقول: ولا يرى حيوانٌ لا يكونُ له فوق البسيطة أعداءٌ وحساد ********** ولا شك أن الحسد يعتبر شهادة "ضمنية" بعظمة المحسود وتميزه بصفات وخصائص ومكارم لا تتوافر في الحاسد. يقول الشاعر: إن يحسدوني فإني غير لائمهم قبلي من الناس أهل الفضل قد حُسدوا فدامَ لي ولهم ما بي وما بهموُ ومـاتَ أكثرُنا غيــظًا بما يجــدُ وفي هذا المعنى يقول سُفيان بن معاوية: إن العرانين تلقاها محسَّدة ولا ترى للئام الناس حُسادا ********** وقال أحد الشعراء: وترى اللبيب محسدًا لم يجترم شتْم الرجال، وعرضه مشتوم حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقومُ أعداءٌ لهُ.. وخصومُ كضرائرِ الحسناء قلن لوجهها حسدا وظلما "إنه لدميم". ********** ويرى ابن المعتز أن الحسد قد يقع من الأقارب، وأن الحسد دليل على عظمة المحسود، وشهادة بمجده. فيقول: وإذا ملكت المجد لم تملك مودات الأقارب والمجد والحساد مقـ ـرونان، إن ذهبوا فذاهب وإذا فقدت الحاسدين فقدت في الدنيا الأطايب ولا شك أن حسد ذوي القربى أشد على النفس من حسد غيرهم. يقول أبو تمام: ما هذه القربى التي لا تتقَى ما هذه الرحمُ التي لا تُرحمُ حسد العشيرة للعشيرة قرحة تلدت وسائلها وجرح أقدم ********** وكان أبو العلاء المعري من أكثر الشعراء ذمًا للحسد، ونهيًّا عنه، وزجرًا للناس، عن أن يلوثوا أنفسهم بهذه الآفة النفسية الخبيثة. يقول أبو العلاء: فلا تحسدنْ يومًا على فضل نعمةٍ فحسبك عارًا أن يقال حسودُ ويقول: لا بد للروح أن تنأى عن الجسد فلا تخيم على الأضغان والحسد ويرى أبو العلاء أن مجانبة المرء للحسد إنما هو مظهر من مظاهر التقوى، والخوف من الله، فيقول: إن كان قلبك فيه خوفُ بارئه فلا تجاوز حذار الله بالحسد ********** ويرى بعض الشعراء أن الحسد من الآفات المتجذرة التي قد يستحيلُ اقتلاعها من النفس، يقول أحدهم: كل العداوة قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك من حَسَدِ وهذا البيت يذكرنا بقول معاوية بن أبي سفيان: "كل الناس أستطيعُ أن أرضيه إلا حاسد نعمة، فإنه لا يرضيه إلا زوالها". ********** ومن أبشع ألوان الحسد أن يحسد المرءُ مَنْ أحسنَ إليه، وواصل إعطاءه والإنعام عليه، وفي ذلك يقول الشاعر: وأظلمُ أهل الأرض من بات حاسدًا لمن بات في نعمائه يتقلبُ ولكن علينا أن نؤمن بحقيقة مؤداها أن للحسد فضلاً ـ طبعًا لا يقصدُه الحاسد ـ وهو إبرازُ عظمةِ المحسود، ونشر مكارمه، ومآثره، وفرائده. وفي ذلك يقول أبو تمام: وإذا أراد الله نشر فضيلــة طويت أتاحَ لها لـسانَ حســود لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيبُ عَرفِ العود وفي قريب من هذا المعنى يقول البحتري: ولن تستبين الدهر موقع نعمة إذا أنت لم تدْلل عليها بحاسد ********** وقد بالغ بعضهم وطالب المحسود ـ لا أن يعذر حاسده فحسب ـ ولكن يشكره؛ لأنه بحسده أظهر ما يتمتعُ به من فضائل ومكرمات، وإن كنتُ أرى أن ذلك إنما جاء على سبيل السخرية من الحاسد. يقول أبو تمام: لولا التخوف للعواقب لم يزل للحاسد النعمى على المحسودِ ********** أحبائي الكرااام، آن لنا أن نترك الحسد والحساد، داعين الله أن نجتمع على الحب والمودة، والحق والخير، والألفة والسماحة، وقيم ديننا الحنيف . |
|||||||||
03-11-2013, 02:53 PM | #9 | |||||||||
مشرف سابق
|
رد: ( الحسد ممرض للقلب والجسد )
قول بليغ
ونصائح مفيدة فالحسد يأخذ صورا عديدة كفانا الله وإياكم من شره وهو منتشر كأ نتشار النار في الهشيم لو يعلم الحاسد تأثير حسده عليه أولا ثم على غيره لما أتجه لذلك الطريق وأخينا أبوعمر جزاه الله كل خير لم يترك جزاء إلا ومر عليه وقد أعجبني قول الشاعر في مجابهة الحاسد اصبر على كيد الحسود ..... فإن صبرك قاتله كالنار تأكل بعضها ..... إن لم تجد ما تأكله شكرا لصاحب المتصفح |
|||||||||
03-11-2013, 08:21 PM | #10 | |||||||||
إداري سابق
|
رد: ( الحسد ممرض للقلب والجسد )
فعلا الحسد ياكل الحسنات كما تاكل النار الحطب ويجعل من الانسان كالمجنون يتلفت لما في يد غيره ويتمنى زواله |
|||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|