حكم العلامه الشيخ (عبدالرحمن البراك) -حفظه الله- في اليوم الوطني

[نصوح و مشكال]

سؤال: ما حكم المشي من أجل اليوم الوطني، وذلك لأنا رأينا رجلا يلبس ملابس رياضية ذات لون أخضر شعار الوطن، و يمشي مسافة طويلة وخلفه سيارة تحمل الأعلام الوطنية، فهل هذا المشي يعد شركاً؟



جواب: الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد، أما بعد؛ فإن ما يسمى اليوم الوطني هو في الحقيقة عيد، ولو أبوا هذه التسمية، حذراً من الاحتجاج عليهم، وهذه الأعياد المحدثة دخلت على المسلمين مضاهاة لعادات الأمم الكافرة، وإنما أُحدث ليعظَّم وليجتمع الناس على الفرح به؛ لما يحصل لهم فيه مما يهوونه من الإجازة، وتوفير أسباب الفرح؛ من اللهو واللعب والغناء والرقص، والتنافس في التعبير عن الفرح بذلك اليوم، والمقصود المزعوم ـ وهو تذكر نعم الله على هذه البلاد ـ لا وجود له في واقع الناس، فالعقلاء من الرعية لا يعنيهم إلا الإجازة أي العطلة في ذلك اليوم، وأما السفهاء فيهمهم ما ينالونه من بلوغ شهواتهم التي من أسوأها التفحيط في السيارات مما يجنون به على أنفسهم و على غيرهم.

وما ذكر في السؤال من فعل ذلك الرجل لون جديد في التعبير عن تعظيم ذلك اليوم، وهو عمل منكر يتضمن تعظيم اليوم بالمشي، ومعلوم أن المشي إلى المساجد للجُمع والجماعات وبين المشاعر للحج عبادةٌ لله تعالى، فيخشى على هذا المسكين أن يكون قد وقع في نوع من الشرك وهو لا يشعر، وكان الواجب على السائل أن يناصح ذلك الرجل، ويبين له حكم ذلك اليوم، وحكم تعظيمه، والظاهر من السؤال أنه رآه ولم ينكر عليه، والواجب على من رأى من يعمل عملا مخالفا للشرع أن يعلمه وأن يرشده، لعل الله أن يهديه، أو على الأقل تبرأ بذلك الذمة، ونعوذ بالله من مضلات الفتن، ماظهر منها وما بطن. وهذه المناسبة نتوجه إلى ولاة الأمر أن يعيدوا النظر في اليوم الوطني؛ فإن ضرره أكبر من نفعه، وعلينا أن نتذكر نعم الله ونشكره في كل وقت، وندعوا لمن كان سبباً في ذلك، والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد.

حرر في
1433/11/10هـــــ