270 مليون دولار لتغيير التعليم العربي

[محمد حرقوص]

270 مليون دولار لتغيير التعليم العربي
واشنطن- عبد القادر بن شيبة- إسلام أون لاين.نت/22-4-2005
أعلنت إليزابيث تشيني نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط أن حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش طلبت 30 مليون دولار إضافية لتمويل برامج لتغيير التعليم في العالم العربي في العام المالي 2006 ليصل إجمالي المبالغ المخصصة لهذا الغرض إلى 270 مليون دولار.
وقالت إن تغيير التعليم في العالم العربي والإسلامي يهدف إلى القضاء على انجذاب الشباب نحو التطرف ووقف سيطرة الحكومات في العالم العربي على قطاع التعليم، وذلك من خلال مبادرة "الشراكة مع الشرق الأوسط" التي تشرف عليها.
وفي جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ يوم 19-4-2005، عقدت تحت عنوان "القضاء على الإرهاب من خلال التعليم: تجربة الشرق الأوسط وجنوب آسيا"، قالت إليزابيث إن 25 % من الأموال المخصصة حاليا لمبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط تُستخدم في دعم برامج تستهدف تغيير المناهج، وتدريب المعلمين على النمط الأمريكي، ومساهمة المجتمع والقطاعين العام والخاص في التعليم، وذلك بهدف القضاء على انجذاب الشباب نحو التطرف.
وأوضحت أن الخارجية الأمريكية ستبدأ دراسة قريبا لتجديد إستراتيجية التعامل مع الدول العربية بما فيها عمليات إعادة النظر في أنظمة التعليم هناك. وقالت: "إننا بحاجة إلى دعم المجهودات للتأكد من أن المدارس في المنطقة تعلم التسامح".
ضد المركزية
وعن الهدف من خطة "برنامج الشراكة مع الشرق الأوسط" الخاص بالمدارس قالت إليزابيث إنها "تسعى نحو التأثير في التعليم في المرحلتين الابتدائية والثانوية وتهدف إلى كسر مركزية التعليم وتبعيته للحكومة المركزية في الدول العربية".
وأضافت أن هذا البرنامج يدعو إلى استقلالية المدارس في النظم التي تُعرف تقليديا بمركزيتها الشديدة، معتبرة أن "الأنظمة المركزية لا تقدم التعليم الجيد والمناسب في آن واحد". وقالت إن "النظم السياسية المنغلقة والصارمة لا تمنح المواطنين في دول عديدة فرصة التعبير عن الرأي بالنسبة لتحديد مصيرهم أو اختيار قادتهم".
وتابعت أن "هناك نظما تعليمية عديدة في جميع أنحاء المنطقة أخفقت في تعليم التسامح، أو في إكساب الطلبة فيها المهارات اللازمة للتنافس بنجاح في أسواق العالم".
وأشارت إليزابيث إلى برامج تتم في الإسكندرية بمصر برعاية أمريكية في هذا الاتجاه، وقالت إن مصر والمغرب والأردن هي من أكثر الدول مساهمة في هذه البرامج.
امتداح الإسكندرية
وامتدحت إليزابيث محافظة الإسكندرية لموافقتها على هذا النظام، وقالت: "إن محافظة الإسكندرية في مصر تقود الطريق في هذا، عن طريق الاتجاه إلى نظام مدارس يتميز بتحكم محلي أكبر، ويتميز بتعاون رجال الأعمال المحليين والآباء في تشكيل التعليم الذي يقدم لأبنائهم".
وأضافت أنه بحلول خريف 2005 "سيكون بمقدورنا إجراء تقدير مبدئي لتأثير الأساليب المبتكرة في التوجيه والإدارة على الفصول الدراسية، وكيفية تحول المنهج المتبع إلى تطبيق فعلي لتعزيز الاستقلالية وحرية الاختيار بين الدارسين والمعلمين والمؤسسات التعليمية".
"مكتبتي العربية"
وشرعت مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط في تطبيق برامج في إطار المساعي الأمريكية لتغيير مناهج التعليم في العالم العربي من بينها برنامج "مكتبتي العربية" الذي يوفر مطبوعات ملونة وممتعة للقراءة باللغة العربية، وهي مترجمات لكتب الأطفال الأمريكية وكتب أخرى أمريكية الأصل لتلاميذ الصفيْن الثالث والرابع بالمرحلة الابتدائية في جميع أنحاء المنطقة.
وقالت إليزابيث: "إن مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط تستطيع أن تبرهن على أن هذا البرنامج له تأثير ملموس"، مشيرة إلى أن "هناك ثلاثة آلاف مدرسة ستتلقى مليون كتاب تستهدف حوالي 120 ألف تلميذ وستة آلاف مدرس عند بداية تطبيق البرنامج. وعلى المدى الطويل سيساهم البرنامج في إحداث تغيير كبير في الأسلوب المتبع تجاه التعليم".
تعاون غير حكومي
وقالت إليزابيث إن مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط تتعاون مع منظمات غير حكومية مثل شبكة "عرب سفيتاس" التي تهدف إلى تنسيق جهود المنظمات العاملة في مجال التربية المدنية، لدمج التوعية بالحقوق المدنية وتحمل المسؤولية في المناهج المدرسية، ومع مبادرة التعليم التي تشارك فيها مؤسسة "سيسكو ليرننج" بالأردن، وهي توفر فرصة للتعليم عبر شبكة الإنترنت وتدريبا للمدرسين باللغة الإنجليزية.
يذكر أن مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط بدأت في ديسمبر 2002، للضغط على أنظمة العالم العربي في أربعة مجالات رئيسية هي: السياسة، والاقتصاد، والتعليم، وتعزيز مكانة المرأة.
ووفق وزارة الخارجية الأمريكية، تهدف المبادرة أيضا إلى المساهمة في إقامة منطقة للتجارة الحرة بالشرق الأوسط، قال الرئيس بوش إنه يأمل في إقامتها بحلول 2013 تدخل فيها إسرائيل ودول أخرى غير عربية.