العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-2008, 11:51 AM   #1
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية N9orY
 
تم شكره :  شكر 1 فى 1 موضوع
N9orY is an unknown quantity at this point

 

التسامح والرحمة في التعاليم الإسلامية

--------------------------------------------------------------------------------



لقد كتب الله أن يكون الإسلام هو الدين الخالد حتى يرث الأرض ومن عليها ، كما كتب أن يكون هو الدين الذي يجب على كل البشر أن يعتنقوه ، قال جل وعلا ( إن الدين عند الله الإسلام ) 19 آل عمران ، وتحتم بناءا على ذلك أن يكون متسما بأمور لاتوجد في غيره حاملا من عناصر البقاء وقرب التناول مالم يحمله غيره ،وهكذا كان دين الإسلام فهو دين شرعه الله رحمة بالبشرية ورأفة بها كما ينطق بذلك القرآن في قوله تعالى ( وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين ) 107 الأنبياء ، وقوله تعالى ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) 185 البقرة .


والإسلام منهج متكامل يُعنى بالحياة من جميع جوانبها فلايحكم بالإعدام على الثقافات الأخرى ، والحوار هو البديل ،والتعددية في الثقافة ثراء للفكر ، وإقرار الإسلام بتعدد العقائد إقرار بمشيئة الله قال سبحانه ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين ) 118 هود ،والحوار يكون بالتي هي أحسن وبالحكمة والموعظة الحسنة ، وهو حق للجميع فلا عنف ولامصادرة لرأي الآخر ،فقد استشهد الطّبري في تفسيره بشعراء نصارى كالأخطل ، وبجاهلي يهودي كالسموءل ،فلاتشنج بل تسامح واجب كونه لدى الطرفين ثم الحساب على الله .


والإسلام يمد يده لمصافحة أتباع الأديان الأخرى لتحقيق التعاون على إقامة العدل ، ونشر الأمن ،وصيانة الدماء أن تسفك ،وحماية الحرمات أن تنتهك ، وهولم يقم على اضطهاد مخالفيه أو مصادرة حقوقهم أو تحويلهم بالكره عن عقائدهم أو المساس الجائر لأموالهم وأعراضهم ودمائهم ، فالإسلام أمر المسلم بالعدل مع جميع الناس سواءا ً المسلم أوالكافر أوالحربي أوغير المحارب قال تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) 58 النساء ،وليس من العدل أن يكون الحب والبغض ميزانا للسلوك فقد قال جل شأنه ( يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألاتعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) 8 المائدة ،وشرع الإسلام البر وحسن التعامل مع الكافر غير المحارب فيقول تعالى (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) 8 الممتحنة ، ونجده خص المسلمين بالمولاة التي تعني الود والمناصرة والبراءة من معتقد الكفار وأعمالهم قال تعالى ( لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولوكانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) 22 المجادلة ، وهناك فرق بين محبة الكافر ومحبة الخير للكافر ، فمن أعظم صور محبة الخير للكافر الحرص على اسلامه ،فوظيفة الأنبياء عليهم السلام دعوة الكفار إلى الله ، ومحبة إسلامهم ، ودخولهم الجنة وسعادتهم في الدنيا والآخرة ،ويُنبه على أن البر وحسن التعامل سلوك وعمل ومكانه الجوارح ، والولاء والبراء معتقد و مكانه القلب ،فما ذُكر من الولاء والبراء والتسامح إنما هو أفقا نافعا للتعامل وحسن التطبيق وفيه من لمسات السماحة والرحمة التي هي من أولويات التشريع الإسلامي .



ومن صور سموالإسلام ورفعته وضع الشريعة لمصالح العباد لتحقيق الخير ودفع الضرر والحرج ، وتتجلى النظرة الإنسانية في الإسلام في وضوح نصوص الشريعة واليسر في فهمها ،ويتمثل ذلك في الدقة في التعبير والجزالة في اللفظ والوضوح في الفكرة واليسر في فهم المعنى ، ومن يسره كذلك إجراء الأحكام على وفق الظاهر والنهي عن الغلو وعدم التكليف بماهو فوق طاقة البشر لتجنب المشقة والكلفة ، واقتضت الحكمة في التكليف مراعاة جميع الحقوق والتوازن في ذلك ، وعندما كان حال الإنسان يستلزم النسيان والخطأ فمن سعة الشريعة أن جعلت لا مؤاخذة في هذه الحالات .

والمتأمل في الشريعة الإسلامية المتبصر في النصوص تتبين له نعمة الله تبارك و تعالى بقلة المحرمات بالنسبة للمباحات ،وإنما حرّمت استثناءاً لضررها وخبثها في الدين والبدن ، ومن عظيم نعمه أيضا أن الأصل في الأشياء والأعيان الإباحة ففي ذلك مراعاة لجميع الظروف والأحوال ويتركز ذلك في قاعدة الضرورات تبيح المحذورات جلبا للمصالح أو دفعا للمفاسد.

وممايدل على رقي الإسلام وعلو رسالته صيانته لحقوق المرأة ، واحترامه للعلاقة الزوجية فهي رباط مقدس مبني على المعاشرة بالمعروف وإسداء الخير والتودد في التعامل وذلك تقديرا للعواقب من تصديع لكيان الأسر، ومايتبعها من تحطيم لأواسر المحبة وقطع لوشائج القربى .

وتتجلى حكمته تبارك وتعالى في تشريعه للعقوبات ففي ذلك سماحة ويسر لاعترافه سبحانه بالدوافع الفطرية والغرائز التي تصاحب تكوين الإنسان فحرص على تنظيف المجتمع من كل وسائل الاغراء التي تثير هذه الدوافع ، فمن منطلق التسهيل في الإسلام أنه عمد إلى الإنسان واعتنى بتربية ضميره وأقام فيه وازعا نفسيا وعمر قلبه بخشية الله ومراقبته في السر والعلن فكان ذلك بمثابة تدريب وقائي يمنع الإنسان من التفكير في الجريمة والإقدام عليها مع العلم أن الحد لا يُطبق إلا بالتأكد بأن الجريمة اُرتكبت بدون مبرر ولا شبهة اضطرار .

وتماشيا مع الفطرة والطبيعة الإنسانية شُرعت التوبة وهي رحمة مؤكّدة أن مامن مخلوق إلا وقد قدّر عليه أن يرتكب إثما فسماحة ً ورفعة ً في التحكيم أُمر بالتوبة والرجوع إلى الله عزوجل فما أعدله من نظام وماأحكمه من تشريع وماأيسره من منهج .



تلك هي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم التي جعلها الله كاملة شاملة لجميع شؤون الحياة والتي جعلها عامة لكل البشرعلى الرغم من اختلاف ألوانهم وأجناسهم ولغاتهم وبيئاتهم وباقية مابقيت الحياة على الرغم من اختلاف العصور والأزمان فاستحقت بذلك أن تكون غرة في جبين الرسالات السماوية وحلقة أخيرة في سلسة الحلقات النبوية .





،،،

كتب ذات صلة :

- التسامح في الإسلام .. زيد عبدالكريم الزيد

- صور من سماحة الإسلام .. عبدالعزيز الربيعة

- التعصب والتسامح .. محمد الغزالي

- التسامح في الإسلام المبدأ والتطبيق .. شوقي أبو خليل

التوقيع
N9orY غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:09 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه