د. عبدالرحمن بن عبداللطيف العصيل
العلماء العرب يبدعون في الغرب
أثار فوز العالم المصري العربي د. أحمد زويل بجائزة (نوبل) في الكيمياء لعام 1999 م العديد من ردود الفعل.
فالاوساط البحثية العالمية استقبلت النبأ بالتقدير والاشادة فيما استقبلته الاوساط المصرية والبحثية منها على نحو خاص بمزيج من الفرح والدهشة والفخر.. الفرح لأن الاكاديمية الملكية السويدية للعلوم التي تمنح الجائزة ذكرت في نشرتها التي أعلنت فيها فوزه بالجائزة ان الفائز بجائزة (نوبل) للكيمياء عام 99 مصري المولد والمنشأ، تلقى تعليمه الاساسي والثانوي والجامعي في مصر التي حصل منها على الماجستير ايضا قبل سفره إلى الولايات المتحدة.
والفخر لأن د. زويل يعتز كثيرا بكونه مصريا (لن أنسى عطاءات مصر لي.. انني اشعر بالامتنان لهذه الارض التي اعطتني الكثير).
والدهشة لان هذا العالم المصري عندما وجد المناخ المناسب ابدع وتفوق وحصل على عدد كبير من الجوائز توجها بجائزة (نوبل) التي لم تكن اول جائزة يحصل عليها، إذ حصل قبلها على عدد كبير من الجوائز مثل جائزة (روبرت ايه ويلش) وجائزة (وولف)، وجائزة (الملك فيصل)، وجائزة (ليوناردو دافنيشى)، ووسام (بنيامين فرانكلين) وجائزة، (رونتجن)، وميدالية (بول كارد)، الذهبية وجائزة (بوز)، للكيمياء وميدالية الاكاديمية الملكية للعلوم والآداب (في هولندا وجائزة كارل زايس)، وجائزة (هوكت)، وجائزة (الكسندر فون همبولت)، اضافة إلى جوائز منحتها له جمعية الفيزياء الامريكية هي جائزة (هربرت بي برويدا)، وجائزة (ابرل كي بلاير) ومن جمعية الكيمياء الامريكية حصل على جائزة وميدالية (ريتشارد س تولمان) وجائزة (بيتر ديبي) وجائزة (هاديسون هاوى) وميدالية (باله ويتنى) ومن الاكاديمية القومية للعلوم حصل على جائزة (العلوم الكيميائية)، من جامعة (بيل)، وجائزة (جى كير كوود)، اما الحكومة الامريكية فمنحته جائزة (اي او لورنس)، كما حصل على زمالة (الفريد لى سلوان) وزمالة (جون سايمون جوجنيهايم)، وحصل عام 1995م على وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى من الرئيس مبارك واصدرت مصر طابعا يحمل صورته عام 1998م. والدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء ولد عام 1946 في مدينة دمنهور وبعد 4 سنوات انتقل إلى مدينة دسوق حيث عاش بحارة (الاشراف بجوار المسجد الابراهيمي وسط ثلاث شقيقات) تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة النهضة الابتدائية بدسوق، ثم تلقى تعليمه الاعدادي بمدرسة (درشابة) الاعدادية بدسوق، وتعليمه الثانوي بمدرسة دسوق الثانوية، بعدها توجه إلى الاسكندرية حيث التحق بكلية العلوم وهناك نبغت عبقريته حيث جاء ترتيبه الاول على دفعته في البكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام 67، ثم حصل على الماجستير على بحثه في علم الاطياف عام 1968، بعدها سافر إلى امريكا في منحة دراسية ليحصل على الدكتوراة من جامعة بنسلفانيا عام 1974م، وفي سن صغيرة جداً اصبح استاذا في كاليفورنيا، التي عين بها عام 1976م، بعد حصوله على الدكتوراة وفي عام 1978م، تم منحه درجة البقاء في الجامعة مدى الحياة بينما هذه الدرجة لا تمنح لحاملها قبل مرور خمس سنوات وعين استاذا للطبيعة الكيميائية بمعهد كاليفورنيا، كما عمل في جامعات شيكاغو وهارفارد وكالتيك وهو استاذ زائر متميز في اكثر من خمس جامعات عالمية إلى جانب الجامعة الامريكية في مصر.
وحقق انجازا علميا ضخما حينما اكتشف لحظة تكوين الجزيئات في التفاعلات الكيميائية في الوهلة التي تكون فيها وذلك باستخدام اشعة الليزر ويقدم هذا الاكتشاف للعالم فكرة اوضح عن عمر الكون على وجه الدقة كما يساعد في انتاج علاجات السرطان.
د. زويل له اربعة مؤلفات في الكيمياء والليزر واشعة الطيف وله 250 بحثا علميا في مجال الليزر بالاضافة الى كونه رئيس تحرير ثلاث مجلات متخصصة. القى اكثر من 200 محاضرة في جميع انحاء العالم وحضر مؤتمر البحوث العليا بجامعة الاسكندرية ممثلا لجامعة كالتيك 1983م.
ود. زويل ورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة رقم 18 من بين 29 شخصية عالمية بارزة اثرت في تاريخ امريكا من خارج الولايات المتحدة.. كما حصل على اكثر من 20 جائزة علمية في امريكا واوروبا عن ابحاثه في اشعة الليزر واستخداماتها الحديثة.
وجمع د. زويل بين الفيزياء والطبيعة في دراسته وكانت نظرته من البداية نظرة موسوعية فقطع كل جهد لدراسة الطبيعة ومع دراسته السابقة للكيمياء اتضحت الصورة امامه واتسع مجال الكون ولم يعد يفكر بالكيمياء ولا بالطبيعة وحدهما ولكن امتد فكره ليلحق بالفلك والبيولوجيا وغيرهما.
لقد ذهب د. زويل الى امريكا وهو خالي الذهن تماما من كل شيء الا شوقه الى العلم وهناك وجد معامل ضخمة وجوا علميا ساعده على العمل ولم يعرف من امريكا الا معامل تحتويه وسيارات تنقله وألسنة ترطن بلغة العلم ولم ينتبه للشوارع والمطاعم وادوات الابهار الا بعد فترة طويلة من اقامته هناك. وبعد 6 شهور، وبعدما تأكد من نجاح ابحاثه منح ما يسمى بالعضو العامل في معهد كاليفورنيا التكنولوجي (كالتيك) وانطلق يعمل بكل جد واجتهاد ثم انتقل من عضو في معمل رئيس مجموعة منها اثنان حصلا على الدكتوراة واثنان يدرسان للحصول عليها وكان هو اصغرهم سنا.. ولم يكن هناك شيء في حياته اهم من العمل فكان يقضي الليل والنهار بطولهما في المعمل ينام ويصحو ويأكل في نفس المكان وكان دائما يشعر بان يد الله تدفعه الى الامام حتى استطاع ان يرصد حركات تحدث في واحد على مليون من البليون من الثانية ولم يعن له هذا على الاطلاق الا انه نتيجة وتوفيق من الله لعدة الاف من الليالي الطويلة وانه استطاع الوصول الى نتيجة هامة في تاريخ العلم.
جريدة اليوم
13-08-2006, 12:24 AM
العرض العادي
