العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-2003, 11:31 PM   #1
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية المتوكل على الله
 
تم شكره :  شكر 4 فى 4 موضوع
المتوكل على الله is an unknown quantity at this point

 

{{ ترجمة الامام عبد الله بن بـسـام رحمه الله ************

أهكذا البدر تخفي نوره الحفر
ويذهب العلم لاحس ولا أثر

اســـــــــــــــــــــمــــــــــه ونــــــــــــــــسبه :
أبو عبد الرحمن
الحبر الامام علم الاعلام عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد البسام من بني تميم
قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم ال الشيخ في قصيدة له يثني فيها على الشيخ عبد الله وكتابه علماء نجد:
فاسلم جزيت الخير يابن عشيرة
هي من تميم ثغرها البسام

ولادتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــته :

ولد في عنيزة في القصيم دار العلم والورع في عام 1346 هـ حسب ماهو مدون في تابعيته

والدتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ته :
هي بنت الشيخ منصور الصالح اباالخيل من اعيان بريده وأمرائها سابقا

طلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــبه للعلم :
درس في الكتاتيب على الشيخ عبد الله القرعاوي العالم المعروف الذي رحل الى جنوب المملكة فيمابعد ثم درس على والده الشيخ عبد الرحمن البسام
ولما اتم حفظ القران درس على والده في التفسير والسيرة والتاريخ والفقه والنحو
وقرا في ذلك
تفسير بن كثير - البدايه والنهايه - اخصر المختصرات - الآجروميه -
وكان والده يرغبه في العلم ويقول له وللتلاميذ الاخرين : ( تاتوني علماء أفضل علي من كنوز الارض )
ثم درس على العالم الحبر عبد الرحمن بن سعدي

وكان من زملائه على الشيخ كل من :
امامنا وشيخنا محمد بن عثيمين
والشيخ علي الزامل
ومعالي الامين السابق للرياض عبد الله العلي النعيم
وغيرهم

ودرس على السعدي التفسير وفي الحديث قرأ البخاري والمنتقى والبلوغ وفي التوحيد كتاب التوحيد والواسطية وشرح الطحاوية وفي الاصول الورقات ومختصر التحرير وفي الفقه متن الزاد وشرحه الروض مرات عدة والمنتهى وشرحه وفي النحو القطر وشرحه والالفية عدة مرات مع شروحهما

مــــــــحــــــــــفـــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــوظا
ته :
القران - البلوغ - متن الزاد - الورقات - القطر - الالفيه ومؤلفات اخرى في الفقه والتوحيد للشيخ السعدي وغيره (وهذه محفوظاته في بداية الطلب )
وكان اهل عنيزة يطلبون الشيخ البسام من شيخه السعدي ليؤمهم في رمضان ويعظهم
ثم انتقل لدار التوحيد في مكة المكرمة ودرس فيها على الشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ عبد الله الخليفي والشيخ عبد الله المسعري والشيخ محمد الذهبي وغيرهم من علماء الازهر المتخصصين القدامى
ودرس الفقه في دار التوحيد لانه كان متفوقا عليهم فيه
ثم انتقل لكلية الشريعة واللغة بمكة وكانتا مضمومتان فدرس فيهما اربع سنوات

أعـــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ــاله :
كلف بمراقبة الكتب في ميناء جدة
درس في المسجد الحرام بطلب من وزير رئيس القضاء عبد الله بن حسن ال الشيخ
وذلك عام 1372 هــ
عين قاضيافي المستعجلة وفي قوة المجاهدين عام 74
عين عضوا في رابطة العالم الاسلامي منذ تأسيسها
عين اماما للحرم المكي ورفض لانشغاله باعمال اخرى
عين رئيس لمحكمة الطائف عام 1387هـ
بأمر من الشيخ محمد بن ابراهيم
وحاول الشيخ عبد الله بن حميد ان يبقى البسام في مكة ليدرس في الحرم لكن الامر نفذ
عين قاضي تمييز في مكه عام 1391 هـ
عين رئيسا لها عام 1400 هـ
تقاعد عام 1417 هـ
وشغل المناصب التاليه :
عضو المجمع الفقهي للرابطه
عضو المجمع الفقهي للمنظمة
عضو هيئة كبار العلماء
عضو المجلس الاعلى لدار الحديث
رئيس لجنة المراقبة الشرعية بهيئة الاغاثة
رئيس جمعية المبرة الخيرية بمكة
رئيس جمعية مساعدة الشباب على الزواج بمكة
عضو اللجنة الشرعية بشركة الراجحي
عضو مجمع الاعجاز العلمي للكتاب والسنه
عضو في تحديد المشاعر المقدسه ومحارمها
عضو في تحديد الحرم المكي
رئيس مكتب الدعوة والجاليات بجدة

شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعره :
الشيخ عبد الله من فحول الشعراء ومن نظمه
ألاهل لايام القصيم رجوع
فاني بها مهما انست ولوع
وهل لي بايام مضين بأوبة
تخفف من هم طوته ضلوع
فماطلعت شمس ولا لاح بارق
من الشرق الا تستفيض دموع

وكان يحب النزهة والرحلات البرية ومماقاله في ذلك
ليتني شاهد بتلك المغاني
أمتع القلب بين تلك الطعوس
في صحاب أخلاقهم كرياض
كسيت من أنوارها بلبوس
فأعيد الى حياتي زماني
حينما كنت سارحا بالغروس

مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤلفاته :
مضار ومفاسد تقنين الشريعة
شرح كشف الشبهات
حاشية على عمدة الفقه
تيسير العلام شرح عمدة الاحكام
الاختيارات الجلية في المسائل الخلافية
الفقه المختار - موسوعه فقهيه كبيرة
توضيح الاحكام شرح بلوغ المرام
علماء نجد خلال ثمانية قرون
مجموعة تواريخ نجد وأنسابها
القول الجلي في حكم زكاة الحلي
تنبيه ذوي الابصار عن مافي كتاب الاثار المحمديه من الاضرار
الدين كفيل بتحقيق المصالح
وغيرها

تلامـــــــــــــــــــــــــــــــــــيذه :
منهم
الشيخ عبد العزيز المسند
محمد المرشد
عبد الله الخزيم
عبد الله الحصين
سعود الشريم امام الحرم
د ناصر الميمان
ناصر الزهراني
وغيرهم كثير

قال الشيخ الزهراني ناظماً :

أزكى السلام لشيخنا البسام
وتحيتي ياعالم الاسلام
يامن عمرت نفوسنا وقلوبنا
بالحب والاجلال والاعظام
ياايها الشيخ الذي بجلاله
ووفائه قد نال خير وسام
بالعلم والخلق النبيل أسرتنا
تجلو الهموم بوجهك البسام
آثاركم في الارض أعظم شاهد
في الفقه والتفسير والاحكام
أمتعت طلاب الهدى بروائع
وفوائد تروي الفؤاد الظامي
أشهرت في الدنيا حديث محمد
حتى استنار به ذوو الافهام
علماؤنا مثل النجوم هداية
لكنكم ياشيخ بدر تمام
حبي لكم في الله حب صادق
والود منكم غايتي ومرامي
فجزاك رب العالمين مثوبة
عظمى بماقدمت للاسلام
وسقيت ياشيخ المكارم شربة
من حوض خير معلم وامام
ورزقت صحبته وحسن جواره
في جنة الفردوس خير مقام
اللهم امين

وفـاتــه :
لقد أفل هذا القمر المنير وهذا السراج الوهاج في يوم الخميس 27 / 11 / 1423 هـ
حيث توقف قلبه الحي الذي كان ينبض بالطهارة والنقاء والوفاء والايمان في مستشفى التخصصي بجدة
وصلي عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة الجمعه - اليوم - الموافق 28 / 11 / 1423 هـ
ودفن هناك بجوار أحبابه وخلانه الشيخ عبد الله بن حميد مفتي الديار السعوديه سابقا والشيخ عبد العزيز بن باز المفتي السابق والشيخ محمد بن عثيمين رحم الله الجميع رحمة واسعة واسكنهم الله الفردوس الاعلى
والليلة اول ليالي القبر البرزخيه للشيخ عبد الله وقد استعد بحول الله لذلك ونشهد له بالفضل والخيرية ولانزكي على الله أحدا
فماذا أعددت ياهذا لتلحق بهذا الركب ؟
اللهم احشرنا في زمرة الأولياء والصالحين والانبياء والشهداء يارب العالمين

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

التوقيع

التعديل الأخير تم بواسطة المتوكل على الله ; 18-02-2003 الساعة 10:47 PM.
المتوكل على الله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-02-2003, 11:20 PM   #2
عضو فعال
 
تم شكره :  شكر 18 فى 12 موضوع
ابوشادن is on a distinguished road

 

ابن باز : العالم المجاهد، رحمه الله

ابن باز : العالم المجاهد، رحمه الله
يوم الخميس تُوفّي الشيخ العالم عبد العزيز بن عبد الله بن باز أحد أكبر العلماء المسلمين في العصر الحديث، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء، ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكّة المكرّمة. رحمه الله رحمة واسعة، وألهم أهله وتلامذته ومحبّيه في مشارق الأرض ومغاربها الصبر الجميل.
فقد بصره قبل أن يتمّ العشرين من عمره على أثر مرض في عينيه، ولكنّه كان قد أتمّ حفظ القرآن الكريم قبل البلوغ، وأخذ الكثير من العلوم الشرعية على كبار علماء الرياض في ذلك الوقت وخاصّة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، الذي لازمه عشر سنين، وبدأ تلقّي العلوم الشرعية عنه عام 1347 هـ، ولم يمنعه المرض الذي أصابه في عينيه عام 1346 هـ ولا فقد البصر الذي أصابه عام 1350 هـ من متابعة دراسته على شيخه هذا حتّى عام 1357 هـ، ثمّ من إكمال تحصيله العلمي حتّى أصبح من كبار علماء المملكة وهو نسبياً في سنٍ صغير.
تولّى القضاء عام 1357 هـ رغم فقد البصر وهو لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره في منطقة الخرج جنوبي الرياض، وبقي يمارس عمله القضائي أربعة عشر عاماً. وكان في هذه الفترة يواصل إعطاء دروس علمية في مساجد الخرج أكثر أيّام الأسبوع، ويعنى بشؤون الناس وقضاياهم، ويراسل المسؤولين ناصحاً ومذكّراً وطالباً بحقوق الناس، وساعياً إلى رفع الظلامات عنهم، حتّى أصبح مرجعاً لأهالي الخرج في المسائل الشرعية، وفي ما يتعلّق بشؤون الحياة المختلفة، فقد كان مع الناس مثال الأب الصالح، يعيش بينهم، يتحسّس قضاياهم، يسعى لإصلاح كلّ فساد يراه، إلى جانب القضاء بينهم.
وفي عام 1371 هـ انتقل من القضاء إلى التعليم، بدأ مدرّساً في المعهد العلمي، ثم في كلّية الشريعة عام 1373 هـ ثمّ عُيّن نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة عام 1381 هـ، وأصبح رئيساً لهذه الجامعة عام 1390 هـ بعد وفاة رئيسها الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ. وبقي في هذا العمل خمس سنوات حتّى عُيّن عام 1395 هـ رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ثم صدر قرار تعيينه مفتياً عامّاً للمملكة العربية السعودية ورئيساً لهيئة كبار العلماء عام 1414 هـ مع احتفاظه برئاسة إدارات البحوث العلمية.
كان لا بدّ من تقديم هذا الملخّص التاريخي لحياة الشيخ قبل الحديث عن بعض مزاياه التي سننحو فيها أيضاً مجال التلخيص، وهو لا يفي الشيخ جزءاً من حقّه على أمّته، ولكنّه يعطي المسلمين صورة متكاملة تتحقّق فيها الفائدة والعبرة إن شاء الله.

منهجه في الإفتاء :
هناك كثير من المفتين في العالم الإسلامي، وهناك عدد أكبر من العلماء المتصدّين للفتوى، ولكنّك عند البحث والاستقصاء تجد فقيدنا الكبير سماحة الشيخ ابن باز في مقدّمة هؤلاء جميعاً بل يكاد يكون الأول بينهم، سواء من حيث شيوع فتاواه في كل أنحاء العالم، أو من حيث تلقّي المسلمين لها بالقبول. وقد يكون وجوده على رأس المؤسسة الدينية في المملكة العربية السعودية مساعداً على ذلك بسبب الإمكانات الكبيرة المالية والإدارية والإعلامية. ولكن السبب الأهمّ هو منهج الشيخ في الإفتاء. إنّه يستند أولاً إلى كتاب الله تعالى وإلى سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد يدعّم رأيه إذا احتاج بأقوال الفقهاء وخاصّة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. ولا يستخدم طريقة الأصوليين أو المناطقة في الاستدلال، وبذلك تبقى فتاواه قريبة من الأفهام. وإذا أضفنا إلى ذلك حرص الشيخ على التيسير على الناس والتخفيف عنهم ما وجد سبيلاً إلى ذلك، وطالما لم يخالف ظواهر النصوص، أدركنا لماذا وجدت فتاواه سبيلها إلى قلوب المسلمين.
صحيح أنّ بعض آرائه مواقفه وفتاواه لم تجد قبولاً لدى المسلمين، منها ما يتعلّق بمسائل شرعية، ومنها ما يتعلّق بمسائل سياسية. ولكن الجميع يعتقد بيقين أنّ الشيخ لم يتكلّم في هذه المسائل خضوعاً لهوىً شخصي أو مصلحة آنية أو غرض دنيوي زائل، بل كان ملتزماً بمنهجه في الاستدلال الشرعي: وهو الالتزام بالنصوص. وكان ملتزماً أيضاً بمنهجه في التعامل مع ولي الأمر: وهو منهج النصيحة. هذان منهجان يقبلان المناقشة والاعتراض قديماً وحديثاً، ولسنا الآن في موضع هذه المناقشة، ولكنّهما في المملكة العربية السعودية، وفي منطقة الخليج كلّها ساهما بإيجابية إزاء التبدّلات الاجتماعية الكبيرة التي نقلت المملكة إلى رحاب العصر الحديث في تطوّر سريع من حيث الزمن، ساهم في تحقيقه الاستقرار السياسي الذي نعمت به أكثر أقطار الخليج. لقد كان الشيخ رحمه الله رغم التزامه بمنهجه المذكور أكثر انفتاحاً من كثير من زملائه، وأكثر إدراكاً وتفهّماً لمتطلّبات الحياة المعاصرة، حريصاً على مواكبة كل أنواع التطوّر والتنمية بما لا يتعارض مع الإسلام، حامياً للأصالة الإسلامية أمام العواصف التي كادت تزلزل جنبات المجتمع بتغيّراتها المتسارعة. وهو دور رائد لم يقدر عليه كثير من زملائه _ رغم وحدة المنهج بينه وبينهم _ ونحسب أنّه لم يكن ممكناً أن يحمل هذا الدور صاحب منهج آخر، لأنّه سيكون بلا شكّ منقطعاً عن المجتمع السعودي، متصادماً معه.
إنّ مسألة صواب المنهج وخطئه، ليست تابعة فقط لنقاش نظري مهما كان منطقياً. إنها تتأثّر بالمجتمع الذي يتحرّك فيه هذا المنهج. ونحن نظنّ أنّ منهج الشيخ رحمه الله كان الأنسب في التعامل مع المجتمع السعودي، في هذه المرحلة الهامّة من تاريخه المعاصر.

منهجه في التربية :
لم يذكر اسم الشيخ عبد العزيز نن باز رحمه الله بين المربّين. ولكنّه في حياته كلّها مثالاً للمربّي، وكان أثره كبيراً على تلاميذه وعلى كل المحيطين به. نعم هو لم يدرّس النظريات التربوية المختلفة بل لم يتعرّف عليها، لأنه كان يشعر أنّه لا يحتاج إليها، يكفيه الإسلام بأحكامه وآدابه، والفطرة النقية الصافية التي جُبل عليها. لم يكن للتربية عنده إلاّ معنى واحد: القدوة. وسيّد البشر محمد صلى الله عليه وسلم هو القدوة الكاملة التي كان يحرص على التأسّي بها، ويكون هو صورة عنها ما أمكن، ليقتدي به الناس.
وفي هذا المجال، فقد كان رحمه الله يتمتّع بصفات ثلاثة، هي محور شخصيّته، وهي مجال القدوة الأهمّ في حياته:
الأولى : هي التزامه الصارم بالأحكام والآداب الشرعية كما يفهمها من النصوص. لم يكن أبداً يطلب من الناس ما لا يلزم به نفسه. لم يكن يفتي للناس بالعزائم ولنفسه بالرّخص. كان حريصاً عندما يجد رخصة شرعية أن يفتي بها للناس، قد يعمل بها هو أو يترك ذلك أخذاً بالعزيمة في نفسه، وهذا هو منهج العلماء الصالحين. كان حريصاً على الاعتدال في شؤونه كلّها.
والاعتدال عنده هو التزام النصوص، لأنّها الصورة التي أرادها الله تعالى لنا، وهي الفطرة التي خلقنا عليها.
الثانية : هي زهده في دنيا الناس. لم تكن تغريه السلطة، أو يغويه المال. كان بابه مفتوحاً أمام الجميع. يستقبل الناس الوافدين من شتّى أرجاء الأرض، يستمع إلى شكاويهم وأوضاعهم، يساعدهم في قضاء حوائجهم، يتشفّع لهم إلى المسؤولين. كان يقول دائماً: (ارفقوا بالناس. الله يرحم ضعفنا وضعفهم. إنّما تنصرون بضعفائكم). كانت مائدته ممدودة يومياً، يدعو لها من يكون في مجلسه بلا تكلّف. الكرم والسخاء سجيّة تطبّع بها منذ حداثته وعندما لم يكن يملك من حطام الدنيا شيئاً. فلمّا وسّع الله عليه الرزق سخّره للضعفاء وذوي الحاجات، إذ راحته في كثرة الضيوف، وفي إعانة كل صاحب حاجة ملهوف.
الثالثة : هي سماحة نفسه، وطهارة قلبه، فهو لا يعرف الغلّ، ولا يريد إلاّ الخير، مهما أساء إليه مخالفوه وهم كثر، فإنّه لا يتناولهم إلاّ بالكلمة الطيّبة والنصيحة. لم تسمع عنه كلمة تكفير بحقّ أحد من المسلمين بعينه، إنّما كان دائماً يناقش الأفكار والآراء، ويحكم عليها بالكفر أو بالبدعة، ولا يتناول شخصاً بعينه إلاّ إذا صرّح بما يستلزم الكفر، كما فعل مع سلمان رشدي وغيره.




الاهتمام بأمور المسلمين :
يسرّ الله تعالى لي زيارة الشيخ ابن باز مرّات متعدّدة، والجلوس معه في مجلسه المفتوح والمشاركة في الحوار حول القضايا المطروحة. لذلك أجد من واجب الوفاء أن أقول كلمة يوافقني عليها كل من حضر مجلس الشيخ، ولكن قد يجهلها عنه كثير من المسلمين.
· لم يكن للحديث في أمور الدنيا أيّ نصيب في مجلس الشيخ. إذا سأل الحاضرون فالموضوع عادة: فتوى في مشكلة، أو معرفة الحكم الشرعي في قضيّة من القضايا الكثيرة. أمّا إذا سأل الشيخ فللتعرّف على الحاضرين أولاً، ثمّ للاطمئنان على أحوال من وراءهم من المسلمين، وللاستيضاح عن أحوال الدعوة والدعاة في تلك البلاد، وللاستفسار عن طلبة العلم الشرعي وأحوالهم ونشاطهم.
· لم يغادر الشيخ المملكة العربية السعودية طيلة عمره، ولكن المسلمين في أرجاء المعمورة يلجأون إليه في الملمّات. فإذا تعذّر عليه بناء مسجد أو مركز إسلامي أو إكماله، فالمساعدة منه أو بواسطته من الجهات الرسمية أو الشعبية التي تثق به عادة وتلبّي طلباته. وإذا احتاجوا إلى إمام أو داعية يعلّمهم أمور دينهم، أو إلى كتب ومراجع شرعية، فليس أمامهم إلاّ سماحة الشيخ، الذي لم يكن يردّ طلباً إذا اقتنع بوجود الحاجة إليه. وحين يعجز عن إجابة الطلب لقصور الإمكانيّات الموضوعة تحت يده، كان يحيله إلى المسؤولين مقروناً بشفاعته، وبالدعاء للمشفوع عنده حتّى يرقّ قلبه وتمتدّ يده بالعطاء لتحقيق مطالب الناس.
· والجديد من أخبار المسلمين في أرجاء الأرض مطروح دائماً في مجلس الشيخ للحوار ثمّ للمساعدة برأي أو عمل. هكذا لا يخلو مجلس من مجالسه من الحديث عن فلسطين وشعبها أو أفغانستان ومجاهديها أو الشيشان أو البوسنة أو كوسوفا، فضلاً عن المجاعات في أفريقيا والحرب في الصومال، وسائر قضايا المسلمين في العالم. وقد ينتهي الحديث بإعلان موقف يوجّهه سماحة الشيخ إلى إخوانه المسؤولين في السعودية وفي سائر الدول العربية أو الإسلامية، أو بالقيام بالعمل الممكن لمساعدة المسلمين في البلد المعني.
وبعد.
(إنّ العين لتدمع، وإنّ القلب ليحزن، ولا نقول إلاّ ما يرضي الربّ).
رحم الله فقيدنا الكبير، فقد كان عالماً قدوة، وعاملاً لا يكلّ، ونسأله عزّ وجلّ أن يجعل في سماحة المفتي الجديد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الشيخ خير عوض لهذه الأمّة المنكودة، وأن يجعله خير خلف لخير سلف، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.


__________________
لااله الا انت سبحانك.اني كنت من الظالمين.........

التوقيع




من شاف حرامي يمدح جهاز الشرطه !!!!!!

من شاف راعي شهوة وخمور يمدح الهيئة !!!!!
ابوشادن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-03-2003, 01:50 PM   #3
عضو جديد
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
البارع is an unknown quantity at this point

 

بن عثيمين عن حياته العلميه والعمليه

منقول من الساحات
الاسم : محمد بن صالح العثيمين

الدولة : السعودية

سيرة المفتى ومعلومات عن حياته :
حياة الشيخ ابن عثيمين العلمية والعملية
ــــــــــــــــــــــــــ
ولد الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله في مدينة عنيزة، إحدى مدن القصيم، عام 1347هـ، في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، في عائلة معروفة بالدين والاستقامة، بل تتلمذ على بعض أفراد عائلته، أمثال جده من جهة أمه، الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله؛ فقد قرأ عليه القرآن، فحفظه، ثم اتجه إلى طلب العلم، فتعلم الخط والحساب، وبعض فنون الآداب.
وكان الشيخ قد رزق ذكاء وزكاء، وهمة عالية، وحرصا على التحصيل العلمي في مزاحمته الركب لمجالس العلماء، وفي مقدمتهم الشيخ العلامة المفسر عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
وكان الشيخ عبد الرحمن السعدي قد أقام اثنين من طلابه لتعليم الصغار، وهما الشيخ علي الصالحي، والشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع، فقرأ الشيخ محمد بن صالح العثيمين عليهما مختصر العقيدة الواسطية للشيخ عبد الرحمن السعدي، ومنهاج السالكين في الفقه للشيخ السعدي أيضا، والآجرومية والألفية في النحو والصرف، وهكذا كانت نشأة الشيخ بين أحضان العلماء.
والشيخ متزوج من امرأة واحدة، وله من الأولاد الذكور عبد الله، وعبد الرحمن، وإبراهيم، وعبد العزيز، وعبد الرحيم، وله من الأخوة الدكتور عبد الله، رئيس قسم التاريخ في جامعة الملك سعود في الرياض، والأمين العام لجائزة الملك فيصل، وأخوه عبد الرحمن.
ولم يرحل الشيخ لطلب العلم إلا إلى الرياض، حين فتحت المعاهدة العلمية عام 1372هـ، فالتحق بها, يقول الشيخ رحمه الله:دخلت المعهد العلمي من السنة الثانية، والتحقت به بمشورة من الشيخ علي الصالحي، وبعد أن استأذنت من الشيخ عبد الرحمن السعدي، رحمه الله، وكان المعهد العلمي في ذلك الوقت ينقسم إلى قسمين خاص وعام، فكنت في القسم الخاص، وكان في ذلك الوقت من شاء أن يقفز، بمعنى أنه يدرس السنة المستقبلة له في أثناء الإجازة، ثم يختبرها في أول العام الثاني، فإذا نجح انتقل إلى السنة التي بعدها، وبهذا اختصرت الزمن، ثم التحقت بكلية الشريعة في الرياض انتسابا، وتخرجت فيها .
وبعد وفاة شيخه عبد الرحمن السعدي، الذي توفي في عنيزة عام 1376هـ، عن عمر يناهز التاسعة والستين، رشح بعض المشايخ لإمامة الجامع الكبير، إلا أنهم لم يستمروا على ذلك إلا مدة قصيرة جدا، فرشح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لإمامة الجامع الكبير، وعندها تصدى للتدريس مكان شيخه، ولم يتصد للتأليف إلا عام 1382هـ، حين ألف أول كتاب له وهو فتح رب البرية بتلخيص الحموية وهو تلخيص لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية الحموية في العقيدة.
واستغل الشيخ وجوده في الرياض بالدراسة على الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فقرأ عليه من صحيح البخاري، وبعض رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية، وبعض الكتب الفقهية، ويقول الشيخ محمد العثيمين:لقد تأثرت بالشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله من جهة العناية بالحديث، وتأثرت به من جهة الأخلاق أيضا، وبسط نفسه للناس.
وقد عرض على الشيخ تولي القضاء من قبل مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله، الذي ألح على فضيلته بتولي القضاء، بل أصدر قراره بتعيينه رئيسا للمحكمة الشرعية بالأحساء، فطلب منه الإعفاء، وبعد مراجعات واتصالات سمح بإعفائه من منصب القضاء.

مشايخه:
استفاد الشيخ ابن عثيمين في طلبه للعلم من عدة شيوخ، بعضهم في مدينة عنيزة، وبعضهم في الرياض عندما سكنها للدراسة النظامية، ومن الشيوخ الذين درس عليهم:
1) الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، المتوفى عام 1376هـ، المفسر المشهور، صاحب التفسير المعروف بتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان في ثمان مجلدات، وله مؤلفات كثيرة في الفقه وأصوله، وقواعده، وفي العقيدة، وغيرها من الكتب النافعة.
وتخرج على يد هذا العالم الجهبذ علماء بارزون، لهم دورهم الكبير في الساحة العلمية، وبعضهم أعضاء في هيئة كبار العلماء، منهم شيخنا رحمه الله محمد العثيمين، الذي لازمه، واستفاد منه قرابة إحدى عشرة سنة، وهو من أبرز طلابه فيما يظهر، ولذا خلف الشيخ في إمامة الجامع الكبير، والتدريس فيه والإفتاء.
وقد قام زميلنا وأخونا الشيخ الدكتور عبد الرزاق بن الشيخ عبد المحسن العباد بإعداد رسالة الماجستير بعنوان الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في توضيح العقيدة وضح فيها مكانة الشيخ السعدي العلمية، وجهوده وآثاره.
2) الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء, درس عليه عندما كان مواصلا لدراسته النظامية في الرياض، فقرأ عليه من صحيح البخاري، وبعض كتب الفقه، والشيخ عبد العزيز من أبرز علماء هذه الأمة في هذا العصر.
3) الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي، المتوفى عام 1393هـ، المفسر واللغوي، صاحب التفسير المشهور والمعروف بأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن , ويعد من أبرز آثاره العلمية.
وقد درس عليه شيخنا في المعهد العلمي، يقول شيخنا محمد العثيمين عنه:كنا طلابا في المعهد العلمي في الرياض، وكنا جالسين في الفصل، فإذا بشيخ يدخل علينا، إذا رأيته قلت: هذا بدوي من الأعراب، ليس عنده بضاعة من علم، رث الثياب، ليس عليه آثار الهيبة، لا يهتم بمظهره، فسقط من أعيننا، فتذكرت الشيخ عبد الرحمن السعدي، وقلت في نفسي: أترك الشيخ عبد الرحمن السعدي، وأجلس أمام هذا البدوي؟ فلما ابتدأ الشنقيطي درسه انهالت علينا الدرر من الفوائد العلمية، من بحر علمه الزاخر، فعلمنا أننا أمام جهبذ من العلماء وفحل من فحولها، فاستفدنا من علمه، وسمته،وخلقه، وزهده، وورعه .
4)الشيخ علي بن حمد الصالحي، ولا يزال على قيد الحياة، أطال الله عمره، وأحسن عمله، ورزقنا وإياه حسن الخاتمة.
5) الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع، رحمه الله، فقد قرأ شيخنا عليه مختصر العقيدة الواسطية ، للشيخ عبد الرحمن السعدي، ومنهاج السالكين في الفقه، للشيخ السعدي أيضا، والآجرومية والألفية في النحو والصرف.
6) الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان، رحمه الله، قرأ شيخنا عليه بعض كتب الفقه، كما درس عليه الفرائض، علم المواريث.
7) الشيخ عبد الرحمن بن سليمان آل دامغ، رحمه الله، حيث قرأ شيخنا القرآن عليه حتى أتم حفظه، والشيخ عبد الرحمن الدامغ جد الشيخ من جهة أمه.

تلاميذه:
لا يمكن حصر جميع من تتلمذ على الشيخ؛ لأنهم ازدحموا في مجلسه لاسيما في السنوات الأخيرة بما يزيد على الخمسمائة طالب في بعض الدروس، على اختلاف مستوياتهم
وأذكر في بداية طلبي للعلم عند الشيخ في مطلع عام 1402ه كنا ربما لا نزيد على عشرة طلاب في المجلس الواحد، ولم تكن للشيخ شهرة على ماهي عليه الآن، ولعل اكتسابه للشهرة، وتوافد طلاب العلم عليه من كل حدب وصوب، يرجع إلى عدة عوامل منها:
1) صدقه وإخلاصه في طلب العلم والتعليم وبذل نفسه في ذلك.
2) تصديه للدروس والمحاضرات والفتوى في الحرم المكي في شهر رمضان؛ لأن الناس لاسيما طلاب العلم يزدحمون في الحرم المكي في شهر رمضان، خصوصا العشر الأواخر من رمضان، فيلتفون حول الشيخ.
3) وضوحه في الأداء، سواء ما يرجع إلى اللفظ أو ما يرجع إلى المعنى، فكان غاية في الوضوح، مع قوة الأسلوب، وجزالة العبارة، التي يفهمها عامة الناس، فضلا عن طلاب العلم.
4) سلامة المنهج في العقيدة، وهذه صفة في جميع علماء نجد، والحمد لله، فلم يعرف عن واحد منهم ، فيما أعلم خروجه عن عقيدة السلف؛ لأنهم حديثو عهد بإمامهم شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
5) عدم تعصبه وجموده لمذهب معين في جميع مسائل الأحكام، بل كان متجردا للحق، حيثما ثبت الدليل يمم وجهه إليه، حتى لو كان ظاهره مخالفا لصريح المذهب الحنبلي الشائع في هذه البلاد، فلا يضره ذلك.
6) تقليده بعض المناصب المهمة، مثل عضويته في هيئة كبار العلماء، ورئاسته لقسم العقيدة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم، ورئاسته لجماعة تحفيظ القرآن الكريم في مدينة عنيزة، ومشاركته في برنامج نور على الدرب الذي يذاع في المذياع واتصالاته الواسعة بكبار المسؤولين من أجل المصلحة العامة، ومشاركاته في مناسبات كثيرة في أنحاء العالم.
7) استجابته لكثير من الدعوات الموجهة إليه لإلقاء المحاضرات من كثير من مدن المملكة، لاسيما المدن الكبيرة التي يتردد إليها، كالرياض، وجدة، والمدينة المنورة، والمنطقة الشرقية، وبعض مدن القصيم, ولا تقتصر على المساجد، بل كان يلقي محاضراته حتى في المجمعات العسكرية.
8) كثرة الأشرطة العلمية التي سجلت له، والتي وصلت إلى دول أوروبا وأمريكا وغيرها من دول الغرب، فاستفاد منها كثير من المغتربين من الجالية العربية المسلمة، ومتابعتهم لأشرطته بانتظام، التي تمثل شروحاته لكثير من الكتب العلمية التي تخص طلاب العلم، التي شرحها شرحا كاملا بهذه الأشرطة مثل كتاب التدمرية وفتح رب البرية والعقيدة الواسطية ، كلها لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، والعقيدة السفارينية ، وهي منظومة للشيخ محمد بن أحمد السفاريني، المعروفة بالدرة المضية في عقد الفرقة المرضية ، وفي شرحه لكتب الأحكام مثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، إلا أنه لم يكمل شرحه، وزاد المستقنع في فقه الإمام أحمد، وغيرها من الكتب الكثيرة التي سجلت بالأشرطة، وانتشرت في أقطار الدنيا، يستفيد منها طلاب العلم.

9) كثرة مؤلفاته، التي أكثرها صغيرة الحجم، غزيرة الفائدة، واضحة العبارة، ليس فيها غموض أو تعقيد، يفهمها العامة فضلا عن طلبة العلم, وكان الإقبال عليها شديدا، وترجم بعضها إلى عدة لغات، لاسيما الإنكليزية، وانتشرت في أكثر بقاع الأرض, وقد قمت بنفسي في السعي بترجمة كتابين من كتبه في العقيدة البنغالية، ووزعت مجانا على نفقة بعض المحسنين.
فهذه بعض العوامل التي أدت إلى شهرة الشيخ، وكان من أبرز نتائجها توافد طلاب العلم عليه من داخل المملكة وخارجها من جنسيات شتى.
وسأذكر بعض تلاميذ الشيخ الملازمين له سنوات طويلة، والمستفيدين منه، والحريصين على مجالسه، والمتابعين للعلم، الحريصين على التحصيل:
فمنهم: الشيخ عبد الرحمن بن صالح الدهش، والشيخ محمد بن عبد الرحمن الاسماعيل، والشيخ غانم بن مرزوق الحربي، والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الابراهيم، والشيخ محمد بن سليمان السلمان، وهو الذي ينوب عن الشيخ في خطبة الجمعة والعيدين، والشيخ الدكتور محمد بن صالح البراك، المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والشيخ احمد بن محمد العبيد، والشيخ الداعية إبراهيم بن محمد الدبيان، والشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح، والشيخ سامي بن محمد الصقير، والشيخ خالد بن عبد الله المصلح، وهما متزوجان من ابنتي الشيخ.
والشيخ خالد بن سليمان المزيني، والشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي، مدير المعهد العلمي في مدينة عنيزة، والشيخ علي بن عبد الله السلطان، والشيخ خالد المطرفي، والشيخ عبد الله بن حمد السليم، والشيخ بندر العبدلي، والشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز الصائغ، والشيخ أحمد المشرف، والشيخ عادل بن عبد الشكور الزرقي، والشيخ عبد الله بن حمد الزيداني والشيخ الدكتور يوسف بن عبد الله الزامل، عميد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك سعود فرع القصيم سابقا، والشيخ عبد الله بن صالح الحمود، والشيخ رشيد بن عبد الرحمن الحربي، والشيخ صالح الحجاج.
ومن الكويت: الشيخ حمد العثمان، والشيخ عثمان الخميس، والشيخ سالم بن سعد الطويل، والشيخ ماهر بن فهد الساير.
ومن دولة البحرين: الشيخ خالد بن سالم، والشيخ عبد الوهاب الزياني.
ومن سوريا: الشيخ مصطفى بن محمد بن كامل حورية.
ومن مصر: الشيخ الدكتور طبيب رشاد بن زارع.
ومن اليمن: محمد بن أحمد الواصل، والشيخ عمار بن ناشر، والشيخ يحيى بن صالح الراعي، والشيخ زيد بن ثابت، والشيخ طارق بن عبد الواسع.
ومن باكستان: الشيخ محبوب بن أحمد بن محمد علي.
فهؤلاء نخبة من طلابه البارزين.
وهناك طلاب بمنزلتهم، أو قريبون منهم، أو دونهم، أعرضت عن ذكرهم خشية الإطالة, وهناك طلاب درسوا على الشيخ، إلا أنهم لم يطيلوا المكث عنده، فمنهم الشيخ الداعية سلمان بن فهد العودة أبو معاذ، والشيخ الأمير عبد الرحمن آل سعود الكبير، والشيخ عبد الله السعد، والشيخ فهد السنيد، وغيرهم كثير جدا.
ومنهم من يتردد إلى الشيخ أوقات العطل الدراسية، فيستفيد منه، حيث الدروس المكثفة الصباحية والمسائية.

زهده وورعه:
الزهد، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، هو الزهد عما لا ينفع، إما لانتفاء نفعه، أو لكونه مرجوحا، لأنه مفوت لما هو أنفع منه، أو محصل لما يربو ضرره على نفعه, وأما المنافع الخالصة أو الراجحة، فالزهد فيها حمق .
أما الورع فقال شيخ الإسلام:هو الإمساك عما قد يضر، فتدخل فيه المحرمات والشبهات؛ لأنها قد تضر, فإنه من اتقى الشبهات، فقد استبرأ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات، وقع في الحرام، كالراعي يحوم حول الحمى يوشك أن يواقعه .
والفرق بين الزهد والورع، كما قال ابن القيم في الفوائد :إن الزهد ترك مالا ينفع في الآخرة، والورع، ترك ما يخشى ضرره في الآخرة، والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع, فالزهد والورع صفتان نبيلتان رئيستان، اتصف بهما الأنبياء، والتزم بهما العلماء، الذين جعلوا من منهج الأنبياء صورة حية يعيشونها ويطبقونها في واقع حياتهم، يزهدون فيما عند الناس من أمور الدنيا؛ فينالون محبة الناس، لا يرغبون إلا فيما عند الله، يتورعون عن كل ما يجلب لهم الشبهة ويلصق بهم التهمة .
وما شيخنا رحمه الله إلا صورة من هؤلاء العلماء، حيث التزم الزهد والورع من جميع جوانبه، فقد عرضت عليه المناصب، كتولي القضاء، حيث أصدر مفتي المملكة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله، قرارا يقضي بتعيين الشيخ رئيسا لمحكمة الاحساء، وبعد مراجعات واتصالات ووساطات أعفي من القضاء.
ولو أراد الشيخ لجمع بمنصبه وشهرته ومكانته عند الأسرة الحاكمة في هذه البلاد الأموال الكثيرة، ولكن زهده وورعه يمنعانه من ذلك، ولم يكن الشيخ يرحمه الله، يتردد على أبواب الأسرة الحاكمة طمعا وحبا فيما عندهم من المال أو المنصب، أو مصلحة لنفسه، وإنما تردده عليهم، مع قلته، لمصلحة عامة يراها الشيخ، يرحمه الله، في حضوره وما كان يتردد عليهم إلا بدعوة منهم.
وهناك مواقف كثيرة رأيناها وسمعناها أو خفيت علينا تثبت حقيقة الزهد والورع الذي كان يتصف به الشيخ، فكان متصفا بالزهد بجميع أقسامه التي أشار إليها ابن القيم في الفوائد، بقوله الزهد أقسام:
1) زهد في الحرام، وهو فرض عين.
2) زهد في الشبهات، وهو بحسب مراتب الشبهة، فإن قويت، التحق بالواجب، وان ضعفت، كان مستحبًا.
3) زهد في الفضول، وهو الزهد فيما لا يغني من الكلام والنظر، والسؤال واللقاء وغيره، وزهد في الناس، وزهد في النفس، بحيث تهون عليه نفسه في الله.
4) زهد جامع لذلك كله، وهو الزهد فيما سوى الله، وفي كل ما يشغلك عنه، وأفضل الزهد إخفاء الزهد، وأصعبه الزهد في الحظوظ ,اهـ.
فلو تأملت هذه الصفات في هذه الأقسام كلها لوجدتها مجتمعة في ذات الشيخ، لا تنفك عنه في جميع حركاته وسكناته, زهد لا كزهد الرهبنة والتصوف، وإنما زهد معتدل على منهاج النبوة، زهد كزهد المصطفى عليه الصلاة والسلام.

دقته في الأمور وتثبته فيها:
إن دقة الشيخ وتثبته في الأمور نابع من الورع وإبراء الذمة في التوصل إلى موافقة الحق.
وربما فهم المقابل أن ذلك تعقيد للأمور وتضييق على المسلمين الذين يترددون إليه؛ لقضاء حوائجهم, ولاشك أن نظرتهم،إما أن تكون نابعة عن قصور في العلم؛ بسبب جهلهم بالحكم الشرعي، والحال الذي يتنزل عليها ذلك الحكم، وإما أن تكون نظرتهم نابعة عن سوء في الفهم؛ بسبب عجزهم عن تصور تلك المسألة، أو القضية المعينة, فإذا كان الواجب على المسلم إحسان الظن بعامة المسلمين فكيف بعلمائها، لاشك أن ذلك آكد وأوجب.
وهذه طبيعة وسجية عند الشيخ يرحمه الله ألا وهي الدقة والتثبت في الأمور يتعامل بها مع أخص المقربين إليه، كأن يتقدم إليه أحد طلابه المقربين إليه، أو أي شخص مقرب إليه من غير طلابه، ممن يثق بهم حين يطلبون منه قضاء دين عليهم مثلا، فإنه لا يكتفي بمعرفته الخاصة بهم، فربما طلب منهم الدلائل والبينات من الوثائق الأصلية، التي تثبت حلول ذلك الدين، وعدم مقدرتهم على قضائه، فإذا اقتنع الشيخ أنهم مستحقون، فالغالب أنه لا يقضي عنهم جميع ديونهم، بل يساهم بسداد بعض الدين، بل بالنسبة القليلة منه، وربما قضى ربع الدين أو ثلثه إذا اقتضى الأمر ذلك.
فإذا كان على الشخص خمسون ألف ريال، فانه ربما قضى عنه خمسة آلاف ريال، أو أكثر قليلا؛ لأن الشيخ يحب أن ينتفع بهذا المال أكبر عدد من المحتاجين المستحقين من المسلمين, ولا شك أن هذا التصرف من الشيخ نابع عن حكمة وخبرة في هذا المجال؛ لأن المدين، إذا رأى أن دينه الكثير يقضى من جهة واحدة، ربما عاود الكرة مرة أخرى، وربما تقصد المعاودة إلى دين آخر, أما إذا كان طلبه لقضاء دينه يتطلب أن يطرق جهات عديدة، فربما أغلق في وجهه الأبواب، وكل إنسان يحب أن يحفظ ماء وجهه بتعففه عن السؤال، وبهذا لا يمكن أن يعاود الكرة في تحمل دين عليه.
وهناك مواقف كثيرة تسجل للشيخ تدل على دقته في الأمور وتثبته فيها، نستفيد منها عبرا وعظات في حياتنا، ومعاملتنا مع عباد الله.
ويستعمل الشيخ أسلوب الدقة والتثبت حتى في المسائل العلمية الشرعية، عندما يأتي الطالب بمعلومة، سواء في تصحيح حديثه، أو تضعيفه، أو نقل قول عالم من العلماء المتأخرين، أو المعاصرين، أو غير ذلك من مسائل العلم، فإنه يكلف الطالب بمراجعتها والتثبت منها، ولاشك أن هذا الأسلوب أحكم وأسلم.
وكثيرا ما يوصي طلابه ويؤكد عليهم منهج التثبت في الأمور، وعدم العجلة فيها، وإبراء ذممهم في كل قضية لها تعلق بحكم شرعي، ولها أبعادها الشرعية.
منهجه العلمي:
لقد أوضح الشيخ يرحمه الله منهجه، وصرح به مرات عديدة، أنه يسير على الطريقة التي انتهجها شيخه العلامة الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي يقول شيخنا أبوعبدالله:لقد تأثرت كثيرا بشيخي عبد الرحمن السعدي في طريقة التدريس، وعرض العلم، وتقريبه للطلبة بالأمثلة والمعاني .
والمنهج الذي سلكه الشيخ عبد الرحمن السعدي هو منهج خرج به عن المنهج الذي يسير عليه علماء الجزيرة علماء نجد عامتهم أو غالبيتهم، حيث اعتماد المذهب الحنبلي في الفروع من مسائل الأحكام الفقهية، والاعتماد على كتاب زاد المستقنع في فقه الإمام أحمد بن حنبل، فكان الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي معروفا بخروجه عن المذهب الحنبلي وعدم التقيد به في مسائل كثيرة، حتى أخبرني أحد علماء مدينة بريدة التي تبعد عن مدينة الشيخ عنيزة حوالي خمسة وعشرين كيلومترا أن علماء بريدة، رحمهم الله، في عهد الشيخ السعدي كانون ينقمون على الشيخ السعدي بسبب خروجه عن المذهب الحنبلي، حتى رفعوا عليه دعوى إلى الملك عبد العزيز آل سعود يشكونه إليه، حتى أن الشيخ السعدي،إذا أراد أن يجتمع مع محبيه ومناصريه من أهل بريدة لا يجتمع معهم في داخل مدينة بريدة، بل كانوا يخرجون إليه ويجتمعون به في أطراف المدينة، وهكذا اخبرني شيخي أبو عبد الله العثيمين.
ومنهج الشيخ السعدي هو انه كثيراً ما يتبنى آراء شيخ الإسلام ابن تيمية،وتلميذه ابن القيم ويرجحها على المذهب الحنبلي، فلم يكن عنده الجمود تجاه مذهب معين، بل كان متجرداً للحق، وقد انطبعت هذه الصفة وانتقلت إلى تلميذة محمد الصالح العثيمين.
ولم يكن تبني الشيخ لآراء شيخ الإسلام نابعاً عن هوى أو تقليد أعمى، بل كان متجرداً للحق أيضا، فحيثما وجد الحق فهو ضالته ومطلبه، بل انه خالف شيخ الإسلام في عشرات المسائل اكثر من مخالفة شيخه السعدي لشيخ الإسلام، ومخالفته لشيخ الإسلام في هذه المسائل لا يدل على استنقاصه لشيخ الإسلام ولا تقليلاً من شأن شيخ الإسلام ومكانته العلمية، ولا يدل على انه اعلم منه في هذه المسائل،بل ربما يكون الحق في جانب شيخ الإسلام فيما خالفه فيه، ومازال العلماء قديما وحديثاً يخالف بعضهم بعضاً في عشرات أو مئات وربما ألوف المسائل لكن العيب في المخالفة أن تكون نابعة عن هوى أو سوء نية، أو عدم توفر الكفاءة العلمية وعدم الدقة في فهم النصوص واحتواء الخلاف فيها بالنسبة للمخالف، وكل هذه الصفات يتنزه عنها شيخنا حفظه الله فهو معروف بسعة علمه، ودقة فهمه، وآثاره العلمية، من مكتوب ومسموع، شاهدة على أهليته وكفاءته.
وكل مسألة يخالف فيها شيخنا أبو عبد الله العثيمين من هو اعلم منه، له حظ من النظر فيها، وما كان كذلك فلا حرج في المخالفة
قال الناظم:
وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلافاً له حظ من النظر
ولا بأس في أن نذكر أمثلة لبعض المسائل التي خالف فيها شيخ الإسلام ابن تيمية منها:
1) يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن الجماعة شرط لصحة الصلاة، ويرى شيخنا أنها واجبة.
2) يرى شيخ الإسلام أن المتمتع في الحج يكفيه سعي العمرة عن سعي الحج، ويرى شيخنا أن سعي العمرة لا يكفي عن سعي الحج.
3) يرى شيخ الإسلام جواز سفر المرأة بلا محرم مع الأمن، ويرى شيخنا عدم جواز سفر المرأة بلا محرم مطلقا.
4) يرى شيخ الإسلام جواز الجمع بين الأختين من الرضاع، ويرى شيخنا التحريم لعموم حديث يحرم من الرضاع مايحرب من النسب .
5) يرى شيخ الإسلام جواز دفع الزكاة في قضاء دين الميت الذي لم يخلف وفاء، ويرى شيخنا عدم الجواز.
6) يرى شيخ الإسلام جواز تعفير الوجه بالتراب تذللاً لله تعالى ذكرها في الاختيارات ويرى شيخنا ضعف هذا القول، لان الأصل في العبادات المنع والحظر، حتى يقوم دليل على المشروعية.
7) يرى شيخ الإسلام أن للأم الثلث مع الأخوة المحجوبين بالأب، ويرى شيخنا أن للأم السدس، أي أن الاخوة، وان كانوا محجوبين بالأب، لكن تأثيرهم على الأم يظل باقياً، فيحجبونها حجب نقصان من الثلث إلى السدس، وهو قول الجمهور.
8) يرى شيخ الإسلام جواز الزيادة بين الربويين من جنس واحد في مقابلة الصنعة، ويرى شيخنا عدم الجواز للعمومات الدالة على أن الذهب بالذهب لابد فيه من التساوي وزنا بوزن، سواء بسواء، يداً بيد.
9) يرى شيخ الإسلام أن المأموم تكفيه قراءة إمامه في الصلاة الجهرية،وهو المذهب، ويرى شيخنا وجوب قراء الفاتحة على المأموم في الجهرية.

طبيعة الدرس عند الشيخ:
أن طبيعة الدرس التي التزمها الشيخ وسار عليها واتخذها منهجاً له منذ توليه التدريس في الجامع الكبير خلفاً لشيخه منذ اكثر من خمس وثلاثين سنة تكمن في نمط معين، يختلف عن الأساليب التي ينتهجها عامة العلماء في هذه البلاد، ومن خلال مجالستي لبعض علماء البلاد كالشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ الحافظ عبد الله الدويش، رحمهما الله، وغيرهما من الشيوخ تبين لي أن طريقة الشيخ اكثر نفعاً، هذا على وجه العموم، ذلك أن الشيخ يركز كثيراً على حفظ المتون، ويطالب التلميذ ويتابعه على الحفظ في كل درس، بل أن الشيخ ينكر على من يحضر درسه ولا يلتزم الحفظ.
وقد حفظنا على الشيخ كثيراً من المتون المنثورة والمنظومة والكتب التي حفظت وتحفظ في درس الشيخ منها:
1) القرآن الكريم وقد وصل إلى سورة النساء في دروس التفسير.
2) زاد المستقنع في فقه الإمام احمد بن حنبل رحمه الله.
3) بلوغ المرام من أدلة الأحكام، للحافظ ابن حجر رحمه الله.
4) كتاب التوحيد، للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
5) منظومة محمد السفاريني في العقيدة.
6) العقيدة الواسطية، لشيخ الإسلام ابن تيمية.
7) منظومة البرهانية في علم المواريث.
8) ألفية ابن مالك في علم النحو والصرف.
9) الآجرومية في علم النحو، النظم والنثر، كلاهما فرغ من حفظهما.
10) نزهة النظر في علم مصطلح الحديث للحافظ ابن حجر.
11) منظومة البيقونية في علم مصطلح الحديث.
والمتون المطولة لا تجد طالباً قد أمر بحفظها كلها، كبلوغ المرام وزاد المستنقع لان الزمن الذي يتطلب إنهاء مثل هذا الكتاب قد يصل إلى عشرين سنة مثل بلوغ المرام فقد حسبنا الزمن الذي يستغرقه كتاب بلوغ المرام فوجدناه لا يقل عن ثماني عشرة سنة وزاد المستقنع اكثر من ذلك,
وأذكر في بداية قدومي للدراسة عند الشيخ عام 1402ه كان أول يوم جلست عنده في الدرس ابتدأ فيه بأول آية من سورة البقرة، والآن وصل في تفسيره إلى الجزء الخامس من سورة النساء، الآية الستون، فعلى هذا يستغرق تفسير القرآن الكريم اكثر من ستين سنة، ولاشك أنها مدة طويلة جداً، لا يستطيع أي طالب ملازمة الشيخ هذه المدة بل ولا يمكن أن يمتد عمر الشيخ إليها أو يقاربها في غالب أعمار الناس، والسبب في ذلك يرجع إلى عدة أمور منها:
1) أن الشيخ يرحمه الله يطيل الشرح في تفسيره فيتعرض إلى الجانب اللغوي، والنحوي، والفقهي، والعقدي، وغيرها من الجوانب المتعلقة بالآية، وما تحتاج إليه من إيضاح تلك الجوانب المتعلقة بها ، فربما استغرق تفسير آية واحدة درسين أو ثلاثة، يستغرق الدرس الواحد ما يقرب من الساعة
2) قلة الدروس، لاسيما الدروس للكتب المطولة، بما لا يزيد عن درس أو درسين في الأسبوع.
3) كثرة تخلف الشيخ عن الدروس، لاسيما في السنوات الأخيرة وكان في بداية طلبنا للعلم عنده قليل التخلف، ربما لا يزيد تخلفه في السنة عن أربعة عشر يوما، أما الآن فقد يصل تخلفه عن الدرس اكثر من تسعين يوما في السنة، ولا يتخلف الشيخ عن الدروس إلا للمصلحة العامة، والضرورة الملحة، كاجتماعه مع هيئة كبار العلماء، ودروسه في الحرم المكي في رمضان، وإلقائه بعض المحاضرات، وغير ذلك.

وتقوم طبيعة الدرس عند الشيخ بمراجعة الباب أو الفصل بعد الانتهاء منه، والمراجعة تشمل مراجعة الحفظ، والمناقشة فيه، فلا ينتقل إلى الباب أو الفصل الذي بعده حتى يكون الطالب قد أتقن الباب أو الفصل الذي قبله.
ويحرص الشيخ على رفع الهمم وزرع الحرص في نفوس طلابه، وذلك بتكليفهم في تحرير بعض المسائل، أو ما يشكل عليهم في أثناء الدرس، سواء كان الإشكال من جهة اللغة، أو النحو أو الفقه، أو الحديث أو غير ذلك, فيقوم الطالب بتحرير تلك المسألة وقراءتها أمام الشيخ وطلابه، ويناقش الطالب سواء من قبل الشيخ أو من قبل طلابه في ما يرد من الملاحظات، أن وجدت في بحثه، حتى يخرج البحث في احسن صورة وأبدعها.

آثاره العلمية:
لقد صنف الشيخ يرحمه الله، آثارا علمية في مجالات شتى، من مسموع و مكتوب في العقيدة والفقه والحديث والأخلاق، والسلوك، والمعاملات، وغيرها مما كان لها الأثر الكبير في استفادة الناس منها، سواء على مستوى عامة الناس، أو طلبة العلم، وكان الإقبال عليها شديداً ومنقطع النظير، وما ذاك إلا لثقة الناس به، لما يلمسون في ذات الشيخ من الأهلية والكفاءة التامة التي ترشحه إلى إصدار الأحكام الشرعية والتصدي للفتوى والتأليف.
وتمتاز مؤلفات الشيخ بالوضوح، وضوح في الألفاظ، ووضوح في المعاني، بعيدة عن التطويل الممل، والتعقيد والاختصار المخل، استدلالاته مدعومة بالأدلة الصحيحة، والتعليلات والاقيسة الصريحة، مع إبداع في التبويب، وحسن في التقسيم، فيما يحتاج إلى تقسيم، إلى غير ذلك من الأساليب البديعة التي يحلي بها الكتاب حتى يخرجه في أروع واحسن لباس.
ومن الجوانب المثالية التي تشير إلى اهتمام الشيخ، وحرصه على طلابه، هو تكليفهم بالبحوث، وتحرير المسائل المشكلة.
بل انه يكلف حتى المبتدئين في علمهم، ليزرع الهمة والحرص في نفوسهم، ويحاول الشيخ إلا يفرض رأيه وينفرد به في الأمور التي تحتاج إلى مشورة، بل يحاول جاهداً أن يجعل الطلاب يشاركونه الرأي والمشورة، وربما قدم رأي الطالب على رأيه، لقربه من الصواب،ولاشك أن مثل هذا فيه تعويد للطلاب على التجرد للحق, وان رجوع الشيخ عن رأيه واجتهاده إلى قول تلميذه لا يعد عيباً، بل هي منقبة عظيمة، يشكر عليها.
كما يستعمل الشيخ يرحمه الله أسلوبا مثالياً في تدريب طلابه على إلقاء الكلمات الوعظية والدروس العلمية.
فيكلف الطلاب بإعداد كلمة، وإلقائها أمام الطلاب، بحضور الشيخ، ثم توجه الملاحظات من قبل الشيخ، أو الطلاب للطالب، ليجيب الطالب عليها.
كما جعل الشيخ يرحمه الله دروساً مسندة لدروسه من قبل بعض طلابه من ذوي الكفاءات العلمية، فيكلفهم في تنظيم دروس علمية للطلاب المبتدئين، فقد قام الأخ الفاضل الشيخ محمد بن عبد الرحمن الاسماعيل، بتدريس الفرائض علم المواريث والأخ الشيخ عبد الرحمن بن صالح الدهش بتدريس النحو، والأخ الشيخ خالد بن عبد الله المصلح بتدريس كتاب التوحيد، والأخ الشيخ سامي بن محمد الصقير بتدريس الفقه، والأخ الشيخ خالد المطرفي بتدريس النحو.

رحم الله الشيخ برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته ... آمين

التوقيع
الله اكبر
البارع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2003, 12:05 AM   #4
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية المتوكل على الله
 
تم شكره :  شكر 4 فى 4 موضوع
المتوكل على الله is an unknown quantity at this point

 

أخي / عاشق الشهاده***
وكذلك أخي / البارع


أشكركما على هذا التواصل ، وأرجوا من الجميع المشاركة .




أخوكم / المتوكل على الله

التوقيع
المتوكل على الله غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:55 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه