العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-12-2010, 10:18 AM   #31
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 83 فى 61 موضوع
جساس is on a distinguished roadجساس is on a distinguished road

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

مشكور على الموضوع الممتاز

التوقيع
جســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــاس
جساس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-12-2010, 11:46 PM   #32
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

( 18 )

عبد الله بن مسعود


أول من جهر بالقرآن



إنه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-،
كان مولى لعقبة بن أبي معيط، يرعى غنمه في شعاب مكة،
فمرَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الصديق -رضي الله عنه- ذات يوم،
فقال له النبي : (يا غلام هل من لبن؟).

فقال عبد الله: نعم، ولكني مؤتمن،
فقال له رسول الله : (فهل من شاة حائل لم ينـز عليها الفحل). فقال: نعم،
ثم أعطاه شاة ليس في ضرعها لبن، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرعها بيده الشريفة،
وهو يتمتم ببعض الكلمات، فنزل اللبن بإذن الله، فحلبه الرسول بيده في إناء،
وشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال النبي للضرع: (اقلص)،
فجف منه اللبن، فقال عبد الله في دهشة وتعجب: علمني من هذا القول الذي قلته.
فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في رفق ومسح على رأسه، وصدره وقال له:
(إنك غُليِّم معلم)، ثم تركه وانصرف. [أحمد].


سرت أنوار الهداية في عروق ابن مسعود، فعاد إلى سيده بالغنم،
ثم أسرع إلى
مكة يبحث عن ذلك الرجل وصاحبه حتى وجده، وعرف أنه نبي مرسل،
فأعلن
ابن مسعود إسلامه بين يديه، وكان بذلك سادس ستة يدخلون في الإسلام،

وذات يوم، اجتمع أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، فقالوا:
والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط،
فمن رجل يسمعهموه؟ فقام عبد الله، وقال: أنا. فقالوا له:
إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه.
قال: دعوني، فإن الله سيمنعني. ثم ذهب إلى الكعبة،
وكان في وقت الضحى، فجلس ورفع صوته بالقرآن، وقرأ مسترسلاً: (بسم الله الرحمن الرحيم. الرحمن . علم القرآن) [الرحمن: 1-2]،
فنظر إليه أهل مكة في تعجب ودهشة، فمن يجرؤ على أن يفعل ذلك في ناديهم؟
وأمام أعينهم؟! فقالوا في دهشة: ماذا يقول ابن أم عبد؟!


ثم أنصتوا جيدًا إلى قوله، وقالوا في غضب: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد،
ثم قاموا إليه، وضربوه ضربًا شديدًا، وهو يستمر في قراءته حتى أجهده الضرب،
وبلغ منه الأذى مبلغًا عظيمًا، فكفَّ عن القراءة،
فتركه أهل مكة وهم لا يشكون في موته، فقام إليه أصحابه،
وقد أثَّر الضرب في وجهه وجسده، فقالوا له:
هذا الذي خشينا عليك. فقال: ما كان أعداء الله أهون عليَّ منهم الآن،
ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدًا
(أي أفعل ذلك مرة أخرى)، قالوا: لا، لقد أسمعتهم ما يكرهون.


وهاجر ابن مسعود الهجرتين، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بينه وبين الزبير بن العوام -رضي الله عنه- في المدينة،
وكان ابن مسعود من أحرص المسلمين على الجهاد في سبيل الله،
شارك في جميع غزوات المسلمين، ويوم بدر ذهب عبد الله إلى رسول الله
مبشرًا له، وقال: يا رسول الله، أني قتلت أبا جهل، ففرح بذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام،
ووهبه سيف
أبي جهل مكافأة له على ذلك.

وكان ابن مسعود أعلم أصحاب رسول الله بقراءة القرآن، ومن أنداهم صوتًا به،
ولذا كان رسول الله يقول:
(استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود،
وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [البخاري].

وقال صلى الله عليه وسلم:
(من سره أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد) [البزار].


وكان رسول الله عليه السلام يحب سماع القرآن منه، فقال له ذات مرة:
(اقرأ عليَّ)، فقال عبد الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟
قال: (أني أحب أن أسمعه من غيري)، فقرأ ابن مسعود من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى:
(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا) [النساء: 14]،
فبكى رسول الله ( وقال: (حسبك الآن) [البخاري].

وكان ابن مسعود يقول: أخذت من فم رسول الله عليه الصلاة والسلام سبعين سورة.
وكان يقول عن نفسه كذلك: أني لأعلم الصحابة بكتاب الله،
وما أنا بخيرهم، وما في كتاب الله سورة ولا آية إلا وأنا أعلم فيما نزلت ومتى نزلت.

وكان عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- يقول:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة،
فلما كان العام الذي مات فيه النبي عليه الصلاة والسلام
عرضه عليه مرتين، وحضر ذلك عبد الله بن مسعود،
فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل.

وقال حذيفة -رضي الله عنه-:
لقد علم المحفظون من أصحاب رسول الله أن عبد الله بن مسعود كان من أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة،
وأعلمهم بكتاب الله. وكان عبد الله شديد الحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم،
وظل ملازمًا للنبي ، يسير معه حيث سار، يخدم النبي ،
يلبسه نعله، ويوقظه إذا نام، ويستره إذا اغتسل.


وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحبه ويقربه منه، ويدنيه ويقول له:
(إذنك عليَّ أن يرفع الحجاب، وأن تستمع سوادي (أسراري) حتى أنهاك) [مسلم].
فسمي عبد الله بن مسعود منذ ذلك اليوم بصاحب السواد والسواك،
وقد بشره رسول الله بالجنة، وكان يقول عنه:
لو كنت مؤمرًا أحدًا (أي مستخلفًا أحدًا) من غير مشورة منهم
لأمرت (أي استخلفت) عليهم ابن أم عبد) [الترمذي].

وقال عليه الصلاة والسلام:
(وتمسكوا بعهد ابن مسعود) _[الترمذي]، وروي عنه عليه السلام أنه قال:
(رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد) [الحاكم].


ويروى أن رسول الله أمر عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها،
فلما رأى أصحابه ساقيه ضحكوا، فقال صلى الله عليه وسلم:
(ما تضحكون؟ لَرِجْلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد)

[أحمد وابن سعد وأبو نعيم].

وفي خلافة الفاروق -رضي الله عنه- أرسل عمر إلى أهل الكوفة
عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما-،
وقال: عمار أمير، وابن مسعود معلم ووزير، ثم قال لأهل الكوفة:
لقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي.
وجاء رجل من أهل الكوفة إلى عمر في موسم الحج، فقال له:
يا أمير المؤمنين، جئتك من الكوفة، وتركت بها رجلاً يحكى المصحف عن ظهر قلب.
فقال عمر: ويحك؛ ومن هو؟ فقال الرجل: هو عبد الله بن مسعود.
فقال عمر: والله، ما أعلم من الناس أحدًا هو أحق بذلك منه.


وكان عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عالما حكيمًا،
ومن أقواله المأثورة قوله:
أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به،
وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة.
وكان -رضي الله عنه- يقول: أني لأمقت (أكره) الرجل إذ أراه فارغًا،
ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة.

وعندما مرض عبد الله بن مسعود مرض الموت،
دخل عليه أمير المؤمنين

عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يزوره، وقال له: أنأمر لك بطبيب؟
فقال
عبد الله: الطبيب أمرضني.
فقال عثمان: نأمر لبناتك بمال، وكان عنده تسع بنات،
فقال عبد الله: لا، أني علمتهن سورة، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(من قرأ سورة الواقعة لا تصيبه الفاقة أبدًا) [ابن عساكر].


ويلقى ابن مسعود ربه على ذلك الإيمان الصادق، واليقين الثابت،
طامعًا فيما
عند الله، زاهدًا في نعيم الدنيا الزائف،
فيموت -رضي الله عنه- سنة (32 هـ)، وعمره قد تجاوز (60) عامًا ويدفن بالبقيع.
وقد روى ابن مسعود -رضي الله عنه- كثيرًا من أحاديث رسول الله،
وروى عنه بعض الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم-.
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-12-2010, 03:18 AM   #33
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جساس مشاهدة المشاركة  

مشكور على الموضوع الممتاز

 
جزاك الله خير أيها الكريم

أشكر لك تواجدك العطر
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-12-2010, 03:48 PM   #34
عضو مميز
 
الصورة الرمزية بارق الشمال
 
تم شكره :  شكر 782 فى 447 موضوع
بارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud ofبارق الشمال has much to be proud of

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

رضي الله عن الصحابة أجمعين وأمهات المؤمنين و كل من تبعهم وسار على أثرهم واقتدى بهديهم

اللهم شلَّ أركان ولسان من تطاول عليهم أو على عبادك الذين يرجون رحمتك ويخشون عذابك وشكك في دينهم ونياتهم
اللهم انتقم ممن طعن في دين أي أحدٍ منهم وانتقم ممن رضي لهم وسكت عن تجاوزاتهم وقذفهم عاجلاً غير آجل .

,

وجزاك الله خير

الأخ الفاضل أسد نجد

على تذكيرنا بهذه السير العطِرة
التوقيع
,
,

( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ) سورة الأنعام الآية : 104
اللهم اجعلنا ممن عَلِمنا فعَمِلنا وبَلَّغنا :

هذه الأحكام شرعية أضعها لكم لأهميتها وإبراءً للذمة فأنصحك أخي / أختي في الله قراءتها وتطبيقها طاعةً لأوامر الله عز و جلَّ .



جزى الله الأخ فارس القصيم خير الجزاء على نقل الفتاوى ..
,

,
يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك,
بارق الشمال غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ بارق الشمال :
قديم 14-12-2010, 04:49 PM   #35
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بارق الشمال مشاهدة المشاركة  

رضي الله عن الصحابة أجمعين وأمهات المؤمنين و كل من تبعهم وسار على أثرهم واقتدى بهديهم

اللهم شلَّ أركان ولسان من تطاول عليهم أو على عبادك الذين يرجون رحمتك ويخشون عذابك وشكك في دينهم ونياتهم
اللهم انتقم ممن طعن في دين أي أحدٍ منهم وانتقم ممن رضي لهم وسكت عن تجاوزاتهم وقذفهم عاجلاً غير آجل .

,

وجزاك الله خير

الأخ الفاضل أسد نجد

على تذكيرنا بهذه السير العطِرة

 
اللهم آمين

وجزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل بارق الشمال

أشكر لك تشريفك ...
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-12-2010, 10:26 PM   #36
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

( 19 )



صهيب الرومي

سابق الروم



إنه الصحابي الجليل صهيب بن سنان الرومى، وقد كان صهيب في بداية حياته

غلامًا صغيرًا يعيش في العراق في قصر أبيه الذي ولاه كسرى ملك الفرس

حاكمًا على الأُبُلَّة (إحدى بلاد العراق)، وكان من نسل أولاد النمر بن قاسط

من العرب، وقد هاجروا إلى العراق منذ زمنٍ بعيد، وعاش سعيدًا ينعم بثراء أبيه وغناه عدة سنوات.

وذات يوم، أغار الروم على الأبلة بلد أبيه، فأسروا أهلها، وأخذوه عبدًا،

وعاش العبد العربي وسط الروم، فتعلم لغتهم، ونشأ على طباعهم،

ثم باعه سيده لرجل من مكة يدعى عبد الله بن جدعان،
فتعلم من سيده الجديد فنون التجارة، حتى أصبح ماهرًا فيها،
ولما رأى عبد الله بن جدعان منه الشجاعة والذكاء والإخلاص في العمل،
أنعم عليه فأعتقه.

وعندما أشرقت في مكة شمس الإسلام، كان صهيب ممن أسرع لتلبية نداء الحق،

فذهب إلى دار الأرقم، وأعلن إسلامه أمام رسول الله ، ولم يَسْلَم صهيب

من تعذيب مشركي مكة، فتحمل ذلك في صبر وجلد؛ ابتغاء مرضاة الله وحبًّا

لرسوله، وهاجر النبي بعد أصحابه إلى المدينة، ولم يكن صهيب قد هاجر

بعد، فخرج ليلحق بهم، فتعرض له أهل مكة يمنعونه من الهجرة؛ لأنهم رأوا

أن ثراء صهيب ليس من حقه، لأنه جاء إلى بلادهم حينما كان عبدًا فقيرًا،

فلا يحق له أنه يخرج من بلادهم بماله وثرائه، وصغر المال في عين صهيب،

وهان عليه كل ما يملك في سبيل الحفاظ على دينه، فساومهم على أن يتركوه

ويأخذوا ماله، ثم أخبرهم بمكان المال، وقد صدقهم في ذلك، فهو لا يعرف الكذب أو الخيانة.

وكان صهيب تاجرًا ذكيًّا، فتاجر بماله ونفسه في سبيل مرضاة ربه،
فربح بيعه، وعظم أجره، واستحق أن يكون أول ثمار الروم في الإسلام،
واستحقَّ ما روي عن رسول الله أنه قال: (صهيب سابق الروم) [ابن سعد].

وشارك صُهيب في جميع غزوات الرسول، فها هو ذا يقول: لم يشهد رسول الله

مشهدًا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر

سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزوة قط إلا كنت فيها عن يمينه أو

شماله، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت

وراءهم، وما جعلت رسول الله بيني وبين العدو قط حتى تُوُفِّي.

وواصل جهاده مع الصديق ثم مع الفاروق عمر -رضي الله عنهما-، وكان بطلا

شجاعًا، وكان كريمًا جوادًا، يطعم الطعام، وينفق المال، قال له عمر

-رضي الله عنه- يومًا: لولا ثلاث خصال فيك يا صهيب، ما قدمت عليك أحدًا،

أراك تنتسب عربيًّا ولسانك أعجمي، وتُكنى بأبي يحيي، وتبذر مالك.

فأجابه صهيب: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي

بأبي يحيى، فإن رسول الله كناني بأبي يحيى فلن أتركها، وأما انتمائي

إلى العرب، فإن الروم سبتني صغيرًا، فأخذت لسانهم (لغتهم)، وأنا رجل من النمر بن قاسط.[ابن سعد].

وكان عمر -رضي الله عنه- يعرف لصهيب فضله ومكانته، فعندما طُعن

-رضي الله عنه- أوصى بأن يصلي صهيب بالناس إلى أن يتفق أهل الشورى على

أحد الستة الذين اختارهم قبل موته للخلافة؛ ليختاروا منهم واحدًا،

وكان صهيب طيب الخلق، ذا مداعبة وظُرف، فقد رُوي أنه أتى المسجد يومًا

وكانت إحدى عينيه مريضة، فوجد الرسول وأصحابه جالسين في المسجد،

وأمامهم رطب، فجلس يأكل معهم، فقال له النبي مداعبًا:

(تأكل التمر وبك رمد؟) فقال صهيب: يا رسول الله، أني أمضغ من ناحية أخرى

(أي: آكل على ناحية عيني الصحيحة). [ابن ماجه]، فتبسم رسول الله.

وظل صهيب يجاهد في سبيل الله حتى كانت الفتنة الكبرى، فاعتزل الناس،

واجتنب الفتنة، وأقبل على العبادة حتى مات -رضي الله عنه-

بالمدينة سنة (38هـ)، وعمره آنذاك (73) سنة، ودفن بالبقيع.

وقد روى صهيب -رضي الله عنه- عن النبي أحاديث كثيرة، وروى عنه بعض

الصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم أجمعين-.

-----------------------------------
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-12-2010, 09:02 PM   #37
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

( 20 )

عـمـرو بـن الـعـاص

فاتح مـصـر



إنه الصحابي الجليل عمرو بن العاص بن وائل السهمي -رضي الله عنه-

أحد فرسان قريش وأبطالها، أذكى رجال العرب، وأشدهم دهاءً وحيلة،

أسلم قبل فتح مكة، وكان سبب إسلامه أنه كان كثير التردد على الحبشة،

وكان صديقًا لملكها النجاشي، فقال له النجاشي ذات مرة: يا عمرو،

كيف يعزب عنك أمر ابن عمك؟ فوالله إنه لرسول الله حقًا. قال عمرو:

أنت تقول ذلك؟ قال: أي والله، فأطعني. [ابن هشام وأحمد].

فخرج عمرو من الحبشة قاصدًا المدينة، وكان ذلك في شهر صفر

سنة ثمان من الهجرة، فقابله في الطريق خالد بن الوليد

وعثمان بن طلحة، وكانا في طريقهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فساروا جميعًا إلى المدينة، وأسلموا بين يدي رسول الله ، وبايعوه.

أرسل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم يومًا فقال له:
(خذ عليك ثيابك، وسلاحك، ثم ائتني)، فجاءه، فقال له رسول الله :
(أني أريد أن أبعثك على جيش، فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك رغبة صالحة من المال).

فقال: يا رسول الله،
ما أسلمتُ من أجل المال، ولكنى أسلمتُ رغبة في الإسلام، ولأن أكون مع رسول الله . فقال صلى الله عليه وسلم:
(نعم المال الصالح للرجل الصالح) [أحمد].

وكان عمرو بن العاص مجاهدًا شجاعًا يحب الله ورسوله،
ويعمل على رفع لواء الإسلام ونشره في مشارق الأرض ومغاربها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعرف لعمرو شجاعته وقدرته الحربية، فكان يوليه قيادة بعض الجيوش والسرايا،
وكان صلى الله عليه وسلم يحبه ويقربه، ويقول عنه:
(عمرو بن العاص من صالحي قريش، نعم أهل البيت أبو عبد الله، وأم عبد الله، وعبد الله) [أحمد].

وقال صلى الله عليه وسلم :
(ابنا العاص مؤمنان، عمرو وهشام) [أحمد والحاكم].

وقد وجه رسول الله سرية إلى ذات السلاسل في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة،
وجعل أميرها عمرو بن العاص رضي الله عنه،

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص واليًا على عُمان،
فظل أميرًا عليها حتى توفي النبي عليه الصلاة والسلام
وشارك عمرو بن العاص في حروب الردة وأبلى فيها بلاءً حسنًا.

وفي عهدالفاروق عمر تولى عمرو بن العاص إمارة فلسطين،

وكان عمر رضي الله عنهما يحبه ويعرف له قدره وذكاءه، فكان يقول عنه:

ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلا أميرًا. [ابن عساكر]،

وكان عمر إذا رأى رجلاً قليل العقل أو بطيء الفهم يقول:

خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد.

وكان عمرو يتمنى أن يفتح الله على يديه مصر، فظل يحدث عمر بن الخطاب عنها،
حتى أقنعه، فأمَّره الفاروق قائدًا على جيش المسلمين لفتح مصر

وتحريرها من أيدي الروم، فسار عمرو بالجيش واستطاع بعد كفاح طويل أن يفتحها،
ويحرر أهلها من ظلم الرومان وطغيانهم، ويدعوهم إلى دين الله عز وجل،
فيدخل المصريون في دين الله أفواجًا.

وأصبح عمرو بن العاص واليًا على مصر بعد فتحها فأنشأ مدينة الفسطاط،
وبنى المسجد الجامع الذي يعرف حتى الآن باسم جامع عمرو،
وكان شعب مصر يحبه حبًا شديدًا، وينعم في ظله بالعدل والحرية ورغد العيش،

وكان عمرو يحب المصريين ويعرف لهم قدرهم، وظل عمرو بن العاص واليًا على مصر
حتى عزله عنها عثمان ابن عفان -رضي الله عنهما-،

ثم توفي عثمان، وجاءت الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما-

فوقف عمرو بن العاص بجانب معاوية، حتى صارت الخلافة إليه.

فعاد عمرو إلى مصر مرة ثانية، وظل أميرًا عليها حتى حضرته الوفاة،

ومرض مرض الموت، فدخل عليه ابنه عبد الله -رضي الله عنهما-، فوجده يبكي،

فقال له: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله بكذا؟ أما بشرك رسول الله بكذا؟

فأقبل بوجهه فقال: أني كنت على أطباق ثلاث (أحوال ثلاث) ،

لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله مني، ولا أحب إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته،
فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.

فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه،
قال فقبضت يدي، فقال: (مالك يا عمرو؟) قال: قلت:

أردت أن أشترط: قال: (تشترط بماذا؟) قلت: أن يغفر لي،
قال صلى الله عليه وسلم:
(أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟
وأن الحج يهدم ما كان قبله؟)، وما كان أحد أحب إلي من رسول
الله ولا أجل في عيني منه،
وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له،

ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له،

ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة.

ثم ولينا أشياء ما أدرى ما حالي فيها، فإذا أنا مت، فلا تصحبني
نائحة ولا نار،
فإذا دفنتموني فشنوا على التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور
(الوقت الذي تذبح فيه ناقة)، ويقسم لحمها؛ حتى أستأنس بكم،
وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي [مسلم].

وتوفي عمرو -رضي الله عنه- سنة (43 هـ)، وقد تجاوز عمره (90) عامًا،
وقد روى عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم (39) حديثًا.

---------------------------------------
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-12-2010, 08:05 PM   #38
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

( 21 )


خالد بن الوليد

سيف الله المسلول



إنه خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، القائد العبقري

الذي لا تزال خططه الحربية في معاركه مثار إعجاب الشرق والغرب،

وكان خالد قبل أن يسلم يحارب الإسلام والمسلمين، وقاد جيش المشركين

يوم أحد، واستطاع أن يحوِّل نصر المسلمين إلى هزيمة بعد أن هاجمهم

من الخلف، عندما تخلى الرماة عن مواقعهم، وظل خالد على شركه حتى كان

عام الحديبية، فأرسل إليه أخوه الوليد بن الوليد كتابًا، جاء فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فأني لم أر أعجب من ذهاب رأيك

عن الإسلام، وعقلك عقلك!! ومثل الإسلام لا يجهله أحد، وقد سألني رسول

الله صلى الله عليه وسلم عنك، فقال: (أين خالد؟) فقلت: يأتي الله به،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(مثله جهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين كان خيرًا له).

فاستدرك يا أخي ما فاتك، فقد فاتك مواطن صالحة.

فلما قرأ خالد كتاب أخيه، انشرح صدره للإسلام، فخرج فلقى عثمان

بن طلحة، فحدثه أنه يريد الذهاب إلى المدينة، فشجعه عثمان على ذلك،

وخرجا معًا، فقابلهما عمرو بن العاص، وعرفا منه أنه يريد الإسلام أيضًا،

فتصاحبوا جميعًا إلى المدينة؛ وكان ذلك في نهاية السنة السابعة

من الهجرة، فلما قدموا على النبي رحب بهم، فأعلنوا إسلامهم،

فقال صلى الله عليه وسلم لخالد:

(قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير) [ابن سعد].

فقال خالد: استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله.

فقال: (إن الإسلام يجّب (يزيل) ما كان قبله،

اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ماأوضع منه من صد عن سبيلك)[ابن سعد].

ومنذ ذلك اليوم وخالد يدافع عن راية الله، ويجاهد في كل مكان

لإعلاء كلمة الحق، وخرج مع جيش المسلمين المتجه إلى مؤتة تحت إمارة

زيد بن حارثة، ويوصى الرسول:

(إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة) [البخاري]،

فلما قتل الثلاثة وأصبح الجيش بلا أمير، جعل المسلمون خالدًا أميرهم،

واستطاع خالد أن يسحب جيش المسلمين وينجو به.

وفي فتح مكة، أرسله رسول الله إلى بيت العزى، وكان بيتًا عظيمًا لقريش

ولقبائل أخرى، فهدمه خالد وهو يقول:

يَا عِزّ كُفْرَانَكَ لا سُبْحَانَكْ أني رَأيْتُ اللَّهَ قَــدْ أَهَانَكْ ويوم حنين،

كان خالد في مقدمة جيش المسلمين، وجرح في هذه المعركة، فأتاه الرسول

ليطمئن عليه ويعوده، ويقـال: إنـه نـفـث في جرحه فشفي بإذن الله.

واستمر خالد في جهاده وقيادته لجيش المسلمين بعد وفاة الرسول،

فحارب المرتدين ومانعي الزكاة، ومدعي النبوة، ورفع راية الإسلام

ليفتح بها بلاد العراق وبلاد الشام، فقد كان الجهاد هو كل حياته،

وكان يقول: ما من ليلة يهدى إليَّ فيها عروس أنا لها محب أحب إلي من

ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو.[أبو يعلي].

وكان خالد مخلصا في جهاده، ففي حرب الروم قام في جنده خطيبًا،

وقال بعد أن حمد الله:

إن هذا يوم من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي،

أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم.

وكان خالد بن الوليد دائمًا يطمع في إسلام من يحاربه، فكان يدعوهم

إلى الإسلام أولاً، فهو يحب للناس الإيمان ولا يرضي لهم دخول النار،

فإن أبوا فالجزية ثم الحرب.

وكان اسم خالد يسبقه في كل مواجهة له مع أعداء الإسلام،

وكان الجميع يتعجبون من عبقريته، وقوة بأسه في الحرب،

ففي معركة اليرموك خرج (جرجة) أحد قادة الروم من صفوف جنده،

وطلب من خالد الحديث معه، فخرج إليه خالد، فقال جرجة:

أخبرني فاصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم

لا يخادع، هل أنزل الله على نبيكم سيفًا من السماء فأعطاه لك فلا تسله

على أحد إلا هزمتهم؟ فقال خالد: لا.

فسأله جرجة: فبم سميت سيف الله؟ فردَّ عليه خالد قائلاً:

إن الله بعث فينا نبيه محمدًا فدعانا للإسلام فرفضنا دعوته، وعذبناه،

وحاربناه، ثم هدانا الله فأسلمنا، فقال الرسول :

(أنت سيف من سيوف الله، سلَّه الله على المشركين)، ودعا لي بالنصر،

فسميت سيف الله بذلك، فأنا من أشد المسلمين على المشركين.

ثم سأله جرجة عن دعوته، وعن فضل من يدخل في الإسلام، وبعد حوار طويل

بينهما شرح الله صدر جرجة للإسلام، فأسلم وتوضَّأ وصلى ركعتين مع خالد

بن الوليد، ثم حارب مع صفوف الإيمان، فأنعم الله عليه بالشهادة

في سبيله عز وجل.

وعندما تولى الفاروق عمر الخلافة، عزل خالد من القيادة، وولَّى قيادة

الجيش أبا عبيدة بن الجراح، فحارب خالد تحت راية الحق جنديًّا مخلصًا

مطيعًا لقائده لا يدخر جهدًا ولا رأيًّا في صالح الدين ونصرة الحق،

فكان نِعمَ القائد ونعم الجندي.

وظل خالد يجاهد في سبيل ربه حتى مرض مرض الموت،

فكان يبكي على فراش الموت،

ويقول: لقد حضرت كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف

أو طعنة برمح أو رمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما

يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء. وتوفي رضي الله عنه بحمص من أرض

الشام سنة (21 هـ).
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-12-2010, 10:16 PM   #39
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16,431 فى 4,678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

( 22 )


خباب بن الأرت


أول من أظهر إسلامه


إنه الصحابي خباب بن الأرت -رضي الله عنه-، ولد في قبيلة تميم،

وأُسر في مكة، فاشترته أم أنمار بنت سباع، وكان صانِعًا للسيوف،

يبيعها ويأكل من عمل يده، فلما سمع عن الإسلام أسرع إلى النبي

ليسمع منه عن هذا الدين الجديد، فشرح الله صدره، ثم أعلن إسلامه

ليصبح من أوائل المسلمين.

وتعرض خباب لشتى ألوان العذاب، لكنه تحمل وصبر في سبيل الله،

فقد كانوا يضعون الحديد المحمي على جسده فما يطفئ النار إلا الدهن

الموجود في ظهره، وقد سأله عمر بن الخطاب يومًا عما لقى من المشركين،

فقال خباب: يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهري، فنظر عمر، فقال:

ما رأيت كاليوم، قال خباب: لقد أوقدت لي نار، وسحبت عليها فما أطفأها

إلا ودك ظهري (أي دهن الظهر).

وذات يوم كثر التعذيب على خباب وإخوانه المسلمين المستضعفين،

فذهب مع بعض أصحابه إلى رسول الله ، وكان متكئًا في ظل الكعبة،

وقالوا: يا رسول الله ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال لهم رسول الله:

(قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين،
ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه،
والله ليتمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) [البخاري].


فزاد كلام النبي خبابًا وأصحابه إيمانًا بنصر الله، وإصرارًا على دعوتهم،

فصبروا واحتسبوا ما يحدث لهم عند الله -عز وجل-.

وكانت أم أنمار تأخذ الحديد الملتهب ثم تضعه فوق رأس خباب

الذي كان يتلوى من شدة الألم، ولكن الله أخذ بحق خباب من هذه المرأة

المشركة حيث أصيبت بسعار جعلها تعوي مثل الكلاب، ولا علاج لها إلا

أن تكوى رأسها بالنار، فكان الجزاء من جنس العمل.

وأحب خباب إسلامه حبًّا شديدًا، جعله يضحي من أجله بأغلى ما يملك

من نفس ومال، فقد ذهب إلى العاص بن وائل أحد المشركين الكافرين

ليطلب منه ثمن السيوف التي صنعها له قبل ذلك، فيقول له العاص :

لا أعطيك شيئًا حتى تكفر بدين محمد، فرد عليه خباب : لا، والله لا أكفر

بمحمد حتى تموت ثم تبعث، فقال له العاص مستهزءًا وساخرًا: فأني إذا

مت ثم بعثت، جئتني يوم القيامة، ولي هناك مال وولد فأعطيك؟!

فأخبر خباب النبي بذلك، فأنزل الله قرآنا كريمًا يذم فيه هذا المشرك،

قال تعالى:

(أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لآوتين مالا)[مريم: 77]_ [ابن سعد والبخاري].

وأحب خباب العلم، وحرص على سماع القرآن ونشره بين إخوانه المسلمين،

ففي أيام الدعوة الأولى كان خباب يدرس القرآن مع سعيد بن زيد

وزوجته فاطمة بنت الخطاب، عندما دخل عليهم عمر بن الخطاب.

وجاءت الهجرة، فأسرع خباب ملبيًّا أمر النبي ، فهاجر إلى المدينة،

وهناك آخى الرسول بينه وبين تميم مولى خراس بن الصمة رضي الله عنهما،

وشارك خباب في جميع غزوات الرسول ، وأظهر فيها شجاعة وفروسية،

وظلَّ محبًّا للجهاد في سبيل الله، وشارك خباب في الفتوحات أيام

أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-.

ثم نزل خباب في الكوفة وبنى لنفسه بيتا متواضعًا عاش فيه حياة زاهدة،

وبالرغم من هذه الحياة البسيطة، كان يعتقد أنه أخذ من الدنيا الكثير،

فكان يبكى على بسط الدنيا له، وكان يضع ماله كله في مكان معروف

في داره لكي يأخذ منه كل محتاج من أصحابه الذين يدخلون عليه،

وفي مرضه الذي مات فيه دخل عليه بعض الصحابة، فقالوا له:

أبشر يا أبا عبد الله، ترد على محمد الحوض، فأشار خباب

إلى أعلى بيته وأسفله قائلاً: كيف بهذا؟! وقد قال رسول الله :

(أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب)[ابن ماجه]،

ولقد رأيتني مع رسول الله ما أملك درهمًا، وإن في جانب بيتي (الآن)

لأربعين ألف درهم.

وطلب خباب كفنه، فلما رآه بكى، وقال: لكن حمزة -رضي الله عنه-

لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء إذا جعلت على رأسه قلصت (انضمت)

عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مدت على رأسه،

وجعل على قدميه الإذخر.

ودخل عليه بعض أصحابه فقال لهم: إن في هذا التابوت (الصندوق)

ثمانين ألف درهم، والله ما شددت لها من خيط ولا منعتها من سائل،

ثم بكى، فقالوا: ما يبكيك؟

قال: أبكى أن أصحابي مضوا ولم تنقصهم الدنيا شيئًا، وإنا بقينا

بعدهم حتى لم نجد لها موضعًا إلا التراب. وفي عام (37 هـ) صعدت روح

خباب إلى بارئها ودفن بالكوفة، ولما عاد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-

من معركة صفين، مر بقبر خباب؛ فقال: رحم الله خبابًا، أسلم راغبًا،

وهاجر طائعًا، وعاش مجاهدًا، وابتلى في جسمه أحوالاً.

------------------------------
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-12-2010, 12:49 PM   #40
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية شموع
 
تم شكره :  شكر 7,387 فى 1,729 موضوع
شموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

سعد بن عبادة الأنصاري هو سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الخزرجي الأنصاري أبو ثابت، وقيل أبو قيس. وسعد بن عبادة زعيم الخزرج. صحابي أسلم مبكرا، وشهد بيعة العقبة، وعاش إلى جوار رسول الله. ولعلّ سعد بن عبادة ينفرد بين الأنصار جميعا بأنه حمل نصيبه من تعذيب قريش الذي كانت تنزله بالمسلمين في مكة.
البيعة

وذلك بعد أن تمت بيعة العقبة سراً، وأصبح الأنصار يتهيئون للسفر، علمت قريش بما كان من مبايعة الأنصار واتفاقهم مع الرسول على الهجرة إلى المدينة حيث يقفون معه ومن ورائه. جنّ جنون قريش فراحت تطارد الركب المسافر حتى أدركت من رجاله سعد بن عبادة فأخذه المشركون، وربطوا يديه إلى عنقه بشراك رحله وعادوا به إلى مكة، حيث احتشدوا حوله يضربونه وينزلون به ما شاءوا من العذاب.
بعد أن هاجر رسول الله إلى المدينة، سخّر سعد أمواله لخدمة المهاجرين. كان سعد جوادا بالفطرة وبالوراثة فهو ابن عبادة بن دليم بن حارثة الذي كانت شهرة جوده في الجاهلية أوسع من كل شهرة. ولقد صار جود سعد في الإسلام آية من آيات ايمانه، فقد قال الرواة عن جوده هذا: " كانت جفنة سعد تدور مع النبي في بيوته جميعا".
وقالوا: " كان الرجل من الأنصار ينطلق إلى داره، بالواحد من المهاجرين، أو بالاثنين، أو بالثلاثة. وكان سعد بن عبادة ينطلق بالثمانين". من أجل هذا، كان سعد يسأل ربه دائما المزيد من خيره ورزقه.
وكان يقول: " اللهم انه لا يصلحني القليل، ولا أصلح عليه". ومن أجل هذا كان خليقا بدعاء رسول الله له: " اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة".
ولم يضع سعد ثروته وحدها في خدمة الإسلام، بل وضع قوته ومهارته. فقد كان يجيد الرمي، وفي غزواته مع رسول الله كانت فدائيته حازمة وحاسمة. يقول ابن عباس: " كان لرسول الله في المواطن كلها رايتان، مع علي بن أبي طالب راية المهاجرين، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار".
ترشيحه للخلافة

بعد وفاة النبي اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة، والتفوا حول سعد بن عبادة منادين بأن يكون خليفة رسول الله من الأنصار، ولكن عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح رأيا أن أبا بكر أحق بالخلافة بعد رسول الله ، وقد اورد الامام احمد (1/5)(18) مبايعته كالتالي: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه في طائفة من المدينة قال: فجاء فكشف عن وجهه فقبله وقال: فداك أبي وأمي ما أطيبك حياً وميتاً مات محمد ورب الكعبة – وفيه – فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئاً أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنهم إلا ذكره وقال: لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو سلك الناس وادياً، وسلكت الأنصار وادياً سلكت وادي الأنصار ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال – وأنت قاعد-: قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم، فقال له سعد: صدقت نحن الوزراء وأنت الأمراء قالب:قال ابن تيمية في (منهج السنة)(1/536):مرسل حسن

التوقيع
اللهمّ إنا نتوجه إليك بالدعاء فارفع عن أمي ما بها من بلاء :"(
شموع غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ شموع :
قديم 21-12-2010, 12:52 PM   #41
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية شموع
 
تم شكره :  شكر 7,387 فى 1,729 موضوع
شموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

اسمه
[[هو أبي الدَّرْدَاءِ، لقبه عويمر واسمه-مكبر بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك الخزرجي الأنصاري، والدرداء ابنته كنى بها فقامت الكنيه مقام اسمه حتى لا يكاد يعرف الا بها.
إسلامه

أسلم في غزوة بدر، وقيل إنه آخر مَنْ أسلم من الأنصار.ومما يروى في قصة إسلامه، أنه كان عنده صنم في داره، وذات يوم دخل عليه عبد الله بن رواحة ومحمد بن مسلمة، فشاهدا الصنم فكسراه إلى قطع صغيرة، فبدأ أبو الدرداء يجمع القطع المتناثرة من أحجار الصنم، وهو يقول للصنم: ويحك! هلا امتنعت ألا دافعت عن نفسك؟ فقالت زوجته أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد لدفع عن نفسه ونفعها.
فقال أبو الدرداء أعدي لي ماءً في المغتسل، ثم قام فاغتسل، ولبس حلته، ثم ذهب إلى النبي، فنظر إليه ابن رواحة مُقبلا، فقال: يا رسول الله، هذا أبو الدرداء، وما أراه إلا جاء في طلبنا. فأخبره رسول الله أن أبا الدرداء إنما جاء ليسلم، وأن الله وعد رسوله بأن يسلم أبو الدرداء، وبالفعل أعلن أبو الدرداء إسلامه، فكان من خيرة الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم.
حياته بعد إسلامه

وشهد أبو الدرداء مع رسول الله غزوة أحد وغيرها من المشاهد، وعرف بالعفو والسماحة، ويحكى أن رجلا قال له ذات مرة قولاً جارحًا، فأعرض عنه أبو الدرداء ولم يرد عليه، فعلم بذلك عمر بن الخطاب، فغضب وذهب إلى أبي الدرداء وسأله عما حدث فقال: اللهم غفرانًا، أوكل ما سمعنا منهم نأخذهم به (أي نعاقبهم ونحاسبهم عليه)؟!
وكان أبو الدرداء تاجرًا مشهورًا، فلما أسلم تفرغ للعلم والعبادة، ويقول عن إسلامه رضوان الله عليه أسلمت مع النبى وأنا تاجر، وأردت ان تجتمع لى العبادة والتجارة فلم يجتمعا، فتركت التجارة وأقبلت على العباده، وما يسرنى اليوم أن أبيع وأشترى فأربح كل يوم ثلاثمائة دينار، حتى لو يكون حانوتى على باب المسجد، ألا إنى لا أقول لكم: ان الله حرم البيع، ولكنى أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. وصف بالشجاعة، حتى قيل عنه: نعم الفارس عويمر. وكان ينطق بالحكمة، فقيل عنه: حكيم الأمة عويمر.
وكان لأبي الدرداء ثلاثمائة وستون صديقًا، فكان يدعو لهم في الصلاة، ولما سئل عن ذلك قال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكل الله به مَلَكيْن يقولان، ولك بمثل، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة؟!
حفظ أبو الدرداء القرآن في حياة الرسول، وكان ابن عمر يقول لأصحابه: حدثونا عن العاقلين: معاذ بن جبل وأبي الدرداء.
وكان من العابدين الزاهدين، وقد زاره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في بيته فلم ير فيه غير فراش من جلد، وكساء رقيق لا يحميه من البرد، فقال له: رحمك الله، ألم أوسع عليك؟ فقال له أبو الدرداء: أتذكر حديثًا حدثناه رسول الله ؟ قال عمر: أي حديث؟ قال: (ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب) الترمذي. قال: نعم، قال أبو الدرداء: فماذا فعلنا بعده يا عمر؟ حرص أبو الدرداء على العلم، وكان حرصه على العمل بما يعلم أقوى وأشد، وكان ملازمًا للنبي حتى قال عنه الصحابة: أتْبَعُنَا للعلم والعمل أبو الدرداء.
وكان يقول: لن تكون عالمًا حتى تكون متعلمًا، ولن تكون متعلمًا حتى تكون بما علمت عاملاً، إن أخوف ما أخاف إذا وقفت للحساب أن يقال لي: ما عملت فيما علمت؟، وقال: ويل للذي لا يعلم مرة، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات.
وكان يعلِّم الناس القرآن الكريم وسنة رسول الله ،ويحثهم على طلب العلم، ويأخذ بأيديهم إلى الصواب، فيقول لهم: ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجهَّالكم لا يتعلمون؟! تعلموا فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر.
وذات يوم مرَّ أبو الدرداء على أناس يضربون رجلاً ويسبونه، فقال لهم: ماذا فعل؟ فقالوا: أذنب ذنبًا، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في بئر أكنتم تستخرجونه منها؟ قالوا: نعم نستخرجه، قال: فلا تسبوا أخاكم، وأحمدوا الله الذي عافاكم، فقالوا له: ألا تبغضه وتكرهه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي.
ويروى أنه كان مع المسلمين في قبرص، ففتحها الله على المسلمين، وغنموا خيرًا كثيرًا، وكان أبو الدرداء واقفًا مع جبير بن نفير، فمرَّ عليه السبي والأسرى، فبكى أبو الدرداء، فقال له جبير: تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعزَّ الله فيه الإسلام وأهله؟! فقال أبو الدرداء: يا جبير، بينما هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله فلقوا ما ترى! ما أهون العباد على الله إذ هم عصوا!
ويحكى أن يزيد بن معاوية تقدم ليخطب ابنة أبي الدرداء فردَّه، فأعاد يزيد طلبه، فرفض أبو الدرداء مرة ثانية، ثم تقدم لخطبتها رجل فقير عرف بالتقوى والصلاح، فزوجها أبو الدرداء منه، فتعجب الناس من صنيعه، فكان رده عليهم: ما ظنَّكم بابنة أبي الدرداء إذا قام على رأسها الخدم والعبيد وبهرها زخرف القصور، أين دينها يومئذ؟! وكان يقول: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك، وأن تبارى (تنافس) الناس في عبادة الله.
من دعائه "اللهم انى أعوذ بك من شتات القلب " سئل: وما شتات القلب يا أبا الدرداء؟ فأجاب: أن يكون لى في كل واد مال.
وقال رضى الله عنه: من لم يكن غنيا عن الدنيا، فلا دنيا له وقال أيضا: لا تأكل الا طيبا ولا تكسب الا طيبا ولا تدخل بيتك الا طيبا.
حفظه للقرآن

كان من القلائل الذين استطاعوا أن يحفظوا القرآن كاملاً في صدورهم. عَنْ أَنَسٍ: مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَجْمَعِ القُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمُعَإذٌ، وَزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ: جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ سِتَّةٌ، وَهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: مُعَإذٌ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَزَيْدٌ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَأُبَيٌّ، وَسَعْدُ بنُ عُبَيْدٍ.
كَانَتِ الصَّحَابَةُ يَقُوْلُوْنَ: أَرْحَمُنَا بِنَا أَبُو بَكْرٍ، وَأَنْطَقُنَا بِالحَقِّ عُمَرُ، وَأَمِيْنُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، وَأَعْلَمُنَا بِالحَرَامِ وَالحَلاَلِ مُعَإذٌ، وَأَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ، وَرَجُلٌ عِنْدَهُ عِلْمٌ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَتَبِعَهُم عُوَيْمِرُ أَبُو الدَّرْدَاءِ بِالعَقْلِ.
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: لَو أُنْسِيْتُ آيَةً لَمْ أَجِدْ أَحَداً يُذَكِّرُنِيْهَا إِلاَّ رَجُلاً بِبَرْكِ الغَمَادِ، رَحَلْتُ إِلَيْهِ.
وفاته

توفي أبو الدرداء الأنصاري عن عمر يناهز 72 عام حيث توفي عام32هجريا في خلافة سيدنا عثمان بن عفان بمدينة الإسكندرية في مصر

التوقيع
اللهمّ إنا نتوجه إليك بالدعاء فارفع عن أمي ما بها من بلاء :"(
شموع غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ شموع :
قديم 21-12-2010, 01:01 PM   #42
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية شموع
 
تم شكره :  شكر 7,387 فى 1,729 موضوع
شموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

نسبه ونبذه مختصرة
هو جندب بن جنادة من غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، كان أبو ذر ذو بصيرة، وممن يتألهون في الجاهلية ويتمردون على عبادة الأصنام، ويذهبون إلى الايمان بإله خالق عظيم، فما أن سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال إلى مكة.
روي عن سنن الترمذي, الجزء 5 صفحة 669 في :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ ‏"‏ مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ ‏"‏ ‏. وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ‏.


وروى مثله أحمد بن حنبل في مسنده.
إسلامه

أسلم بمكة قديما وقال كنت في الإسلام رابعا ورجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق ثم قدم المدينة.
ويروي أبو ذر قصة إسلامه في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس قال: ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قال: قلنا بلى. قال: قال أبو ذر كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه وإتني بخبره فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت ما عندك فقال والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر فقلت له: لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد قال فمر بي علي فقال كأن الرجل غريب قال: قلت: نعم. قال فانطلق إلى المنزل قال فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء. قال فمر بي علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله بعد. قال: قلت لا. قال: انطلق معي قال: فقال ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة قال: قلت له إن كتمت علي أخبرتك قال: فإني أفعل، قال: قلت له بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه.
فقال له: أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي فقلت له: اعرض علي الإسلام فعرضه فأسلمت مكاني فقال لي يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه فقال يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب علي وقال مثل مقالته بالأمس قال فكان هذا أول إسلام أبي ذر.
تركت هذه الحادثة أثراً سلبياً على نفسية أبي ذر، وعاهد نفسه أن يثأر من قريش، فخرج وأقام بـ"عسفان"، ‏وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام، يعترضهم ويجبرهم على إلقاء أحمالهم، فيقول أبو ذر لهم: لا يمس أحد حبة ‏حتى تقولوا لا إله إلا الله، فيقولون لا إله إلاّ الله، ويأخذون ما لهم.‏ حين رجع أبو ذر إلى قومه، نفّذ وصيّة رسول الله، فدعاهم إلى الله عز وجل، ونبذ عبادة الأصنام والإيمان ‏برسالة محمد، فكان أول من أسلم منهم أخوه أنيس، ثم أسلمت أمهما، ثم أسلم بعد ذلك نصف قبيلة غفار، ‏وقال نصفهم الباقي، إذا قدم رسول الله إلى المدينة، أسلمنا، وهذا ما تم، وجاؤوا فقالوا يا رسول الله: إخوتنا، ‏نسلم على الذي أسلموا عليه، فأسلموا. وفي ذلك قال رسول الله: "غفّار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله".
شهادته

روى البلاذري في كتاب الأنساب : لما أعطى عثمان مروان بن الحكم ما أعطاه، وأعطى الحارث بان الحكم ابن أبي العاص، ثلاثمائة ألف درهم، جعل أبو ذر يقول : بشر الكانزين بعذاب أليم، ويتلو قول الله عز وجل : « والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، فبشرهم بعذاب أليم ».
فرفع ذلك مروان بن الحكم إلى عثمان. فأرسل إلى أبي ذر، ناتلا مولاه : أن انته عما يبلغني عنك. فقال : أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله. وعيب من ترك أمر الله ؟ فوالله، لئن أرضي الله بسخط عثمان، أحب الي، وخير لي، من أن أسخط الله برضاه. فاغضب عثمان ذلك، واحفظه، فتصابر، وكف. وقال عثمان يوما : أيجوز للامام أن يأخذ من المال، فاذا أيسر قضى ؟ فقال كعب الأحبار : لا بأس بذلك ! فقال أبو ذر : يا ابن اليهوديين، أتعلمنا ديننا ؟ فقال عثمان : ما أكثر أذاك لي، وأولعك باصحابي ؟ إلحق بمكتبك، وكان مكتبه بالشام، إلا أنه كان يقدم حاجا، ويسال عثمان الإذن له في مجاورة قبر رسول الله فيأذن له في ذلك، وانما صار مكتبه بالشام، لأنه قال لعثمان حين رأى البناء قد بلغ سلعا، أني سمعت رسول الله يقول : إذا بلغ البناء سلعا، فالهرب، فاذن لي أن آتي الشام فأغزو هناك. فأذن له.
وكان أبو ذر ينكر على معاوية اشياء يفعلها، وبعث اليه معاوية بثلاثمائة دينار، فقال : إن كانت من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا ؟ قبلتها ! وان كانت صلة فلا حاجة لي فيها. وبعث اليه مسلمة الفهري بمائتي دينار، فقال : أما وجدت أهون عليك مني، حين تبعث الي بمال ؟ وردَّها.
وبنى معاوية الخضراء بدمشق، فقال : يا معاوية، إن كانت هذه الدار من مال الله ؟ فهي الخيانة، وان كانت من مالك ؟ فهذا الاسراف. فسكت معاوية، وكان أبو ذر يقول : والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها، والله ما هي في كتاب الله، ولا سنة نبيه. والله اني لأرى حقا يطفأ، وباطلا يحيى، وصادقا يكذب، وأثرة بغير تقى، وصالحا مستأثرا عليه. فقال حبيب بن مسلمة لمعاوية : ان أبا ذر مفسد عليك الشام، فتدارك أهله إن كانت لكم به حاجة. فكتب معاوية إلى عثمان فيه.
ويروى ابن سعد في طبقاته:
عن أبي ذر قال قال النبي يا أبا ذر كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفئ قال قلت إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى ألحق به فقال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك اصبر حتى تلقاني قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا حصين عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر قال فقلت ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله وقال معاوية نزلت في أهل الكتاب قال فقلت نزلت فينا وفيهم قال فكان بيني وبينه في ذلك كلام فكتب يشكوني إلى عثمان.[1]
يروي المسعودي في مروج الذهب : وكان في ذلك اليوم قد أتي عثمان بتركة عبد الرحمن بن عوف الزهري من المال، فنثرت البدر، حتى حالت بين عثمان وبين الرجل الواقف، فقال عثمان : إني لأرجو لعبد الرحمن خيرا، لأنه كان يتصدق، ويقري الضيف، وترك ما ترون. فقال كعب الأحبار : صدقت يا أمير المؤمنين. فشال أبو ذر العصا، فضرب بها رأس كعب ولم يشغله ما كان فيه من الألم، وقال : يا ابن اليهودي، تقول لرجل مات وترك هذا المال إن الله أعطاه خير الدنيا وخير الآخرة، وتقطع على الله بذلك، وانا سمعت النبي يقول : ما يسرني أن أموت، وأدَعَ مايزن قيراطاً. فقال له عثمان : وارِعني وجهك. فقال : أسير إلى مكة. قال : لا والله ؟ قال : فتمنعني من بيت ربي أعبده فيه حتى أموت ؟ قال. إي والله. قال : فالى الشام، قال : لا والله. قال : البصرة. قال : لا والله، فاختر غير هذه البلدان. قال : لا والله ما اختار غير ما ذكرت لك. ولو تركتني في دار هجرتي، ما أردت شيئا من البلدان، فسيرني، حيث شئت من البلاد. قال : فاني مسيرك إلى الربذة. قال : الله أكبر، صدق رسول الله قد أخبرني بكل ما أنا لاق. قال : عثمان : وما قال لك ؟ قال : أخبرني بأني أمنع عن مكة، والمدينة، وأموت بالربذة، ويتولى مواراتي نفر ممن يردون من العراق نحو الحجاز.
جهاده بلسانه

ومضى عهد الرسول ومن بعده عهد أبو بكر وعمر، في تفوق كامل على مغريات الحياة وفتنتها، وجاء عصر عثمان وبدأ يظهر التطلع إلى مفاتن الدنيا ومغرياتها، وتصبح السلطة وسيلة للسيطرة والثراء والترف، رأى أبو ذر ذلك فمد يده إلى سيفه ليواجه المجتمع الجديد، لكن سرعان ما فطن إلى وصية رسول الله: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ).
فكان لابد هنا من الكلمة الصادقة الأمينة، فليس هناك أصدق من أبي ذر لهجة، وخرج أبو ذر إلى معاقل السلطة والثروة معترضا على ضلالها، وأصبح الراية التي يلتف حولها الجماهير والكادحين، وذاع صيته وهتافه يردده الناس أجمعين: (بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة).
وبدأ أبو ذر بالشام، أكبر المعاقل (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه).
ثم ذكر وصية الرسول بوضع الأناة مكان الانقلاب، فيعود إلى منطق الإقناع والحجة، ويعلم الناس بأنهم جميعا سواسية كأسنان المشط، جميعا شركاء بالرزق، إلى أن وقف أمام معاوية يسائله كما أخبره الرسول في غير خوف ولا مداراة، ويصيح به وبمن معه: (أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول وهو بين ظهرانيهم؟؟).
ويجيب عنهم: (نعم أنتم الذين نزل فيكم القرآن، وشهدتم مع الرسول المشاهد)، ويعود بالسؤال: أولا تجدون في كتاب الله هذه الآية: {...وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ******.
فيقول معاوية: (لقد أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب). فيصيح أبو ذر: (لا بل أنزلت لنا ولهم)، ويستشعر معاوية الخطر من أبي ذر فيرسل إلى الخليفة عثمان : (إن أبا ذر قد أفسد الناس بالشام). فيكتب عثمان إلى أبي ذر يستدعيه، فيودع الشام ويعود إلى المدينة، ويقول للخليفة بعد حوار طويل: (لا حاجة لي في دنياكم). وطلب الأذن بالخروج إلى (الربذة). وهناك طالبه البعض برفع راية الثورة ضد الخليفة ولكنه زجرهم قائلا: (والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي).
فأبو ذر لا يريد الدنيا، بل لا يتمنى الإمارة لأصحاب رسول الله ليظلوا روادا للهدى. لقيه يوما أبو موسى الأشعري ففتح له ذراعيه يريد ضمه فقال له أبو ذر: (لست أخيك، إنما كنت أخيك قبل أن تكون واليا وأميرا). كما لقيه يوما أبو هريرة واحتضنه مرحبا، فأزاحه عنه وقال: (إليك عني، ألست الذي وليت الإمارة، فتطاولت في البنيان، واتخذت لك ماشية وزرعا). وعرضت عليه إمارة العراق فقال: (لا والله. لن تميلوا علي بدنياكم أبدا).
مناقبه

كان أبو ذر رابع أربعة، وقيل‏:‏ خامس خمسة في الإسلام، وهو أول من حيا رسول الله بتحية الإسلام. وكان أبو ذر الغفاري من الرجال الذين أحبهم رسول الله ووصفه بصفتين التصقا به وأصبحا يوجهانه في المواقف المختلفة، وهما الصدق والوحدة والتفرد، ولقد دفع الصدق أبا ذر لأن يكون من أكثر الصحابة مجاهرة بالحق مهما عرضه ذلك للأذى فكان من القلائل الذين أعلنوا إسلامهم في قريش، أما الوحدة والتفرد فقد قال عنه رسول الله (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده).
وردت أحاديث في كتب الصحاح في فضل أبي ذرالغفاري ‎ ومناقبه ومنها: عن أبي حرب بن أبي الأسود قال سمعت عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله يقول "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر" رواه الإمام أحمد.
وعن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن حجيرة الأكبر عن أبي ذر قال "قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" رواه مسلم.
وعن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله "إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم" (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك)
وعن المعرور بن سويد قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي "يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم" رواه مسلم.
وعن الأحنف بن قيس قال كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه قال قلت من أنت قال أنا أبو ذر صاحب رسول الله قال قلت ما يفر الناس قال إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله.
وروي أن النبي قال‏:‏ ‏"‏أبو ذر يمشي على الأرض في زهد عيسى ابن مريم‏"‏‏.‏
وروى عنه عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله بن عمر، وابن عباس، وغيرهم من الصحابة، ثم هاجر إلى الشام بعد وفاة أبي بكر، فلم يزل بها حتى ولي عثمان، فاستقدمه لشكوى معاوية منه، فأسكنه الربذة حتى مات بها‏.‏
وقد كان مما حصل بينه وبين عثمان بن عفان خلافا استغله زعماء الفتنة المسلحة وشكلوا منه تهمة برروا بها مع غيرها انتهاكهم حرمة الخلافة وحياة الخليفة –ابن عفان- وصل عثمان بن عفان أخبارا من معاوية أن أبا ذر يفسد الناس بالشام وقد كان ابن عفان قد ولاه على أهل الشام فأرسل إليه الخليفة أن ائتني إلى المدينة، فأتاه أبو ذر وجرى بينهما نقاشا لم يقتنع كل منهم برأي الآخر. فصار هنا روايتين عن التاريخ أحداهما أن الخليفة قرر إبعاده إلى الربذة بعيدا عن المدينة.. والثانية أن أبا ذر هو الذي طلب من الخليفة أن يأذن له أن يخرج إلى الربذة حيث يقضي بقية أيامه هناك وأيا كان الصواب فلقد أحب الخليفة أن يظل عنده في المدينة قائلاً له "ابق معنا تغدو عليك اللقاح وتروح" لكن أبا ذر عرف أن البعد له أفضل وهكذا خرج الغفاري إلى الربذة راضياً وبهدوء حتى نودي لساعة الرحيل. وهناك أيضاً قصة أن بعدما رحل الغفاري إلى الربذة جائه بعض متآمري الكوفة وعرضوا عليه أن يتزعم ثورة مسلحة ضد الخليفة فإذا هو يجيبهم بلفظ زاجر: "والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة أو أطول جبل لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت ذلك خيراً لي" "ولو سيرني ما بين الأفق إلى الأفق، لسمعت وأطعت وصبرت وحتسبت ورأيت ذلك خيراً لي" "ولو ردني إلى منزلي لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت ذلك خيراً لي"
اقتدائه بالرسول

عاش أبو ذرالغفاري ‎ مقتديا بالرسول فهو يقول: (أوصاني خليلي بسبع، أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا، وأمرني أن أصل الرحم، وأمرني أن أقول الحق ولو كان مرا، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله). وعاش على هذه الوصية، ويقول الإمام علي: (لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر).
وكان يقول أبو ذر لمانعيه عن الفتوى: (والذي نفسي بيده، لو وضعتم السيف فوق عنقي، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله قبل أن تحتزوا لأنفذتها).
ورآه صاحبه يوما يرتدي جلبابا قديما فقال له: (أليس لك ثوب غير هذا؟... لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين؟)... فأجابه أبو ذر: (يا بن أخي، لقد أعطيتهما من هو أحوج إليهما مني)... قال له: (والله انك لمحتاج إليهما)...
فأجاب أبو ذر: (اللهم غفرا انك لمعظم للدنيا، ألست ترى علي هذه البردة، ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي عنزة أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل مما نحن فيه؟)...
وفاته

وقد ورد أنه خرج مع رسول الله في غزوة تبوك وكانت راحلته كبيرة فتأخرت في السير فتركها وحمل متاعه وسار خلف الركب فلما أبصره رسول الله قال : رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويدفن وحده ويبعث وحده.
فبقي في (الربذة) جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري، وبجواره زوجته تبكي، فيسألها: (فيم البكاء والموت حق؟)... فتجيبه بأنها تبكي: (لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)... فيبتسم ويطمئنها ويقول لها: لا تبكي، فاني سمعت رسول الله ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: (ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين). وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق منهم غيري، وهأنذا بالفلاة أموت، فراقبي الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فاني والله ما كذبت ولا كذبت). وفاضت روحه إلى الله، وصدق.
توفي أبو ذر سنة اثنتين وثلاثين بالربذة، وصلى عليه عبد الله بن مسعود؛ فإنه كان مع أولئك النفر الذين شهدوا موته، وحملوا عياله إلى عثمان بن عفان م بالمدينة، فضم ابنته إلى عياله، وقال‏:‏ يرحم الله أبا ذر‏.‏ كان آدم طويلاً أبيض الرأس واللحية.

التوقيع
اللهمّ إنا نتوجه إليك بالدعاء فارفع عن أمي ما بها من بلاء :"(
شموع غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ شموع :
قديم 21-12-2010, 01:03 PM   #43
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية شموع
 
تم شكره :  شكر 7,387 فى 1,729 موضوع
شموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

أبو سعيد الخدري هو سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج من الصحابة وهو من ذرية الخزرج الأكبر فقيل له الخزرجي، وهو من الأنصار. أمه أنيسة بنت أبي حارثة من بني عدي النجار. اعتنق أبو سعيد الإسلام باكرا، فكان من الذين أسلموا قبل سن البلوغ.
أستشهد أبوه مالك في معركة أحد، وشارك أبو سعيد معركة الخندق، وبيعة الرضوان. ويعتبر من رواة الحديث فقد روى أبو سعيد 1,170 حديثًا، اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة وأربعين، وانفرد البخاري بستة عشر حديثًا، ومسلم باثنين وخمسين. لم يسمح له النبي بالقتال في غزوة أحد لصغر سنه. كان يعظ الخلفاء ويخلص لهم في النصيحة، توفي سنة 74هـ.

التوقيع
اللهمّ إنا نتوجه إليك بالدعاء فارفع عن أمي ما بها من بلاء :"(
شموع غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ شموع :
قديم 21-12-2010, 01:04 PM   #44
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية شموع
 
تم شكره :  شكر 7,387 فى 1,729 موضوع
شموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

نسبه
أبوه: عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهَيْب بن ضَبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وكان عبد الله هذا شقياً من أعداء الله قتله ابنه أبو عبيدة في غزوة بدر
أمه: أمَيْمة بنت عثمان بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة عامر بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
حياته العطرة

أحد السابقين الأولين إلى الإسلام أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للإسلام. هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية. وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح». يعد من أحد العشرة المبشرين بالجنة.
قاد غزوة الخبط عندما أرسله النبي محمد صلى الله عليه وسلم أميرا على ثلاث مائة وبضعة عشرة مقاتلا ومعهم قليل من الزاد وعندما نفد الزاد راحوا يتصيدون الخبط أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونه ويشربون عليه الماء لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط. كما كان أحد القادة الأربعة الذين اختارهم أبو بكر لفتح الشام وهم: يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح. عينه عمر بن الخطاب قائدا عاما على جيوش الشام. لاقى أباه مع صف المشركين في بدر فنازله وقتله.
شارك في معركة اليرموك وقد أمره الخليفة عمر بن الخطاب على الجيش بدلا من خالد بن الوليد ولكنه أخفى أمر الأمارة عن خالد إلى أن انتهى خالد من المعركة محرزا النصر ثم أعلمه بأمر عمر فسأله خالد: «يرحمك الله أباعبيدة، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب؟» فأجاب أبوعبيدة: «إني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة».
قال عنه عمر بن الخطاب وهو يجود بأنفاسه: «لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فإن سألني ربي عنه قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله». وقال عنه: «لو كنت متمنيا ما تمنيت إلا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبي عبيدة».
من أشهر ما قال أبو عبيدة بن الجراح خطبته في أهل الشام وهو أميرهم:

«يا أيها الناس إني مسلم من قريش وما منكم من أحد، أحمر، ولا أسود، يفضلني بتقوى إلا وددت أني في إهابه»
.
لقبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بـ(أمين الأمة) في حديثه:
روي عن أنس بن مالك في المسند الصحيح :

أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالوا : ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والإسلام . قال ، فأخذ بيد أبي عبيدة فقال " هذا أمين هذه الأمة ".[1]


مات بطاعون عمواس ودفن في قرية صغيرة حملت اسمه بالغور في الأردن وكان عمره 58 سنة.
التوقيع
اللهمّ إنا نتوجه إليك بالدعاء فارفع عن أمي ما بها من بلاء :"(
شموع غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ شموع :
قديم 21-12-2010, 01:06 PM   #45
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية شموع
 
تم شكره :  شكر 7,387 فى 1,729 موضوع
شموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضوشموع نسبة التقييم للعضو

 

رد: الـصـحـابـة رضي الله عنهم

أبو موسى الأشعرى واسمه عبد الله بن قيس بن سليم أسلم بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم مع أهل السفينتين ورسول الإسلام محمد بن عبد الله بخيبر. وأرسله محمد(صلى الله عليه وسلم) مع معاذ بن جبل إلى اليمن، روي عن أبي بردة عن أبيه عن جده أن محمد(صلى الله عليه وسلم) بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا رقيق القلب والمشاعر كما وصفه النبي (صلى الله عليه وسلم) ووصف قومه بأنهم أهل رقة في القلوب وعذوبة في الصوت حتى إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يتأثر بقراءته للقرآن ويقول له "لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود" إنه الصحابي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
من أقواله

وعن أبي كبشة السدوسي قال:_
خطبنا أبو موسى الأشعري فقال: إن الجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من الجليس السوء، ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب العطر إلا يحذك يعبق بك من ريحه، ألا وإن مثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إلا يحرق ثيابك يعبق بك من ريحه، ألا وإنما سمي القلب من تقلبه، وإن مثل القلب كمثل ريشة بأرض فضاء تضربهاقال: كونوا أحلاس البيوت. وعن أبي كنانة عن أبي موسى الأشعري أنه جمع الذين قرؤوا القرآن فإذا هم قريب من ثلثمائة فعظم القرآن وقال: إن هذا القرآن كائن لكم أجرًا وكائن عليكم وزرًا فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن تبعه القرآن زج في قفاه فقذفه في النار.
وعن أبي مجلز قال: قال أبو موسى: إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي حتى آخذ ثوبي حياء من ربي عز وجل.
وعن قسامة بن زهير قال: خطبنا أبو موسى فقال: أيها الناس، ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع، ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها السفن لجرت.
رواهما الإمام أحمد.
وعن أبي بردة عن أبي موسى قال: خرجنا غازين في البحر والريح لنا طيبة والشراع لنا مرفوع، فسمعنا مناديًا ينادي يا أهل السفينة قفوا أخبركم حتى والى بين سبعة أصوات، قال أبو موسى: فقمت على صدر السفينة فقلت: من أنت ومن أين أنت أو ما ترى أين نحن وهل نستطيع وقوفًا؟ قال فأجابني الصوت: ألا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه، قال: قلت بلى أخبرنا، قال: فإن الله قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله في يوم حار كان حقًّا على الله أن يرويه يوم القيامة، قال فكان أبو موسى يتوخى ذلك اليوم الحار الشديد الحر الذي يكاد ينسلخ فيه الإنسان فيصومه.
وعن أبي إدريس قال: صام أبو موسى حتى عاد كأنه خلال، فقيل له لو أجممت نفسك فقال: هيهات، إنما يسبق من الخيل المضمرة، قال وربما خرج من منزله فيقول لامرأته: شدي رحلك فليس على جسر جهنم معبر.
حدثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقدم عليكم أقوام هم أرق منكم قلوبا. قال فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة كانوا يرتجزون يقولون غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه.
حدثنا يحيى بن بشر حدثنا روح حدثنا عوف عن معاوية بن قرة قال حدثني أبو بردة بن أبي موسى الأشعري قال قال لي عبد الله بن عمر هل تدري ما قال أبي لأبيك. قال قلت لا قال فإن أبي قال لأبيك يا أبا موسى هل يسرك إسلامنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهجرتنا معه وجهادنا معه وعملنا كله معه وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس فقال أبي لا والله قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا وصمنا وعملنا خيرا كثيرا وأسلم على أيدينا بشر كثير وإنا لنرجو ذلك فقال أبي لكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن لو نجونا منه كفافا رأسا برأس فقلت إن أباك والله خير من أبي
1261 حدثنى أبو معمر حدثنا سفيان عن عمرو قال بلغنى ان أبا موسى رضي عنه كتب إلى على بلغنى انك تقنت في صلاة الفجر تدعو على ويؤمن خلفك الجاهلون وقد قال الله تعالى ((انى اعظك ان تكون من الجاهلين))كتاب السنه للامام عبد الله أحمد بن حنبل صفحه 224
ةمة
دعاء النبي محمد له

روي عن أبي بردة عن أبيه قال لما فرغ النبي (صلى الله عليه وسلم) من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه فقال أبو موسى وبعثني مع أبي عامر قال فرمي أبو عامر في ركبته رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته فانتهيت إليه فقلت يا عم من رماك فأشار أبو عامر إلى أبي موسى فقال إن ذاك قاتلي تراه ذلك الذي رماني قال أبو موسى فقصدت له فاعتمدته فلحقته فلما رآني ولى عني ذاهبا فاتبعته وجعلت أقول له ألا تستحيي ألست عربيا ألا تثبت فكف فالتقيت أنا وهو فاختلفنا أنا وهو ضربتين فضربته بالسيف فقتلته ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت إن الله قد قتل صاحبك قال فانزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء فقال يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقرئه مني السلام وقل له يقول لك أبو عامر استغفر لي قال واستعملني أبو عامر على الناس ومكث يسيرا ثم إنه مات فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه وهو في بيت على سرير مرمل وعليه فراش وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقلت له قال قل له يستغفر لي فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بماء فتوضأ منه ثم رفع يديه ثم قال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك أو من الناس فقلت ولي يا رسول الله فاستغفر فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما قال أبو بردة إحداهما لأبي عامر والأخرى لأبي موسى(رواه مسلم)
وفاته


المنزلتين إما ليوسعن علي قبري حتى يكون كل زاوية منه أربعين ذراعًا ثم ليفتحن لي باب إلى الجنة فلأنظرن إلى أزواجي ومنازلي وما أعد الله عز وجل لي من الكرامة ثم ليصيبني من ريحها وروحها حتى أبعث، ولئن كانت الأخرى ونعوذ بالله منها ليضيقن علي قبري حتى أكون في أضيق من القناة في الزج ثم ليفتحن لي باب من أبواب جهنم فلأنظرن إلى سلاسلي وأغلالي وقرنائي ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث.
قال أصحاب السير: توفي أبو موسى سنة اثنتين وأربعين ودفن بمكة وقيل دفن بالثوية على ميلين من الكوفة

التوقيع
اللهمّ إنا نتوجه إليك بالدعاء فارفع عن أمي ما بها من بلاء :"(
شموع غير متصل   رد مع اقتباس
من قدموا شكرهم لـ شموع :
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:18 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه