العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-2002, 11:33 AM   #1
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية تأبط شرًا
 
تم شكره :  شكر 11 فى 11 موضوع
تأبط شرًا will become famous soon enough

 

مستقبل المعركه بين بن لادن وأمريكا

بسم الله الرحمن الرحيم

مستقبل المعركه بين بطل العصر أسامه وأمريكا

تهديدات واستعدادات

بعد الحملة الأمريكية الشاملة ضد بن لادن والقاعدة والطالبان تكررت في الفترة الأخيرة تحذيرات الحكومة الأمريكية من ضربة جديدة تنفذها القاعدة داخل أمريكا في الوقت الذي يزال الحديث مستمرا عن تنسيق الجهود العالمية ضد الإرهاب. هل تعتبر هذه التصريحات الأمريكية والحملة السياسية والإعلامية والأمنية مسألة مفتعلة لتحقيق غرض معين، أو هي حقيقة تعكس حالة المعركة بين بن لادن وأمريكا؟

كيف نفهم طبعية المعركة

يغلب على كثير ممن يرصد طبيعة المعركة بين بن لادن وأمريكا وضعها في سياق التوازنات العسكرية القابلة للقياس، ولذلك يقعون في الاستنتاج الساذج أن أمريكا عملاق عسكري سياسي اقتصادي أمني مقابل بضعة مقاتلين في جبال أفغانستان لن يلبثوا أن ينقرضوا. الظريف أن الأمريكان أنفسهم ينظرون للمعركة بهذا المنظار، ولذلك تعاملوا معها تعامل التجييش العسكري والسياسي والاقتصادي والأمني وشنوا حملة عسكرية هائلة من أجلها. ولو كان هذا القياس صحيحا لكانت أمريكا قد حسمت أمر بن لادن بعد أن ردت على حوادث تفجير سفاراتها في كينيا وتنزانيا. والكل يعلم أن أمريكا لم تأل جهدا في تسخير جهازها العسكري والسياسي والأمني في القضاء على بن لادن من جهة وفي حماية نفسها من جهة أخرى، ومع ذلك فقد كانت حصيلة هذا الجهد الأمريكي الهائل بعد حوادث كينيا وتنزانيا هو أن تُضرب أمريكا في عقر دارها ضربة هائلة لا تساوي أمامها ضربة كينيا وتنزانيا شيئا.

الحرب غير المتوازية "بالياء"

هذا النوع من أنواع المواجهة يسمى في علوم الاستراتيجية الحديثة بـالحرب غير المتوازية "بالياء" تمييزا لها عن "الحرب غير المتوازنة "بالنون". ويقصد بالحرب غير المتوازية أن يستخدم الخصم وسائل وأساليب يستحيل على المدافع عن نفسه أن يستخدمها أو يتعرف عليها أو يتفاداها. وقد أشار إلى هذا النوع من المواجهة تقرير استراتيجي شامل سلم للرئيس الأمريكي كلينتون قبل مغادرته البيت الأبيض. قال التقرير إن أمريكا قد هيمنت على العالم ولم يعد هناك من يستطيع أن يجابهها عسكريا ولا اقتصاديا ولا سياسيا ولا استخباراتيا وإن الخصم الوحيد الذي يمكن أن يؤذي أمريكا هو من يستخدم أساليب الحرب غير المتوازية. واعتبر التقرير من يستخدم هذا النوع من المواجهة خطرا هائلا على أمريكا إلى درجة أنه يمكن أن يتسبب في خلخلة داخلية في أمريكا إن لم تحسن التعامل معه. وتنبأ التقرير بأن تبدأ علامات هزيمة أمريكية إن نجح خصم أمريكا في امتصاص الرد الامريكي على هجوم من قبله وتمكن من توجيه اكثر من ضربة لأمريكا.

مثال بن لادن

لا يمثل الشيخ بن لادن وتنظيم القاعدة دولة بجيش ولا طائرات وأساطيل ومدرعات ودبابات، كما لا يمثل حزبا أو تنظيميا مسلحا تقليديا يعمل من خلال التوازنات السياسية العالمية مستفيدا من تدافع القوى العظمى مثلما فعلت القوى الشيوعية في الهند الصينية وأمريكا الجنوبية. ولو كان تنظيم بن لادن بمثل هذا المستوى لأصبح الآن في حكم المنسي تاريخيا مع هذا النفوذ الهائل لأمريكا وتعاون دول العالم كله معها. توجد في ظاهرة تنظيم بن لادن عدة مزايا وصفات تجعله النموذج لخصم في حرب غير متوازية مع أمريكا بل نموذجا أمثلا في تحقيق نبوءة هذه الدراسة الاستراتيجية للأسباب التالية:

أولا : التنظيم ليس تكوينا نشازا متكلفا مصنوعا بدعم جهات سياسية نفعية بل هو إفراز طبيعي لحالة الاحتقان والغضب في العالم الإسلامي وطبعية الدين الإسلامي التي تدعو للاستعلاء والدفاع عن الإسلام. ولا يستطيع أحد أن يزعم أن هذا التنظيم صنيعة أحد إلا الجاهل أو العاجز عن تصور وجود عمل مستقل عن دعم سياسي خارجي.

ثانيا : التنظيم ليس جماعة معزولة مرفوضة من المجتمعات رافضة لها، بل إن مشروع بن لادن يقف على منصة قوية من المشاعر الاجتماعية المبتهجة بهذا المشروع والمفتخرة به والمسرورة بأعماله السابقة والمتطلعة لأعماله اللاحقة. هذه المنصة الاجتماعية توفر للتنظيم حاضنا طبيعيا يوفر عليه تكتيكات وأساليب مكلفة دون هذا الاحتضان.

ثالثا : التنظيم ليس مجرد كيان كلاسيكي متطور في وسائل السرية والانضباط كما هي حال التنظيمات الناجحة في العالم، بل هو أقرب إلى مفهوم مدرسة تخرج الآلاف من المؤمنين بالمشروع الجهادي وتبثهم في المجتمعات وتستفيد منهم بطريقة تتناسب مع توجهات المجتمع المسلم من جهة ومع واقع العالم الغربي من جهة أخرى، مما يعطيهم مضلة طبيعية تحميهم أمنيا واجتماعيا.

رابعا : يؤمن التنظيم بأن التخطيط يجب أن يكون على أساس استراتيجي فيه فهم للذات والبيئة والخصم والهدف. ولم يعد سرا أن التنظيم قد حدد هدفا هو تدمير أو إضعاف أو تفكيك أمريكا. ولا يعتبر التنظيم هذا المطلب مسألة خيالية رغم قوة الخصم الهائلة والقصور الكبير في قدرات الذات. وينفذ التنظيم من أجل حل هذه الإشكالية حيلة معقدة هي تحويل قوة وقدرات الخصم ضده ويبني معظم الاستراتيجية على ذلك.

خامسا : استفاد ويستفيد التنظيم من إشكال أساسي في المجتمع الأمريكي هو كثرة الثغرات البنيوية بسبب طبيعته المنفتحة التي جعلته خصما مكشوفا لمن أراد أن يحسن استغلالها ضده. هذه الثغرات لا يمكن إقفالها إلا أذا تحول الكيان الأمريكي لكيان عسكري مغلق بدين واحد وجنس واحد وهو امر مستحيل. وقد أشار رئيس السي آي إي في استجوابه من قبل الكونجرس إنه لا يمكن ضمان أمن المجتمع بزيادة الحصار على الحريات المدنية إلا بالوصول إلى حالة مجتمع لا يستحق الدفاع عنه.

سادسا : استفاد ويستفيد التنظيم من طبيعة النفسية الامريكية حين تُستفز في هويتها وتتصرف على شكل رد الفعل الانتقامي (الكاوبوي) بدلا من أن تتمهل وتدرس القضية قبل أن تستجيب. ونجح التنظيم في استدراج الماكنة الأمريكية الهائلة لتخدمه كشركة علاقات عامة بعد ضربات كينيا وتنزانيا، كما نجح في استدراجها بعد ضربات سبتمبر لأجل أن تبدو كما لو كانت تحارب الإسلام ومن ثم يُجيّش العالم الإسلامي كله ضد أمريكا.

سابعا : يعتمد التنظيم على التربية الإسلامية الجهادية التي تجمع بين الانضباط والطاعة للقيادة والثقة المطلقة بتوفيق الله والاستعداد الكامل للموت في سبيل الله والصبر وطول النفس. ولعل هذه الصفات في أفراد التنظيم والتي يصعب على الأمريكان إدراكها كان ركنا رئيسيا في تحول تنظيم بن لادن لخصم حقيقي لأمريكا في هذه الحرب غير المتوازية.

ثامنا : يعتمد التنظيم مبدأ المبادرة والفعل بدلا من رد الفعل، ويعد الخطوة التالية قبل أن ينهي الخطوة الحالية، ولا يقبل التنظيم بأن يستجر إلى رد فعل على هجوم يتعرض له يربك خطته. ولذلك لم يكترث التنظيم بالضربات التي وجهت لأفغانستان بعد حوادث كينيا وتنزانيا ولم يتحمس كثيرا للرد على الضربات الأخيرة لأن الخطوة التالية معدة سلفا ويجب أن تنفذ في وقتها.

تاسعا : يؤمن التنظيم بالاستفادة من أي فرصة سياسية أو أمنية توفرها الصراعات أو المشاكل العالمية، ويرى سرعة التصرف لاغتنامها دون التفريط بما يعتبره التزامات دينية. ومن خلال ذلك يقال إن التنظيم حصل على أجهزة وأسلحة متطورة مستغلا الفوضى التي تبعت سقوط الاتحاد السوفيتي.

عاشراً : يؤمن التنظيم بترك ما يعتبره جائزا أو مشروعا إن كانت جماهير المسلمين لا تستوعبه مثل مواجهة الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين خوفا من أن يتهم التنظيم بأنه يدفع لحروب أهلية ويؤدي ذلك لانفضاض الناس عن التنظيم. في المقابل يؤمن التنظيم أن كل هذه الأنظمة تابعة لأمريكا وستتهاوى مباشرة إذا انهزمت أمريكا وبذلك يمكن مواجهتها في ظرف أفضل.

المشهد الحالي .. الشكل الظاهري

حين نتجاهل حقيقة الحرب غير المتوازية ومزايا تنظيم بن لادن نجد أنفسنا أمام أمريكا وقد انتصرت انتصارا باهرا وقضت على دولة الطالبان وقتلت من قتلت من القاعدة ورمت البقية في أقفاص جوانتانامو. بل إن أمريكا أثبتت أنها قائدة متحكمة بالعالم حين أجبرت كل الدول للتسابق في إرضائها وخدمتها بدءا بالقوى الكبرى مثل الصين وروسيا وانتهاء بالدول ذات العلاقة التي جعلت إمكاناتها تحت تصرف أميركا مثل باكستان والسعودية. أما بن لادن نفسه فقد اختفى واختفت القيادات معه ولا يعرف إن كان حيا أو ميتا. على المستوى السياسي والامني تمكنت أمريكا من تشكيل تحالف عالمي من كل دول العالم يستحيل معه لأي شخص من تنظيم القاعدة أن يكون في مأمن من الاعتقال الأمريكي. على مستوى أمريكا اتخذت الخطوات الأمنية والقانونية اللازمة لاعتقال كل مشتبه به وإغلاق الفرص أمام من يفكر بتنفيذ عمليات أخرى. واندفعت أمريكا في حربها للإرهاب لدرجة أن باركت ما يقوم به شارون بحجة أن حملته حرب ضد الإرهاب. هذا المشهد تنظر من خلاله الحكومات والنخب المتسلطة ولذلك ازداد تعظيمها وتقديسها لأمريكا وتسابقها لإرضائها وخاصة حكام المملكة.

المشهد الحالي .. الشكل الحقيقي
بمقاييس الحرب غير المتوازية نحن أمام حقائق يتم التغاضي عنها وأمام استنتاجات منطقية يتم التحايل عليها، منها:

أولا : الشيخ بن لادن والشيخ أيمن الظواهري والملا عمر كلهم على قيد الحياة، والجزء الأكبر والمهم من تنظيم القاعدة لا يزال سليما، والأمريكان على علم بذلك ولا يريدون أن يعلنوه حتى لا تعتبر حملتهم عديمة الجدوى. والجدير بالذكر إن معظم المعتقلين في جوانتانامو هم إما من موظفي الإغاثة أو من العرب في باكستان وأفغانستان ممن ليس لهم علاقة بالقاعدة أو من الذين انضموا للجهاد بعد سبتمبر.

ثانيا : هناك قناعة تامة ومعلومات أكيدة عند الامريكان عن ضربة هائلة قادمة لأمريكا (أو أكثر من ضربة) لكنهم لا يعرفون متى وكيف وأين. ويعلم الأمريكان كذلك أن جهودهم العكسرية والأمنية والسياسية لم تصل لحد الآن لإيقاف هذه الضربة ولم يصلوا إلى مجرد طرف خيط يؤدي إلى منعها. ولذلك أصبح الإعلان عن هذه الضربة دون معرفة متى وأين وكيف هو أفضل تحقيق لقَسَم بن لادن في أن لا تتمتع أمريكا بالأمن حتى يعيشه الفلسطينيون.

ثالثا : انبهر الأمريكان بكمية الغموض الذي يكتنف حقيقة القاعدة والطالبان بعد حملتهم في أفغانستان. ورغم الكمية الهائلة للمعلومات التي حصلوا عليها من أوراق ووثائق وأجهزة كمبيوتر وتعاون باكستاني وأفغاني وسعودي فلم يصل الأمريكان لحد الآن لحل لغز طريقة عمل القاعدة والتعرف على طريقة تفكيرها وتركيبتها التنظيمية. ويعترف الأمريكان حاليا بأن كمية المعلومات التي لديهم يربك أكثر مما ينفع في إعطاء تصور واضح عن القاعدة.

رابعا : لم تسفر الحملة الأمنية والقانونية في أمريكا نفسها والاعتقالات التي طالت آلاف الإسلاميين عن التعرف على أي معلومة ذي بال أو أن تجرّم أحدا من المعتقلين جريمة لها علاقة بالقاعدة سوى شخص واحد علقت عليه التهمة بشكل متكلف.

خامسا : بلغ الغضب الإسلامي على أمريكا بعد الحملة على أفغانستان ثم تأييد أمريكا لشارون في جرائمه في فلسطين مبلغا هائلا تجاوز بكثير ما يطمح إليه بن لادن من مجرد تجييش المسلمين عاطفيا ضد أمريكا. ولوحظ الآن بين بعض الأوساط التي كانت تتحفظ على حادث سبتمبر أنها تتمنى حصول حادث مثله وتستبطئ الضربة المتوقعة.

معطيات المشهد ا لمستقبلي ...

بعد تأمل الحقائق أعلاه لا يجد المرء صعوبة في اعتبار الضربة القادمة لأمريكا أمرا حتميا، لكن السؤال المهم قد يكون أعقد من مجرد متى هذه الضربة وكيف وأين؟ السؤال هو، ما دام تنظيم القاعدة قد دخل في المواجهة الساخنة بحرب مستمرة مع الأمريكان فهل سيستمر على طريقة المواجهة بالضربات لأمريكا فقط أو إنه أعد العدة لعمل متعدد الأطراف في أكثر من مكان من العالم مستفيدا من سقوط هيبة أمريكا؟ يقول بعض من تابعوا وضع القاعدة قبل سبتمبر أن القاعدة والطالبان قد استعدوا لسقوط الطالبان قبل مدة ورتبوا الإجراءات التي تبقي الجزء المهم من القاعدة والطالبان سليما إلى أن تحصل الضربة القادمة. ويزعم هؤلاء إن القاعدة قد استعدت للضربة التالية في أمريكا منذ زمن، لكن التوقيت مقصود أن يتأخر قليلا بعد أن يقتنع الأمريكان تماما أنهم قد حققوا النصر وأنهوا مهمتهم حتى يكون مفعول الضربة أقوى ما يمكن نفسيا وسياسيا. ويزعم هؤلاء أن تنظيم القاعدة قد رتب أعمالا أخرى في أماكن أخرى وأن العمليات التي جرت في الهند حديثا ربما تكون من بينها وأنها مقصودة لإجبار الجيش الباكستاني على تحويل الجيش للهند ومن ثم كشف جبهة أفغانستان وترك الأمريكان في مواجهة الطالبان والقاعدة من جديد.

سينايوهات المشهد المستقبلي ...
مع وضع هذه المعطيات في الحسبان يستطيع المرء أن يخرج بالاستنتاجات التالية عن السناريوهات المتوقعة للمستقبل بخصوص المعركة بين بن لادن وأميركا:

السيناريو الأول : هو ضربة كبيرة في أمريكا لكن ليس فيها سلاح دمار شامل ولا آثار بعيدة المدى. وإذا تمت هذه الضربة فعلا فلربما تصدق نبوءة التقرير الاستراتيجي الذي أشرنا إليه آنفا من أنها ستؤدي لخلخلة كبيرة في أمريكا. السبب هو أن الضربة ستكون إعلانا مدويا ومؤلما بهزيمة منكرة للحملة الأمريكية ضد "الإرهاب". هذا الإعلان بالهزيمة لن يكون هزيمة لحكومة دكتاتورية متسلطة مثلما حصل في الاتحاد السوفياتي حين تورط في أفغانستان بل ستكون هزيمة للشعب الأمريكي كله الذي انتخب حكومته وبارك حملتها في أفغانستان بأغلبية مطلقة. سيصنع هذا الشعور بالهزيمة عدة تداعيات أولها الشعور بالإحباط عند الشعب الأمريكي وقناعته بالعجز عن حماية نفسه. حينها سيكون الأمريكان مشتتين، فريق يستمر يفكر بعقلية الكاوبوي ويريد أن يزيد من رد الفعل مستخدما أسلحة دمار شامل، وفريق يطالب بإلغاء هذه السياسة بالكامل والموافقة على مراجعة السياسة الخارجية الأمريكية بخصوص المسلمين، وفريق يرى التشدد الأمني حتى لو أدى ذلك لإلغاء كل الحقوق المدنية. وعلى الأرجح سيهزم الفريق الذي يطالب بالانتقام لأن الأهداف استنفذت ولم يبق قاعدة ولا طالبان لأن تضرب. ولعل هذا الخلاف وما يصاحبه من إحباط كبير سيكون بذرة لتفكك أمريكا أو لانهيار انتاجها.

السيناريو الثاني : أن تكون للضربة آثار أكثر من مجرد تدمير وقتل لعدد من الأمريكان، مثل لو صح احتمال السلاح النووي أو ما يسمى بالقنبلة القذرة التي تنشر كمية هائلة من المواد المشعة على مساحات شاسعة. هذا النوع من الحدث يؤدي لتعطيل العمل في مدينة كاملة، فلو حصل هذا الحادث في مدينة حساسة اقتصاديا مثل نيويورك أو لوس أنجليس فلربما ينهار الاقتصاد الأمريكي ويتشرد الملايين من سكان مدينة كبرى. وإذا صاحب هذا التشريد الإحباط الذي ذكرناه سابقا والخلاف حول ما يجب عمله تجاه الضربة فسيكون تراكما لانهيار اقتصادي واجتماعي ولا يستبعد أن يتبعه تفكك سياسي.

السيناريو الثالث : أن تكون الضربة مصحوبة أو متبوعة بعمليات أخرى في العالم ضد أنظمة أخرى ويكون التوقيت مقصودا سواء من جهة كون الأمريكان منشغلين بأزمتهم الداخلية أو من جهة انهيار هيبة الأنظمة بسبب انهيار هيبة سيدها. ويصعب تصور أمريكا تستطيع أن تدير أزمات هائلة وهي تعيش تحت وطأة ضربة من جنس من ضربة سبتمبر أو أقوى. أما الانظمة الأخرى فرغم أنها لا تعتمد على أمريكا في أمنها السياسي الداخلي ألا أن سقوط هيبة أمريكا واستعداد الشعوب للتحرك وتغير الولاءات داخل الأجهزة الأمنية ستساهم بشكل كبير في إضعافها إو إسقاطها.

السيناريو الرابع : أن تحصل حوادث كبيرة في أجزاء حساسة من العالم -سواء بتخطيط القاعدة أو دون تخطيطها- قبل ضربة أمريكا مثل اندلاع الحرب بين باكستان والهند ومثل وفاة الملك فهد ونشوب خلاف بين آل سعود أو مثل انهيار سلطة عرفات في فلسطين. هذه الحوادث لوحدها ستربك أمريكا وستجعلها مشلولة في التعامل معها فكيف لو انشغلت أمريكا بعدها بضربة داخلية؟

السيناريو الخامس : أن ينجح الأمريكان في منع الضربة القادمة وربما يعثروا على بن لادن والظواهري والملا عمر. هذا الاحتمال سيحمي أمريكا من الضربة لكنه لن يحميها من تداعيات هائلة تأتيها بسبب التجييش الذي تكون في العالم الإسلامي ضدها. ويصر الذين يزعمون أنهم على معرفة بخفايا القاعدة أن تنظيم القاعدة قد وضع بدائل للعملية لو تم كشفها.

المشهد المستقبلي .. تداعيات أخرى

أوربا : أذا حصلت ضربة أخرى فلا شك أن التوازنات العالمية ستتغير بشكل كبير. سوف تقتنع أوربا أنها لا يمكن أن تجاري أمريكا إلى الأبد وعليها أن تغازل العالم الإسلامي حتى لا يأتيها نصيبها من الدمار. يجب أن نعلم أن هذه الدول ترسم مستقبلها بناء على المصالح وليس بناء على قيم ومباديء تضحي من أجلها.

المجتمعات الإسلامية : إذا حصلت ضربة أخرى فلن يكون هناك شك هذه المرة أنها من تنظيم بن لادن مقارنة بالشك بعد 11 سبتمبر. وبعد حالة الاحتقان والغضب الهائل ضد أمريكا عند المسلمين فستشكل هذه الحادثة شعورا بأن المواجهة التاريخية مع أمريكا قد حسمت لصالح الإسلام وأن الدمار حل بأمريكا رغم أن الذي يحاربها أشخاص مطاردون محاصرون. وبغض النظر عن الموقف الشرعي والقيمي من الحادث فإن آثاره ستكون شحنا لحقنة هائلة مفاجئة من الثقة في نفوس المسلمين وحشدا جديدا لهم في عمل استقطابي ضد أعداء المسلمين في كل مكان.
بؤر الصراع الأخرى: سيؤثر حصول الضربة في بؤر الصراع الأخرى في العالم الإسلامي مثل الشيشان وكشمير والفلبين بطريقة تساهم في تحسن الكفة لصالح الطرف الإسلامي.

الأرجح

المرجح أن يكون المشهد معقدا جدا ومتشابكا لأن المعطيات متوفرة لحصول قلاقل في باكستان وفلسطين وبلاد الحرمين قبل أو بعد ضربة حتمية في أمريكا. ويبدو بعد هذا التعقيد أن الأمور ستكون بعيدة جدا عن سيطرة أمريكا على الموقف لأنها ستعيش أزمة داخلية هائلة لا نظن أنها تستطيع أن تتعافى منها فضلا عن أن تستطيع أن تدير أزمة خارجية.
رسالة جائتني في الإيميل (مركز الدراسات والبحوث الإسلاميه)

تأبط شرًا غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:45 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه