ســــديـــــــــــر ... ذكريات عابرة

[نور الأصايل]

الحوامة

أطفال زمان ، سعادتهم في بساطة مجتمعهم ، وفقرهم لم يعبهم بل جعل الأوقات كلها بما في بيئتهم مصدر فرح ، يرضون بالقليل ولا يفكرون في الكثير ، لهذا ملأت القناعة نفوسهم فصارت منبعاً للرضا بكل ما يأتيهم .
لا يتطلعون إلى أشياء بعيدة المنال ، فصارت فرحتهم قريبة التناول ، وبهجتهم في التفافهم حول بعضهم ، تقاربت بيوت أسرهم وتواصلت فتجاذبت قلوبهم وتحابت.
أطفال الأمس عالم مستقل بذاته ، منفرد في ألعابه وعاداته ، له ميدانه الطبيعي دون تصنع ، أعطاهم الكبار حرية اختيار اللعبة والفكرة وملكوا حرية تامة في التعبير عن فرحتهم ، ولم تكن خطواتهم بعيدة عن سمع أهلهم وبصرهم فكانت الساحات والطرقات و فضاءات مابين الدور مسرح تنفسهم ولعبهم .

الطفل في االحوامة يعد العدة قبل وقته فيطلب من أمه كيسا من قماش تخيطه له ، تقتطع من أي قماش جديد أو قديم أو من ثوب خلق قطعة فتخيطها لطفلها لكي يجمع فيها هديته ( حلوى ومكسرات ) ، يعلق الكيس معه مثله مثل غيره ، وقد يمتلئ الكيس وقد يبقى فارغاً بحسب جود الأسر وشحها .

كم يفرح الأطفال بالعيد وأهم شي عندهم الحوامة
ففي صبيح اليوم الذي يسبق العيد يخرج الأطفال
وحدانا ومجموعات بلباسهم الشعبي القديم
وهو لباس قد لا يظهر إلا في العيد أو الحوامة







يطرقون الأبواب يطلبون المعايدة من كل بيت
تتكون الحوامة عادة من قريض وحلويات ملونة
ولا مانع من مبالغ مالية بسيطة

يتبع

[نور الأصايل]

الحوامة


من أهازيج العيد عندما يقف الصغار أمام باب أي منزل
( عطوني عيدي ، عادت عليكم ، في حال زينة جعل الفقر مايجيكم وولا يكسر يديكم ولا رجليكم عساكم تعودونه ذا الزمان وكل زمان )
وتردد مرتين أو ثلاثاً وعندما لا يوجد ردّاً يقولون عبارة تهديد ( نمشَّي الحميَّر ولاّ نوقفه ) وغالباً ما يأتي الرد ( وقفوه ) فتخرج لهم غالباً صاحبة المنزل وتعطيهم ( قريظاً أو حلوى ونادراً جداً ما يحصلون على نقود لقلتها في هاك الوقت .
ولكن
إذا كان الرد [ مشّوه]
يكون الرد من قبل الأطفال مصحوبا بشيء من الزعل والإنفعال
لخسارة وقت الوقوف
يكون ردهم [ عشاكم شط الفاره وإيدامه بول احمارة وابو جعل يبلّله والخنفسانه قفرة له]
الله يكرمكم
اسمحو لي ولكن من باب الأمانه لازم أذكر التفاصيل
والحوامة التي كانت للبنات لا تتعدى الدوران بالحي الخاص بهن أما الأولاد فبمقدرتهم الخروج للأحياء الأخرى لطلب العيدية، ولكن الأمر يتطلب بأن يكونوا مجموعة قوية ومتماسكة ضد من يتعرض لهم من الأولاد في الأحياء الأخرى.










القمرقه
معظم الأطفال صغار في السن ويحملون معهم أكياس العيدية
يقف لهم بعض من أكبر منهم سن ومعهم خيزران فيطلبون ما معهم أو جزء مما معهم
تحت التهديد بالضرب أو أخده بالقوة
فيرجع المسكين لأهله خالي الوفاض بعد أن أفرغت جيوبه من العيدية
وهذا ما يسم بـ [ القمرقة]


مقطع ضاحك بعنوان
دق القمرق
http://www.youtube.com/watch?v=Ip4G9-H8p2U

يتبع

[عبدالعزيز المجمعة]

وإذا أراد أحد منكما ان نزوج هذه الأخت ونملكه عليها الأن بشرط أن يعطيها ماتأكله فنحن وهي لم نأكل منذ ثلاثة أيام_؟

الحمد لله على نعمه, والشكر العظيم له ..
بارك الله فيك أخوي نور الأصايل وجزيت خيراً

[نور الأصايل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز المجمعة   وإذا أراد أحد منكما ان نزوج هذه الأخت ونملكه عليها الأن بشرط أن يعطيها ماتأكله فنحن وهي لم نأكل منذ ثلاثة أيام_؟ الحمد لله على نعمه, والشكر العظيم له .. بارك الله فيك أخوي نور الأصايل وجزيت خيراً

حياك الله اخوي العزيز عبدالعزيز المجعة
لاشك أن سرد مثل تلك الوقائع ليتعض من لم يعش ذلك الزمن
ولم يحس بالمعاناة التي عاناها من قبلنا
ليشكروا الله على النعمة التي يعيشون تحت ظلالها

[صافي الود]

مشكور أخوي ومشرفنا الغالي نور ألأصايل على التغطية الحلووووة
يعطيك العافية

[نور الأصايل]

سنة الجوع
وكانت تسمى سنة الرحمة زمان
مقطع مؤثر
فهل من معتبر
http://www.youtube.com/watch?v=Pj6Mo...eature=related

[نور الأصايل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صافي الود   مشكور أخوي ومشرفنا الغالي نور ألأصايل على التغطية الحلووووة يعطيك العافية

اشكر مرورك الذي عطر متصفحي
وجزاك الله كل خير

[بقايا الذكريات]

الله المستعان

اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك فعلا ان تعدو نعمة الله لا تحصوها

وان شكرتم لا زيدنكم

فهل يعرفون شباب هالوقت نعم الله عليهم ويتركو من يريد ان يغير نعم الله علينا وامن نعيش فيه



يارب ادم علينا نعمة الامن والامان

وزدنا ولا تنقصنا


والله يجزاك الله كل الخير على هالموضوع ابو ابراهيم


موضوع متكامل ياليت يتثبت لاجل نرجع له بكل وقت


ويستاهل مني اكثر من التقييم


من جد من روعه الموضوع لا اجد تعليقا اجمل

[نور الأصايل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بقايا الذكريات   الله المستعان اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك فعلا ان تعدو نعمة الله لا تحصوها وان شكرتم لا زيدنكم فهل يعرفون شباب هالوقت نعم الله عليهم ويتركو من يريد ان يغير نعم الله علينا وامن نعيش فيه يارب ادم علينا نعمة الامن والامان وزدنا ولا تنقصنا والله يجزاك الله كل الخير على هالموضوع ابو ابراهيم موضوع متكامل ياليت يتثبت لاجل نرجع له بكل وقت ويستاهل مني اكثر من التقييم من جد من روعه الموضوع لا اجد تعليقا اجمل

ليس لدي ما أزيده على هذا التعقيب
جزاك الله كل خير مشرفتنا
وشكرا على المرور والتقييم

[نور الأصايل]

درس بليغ

سمعت رواية من احد كبار السن
عندما كنت صغيراً كانت معاملة الوالدة لي غاية في الدلال
كيف لا وأنا وحيد العائلة ، ولكن الوالد كان حازماً في معاملته لي
فيها شيءمن الشدة خاصة في امور الدين فهو يحرص على أن أصحبه
للصلاة في المسجد، ويحرّص الوالدة لإيقاظي لصلاة الفجر وكانت رحمها الله
تحرص علي من ناحية اللبس خاصة في الشتاء مع ربط الشماغ بقوة حول الرقبة
كنت اصحب الوالد لسوق الديرة فلا أسمع إلا اصوات البعض من ربع الوالد ( هذا وليدك ماشاء الله .الله يصلحه
ورا مايمش خشمه) بسرعة يسحب الوالد طرف الشماغ ويمسح وجهي بكاملة
قائلاً الله يحييك بابو فلان لا تشره على الولد عليه قل صح من البرد
ماتشوف المشق [لاعبــن ] بيديه ورجليه.
فكان لما حصل اثراً سيئاً في نفسي ظهر على ملامح وجهي مما دعاني لطأطأة راسي للأرض
( والبتسوة) البكاء [على طريف] لكن الله ستر رد الوالد :الله يهديك يابوفلان زعلت الولد
وعند العودة للمنزل كان يوافق وقت الظهيرة وقت وجبة الغداء والقيلولة فقررت الإضراب عن الغداء
مع ان الجوع يمزّق أمعائي ، كانت الوالدة رحمها الله تصيح بأعلى صوتها ( ابوي تعال تغد وانا امك)
فلزمت الصمت وهي تردد النداء ،فمازال ماحدث لي بالسوق لا يفارق ذاكرتي
ومع أنّ الجوع كافر كما يقال ، إلاّ أنّي تحاملت على نفسي فلما انتهيا والديّ من وجبة الغداء صار والدي يتمتم بكلام لأمي لا أسمعة
وبعد أن ذهب والدي للقيلولة وامي توجهت ( لتكنس الحوش) وتوجب الدجاج
ذهبت خلسة للمطبخ وتوجهت للقدر ، لم أعد احتمل الصبر على الجوع فلما فتحت غطاء القدر ماذا وجدت؟؟؟؟؟؟
القدر خالي من الأكل وقد وُضع بداخله حصاة بحجم قبضة اليد ،فالتفت خلفي وإذا بوالدي يضحك ويقول
اللي مايتغدى مع أهله ياكل هالحصاة شفت وانا ابوك فلم أتمالك نفسي إلاّ وأنا أحتضن رجلي والدي والدموع تنهمر من عيني،فأنحنى علي وقبّل رأسي ، بحنان الأب وصاح بوالدتي قائلا: دوري له شيء ياكله تراة قطّع قلبي
رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته
من بعد ها المقلب الظريف صرت أول واحد يجلس على سفرة الأكل
فعلاً درس بليغ من أب حكيم ، لم يتعلم في المدارس ولكن علّمته الحياة

بقلمي
ابوابراهيم المبارك

[فقيدة امها]

ماشاء الله تبارك الله
موضوع متكامل روووووعه أعجبني جداً
يعطيك ألف عافيه لا هنت مشرفنا المتميز نورالأصايل
بارك الله فيك وفي جهدك الرائع والملحوض
دمت بهذا الرقي دوماً وجزاك الله كل خير
لك خالص تقديري
متابعين لك

[يمامة الوادي]

ماشاء الله تبارك الرحمن
أسعدتنا أخي الفاضل ومشرفنا القدير ((نور الأصايل))بهذه الذكريات العابرة
فيها الذكريات الجميلة السعيدة وفيها المحزنة
وخاصة يوتيوب ((سنة الرحمة)) يطحنون الجراد بعد تجفيفه لسد جوعهم
أما بالنسبة للحوامة والقمرقة اللي تتبعها فلم اعرفها الامرة واحدة في عمري
وكانت في جلاجل الحبيبة وعمري حينها سبع سنوات وهي المرة الوحيدة التي زرت فيها جلاجل
وبعد تجميع العيديات انا وبعض الأطفال صبيان وبنات اتوا شبيحة من الجهة الاُخرى وأخذوا
ماجمعنا ...لأنهم عرفوا اننا اغراب عن الديرة مع إنه كان بصحبتنا فريق لا بأس به من أهل الديرة بس مع الآسف ضعيفينما أجملها من بقايا ذكريات
أخي الفاضل واصل إبداعاتك بارك الرحمن فيك وكلنا عين صاغية

[اخوالطيبين]

نور الأصايل
لم تأتي بجديد
الأبداع انت عنوان له
بارك الله فيك هذا العطاء

[نور الأصايل]

سالفة سديراوية

سمتعها من أحد الأصدقاء
وأسردها لكم بأسلوبي

منذ أكثر من خمسين سنة كما ذكرت سابقا كان التنقل بواسطة السيارات الفورد
يسمونها [ البلكاش] حيث أنها تصنع في العراق بعد أن يستبدل الصندوق بالمقصورة وهي مصنوعة من الخشب حيث يتحول الى سيارة صالون لحمل مزيد من الركاب



المهم كانت الموقف أو المحطة للتجمع في الرياض
في وسط الرياض تسمى دخنه
وهي خاصة بسدير وضواحيها
وكان السواقين في ذلك الوقت يعدّون على الأصابع
وبالرغم من ذلك فهم مشهورين في بلدان سدير ومعروفين بالأسامي
حتى أن كل واحد يعرف بشكل ونوع سيارته
فهم من كثرة تنقلهم من حمل للركاب والعفش والصوغات وحتى المكاتيب
فالكل يحاول أن يكسب ودّهم وصداقتهم
وصل أحد أهل جلاجل وكان يعرف كل السواقين في المحطة وشاهد ان فيه سيارة باقي راكب واحد وتمشي ، فقال للسائق : أبيك توصلني جلاجل الله لايهينك
وكان الخط أو الدرب لجلاجل يحتاج لتحويلة ورجعة ومشوار والأخ وجهته للمجمعة
ردعليه السواق : اسمح لي أنا حدي عشيرة تبى ولاّ دوّر غيري
مايبي يفرق لجلاجل
رد عليه وقال عشيرة عشيرة المهم قضبني سدير ولا وصلت هاك الساعة
جلاجل قريبة .
قال السواق :اسمع اللي أوله شرط...
فقاطعة قائلا : توكلنا على الله شغل موترك
شغل السيارة بعد أن تكامل ركوب الركاب


يتبع

[نور الأصايل]

كانت الطرق في ذلك الوقت غير معبدة
فكان نهاية الإسفلت عند مفرق صلبوخ ، تبدأ الطرق البرية
مابين مرتفعات ومنخفضات وطرق سهلة العبور وأخرى شاقة على السائق والسيارة
فكان الطريق يمتاز بالهدوء إلا من صوت السيارة
يقول الشاعر في وصف الفورد القديم أو الهاف

مع نسيم الليل ذعذع ومن حدر القمر .......... يسري الهاف الحمر كنّه السبع السمين
لا مشى بالدرب لا هوب جمس ولا همر .......... وان وقف ياعوّذوا بالله من ابليس اللعين

وبعد مشقة وصلوا بالقرب من عشيرة بمحاذات جبل [ خزّة] وهذا الجبل به تنتهي سلسلة جبال مجزل


أوقف السائق السياره وأمر راعي جلاجل بالنزول
كما كان الإتفاق بينهما
فنزل الرجل ومع معرفته التامة بالإتجاه الذي سيسلكه إلا أنه أتجه شرقا
وهذا الإتجاه معاكس



نزل السائق ولحق به قائلا: وين رايح مع ذا الطريق؟؟
قال راعي جلاجل : أنا أبخص منك هذا الطريق يوديني لجلاجل .
فنزل أحد الركاب معاتبا صاحب السيارة قائلا
كيف تسمح له يسير في ها الطريق وانت تدري أنه غلط
تبي الرجال يستهلك ويضيع ويصير معلق برقبتك
ياخوي مابقى إلا شوي على جلاجل .. وصله وأكسب أجره.
فناداه السائق : تعال ياخوي خلاص ابوصلك جلاجل
الله يعينني على المشوار واللفلفة .. أركب
رد عليه راعي جلاجل : إن كانه ماهوب من طيب خاطر ترى ما أناب راكب
رد السواق : إلا من طيب خاطر .. أركب بس!!
فأوصله بعد عناء الى مدخل جلاجل
فكانت فرحته لاتوصف عند مشاهدته لمباني مدينته


فلما نزل ضحك راعي جلاجل من غباء السائق
قال : هاه وش رايك خليتك توصلني غصب عنك
فتحركت السيارة والسائق في أشد غيضه

نهاية السالفة
والباقي يتبع بإذن الله
نور الأصايل
ابوابراهيم