منقول من الساحات
الاسم : محمد بن صالح العثيمين
الدولة : السعودية
سيرة المفتى ومعلومات عن حياته :
حياة الشيخ ابن عثيمين العلمية والعملية
ــــــــــــــــــــــــــ
ولد الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله في مدينة عنيزة، إحدى مدن القصيم، عام 1347هـ، في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، في عائلة معروفة بالدين والاستقامة، بل تتلمذ على بعض أفراد عائلته، أمثال جده من جهة أمه، الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله؛ فقد قرأ عليه القرآن، فحفظه، ثم اتجه إلى طلب العلم، فتعلم الخط والحساب، وبعض فنون الآداب.
وكان الشيخ قد رزق ذكاء وزكاء، وهمة عالية، وحرصا على التحصيل العلمي في مزاحمته الركب لمجالس العلماء، وفي مقدمتهم الشيخ العلامة المفسر عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
وكان الشيخ عبد الرحمن السعدي قد أقام اثنين من طلابه لتعليم الصغار، وهما الشيخ علي الصالحي، والشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع، فقرأ الشيخ محمد بن صالح العثيمين عليهما مختصر العقيدة الواسطية للشيخ عبد الرحمن السعدي، ومنهاج السالكين في الفقه للشيخ السعدي أيضا، والآجرومية والألفية في النحو والصرف، وهكذا كانت نشأة الشيخ بين أحضان العلماء.
والشيخ متزوج من امرأة واحدة، وله من الأولاد الذكور عبد الله، وعبد الرحمن، وإبراهيم، وعبد العزيز، وعبد الرحيم، وله من الأخوة الدكتور عبد الله، رئيس قسم التاريخ في جامعة الملك سعود في الرياض، والأمين العام لجائزة الملك فيصل، وأخوه عبد الرحمن.
ولم يرحل الشيخ لطلب العلم إلا إلى الرياض، حين فتحت المعاهدة العلمية عام 1372هـ، فالتحق بها, يقول الشيخ رحمه الله:دخلت المعهد العلمي من السنة الثانية، والتحقت به بمشورة من الشيخ علي الصالحي، وبعد أن استأذنت من الشيخ عبد الرحمن السعدي، رحمه الله، وكان المعهد العلمي في ذلك الوقت ينقسم إلى قسمين خاص وعام، فكنت في القسم الخاص، وكان في ذلك الوقت من شاء أن يقفز، بمعنى أنه يدرس السنة المستقبلة له في أثناء الإجازة، ثم يختبرها في أول العام الثاني، فإذا نجح انتقل إلى السنة التي بعدها، وبهذا اختصرت الزمن، ثم التحقت بكلية الشريعة في الرياض انتسابا، وتخرجت فيها .
وبعد وفاة شيخه عبد الرحمن السعدي، الذي توفي في عنيزة عام 1376هـ، عن عمر يناهز التاسعة والستين، رشح بعض المشايخ لإمامة الجامع الكبير، إلا أنهم لم يستمروا على ذلك إلا مدة قصيرة جدا، فرشح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لإمامة الجامع الكبير، وعندها تصدى للتدريس مكان شيخه، ولم يتصد للتأليف إلا عام 1382هـ، حين ألف أول كتاب له وهو فتح رب البرية بتلخيص الحموية وهو تلخيص لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية الحموية في العقيدة.
واستغل الشيخ وجوده في الرياض بالدراسة على الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فقرأ عليه من صحيح البخاري، وبعض رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية، وبعض الكتب الفقهية، ويقول الشيخ محمد العثيمين:لقد تأثرت بالشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله من جهة العناية بالحديث، وتأثرت به من جهة الأخلاق أيضا، وبسط نفسه للناس.
وقد عرض على الشيخ تولي القضاء من قبل مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله، الذي ألح على فضيلته بتولي القضاء، بل أصدر قراره بتعيينه رئيسا للمحكمة الشرعية بالأحساء، فطلب منه الإعفاء، وبعد مراجعات واتصالات سمح بإعفائه من منصب القضاء.
مشايخه:
استفاد الشيخ ابن عثيمين في طلبه للعلم من عدة شيوخ، بعضهم في مدينة عنيزة، وبعضهم في الرياض عندما سكنها للدراسة النظامية، ومن الشيوخ الذين درس عليهم:
1) الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، المتوفى عام 1376هـ، المفسر المشهور، صاحب التفسير المعروف بتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان في ثمان مجلدات، وله مؤلفات كثيرة في الفقه وأصوله، وقواعده، وفي العقيدة، وغيرها من الكتب النافعة.
وتخرج على يد هذا العالم الجهبذ علماء بارزون، لهم دورهم الكبير في الساحة العلمية، وبعضهم أعضاء في هيئة كبار العلماء، منهم شيخنا رحمه الله محمد العثيمين، الذي لازمه، واستفاد منه قرابة إحدى عشرة سنة، وهو من أبرز طلابه فيما يظهر، ولذا خلف الشيخ في إمامة الجامع الكبير، والتدريس فيه والإفتاء.
وقد قام زميلنا وأخونا الشيخ الدكتور عبد الرزاق بن الشيخ عبد المحسن العباد بإعداد رسالة الماجستير بعنوان الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة وضح فيها مكانة الشيخ السعدي العلمية، وجهوده وآثاره.
2) الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء, درس عليه عندما كان مواصلا لدراسته النظامية في الرياض، فقرأ عليه من صحيح البخاري، وبعض كتب الفقه، والشيخ عبد العزيز من أبرز علماء هذه الأمة في هذا العصر.
3) الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي، المتوفى عام 1393هـ، المفسر واللغوي، صاحب التفسير المشهور والمعروف بأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن , ويعد من أبرز آثاره العلمية.
وقد درس عليه شيخنا في المعهد العلمي، يقول شيخنا محمد العثيمين عنه:كنا طلابا في المعهد العلمي في الرياض، وكنا جالسين في الفصل، فإذا بشيخ يدخل علينا، إذا رأيته قلت: هذا بدوي من الأعراب، ليس عنده بضاعة من علم، رث الثياب، ليس عليه آثار الهيبة، لا يهتم بمظهره، فسقط من أعيننا، فتذكرت الشيخ عبد الرحمن السعدي، وقلت في نفسي: أترك الشيخ عبد الرحمن السعدي، وأجلس أمام هذا البدوي؟ فلما ابتدأ الشنقيطي درسه انهالت علينا الدرر من الفوائد العلمية، من بحر علمه الزاخر، فعلمنا أننا أمام جهبذ من العلماء وفحل من فحولها، فاستفدنا من علمه، وسمته،وخلقه، وزهده، وورعه .
4)الشيخ علي بن حمد الصالحي، ولا يزال على قيد الحياة، أطال الله عمره، وأحسن عمله، ورزقنا وإياه حسن الخاتمة.
5) الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع، رحمه الله، فقد قرأ شيخنا عليه مختصر العقيدة الواسطية ، للشيخ عبد الرحمن السعدي، ومنهاج السالكين في الفقه، للشيخ السعدي أيضا، والآجرومية والألفية في النحو والصرف.
6) الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان، رحمه الله، قرأ شيخنا عليه بعض كتب الفقه، كما درس عليه الفرائض، علم المواريث.
7) الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله، حيث قرأ شيخنا القرآن عليه حتى أتم حفظه، والشيخ عبد الرحمن الدامغ جد الشيخ من جهة أمه.
تلاميذه:
لا يمكن حصر جميع من تتلمذ على الشيخ؛ لأنهم ازدحموا في مجلسه لاسيما في السنوات الأخيرة بما يزيد على الخمسمائة طالب في بعض الدروس، على اختلاف مستوياتهم
وأذكر في بداية طلبي للعلم عند الشيخ في مطلع عام 1402ه كنا ربما لا نزيد على عشرة طلاب في المجلس الواحد، ولم تكن للشيخ شهرة على ماهي عليه الآن، ولعل اكتسابه للشهرة، وتوافد طلاب العلم عليه من كل حدب وصوب، يرجع إلى عدة عوامل منها:
1) صدقه وإخلاصه في طلب العلم والتعليم وبذل نفسه في ذلك.
2) تصديه للدروس والمحاضرات والفتوى في الحرم المكي في شهر رمضان؛ لأن الناس لاسيما طلاب العلم يزدحمون في الحرم المكي في شهر رمضان، خصوصا العشر الأواخر من رمضان، فيلتفون حول الشيخ.
3) وضوحه في الأداء، سواء ما يرجع إلى اللفظ أو ما يرجع إلى المعنى، فكان غاية في الوضوح، مع قوة الأسلوب، وجزالة العبارة، التي يفهمها عامة الناس، فضلا عن طلاب العلم.
4) سلامة المنهج في العقيدة، وهذه صفة في جميع علماء نجد، والحمد لله، فلم يعرف عن واحد منهم ، فيما أعلم خروجه عن عقيدة السلف؛ لأنهم حديثو عهد بإمامهم شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
5) عدم تعصبه وجموده لمذهب معين في جميع مسائل الأحكام، بل كان متجردا للحق، حيثما ثبت الدليل يمم وجهه إليه، حتى لو كان ظاهره مخالفا لصريح المذهب الحنبلي الشائع في هذه البلاد، فلا يضره ذلك.
6) تقليده بعض المناصب المهمة، مثل عضويته في هيئة كبار العلماء، ورئاسته لقسم العقيدة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم، ورئاسته لجماعة تحفيظ القرآن الكريم في مدينة عنيزة، ومشاركته في برنامج نور على الدرب الذي يذاع في المذياع واتصالاته الواسعة بكبار المسؤولين من أجل المصلحة العامة، ومشاركاته في مناسبات كثيرة في أنحاء العالم.
7) استجابته لكثير من الدعوات الموجهة إليه لإلقاء المحاضرات من كثير من مدن المملكة، لاسيما المدن الكبيرة التي يتردد إليها، كالرياض، وجدة، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، وبعض مدن القصيم, ولا تقتصر على المساجد، بل كان يلقي محاضراته حتى في المجمعات العسكرية.
8) كثرة الأشرطة العلمية التي سجلت له، والتي وصلت إلى دول أوروبا وأمريكا وغيرها من دول الغرب، فاستفاد منها كثير من المغتربين من الجالية العربية المسلمة، ومتابعتهم لأشرطته بانتظام، التي تمثل شروحاته لكثير من الكتب العلمية التي تخص طلاب العلم، التي شرحها شرحا كاملا بهذه الأشرطة مثل كتاب التدمرية وفتح رب البرية والعقيدة الواسطية ، كلها لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، والعقيدة السفارينية ، وهي منظومة للشيخ محمد بن أحمد السفاريني، المعروفة بالدرة المضية في عقد الفرقة المرضية ، وفي شرحه لكتب الأحكام مثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، إلا أنه لم يكمل شرحه، وزاد المستقنع في فقه الإمام أحمد، وغيرها من الكتب الكثيرة التي سجلت بالأشرطة، وانتشرت في أقطار الدنيا، يستفيد منها طلاب العلم.
9) كثرة مؤلفاته، التي أكثرها صغيرة الحجم، غزيرة الفائدة، واضحة العبارة، ليس فيها غموض أو تعقيد، يفهمها العامة فضلا عن طلبة العلم, وكان الإقبال عليها شديدا، وترجم بعضها إلى عدة لغات، لاسيما الإنكليزية، وانتشرت في أكثر بقاع الأرض, وقد قمت بنفسي في السعي بترجمة كتابين من كتبه في العقيدة البنغالية، ووزعت مجانا على نفقة بعض المحسنين.
فهذه بعض العوامل التي أدت إلى شهرة الشيخ، وكان من أبرز نتائجها توافد طلاب العلم عليه من داخل المملكة وخارجها من جنسيات شتى.
وسأذكر بعض تلاميذ الشيخ الملازمين له سنوات طويلة، والمستفيدين منه، والحريصين على مجالسه، والمتابعين للعلم، الحريصين على التحصيل:
فمنهم: الشيخ عبد الرحمن بن صالح الدهش، والشيخ محمد بن عبد الرحمن الاسماعيل، والشيخ غانم بن مرزوق الحربي، والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الابراهيم، والشيخ محمد بن سليمان السلمان، وهو الذي ينوب عن الشيخ في خطبة الجمعة والعيدين، والشيخ الدكتور محمد بن صالح البراك، المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والشيخ احمد بن محمد العبيد، والشيخ الداعية إبراهيم بن محمد الدبيان، والشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح، والشيخ سامي بن محمد الصقير، والشيخ خالد بن عبد الله المصلح، وهما متزوجان من ابنتي الشيخ.
والشيخ خالد بن سليمان المزيني، والشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي، مدير المعهد العلمي في مدينة عنيزة، والشيخ علي بن عبد الله السلطان، والشيخ خالد المطرفي، والشيخ عبد الله بن حمد السليم، والشيخ بندر العبدلي، والشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز الصائغ، والشيخ أحمد المشرف، والشيخ عادل بن عبد الشكور الزرقي، والشيخ عبد الله بن حمد الزيداني والشيخ الدكتور يوسف بن عبد الله الزامل، عميد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك سعود فرع القصيم سابقا، والشيخ عبد الله بن صالح الحمود، والشيخ رشيد بن عبد الرحمن الحربي، والشيخ صالح الحجاج.
ومن الكويت: الشيخ حمد العثمان، والشيخ عثمان الخميس، والشيخ سالم بن سعد الطويل، والشيخ ماهر بن فهد الساير.
ومن دولة البحرين: الشيخ خالد بن سالم، والشيخ عبد الوهاب الزياني.
ومن سوريا: الشيخ مصطفى بن محمد بن كامل حورية.
ومن مصر: الشيخ الدكتور طبيب رشاد بن زارع.
ومن اليمن: محمد بن أحمد الواصل، والشيخ عمار بن ناشر، والشيخ يحيى بن صالح الراعي، والشيخ زيد بن ثابت، والشيخ طارق بن عبد الواسع.
ومن باكستان: الشيخ محبوب بن أحمد بن محمد علي.
فهؤلاء نخبة من طلابه البارزين.
وهناك طلاب بمنزلتهم، أو قريبون منهم، أو دونهم، أعرضت عن ذكرهم خشية الإطالة, وهناك طلاب درسوا على الشيخ، إلا أنهم لم يطيلوا المكث عنده، فمنهم الشيخ الداعية سلمان بن فهد العودة أبو معاذ، والشيخ الأمير عبد الرحمن آل سعود الكبير، والشيخ عبد الله السعد، والشيخ فهد السنيد، وغيرهم كثير جدا.
ومنهم من يتردد إلى الشيخ أوقات العطل الدراسية، فيستفيد منه، حيث الدروس المكثفة الصباحية والمسائية.
زهده وورعه:
الزهد، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، هو الزهد عما لا ينفع، إما لانتفاء نفعه، أو لكونه مرجوحا، لأنه مفوت لما هو أنفع منه، أو محصل لما يربو ضرره على نفعه, وأما المنافع الخالصة أو الراجحة، فالزهد فيها حمق .
أما الورع فقال شيخ الإسلام:هو الإمساك عما قد يضر، فتدخل فيه المحرمات والشبهات؛ لأنها قد تضر, فإنه من اتقى الشبهات، فقد استبرأ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات، وقع في الحرام، كالراعي يحوم حول الحمى يوشك أن يواقعه .
والفرق بين الزهد والورع، كما قال ابن القيم في الفوائد :إن الزهد ترك مالا ينفع في الآخرة، والورع، ترك ما يخشى ضرره في الآخرة، والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع, فالزهد والورع صفتان نبيلتان رئيستان، اتصف بهما الأنبياء، والتزم بهما العلماء، الذين جعلوا من منهج الأنبياء صورة حية يعيشونها ويطبقونها في واقع حياتهم، يزهدون فيما عند الناس من أمور الدنيا؛ فينالون محبة الناس، لا يرغبون إلا فيما عند الله، يتورعون عن كل ما يجلب لهم الشبهة ويلصق بهم التهمة .
وما شيخنا رحمه الله إلا صورة من هؤلاء العلماء، حيث التزم الزهد والورع من جميع جوانبه، فقد عرضت عليه المناصب، كتولي القضاء، حيث أصدر مفتي المملكة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله، قرارا يقضي بتعيين الشيخ رئيسا لمحكمة الاحساء، وبعد مراجعات واتصالات ووساطات أعفي من القضاء.
ولو أراد الشيخ لجمع بمنصبه وشهرته ومكانته عند الأسرة الحاكمة في هذه البلاد الأموال الكثيرة، ولكن زهده وورعه يمنعانه من ذلك، ولم يكن الشيخ يرحمه الله، يتردد على أبواب الأسرة الحاكمة طمعا وحبا فيما عندهم من المال أو المنصب، أو مصلحة لنفسه، وإنما تردده عليهم، مع قلته، لمصلحة عامة يراها الشيخ، يرحمه الله، في حضوره وما كان يتردد عليهم إلا بدعوة منهم.
وهناك مواقف كثيرة رأيناها وسمعناها أو خفيت علينا تثبت حقيقة الزهد والورع الذي كان يتصف به الشيخ، فكان متصفا بالزهد بجميع أقسامه التي أشار إليها ابن القيم في الفوائد، بقوله الزهد أقسام:
1) زهد في الحرام، وهو فرض عين.
2) زهد في الشبهات، وهو بحسب مراتب الشبهة، فإن قويت، التحق بالواجب، وان ضعفت، كان مستحبًا.
3) زهد في الفضول، وهو الزهد فيما لا يغني من الكلام والنظر، والسؤال واللقاء وغيره، وزهد في الناس، وزهد في النفس، بحيث تهون عليه نفسه في الله.
4) زهد جامع لذلك كله، وهو الزهد فيما سوى الله، وفي كل ما يشغلك عنه، وأفضل الزهد إخفاء الزهد، وأصعبه الزهد في الحظوظ ,اهـ.
فلو تأملت هذه الصفات في هذه الأقسام كلها لوجدتها مجتمعة في ذات الشيخ، لا تنفك عنه في جميع حركاته وسكناته, زهد لا كزهد الرهبنة والتصوف، وإنما زهد معتدل على منهاج النبوة، زهد كزهد المصطفى عليه الصلاة والسلام.
دقته في الأمور وتثبته فيها:
إن دقة الشيخ وتثبته في الأمور نابع من الورع وإبراء الذمة في التوصل إلى موافقة الحق.
وربما فهم المقابل أن ذلك تعقيد للأمور وتضييق على المسلمين الذين يترددون إليه؛ لقضاء حوائجهم, ولاشك أن نظرتهم،إما أن تكون نابعة عن قصور في العلم؛ بسبب جهلهم بالحكم الشرعي، والحال الذي يتنزل عليها ذلك الحكم، وإما أن تكون نظرتهم نابعة عن سوء في الفهم؛ بسبب عجزهم عن تصور تلك المسألة، أو القضية المعينة, فإذا كان الواجب على المسلم إحسان الظن بعامة المسلمين فكيف بعلمائها، لاشك أن ذلك آكد وأوجب.
وهذه طبيعة وسجية عند الشيخ يرحمه الله ألا وهي الدقة والتثبت في الأمور يتعامل بها مع أخص المقربين إليه، كأن يتقدم إليه أحد طلابه المقربين إليه، أو أي شخص مقرب إليه من غير طلابه، ممن يثق بهم حين يطلبون منه قضاء دين عليهم مثلا، فإنه لا يكتفي بمعرفته الخاصة بهم، فربما طلب منهم الدلائل والبينات من الوثائق الأصلية، التي تثبت حلول ذلك الدين، وعدم مقدرتهم على قضائه، فإذا اقتنع الشيخ أنهم مستحقون، فالغالب أنه لا يقضي عنهم جميع ديونهم، بل يساهم بسداد بعض الدين، بل بالنسبة القليلة منه، وربما قضى ربع الدين أو ثلثه إذا اقتضى الأمر ذلك.
فإذا كان على الشخص خمسون ألف ريال، فانه ربما قضى عنه خمسة آلاف ريال، أو أكثر قليلا؛ لأن الشيخ يحب أن ينتفع بهذا المال أكبر عدد من المحتاجين المستحقين من المسلمين, ولا شك أن هذا التصرف من الشيخ نابع عن حكمة وخبرة في هذا المجال؛ لأن المدين، إذا رأى أن دينه الكثير يقضى من جهة واحدة، ربما عاود الكرة مرة أخرى، وربما تقصد المعاودة إلى دين آخر, أما إذا كان طلبه لقضاء دينه يتطلب أن يطرق جهات عديدة، فربما أغلق في وجهه الأبواب، وكل إنسان يحب أن يحفظ ماء وجهه بتعففه عن السؤال، وبهذا لا يمكن أن يعاود الكرة في تحمل دين عليه.
وهناك مواقف كثيرة تسجل للشيخ تدل على دقته في الأمور وتثبته فيها، نستفيد منها عبرا وعظات في حياتنا، ومعاملتنا مع عباد الله.
ويستعمل الشيخ أسلوب الدقة والتثبت حتى في المسائل العلمية الشرعية، عندما يأتي الطالب بمعلومة، سواء في تصحيح حديثه، أو تضعيفه، أو نقل قول عالم من العلماء المتأخرين، أو المعاصرين، أو غير ذلك من مسائل العلم، فإنه يكلف الطالب بمراجعتها والتثبت منها، ولاشك أن هذا الأسلوب أحكم وأسلم.
وكثيرا ما يوصي طلابه ويؤكد عليهم منهج التثبت في الأمور، وعدم العجلة فيها، وإبراء ذممهم في كل قضية لها تعلق بحكم شرعي، ولها أبعادها الشرعية.
منهجه العلمي:
لقد أوضح الشيخ يرحمه الله منهجه، وصرح به مرات عديدة، أنه يسير على الطريقة التي انتهجها شيخه العلامة الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي يقول شيخنا أبوعبدالله:لقد تأثرت كثيرا بشيخي عبد الرحمن السعدي في طريقة التدريس، وعرض العلم، وتقريبه للطلبة بالأمثلة والمعاني .
والمنهج الذي سلكه الشيخ عبد الرحمن السعدي هو منهج خرج به عن المنهج الذي يسير عليه علماء الجزيرة علماء نجد عامتهم أو غالبيتهم، حيث اعتماد المذهب الحنبلي في الفروع من مسائل الأحكام الفقهية، والاعتماد على كتاب زاد المستقنع في فقه الإمام أحمد بن حنبل، فكان الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي معروفا بخروجه عن المذهب الحنبلي وعدم التقيد به في مسائل كثيرة، حتى أخبرني أحد علماء مدينة بريدة التي تبعد عن مدينة الشيخ عنيزة حوالي خمسة وعشرين كيلومترا أن علماء بريدة، رحمهم الله، في عهد الشيخ السعدي كانون ينقمون على الشيخ السعدي بسبب خروجه عن المذهب الحنبلي، حتى رفعوا عليه دعوى إلى الملك عبد العزيز آل سعود يشكونه إليه، حتى أن الشيخ السعدي،إذا أراد أن يجتمع مع محبيه ومناصريه من أهل بريدة لا يجتمع معهم في داخل مدينة بريدة، بل كانوا يخرجون إليه ويجتمعون به في أطراف المدينة، وهكذا اخبرني شيخي أبو عبد الله العثيمين.
ومنهج الشيخ السعدي هو انه كثيراً ما يتبنى آراء شيخ الإسلام ابن تيمية،وتلميذه ابن القيم ويرجحها على المذهب الحنبلي، فلم يكن عنده الجمود تجاه مذهب معين، بل كان متجرداً للحق، وقد انطبعت هذه الصفة وانتقلت إلى تلميذة محمد الصالح العثيمين.
ولم يكن تبني الشيخ لآراء شيخ الإسلام نابعاً عن هوى أو تقليد أعمى، بل كان متجرداً للحق أيضا، فحيثما وجد الحق فهو ضالته ومطلبه، بل انه خالف شيخ الإسلام في عشرات المسائل اكثر من مخالفة شيخه السعدي لشيخ الإسلام، ومخالفته لشيخ الإسلام في هذه المسائل لا يدل على استنقاصه لشيخ الإسلام ولا تقليلاً من شأن شيخ الإسلام ومكانته العلمية، ولا يدل على انه اعلم منه في هذه المسائل،بل ربما يكون الحق في جانب شيخ الإسلام فيما خالفه فيه، ومازال العلماء قديما وحديثاً يخالف بعضهم بعضاً في عشرات أو مئات وربما ألوف المسائل لكن العيب في المخالفة أن تكون نابعة عن هوى أو سوء نية، أو عدم توفر الكفاءة العلمية وعدم الدقة في فهم النصوص واحتواء الخلاف فيها بالنسبة للمخالف، وكل هذه الصفات يتنزه عنها شيخنا حفظه الله فهو معروف بسعة علمه، ودقة فهمه، وآثاره العلمية، من مكتوب ومسموع، شاهدة على أهليته وكفاءته.
وكل مسألة يخالف فيها شيخنا أبو عبد الله العثيمين من هو اعلم منه، له حظ من النظر فيها، وما كان كذلك فلا حرج في المخالفة
قال الناظم:
وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلافاً له حظ من النظر
ولا بأس في أن نذكر أمثلة لبعض المسائل التي خالف فيها شيخ الإسلام ابن تيمية منها:
1) يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن الجماعة شرط لصحة الصلاة، ويرى شيخنا أنها واجبة.
2) يرى شيخ الإسلام أن المتمتع في الحج يكفيه سعي العمرة عن سعي الحج، ويرى شيخنا أن سعي العمرة لا يكفي عن سعي الحج.
3) يرى شيخ الإسلام جواز سفر المرأة بلا محرم مع الأمن، ويرى شيخنا عدم جواز سفر المرأة بلا محرم مطلقا.
4) يرى شيخ الإسلام جواز الجمع بين الأختين من الرضاع، ويرى شيخنا التحريم لعموم حديث يحرم من الرضاع مايحرب من النسب .
5) يرى شيخ الإسلام جواز دفع الزكاة في قضاء دين الميت الذي لم يخلف وفاء، ويرى شيخنا عدم الجواز.
6) يرى شيخ الإسلام جواز تعفير الوجه بالتراب تذللاً لله تعالى ذكرها في الاختيارات ويرى شيخنا ضعف هذا القول، لان الأصل في العبادات المنع والحظر، حتى يقوم دليل على المشروعية.
7) يرى شيخ الإسلام أن للأم الثلث مع الأخوة المحجوبين بالأب، ويرى شيخنا أن للأم السدس، أي أن الاخوة، وان كانوا محجوبين بالأب، لكن تأثيرهم على الأم يظل باقياً، فيحجبونها حجب نقصان من الثلث إلى السدس، وهو قول الجمهور.
8) يرى شيخ الإسلام جواز الزيادة بين الربويين من جنس واحد في مقابلة الصنعة، ويرى شيخنا عدم الجواز للعمومات الدالة على أن الذهب بالذهب لابد فيه من التساوي وزنا بوزن، سواء بسواء، يداً بيد.
9) يرى شيخ الإسلام أن المأموم تكفيه قراءة إمامه في الصلاة الجهرية،وهو المذهب، ويرى شيخنا وجوب قراء الفاتحة على المأموم في الجهرية.
طبيعة الدرس عند الشيخ:
أن طبيعة الدرس التي التزمها الشيخ وسار عليها واتخذها منهجاً له منذ توليه التدريس في الجامع الكبير خلفاً لشيخه منذ اكثر من خمس وثلاثين سنة تكمن في نمط معين، يختلف عن الأساليب التي ينتهجها عامة العلماء في هذه البلاد، ومن خلال مجالستي لبعض علماء البلاد كالشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ الحافظ عبد الله الدويش، رحمهما الله، وغيرهما من الشيوخ تبين لي أن طريقة الشيخ اكثر نفعاً، هذا على وجه العموم، ذلك أن الشيخ يركز كثيراً على حفظ المتون، ويطالب التلميذ ويتابعه على الحفظ في كل درس، بل أن الشيخ ينكر على من يحضر درسه ولا يلتزم الحفظ.
وقد حفظنا على الشيخ كثيراً من المتون المنثورة والمنظومة والكتب التي حفظت وتحفظ في درس الشيخ منها:
1) القرآن الكريم وقد وصل إلى سورة النساء في دروس التفسير.
2) زاد المستقنع في فقه الإمام احمد بن حنبل رحمه الله.
3) بلوغ المرام من أدلة الأحكام، للحافظ ابن حجر رحمه الله.
4) كتاب التوحيد، للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
5) منظومة محمد السفاريني في العقيدة.
6) العقيدة الواسطية، لشيخ الإسلام ابن تيمية.
7) منظومة البرهانية في علم المواريث.
8) ألفية ابن مالك في علم النحو والصرف.
9) الآجرومية في علم النحو، النظم والنثر، كلاهما فرغ من حفظهما.
10) نزهة النظر في علم مصطلح الحديث للحافظ ابن حجر.
11) منظومة البيقونية في علم مصطلح الحديث.
والمتون المطولة لا تجد طالباً قد أمر بحفظها كلها، كبلوغ المرام وزاد المستنقع لان الزمن الذي يتطلب إنهاء مثل هذا الكتاب قد يصل إلى عشرين سنة مثل بلوغ المرام فقد حسبنا الزمن الذي يستغرقه كتاب بلوغ المرام فوجدناه لا يقل عن ثماني عشرة سنة وزاد المستقنع اكثر من ذلك,
وأذكر في بداية قدومي للدراسة عند الشيخ عام 1402ه كان أول يوم جلست عنده في الدرس ابتدأ فيه بأول آية من سورة البقرة، والآن وصل في تفسيره إلى الجزء الخامس من سورة النساء، الآية الستون، فعلى هذا يستغرق تفسير القرآن الكريم اكثر من ستين سنة، ولاشك أنها مدة طويلة جداً، لا يستطيع أي طالب ملازمة الشيخ هذه المدة بل ولا يمكن أن يمتد عمر الشيخ إليها أو يقاربها في غالب أعمار الناس، والسبب في ذلك يرجع إلى عدة أمور منها:
1) أن الشيخ يرحمه الله يطيل الشرح في تفسيره فيتعرض إلى الجانب اللغوي، والنحوي، والفقهي، والعقدي، وغيرها من الجوانب المتعلقة بالآية، وما تحتاج إليه من إيضاح تلك الجوانب المتعلقة بها ، فربما استغرق تفسير آية واحدة درسين أو ثلاثة، يستغرق الدرس الواحد ما يقرب من الساعة
2) قلة الدروس، لاسيما الدروس للكتب المطولة، بما لا يزيد عن درس أو درسين في الأسبوع.
3) كثرة تخلف الشيخ عن الدروس، لاسيما في السنوات الأخيرة وكان في بداية طلبنا للعلم عنده قليل التخلف، ربما لا يزيد تخلفه في السنة عن أربعة عشر يوما، أما الآن فقد يصل تخلفه عن الدرس اكثر من تسعين يوما في السنة، ولا يتخلف الشيخ عن الدروس إلا للمصلحة العامة، والضرورة الملحة، كاجتماعه مع هيئة كبار العلماء، ودروسه في الحرم المكي في رمضان، وإلقائه بعض المحاضرات، وغير ذلك.
وتقوم طبيعة الدرس عند الشيخ بمراجعة الباب أو الفصل بعد الانتهاء منه، والمراجعة تشمل مراجعة الحفظ، والمناقشة فيه، فلا ينتقل إلى الباب أو الفصل الذي بعده حتى يكون الطالب قد أتقن الباب أو الفصل الذي قبله.
ويحرص الشيخ على رفع الهمم وزرع الحرص في نفوس طلابه، وذلك بتكليفهم في تحرير بعض المسائل، أو ما يشكل عليهم في أثناء الدرس، سواء كان الإشكال من جهة اللغة، أو النحو أو الفقه، أو الحديث أو غير ذلك, فيقوم الطالب بتحرير تلك المسألة وقراءتها أمام الشيخ وطلابه، ويناقش الطالب سواء من قبل الشيخ أو من قبل طلابه في ما يرد من الملاحظات، أن وجدت في بحثه، حتى يخرج البحث في احسن صورة وأبدعها.
آثاره العلمية:
لقد صنف الشيخ يرحمه الله، آثارا علمية في مجالات شتى، من مسموع و مكتوب في العقيدة والفقه والحديث والأخلاق، والسلوك، والمعاملات، وغيرها مما كان لها الأثر الكبير في استفادة الناس منها، سواء على مستوى عامة الناس، أو طلبة العلم، وكان الإقبال عليها شديداً ومنقطع النظير، وما ذاك إلا لثقة الناس به، لما يلمسون في ذات الشيخ من الأهلية والكفاءة التامة التي ترشحه إلى إصدار الأحكام الشرعية والتصدي للفتوى والتأليف.
وتمتاز مؤلفات الشيخ بالوضوح، وضوح في الألفاظ، ووضوح في المعاني، بعيدة عن التطويل الممل، والتعقيد والاختصار المخل، استدلالاته مدعومة بالأدلة الصحيحة، والتعليلات والاقيسة الصريحة، مع إبداع في التبويب، وحسن في التقسيم، فيما يحتاج إلى تقسيم، إلى غير ذلك من الأساليب البديعة التي يحلي بها الكتاب حتى يخرجه في أروع واحسن لباس.
ومن الجوانب المثالية التي تشير إلى اهتمام الشيخ، وحرصه على طلابه، هو تكليفهم بالبحوث، وتحرير المسائل المشكلة.
بل انه يكلف حتى المبتدئين في علمهم، ليزرع الهمة والحرص في نفوسهم، ويحاول الشيخ إلا يفرض رأيه وينفرد به في الأمور التي تحتاج إلى مشورة، بل يحاول جاهداً أن يجعل الطلاب يشاركونه الرأي والمشورة، وربما قدم رأي الطالب على رأيه، لقربه من الصواب،ولاشك أن مثل هذا فيه تعويد للطلاب على التجرد للحق, وان رجوع الشيخ عن رأيه واجتهاده إلى قول تلميذه لا يعد عيباً، بل هي منقبة عظيمة، يشكر عليها.
كما يستعمل الشيخ يرحمه الله أسلوبا مثالياً في تدريب طلابه على إلقاء الكلمات الوعظية والدروس العلمية.
فيكلف الطلاب بإعداد كلمة، وإلقائها أمام الطلاب، بحضور الشيخ، ثم توجه الملاحظات من قبل الشيخ، أو الطلاب للطالب، ليجيب الطالب عليها.
كما جعل الشيخ يرحمه الله دروساً مسندة لدروسه من قبل بعض طلابه من ذوي الكفاءات العلمية، فيكلفهم في تنظيم دروس علمية للطلاب المبتدئين، فقد قام الأخ الفاضل الشيخ محمد بن عبد الرحمن الاسماعيل، بتدريس الفرائض علم المواريث والأخ الشيخ عبد الرحمن بن صالح الدهش بتدريس النحو، والأخ الشيخ خالد بن عبد الله المصلح بتدريس كتاب التوحيد، والأخ الشيخ سامي بن محمد الصقير بتدريس الفقه، والأخ الشيخ خالد المطرفي بتدريس النحو.
رحم الله الشيخ برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته ... آمين