المقال الخامس
قال الدكتور حمد :
كنت في خلوة بيتي أنظر إلى أزهار حديقة المنزل متأملاً في هذه الدنيا ، وفجأة طُرقَ علي الباب فقلت : من ؟ قال : أنا ، وصمت قليلاً ، ثم قال : أألج ، فقلت : كأنه صوت زميلي أحمد ، فتوكلت على النبي وقمت لأفتح الباب ، فما خاب ظنِّي ، وإذا به الصديق العزيز أحمد ، فقلت : حياك الله لقد طال انتظاري لزيارتك ، هل نسيت ما بيننا من ذكريات ؟ قال : لا وحياتي ، ثم دخلنا وقدمت لصديقي أحمد ثلاثة أنواع من الكَرْم ( يقصد: العنب ) الشهي الذي أعددته لكبار الضيوف ، ثم تجاذبنا أطراف الحديث عن ذكريات الماضي الجميل ، مع نسيم الهواء الطلق . وحان وقت صلاة العشاء فأردت أن أصلي فقلت لأحمد : هل صليت ؟ قال : صليت إن شاء الله ، فصليت في المسجد ثم إليه وبعد الصلاة أكملنا السمر وتناولنا طعام العشاء سوياً ، ولقد نسيت كل همومي وآلامي التي جلبها زمان السوء الذي أعيشه الآن في هذه الجلسة الممتعة ، وتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم : { من زار أخاً في الله ..... ****** ثم انصرف أحمد قائلاً : السلام على الله وعليك ، وخرج وكنت أود إن طال بنا المجلس .