العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-2011, 11:24 PM   #61
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6,319 فى 2,308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

قال الله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)0

قال أبن كثير – رحمه الله - : المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه تصلي عليه الملائكة ثم أمر الله تعالى العالم السفلي بالصلاة والسلام عليه ، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً

قال أبن القيم – رحمه الله – في جلاء الإفهام : والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا عليه أيضاً صلوا عليه وسلموا تسليما لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته ، ومن خير شرف الدنيا والآخرة 0

ذكر أبن القيم 39 فائدة لصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم منها

امتثال أمر الله سبحانه وتعالى 0

حصول عشر صلوات من الله على المصلي مره 0

يكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات 0

أن يرفع له عشر درجات 0

أنها سبب لشفاعة صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة له ، أو إفرادها 0

أنها سبب لغفران الذنوب 0

أنها سبب لكفاية الله ما أهمه 0

أنا سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة 0

أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة الملائكة عليه 0

أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام على المصلي 0

أنها سبب لطيب المجلس ، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة 0

أنها سبب لنفي الفقر 0

أنها تنفي عن العبد اسم "البخيل" إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم 0

أنها سبب لإلقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض ، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه ، والجزاء من جنس العمل فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك

أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحة لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه 0

أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده كما تقدم قوله صلى الله عليه وسلم :" إن صلاتكم معروضة علي " وقوله صلى الله عليه وسلم :" إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام " وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم 0

أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمره الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وفيه :" ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً ، فجاءته صلاته على فأقامته على قدميه وأنقذته " [رواه أبو موسى المديني وبنى عليه كتابه في "الترغيب والترهيب" وقال عنه حديث حسن جداً ] 0

أنها سبب لدوام محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها ، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه فسيتضاعف حبه له وتزايد شوقه إليه ، واستولى على جميع قلبه ، وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه يغلبه ، نقص حبه من قلبه ، ولا شيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكر محاسنه ، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه والحس شاهد بذلك 0

أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه ، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وذكره ، استولت محبته على قلبه ، حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره ، ولا شك في شيء مما جاء به ، بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدى والفلاح وأنواع العلوم منه ، فأهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعين له كلما ازدادوا فيما جاء به معرفة ، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله 0

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-08-2011, 12:32 AM   #62
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6,319 فى 2,308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

بسم الله الرحمن الرحيم ،،

قال الله تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون)

وقال الله تعالى: ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)

وقال تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ")

وقال تعالى: ( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا )

وقال تعالى : ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه )

وقال تعالى : ( ويذكروا اسم الله في أيام معلومات )



وأفضل الذكر هو قول العبد: لا إله إلاّ الله ،، كما جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ،، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل الذكر لا إله إلاّ الله وأفضل الدعاء الحمد لله " [ رواه الترمذي وابن ماجه].

قَوْلُهُ: ( أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) ،، لِأَنَّهَا كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالتَّوْحِيدُ لَا يُمَاثِلُهُ شَيْءٌ وَهِيَ الْفَارِقَةُ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ. وَلِأَنَّهَا أَجْمَعُ لِلْقَلْبِ مَعَ اللَّهِ وَأَنْفَى لِلْغَيْرِ وَأَشَدُّ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَتَصْفِيَةً لِلْبَاطِنِ وَتَنْقِيَةً لِلْخَاطِرِ مِنْ خُبْثِ النَّفْسِ وَأَطْرَدُ لِلشَّيْطَانِ .

" وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ " ،، الدُّعَاءُ عِبَارَةٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَأَنْ تَطْلُبَ مِنْهُ الْحَاجَةَ وَالْحَمْدُ يَشْمَلُهُمَا. فَإِنَّ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ يَحْمَدُهُ عَلَى نِعْمَتِهِ وَالْحَمْدُ عَلَى النِّعْمَةِ طَلَبُ الْمَزِيدِ وَهُوَ رَأْسُ الشُّكْرِ ، قَالَ تَعَالَى : "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ".

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-09-2011, 11:04 PM   #63
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6,319 فى 2,308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

قال الله تعالى : " إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما * وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما " ،،

وقال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ " ،،

وقال تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " ،،

وقال تعالى : " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون " ،،

وقال تعالى: " إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم " ،،

وقال تعالى: " ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم " ،،

وقال تعالى: " فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " ،،

الإنسان بطبيعته مخلوقٌ ضعيـف، يرتكب الأخطاء، ويقع في المحظورات، ويقترف المعاصي، وذلك نتيجةَ الغفلة التي تستوْلي على قلبه، فتحجب بصيرتَه، ويُزيِّن له الشيطان سُبلَ الضلال، فيقع فيما حرَّمه الله عليه، ومهمـا بلـغ الإنسانُ من التقوى والصلاح، فإنَّه لا يَسْلم من الوقوع في الأخطاء، ولا يُعصم من المخالفات، فالمعصوم هو نبيُّنا محمَّد - عليه أفضل الصَّلاة وأزكى السلام - فهو القائل: " كلُّ بَني آدمَ خطَّاء، وخيرُ الخطَّائين التوَّابون " ،،

والتوبة .. هذه الرحمة الربَّانيَّة من ربِّ البرية بعباده تتجلَّى في توبته على العاصي بعد عصيانه، والمذنب بعد اقتراف ذنوبه، فرحمتُه وسعتِ البَرَّ والفاجر، بل وسعتِ السمواتِ والأرض؛ فقد قال - سبحانه - " وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ " ،،

وفي الحديث: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى وأصحابُه أُمًّا تضمُّ طفلها إلى صدرها بكلِّ عطف وحنان، فقال لأصحابه - رضي الله عنهم -: " أتروْن هذه طارحةً ولدَها في النار؟ قالوا: لا والله، قال: لَلَّهُ أرحمُ بعباده مِن هذه بولدها " ،،

قال ابن القيم - رحمه الله - التوبة من أحبِّ العبوديات إلى الله وأكرمها عليه، فإنه - سبحانه - يحبُّ التوابين، ولو لم تكن التوبةُ أحبَّ الأشياء إليه لما ابتَلَى بالذنبِ أكرمَ الخلق عليه، فلمحبته لتوبة عبده ابتلاه بالذنب الذي يُوجِبُ وقوعَ محبوبه من التوبة، وزيادة محبته لعبده.

وللتوبة عنده - سبحانه - منزلةً ليست لغيرها من الطاعات، ولهذا يفرحُ - سبحانه - بتوبة عبده حين يتوبُ إليه أعظمَ فرحٍ يُقدَّر، كما مثَّله النبي - صلى الله عليه وسلم - بفرَح الواجِد لراحلته التي عليها طعامُه وشرابُه في الأرض الدويَّة المُهلِكة، بعدما فقدَها وأيِسَ من أسباب الحياة، ولم يجِئ هذا الفرح في شيءٍ من الطاعات سوى التوبة.

ومعلومٌ أن لهذا الفرح تأثيرًا عظيمًا في حال التائب وقلبه، ومزيدُه لا يُعبَّر عنه، وهو من أسرار تقدير الذنوب على العباد؛ فإن العبد ينالُ بالتوبة درجةَ المحبوبية، فيصيرَ حبيبًا لله، فإن الله يحبُّ التوابين، ويحبُّ العبدَ المُفتَّن التواب،

ويُوضِّحُه: أن عبودية التوبة فيها من الذل والانكسار والخضوع والتملُّق لله والتذلُّل لله ما هو أحبُّ إليه من كثيرٍ من الأعمال الظاهرة وإن زادت في القدر والكمية على عبودية التوبة؛

فإن الذل والانكسار روح العبودية ومخُّها ولبُّها، يُوضِّحه: أن حصول مراتب الذل والانكسار للتائب أكملُ منها لغيره، فإنه قد شاركَ من لم يُذنِب في ذل الفقر والعبودية والمحبة، وامتاز عنه بانكسار قلبه.

ولأجل هذا فإن أقربَ ما يكون العبدُ من ربه وهو ساجد؛ لأنه مقامُ ذلٍّ وانكسار بين يدي ربه،

ويُوضِّحُه: أن الذنبَ قد يكون أنفعَ للعبد إذا اقترنَت به التوبة من كثيرٍ من الطاعات،

وهذا معنى قول بعض السلف: " قد يعملُ العبدُ الذنبَ فيدخل به الجنة، ويعمل الطاعةَ فيدخل بها النار". قالوا: وكيف ذلك؟ قال: "يعمل الذنبَ فلا يزالُ نُصبَ عينيه إن قامَ وإن قعدَ وإن مشى ذكر ذنبَه، فيُحدِثُ له انكسارًا وتوبةً واستغفارًا وندمًا، فيكون ذلك سببَ نجاته، ويعمل الحسنة فلا تزالُ نُصبَ عينيه إن قامَ وإن قعدَ وإن مشى، كلما ذكرَها أورثَته عُجبًا وكِبرًا ومنَّةً، فتكون سببَ هلاكه.

فمن رحمته - سبحانه وتعالى - أن فَتَحَ بابَ الأمل أمامَ العاصين والمذنبين؛ للتوبة والرجوع إليه - سبحانه - فلم يكن الذنب مدعاةً للتمادي في الذنوب، ولم يكن لاقترافِ ذنب أن يُغلَق بابُ الرحمة والغفران.

فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: قال الله - تبارك وتعالى -: " يا ابنَ آدم، إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان فيكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدم، لو بَلغتْ ذنوبُك عَنانَ السماء ثم استغفرْتَني، غفرتُ لك ولا أبُالي، يا ابنَ آدم، إنَّك لو أتيتَني بقُراب الأرض خطايَا، ثم لَقِيتني لا تشركُ بي شيئًا، لأتيتُكَ بقُرابها مغفرةً "،،

ويقول المصطفي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: " إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يَبسُط يدَه باللَّيل ليتوبَ مسيءُ النهار، ويَبسُط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيءُ اللَّيل، حتَّى تطلع الشمس من مغربها "،،

ومن هنا ندرك كرمَ الله، ومَنَّه على عباده بالتوبة عليهم في هذا التوقيت الخاص، بل هو - سبحانه - يتوب عليهم كلَّ ليلةٍ أو يوم.

وفي شروط التوبة يقول الإمام النوويُّ – رحمه الله تعالى -: "قال العلماء: التوبة واجبةٌ من كلِّ ذنب، فإن كانت المعصيةُ بين العبد وبين الله - تعالى - لا تتعلَّق بحقِّ آدميٍّ، فلها ثلاثةُ شروط:
أحدها: أن يُقلعَ عن المعصية.
والثاني: أن يَندمَ على فِعْلها.
والثالث: أن يَعزمَ على ألاَّ يعودَ إليها أبدًا.
فإن فُقِد أحدُ الثلاثة لم تصحَّ توبته.

وإن كانت المعصية تتعلَّق بآدمي فشروطها أربعة:
هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حقِّ صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه ردَّه إليه، وإن كانت حدَّ قذفٍ ونحوه مكَّنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غِيبةً استحلَّه منها، ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب مِن بعضها صحَّت توبتُه - عند أهل الحقِّ - من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي، وقد تظاهرت دلائل الكِتاب والسُّنة، وإجماع الأمَّة على وجوب التوبة ".

فالتوبة التي يريدها الله منَّا، ويقبلها عنَّا، ويغفر بها لنا - هي التوبةُ النصوح، التوبة الصادقة المخلصة التي يُبتغى بها رضا الله سبحانه.

توبة يرافقها العزمُ الأكيد على تَجنُّب الخطايا والذنوب.
توبة يُصاحبها العمل المخلص، والعبادة الخالصة لله سبحانه.
توبة تُحدِث تغيراتٍ في حياة المسلم، فتنقله إلى حياة الإيمان والعمل الصالح.


وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،

وأسأل الله لنا ولكم الهداية وحسن الخاتمة ،،


شكراً لكم ،،
أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2011, 09:51 PM   #64
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6,319 فى 2,308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

بسم الله الرحمن الرحيم ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

قال الله تعالى: " ولا يغتب بعضكم بعضـًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتـًا فكرهتموه واتقوا الله إن الله توابٌ رحيم " ،،


تعريف الغيبة :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " أتدرون ما الغيبة؟ " ، قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : " ذكرك أخاك بما يكره " ، قيل إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " (رواه أبو داود) ..

ففي الآية الكريمة يحذر الله أن يتناول بعضكم بعضـًا بظهر الغيب بما يسوؤه ،، ثم ضرب الله تعالى للغيبة مثلاً : " أيُحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتـًا " ،، وبيانه أن ذكرك أخاك الغائب بسوء بمنزلة أكل لحمه وهو ميت لا يحس بذلك ، " فكرهتموه " ، أي فكما كرهتم هذا الأمر فاجتنبوا ذكر إخوانكم بالسوء ، وفي ذلك إشارة إلى أن عرض الإنسان كلحمه وهي من الكبائر .

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : " قلت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حسبك من صفية كذا وكذا " قال بعض الرواة تعني قصيرة ـ فقال : " لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته " ، قالت : وحكيت له إنسانـًا فقال : " ما أحب أني حكيت إنسانـًا وإن لي كذا وكذا " رواه الترمذي .. والحديث من أبلغ الزواجر عن الغيبة .

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله " رواه البخاري ومسلم .

وعن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع : " إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هلا بلغت " ، رواه البخاري ومسلم .

و روى الإمام أحمد وأبو داود من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويَقَعُون في أعراضهم " .

وأنواع الغيبة كثيرة ومختلفة فمنها : كأن يقول احدهم: نعوذ بالله من قلة الحياء ،، نسأل الله أن يعصمنا منه ،، أو يقول: ما أحسن حال فلان لولا أنه يفعل كذا وكذا ونحو ذلك ...
،، وكل ما يفهم منه الذم فهو داخل في الغيبة سواء كان بكلام أو غيره ،،

واعلم أن المستمع للغيبة شريك فيها ، ولا يتخلص من إثم سماعها إلا أن ينكر بلسانه ، فإن خاف فبقلبه ، وإن قدر على القيام أو قطع الكلام بكلام آخر لزمه ذلك .


الأسباب الباعثة على الغيبة :
1- تشفي الغيظ بأن يجري من إنسان في حق إنسان آخر سبب يوجب غيظه ،، فكلما هاج غضبه تشفى بغيبة صاحبه .

2- من البواعث على الغيبة موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء ومساعدتهم ،، فإنهم إذا كانوا يتفكهون في الأعراض رأى هذا أنه إذا أنكر عليهم أو قطع كلامهم استثقلوه ونفروا منه ،، فيساعدهم ويرى ذلك من حسن الصحبة.

3- إرادة رفع نفسه بتنقيص غيره ، فيقول : فلان جاهل وفهمه ركيك .. ونحو ذلك ،، وغرضه أن يثبت في ضمن ذلك فضل نفسه ويريهم أنه أعلم منه ،، وكذلك الحسد في ثناء الناس على شخص وحبهم له وإكرامهم فيقدح فيه ليقصد زوال ذلك .

4- اللعب والهزل فيذكر غيره بما يضحك الناس على سبيل الللهو والمزاح ،، حتى إن بعض الناس يكون كسبه من هذا .


علاج الغيبة :
فليعلم المغتاب أنه بالغيبة متعرض لسخط الله تعالى ومقته ،، وأن حسناته تنتقل إلى من اغتابه ،، وإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئات خصمه ، فمن استحضر ذلك لم يطلق لسانه بالغيبة .

وينبغي إذا عرضت له الغيبة أن يتفكر في عيوب نفسه ويشتغل بإصلاحها ويستحي أن يعيب وهو معيب كما قال بعضهم :

فإن عبتَ قومـًا بالذي فيكَ مثلُهُ =فكيفَ يعيبُ الناسَ مَنْ هوَ أعْوَرُ
وَإنْ عِبْتَ قَوْمـًا بالذي ليس فيهم= فذلك عند الله والناس أكبــرُ

فلينظر في السبب الباعث على الغيبة .. فيجتهد في قطعه فإن علاج العلة يكون بقطع سببها .


كفارة الغيبة :
اعلم أن المغتاب قد جنى جنايتين :

أحدهما حق الله تعالى إذ فعل ما نهاه عنه فكفارة ذلك التوبة والندم .

والجناية الثانية : على عرض المخلوق ، فإن كانت الغيبة قد بلغت الرجل جاء إليه فاستحله وأظهر له الندم على فعله .

وإن كانت الغيبة لم تبلغ الرجل جعل مكان استحلاله الاستغفار له والثناء عليه بما فيه من خير ،، أمام من اغتابه أمامهم ،، لإصلاح قلوبهم .

ومن أقوال السلف ،، قال مجاهد :
كفارة أكلك لحم أخيك أن تثني عليه وتدعو له بخير وكذلك إن كان قد مات ،،

فإذا هممت أخي بالغيبة فتذكر :
1. أنك متعرض لسخط الله
2. أن حسناتك تنقل إلى من اغتبته
3. عيوبك وانشغل بها عن الناس
4. أنك كمن يأكل لحم أخيه ميتا
5. انظر في سبب الغيبة واجتنبه


أسأل الله لي ولكم الهدايه ،، وأن ينير قلوبنا ويصلح أحوالنا إنه على كل شيء قدير ،،


ربي اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ،،

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ،،


شكراً لكم ،،
أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-09-2011, 10:08 PM   #65
عضو مجلس الإدارة
 
الصورة الرمزية عبدالله الفـارس
 
تم شكره :  شكر 5,090 فى 2,284 موضوع
عبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

بارك الله فيك أستاذنا الكريم حمد ولد أبو حمد على ما أثريت به المتصفح

لك الشكر و التقدير

عبدالله الفـارس غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالله الفـارس :
قديم 13-09-2011, 10:09 PM   #66
عضو مجلس الإدارة
 
الصورة الرمزية عبدالله الفـارس
 
تم شكره :  شكر 5,090 فى 2,284 موضوع
عبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

جعل الله الصبر والتقـوى سبباً : للعواقــب الحميدة والمنازل الرفيعــة ..

- شاهده قـوله تعالى: ( فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ).. وقوله تعالى: ( [COLOR="rgb(255, 140, 0)"]وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
).. وقوله تعالى: ([COLOR="rgb(255, 140, 0)"] إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ[/COLOR] )[/COLOR]

عبدالله الفـارس غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالله الفـارس :
قديم 13-09-2011, 10:09 PM   #67
عضو مجلس الإدارة
 
الصورة الرمزية عبدالله الفـارس
 
تم شكره :  شكر 5,090 فى 2,284 موضوع
عبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

جعل الله الصبر والتقـوى سبباً : للعواقــب الحميدة والمنازل الرفيعــة ..

- شاهده قـوله تعالى: ( فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ).. وقوله تعالى: ( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ).. وقوله تعالى: ( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )

عبدالله الفـارس غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالله الفـارس :
قديم 13-09-2011, 11:18 PM   #68
عضو فعال
 
الصورة الرمزية لمعة قمر
 
تم شكره :  شكر 430 فى 237 موضوع
لمعة قمر is an unknown quantity at this pointلمعة قمر is an unknown quantity at this pointلمعة قمر is an unknown quantity at this pointلمعة قمر is an unknown quantity at this pointلمعة قمر is an unknown quantity at this pointلمعة قمر is an unknown quantity at this pointلمعة قمر is an unknown quantity at this point

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

جزاكـ الله خيرا وجعل ذلكـ في موازين حسناتكـ...

التوقيع
لمعة قمر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2011, 11:55 AM   #69
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6,319 فى 2,308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

بسم الله الرحمن الرحيم ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


قال الله تعالى: "يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْب سَلِيم " .(الشُّعراء / 88 ـ 89) ..

وقال الله تعالى :" قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً ".(الاسراء / 84).

تعريف النية:
النية: لغة القصد.
واصطلاحاً – النية عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقاً لغرض من جلب نفع أو دفع ضرر حالاً أو مالاً – والشرع خصصه بالإرادة المتوجهة نحو الفعل لابتغاء رضا الله تعالى وامتثال حكمه.

فالمقاصد والنيات هي محل نظر الله جل وعلا , وهي من الأعمال بمثابة الروح من الجسد , فكيف يكون حال الجسد إذا نزعت منه الروح , وكيف يكون حال شجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار , وكل عبادة لم تقم على نية صالحة ومقصد شرعي صحيح , فإنها في ميزان الله هباء تذروه الرياح , وسراب إذا طلبه صاحبه لم يجده شيئا


أهمية النية في الإسلام:
عندما يضع الاسلام موازينه ليزن الفعل ، ويقوِّم الفاعل ، يتّخذ النيّة أساساً في الوزن والتقويم .. فإن لم تكن النيّة خالصة لله تعالى ، كان هذا الفعل باطلاً؛ لا قيمة له ، وخاسراً لا أجر لصاحبه .. لان فاعله لم يقصد القربة إلى الله ، ولم يتوجّه إليه؛ بل قصد التمركز الذاتي ، والتأكيد على ذاتيته لاظهارها بمظهر الصّلاح، والمقبولية لدى الآخرين.

لذا اهتمّت الشريعة الاسلاميّة بالتأكيد على أهميّة النيّة في تحديد قيمة الفعل ، وهل يُراد به وجه الله تعالى أو سوى ذلك .

وقد دلت النصوص الكثيرة على أهمية النية وبيان مكانتها فى الإسلام ، وعظم شأنها عند الله تعالى فى محاسبة العباد على أعمالهم فى الآخرة.

فقد روى البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله , فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها , فهجرته إلى ما هاجر إليه " ،

فهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور عليها الدين , ولذلك صدر به أهل العلم كتبهم , وابتدؤوا به مصنفاتهم , قال الإمام الشافعي رحمه الله : (هذا الحديث ثلث العلم , ويدخل في سبعين بابا من أبواب الفقه , وما ترك لمبطل ولا مضار ولا محتال حجة إلى لقاء الله تعالى ) .

والنية هي القصد الباعث على العمل , ومقاصد العباد تختلف اختلافا عظيما بحسب ما يقوم في القلب .

فقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات ".. يعني أحد أمرين الأول : أن وقوعها واعتبارها شرعا لا يكون إلا بالنية , فكل عمل اختياري يفعله العبد لا بد له من نية باعثة على هذا العمل , والثاني أن صحة هذه الأعمال وفسادها , وقبولَها وردَّها , والثواب عليها وعدمه لا يكون إلا بالنية .

فالعبادات والأعمال الصالحة بأنواعها , من طهارة وصلاة وزكاة وصوم وحج وغيرها لا تصح ولا تعتبر شرعا إلا بقصدها ونيتها ، بمعنى أن ينوي تلك العبادة المعينة دون غيرها , فلا بد من النية لتمييز صلاة الظهر عن صلاة العصر مثلا , ولا بد منها لتمييز صيام الفريضة عن صيام النافلة , وهكذا .

وكما أن النية مطلوبة لتمييز العبادات بعضها عن بعض , فهي مطلوبة أيضا لتمييز العادة عن العبادة , فالغسل مثلاً يقع للنظافة والتبريد ، ويقع عن الحدث الأكبر ، وعن الجمعة ، والنية هي التي تحدد ذلك , وهذا المعنى للنية هو الذي يذكره الفقهاء في كلامهم .

وأما المعنى الثاني , فهو تمييز المقصود بهذا العمل , هل هو الله وحده لا شريك له , أم غيره, ففيه دعوة للعبد إلى إخلاص العمل لله في كل ما يأتي وما يذر , وفي كل ما يقول ويفعل , فيحرص كل الحرص على تحقيق الإخلاص وتكميله ، ودفع كل ما يضاده من رياء أوسمعة ، أوقصد الحمد والثناء من الخلق ، وهذا المعنى هو الذي يرد ذكره كثيرا في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة ,

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : " وإنما لكل امرئ ما نوى " .. أي أنه ليس للإنسان من عمله إلا ما نواه من خير أو شر , وأن أعمال الإنسان تابعة لنيته ، فمن نوى نية حسنة تقربه إلى الله , فله من الثواب والجزاء على قدر نيته , ومن نقصت نيته وقصده نقص ثوابه , ومن اتجهت نيته إلى غير ذلك من المقاصد الدنيئة فاته الأجر والثواب . ومن هذا الحديث يتبين أهمية النية في العمل.

وعلى المسلم أن يعلم .. أن كون الأعمال تابعة للنية فهذه ليست في المعصية .. بل في الطاعات والمباحات ،، إذ الطاعة تنقلب معصية بالقصد ، والمباح ينقلب معصية وطاعة بالقصد ،

فأما المعصية فلا تنقلب طاعة بالقصد أصلاً، بحسب النية الداخل فيها ، وهو أنه إذا أضيف إليها قصود خبيثة تضاعف وزرها وعظم وبالها.

إذ النيّة تعبير عن الموقف الداخلي ، وعن التوجّه الذاتي ، والحقيقة الباطنة للانسان .. وهي روح الفعل الحقيقيّة الّتي تملأ هيكله ،

لذلك فإنّ النيّة تعتبر أداة كشف عن حقيقة الباطن الانساني .. تلك الحقيقة الّتي ليس بإمكان الفعل أن يكشفها ، لأنّ الفعل يمكن أن يخضع لعملية تزوير مقصودة من قِبَل الانسان ،

ولأنّه صياغة طيِّعة لجهد ظاهر ، يمكن أن يخرجه الفرد بشكل ليس ضرورياً أن يتطابق مع حقيقة الانسان ومحتواه الباطني . فكثير من الناس يبذل المال ، ويُبدي حُسن الخلق ، ويصلِّي ويصوم ، ونحن نشاهد تلك الصور الظاهرة للافعال ، المتساوية في الظاهر عند جميع الممارسين لها ، فنحسبها سواء .. ولكن لتقويمها في نظر الاسلام وسيلة اُخرى ، ولوزنها ميزان آخر ، وهو (النيّة) .

فالّذي يبذل المال ، ويُبدي حُسن الخلق من أجل كسب السمعة والصيت ، والّذي يصلِّي ويصوم من غير توجّه وإخلاص لله سبحانه؛ فكل هؤلاء يجسِّدون في عُرف الاسلام حقيقتين منفصلتين ومتناقضتين في دنيا الانسان .. حقيقة باطنة ، وهي النيّة .. وحقيقة ظاهرة وهي الفعل بصيغته الهيكلية المنظورة .

وعندما يضع الاسلام موازينه ليزن الفعل ، ويقوِّم الفاعل ، يتّخذ النيّة أساساً في الوزن والتقويم .. فإن لم تكن النيّة خالصة لله تعالى ، كان هذا الفعل باطلاً ، لا قيمة له ، وخاسراً لا أجر لصاحبه .. لان فاعله لم يقصد القربة إلى الله ، ولم يتوجّه إليه؛ بل قصد التأكيد على ذاتيته لاظهارها بمظهر الصّلاح، والمقبولية لدى الآخرين.

وعلى أهمية النية أيضاً ما رواه البخاري أيضاً بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا.

ومعنى هذا الحديث كما نقل ابن حجر عن الطيبي وغيره: أن الهجرة التي هي مفارقة الوطن التي كانت مطلوبة على الأعيان إلى المدينة انقطعت، إلا أن المفارقة بسبب الجهاد باقية، وكذلك المفارقة بسبب نية صالحة كالفرار من دار الكفر والخروج في طلب العلم والفرار بالدين من الفتن.

وروى مسلم بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".

ومن خلال ذلك بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن القلب هو مكان النية أهم شئ بنظرة الله، إن كان تقياً مخلصاً صادقاً أحبه الله، وإن كان عكس ذلك أبغضه الله، وقد ين الرسول صلى الله عليه وسلم أن القلب إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد، فسد الجسد كله، فقد روى البخاري وسنده عن النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيه قوله: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت، صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".

ولما كان عمل الشخص نابعاً لنيته فلابد أن تكون نيته مطابقة لما يرضاه الله و إلا فسيكون عاقبة أمره خسارة ، ولابد أن يجدد النية دوما لله وفى الله وفى حب الله تعالى ،

فقد روى البخاري بسنده عن أبي بكره قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار" فقلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول، قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه"، هنا بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن الشخص إذا كانت نيته سيئة كان في النار غالباً كان أو مغلوباً قاتلاً كان أم مقتولاً.

ولقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً أن الناس سيبعثون يوم القيامة على حسب نياتهم إن خيراً فخيراً وإن شراً فشر، فقد روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الارْضِ يُخْسَفُ بأولهم وأخرهم . قَالَتْ : قُلْتً : يَارَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ يُخسَفُ بأولهم وأخرهم وَفِيهِمْ أسواقهم وَمَنْ لَيْسَ مِنْهًمْ ؟ قَالَ : يُخْسَفُ بأولهم وأخرهم ، ثًمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ".

من هذا الحديث تتبين أهمية النية ، بها يفرق بين الناس صالح النية وقبيحها، وبين من كانت نيته فى الله تعالى ولإعلاء كلمة الله ومن كانت نيته لغرض دنيوى أو مأرب شخصى .

فضائل النية:
دلت العديد من الأحاديث على فضيلة النية الصادقة المخلصة التى تتبع مرضاة الله تعالى ، منها:

1- أنها تجعل من لا يستطيع أن يعمل خيراً لعذر وقع عليه، كان له أجر من عمل.
فقد روى البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة، فقال: "إن أقواماً بالمدينة خلفنا ما ملكنا شعباً ولا وادياً إلا وهم معنا فيه ، حبسهم العذر"، وفي رواية مسلم "إلا شركوكم في الأجر" وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن أناساً في المدينة لم يستطيعوا الجهاد لعذر وقع عليهم مع أنهم صادقوا النية فيه ، لهذا كانت قلوبهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه المجاهدين.

وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم شركاء في الأجر، فالنية الصادقة المخلصة تجعل الذي لا يستطيع أن يعمل لعذر، له ثواب العامل، روى البخاري بسنده، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "إنما تغيب عثمان عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مريضة فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه".

وقد أوضح هذا الحديث أيضاً بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم أن من صدق نيته لحمل خير ثم لا يستطيع أن يعمله لعذر، كان له أجر من عمل به والعذر هنا القيام بتحريض الزوجة المريضة،

و روى الترمذي بسنده عن أبي كبشة الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال: ما نقص مال عبد من صدقة ،، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ،، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها ،، وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال: إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا ، فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا ، فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان ، فهو بنيته ، فأجرهما سواء ، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما ، فهو يخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا ، فهذا بأخبث المنازل ، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، فوزرهما سواء". أخرجه أحمد وابن ماجه.

فبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذا الحديث أن صادق النية يحصل الثواب كما حصل عليه العامل، هذا لأن الناوي قد فعل ما يقدر عليه ، لذلك فكلاهما في أعلى المنازل / وقوله صلى الله عليه وسلم " فهو بنيته ، ‏أَيْ فَهُوَ مُجْزَى بِنِيَّتِهِ .

2- أنها تجعل المرء مثاباً على ما فعله من الخير وإن كان على من لا يقصده.
فقد روى البخاري بسنده عن أبي الجويرية أن معن بن يزيد رضي الله عنه حدثه قال: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن وأبي وجدي، وخطب على فانكحني، وخاصمت إليه، وكان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فأخذتها فأتيته بها، فقال: والله ما أياك أردت، فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لك ما نويت يا يزيد، ولك ما أخذت يا معن" .

فقول الرسول: لك ما نويت يا زيد، ولك ما أخذت يا معن، يدل على أن المرء مثاب على صدقته ولو إلى شخص لا يقصده لأنه تحت يده، وهذا لأن الشرع ينظر إلى النية ما دامت النية صادقة ومخلصة فلا يبالي إلى من وقعت صدقته، فهذا يحمل على صدقة المندوب.

3- أنها تجعل من سأل الله الشهادة بصدق بلغ منازل الشهداء.
فقد روى مسلم بسنده عن أبي إمامة بن سهل بن حنيف عن ابيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" .

فهذا الحديث بين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فضيلة النية الصادقة وأنها تبلغ المحاربين في سبيل الله منازل الشهداء وإن ماتوا على الفراش لا فى أرض المعركة ، وذلك لأن كلا الفريقين أي الذين ماتوا في ساحة الحرب، أو الذين ماتوا على الفراش، قد نويا خيراً وفعلا ما يقدران عليهما فاستويا في أصل الأجر،

ومن خلال ذلك يتضح أهمية النية عند الله تعالى ومحاسبته لعباده عليها فبها يثاب المرء أو يعاقب .

وتصحيح النيّة يحصل بأمور، من أهمها:
1- أن تستشعر أنه لا راحة للقلب ولا طمأنينة ولا حياة إلا بالإخلاص لله، فإن هذا الشعور يورث في القلب تجديد النية في كل حين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وإذا لم يكن العبد مخلصاً لله استعبدته الكائنات، واستولت على قلبه الشياطين. أ.هـ بتصرف.

2- أن يسأل المرء نفسه عند قيامه بكل عمل: هل هو لله أم أراد به محمدة الناس وثناءهم عليه، فإن كان لله تقدم، وإن كان لغيره تأخر، ولا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصاً وأريد به وجهه.

3- شعورك أن الله مطلع على ما في قلبك، وما يمر في خاطرك يدفعك إلى تصحيح النية، وهذه من سمات صفوة الخلق، كما جاء في حديث جبريل عليه السلام: \"الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك\". أخرجه البخاري (50)، ومسلم (9).

4- الدعاء: وقد جاء في الحديث الثابت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: \"أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل \"فقيل له: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: \"اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم\" رواه أحمد (19606) وصححه الألباني.

ويجب التنبه .. أن الشكل لفعل المرء لا يعبِّر عن إيمان صاحبه ، حتّى وإن توافق مع المطلوب الخارجي ، والوجود الظاهري للعبادات .. إلاّ إذا كان صادراً عن نيّة صادقة مخلصة . لأنّ تناقض النيّة مع الفعل العبادي يفقده قيمته الحقيقية ويبطله ، فلا يجني صاحبه إلاّ الجهد والعناء .

ولذا .. فإنّ الاجر والثواب لا يتحققان حسب المقدار المؤدّى من الافعال ، ولكن بقدر اخلاص النيّة المتركزة في هذا الفعل، وبمدى تطابقه مع إرادة الله سبحانه ، إرادة الحق والخير .

ومن هنا جاء في الحديث الشريف : " إذا أحسن أحدكم إسلامه فكلّ حسنة يفعلها تُكتَب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وكلّ سيِّئة يفعلها تُكتَب بمثلها " . وجاء أيضاً في حديث آخر : "أخْلِص النيّة يكفكَ العمل القليل " .

وقد روت كتب السيرة قصة الأصيرم واسمه عمرو بن ثابت بن وقش، الذي كان يأبى الإسلام على قومه، فجاء ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأُحد فقال: أين سعد بن معاذ؟ فقيل: بأحد، فقال: أين بنو أخيه؟ قيل: بأحد: فسأل عن قومه فقيل: بأحد, فبدا له الإسلام فأسلم، وأخذ سيفه، ورمحه، وأخذ لأمته، وركب فرسه فعدا حتى دخل في عرض الناس، فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عمرو، قال: إني قد آمنت، فقاتل حتى أثخنته الجراحة، فبينما رجال من بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذ هم به، فقالوا: والله إن هذا الأصيرم، ما جاء به؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الحديث، فسألوه: ما جاء بك؟ أحدب على قومك أم رغبة في الإسلام؟ فقال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله تعالى ورسوله، وأسلمت ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قاتلت حتى أصابني ما أصابني، وإن مت فأموالي إلى محمد يضعها حيث شاء، فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « إنه من أهل الجنة ». وقيل: مات فدخل الجنة وما صلى من صلاة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « عَمِل قليلاً وأُجر » وكان أبو هريرة يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة ولم يصل قط، فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو؟ قال: هو أصيرم بن عبد الأشهل..

وقد كان السلف رحمهم الله تعالى حريصين أشد الحرص على تصحيح النية وأن لا تكون إلا لله تعالى ، فكانوا لا يقولون قولاً ولا يعملون عملاً إلا بعد استحضار نيته فجعلت البركة في أقوالهم وأعمالهم وأعمارهم ، فغدت أقوالهم نوراً يستضاء بها في الظلمات وحكماً تسير بها الركبان وتأنس بها القلوب والأرواح ، وصارت أعمالهم مثلاُ يقتدى بها من بعدهم ، فضربوا أروع الأمثلة في الأعمال لأنهم قبل ذلك ضربوا أروع الأمثلة في تحقيق نياتها وتصحيحها ، فلم يكن السلف يوقعون العمل كيفما اتفق ، لا ، وإنما كانت أعمالهم صادرة عن نيات تنبعث من القلوب الزكية الصافية ، التي امتلأت خشية وإيماناً وتقوى.

وأختتم هذه المقالة في : أن ربّ عمل صغير يستهين به صاحبه ولكن تعظمه النيّة الخالصة لله تعالى .. وربّ عمل كبير يقترن بنيّة مشوبة غير مجرّدة لله تعالى فيسقط من الاعتبار والثواب .

وهكذا .. يستطيع المرء المسلم أن يكون في عبادة دائمة ، وهو يقوم بأعماله كلها، كأنه في معبد متحرك دائم ، مادام يستحضر في نيته أنه يقوم بذلك امتثالا لأمر الله ، وبنية عبادته أياه .


جعلنا الله وأياكم ممن يخلصون النية في اعمالهم لله سبحانه وتعالى ،، فيثابون عليها ،،


م . من مصادر عدة ،، وشكراً لكم ،،
أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2011, 01:52 PM   #70
المشرف العام
 
الصورة الرمزية بنت الاصول
 
تم شكره :  شكر 44,984 فى 14,617 موضوع
بنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضوبنت الاصول نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

جزاكم الله خيرا على ىهذا المجهود الرائع
وجعله الله في موازين اعمالكم

شكرا لكم وبارك الله فيكم
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
بنت الاصول غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ بنت الاصول :
قديم 01-11-2011, 10:31 PM   #71
عضو مجلس الإدارة
 
الصورة الرمزية عبدالله الفـارس
 
تم شكره :  شكر 5,090 فى 2,284 موضوع
عبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ ) (197)

يخبر تعالى أن ( الْحَجَّ ) واقع في ( أشهر معلومات ) عند المخاطبين, مشهورات, بحيث لا تحتاج إلى تخصيص، كما احتاج الصيام إلى تعيين شهره, وكما بين تعالى أوقات الصلوات الخمس.

وأما الحج فقد كان من ملة إبراهيم, التي لم تزل مستمرة في ذريته معروفة بينهم.
والمراد بالأشهر المعلومات عند جمهور العلماء: شوال, وذو القعدة, وعشر من ذي الحجة, فهي التي يقع فيها الإحرام بالحج غالبا.

التوقيع
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
عبدالله الفـارس غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالله الفـارس :
قديم 21-12-2011, 04:04 AM   #72
عضو مجلس الإدارة
 
الصورة الرمزية عبدالله الفـارس
 
تم شكره :  شكر 5,090 فى 2,284 موضوع
عبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]



أركان العبادة: المحبة، والخوف ، والرجاء ؛ قال تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ، (وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ) ، وقد جمعت كلها في سورة الفاتحة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)

التوقيع
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
عبدالله الفـارس غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالله الفـارس :
قديم 21-12-2011, 04:04 AM   #73
عضو مجلس الإدارة
 
الصورة الرمزية عبدالله الفـارس
 
تم شكره :  شكر 5,090 فى 2,284 موضوع
عبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضوعبدالله الفـارس نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]



أركان العبادة: المحبة، والخوف ، والرجاء ؛ قال تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ، (وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ) ، وقد جمعت كلها في سورة الفاتحة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)

التوقيع
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
عبدالله الفـارس غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ عبدالله الفـارس :
قديم 27-12-2011, 07:32 PM   #74
مشرفة سابقة
 
تم شكره :  شكر 8,410 فى 1,855 موضوع
نقــآء نسبة التقييم للعضونقــآء نسبة التقييم للعضونقــآء نسبة التقييم للعضونقــآء نسبة التقييم للعضونقــآء نسبة التقييم للعضونقــآء نسبة التقييم للعضونقــآء نسبة التقييم للعضونقــآء نسبة التقييم للعضونقــآء نسبة التقييم للعضونقــآء نسبة التقييم للعضونقــآء نسبة التقييم للعضو

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

قال الله تعـآلى ."وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(25)" .
هذه الآية فيها مبشّر وفيها مبشر وفيها مبشّر به وفيها سبب للبشارة.
أما المبشِر: فهو النبي صلى الله عليه وسلم، ومن يقوم مقامه بعده من أمته في الدعوة إلى الدين من أمته.
وأما المبشَّر : فهم المؤمنون .
وأما المبشَّر به : فهي الجنات، على ما وصفها الله جلا وعلا.
وأما أسباب البشارة فهي الإيمان والعمل الصالح.
الشـيـخ صـآلح المغآمسي
التوقيع
نَحْنُ عَلَى’ اَلْأَرْضِ نَبْنِيِ,لِأَرْوَاَحِنَاَ فِيِ السَّمَاَء ,
نقــآء غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ نقــآء :
قديم 28-12-2011, 02:57 PM   #75
عضو رائع
 
تم شكره :  شكر 3,274 فى 640 موضوع
ســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this pointســاري is an unknown quantity at this point

 

رد: [| تَـأمُـلاَتْ قُـرْأنـيّـةْ |]

جزاكم الله خير
ســاري غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ ســاري :
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:53 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه