رسائل جوال سيرة المصطفى

[بين السطور]

كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بالعقبة وليس معه من أصحابه إلا عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما وكان عمار يمسك زمام ناقته عليه الصلاة والسلام فتلثم أثناء عشر رجلا من المنافقين ولحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه .

ولكن أنى لهم ذلك والله حافظ رسوله صلى الله عليه وسلم
(والله يعصمك من الناس ) .
لما أقبل الأثنا عشر منافقا ملثمين لقتل النبي صلى الله عليه وسلم ضرب حذيفة رضي الله عنه وجوه رواحلهم بمحجن كان معه فقذف الله في قلوبهم الرعب ففروا حتى لحقوا الناس واختلطوا بهم فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة باسمائهم.
وقد كان حذيقة رضي الله عنه هو أمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[بين السطور]

عاد صلى الله عليه وسلم بالجيش الإسلامي من تبوك ولما لاحت معالم المدينة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا "أحد" جبل يحن إلينا ونحن إليه أو قال : يحبنا ونحبه ، وسمع الناس بقدومه فخرجوا للاستقبال وكان الصغار يترنمون بـ:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعى لله داع


عاد النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك في رجب سنة 9هـ وكانت مدة خروجه إلى عودته خمسون يوما أقام عشرين يوما في تبوك وباقي الأيام قضاها في الطريق جيئة وذهابا وكانت غزوة تبوك هي آخر غزوة غزاها عليه الصلاة والسلام.

[بين السطور]

كانت غزوة تبوك فاصلا بين صدق المرء ونفاقه فقد كان الرجل ممن تخلف يذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول: دعوه فإن يكن فيه خير سيلحقه الله بكم وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه.

لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بدأ بالمسجد فصلى ركعتين ثم جلس للناس فجاء المنافقون وهم بضعة وثمانون رجلا يعتذرون بأنواع من الأعذار ويحلفون له على ما اعتذروا به .
فقبل منهم علانيتهم ووكل سرائرهم إلى الله تعالى.

[بين السطور]

جاء ثلاثة نفر من المؤمنين وهم :
1- كعب بن مالك
2- مرارة بن الربيع
3- هلال بن أمية ، رضي الله عنهم فاختاروا الصدق وأخبروا أنهم تخلفوا دون سبب فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة ألا يكلموهم وأن يقاطعوهم فنتكر لهم كل شيء وبلغ بهم البلاء مبلغا عظيما.

بعد أن قضى الثلاثة الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمقاطعتهم أربعين يوما وهم على ذلك الحال أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعتزلوا نساءهم فلما مضى على مقاطعتهم خمسين يوما أنزل الله تعالى توبته عليهم.

[بين السطور]

فرح المسلمون فرحا شديدا بتوبة الله تعالى على الثلاثة وأما الضعفاء الذين تخلفوا لعدم قدرتهم المادية أو الجسدية على الخروج فلم يعتب عليهم القرآن ولا النبي عليه الصلاة والسلام بل قال في حقهم: إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم العذر.

في ذي القعدة من سنة 9هـ بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه أميرا على الحج ليقيم بالمسلمين المناسك ، ثم نزلت أوائل سورة براءة بنبذ العهود والمواثيق فبعث النبي عليه الصلاة والسلام عليا رضي الله عنه بذلك إلى الناس بالحج.

[عاشق الاسلام]

مشكوووور على الموضوع

[بين السطور]

شكر علي مرورك اخي عاشق الاسلام
افاد الله بقراءتك الموضوع الاسلام والمسلمين

[خذاني الشوق]

اشكر لك أخ بين السطور هذه الرسائل


لاحرمك الله الأجر

[بين السطور]

التقى أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعلي رضي الله عنه فقال أبوبكر: أمير أم مأمور –يعني هل بعثك رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون أميرا بدلا عني- فقال علي: لا بل مأمور فأقام أبوبكر للناس الحج فلما كان يوم النحر قام علي يقرأ للناس آيات براءة.

قام علي رضي الله عنه عند الجمرة فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبذ إلى كل ذي عهد عهده وأجل لهم أربعة أشهر وكذا أجل أربعة أشهر لمن لم يكن لهم عهد وأما الذين لم ينقضوا المسلمين شيئا فأبقى عهدهم إلى مدتهم.

[بين السطور]

كان فتح مكة مرحلة فاصلة دخل الناس بعده في دين الله أفواجا فقد كانت العرب قبل فتح مكة تقول لئن انتصر محمد على أهل مكة وقد منع الله منها أصحاب الفيل ، فهو صادق في دعواه النبوة ، فلما فتح الله مكة تسابقت العرب في دخول الإسلام .

وفدت قبيلة عبد القيس إلى المدينة لمبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة خمس من الهجرة بعد أن قدم رجل منهم يقال له منقذ بن حيان إلى المدينة تاجر فالتقى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه وحمله النبي صلى الله عليه وسلم كتابا إلى قومه يدعوهم فيه إلى الإسلام .

[بين السطور]

كان من بين وفد عبد القيس عظيمهم الاشج وقد أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة"، وجاء وفد من عبد القيس ثانية إلى رسول الله في عام الوفود وكان عددهم عندها أربعون رجلا وفيهم الجارد بن العلاء العبدري وكان نصرانيا فأسلم وحسن إسلامه رضي الله عنه .

قال عمرو بن سلمة : كانت ديارنا بماء يمر به الناس فكنا نسأل الركبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون يزعم أن الله أرسله وأوحى إليه كذا وكانت العرب تنتظر بإسلامها فتح مكة فلما فتحت بادر كل قوم بإسلامهم فقال أبي جئتكم من رسول الله حقا وقال صلوا صلاة كذا في وقت كذا .

[بين السطور]

لما وصل المنقذ بن حيان رضي الله عنه إلى قومه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلموا وتوافدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر الحرام وكانوا ثلاثة عشر أو أربعة عشر رجلا وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الأشربة وعن الإيمان .

كان فروة بن عمرو الجذمي قائدا عربيا يعمل لحساب الرومان وكان يقيم بمعان ولما كانت معركة مؤتة رأى صبر المسلمين على القتال فأسلم وبعث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك وأرسل ببغلة هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

[بين السطور]

لما علم الروم أن فروة الجذمي قائدهم قد أسلم أمسكوا به وحبسوه ثم خيروه بين الموت والردة عن الإسلام فاختار رضي الله عنه الموت فقتل شهيدا في سبيل الله وكان قتله بفلسطين بماء يقال له عفراء رضي الله عنها .

[بين السطور]

أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشا إلى قبيلة صداء فلما نزل الجيش بمكان يقال له " صدر قناة " علم به زياد بن الحارث الصدائي فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنا لك بقومي، فرد الجيش فرد النبي صلى الله عليه وسلم الجيش وقدم زياد إلى قومه فكلمهم في الإسلام فجاء معه خمسة عشر رجلا من قومه فأسلموا.

رجع من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصدائيين إلى قومهم فنشروا فيهم الإسلام ودخل قومهم في دين الله أفوجا فلما كانت حجة الوداع جاء وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكونا من مائة رجل.

[بين السطور]

كان كعب بن زهير من أشعر العرب وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من من غزوة الطائف كتب بحير بن زهير إلى أخيه كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل الشعراء الذين كانوا يهجونه وحرضه على اللحاق برسول الله صلى الله عليه وسلم.

جاء كعب بن زهير فدخل المدينة ونزل على رجل من جهينة فلما جاء الفجر خرج مع الجهني إلى الصلاة فلما صلى الفجر أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرفه فوضع يده في يده وقال يا رسول الله إن كعب بن زهير جاء ليستأمن منك تائبا مسلما أفتقبل منه قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم.