العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-2013, 02:01 AM   #1
عضو جديد
 
تم شكره :  شكر 1 فى 1 موضوع
رحيق مختوم is an unknown quantity at this point

 

هل السحور شرط لصحة الصيام وما هو الفرق بين مكة و بكة؟

اَلْحَمْدُ لِله وَالصَّلَاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ الله وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ جَمِيعاً وَتَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَبَعْد؟ قَبْلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَةِ اُجِيبُ عَلَى سُؤَالٍ وَاحِدٍ فَقَطْ فَيمَا يَتَعَلَّقُ بِفَرِيضَةِ الصِّيَام اَحَدِ اَرْكَانِ الْاِسْلَام يَقُولُ صَاحِبُه هَلِ السُّحُورُ شَرْطٌ لِصِحَّةِ الصَّوْم؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْمُسْلِمَ اِذَا لَمْ يَتَسَحَّرْ فَهَلْ يَكُونُ صَوْمُهُ صَحِيحاً اَوْ بَاطِلاً؟وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ يُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الصَّوْمِ النِّيَّة؟ بِمَعْنَى اَنْ يَنْوِيَ الْمُسْلِمُ مِنْ قَلْبِهِ اَنَّهُ يُرِيدُ اَنْ يَصُوم؟ وَحَتَّى حِينَمَا يَقُومُ بِاَيِّ عَمَلٍ يَكُونُ خَاصّاً بِالصَّوْم؟ فَاِنَّ هَذَا الْعَمَلَ يَكُونُ بِمَثَابَةِ النِّيَّة؟ فَلَوْ سَاَلْنَا اِنْسَاناً؟ لِمَاذَا اَنْتَ تَتَسَحَّر؟فَيَقُولُ مِنْ اَجْلِ اَنْ اَصُومَ وَهَذِهِ هِيَ النِّيَّةُ بِعَيْنِهَا وَلَوْ لَمْ يَقُلْهَا بِلِسَانِه؟ وَاَمَّا السُّحُورُ بِحَدِّ ذَاتِهِ فَلَيْسَ شَرْطاً وَلَاوَاجِباً وَلَارُكْناً مِنْ اَرْكَانِ الصَّوْم؟ وَاِنَّمَا هُوَ مِنَ الْمُسْتَحَبَّات؟ بِمَعْنَى اِذَا فَعَلَهُ الصَّائِمُ كَانَ لَهُ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاِذَا لَمْ يَفْعَلْهُ فَلَا ثَوَابَ وَلَاعِقَاب؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَلَايَنْبَغِي لِلصَّائِمِ اَنْ يَحْرِمَ نَفْسَهُ مِنْ هَذَا الْاَجْرِ الْعَظِيم؟ بِسَبَبِ مَا وَرَدَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِي وَمُسْلِم؟عَنْ اَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَال؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَسَلَّم[تَسَحَّرُوا فَاِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَة(اَوّلاً هَذَا الطَّعَامُ يُسَمَّى سُحُوراً؟لِاَنَّهُ يُتَنَاوَلُ وَقْتَ السَّحَرِ اِلَى مَا قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْر؟ وَالْبَرَكَةُ فِيهِ بِمَعْنَى الْخَيْرِ الْكَثِير؟ وَمِنْهُ الْخَيْرُ الَّذِي يَعُودُ عَلَى صِحَّةِ الْاِنْسَانِ حَتَّى يَصِيرَ قَادِراً عَلَى الصَّوْم؟ وَخَاصَّةً حِينَمَا يَكُونُ النَّهَارُ طَوِيلاً وَالْحَرَارَةُ شَدِيدَة؟ مِمَّا يَجْعَلُ السُّحُورَ اَحَبَّ اِلَى قَلْبِ الصَّائِم؟ بَلْ اَوْلَى لَهُ اَنْ يَتَسَحَّرَ حَتَّى يَتَقَوَّى وَلَايَشْعُرَ بِالضِّيقِ الشَّدِيدِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ الطَّوِيل؟ كَذِلِكَ هُنَاكَ نَاحِيَةٌ رُوحِيَّة؟ فَاِنَّ الصَّوْمَ لَاتَكُونُ لَهُ بَهْجَتُهُ اِلَّا اِذَا كَانَ هُنَاكَ سُحُور؟ فَفَرْقٌ بَيْنَ مَنْ يَكُونُ وَقْتَ السَّحَرِ قَائِماً مِنْ نَوْمِهِ يَتَنَاوَلُ طَعَامَ السُّحُور؟ وَبَيْنَ اِنْسَانٍ نَائِمٍ غَافِلٍ وَرُبَّمَا لَايَسْتَيْقِظُ اِلَّا بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْس؟ وَلِذَلِكَ حَضَّ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلًاةُ وَالسَّلَام عَلَى السُّحُورِ وَجَعَلَ الْخَيْرِيَّةَ فِي تَاْخِيرِه؟ كَمَا جَعَلَ الْخَيْرِيَّةَ فِي تَعْجِيلِ الْفُطُورِ اِذَا غَرَبَتِ الشَّمْس؟ فَعَلَيْنَا اَنْ نُبَادِرَ اِلَى تَعْجِيلِ الْاِفْطَارِ وَ تَاْخِيرِ السُّحُورِ مَعَ الْاحْتِيَاطِ فِي الْحَالَتَيْن؟ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ بِدَقِيقَتَيْنِ احْتِيَاطاً عَلَى الْمَاءِ وَالتَّمْرِ مِنْ اَجْلِ اِدْرَاكِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ جَمَاعَة؟ وَقَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ بِثَلَاثِ دَقَائِقَ احْتِيَاطاً وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ وَمَاءٍ مِنْ اَجْلِ اِدْرَاكِ صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عليه الصلاة والسلام[مَاتَزَالُ اُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفُطُورَ وَاَخَّرُوا السُّحُور(اِلَّا اِذَا كَانَ مَرِيضاً لَايَضُرُّهُ الصَّوْمُ بَلْ يَنْفَعُه؟ وَلَكِنَّهُ يَحْتَاجُ اِلَى حَبَّةِ دَوَاء؟ وَصَادَفَ اَنْ لَمْ يُوقِظْهُ اَحَد؟ وَلَمْ يَنْتَبِهْ مِنْ نَوْمِهِ رَغْماً عَنْهُ اِلَّا قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ بِدَقِيقَة؟ فَعَلَيْهِ هُنَا اَنْ يُسْرِعَ قَبْلَ اَذَانِ الْفَجْرِ وَلَا اَقُولُ اَبَداً عِنْدَ بِدَايَةِ اَذَانِ الْفَجْر؟ لِاَنَّهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يُفْطِر وَعَلَيْهِ الْقَضَاء؟ وَاَمَّا مَا نَسْمَعُهُ مِنَ الْاَذَانِ الْاَوَّلِ عِنْدَ بَعْضِ الْمَذَاهِبِ الْاِسْلَامِيَّةِ فَهُوَ مِنْ اَجْلِ التَّنْبِيهِ وَاَخْذِ الاحْتِيَاطِ الشَّدِيدِ جِدّاً وَالنَّظَرِ اِلَى عَقَارِبِ السَّاعَة؟ حَتَّى لَا يُدْرِكَنَا الْاَذَانُ الثَّانِي وَهُوَ اَذَانُ الْفَجْرِ وَنَحْنُ مَازِلْنَا نَاكُلُ وَنَشْرَب؟ وَاِلَّا فَاِنَّنَا نُفْطِرُ وَيَكُونُ صَوْمُنَا بَاطِلاً بِمُجَرَّدِ سَمَاعِ الْاَذَانِ الثَّانِي وَعَلَيْنَا الْقَضَاءُ فَقَطْ وَهُوَ صَوْمُ يَوْمٍ مَكَانَهُ بَعْدَ رَمَضَانَ اِذَا كَانَ ذَلِكَ الْاِفْطَارُ غَيْرَ مَقْصُود؟ وَالْقَضَاءُ مَعَ الْكَفَّارَةِ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ اِذَا تَكَرَّرَ الْاِفْطَارُ اِهْمَالاً اَوْ عَمْداً وَ بِطَرِيقَةٍ مَقْصُودَة؟ وَالْكَفَّارَةُ هِيَ صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْن؟ وَاَمَّا الْمَذَاهِبُ الْاُخْرَى كَالْحَنَفِيَّةِ فَلَا وُجُودَ عِنْدَهُمْ اِلَّا لِاَذَانٍ وَاحِدٍ مِنْ اَجْلِ الْاِمْسَاكِ يَحْصَلُ قَبْلَ دَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ التَّوْقِيتِ الْاَصْلِيِّ لِاَذَانِ الْفَجْر؟ مِنْ اَجْلِ الاحْتِيَاطِ وَالِامْتِنَاعِ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَوْراً؟ وَقَدْ نَسْمَعُ بَعْضَ التَّوَاشِيحِ قَبْلَ الْاَذَانِ بِعَشْرِ دَقَائِقَ كَقَوْلِ بَعْضِ الْمُؤَذِّنِينَ مَثَلاً يَا اُمَّةَ خَيْرِ الْاَنَام؟ وَبَدْرِ التَّمَام؟ وَمِصْبَاحِ النُّورِ فِي الظَّلَام؟ وَرَسُولِ اللهِ الْمَلِكِ الْعَلِيمِ الْعَلَّام؟ تَقَبَّلَ اللهُ مِنِّي وَمِنْكُمُ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْقِيَام؟ وَاَدْخَلَنِي وَاِيَّاكُمُ الْجَنَّةَ دَارَهُ دَارَ السَّلَامِ بِسَلام ؟اِبْدَؤُوا صِيَامَكُمْ يَا مُسْلِمُونَ اَثَابَنِي وَاَثَابَكُمُ الله؟ وَبِصَرَاحَة نَحْنُ قَدْ بَدَاْنَا الصَّوْمَ مِنْ اَوَّلِ رَمَضَان؟ فَهَلْ نَنْقُضُ مَا بَدَاْنَاهُ كُلَّ يَوْمٍ بِقَوْلِنَا اِبْدَؤُوا صِيَامَكُمْ يَا مُسْلِمُون؟ وَبِصَرَاحَةٍ اَكْثَر لَا اَشْعُرُ بِالرَّاحَةِ عِنْدَ سَمَاعِ هَذِهِ الْكَلِمَة؟ وَاِنَّمَا الصَّوَابُ اَنْ يُقَال؟ اَتِمُّوا صِيَامَكُمْ يَامُسْلِمُون بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ثُمَّ اَتِمُّوا الصِّيَامَ اِلَى اللَّيْل(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ ثُمَّ ابْدَؤُوا الصِّيَامَ اِلَى اللَّيْل؟لِاَنَّنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ نَصُومُهُ فَاِنَّنَا نُكْمِلُ اَوْ نُتِمُّ مَا بَدَاْنَاهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ الشَّهْرُ الْكَرِيم؟وَلِاَنَّنَا فِي مِيزَانِ اللهِ فِي حَالَةٍ دَائِمَةٍ مِنَ الصِّيَامِ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ حَتَّى وَلَوْ كُنَّا نَاْكُلُ وَنَشْرَبُ فِي اللَّيْل؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الَّذِي يُؤَخِّرُ السُّحُورَ لَايُحْرَمُ مِنْ صَلَاةٍ هِيَ مِنْ اَفْضَلِ الصَّلَاةِ جَمَاعَةً عِنْدَ اللهِ وَرَسُولِه اَلَا وَهِيَ صَلَاةُ الْفَجْر؟ نَعَمْ اَخِي لِاَنَّ صَلَاةَ الْفَجْرِ جَمَاعَةً هِيَ اَعْظَمُ اَجْراً عِنْدَ اللهِ مِنْ سَائِرِ الْاَوْقَاتِ الْاُخْرَى؟ نَعَمْ اَخِي حِينَمَا تُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمَاعَةً فَلَكَ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيم؟ لَكِنَّ اَعْظَمَ اَجْرٍ وَثَوَابٍ تَحْصَلُ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ اَخِي هُوَ صَلَاتُكَ الْفَجْرَ جَمَاعَةً؟ بِسَبَبِ مَا فِيهَا مِنْ تَعَبٍ وَمَشَقَّةٍ كَبِيرَة؟وَهَنِيئاً لَكَ اَخِي حِينَمَا تُفَضِّلُ الصَّلَاةَ عَلَى لَذَّةِ النَّوْمِ؟ وَلَذَّةِ الدِّفْىءِ؟ وَلَذَّةِ بَقَائِكَ بَيْنَ اَحْضَانِ زَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِك؟ وَلَذَّةِ الْعَاطِفَةِ وَ الْحَنَانِ الَّذِي تَشْعُرُ بِهِ وَاَنْتَ مَعَهُمْ؟ اِلَى لَذَّةِ لِقَاءِ الْحَنَّانِ الْمَنَّان؟ وَمُنَاجَاتِهِ وَشُكْرِهِ بِالصَّلَاةِ وَالرُّكُوعِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وَالسُّجُودَان؟ عَلَى مَا اَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةِ الزَّوْجَةِ وَالْوَلَدِ وَالْمَالِ وَالْاِيمَان؟ هَنِيئاً لَكَ وَاَنْت{قَائِمٌ آنَاءَ اللَّيْلِ تَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَتَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّك(هَنِيئاً لَكَ وَاَنْتَ تَحْذَرُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتُلْهِكُمْ اَمْوَالُكُمْ وَلَا اَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَاُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون{اِنَّمَا اَمْوَالُكُمْ وَاَوْلَادُكُمْ فِتْنَة{اِنَّ مِنْ اَزْوَاجِكُمْ وَاَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَاِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيم(نَعَمْ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ اَزْوَاجُكُمْ وَاَوْلَادُكُمْ هُمْ فِي حَقِيقَتِهِمْ سَيُصْبِحُونَ اَعْدَاءً لَكُمْ وَاَنْتُمْ لَاتَشْعُرُون؟اِذَا اَلْهَوْكُمْ فَانْشَغَلْتُمْ بِسَبِبِهِمْ عَنْ ذِكْرِ الله؟نَعَمْ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ الْكِرَام مَنْ اَرَادَ مِنْكُمْ اَنْ يُنَارَ قَبْرُهُ وَاَنْ يَنْبَعِثَ النُّورُ مِنْ جَوَارِحِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيُضِيءَ لَهُ الطَّرِيقَ اِلَى الْجَنَّةِ فَلْيُحَافِظْ عَلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَة؟ وَكَذَلِكَ عَلَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ جَمَاعَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلًاةُ وَالسَّلَام[بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ بِالظُّلَمِ اِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَة( نَعَمْ اَخِي اِنَّهَا بِشَارَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام لِلْمَشَّائِينَ الَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَة؟وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ بِهِمُ الَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ بَعْدَ رَمَضَانَ اِبْحَثْ عَنْهُمْ فَلَا تَجِدُهُم؟ بَلْ هُمُ الَّذيِنَ يُحَافِظُونَ عَلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَةً فِي رَمَضَانَ وَفِي غَيْرِ رَمَضَان؟ فَهَؤُلَاءِ{نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ اَيْدِيهِمْ وَبِاَيْمَانِهِمْ؟ يَقُولُونَ رَبَّنَا اَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا اِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير(اَلْآيَةُ مِنْ سُورَةِ التَّحْرِيم؟وَاَمَّا سُورَةُ الْحَدِيد فَهَنِيئاً لَكَ اَخِي بِقَوْلِهِ تَعَالَى{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمنِيِنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ اَيْدِيهِمْ وَبِاَيْمَانِهِمْ؟ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم؟ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا(تَمَهَّلُوا قَلِيلاً وَانْظُرُوا اِلَيْنَا{نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ؟قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورَا؟ فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ؟ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ؟ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَاب(فَكَيْفَ تَحْرِمُ نَفْسَكَ اَخِي الْمُؤْمِنَ مِنْ هَذَا الثَّوَابِ الْعَظِيمِ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَاحْرِصْ يَا اَخِي عَلَى اَنْ تَتَسَحَّرَ؟ ثُمَّ تَاْتِيَ اِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لِتُؤَدِّيَ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ جَمَاعَة؟ وَاحْصَلْ اَخِي عَلَى الْخَيْرَيْنِ مَعاً فِي السُّحُورِ وَالْجَمَاعَة؟ وَاحْصَلْ اَيْضاً عَلَى خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ حِينَمَا تَقْرَاُ اَوْ تَسْتَمِعُ اِلَى تَفْسِيرِ آيَةٍ اَوْ حَدِيثٍ؟ اَوْ تَعْلَمُ حُكْماً فِقْهِيّاً؟ وَلَوْ كُنْتَ تَعْلَمُهُ مِنْ قَبْل؟وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِيِّ اَنْ تَبْحَثَ فِي دُرُوسِ الْعِلْمِ فِي الْمَسَاجِدِ وَغَيْرِهَا عَنْ دَرْسٍ لَمْ تَسْمَعْ بِهِ مِنْ قَبْل؟ كَمَا اَنَّهُ لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَتْرُكَ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ وَلَوْ سَمِعْتَهَا مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ مِنْ قَبْل؟ حَتَّى وَلَوْ كُنْتَ تَحْفَظُ الْقُرْآنَ غَيْباً عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَتْرُكَ عِبَادَةَ النَّظَرِ اِلَيْهِ وَاَنْتَ تَقْرَؤُه؟ وَاعْلَمْ اَخِي اَنَّ اَعْظَمَ عَمَلٍ تَقُومُ بِهِ بَعْدَ الْفَرِيضَة؟ هُوَ اَنْ تَحْصَلَ عَلَى فَائِدَةٍ عِلْمِيَّةٍ؟ وَاَنْ تَحْضَرَ دَرْساً فِي الْعِلْم؟ وَلَكِنَّنَا اَخِي مَعَ الْاَسَف؟ نَرَى النَّاسَ خِلَافَ ذَلِك؟ تَرَاهُمْ يَقْدُمُونَ عَلَى صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ وَيُسْرِعُونَ اِلَيْهَا اَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهَا؟ مَعَ اَنَّ صَلَاةَ التَّرَاوِيحِ سُنَّة؟ وَقَدْ جَهِلُوا اَنَّ صَلَاةَ الْفَجْرِ جَمَاعةً اَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ جَمَاعَة؟ بَلْ اِنَّ صَلَاةَ رَكْعَتَيِ السُّنَّةِ الرَّاتِبَةِ الْقَبْلِيَّةِ قَبْلَ رَكْعَتَيْ فَرْضِ الْفَجْرِ وَالَّتِي لَاتُصَلَّى جَمَاعَةً وَمَعَ ذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ اِذَا صَلَّيَتَهَا مُنْفَرِدا قَبْلَ اِقَامَةِ صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَةً فَهُوَ اَفْضَلُ لَكَ عِنْدَ الله مِنْ صَلَاةِ عِشْرِينَ رَكْعَةً مِنَ التَّرَاوِيحِ جَمَاعَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا(لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِكَ اَخِي مَلَائِكَةَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ؟ وَيُبَاهِي بِكَ مَلَائِكَةَ اللَّيْلِ فَقَطْ عِنْدَ صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ جَمَاعَة؟ وَيُبَاهِي بِكَ مَلَائِكَةَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْعَذَابِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَوْتِ وَالْاَرْزَاقِ وَالْوَحْيِ وَالصُّورِ وَحَمَلَةِ الْعَرْشِ وَجَمِيعَ مَخْلُوقَاتِهِ مِنْ اِنْسٍ وَجِنٍّ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْبَحْرِ فَاِنَّهُ يَجْعَلُهَا تَسْتَغْفِرُ لَكَ رِضاً بِمَا تَصْنَعُ بَلْ يُلْقِي مَحَبَّتَكَ مِنْهُ سُبْحَانَهُ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ بِسَبَبِ طَلَبِكَ لِلْعِلْمِ؟ لِاَنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ هُوَ اَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَةً عِنْدَ الله ِبشَرْط؟ اَنْ يَجْتَمِعَا مَعاً عِنْدَ طَالِبِ الْعِلْم؟ وَاِلَّا فَلَا اَفْضَلِيَّة لَهُ اَبَداً اِذَا تَرَكَ الصَّلَاةَ جَمَاعَةً مِنْ دُونِ عُذْر؟ وَلَاخَيْرَ فِيهِ اَبَداً اِذَا تَرَكَ الصَّلَاةَ نِهَائِيّاً؟ بَلِ الشَّرُّ كُلُّ الشَّرِّ وَالْاِجْرَامُ يَجْتَمِعَانِ فِيه؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ تَارِكِي الصَّلَاةِ اَنَّهُمْ مُجْرِمُونَ فِي سُورَةِ الْمُدَّثِّر؟ وَاَمَّا اِذَا اجْتَمَعَ الْعِلْمُ مَعَ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ؟ فَهَنِيئاً لِمَنْ[سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ بِهِ عِلْماً؟ سَهَّلَ اللهُ بِهِ طَرِيقَهُ اِلَى الْجَنَّة؟ وَاِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ اَجْنِحَتِهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضاً بِمَا طَلَب؟ وَتَقُولُ اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ؟ اَللَّهُمَّ ارْحَمْهُ(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى حَالِنَا لَوْ كُنَّا نُؤْمِنُ بِالْمَلَائِكَةِ وَالْغَيْبِ بِجِدِّيَّة؟ مَارَاَيْتَ لِرِجْلٍ مُتَاَخِّرَةٍ مَكَاناً فِي دَرْسِ الْعِلْمِ؟ مِنْ كَثْرَةِ اِلازْدِحَامِ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْاِقْبَالِ عَلَى طَلَبِ الْعِلْم؟قَالَ لِي اَحَدُ الْجَبَابِرَةِ مِنْ قَوْمِي مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ؟ وَكُنْتُ اُشَجِّعُهُ عَلَى طَلَبِ الْعِلْم؟ كَفَاكِ يَا اُخْتُ سُنْدُس مِنْ هَذَا الْهُرَاء؟ بَلَا عِلْم؟ بَلَا جَنِّي؟ بَلَا حَكِي فَاضِي؟ هَلْ تَشْتَرِينَ سَمَكاً فِي بَحْرِه؟ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ تَبِيعُنِي حَيَاتَكَ وَدُنْيَاكَ وَدُنْيَا بَشَّار؟ فَقَالَ نَعَمْ وَاَفْدِيكِ بِرُوحِي بِشَرْط؟ اَنْ تَكُفِّي عَنْ هَذَا الْهُرَاء؟ فَقُلْتُ لَهُ اَنَا لَا اَشْتَرِي سَمَكاً فِي بَحْرِه؟ وَمَاذَا تَنْفَعُنِي حَيَاتُكَ وَدُنْيَا بَشَّار الْفَانِيَة؟ هَلْ تُغْنِينِي عَنِ الْآخِرَةِ الْبَاقِيَةِ حِينَمَا اَشْتَرِي{جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا اَبَدَا(فَقَالَ لِي مَاذَا جَرَى لَكِ كُنْتِ تَحْلُمِينَ فِي جَنَّةٍ وَاحِدَة وَفَجْاَةً اَصْبَحَتْ اَحْلَاماً سَرَابِيّةً بِجَنَّاتٍ كَثِيرَة؟ فَقُلْتُ لَهُ نَعَمْ وَاَبْعَدَ مِنْ ذَلِكَ اَيْضاً؟ لِاَنَّ السَّمَكَةَ الْوَاحِدَة عَفْواً اَقْصِدُ الْجَنَّةَ الْوَاحِدَةَ لَايَسَعُهَا بَحْرُكَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْض( فَمَا بَالُكَ بِطُولِهَا؟وَمِنْ أيِّ بَحْرٍ تَرْفُضُ اَنْ تَشْتَريَهَا اَيُّهَا الْمَعْتُوه؟ وَمِنْ أيِّ بَحْرٍ تَرْفُضُ اَنْ تَشْتَرِيَ اَوْ تَطْلُبَ مِنْهُ عِلْمَ الله؟ وَاَيُّ بَحْرٍ سَيَسَعُ عِلْمَ اللهِ الْكَوْنِيِّ بِمَا فِيهِ مِنْ بَلَاغَةِ الْقُرْآنِ وَاِعْجَازِهِ اِذَا كَانَ اللهُ يَقُول{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ اَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدَا(بَلْ {ولَوْ اَنَّ مَا فِي الْاَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ اَقْلَامٌ والْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ اَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ الله(بَلْ {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اَنْ يَاْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَايَاْتُونَ بِمِثْلِه(بَلْ لَايَاْتُونَ{بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِه(بَلْ لَايَاْتُونَ {بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه(فَقَالَ لِي وَهَلْ تُرِيدِينَ مِنِّي اَنْ اَطْلُبَ عِلْماً تَعْجِيزِيّاً بِلَا حُدُود؟ فَقُلْتُ لَهُ لَاحُجَّةَ لَكَ فِي هَذَا الْكَلَام؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{وَاتَّبِعُوا اَحْسَنَ مَا اُنْزِلَ اِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُم(مِنَ الْآيَاتِ الْمُحْكَمَاتِ الَّتِي تُخَاطِبُ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ وَاتْرُكُوا الْآيَاتِ الْمُتَشَابِهَاتِ التَّعْجيِزِيَّاتِ الَّتِي تَشْتَبِهُ اَوْ تَلْتَبِسُ اَوْ تُشْكِلُ عَلَى فَهْمِ النَّاسِ وَاعْلَمُوا اَنَّ اسْتِوَاءَ اللهِ عَلَى عَرْشِهِ مَعْلُوم؟ وَاَمَّا كَيْفَ اسْتَوَى فَهُوَ مَجْهُول؟ لِاَنَّهُ مِمَّا اسْتَاْثَرَ سُبْحَانَهُ بِعِلْمِهِ؟ لِاَنَّ لَهُ سُبْحَانَهُ خُصُوصِيَّاتٍ تَخُصُّهُ وَلَايُرِيدُ لِاَحَدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ اَنْ يَتَدَخَّلَ فِي اُلُوهِيَّتِهِ فِيهَا وَلَايُرِيدُ اَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهَا اَحَدٌ مِنْهُمْ اِلَّا بِتَلْمِيحَاتٍ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَرُؤُوسِ اَقْلَام كَمَا اَنْتَ اَيُّهَا الْجَاهِلُ لَكَ خُصُوصِيَّاتٌ اَيْضًاً لَاتُحِبُّ اَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهَا اَحَدٌ اَوْ يَنْتَهِكَهَا؟ لِاَنَّ خُصُوصِيَّاتِهِ سُبْحَانَهُ فَوْقَ طَاقَاتِ عُقُولِ الْبَشَر؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَمَرَهُمْ سُبْحَانَهُ اِلْزَاماً اَنْ يَقُولُوا عَنْ قُرْآنِ الْآيَاتِ الْمُحْكَمَاتِ وَالْمُتَشَابِهَاتِ مَعاً{آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا******وَهَلْ تَدْرِي اَخِي حِينَمَا تَسْتَمِعُ اِلَى دُرُوسِ الْعِلْمِ مَنْ يُجَالِسُكَ وَمَنْ يَتَبَاهَى بِكَ اَمَامَ مَلَائِكَتِه؟ يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلًاةُ وَالسَّلَامُ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيح[مَااجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ اِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَة؟ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ؟ وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَه (فَبِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي هَلْ تَرَى جَوَائِزَ اَثْمَنَ مِنْ هَذِهِ الْجَوَائِز؟ وَلَكِنَّ النَّاسَ مَعَ الْاَسَفِ عَنْ ذَلِكَ لَغَافِلُون؟ وَاَكْثَرُهُمْ مُعْرِضُون؟ وَلَوْ قِيلَ لَكَ اَخِي فِي مَكَانِ كَذَا اِذَا حَضَرْتَ فَاِنَّكَ سَتَجْتَمِعُ مَعَ مُلُوكِ وَزُعَمَاءِ الْعَالَمِ؟ وَسَيَجْلِسُونَ فِي مَكَانِ كَذَا؟ وَمَنْ يَحْضُرُ هَذَا الِاجْتِمَاعَ سَيُقَدِّمُونَ لَهُ جَوَائِزَ تَتَنَاسَبُ مَعَ قِيمَتِهِمْ وَقَدْرِهِمْ؟فَهَلْ تَرَى اَخِي اَحَداً يُقَصِّرُ فِي الْحُضُور؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي اِذَا كَانَ الَّذِي يَحْضُرُ فِي دُرُوسِ الْعِلْمِ هُمُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ{لَايَعْصُونَ اللهَ مَااَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون(فَاَيْنَ مُلُوكُ الْاَرْضِ مِنْ مَلَائِكَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ اَلْاَوَائِلُ مُرْتَكِبُونَ لِلْخَطَايَا؟ وَالْاَوَاخِرُ مَعْصُومُونَ خُلِقُوا مِنْ نُور(وَلِذَلِكَ لَوْ آمَنّا بِالْمَلَائِكَةِ وَالْغَيْبِ فِعْلاً؟ لَطَبَّقْنَا ذَلِكَ تَطْبِيقاً عَمَلِيّاً؟لِاَنَّ الَّذِي يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ بِذَلِكَ هُوَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ حِينَمَا يَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ انْظُرُوا اِلَى عِبَادِي يَزُورُونَنِي فِي بَيْتِي وَيَسْتَمِعُونَ اِلَى تَفْسِيرِ كَلَامِي وَيَتَدَارَسُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالْاَسْئِلَةِ مِنْ طُلَّابِ الْعِلْمِ وَالْاَجْوِبَةِ مِنَ الْعُلَمَاء؟ اُشْهِدُكُمْ يَا مَلَائِكَتِي اَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ؟ سُبْحَانَكَ يَا رَبَّنَا مَا اَكْرَمَكَ؟ وَمَا اَعْظَمَكَ؟ وَمَا اَجَلَّكَ؟ وَمَا اَبْخَلَنَا نَحْنُ عَلَى نُفُوسِنَا؟ نَعَمْ اَخِي مَجَالِسُ الْخَيْرِ تُؤْجَرُ عَلَيْهَا؟ وَمَجَالِسُ الشَّرِّ تَحْمِلُ مِنْ وِزْرِهَا وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَرْقٌ بَيْنَ قَوْمٍ يَجْلِسُونَ فِي الْمَسْجِدِ وَيَتَعَلَّمُونَ وَيَتَفَقَّهُون؟ وَبَيْنَ قَوْمٍ آخَرِينَ تَجْمَعُهُمُ الْمُنْكَرَات؟ وَتَجْمَعُ مَجَالِسَهُمُ الْمُوبِقَاتُ وَالْغَيْبَةُ وَالنَّمِيمَةُ وَالْخَمْرُ وَالْمُخَدِّرَاتُ وَالتَّدْخِينُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْاُمُورِ الَّتِي تَتَنَافَى مَعَ الْاِسْلَام وَمَعَ آدَابِه؟ وَمَا كَانَ لِهَذَا الْاِنْسَانِ اَنْ يَكُونَ خَلِيفَةَ اللهِ فِي اَرْضِهِ اَبَداً؟ لَوْلَا اَنَّهُ سَلَكَ طَرِيقَ الْعِلْم؟ حَتَّى تَفَوَّقَ بِعِلْمِهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْكِرَام؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قَالُوا اَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَك؟ قَالَ اِنِّي اَعْلَمُ مَالَا تَعْلَمُون؟ وَعَلَّمَ آدَمَ الْاَسْمَاءَ كُلَّهَا(فَيَامَنْ تُفْسِدُونَ فِي الْاَرْض؟ وَيَا مَنْ تَسْفِكُونَ الدِّمَاء؟ اَرَى لَكُمْ بَصِيصاً مِنَ الْاَمَلِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِشَرْط؟ اَنْ تَدْعَمُوا الْعِلْمَ وَالْعُلَمَاء؟ وَاَنْ تَسْتَعْمِلُوا ذَكَاءَكُمْ فِي الْخَيْرِ لَا فِي الشَّرّ؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى اَضْرَبَ عَنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَتَوَقَّعُونَ مِنْهُ اَنْ يَقُولَ لَهُمْ سَاَنْتَقِمُ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فِي الْاَرْض؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَقُلْهَا؟ وَاِنَّمَا قَالَ{اِنِّي اَعْلَمُ مَالَاتَعْلَمُون(بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ اَنَّهُ قَدْ تَحْصَلُ التَّوْبَةُ الصَّادِقَةُ فِي ضَمَائِرِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ وَسُلُوكِكُمْ؟ وَالنَّدَمُ عَلَى مَا كَانَ مِنْ اِفْرَاطٍ وَتَفْرِيطٍ وَاِجْرَامٍ وَفَسَاد؟ وَلَنْ تَتَغَيَّرُوا اِلَى الْاَحْسَنِ الِاَّ اِذَا تَمَكَّنَتْ خَشْيَةُ اللهِ مِنْ قُلُوبِكُمْ؟ وَلَايَكُونُ ذَلِكَ اَبَداً اِلَّا بِطَلَبِ الْعِلْم؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء(وَهَنِيئاً لِمُلُوكِ وَزُعَمَاءِ الْعَالَمِ اِذَا جَلَسُوا فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَسْتَمِعُونَ اِلَى دُرُوسِ الْعِلْمِ حَتَّى يُشَجِّعُوا عَامَّة النَّاسِ عَلَى حُضُورِهَا؟ اَللَّهُمَّ حَبِّبْنَا فِي بُيُوتِك؟ وَحَبِّبْ مَلَائِكَةَ بُيُوتِكَ اِلَيْنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِين؟ وَاجْعَلْنَا مِنْ رُوَّادِهَا فِي رَمَضَانَ وَفِي غَيْرِ رَمَضَان؟ وَنَبْدَاُ بِالْجَوَابِ عَلَى السُّؤَالِ الثَّانِي عَلَى بَرَكَةِ اللهِ وَتَوْفِيقِه؟وَكَمَا يَقُولُون اَلْعِلْمُ مِفْتَاحُهُ السُّؤَال؟ بِمَعْنَى اَنَّ السُّؤَالَ هُوَ مِفْتَاحُ الْعِلْم؟ اَحْيَاناً يَسْاَلُ اِنْسَانٌ مَا سُؤَالاً مَا؟ وَلِلْاِجَابَةِ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ يَفْتَحُ سُبْحَانَهُ عَلَى الْمُجِيبِ مَا اَرَادَهُ تَعَالَى مِنْ خَيْرٍ اِنْ شَاءَ الله؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ السُّؤَالَ يَنْفَعُ اَرْبَعَة اَنْوَاع؟ يَنْتَفِعُ مِنْهُ السَّائِلُ؟ وَالْمَسْؤُول؟ وَالسَّامِعُ الَّذِي يَحْضُرُ دُرُوسَ الْعِلْمِ مَعَهُمَا؟ ثُمَّ يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ يَحْمِلُهُ مِنْ تَابِعِي الصَّحَابَةِ اِلَى اَتْبَاعِ التَّابِعِينَ مِنْ اَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَة؟ وَكَمْ منْ حَامِلِ فِقْهٍ مِنْ هَؤُلَاءِ التَّابعِينَ يَحْمِلُهُ اِلَى مَنْ هُوَ اَفْقَهُ مِنْهُ مِنْ اَتْبَاعِ التَّابِعِينَ مِنْ اَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَهَلْ اَصْحَابُ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَةِ اَفْقَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ وَالصَّحَابَةِ وَآلِ الْبَيْت؟ وَاَقُولُ لَا لِاَنَّ فَضْلَ الرَّسُولِ وَاَزْوَاجِهِ وَاَصْحَابِهِ وَآلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِمْ كَفَضْلِ مَنْبَعِ النَّهْرِ عَلَى رَوَافِدِهِ حِينَمَا يُغَذِّيهَا بِمَائِه؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا تُصْبِحُ جَافَّةً مِنْ أيِّ مَاءٍ اَوْعِلْمٍ اَوْ فِقْه وَ{ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء{وَلَكِنَّ اللهَ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاء(وَيُوَزِّعُ الِاخْتِصَاصَاتِ عَلَى الْجَمِيعِ مِنْ اَجْلِ رَاحَتِهِمْ؟ وَلَايُحَمِّلُ وَاحِداً مِنْهُمْ ثَلَاثَ بَطِّيخَات صَيْفِي عَلَى رَاْسِه؟ وَلِذَلِكَ كَانَ اَتْبَاعُ التَّابِعِينَ اَفْقَهَ مِنَ التَّابِعِينَ فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ الْفَرْعِيَّة؟ وَسُبْحَانَ الله؟ فَقَدْ كَانَ الْاِمَامُ الْاَعْظَمُ اَبُو حَنِيفَةَ اَقَلَّ رِوَايَةً عَنْ رَسُولِ الله؟ وَلِكِنَّهُ كَانَ اَكْثَرَ دِرَايَةً بِالْفِقْهِ وَالْفَهْمِ لِجَوْهَرِ الدِّين بِعَكْسِ الْاِمَامِ اَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ؟ وَسُمِّيَ اِمَامَ السُّنَّةِ؟ لِاَنَّهُ كَانَ اَكْثَرَ رِوَايَةً لِلْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ الله؟ وَلِكِنَّ رِوَايَتَهُ كَانَتْ اَكْثَرَ مِنْ دِرَايَتِهِ؟ وَلَقَدْ كَانَ الِاِمَامَانِ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ مُتَوَازِنَيْنِ فِي الرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَة؟؟ قَدْ يُسْاَلُ الْعَالِمُ سُؤَالاً وَلَايَعْرِفُ جَوَابَهُ فِي الْوَقْتِ الْحَالِي؟ بِسَبَبِ حَاجَتِهِ اِلَى اَنْ يُرَاجِعَ فِي الْكُتُب؟ وَبِذَلِكَ يَكُونُ الْجَمِيعُ قَدِ اسْتَفَادَ لَاحِقَاً؟ بِسَبَبِ اهْتِمَامِ الْعَالِمِ وَالسَّائِلِ وَالسَّامِعِ الْحَامِلِ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ وَالْمَحْمُولِ اِلَيْهِ خَارِجَهُ بِمَعْرِفَةِ الْجَوَاب؟ فَاِنْ كَانَ السَّائِلُ يَسْاَلُ بِسَبَبِ عَدَمِ مَعْرِفَتِهِ لِلْجَوَابِ وَحَتَّى يَسْتَفِيدَ هُوَ وَيُفِيدَ غَيْرَهُ مِنَ الْحَاضِرِينَ وَالْغَائِبِين؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَسْاَلَ اَيْضاً وَلَوْ كَانَ يَعْرِفُ الْجَوَابَ مِنْ اَجْلِ فَائِدَةِ غَيْرِهِ وَيَكُونُ لَهُ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيمُ عِنْدَ الله؟ وَاَمَّا اِذَا سَاَلَ مِنْ بَابِ الْمُبَاهَاةِ وَحُبِّ الظُّهُور وَاَرَادَ مِنْ قَرَارَةِ نَفْسِهِ اَنْ يُشِيرَ النَّاسُ اِلَيْهِ اَنَّهُ اِنْسَانٌ فَهْمَان فِي الدِّين؟ فَهُنَا لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَحْكُمْ عَلَيْهِ اِلَّا مِنْ خِلَالِ حَدِيثِ رَسُولِ الله[اِنَّمَا الْاَعْمَالُ بِالنِّيَّات(بِمَعْنَى اَنَّ أيَّ عَمَلٍ يُخَالِطُهُ الرِّيَاءُ لَايَقْبَلُهُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَبَداً{اِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَاَصلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَاَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلهِ فَاُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ اَجْراً عَظِيمَا( لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَغْنَى الْاَغْنِيَاءِ عَنِ الشَّرِيك؟ فَحِينَمَا تَعْمَلُ اَخِي عَمَلاً مِنَ الْاَعْمَالِ وَتُشْرِكُ فِيهِ غَيْرَ اللهِ مُسْتَهْدِفاً غَيْرَ وَجْهِهِ الْكَرِيمِ مِنْ اُنَاسٍ تَتَبَاهَى بِنَفْسِكَ اَمَامَهُمْ وَهُمْ{لَايَمْلِكُونَ لِاَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَانَفْعاً وَلَايَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَاحَيَاةً وَلَانُشُورَا(فَكَيْفَ سَيَمْلِكُونَ لَكَ كُلَّ ذَلِكَ الْمَذْكُورَ فِي الْآيَةِ اَوْ جُزْءاً مِنْهُ؟فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلَيْكَ اخي اَنْ تَعْلَمَ اَنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ هَذَا الْعَمَل؟ وَلَايَقْبَلُ اِلَّا عَمَلاً صَالِحاً لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ؟ خَالِصاً مِنَ الشِّرْكِ الْاَكْبَرِ الظَّاهِرِ الَّذِي يَطَّلِعُ عَلَيْهِ النَّاس؟ وَخَالِصاً مِنَ الشِّرْكِ الْاَصْغَرِ الْخَفِيِّ الَّذِي لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ اِلَّا الله؟ وَدَلِيلُ اطِّلَاعِهِ عَلَيْهِ هُوَ قَوْلُهُ سُبْحَانَه{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْاَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور(وَالْاَوْقَحُ مِنْ صَاحِبِ المُبَاهَاةِ عِنْدَ الله هُوَ صَاحِبُ الْمُخَالَفَاتِ الَّذِي يَعْمَلُ عَلَى قَاعِدَة خَالِفْ تُعْرَف؟ فَاِنَّهُ بِذَلِكَ يَكُونُ قَدْ جَمَعَ اِلَى مخُالَفَاتِهِ الْغَيْرِ شَرْعِيَّة وَمُبَاهَاتِهِ مِنْ اَجْلِ اِرْضَاءِ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ مَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى اَيْضاً{وَاِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ اَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْاِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّم(وَسُبْحَانَ الله فَاِنَّكَ اَخِي تَجِدُ اَكْثَرَالنَّاسِ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخُمُور يُهْلِكُهُمُ اللُهُ تَعَالَى غَالِباً بِالْاَمْرَاضِ الْخَطِيرَةِ مِنْ تَشَمُّعِ الْكَبِدِ وَغَيْرِهِ وَبِمَا يَعْتَزُّونَ وَيَتَبَاهَوْنَ بِهِ مِمَّا يُسَمُّونَهُ مَشْرُوبَاتٍ رُوحِيَّة؟ وَهِيَ فِي حَقِيقَتِهَا مَشْرُوبَاتٌ تَقْتُلُ الرُّوحَ شَيْئاً فَشَيْئاً ثُمَّ تُخْرِجُهَا مِنَ الْجَسَدِ اِلَى عَذَابِ اللهِ وَغَضَبِهِ وَلَعْنَتِهِ اِنْ لَمْ تَحْصَلْ تَوْبَةٌ نَصُوح؟ وَنَحْنُ نَقُول حَتَّى وَلَوْ كَانَ قَلِيلٌ مِنَ الْخَمْرِ يُنْعِشُ الْقَلْبَ كَمَا يَزْعُمُ النَّصَارى فَاِنَّ هَذَا الْخَمْرَ وَاَخَوَاتِهِ مِنَ الْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ هُوَ كَالْعَسَلِ اللَّذِيذِ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ شَافِياً بِسَبَبِ احْتِوَائِهِ عَلَى نِسْبَةٍ عَالِيَةٍ جِدّاً مِنَ السُّمُومِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْقَاتِلَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْه{ يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِنَّمَا الْخْمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْاَنْصَابُ وَالْاَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون{اِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ اَنْ يُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(مِنْ نَجَاسَةِ الْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالْفَوَاحِشِ وَالْمُوبِقَات؟ فَيَامَنْ تَشْرَبُونَ الْخَمْرَ ثُمَّ تَدَّعُونَ وَلَاءَكُمْ لِاَهْلِ الْبَيْتِ مِنَ اَزْوَاجِ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَاَصْحَابِه؟ اِعْلَمُوا اَنَّ الْفَلَاحَ لَايَاْتِي اَبَداً اِلَّا بَعْدَ اجْتِنَابِ الْمَذْكُورَاتِ فِي الْآيَةِ وَمِنْهَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِر؟ وَلَايَكُونُ الْفَلَاحُ اَبَداً مَعَ شُرْبِهِ وَلَوْ قَلِيلاً مِنْه؟ وَاِنَّمَا يَكُونُ الْخُسْرَانُ الْمُبِين؟ لِاَنَّ الشَّيْطَانَ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ ابْنِ آدَمَ وَيَتَحَكَّمَ فِيهِ اِلَّا عَنْ طَرِيقِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِر؟ لِاَنَّ الشَّيْطَانَ بِمُسَاعَدَتِهِمَا لَهُ يَسْتَطِيعُ{اَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ اَنْتُمْ مُنْتَهُون(وَهُنَا اُرِيدُ اَنْ اَسْاَلَ شَارِبَ الْخَمْرِ وَلَاعِبَ الْمَيْسِرِ وَهُوَ الْقُمَار سُؤَالاً؟ اَيُّهُمَا اَغْلَى عِنْدَك؟ هَلْ هُوَ الْخَمْرُ الَّذِي تَشْرَبُهُ؟ اَمْ اَوْلَادُك؟ فَاِنْ قُلْتَ لِي اَلْخَمْرُ اَغْلَى عِنْدِي مِنْ اَوْلَادِي فَاَنْتَ اَحْمَقٌ كَبِيرٌ لَادَوَاءَ لَكَ عِنْدِي؟ وَاِنْ قُلْتَ لِي لَا بَلْ اَوْلَادِي اَغْلَى عِنْدِي؟ فَاَقُولُ لَكَ نَعَمْ اَحْسَنْت اَوْلَادُكَ اَغْلَى عِنْدَكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ اِلَّا اللهَ وَرَسُولَه؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَسْمَحْ لَكَ وَلَا لَهُمْ سُبْحَانَهُ اَنْ يُلْهُوكَ عَنْ ذِكْرِ الله؟ فَكَيْفَ تَسْمَحُ لِلشَّيْطَانِ وَعَمَلِهِ مِنَ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ اَنْ يَصُدَّكَ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاة؟هَلْ يُرْضِيكَ اَخِي شَارِبَ الْخَمْر وَهَلْ يُرْضِي ضَمِيرَكَ اَنْ يَكُونَ الشَّيْطَانُ اَغْلَى عِنْدَكَ مِنَ رَبِّكَ وَاَوْلَادِك؟ هَلْ يَرْضَى ضَمِيرُكَ الْحَيُّ الصَّاحِي اَنْ تَتَّخِذَهُ صَاحِباً وَصَدِيقاً وَحَبِيباً وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{اِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً اِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ(اِلَى شُرْبِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْعِجْلِ فِي قُلُوبِهِمْ قَبْلَ بُطُونِهِمْ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ وَالْفَوَاحِشِ مِنْ اَجْلِ طَمْسِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ فِي نُفُوسِهِمْ{لِيَكُونُوا مِنْ اَصْحَابِ السَّعِير( فَمَا زَالَ الدَّوَاءُ مَوْجُوداً اَخِي وَاَرْجُوكَ اَنْ تَرْحَمَ نَفْسَكَ وَاَوْلَادَكَ وَمُجْتَمَعَكَ وَخَالِقَكَ مِنْ هَذَا الظُّلْمِ الْعَظِيمِ حَتَّى يَرْحَمَكَ سُبْحَانَهُ اَيْضاً{اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم(نَعَمْ اَخِي لَقَدْ اَشْرَكْتَ هَوَاكَ وَكَيْفَكَ وَبَسْطَكَ وَلَذَّتَكَ الشَّيْطَانِيَّةَ الْمُحَرَّمَة مَعَ عِبَادَةِ اللهِ حَتَّى تَغَلَّبَ حُبُّكَ لِلشَّيْطَانِ وَعَمَلِهِ الْخَمْرِيِّ وَالْمَيْسَرِيِّ عَلَى حُبِّكَ لِلهِ حَتَّى اَصْبَحَ هَوَاكَ اِلَهاً مَعْبُوداً مِنْكَ مِنْ دُونِ الله حَتَّى وَصَلْتَ اِلَى نَتِيجَةٍ مَاْسَاوِيَّةٍ جِدّاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَفَرَاَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ اِلَهَهُ هَوَاهُ اَفَاَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا؟ اَمْ تَحْسَبُ اَنَّ اَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ اَوْ يَعْقِلُون اِنْ هُمْ اِلَّا كَالْاَنْعَامِ بَلْ هُمْ اَضَلُّ سَبِيلَا( وَمَا زَالَ هُنَاكَ اَمَلٌ كَبِيرٌ لَكَ اَخِي حَتَّى تَعُودَ اِلَى الله؟ وَلَكِنْ عَلَيْكَ اَنْ تُسْرِعَ كَثِيراً جِدّاً قَبْلَ فَوَاتِ الْاَوَانِ يَا مِسْكِين؟ وَنَبْدَاُ بِالْمُشَارَكَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى بَرَكَةِ الله؟ وَمَا تَوْفِيقِي اِلَّا بِالله؟ وَقَدْ سَاَلَنِي سَائِل؟ مَاهُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ مَكَّةَ وَبَكَّةَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم ؟وَفِي الْحَقِيقَة فَاِنِّي لَمْ اُعْطِ فَرِيضَةَ الْحَجِّ حَقَّهَا مِنَ الْمُشَارَكَاتِ الْكَافِيَة؟ وَلِذَلِكَ اَجِدُنِي مُضْطَّرَّةً اِلَى الِاكْتِفَاءِ بِهَذِهِ الْمُشَارَكَةِ عَلَى اَمَلِ الْعَوْدَةِ اِلَيْهَا لَاحِقاً فِي وَقْتِهَا اِنْ شَاءَ الله؟ نَعَمْ اَخِي هَذِهِ الْبَلْدَةُ الطَّيِّبَةُ الطَّاهِرَةُ الَّتِي هِيَ مَصْدَرُ الْاَنْوَارِ الرَّبَّانِيَّةِ وَهِيَ مَكَّة؟ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبَيْتِ الْحَرَام؟ بِمَا فِيهِ مِنَ الْكَعْبَةِ الشَّرِيفَةِ الْمُطَهَّرَة؟ نَعَمْ اَخِي هَذِهِ هِيَ الْمَحَاوِرُ الثَّلَاثَةُ الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا الْمُؤْمِنُ اَيَّمَا تَعَلُّق؟ وَكُلَّمَا زَارَهَا ازْدَادَ شَوْقاً اِلَيْهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ خَلِيلِهِ اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{وَاجْعَلْ اَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي اِلَيْهِمْ(هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ تَهْوِي؟ وَتَهْوَى؟ وَكَلِمَة تَهْوَى بِمَعْنَى تَمِيلُ بِاِرَادَتِهَا؟ وَاَمَّا كَلِمَةُ تَهْوِي فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ بِمَعْنَى تَمِيلُ بِغَيْرِ اِرَادَتِهَا؟ نَقُولُ فُلانٌ يَهْوِي مِنْ قَلْبِهِ بِمَعْنَى اَنَّهُ بِمُجَرَّدِ اَنْ يَهْوِيَ لَايَتَمَالَكُ قَلْبَهُ وَلَانَفْسَه؟ وَهَكَذَا هُوَ حُبُّ بَيْتِ اللهِ الْحَرَام شَيْءٌ لَاتَتَمَالَكُهُ النَّفْس؟ حَتَّى قَالَ الْمُتَصَوِّفُونَ فِي قَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَاَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَاْتُوكَ رِجَالاً(اَنَّ كَلِمَةَ رِجَالاً هُنَا بِمَعْنَى مُشَاةً{وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَاْتِين مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق{بِمَعْنَى رُكْبَاناً عَلَى النُّوقِ اَوِ الْجِمَالِ اَوِ الْاِبِلِ الضَّامِر؟ وَكَلِمَة ضَامِر هِيَ مَجْمُوعَةُ الْاِبِل؟ وَسُمِّيَتَ ضَامِراً بِسَبَبِ ضُمُورِ بَطْنِهَا وَنَحَافَتِهَا( قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لِمَاذَا تَسْتَشْهِدِينَ بِاَقْوَالِ الْمُتَصَوِّفَةِ اَيَّتُهَا الاخت سندس؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ اَنَا لَا اُؤْمِنُ بِخُرَافَاتِ الْمُتَصَوِّفَة؟ وَخَاصَّةً مِنْهَا تِلْكَ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِعَقِيدَةِ التَّوْحِيد؟ وَلَكِنّنِي لَا اَسْتَطِيعُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ اُنْكِرَ فَضْلَ هَؤُلَاءِ بِالتَّعَمُّقِ فِي الْمَعَانِي؟ وَنَحْنُ اَحَقُّ بِهَا مِنْهُمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِن اَيْنَمَا وَجَدَهَا فَهُوَ اَحَقُّ بِهَا(وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ دِينَنَا الْاِسْلَامِيَّ يَاْبَى عَلَيْنَا اِلَّا اَنْ نُعْطِيَ لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّه؟ لِاَنَّهُ دِينُ الْاَمَانَةِ الْعِلْمِيَّةِ الْكُبْرَى؟ وَلِاَنَّهُ دِينُ {وَلَايَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى اَلَّا تَعْدِلُوا اِعْدِلُوا هُوَ اَقْرَبُ لِلتَّقْوَى؟وَلَاتَنْسَ اَخِي اَيْضاً قَوْلَهُ تَعَالَى{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاء(سَوَاءٌ كَانُوا مُسْلِمِينَ اَوْ غَيْرَ مُسْلِمِين{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اُوتِيَ خَيْراً كَثِيرَا(وَقَدْ يَهْدِيهِ اللهُ بِسَبَبِ هَذِهِ الْحِكْمَةِ اِلَى الْحَقِّ بِشَرْط؟ اَنْ يَسْتَعْمِلَها فِي الْخَيْرِكَمَا ذَكَرَتِ الْآيَة؟ وَاِلَّا مَاذَا تَنْفَعُهُ اِذَا اسْتَعْمَلَهَا فِي الشَّرّ؟ وَمَاذَا تَنْفَعُهُ اِذَا لَمْ يَصِلْ اِلَى رَاْسِ الْحِكْمَةِ وَهُوَ مَخَافَةُ الله؟ وَهَلْ مِنْ مَخَافَةِ اللهِ مَا نَسْمَعُهُ مِنْ خُرَافَاتِ الْمُتَصَوِّفَةِ وَاَبَاطِيلِهِمُ الْكَثِيرَةِ وَخَاصَّةً الْاَحْبَاش وَمِنْهَا طَلَبُ الْمَدَدِ وَالْغَوْثِ مِنْ غَيْرِ الله{اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم(وَلِذَلِكَ يَا اَخِي غَيْرَ الْمُسْلِم؟ اِذَا كُنْتَ تَرْغَبُ فِي الدُّخُولِ اِلَى الْاِسْلَام؟ اَنْصَحُكَ نَصِيحَةً لِوَجْهِ الله؟ سَوْفَ تَدْعُو لِي كَثِيراً بِسَبَبِهَا؟ اَلَّا تَاْخُذَ عَقِيدَةَ التَّوْحِيدِ اِلَّا عَنِ السَّلَفِيَّةِ وَالْوَهَّابِيَّة؟ وَتَذَكَّرْ اَخِي اَنَّ عَقِيدَةَ التَّوْحِيدِ هِيَ الْاَسَاسُ الَّذِي يَقُومُ عَلَيْهِ الْاِسْلَامُ كُلُّه؟ وَلَنْ يَنْفَعَكَ شَيْءٌ مِنَ الْاِسْلَامِ اَبَداً اِذَا كَانَتْ عَقِيدَتُكَ التَّوْحِيدِيَّةُ فِيهَا خَلَلٌ بَسِيطٌ وَلَوْ بِمِقْدَارِ وَاحِدٍ فِي الْمِائَة؟ وَاَمَّا الْاَحْكَامُ الشَّرْعِيَّة وَخَاصَّةً اِلْمُخْتَلَفُ فِيهَا؟ فَاَنْصَحُكَ اَخِي اَلَّا تَاْخُذَهَا اِلَّا تَحْتَ رِعَايَةِ وَاِشْرَافِ عُلَمَاءِ الِفِقْهِ الْمُقَارَنِ وَالْحَدِيث؟ لِاَنَّهُمْ يَتَقَيَّدُونَ بِالْاَمَانَةِ الْعِلْمِيَّةِ فِي بَيَانِهَا بِعَكْسِ السَّلَفِيَّةِ وَالْوَهَّابِيَّةِ الْمُتَعَصِّبِينَ لِرَاْيٍ وَاحِدٍ فِيهَا؟ وَهَذِهِ هِيَ الْخِيَانَةُ الْعِلْمِيَّةُ الْعُظْمَى بِعَيْنِهَا؟ فَانْتَبِهْ جَيِّداً اَخِي اِلَى هَذِهِ الْمُقَارَنَاتِ الَّتِي اَذْكُرُهَا؟ لِاَنَّكَ اَخِي تَعَوَّدْتَّ دَوْماً قَبْلَ اِسْلَامِكَ عَلَى الدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ؟ وَعَدَمِ اِلاسْتِبْدَادِ بِالرَّاْيِ الْوَاحِدِ؟ وَتَقَبُّلِ الرَّاْيِ الْآخَرِ وَلَوْ كَانَ مُخَالِفاً اِذَا كَانَ لَدَيْهِ اَدِلَّةٌ شَرْعِيَّةٌ تُسْعِفُه؟وَعَلَيْكَ اَخِي بِالْقَاعِدَةِ الْفِقْهِيَّةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تَقُول رَاْيُ غَيْرِي خَطَاٌ يَحْتَمِلُ الصَّوَاب؟ وَرَاْيِي صَوَابٌ يَحْتَمِلُ الْخَطَاْ؟ وَاَضْرِبُ لَكَ اَخِي بَعْضَ الْاَمْثِلَة؟ وَنَبْدَاُ بِمَسْاَلَةِ تَلْقِينِ الْمَيِّتِ بَعْدَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَقَبْلَ دَفْنِهِ؟ مِنْ اَجْلِ اسْتِئْنَاسِهِ بِمَنْ يُصَلِّي عَلَيْه؟ لِاَنُّهُ انْتَقَلَ اِلَى جَوٍّ جَدِيدٍ غَرِيبٍ عَلَيْهِ تَمَاماً لَمْ يَتَعَوَّدْ عَلَيْهِ سَابِقاً؟ وَمِنْ اَجْلِ مُسَاعَدَتِهِ عَلَى التَّرْكِيزِ فِي الْاِجَابَةِ عِنْدَ سُؤَالِ الْمَلَكَيْن؟ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ السَّلَفِيَّةِ وَالْوَهَّابِيَّةِ اَنَّ تَلْقِينَ الْمَيِّتِ بِدْعَة؟ مِمَّا اَدَّى اِلَى حُدُوثِ خِلَافٍ كَبِيرٍ بَيْنَ الشَّبَابِ عِنْدَنَا تَطَوَّرَ اِلَى تَدَابُرٍ وَتَخَاصُم ٍبَيْنَهُمْ لَامُبَرِّرَ لَه؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ كَلَامُكُمْ صَحِيحٌ تَمَاماً؟ وَفِعْلاً هُنَاكَ بَعْضُ الفُقَهَاءِ يَقُولُونَ بِالْبِدْعَةِ لِمَنْ لَقَّنَ الْمَيِّت؟ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ لِاَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُمُ الدَّلِيلُ الشَّرْعِيُّ عَلَى هَذَا التَّلْقِين؟ وَلَكِنْ حِينَمَا يَقُولُ فَقِيهٌ آَخَرُ اَنَّ تَلْقِينَ الْمَيِّتِ مَنْدُوبٌ اَوْ مُبَاح؟ فَمَنْ اَنْتُمْ حَتَّى تَقُولُوا بِالْبِدْعَة؟ حَتَّى وَلَوْ قَالَ اَحْمَدُ وَمَالِكُ وَالشَّافِعِيُّ عَنْهُ اَنَّهُ بِدْعَة؟ وَلِكِنْ قَالَ بَقِيَّةُ الْفُقَهَاءِ اَنَّهُ لَيْسَ بِدْعَة؟ فَلَا يَحِقُّ لِي وَلَا لَكَ اَخِي اَنْ نَقُولَ عَنْهُ اَنَّهُ بِدْعَة؟ نَعَمْ هُوَ اِمَامٌ فِقْهِيٌّ عَظِيم يَحِقُّ لَهُ اَنْ يَقُولَ عَنْهُ بِدْعَة؟ لِاَنَّهُ مَعْذُورٌ لَمْ تُسْعِفْهُ الْاَدِلَّةُ عَلَى الْقَوْلِ بِاسْتِحْبَابِهِ؟ وَلَكِنَّهَا اَسْعَفَتْ غَيْرَهُ مِنَ الْفُقَهَاءِ عَلَى ذَلِكَ الْقَوْلِ بِتَوْفِيقٍ مِنَ الله؟ وَسُبْحَانَ الله فَاِنَّكَ اَخِي سَتَرَى مِنَ الْاَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ مَا اَسْعَفَ الْاَقَلِيَّةَ مِنَ الْفُقَهَاء وَلَمْ يُسْعِفِ الْاَكْثَرِيَّةً مِنْهُمْ كَمَا سَيَاْتِي فِي نِهَايَةِ الْمُشَارَكَةِ اِنْ شَاءَ الله؟ اَمَّا اَنَا وَاَنْتَ اخي فَلَا يَحِقُّ لَنَا اَبَداً اَنْ نَقُولَ اَنَّهُ بِدْعَة؟ وَمَنْ اَنَا وَاَنْتَ اَخِي حَتَّى نَقُولَ بِذَلِك؟ نَحْنُ تَلَامِيذُ التَّلَامِيذ؟ وَلَسْنَا فُقَهَاء؟نَعَمْ نَحْنُ جَمِيعُنَا تَلَامِيذُ مَنْ كَانَ تِلْمِيذاً لِلْاِمَامِ جَعْفَرُ الصَّادِق؟ وَالَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسِهِ رَحِمَهُ الله؟ لَوْلَا السَّنَتَان؟ اَللَّتَانِ قَضَاهُمَا يَتَعَلَّمُ عِنْدَ الْاِمَامِ الصَّادِقِ الْاِيمَانِ؟ لَهَلَكَ اَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَان؟ نَعَمْ اَعْتَبِرُ نَفْسِي تِلْمِيذَةً صَغِيرَةً جِدّاً بِالْمُقَارَنَةِ مَعَ هَؤُلَاءِ الْعُظَمَاءِ مِنْ اَئِمَّةِ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَةِ رَحِمَهُمُ اللهُ بَعْدَ كُلِّ هَذَا الْعِلْمِ الَّذِي اَعْطَانِيهِ سُبْحَانَه؟ وَلِذَلِكَ اَخِي مَاذَا فَعَلَ الْحَنِفِيَّةُ مِنْ اَجْلِ فَضِّ الْخِلَاف؟ هَلْ هَجَمُوا بِالْعُصِيِّ وَالسَّكَاكِينِ عَلَى مَنْ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْح؟ هَلْ قَالُوا بِالْبِدْعَةِ لِمَنْ يُلَقِّنُ مَيِّتاً؟ مَعَاذَ الله؟ بَلْ قَالُوا عَنِ التَّلْقِينِ لَايُؤْمَرُ بِهِ وَلَايُنْهَى عَنْه؟ فَاِذَا كَانَ كِبَارُ الْفُقَهَاءِ يَقُولُونَ ذَلِك؟ فَمَنْ نَحْنُ حَتَّى نَشُذَّ عَنْهُمْ؟ ثُمَّ تَرَى الْبَعْضَ مِنْ مَدْرَسَةِ الْحَدِيثِ يَقُولُونَ لَكَ اَخِي وَبِكُلِّ ثِقَة؟ وَكَاَنَّهُ لَارَاْيَ اِلَّا رَاْيُهُمْ؟ وَلَايُوجَدُ فِي الْوُجُودِ اِلَّا رَاْيُهُمْ؟ وَهَذَا هُوَ اِلاسْتِبْدَادُ غَيْرُ الْفِقْهِيِّ بِالرَّاْيِ الَّذِي يَمْقُتُهُ الْاِسْلَامُ؟ حِينَمَا يَقُولُونَ لَكَ اَخِي مَثَلاً؟ اِذَا لَمْ تَقْرَأْ وَرَاءَ الْاِمَامِ فَصَلَاتُكَ بَاطِلَة؟ مَنْ قَالَ لَكُمْ ذَلِك؟ لِمَاذَا تَتَجَاهَلُونَ الرَّاْيَ الْآَخَرَ لِلْاَحْنَافِ الَّذِينَ يَعْتَبِرُونَ الْقِرَاءَةَ وَرَاءَ الْاِمَامِ مَكْرُوهَة؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ صَلَاةً سِرِّيَّة فَهُمْ يَقُولُونَ بِكَرَاهَتِهَا اَيْضاً؟ وَاَمَّا الْبَعْضُ الْآخَرُ مِنَ الْفُقَهَاءِ فَيَقُولُونَ بِالْقِرَاءَةِ اِذَا كَانَتْ سِرِّيَّة وَبِعَدَمِهَا اِذَا كَانَتْ جَهْرِيَّة؟ فَمَنْ اَنْتَ اَخِي السَّلَفِيّ اَوِ الْوَهَّابِيّ اَوِ الشَّافِعِيّ اَوِ الْمَالِكِيّ اَوِ الْحَنْبَلِيّ اَوِ الْحَنَفِيّ؟ مَنْ اَنْتَ حَتَّى تُنَصِّبَ مِنْ نَفْسِكَ حَكَماً بَيْنَ الْفُقَهَاء لَهُمْ اَوْ عَلَيْهِمْ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى قَتْلِ الْوَقْتِ وَضَيَاعِهِ فِي اَمْثَالِ هَذِهِ الْخِلَافَات؟ وَقَدْ قَامَ الْفُقَهَاءُ قَدِيماً بِفَضِّهَا وَاَرَاحُونَا مِنْ تَبِعَاتِهَا؟ وَاَسْتَمِيحُكُمْ عُذْراً؟ وَلَاتُؤَاخِذُونِي فِيمَا سَاَقُول؟ وَمَعْذِرَةً لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَة؟ فَاِنَّنَا مَعَ الْاَسَفِ نَرَى بَعْضَ الْعُلَمَاءِ مَعَ احْتِرَامِي الشَّدِيدِ لَهُمْ عَلَى فَضَائِيَّاتِ التِّلْفَازِ وَاِذَاعَاتِ الرَّادْيُو يَتَبَنَّوْنَ رَاْياً وَاحِداً؟وَكَاَنَّهُ لَايُوجَدُ فِي التُّرَاثِ الْفِقْهِيِّ الْاِسْلَامِيِّ الْعَظِيمِ سِوَى هَذَا الرَّاْي؟ وَاَمَّا مَا عَدَاهُ مِنَ الْآرَاءِ فَاِنَّهُمْ يَضْرِبُونَ بِهَا عُرْضَ الْحَائِط؟ وَلِذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ اِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ قَالَ اِسْتَغْفِرُوا لِاَخِيكُمْ فَاِنَّهُ الْآنَ يُسْاَل وَاسْاَلُوا لَهُ التَّثْبِيت(وَهُنَا اُرِيدُ اَنْ اَلْفِتَ نَظَرَكُمْ اِلَى شَيْءٍ هَامّ؟ عَنْ أيِّ تَثْبِيتٍ يَتَحَدَّثُ رَسُولُ اللهِ اِذَا لَمْ يَكُنْ قَدْ سَبَقَهُ تَلْقِين؟بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَذَكِّرْ فَاِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِين(قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَهَلْ تَنْفَعُ الذِّكْرَى بَعْدَ الْمَوْت؟ وَاَقُولُ نَعَمْ قَدْ تَنْفَع؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ؟ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ؟ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِين(وَلَكِنَّهَا مَعَ الْاَسَفِ لَمْ تَنْفَعْهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنْ كَانَتْ اِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَاِذَا هُمْ خَامِدُون(وَلَكِنَّهَا نَفَعَتْ بَعْضَ الْاَحْيَاءِ مِنْ اِخْوَانِ الشَّهَدَاءِ الْاَمْوَاتِ الَّذِينَ{يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ اَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُون(فَهُنَاكَ اتِّصَالٌ اَكِيدٌ بَيْنَ عَالَمِ الْاَمْوَاتِ وَعَالَمِ الْاَحْيَاء؟ يَسْمَحُ سُبْحَانَهُ مِنْ خِلَالِهِ لِلْاَمْوَاتِ اَنْ يَسْمَعُوا تَلْقِينَ الْاَحْيَاءِ لَهُمْ بِقَوْلِ الْاَحْيَاءِ لَهُمْ مَثَلاً يَا اَخَانَا يَامَنْ فَارَقْتَنَا وَاَنْتَ عَلَى الطَّاعَةِ لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نَرْجُو اللهَ سُبْحَانَهُ اَنْ يُطْلِقَ لِسَانَكَ عِنْدَ سُؤَالِ الْمَلَكَيْنِ بِقَوْلِكَ رَبِّيَ الله؟ وَمُحَمَّدٌ نَبِيِّي؟ وَالْقُرْآنُ كِتَابِي؟ وَالْاِسْلَامُ دِينِي؟ وَبَيْتُ اللهِ الْحَرَامُ قِبْلَتِي؟وَمِتُّ وَعِشْتُ عَلَى الشَّهَادَتَيْن؟ اَلْاُولَى كَلِمَةُ الْاِقْرَارِ بِالتَّوْحِيد لَا اِلَهَ اِلَّا الله؟ وَالثَّانِيَة كَلِمَةُ الْاِقْرَارِ بِالرِّسَالَةِ لِمُحَمَّدٍ رَسُولِ الله؟ وَهُوَ كَلَامٌ طَيِّبٌ لَطِيف؟ ثُمَّ بَعْدَ دَفْنِهِ نَقُول اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَثَبِّتْهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَفِي الْقَبْرِ وَهُوَ بِدَايَةُ الْآخِرَة؟ ثُمَّ نَاْتِي بَعْدَ ذَلِكَ اِلَى قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ عَلَى الْاَمْوَات؟ فَلَا تَسْمَعُ اَخِي مِنْ هَؤُلَاءِ الْبِدْعِيِّين اِلَّا اَنَّهَا بِدْعَة وَلَايَجُوزُ قِرَاءَتُهَا عَلَى الْاَمْوَات؟وَاَقُولُ لِهَؤُلَاء مَنْ قَرَاَهَا اَوْ لَمْ يَقْرَاْهَا فَهُوَ حُرٌّ وَلَا اِثْمَ عَلَيْه؟ لَكِنْ اِيَّاكُمْ اَنْ تَقُولُوا عَنْهَا بِدْعَة؟ لِاَنَّ هُنَاكَ فَرِيقاً آخَرَ مِنَ الْفُقَهَاءِ يَقُولُونَ اَنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ تَنْفَعُ الْمَيِّت؟ وَبَعْضُهُمْ قَالَ لَاتَنْفَعُه؟ وَلِذَلِكَ اِيَّاكُمْ اَنْ تَجْعَلُوا مِنْ عَوَامِّ النَّاسِ الْبَسَطَاءِ الْعَادِيِّينَ عِنْدَكُمْ يَتَطَاوَلُونَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءِ بِسَبَبِ تَعَصُّبِكمْ لِرَاْيٍ وَاحِد؟ وَقَدْ يَعْذُرُهُمُ اللهُ بِسَبَبِ جَهْلِهِمْ وَاِهْمَالِكُمْ لِتَاْدِيبِهِمْ؟ وَلَكِنَّ اللهَ لَنْ يَعْذُرَكُمْ اَبَداً؟بَلْ اَنْتُمْ تَتَحَمَّلُونَ ذُنُوبَ تَطَاوُلِهِمْ عَلَى الْفُقَهَاءِ باِلْكَامِل دُونَ اَنْ يَنْقُصَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ شَيْء؟ وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ رَسُولِ الله[مَنْ كَفَّرَ مُؤْمِناً فَقَدْ كَفَر( وَكَذَلِكَ مَنِ اتَّهَمَ مُؤْمِناً بِالنِّفَاقِ اَوِ الْبِدْعَةِ فَقَدْ رَجَعَتْ عَلَيْهِ وَبَاءَ بِهَا اِنْ كَانَ كَاذِباً؟وَتَذَكَّرُوا اَنَّ لُحُومَ الْعُلَمَاءِ مَسْمُومَة وَخَاصَّةً اَصْحَابُ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَة؟ وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ رَسُولِ الله{مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَاَنَّمَا خَسِرَ اَهْلَهُ وَمَالَه(وَمَعَ ذَلِكَ مَاعَابَ الْمُسَافِرُ الصَّائِمُ عَلَى الْمُسَافِرِ الْمُفْطِرِ فِي رُخْصَةِ السَّفَر؟مَعَ اَنَّ الصِّيَامَ اَفْضَلُ لِلْقَادِرِ عَلَيْهِ بِشَرْط؟ اِذَا لَمْ يَكُن مَرِيضاً اَوْ يَخْشَى مِنَ الْمَرَض ِاَوْ مُضَاعَفَاتِهِ بِسَبَبِ الصِّيَام؟ وَمَاعَابَ الْمُتَقَدِّمُ عَلَى الْمُتَاَخِّرِ فِي غَزْوَةِ بَنِي قُرَيْظَة حِينَمَا صَلَّاهَا بَعْضُ الْاَصْحَابِ الْكِرَامِ مُتَاَخِّرِينَ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ غَيْرَ مُضْطَّرِين؟ وَمَاعَابَ هَؤُلَاءِ الْمُتَاَخِّرُونَ عَلَى الْاَوَّلِينَ حِينَمَا خَالَفُوا وَصِيَّةَ رَسُولِ اللهِ غَيْرَ مُضْطَّرِّينَ فِي قَوْلِهِ[لَايُصَلِيَنَّ اَحَدٌ مِنْكُمُ الْعَصْرَ اِلّا فِي بَنِي قُرَيْظَة(وَمَاعَابَ رَسُولُ اللهِ عَلَى اَحَدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْن؟ لِاَنَّ الْاَوَّلِينَ الْمُتَقَدِّمِينَ فَهِمُوا مِنَ الْحَدِيثِ اَنَّ رَسُولَ اللهِ مَا اَرَادَ مِنْهُمْ تَاْخِيرَ الصَّلَاةِ اِلَى مَابَعْدَ الْمَغْرِب؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ لَم يَاْخُذُوا كَلَامَ رَسُولِ اللهِ عَلَى اِطْلَاقِهِ اَوْ ظَاهِرِهِ اَوْ بِحَرْفِيَّةٍ صَارِمَةٍ كَمَا يَفْعَلُ الْوَهَّابِيُّونَ وَالسَّلِفِيُّونَ مُتَجَاهِلِينَ قَوْلَ الله{وَمَا اَرْسَلْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ اَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ(يَعُزُّ عَلَيْهِ بِمَعْنَى يَصْعُبُ عَلَيْهِ وَيَتَاَلَّمُ مِنْ اِحْرَاجِكُمْ وَعَنَتِكُمْ وَمَشَقَّتِكُمْ وَتَعَبِكُمْ وَيُشْفِقُ عَلَيْكُمْ مِنْ قَوْمٍ مُتَعَنِّتِينَ لِلرَّاْيِ الْوَاحِدِ وَيُرِيدُونَ اَنْ يُوقِعُوكُمْ اَيْضاً فِي الْعَنَتِ وَالْحَرَجِ وَالْمَشَقَّةِ الشَّدِيدَة {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيم( وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْحَنَفِيَّةَ لَمْ يَتَعَنَّتُوا حِينَمَا لَمْ يَاْخُذُوا كَلَامَ رَسُولِ اللهِ عَلَى اِطْلَاقِهِ اَوْ ظَاهِرِهِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ فَهِمُوا مِنْ كَلَامِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُوَ الرَّحْمَةُ الْمُهْدَاةُ اِلَى النَّاسِ جَمِيعاً وَمِنْهُمُ الْفُقَرَاء؟ اَنَّ صَاعاً مِنْ بُرٍّ اَوْ تَمْرٍ اَوْ شَعِيرٍ قَدْ يَكُونُ غِذَاءً اَسَاسِيّاً لِلْفُقَرَاءِ فِي بَعْضِ الْبُلْدَان؟ وَقَدْ يَكُونُ مَفْقُوداً فِي بَلَدٍ مَا وَيَحْتَاجُهُ الْفُقَرَاءُ بِشِدَّة؟ وَقَدْ تُنْقِذُهُمْ تَمْرَةٌ وَاحِدَةٌ اَوْ نِصْفُ تَمْرَةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنَ الْمَوْتِ جُوعاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَصَدَّقْ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة؟ وَلَكِنَّهُمْ فَهِمُوا اَيْضاً مِنْ هَذَا الصَّاعِ اَنَّهُ قَدْ يَكُونُ فَائِضاً وَبِكَثْرَةٍ عَنْ حَاجَاتِ اَهْلِ الْبَلَدِ فُقَرَاءَ وَاَغْنِيَاءَ وَلَيْسُوا بِحَاجَتِه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ رَاَوْا اَنَّ مِنْ مَصْلَحَةِ الْفَقِيرِ وَالرَّحْمَةِ الْمُهْدَاةِ لَهُ وَبِهِ اَنْ يَكُونَ اِخْرَاجُ صَدَقَةِ الْفِطْرِ نَقْداً؟ وَالْفَقِيرُ بَعْدَ ذَلِكَ اَدْرَى بِحَاجَتِه؟ كَمَا اَنَّ الْوَهَّابِيِّينَ مِنْ اَهْلِ مَكَّة اَدْرَى بِشِعَابِهَا؟ وَلَكِنَّهُمْ مَعَ الْاَسَفِ لَيْسُوا اَدْرَى بِمَصْلَحَةِ الْفُقَرَاءِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ بِمَا فِيهَا مِنْ اِرْسَالِ هَذَا الْفَائِضِ مِنْ هَذَا الصَّاعِ مِنْ صَدَقَةِ الْفِطْرِ وَالْاُضْحِيَةِ اِلَى بُلْدَانٍ اُخْرَى فَقِيرَةٍ مَعْدُومَةٍ قَدْ تَكُونُ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ اِلَيْه؟ وَرُبَّمَا فَهِمَ السلفيون والوهابيون مِنْهُ اَنَّ رَسُولَ اللهِ اَمَرَ بِاِلْقَاءِ هَذَا الْفَائِضِ مِنَ الصَّاعِ وَالْاُضْحِيَةِ فِي الْمَزَابِلِ بِمَا فِيهِ مِنَ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ وَالْبُرِّ اَوْغَالِبِ قُوتِ الْبَلَدِ كَالْاَرُزِّ مَثَلاً؟؟ وَلِذَلِكَ قَالَ الْمُتَصَوِّفَةُ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَمْ يَقُلْ وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَاْتُون؟ وَلَوْ قَالَ سُبْحَانَهُ يَاْتُون؟ لَاَصْبَحَ الْاِتْيَانُ مُسْنَداً اِلَى اَوْ مُقْتَصِراً عَلَى الْحُجَّاجِ الَّذِينَ يَاْتُونَ مِنْ اَجْلِ اَدَاءِ الْفَرِيضَة؟ اَمَا وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ{يَاْتِين(فَاِنَّهُ يُنَادِي الْبَعِيرَ وَالْجِمَالَ وَالنُّوقَ وَالْاِبِلَ اَيْضاً؟ وَفِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ يَصِحُّ اَنْ تَقُولَ اَخِي عَنِ الضَّامِرِ اَنَّهُنَّ يَاْتِينَ كَمَا ذَكَرَتِ الْآيَة؟ وَيَصِحُّ اَنْ تَقُولَ اَيْضاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَاْتِي مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق؟ كَمَا وَيَصِحُّ اَنْ تَقُولَ اَيْضاً تَاْتِي مِنْ كُلِّ فَجٍّ اِذَا اعْتَبَرْنَا كَلِمَةَ ضَامِر مُؤَنَّثاً مَجَازِيّاً؟ بِمَعْنَى اَنَّ كَلِمَة ضَامِر يَجُوزُ اَنْ نُسَمِّيَ بِهَا الْاُنْثَى وَالذَّكَرَ اَيْضاً مِنَ الْحَيَوَان؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْجَمْعَ غَيْرَ الْعَاقِلِ مِنَ الْحَيَوَانِ وَغَيْرِهِ اِمَّا اَنْ نُفْرِدَهُ بِهَاءِ الْغَائِب كَقَوْلِنَا مَثَلاً اَلنُّوقُ رَاَيْتُهَا؟ وَاِمَّا اَنْ نَجْمَعَهُ بِنُونِ النِّسْوَةِ كَقَوْلِنَا اَلنُّوقُ رَاَيْتُهُنَّ وَفِي الْحَالَتَيْنِ يَكُونُ تَعْبِيراً لُغَوِيّاً عَرَبِيّاً صَحِيحاً؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ لَنَا شَرْعاً اَنْ نَسْتَعْمِلَ أيَّ تَعْبِيرٍمِنْ تَعَابِيرِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ اَوْمَجَازَاتِهَا لِنَجْعَلَ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ يَخْضَعُ لَهَا حَتَّى وَلَوْ كَانَ تَعْبِيراً اَوْ مَجَازاً لُغَوِيّاً عَرَبِيّاً صَحِيحاً؟ اِلَّا مَا ثَبَتَ مِنَ الرِّوَايَاتِ وَالْقِرَاءَاتِ الْمُتَوَاتِرَة؟ بِمَعْنَى اَنَّنَا لَايَجُوزُ لَنَا اَنْ نَاْتِيَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يَصِحُّ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ نَجْلِبَهُ مَعَنَا لِنُطَبِّقَهُ عَلَى الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ بِمَعْنَى اَنَّ قِرَاءَاتِ الْقُرْآنَ تَتْبَعُ الرِّوَايَةَ الْمُتَوَاتِرَةَ وَلَاتَثْبُتُ اِلَّا بِهَا؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنْ نَمْتَنِعَ عَنْ دِرَاسَةِ فِقْهِ اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الشَّامِلِ اِلَّا مَا يَتَعَلَّقُ مِنْهَا بِالْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ بَلْ اِنَّهَا تُسَاعِدُنَا كَثِيراً عَلَى فَهْمِ الْقُرْآن وَخَاصَّةً الشِّعرَ الْجَاهِلِيّ؟ بَلْ اِنَّ اَسَاتِذَةَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْاَجْنَبِيَّةِ يَحْصَلُونَ عَلَى الْاَجْرِ وَالثَّوَابِ الْاَعْظَمِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى اِذَا خَدَمُوا الْاِسْلَامَ بِهَا قِرَاءَةً وَكِتَابَةً وَاِمْلَاءً وَ نَحْواً وَاِعْرَاباً وَشِعْراً وَنَثْراً وَبَلَاغَةً وَعَرُوضاً وَتَعْبِيراً وَخَطَابَةً وَقِصَّةً وَمَسْرَحِيّةً وَرِوَايَةً وَكُلَّ مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا ضِمْنَ الْحُدُودِ الشَّرْعِيَّةِ الْمَسْمُوحِ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ قَالَ الْمُتَصَوِّفَةُ اَنَّ اللهَ اَسْنَدَ الْاِتْيَانَ اِلَى الْحَيَوَانِ كَمَا اَسْنَدَهُ اِلَى الْاِنْسَانِ فِي آيَةِ الْاَذَانِ بِالْحَجّ؟ قَالُوا حَتَّى الْحَيَوَانُ يَشْعُرُ بِالْحَنِينِ اِلَى بَيْتِ الله ِالْحَرَام وَهَالَتِهِ وَهَيْبَتِهِ وَتَعْظِيمِه؟ وَلَيْسَ الْاِنْسَانُ فَقَطْ مَنْ يَشْعُرُ بِذَلِك؟ وَلِذَلِكَ حِينَمَا كَانَ الْفِيلُ يُوَجَّهُ اِلَى الْكَعْبَةِ مِنْ اَجْلِ هَدْمِهَا فِي عَهْدِ الطَّاغِيَةِ اَبْرَهَةَ الْحَبَشِيّ؟ كَانَ اَعْدَاءُ اللهِ يَضْرِبُونَهُ بِالْحَدِيدِ وَالنَّارِ وَهُوَ جَامِدٌ فِي مَكَانِهِ لَايَتَحَرَّكُ اَبَداً؟ وَلَكِنَّهُ بِمُجَرَّدِ اَنْ يُوَجَّهَ اِلَى غَيْرِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ فَاِنَّهُ يَتَجَاوَبُ مَعَ صَاحِبِهِ وَيَمْشِي؟ وَحِينَمَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يُرِيدُ فَتْحَ مَكَّةَ كَاَنَّهُ دَارَ فِي خَلَدِهِ وَعَقْلِهِ اَنَّهُ لَابُدَّ مِنَ الْقِتَال؟ فَلَمَّا وَصَلَتِ النَّاقَةُ قَرِيباً مِنْ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ حَرَنَتْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام لَقَدْ خَلَاَتِ النَّاقَةُ بِمَعْنَى حَرَنَتْ وَتَوَقَّفَتْ وَاَحْجَمَتْ وَامْتَنَعَتْ وَمَا هُوَ بِخُلُقٍ لَهَا؟ بِمَعْنَى لَيْسَ هَذَا مِنْ عَادَتِهَا اَوْ طَبْعِهَا؟ وَاِنَّمَا حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيل؟ فَلَمَّا صَفَّى النَّبِيُّ الْكَرِيمُ نَوَايَاهُ وَلَمْ يَعُدْ يُرِيدُ الْقِتَال؟ فَاِذَا بِالنَّاقَةِ عَلَى الْفَوْرِ تَتَوَجَّهُ اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَام؟ وَلَاتَظُنَّنَّ اَخِي اَنَّ الْحَيَوَانَ مَعْدُومٌ مِنَ الْمَشَاعِرِ وَالْاَحَاسِيس؟ بَلْ عِنْدَهُ مَشَاعِرُ تَلِيقُ بَحَيَوَانِيَّتِهِ كَمَا خَلَقَهُ سُبْحَانَهُ وَاَرَادَ لَهُ فِي تَقْدِيرِهِ الْحَكِيم؟ وَلِذَلِكَ اَسْنَدَ سُبْحَانَهُ الْاِتْيَانَ وَ الْمَجِيءَ اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَام اِلَى النُّوقِ اللَّاتِي وَاللَّائِي وَاللَّوَاتِي{يَاْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق******كَذَلِكَ قَالَ سُبْحَانَهُ عَلَى لِسَانِ خَلِيلِهِ اِبْرَاهِيم {فَاجْعَلْ اَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي اِلَيْهِمْ(وَفِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ يُقَالَ هَوَى بِمَعْنَى مَالَ اِلَى الشَّيْء؟ وَالْفِعْلُ الْمُضَارِعُ مِنْهُ هُوَ يَهْوَى؟وَقَدْ تَاْتِي هَوَى بِمَعْنَى وَقَعَ اَوْ سَقَطَ مِنْ فَوْقٍ اِلَى تَحْت؟ فَاِذَا جَاءَتْ بِهَذَا الْمَعْنَى فَاِنَّ الْفِعْلَ الْمُضَارِعَ فِي هَذَا الْمَعْنَى هُوَ يَهْوِي؟ لِاَنَّ الْهَاوِي بِمُجَرَّدِ سُقُوطِهِ عَنِ الْبَلَكُونِ اَوِ الْبَرَانْدَا اَوْ مَكَانٍ مُرْتَفِع؟ فَاِنَّهُ لَايَمْلِكُ نَفْسَهُ وَيَنْزِلُ وَيَسْقُطُ رَغْماً عَنْهُ؟ وَلَاتَكُونُ لَهُ اِرَادَةٌ لِيُوقِفَ نَفْسَهُ وَيَنْجُو؟ وَكَذِلِكَ حُبُّ بَيْتِ اللهِ الْحَرَام يَتَغَلَّبُ عَلَى مَشَاعِرِ النَّاسِ بِاُعْجُوبَة وَيُحِبُّونَهُ رَغْماً عَنْهُمْ وَلَايَسْتَطِيعُونَ التَّوَقُّفَ عَنْ حُبِّهِ وَتَعْظِيمِهِ؟ وَخَاصَّةً حِينَمَا تَقُومُ اَخِي بِشَعَائِرِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؟ فَاِنَّكَ لَاتَذْكُرُ اَحَداً مِنْ اَهْلِكَ اَوْ بَلَدِكَ اَوْ أيَّ شَيْءٍ آخَر؟ بَلْ تَنْسَاهُمْ جَمِيعَهُمْ؟ وَسُبْحَانَ الله فَاِنَّكَ اَخِي بِمُجَرَّدِ اَنْ تَنْتَهِيَ مِنْ شَعَائِرِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؟ فَاِنَّكَ تَتَمَنَّى اَنْ تَعُودَ اِلَى بَلَدِك؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَوْ بَقِيَ التَّعَلُّقُ كَمَا كَانَ كَاَوِّلِهِ لَمَا غَادَرَ اَحَدٌ بَيْتَ اللهِ الْحَرَام؟ وَلَكِنْ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ اَخِي اَنَّ مُهِمَّتِكَ قَدِ انْتَهَتْ مِنْ عِبَادَةٍ لَهَا وَقْتُهَا الْخَاصّ فَاذْهَبْ اِلَى بَلَدِكَ بِاَخْلَاقِ الْحَاجّ؟ لِاَنَّكَ حِينَمَا تَزُورُ بَيْتَ اللهِ الْحَرَام؟ فَاِنَّكَ تَزُورُ اللهَ عَزَّ وَجَلّ؟ فَيَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ يَتَغَيَّرَ حَالُك؟ وَاَنْ يَزُولَ مِنْ نَفْسِكَ كُلُّ شَيْءٍ يُغْضِبُ اللهَ تَعَالَى؟ وَلِذَلِكَ قَالَ الْعُلَمَاء عَلَامَةُ قَبُولِ الْحَجِّ عِنْدَ الله اَنْ يَعُودَ الْحَاجُّ اَفْضَلَ مِمَّا كَانَ عَلَيْه؟ وَعَلَامَةُ عَدَمِ الْقَبُولِ وَالْعَيَاذُ بِالله اَنْ يَعُودَ الْحَاجُّ شَرّاً مِمَّا كَانَ عَلَيْه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْحَجَّ عِبَادَةٌ كَاشِفَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا تَكْشِفُ عَنْ مَعْدَنِ الْاِنْسَان؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ يَغْضَبُ غَضَباً شَدِيداً وَلَايُرِيدُ مِنَ الْحَاجِّ اَنْ يَكُونَ كَمَا يَقُولُ الْعَوَامُّ مِنَ الْكَلَامِ الْقَاسِي الَّذِي لَايَجُوزُ اَنْ نُذِيعَهُ بَيْنَ النَّاسِ دَائِماً حَتَّى لَانُشَوِّهَ الْعِبَادَة فِي اَعْيُنِ الْجُهَّالِ الْحَمْقَى الْاَغْبِيَاءِ السُّفَهَاءِ مِنَ النَّاس؟ وَهُوَ قَوْلُهُمْ رَاحَ اِلَى الْحَجِّ قَدُّوماً وَرَجَعَ مِنْهُ مِنْشَاراً؟ وَفِعْلاً هُمْ صَادِقُونَ فِي هَذَا الْكَلَام عَنْ بَعْضِ الْحُجَّاج؟ وَلَكِنْ اُنَاشِدُ ضَمِيرَ هَؤُلَاءِ وَوُجْدَانَهُمْ بِقَوْلِي؟ هَلْ كَلَامُكُمْ هَذَا نَابِعٌ مِنْ تَقْوَى قُلُوبِكُمْ؟اَمْ اَنْتُمْ مِنْ اَهْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضَا(هَلْ اَنْتُمْ تُعَظِّمُونَ شَعَائِرَ اللهِ بِهَذَا الْكَلَام وَمِنْهَا الْحَجُّ وَالْعُمَرَةُ اَمْ تَحْتَقِرُونَهَا{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَاِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب(اَللهُ اَعْلَمُ بِنَوَايَاكُمْ وَسَيُحَاسِبُكُمْ عَلَيْهَا حِسَاباً شَدِيداً فِي حَرِيقِ الْجَحِيم اَوْ فِي جِنَانِ النَّعِيم{وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ(منكم؟مَاهُوَ ذَنْبُ عِبَادَةِ الْحَجّ اِذَا لَمْ يَنْتَهُوا عَنِ الْفُسُوقِ فِي الْحَجِّ وَبَعْدَ الْحَجّ؟ مَاهُوَ ذَنْبُ عِبَادَةِ الصَّلَاةِ مِنْ قَبْلِهَا اِذَا لَمْ تَنْهَهُمْ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر؟ مَا هُوَ ذَنْبُ عِبَادَةِ الزَّكَاةِ اِذَا لَمْ يُطَهِّرُوا الْاَغِنِيَاءُ اَمْوَالَهُمْ وَاَنْفُسَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ مِنَ الْجَشَعِ وَ الطَّمَعِ وَالْبُخْلِ؟ حَتَّى يُطَهِّرُوا قُلُوبَ الْفُقَرَاءِ اَيْضاً مِنَ الْحَسَدِ وَالْحِقْدِ عَلَيْهِمْ؟ مَاهُوَ ذَنْبُ الصَّوْمِ اِذَا لَمْ يَكُونُوا مِنَ الْمُتَّقِينَ الْاَخْيَار؟ اُنَاشِدُكُمْ بِالله؟ هَلْ اسْتَعَدَّ هَؤُلَاءِ اسْتِعْدَاداً نَفْسِيّاً وَرُوحِيّاً وَعَقْلِيّاً وَاِيمَانِيّاً وَتَقْوَانِيّاً مِنْ اَجْلِ تَقَبُّلِ هَذِهِ الْعِبَادَات؟ هَلْ كَانَ الْخَلَلُ مَوْجُوداً فِي اَجْهِزَةِ الْاِرْسَالِ الرَّبَّانِيَّةِ لِلتَّكَالِيفِ الشَّعَائِرِيَّةِ التَّعَبُّدِيَّةِ مِنْ صَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَصَوْمٍ وَحَجٍّ وَغَيْرِهَا؟ اَمْ اَنَّ الْخَلَلَ الْفَظِيعَ الْمُفْتَعَلَ فِي اَجْهِزَةِ الاسْتِقْبَالِ الْمُشَوَّشَةِ عِنْدَهُمْ وَالْمُعَطَّلَةِ تَمَاماً عِنْدَ الْبَعْضِ الْآخَر؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّكَ لَاتُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَاتُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ اِذَا وَلَّوْا مَدْبِرِين؟ وَمَااَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ؟ اِنْ تُسْمِعُ اِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُون{مُسْتَسْلِمُونَ يُذْعِنُونَ وَيَخْضَعُونَ لِاَوَامِرِ اللهِ وَنَوَاهِيهِ بِكُلِّ مَحَبَّةٍ وَاِقْبَالٍ وَرَحَابَةِ صَدْر؟ وَاَمَّا اُولَئِك{فَلَهُمْ قُلُوبٌ لَايَفْقَهُونَ بِهَا؟وَلَهُمْ اَعْيُنٌ لَايُبْصِرُونَ بِهَا؟ وَلَهُمْ آذَانٌ لَايَسْمَعُونَ بِهَا؟ اِنْ هُمْ اِلَّا كَالْاَنْعَامِ؟ بَلْ هُمْ اَضَّل(وَلَايُعْجِبُهُمْ بَرِيقُ الْحَقِّ اَبَداً وَلَايُعْجِبُهُمْ اِلَّا بَرِيقُ الْمَادَّةِ وَالْاَمْوَالِ الْحَرَامِ الَّتِي يَنْشُرُونَهَا وَيَقُصُّونَهَا ظُلْماً مِنَ النَّاسِ هَكَذَا خَبْطَ عَشْوَاءَ كَيْفَمَا اتَّفَق؟هَؤُلَاءِ عَطَّلُوا اَجْهِزَةَ الِاسْتِقْبَالِ لَدَيْهِمْ وَمَهْمَا دَعَاهُمْ رُسُلُ اللهِ لِيَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ فَلَنْ يَسْتَجِيبُوا اِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ نُوح{وَاِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا اَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَاَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارَا****** نَعَمْ اَخِي كَمْ اَتَمَنَّى اَنْ يَرْزُقَكَ اللهُ وَيَرْزُقَنِي مَعَكَ زِيَارَةَ بَيْتِهِ الْحَرَامِ فِي مَكَّةَ وَلَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْعُمْر؟ اِنَّهَا مَكَّةُ اَلْمَدِينَةُ الْمَعْرُوفَةُ بِاَنْوَارِهَا الرَّبَّانِيَّة؟ اِنَّهُ بَيْتُ اللهِ الْحَرَام بَيْتُ الْاَمْنِ وَالْاَمَانِ وَالسَّلَامَةَ وَالسَّلَام؟ اِنَّهَا الْكَعْبَةُ الْمُطَهَّرَةُ الْمُشَرَّفَة بَيْتُ اللهِ الْعَتِيق؟ اِنَّهَا مَرْكَزُ الدَّائِرَة؟ فِي الْحَرَمِ الدَّائِرِي؟ صَاحِبِ الصُّفُوفِ الدَّائِرِيَّة؟ وَكُلَّمَا اقْتَرَبَ صَفُّ الْمُصَلِّينَ مِنَ الْمَرْكَز؟ كَانَ عَدَدُهُمْ اَقَلّ؟ وَكُلَّمَا ابْتَعَدَ عَنِ الْكَعْبِةِ وَهِيَ مَرْكَزُ الدَّائِرَةِ؟ كَانَ عَدَدُهُمْ اَكْثَر؟ كَمَا يَحْصَلُ مَعَكَ اَخِي عِنْدَمَا تُلْقِي حَجَراً فِي بَحْرٍ هَادِىء؟ ثُمَّ تَرَى عَلَى سَطْحِ مَائِهِ دَوَائِرَ مُتَلَاحِقَة مُتَتَابِعَة تَكْبُرُ شَيْئاً فَشَيْئاً؟ وَيُصْبِحُ مُحِيطُهَا اَوْسَعَ مِنْ مُحِيطِ الدَّوَائِرِ الَّتِي سَبَقَتْهَا كُلَّمَا ابْتَعَدَت؟ وَلَاتَتَوَقَّفُ عَنْ رَسْمِ الدَّوَائِرِ اِلَّا بَعْدَ ثَوَانِي مَعْدُودَة؟ نَعَمْ اَخِي اَللهُ تَعَالَى جَعَلَ هَذِهِ الْاَمَاكِنَ الثَّلاثَةَ مِنْ اَقْدَسِ الْاَمَاكِنِ عِنْدَه وَهِيَ الْكَعْبَةُ فِي الْمَرْتَبَةِ الْاُولَى؟ ثُمَّ الْحَرَمُ الْمَكِّي؟ ثُمَّ مَكَّةَ بِمُجْمَلِهَا بَلَدُ اللهِ الْحَرَام؟ وَقَدْ وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ذِكْرُ مَكَّة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْفَتْح{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ اَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ اَنْ اَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ( قِيلَ اِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ لَمَّا نَزَلَ اِلَى الْحُدَيْبِيَةِ وَمُنِعَ مِنَ الدُّخُولِ اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَام؟ تَسَلَّلَ ثَمَانُونَ مِنَ الْمُشْرِكِين؟ كَمَا رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ اَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ اَنَّ ثَمَانِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ تَسَلَّلُوا مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيم؟ ثُمَّ نَزَلُوا اِلَى الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ رَسُولُ اللهِ؟ يُرِيدُونَ الْغَدْرَ بِهِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يُرِيدُونَ اغْتِيَالَهُ وَقَتْلَه؟ فَاُلْقِيَ الْقَبْضُ عَلَيْهِمْ؟ فَمَاذَا فَعَلَ رَسُولُ الله؟ عَفَا عَنْهُمْ؟ وَقَالَ لَهُمُ اذْهَبُوا اِلَى بَلَدِكُمْ اِلَى مَكَّة؟ فَاللهُ تَعَالَى حَمَا رَسُولَهُ مِنْهُمْ؟ وَكَذَلِكَ اَلْهَمَهُ اَلَّا يَسْفِكَ الدِّمَاء؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى حِرْصِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام عَلَى عَدَمِ سَفْكِ الدِّمَاءِ؟ وَخَاصَّةً فِي مِثْلِ هَذِه ِالْمَنَاطِقِ وَالْاَمَاكِن؟ اِحْتِرَاماً لِقُرْبِهَا مِنْ بَلَدِ اللهِ الْحَرَامِ مَكَّة اَلَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ هُنَا فِي سُورَةِ الْفَتْح؟ وَاَمَّا فِي سُورَةِ آلَ عِمْرَان{اِنَّ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِين(فَمَا هِيَ قِصَّةُ بَكَّةَ مَعَ مَكَّة؟ وَهَلْ هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَبَكَّة؟ كَمَا سَاَلَنِي اَحَدُ الْاُخْوَة؟ وَهُوَ مَوْضُوعُ هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ اَيْضاً؟ وَسَنُجِيبُ عَلَيْهِ اِنْ شَاءَ اللهُ الْمُسْتَعَانُ وَبِهِ التَّوْفِيق؟ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِين اَلْمَعْنَى وَاحِد؟ وَاِنَّمَا هِيَ لَهَجَات؟ بِدَلِيلِ قَولِهِ تَعَالَى{فَاسْتَفْتِهِمْ اَهُمْ اَشَدُّ خَلْقاً اَمْ مَنْ خَلَقْنَا؟ اِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِم(فَقُرِئَتْ لَازِم بِالْمِيم؟ وَقُرِئَتْ لَازِبْ بِالْبَاء كَمَا هِيَ مَوْجُودَةٌ فِي الرَّسْمِ الْقُرْآنِيِّ فِي الْمُصْحَفِ وَالْمَعْنَى وَاحِد؟ وَكَذَلِكَ مَكَّةُ بِالْمِيم وَبَكَّةُ بِالْبَاء وَالْمَعْنَى وَاحِد؟ وَلَكِنَّ الْبَعْضَ الْآخَرَ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ مِنْ اَصْحَابِ الثَّرْوَةِ الْفِقْهِيَّةِ اللَّذِيذَةِ جِدّاً قَالُوا لَا؟ مَكَّةُ لَهَا مَعْنَى؟ وَبَكَّةُ لَهَا مَعْنىً آخَر؟مَكَّةُ مِنْ مَكَّ مِنْهُ الْمَاءَ؟ بِمَعْنَى نَقَصَ مِنْهُ الْمَاء؟ وَسُمِّيَتْ مَكَّةُ؟ لِاَنَّ الْمَاءَ كَانَ فِيهَا نَاقِصاً قَلِيلاً؟ يُقَالُ فُلَانٌ مَكَّ مِنَ الْعَطَش؟ أيْ لَايُوجَدُ مَعَهُ مَاءٌ لِيَشْرَبَ؟ فَاُصِيبَ بِتَعَبِ الْعَطَش؟ وَقَالُوا مَكَّةُ تُطْلَقُ فِي اللُّغَةِ عَلَى الْمَدِينَةِ كُلِّهَا فِي مَكَّة؟ وَاَمَّا بَكَّةُ فَتُطْلَقُ عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَطُوفُ فِيهِ النَّاسُ حَوْلَ الْكَعْبَة؟ قَالُوا لِاَنَّ بَكَّةَ تَاْتِي بِمَعْنَى الِازْدِحَام؟ وَيُقَالُ فِي اللَّغَة هَذَا الْمَكَانُ فِيهِ اُنَاسٌ بَاكُّون؟ بِمَعْنَى مُزَدَحِمُون؟ فَسُمِّيَ هَذَا الْمَكَانُ بِبَكَّة؟ لِاَنَّ النَّاسَ فِيهِ يَزْدَحِمُونَ عِنْدَ الطَّوَافِ اَوِ السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ اَوْ رَمْيِ الْجَمَرَاتِ فِي مِنَى؟ وَقِيلَ سُمِّيَتَ بَكَّةُ مِنْ بَكَّ عُنَقَهُ؟ أيْ قَطَعَ عُنُقَه؟ بِدَلِيلِ قَوْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مَا قَصَدَهَا جَبَّارٌ أيْ مَكَّة؟ اِلَّا بَكَّ اللهُ عُنُقَه؟ أيْ قَطَعَ اللهُ عُنُقَه؟ وَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ بِبَكَّة؟ وَكَذَلِكَ اَطْلَقَ سُبْحَانَهُ عَلَيْهَا فِي الْقُرْآنِ فِي سُورَةِ الشُّورَى تَسْمِيَةً اُخْرَى{وَكَذَلِكَ اَوْحَيْنَا اِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً؟ لِتُنْذِرَ اُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا؟ فَمَا هُوَ الْمَقْصُودُ بِاُمِّ الْقُرَى هُنَا اَخِي؟ اِنَّهَا مَكَّة؟ وَالْاُمُّ فِي اللُّغَةِ تُطْلَقُ عَلَى الْاَصْلِ وَهِيَ اُمُّكَ اَخِي؟ لِاَنَّكَ وُلِدْتَّ مِنَهَا؟ وَكَذَلِكَ مَكَّةُ فَهِيَ الْاَصْلُ الْاُمُّ لِلْمُدُنِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَم؟ حَتَّى اَنَّهُ يَجُوزُ شَرْعاً اَنْ يُقَالَ مَجَازاً لَا حَقِيقَةً لِلْبَلَدِ الْكُبْرَى وَهِيَ الْعَاصِمَة اَنَّهَا اُمُّ الْقُرَى فِي كُلِّ بَلَدٍ عَرَبِيٍّ اَوْ اَجْنَبِيٍّ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَم؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي اُمِّهَا رَسُولَا(وَاَمَّا حَقِيقَةً؟ فَاِنَّ مَكَّةَ هِيَ الْاَصْلُ؟ وَهِيَ الْاُمُّ الْكُبْرَى لِلْقُرَى جَمِيعاً؟ وَمَعْنَى الْآيَةِ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايُهْلِكُ الْقُرَى اِلَّا بَعْدَ عَنَادِهَا وَتَمَرُّدِهَا عَلَى الرَّسُولِ الَّذِي يَبْعَثُهُ اَوّلاً اِلَى الضَّاحِيَةِ الْكُبْرَى وَهِيَ الْعَاصِمَة؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَتَفَرَّعُ الدَّعْوَةُ وَتَتَوَزَّعُ عَلَى بَقِيَّةِ الْمُدُن؟؟كَانَ فِيمَا مَضَى مِنَ الْفِرَقِ الْيَهُودِيَّةِ الْخَبِيثَةِ مَنْ يَقُولُ عَلَناً اَمَامَ النَّاسِ لَا اِلَهَ اِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَقْبَلْهَا سُبْحَانَهُ مِنْهُمْ؟ لِاَنَّهُمْ يَقُولُونَ اِنَّ مُحَمَّداً لِلْعَرَبِ فَقَط؟ بِمَعْنَى اَنَّ دَعْوَتَهُ الْاِسْلَامِيَّةَ الْعَالَمِيَّةَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام خَاصَّةٌ بِالْعَرَبِ فَقَط؟ وَكَانُوا يَحْتَجُّونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِهَذِهِ الْآيَة{لِتُنْذِرَ اُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا(فَقَطْ لَاغَيْر كَمَا يَزْعُمُون؟ وَمَعَ الْاَسَفِ فَقَدْ اَيَّدَهُمْ بَعْضُ الْجُهَّالِ الْمَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ فِي قَوْلِهِمْ عَنْ رِسَالَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنَّهَا خَاصَّةٌ اَوْ مَخْصُوصَةُ بِمَكَّةَ وَمَا حَوْلَ مَكَّة؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ اَيْنَ اَنْتُمْ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا اَرْسَلْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ اَيْضاً؟ هَلْ تَكْفُرُونَ بِهَذِهِ الْآيَة؟ هَلْ تُرِيدُونَ اَنْ تُوَافِقُوا هَؤُلَاءِ الْيَهُودَ الْخُبَثَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض(فَحِينَمَا نُرِيدُ اَنْ نَحْكُمَ عَلَى قَضِيَّةٍ شَرْعِيَّةٍ مَا لَانَاْتِي بِآيَةٍ وَاحِدَة؟ وَاِنَّمَا نَاْتِي بِجَمِيعِ الْآيَاتِ وَالْاَحَادِيثِ الشَّرِيفَة؟ بَلْ وَجَمِيعِ مَصَادِرِ التَّشْرِيعِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْمَوْضُوعِ الَّذِي نُرِيدُ اَنْ نَبْحَثَ فِيه؟ فَاِذَا كَان َاللهُ تَعَالَى يَقُولُ{لِتُنْذِرَ اُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا(فَاَيْنَ اَنْتُمْ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ يَا اَيُّهَا النَّاسُ اِنِّي رَسُولُ اللهِ اِلَيْكُمْ جَمِيعَا(هَلْ غَفِلْتُمْ اَوْ نَسِيتُمْ بِشَكْلٍ غَيْرِ مَقْصُود؟اَمْ تَغَافَلْتُمْ عَنْهَا وَتَنَاسَيْتُمْ بِشَكْلٍ مَقْصُودٍ مُتَعَمَّد؟ وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَمَرَ رَسُولَهُ اَنْ يَبْدَاَ الدَّعْوَةَ فِي مَكَّةَ اَوّلاً؟ ثُمَّ انْتَشَرَ الْاِسْلَامُ شَيْئاً فَشَيْئاً اِلَى الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ وَغَيْرِهَا؟ وَلَمْ يَمُتْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حَتَّى دَخَلَتِ الْجَزِيرَةُ الْعَرَبِيَّةُ كُلُّهَا تَقْرِيباً فِي الْاِسْلَام؟ ثُمَّ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَتَحَ الْمُسْلِمُونَ وَانْتَشَرَ الْاِسْلَامُ فِي بِلَادِ الْعَالَمِ جَمِيعاً تَقْرِيباً؟ وَمَاذَا عَنِ الرَّسَائِلِ الَّتِي كَانَ يَبْعَثُهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَى كِسْرَى عَظِيمِ الْفُرْسِ وَاِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ وَاِلَى الْمُقَوْقِسِ عَظِيمِ الْقِبْط؟ وَاَمَّا قَوْلُكُمْ عَنِ الْقُرْآنِ اَنَّهُ عَرَبِيٌّ وَلُغَتُهُ عَرَبِيَّة؟ فَلَا يُلْزِمُنَا وَلَانَفْهَمُ مِنْهُ اَنَّ الْقُرْآنَ لِلْعَرَبِ فَقَطْ؟ وَاِلَّا فَاِنَّنَا نَسْتَطِيعُ اَنْ نُلْزِمَكُمْ بِالتَّوْرَاةِ وَالْاِنْجِيلِ اَنَّهُمَا لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَقَط؟ وَبِمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنَّهُمَا لِبَنِي اِسْرَائِيلَ فَقَط؟ وَلَكِنَّنَا لَنْ نَفْعَلَ لِاَنَّ اِيمَانَنَا لَايَكْتَمِلُ اِلَّا اِذَا آمَنَّا بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّه؟ وَلِذَلِكَ كَمَا قُلْتُ لَكُمْ وَاُعِيدُهَا لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَة{وَمَا اَرْسَلْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين(فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَفْهَمُوا مِنْهَا اَنَّ رِسَالَةَ الْاِسْلَامِ رِسَالَةٌ عَالَمِيَّةٌ؟ وَلِذَلِكَ خُتِمَتِ الرِّسَالَاتُ السَّمَاوِيَّةُ كُلُّهَا بِهَذِهِ الرِّسَالَة؟؟ وَنَعُودُ الْآنَ اِلَى مَوْضُوعِ الْمُشَارَكَةِ وَهُوَ قِصَّةُ مَكَّةَ مَعَ بَكَّة؟ وَقِصَّةُ مَكَّةَ مَعَ اُمِّ الْقُرَى؟ وَقَدِ انْتَهَيْنَا مِنْهُمَا؟ فَمَاهِيَ الْقِصَّةُ الْجَدِيدَةُ لِمَكَّةَ مَعَ الْبَلَدِ الْاَمِين؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ؟ وَطُورِ سِينِينَ؟ وَهَذَا الْبَلَدِ الْاَمِين(فَهَذِهِ اَرْبَعُ تَسْمِيَاتٍ سَمَّى اللهُ بِهَا بَلَدَهُ الْحَرَامَ وَهِيَ مَكَّة؟ بَكَّة؟ اُمُّ الْقُرَى؟ وَالْبَلَدُ الْاَمِين؟ وَسُبْحَانَ الله فَقَدْ وَرَدَ ذِكْرُ اسْمِ مُحَمَّدٍ فِي الْقُرْآنِ اَرْبَعَ مَرَّاتٍ اَيْضاً؟ وَوَرَدَ ذِكْرُ اَحْمَدَ مَرَّةً وَاحِدَة؟ فَمَا هِيَ قِيمَةُ مَكَّةَ فِي سُورَةِ التِّين؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ قِيمَتُهَا اَنَّ اللهَ تَعَالَى اَقْسَمَ بِهَا؟ وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِين اَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِاَمْثِلَةٍ عَطَفَ بَعْضَهَا عَلَى بَعْض؟ فَحِينَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُون(فَاِنَّهُ يَعْنِي الْمَكَانَ الَّذِي يَنْبُتَانِ فِيهِ وَهُوَ بِلَادُ الشَّام؟ وَاَمَّا قَوْلُهُ{وَطُورِ سِينِينَ؟ فَهُوَ الطُّورُ الْمَذْكُورُ اَيْضاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى(وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ(وَقُرِئَتْ سِيْنَاءَ بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا كَمَا فِي الْآيَة؟ وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِي كَلَّمَ اللهُ تَعَالَى فِيهِ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ تَكْلِيمَا؟ وَاَمَّا قَوْلُهُ{وَهَذَا الْبَلَدِ الْاَمِين؟فَهُوَ مَكَّة؟ فَعَطَفَ سُبْحَانَهُ هُنَا اَمْثِلَةً عَلَى اَمْثِلَة كما ذَكَرْنَا؟ وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِين{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُون( دَعُوا الْآيَةَ وَاتْرُكُوهَا عَلَى ظَاهِرِهَا مَعَ هَذَيْنِ النَّبَاتَيْنِ الْمُفِيدَيْنِ لِلْاِنْسَان؟ وَلَامَانِعَ اَنْ يُقْسِمَ اللهُ بِهِمَا؟ وَلَامَانِعَ اَنْ يَعْطِفَ سُبْحَانَهُ بِحَرْفِ الْوَاوِ الزَّمَانَ عَلَى الْمَكَان؟ اَوْ يَعْطِفَ عَلَى اَشْيَاءَ اُخْرَى غَيْرِهِمَا؟ وَقَدْ يَكُونُ الْمُرَادُ وَاللهُ اَعْلَم؟ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَلْفِتُ انْتِبَاهَنَا اِلَى جَمَالِ الطَّبِيعَةِ فِي بِلَادِ الشَّام؟ وَفِيهَا مَا فِيهَا مِنْ اَشْجَارِ التِّينِ وَالزَّيْتُون؟ وَهِيَ تَاْخُذُ الْمَرْتَبَةَ الْاُولَى فِي الْجَمَال؟ ثُمَّ يَلْفِتُ انْتِبَاهَنَا اِلَى جَمَالِ الطَّبِيعَةِ عِنْدَ طُورِ سِينِين بِمَا فِيهِ مِنْ{شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِين(وَهُوَ يَحْتَلُّ الْمَرْتَبَةَ الثَّانِيَةَ فِي الْجَمَالِ الطَّبِيعِيّ؟ ثُمَّ يَلْفِتُ سُبْحَانَهُ انْتِبَاهَنَا اِلَى جَمَالِ الطَّبِيعَةِ الَّذِي يَحْتَلُّ الْمَرْتَبَةَ الثَّالِثَةَ فِي{وَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ(مِنْ اَجْلِ اَنْ يُقْسِمَ سُبْحَانَهُ بِهَذَا الْجَمَالِ الْبَدِيعِ بِصُوَرِهِ الثَّلَاثِ عَلَى اَنَّهُ{خَلَقَ الْاِنْسَانَ فِي اَحْسَنِ تَقْوِيم؟ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ اَسْفَلَ سَافِلِين{يَااَيُّهَا الْاِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك؟ فِي أيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَك(بِمَعْنَى اَنَّهُ يَتَنَاقَصُ جَمَالُهُ شَيْئاً فَشَيْئاً؟ حَتَّى يُصْبِحَ جِسْمُهُ جَافّاً يَابِساً لَاحَيَاةَ فِيهِ؟ كَوَادٍ اَصْبَحَ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ؟ بَعْدَ اَنْ كَانَ مُمْتَلِئاً بِالْخُضْرَةِ وَالْبَهْجَةِ وَالْحَيَاة؟ ثُمَّ تَخْرُجُ مِنْهُ الرُّوحُ اِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِير؟ لَيَعِيشَ مُسْتَمْتِعاً بِجَمَالِ طَّبِيعَةٍ طَلْعُهَا كَاَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِين عَلَى مَا تَجُودُ بِهِ عَلَيْهِ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ مِنْ خَيْرَاتِ النَّعِيم عَفْواً اَقْصِدُ خَيْرَاتِ الْجَحِيمِ وَالْحَمِيم وَالْغَسَّاقِ وَالْغِسْلِينِ وَعُصَارَةِ اَهْلِ النَّارِ الْفِكْرِيَّةِ مِنَ الْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ وَهِيَ نَتِيجَةُ تَعَبِهِمْ وَمَجْهُودِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا{اِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ اَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون(غَيْرُ مَقْطُوعٍ مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّة وَاَشْجَارِهَا وَظِلَالِهَا الَّتِي لَاتَنْقَطِعُ اَبَداً اِلَى مَسِيرَةِ سَبْعِينَ سَنَة كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ وَقَدْ يَكُونُ الْمُرَادُ وَاللهُ اَعْلَم؟ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ حِينَمَا اَقْسَمَ بِهَذِهِ الْاَشْيَاءِ فِي سُورَةِ التِّين؟ فَكَمَا اَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَادِرٌ عَلَى اَنْ يُخْرِجَ نُورَهُ وَمِنْهُ نُورُ الْاِسْلَامِ اِلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ وَالْاَكْوَان مِنْ خِلَالِ{كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَاشَرْقِيَّةٍ وَلَاغَرْبِيَّة(وَكَمَا اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَخْرَجَ نُورَهُ مِنْ قَبْلُ اَيْضاً مِنْ خِلَالِ{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ(فَقَدِ اخْتَارَ اَيْضاً اَنْ يُخْرِجَ نُورَهُ سُبْحَانَهُ اَيْضاً اِلَى الْكَوْنِ وَالْعَالَمِ كُلِّهِ مِنْ خِلَال{وَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِهِ الْمُحَرَّم( بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ(وَكَذَلِكَ هُوَ قَادِرٌ سُبْحَانَهُ اَيْضاً عَلَى اَنْ يُخْرِجَ نُورَهُ مِنْ هَذَا الْاِنْسَانِ وَيَجْعَلَهُ مُرَافِقاً لَهُ وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي اُنْزِلَ مَعَهُ(وَكَذَلِكَ جَمَالُ هَذَا الْاِنْسَانِ هُوَ جُزْءٌ بَسِيطٌ جِدّاً جِدّاً جِدّاً مِنْ جَمَالِ نُورِ اللهِ وَجَمَالِهِ اَيْضاً سُبْحَانَهُ وَبَهَائِهِ وَحُسْنِ صَنْعَتِهِ حِينَمَا خَلَقَهُ سُبْحَانَهُ فِي اَحْسَنِ صُورَةٍ وَتَقْوِيمٍ بَعْدَ اَنْ كَانَ هَذَا الْاِنْسَانُ مَيْتاً؟ بَلْ بَعْدَ اَنْ كَانَ الْاِنْسَانُ لَاشَيْء وَمِنْ عَدَم؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{هَلْ اَتى عَلَى الْاِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُورَا{اَوَلَمْ يَرَ الِانْسَانُ اَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئَا{اَوَمَنْ كَانْ مَيْتاً فَاَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون(نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ النُّورُ الَّذِي تَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ مَرْفُوعَ الرَّاْسِ وَهُوَ هَذَا الْقُرْآنُ الَّذِي بَيْنَ اَيْدِينَا؟ فَكَمَا اَنَّهُ اَخْرَجَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ اَرْضِ الْحَيَاةِ وَالزِّرَاعَةِ وَالثِّمَارِ فِي الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ مَنْبَعِ الْوَحْيِ الثَّانِي لِلْقُرْآنِ الْمَدَنِي ؟ فَكَذَلِكَ اَيْضاً اَخْرَجَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ مَكَّةَ مَنْبَعِ الْوَحْيِ الْاَوَّلِ لِلْقُرْآنِ الْمَكِّيِّ مِنْ{وَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ(لَاحَيَاةَ فِيهِ؟ اِلَّا مَا اَرَادَهُ سُبْحَانَهُ مِنْهُ اَنْ يَكُونَ {حَرَماً آمِناً يُجْبَى اِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا(وَلِذَلِكَ كَانَتْ مَكَّةُ الْبَلَدُ الْاَمِينُ عَلَى وَحْيِ السَّمَاء بِشَهَادَةِ اَهْلِهَا مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ عَلَى مَنْ يُوحَى اِلَيْهِ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِ اَنَّهُ مُحَمَّدٌ الْاَمِين وَبِشَهَادَتِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى حَامِل ِالْوَحْيِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنَّهُ{مُطَاعٍ ثَمَّ اَمِين( وَلِذَلِكَ كَانَتْ مَكَّةُ هِيَ الْمَنْبَعَ الْاَوَّلَ لِلْوَحْيِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآنِ الْمَكِّيِّ الَّذِي جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ يَخْرُجُ اِلَى الْاِنْسِ وَالْجِنِّ فِي اَحْسَنِ تَقْوِيمٍ اَيْضاً؟ كَمَا جَعَلَ الْقُرْآنَ الْمَدَنِيَّ وَكَمَا جَعَلَ هَذَا الْاِنْسَانَ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ اَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا اَوْحَيْنَا اِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآن******كَذَلِكَ فِي سُورَةِ الْبَلَد قَوْلُهُ تَعَالَى{لَا اُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ؟ وَاَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ(وَهُوَ مَكَّة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لِمَاذَا فَسَّرْنَاهَا بِمَكَّة؟ وَاَقُولُ لَكَ؟لِاَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ مَكِّيَّة؟ وَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلًاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ مَوْجُوداً فِي مَكَّةَ وَقْتَ نُزُولِهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ ذِهْنَنَا يَنْصَرِفُ فَوْراً اِلَى اَنَّ الْمَقْصُودَ بِالْبَلَدِ هُنَا هُوَ مَكَّة{لَااُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَد(وَرَبُّنَا سُبْحَانَهُ لَهُ الْحَقُّ اَنْ يُقْسِمَ بِمَا يُرِيد؟ لِيَلْفِتَ انْتِبَاهَنَا اِلَى عَظَمَةِ الْخَالِقِ عَزَّ وَجَلّ؟ وَاِلَى فَائِدَةِ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ الَّتِي يُقْسِمُ بِهَا؟ وَهِيَ مُسَخَّرَةٌ لِهَذَا الْاِنْسَان؟ وَتَصَوَّرْ مَعِي اَخِي هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ؟ وَكَمْ تَكْتَسِبُ مِنَ الْعَظَمَة؟ حِينَمَا اَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِهَا؟ وَقَدْ خَلَقَهَا خَادِمَةً مِنْ اَجْلِ رَاحَتِك؟ فَمَا بَالُكَ بِالْمَخْدُومِ اَخِي وَهُوَ اَنْتَ؟وَكَمْ سَتَكْتَسِبُ مِنَ الْعَظَمَةِ عِنْدَ اللهِ فَوْقَ اكْتِسَابِهَا بِكَثِيرٍ جِدّاً بِشَرْط؟اَنْ تَكُونَ رَجُلاً صَالِحاً تَلُومُ نَفْسَكَ دَائِماً عَلَى اَخْطَائِكَ وَتَفْرِيطِكَ فِي جَنْبِ الله؟ وَخَاصَّةً حِينَمَا تَعْلَمُ اَنَّ اللهَ اَقْسَمَ بِكَ فِي قَوْلِهِ{وَلَااُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَة****** وَتَصَوَّرْ مَعِي اَخِي عَظَمَةَ رَسُولِ الله؟ ثُمَّ عَظَمَةَ زَوْجَتَيْهِ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ مِنْ اُمَّهَاتِنَا اُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنّ؟ وَهُمَا مَنْ هُمَا مِنْ جُمْلَةِ النِّسَاءِ الضَّعِيفَات؟ اللَّوَاتِي لَايَمْلِكْنَ مِنَ الْاَمْرِ شَيْئَا؟ تَصَوَّرْ مَعِي اَخِي عُلُوَّ مَنْزِلَتِهِمَا عِنْدَ اللهِ اِلَى دَرَجَةٍ هَائِلَة؟ مِمَّا اسْتَدْعَى اللهَ سُبْحَانَهُ اَنْ يَحْشُدَ لَهُمَا جَيْشاً عَرَمْرَماً؟ لَيْسَ لَهُ مَثِيلٌ فِي جَيْشِ سُلَيْمَانَ؟ بِمَا فِيهِ مِنْ جُنُودٍ مِنْ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ مُؤْمِنِهِمْ وَكَافِرِهِمْ وَالطَّيْرِ الَّذِي حَشَدَهُ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام لِبِلْقَيْس؟ وَكَانَتْ كَافِرَةً تَعْبُدُ الشَّمْسَ؟ وَمَعَ ذَلِكَ هَدَاهَا اللهُ اِلَى الْاِسْلَامِ رَغْماً عَنْ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ؟ بِمَنْ فِيهِمْ مِنَ الشِّيعَةِ وَغَيْرِهِمْ؟ ثُمَّ اَسْلَمَتْ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين؟ثُمَّ تَصَوَّرْ مَعِي اَخِي هَذَا الْجَيْشَ الْهَائِلَ الضَّخْمَ؟ الَّذِي حَشَدَهُ سُبْحَانَهُ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ؟ وَكَانَتَا مُؤْمِنَتَيْنِ تَعْبُدَانِ اللهَ الْوَاحِدَ الْاَحَد وَلَمْ تَكُونَا كَافِرَتَيْنِ كَبَلْقِيس؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَاِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ؟ وَجِبْرِيلُ؟ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ؟ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير( ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَيْكَ اَنْ تَلْحَظَ مَعِي اَخِي هَذِهِ الْمُلَاحَظَةَ الْمُهِمَّةَ جِدّاً وَهِيَ اَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَحْشُدْ لَهُمَا اَحَداً مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ احْتِرَاماً وَتَقْدِيراً لَهُمَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ فَكَيْفَ تَمَكَّنَ الْاِيمَانُ مِنْ قَلْبِ الْكَافِرَةِ بِلْقَيْسَ الَّتِي كَانَتْ تَعْبُدُ الشَّمْسَ مَعَ وُجُودِ جُنُودٍ مِنَ الشَّيَاطِين؟ وَلَمْ يَتَمَكَّنِ الْاِيمَانُ مِنْ قَلْبِ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ مَعَ وُجُودِ هَذَا الْحَشْدِ الْهَائِلِ مِنْ جَيْشِ الْمَلَائِكَةِ وَانْعِدَامِ الشَّيَاطِين يَا اَيُّهَا الشَّيَاطِينُ مِنَ الشِّيعَة؟ هَلْ لِاَنَّ بِلْقَيْسَ مَجُوسِيَّةٌ صَفَوِيَّةٌ تَعْبُدُ النَّار؟ اَوْ لِاَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَرَبِيَّةٌ تَعْبُدُ اللهَ الْوَاحِدَ الْاَحَد؟ ثُمَّ هُنَاكَ سُؤَالٌ آخَرُ مُهِمٌّ جِدّاً؟ وَهُوَ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَعْطَى لَهُمَا خَيَارَيْن؟ وَعَرَضَ عَلَيْهِمَا التَّوْبَةَ فِي الْخَيَارِ الْاَوَّلِ قَبْلَ التَّهْدِيدِ فِي الْخَيَارِ الثَّانِي بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْخَيَارِ الْاَوَّل{اِنْ تَتُوبَا اِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا(وَاَمَّا الْخَيَارُ الْآخَرُ فَهُوَ التَّهْدِيدُ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ وَبِجِبْرِيلَ وَصَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ عَلَيْهِمُ الصَّلًاةُ وَالسَّلَام؟ لِمَاذَا لَمْ يُعْطِ سُبْحَانَهُ الْخَيَارَ بِالتَّوْبَةِ لِرَسُولِهِ فِي قَوْلِهِ{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْاَقَاوِيل؟ لَاَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ؟ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِين؟ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ اَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِين(وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ اَنَّهُ كُلَّمَا زَادَتْ دَرَجَةُ الْعَبْدِ عِنْدَ اللهِ فِي عَلْيَائِهِ؟ وَكُلَّمَا كَانَ مَرْكَزُهُ الِاجْتِمَاعِيُّ وَالدِّينِيُّ كَبِيرَاً؟ كَانَتْ عُقُوبَتُهُ مُضَاعَفَةً اَكْثَرَ مِنَ الْاَدْنَى دَرَجَةٍ وَمَرْكَزٍ اجْتِمَاعِيٍّ اِلَى دَرَجَةٍ لَاتُؤَهِّلُهُ اَنْ يَعْرِضَ اللهُ عَلَيْهِ التَّوْبَة؟ وَلِذَلِكَ بِمُجَرَّدِ اَكْلِ آدَمَ مِنَ الشَّجَرَةِ؟ وَمَعَ اَنَّهُ تَابَ وَقَبِلَ اللهُ تَوْبَتَهُ؟ وَمَعَ ذَلِكَ كَتَبَ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ الشَّقَاءَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَايُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى(وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ كَافَاَهُ سُبْحَانَهُ عَلَى صَبْرِهِ عَلَى هَذَا الشَّقَاءِ بِقَوْلِه{اِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ اِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين(قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ يَقُولُ الله{وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى(وَنَحْنُ نَعْلَمُ اَنَّ الْاَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ مِنَ الْمَعَاصِي؟وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ هَذِهِ الْمَعْصِيَةَ حَصَلَتْ مِنْ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَبْلَ اَنْ يُصْبِحَ نَبِيّاً؟ وَلِذَلِكَ اَخِي التَّائِبُ عَلَيْكَ اَنْتَ اَيْضاً اَنْ تَشْقَى بَعْدَ التَّوْبَةِ كَمَا شَقِيَ اَبُوكَ آدَمُ مِنْ قَبْلِكَ وَذَلِكَ بِاَنْ تَذُوقَ مَرَارَةَ الدَّوَاءِ الْمُرِّ الشَّافِي وَهُوَ مَرَارَةُ الطَّاعَة كَمَا كُنْتَ تَذُوقُ مِنْ قَبْلُ حَلَاوَةَ الْمَعْصِيَةِ بِطَعْمِ الْعَسَلِ الْحُلْوِ وَلَكِنَّهُ مَمْزُوجٌ بِسُمُومِ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ الْبَطِيئَةِ الْقَاتِلَةِ الَّتِي سَتَسْتَرِيحُ مِنْهَا بَعْدَ التَّوْبَةِ بِالتَّاْكِيدِ وَلَكِنْ بِبُطْءٍ شَدِيدٍ مَعَ الْاَسَفِ حَتَّى تَتَطَهَّرَ شَيْئاً فَشَيْئاً مِنَ شَرِّ الْاِدْمَانِ عَلَيْهَا؟ وَلِذَلِكَ كَانَتْ عُقُوبَةُ الْاَمَةِ وَهِيَ الْفَتَاةُ الْمَمْلُوكَةُ عَلَى النِّصْفِ مِنْ عُقُوبَةِ الْحُرَّةِ مُرَاعَاةً لِضَعْفِهَا وَضَعْفِ مَرْكَزِهَا الِاجْتِمَاعِيِّ بَيْنَ النَّاسِ حَتَّى لَايَظْلِمَهَا اَحَدٌ مِنْهُمْ وَيُحَمِّلَهَا اَوْ يَضْرِبَهَا فَوْقَ طَاقَتِهَا فَيَثُورَ الْعَبِيدُ عَلَى الْاَسْيَادِ بِالنَّتِيجَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنْ اَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَاعَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَاب(وَهُوَ الْجَلْدُ خَمْسُونَ جَلْدَة؟ وَاَمَّا الْحُرَّةُ فَالْجَلْدُ مِائَةَ جَلْدَة؟لِاَنَّ دَرَجَتَهَا وَكَرَامَتَهَا وَمَرْكَزَهَا الِاجْتِمَاعِي وَعَدَمَ اللَّيَاقَةِ مِنْهَا بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ تَفْعَلَ الْفَاحِشَة اَشَدُّ وَ اَقْوَى وَعِنْدَ اللهِ مِنْ دَرَجَةِ الْاَمَةِ وَكَرَامَتِهَا وَمَرْكَزِهَا اِلَى دَرَجَةٍ تَجْعَلُ الْجَرِيمَةَ مِنَ الْحُرَّةِ اَبْشَعَ بِالْمُقَارَنَةِ مَعَ جَرِيمَةِ الْاَمَةِ؟ وَاَبْشَعَ اَيْضاً وَاَقْبَحَ جُرْماً بِالْمُقَارَنَةِ مَعَ جَرِيمَةِ الزِّنَى مِنَ الرَّجُلِ الْحُرّ؟ لِاَنَّ الْمَرْاَةَ الْحُرَّةَ اَقْدَرُ عَلَى ضَبْطِ شَهْوَتِهَا مِنَ الرَّجُلِ الْحُرّ؟وَلِذَلِكَ بَدَاَ سُبْحَانَهُ بِالزَّانِيَةِ قَبْلَ الزَّانِي فِي قَوْلِهِ{فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة(لِاَنَّ جَرِيمَةَ الزِّنَى لَاتَتْرُكُ اَثَرَ الْحَمْلِ الْحَرَامِ عَلَى بَطْنِ الرَّجُلِ وَاِنَّمَا تَتْرُكُهُ غَالِباً عَلَى شَقَاءِ الْمَرْاَة؟ وَاَمَّا جَرِيمَةُ السَّرِقَةِ فَاِنَّهَا تَكُونُ مِنَ الرَّجُلِ اَبْشَعَ؟لِاَنَّهُ اَقْدَرُ عَلَى السَّرِقَةِ وَاَقْوَى مِنَ الْمَرْاَةِ؟وَلِذَلِكَ بَدَاَ سُبْحَانَهُ بِالسَّارِقِ قَبْلَ السَّارِقَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاقْطَعُوا اَيْدِيَهُمَا(ثُمَّ تَرْتَفِعُ الدَّرَجَةُ وَالْكَرامَةُ تَصَاعُدِيّاً؟ وَكُلَّمَا ارْتَفَعَتْ اَكْثَرَ صَعَّدَ سُبْحَانَهُ لَهْجَتَهُ فِي الْعُقُوبَةِ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ بِسَبَبِ حَسَاسِيَّةِ الْمَوْقِف؟ لِاَنَّ مَا يُرَافِقُ هَذِهِ الدَّرَجَةَ الْعُلْيَا مِنْ مَسْؤُولِيَّاتٍ عَظِيمَةٍ قَدْ لَاتَتَحَمَّلُهَا الْجِبَال قَدْ تَحْتَاجُ اَيْضاً اِلَى تَهْدِيدٍ وَبُشْرَى لِنَسَاءِ النَّبِيِّ بِمَنْ فِيهِنَّ مِنْ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ حَتَّى تَصِلَ اِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَاْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةِ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرَا؟ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا اَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَاَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيمَا( لِاَنَّ اللهَ اَرَادَ اَنْ يُؤَهِّلَهُنَّ لِذِكْرِ قُرْآنٍ لَاتَتَحَمَّلُهُ الْجِبَالُ وَلَايُمْكِنُهَا اَنْ تَبْقَى مُتَمَاسِكَةً بِسَبَبِ خُشُوعِهَا عِنْدَ سَمَاعِهِ وَتَصَدُّعِهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَة{لَوْ اَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَاَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ الله( ثُمَّ تَرْتَفِعُ الدَّرَجَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَرْكَزُ الِاجْتِمَاعِيُّ الْمَرْمُوقُ وَالْحَسَّاسُ جِدّاً لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَحْدَهُمَا دُونَ نِسَاءِ النَّبِيِّ اَكْثَرَ فَاَكْثَرَ حَتَّى تَصِلَ اِلَى الْقِمَّةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنْ تَتُوبَا اِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا؟ وَاِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَاِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير(ثُمَّ تَرْتَفِعُ الدَّرَجَةُ اَكْثَرَ فَاَكْثَرَ حَتَّى تَصِلَ اِلَى مَا فَوْقَ الْقِمَّةِ اِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {وَاِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم(وَلِذَلِكَ لَمْ يُعْطِ سُبْحَانَهُ لِرَسُولِهِ أيَّ خَيَارٍ بِالتَّوْبَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْاَقَاوِيل؟ لَاَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِين؟ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِين؟ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ اَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِين(بَلْ هَدَّدَهُ اَيْضاً بِالْعَذَابِ الْاَلِيمِ فِي قَوْلِهِ{لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا اَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيم(وَفِعْلاً كَانَ هَذَا الْعَذَابُ الْاَلِيمُ حَاصِلا ًفِي غَزْوَةِ اُحُد عَلَى اَيْدِي الْاَسْرَى الَّذِينَ اَطْلَقَ رَسُولُ اللهِ سَرَاحَهُمْ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ مُقَابِلَ تَعْلِيمِ عَشْرَةٍ مِنْ صِبْيَانِ الْمَدِينَةِ الْقِرَاءَةَ وَالْكِتَابَةَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَتَّى يُطْلِقَ سَرَاحَه؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَامَ هُؤُلَاءِ الْاَسْرَى بِقَتْلِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الرُّمَاةِ الَّذِينَ تَرَكُوا مَوَاقِعَهُمْ مِنْ اَجْلِ جَمْعِ الْغَنَائِم؟ وَتَسَبَّبَ عَدُوُّ اللهِ اَبُوعَامِرٍ الْفَاسِقُ بِاَذىً كَثَيراً لِرَسُولِ اللهِ بَعْدَ اَنْ حَفَرَ لَهُ مِنَ الْحُفَرِ مَا جَعَلَهُ يَقَعُ فِيهَا وَيُشَجُّ رَاْسُهُ وَتُكْسَرُ رُبَاعِيَّتُهُ وَتُدْخَلُ حَلْقَةُ الْمَغْفَرِ فِي وَجْنَتِهِ جَعَلَنَا سُبْحَانَهُ فِدَاهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام؟ وَلَمْ نَسْمَعْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ كُلِّهِ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هَدَّدَ عَائِشَةَ اَوْ حَفْصَةَ صَرَاحَةً بِالْعَذَابِ الالِيمِ مِنْ دُونِ اَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِمَا التَّوْبَةَ اَوِ الْبُشْرَى؟ وَالْخُلاصَةُ اَنَّ هَذِهِ الْعُقُوبَاتِ هِيَ عُقُوبَاتٌ افْتِرَاضِيَّةٌ مُعَلَّقَةٌ عَلَى شَرْطٍ لَوْ حَصَلَ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَحْصَلْ؟ بِسَبَبِ وُجُودِ خُطُوطٍ حَمْرَاءَ مِنْ حُدُودِ اللهِ فِيهَا الضَّرْبَةُ الْقَاضِيَةُ الاَلِيمَةُ الْمُوجِعَةُ جِدّاً مِنْ عَذَابِ الله وَقَدْ يَكُونُ اَبَدِيّاً؟ وَهِيَ عُقُوبَاتُ اخْتِصَاصٍ لاانْتِقَاصٍ كَمَا يَقُولُ الشِّيعَةُ لَعَنَهُمُ الله؟ كَمَا اَنَّ شَهَادَةَ امْرَاَتَيْنِ بِرَجُلٍ هِيَ شَهَادَةُ اخْتِصَاصٍ لا انْتِقَاصٍ فِي آيَةِ الْمُدَايَنَةِ اَطْوَلُ آيةٍ فِي الْقُرْآنِ ؟بِمَعْنَى اَنَّ هَذِهِ الْعُقُوبَاتِ لَوْ حَصَلَتْ فَاِنَّهَا تَخُصُّ رَسُولَ اللهِ وَاَزْوَاجَهُ الْكِرَامَ مِنْ آلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ جَمِيعاً؟ وَلَكِنَّهَا لَمْ تَحْصَلْ وَلِلهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ؟ لاَنَّهُ سبحانهُ عَصَمَهُمْ جَمِيعاً مِنَ الْوُقُوعِ فِيهَا؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ جَهَّزَ سبحانهُ هَذِهِ الْعُقُوبَاتِ لَهُمْ وَلَوْ لَمْ يَسْتَحِقُّوهَا؟ كَمَا اَنَّهُ جَهَّزَ لِلْمُؤْمِن مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَلَوْ لَمْ يَسْتَحِقَّهُ؟ وَكَمَا اَنَّهُ سبحانهُ جَهَّزَ لِلْكَافِرِ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَلَوْ لَمْ يَسْتَحِقَّهُ؟ وَكَمَا اَنَّ الدَّوْلَةَ جَهَّزَتْ عُقُوبَةَ الاعْدَامِ لِلْقَاتِلِ وَلَوْ لَمْ يَسْتَحِقَّهَا اِنْسَانٌ بَرِيء؟ لاَنَّ التَّرْبِيَةَ الاسْلامِيَّةَ النَّاجِحَةَ لاتَكُونُ اِلَّا بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ مَعاً وَخَاصَّةً لِلْقُدْوَة؟ وَلَوْ كَانَتْ قُدْوَةً صَالِحَة؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْقُدْوَةُ وَالاُسْوَةُ الْحَسَنَةُ هِيَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ مِنْ اَزْوَاجِهِ اَوْ مِنْ بَاقِي آلِ بَيْتِهِ اَوْ مِنْ اَصْحَابِهِ؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ نَبِيَّ اللهِ دَاوُودَ الَّذِي كَانَتِ الْجِبَالُ تُسَبِّحُ مَعَهُ وَالطَّيْر؟حتى وَلَوْ اَلانَ اللهُ لَهُ الْحَدِيد؟حَتَّى وَلَوْ كَانَ يَصُومُ خَيْرَ الصِّيَام؟حَتَّى وَلَوْ كَانَ عِندَهُ مِنَ الاَمْوَالِ الْهَائِلَةِ مَا لا تَاْكُلُهُ النِّيرَان؟حتى وَلَوْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ مَلِكاً عَادِلاً؟ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُ كَانَ لايَرْضَى اَنْ يَاْكُلَ اِلا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ؟ دُونَ اَنْ يَاْكُلَ شَيْئاً وَلَوْ بَسِيطاً مِنَ الاَمْوَالِ الْعَامَّةِ الَّتِي تَخُصُّ شَعْبَهُ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ لَهُ الْحَقُّ فِي اَكْلِ شَيْءٍ مِنْهَا؟ وَمَعَ ذَلِكَ التَّقْوَى وَالْوَرَع ِالْهَائِلِ مِنْ دَاوُودَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فَقَدْ هَدَّدَهُ اللهُ بِالْعَذَابِ الالِيمِ مِنْ دُونِ اَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِ التَّوْبَةَ اَوِ الْبُشْرَى؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَادَاوُودُ اِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الاَرْضِ؟ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ؟ وَلاتَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله؟ اِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَاب(فَهَلْ هَذَا الْعَذَابُ هُوَ عَذَابُ انْتِقَاصٍ لِقَدْرِ دَاوُودَ اَمْ هُوَ عَذَابُ اخْتِصَاصٍ لِمَنْ يَسْتَحِقُّهُ مِنَ شَيَاطِينِ الاِنْسِ وَالْجِنِّ اَيُّهَا الْمَلاعِينُ الشَّيَاطِينُ مِنَ الشِّيعَة؟ هَلْ يُزْعِجُكُمْ تَعْمِيمُ كَلَامِي وَانْتِقَاصِي لَكُمْ عَلَى جَمِيعِكُمْ؟ لَاحَقَّ لَكُمْ وَقَدْ جَعَلْتُمْ عَذَابَ اللهِ عَامّاً طَامّاً وَلَمْ تَسْتَثْنُوا تَوْبَةً وَلَانَبِيّاً وَلَاصَحَابِيّاً وَلَا اُمّاً مِنْ اُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ لَا اُمَّ وَلَا اَبَا لَكُمْ؟ وَلَمْ يُعْطِ سُبْحَانَهُ لِدَاوُودَ هُنَا اَيْضاً مَجَالاً لِلتَّوْبَةِ كَمَا اَعْطَى عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ بَلْ بَدَاَ سُبْحَانَهُ مَعَهُمَا يَعْرِضُ التَّوْبَةَ اَوّلاً؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ التَّهْدِيد؟ وَلِذَلِكَ كَانَتْ تَرْبِيَةُ كَنَائِسِ النَّصَارَى مِنْ اَفْشَلِ التَّرْبِيَات؟ حِينَمَا اَخْفَوْا حَقِيقَةَ جَهَنَّمَ عَنِ الْمَسِيحِيِّينَ فَتْرَةً طَوِيلَةً جِدّاً مِنَ الزَّمَن؟ بِحُجَّةِ اَنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ اِخَافَةَ النَّاس؟ وَكَمْ يَزْدَادُ خَوْفُ النَّصَارَى يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ مِنْ هَوْلِ الْاِجْرَامِ الَّذِي يَحْصَلُ عِنْدَهُمْ حَتَّى شَمَلَ اَطْفَالَهُمْ؟ لِاَنَّ الْمَسِيحَ الَّذِي فَدَى اِجْرَامَهُمْ وَخَطَايَاهُمْ عَلَى الصَّلِيبِ بِزَعْمِهِمْ؟ جَعَلَ الْقَضِيَّةَ وَالْمَسْاَلَةَ مَحْسُومَةً وَمُنْتَهِيَةً عِنْدَهُمْ؟ وَلَادَاعِيَ لِذِكْرِ جَهَنَّمَ عِنْدَهُمْ اَبَداً وَالْعَيَاذُ بِالله؟؟هَلْ تَحْتَجُّونَ عَلَيْنَا اَيُّهَا الْحَمْقَى الْاَغْبِيَاءُ الْمُغَغَّلُونَ مِنَ الشِّيعَةِ وَاَنْتُمْ لَاتَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ اَبَداً يَا مَسَاكِين؟ كَمْ اَنْتُمْ مَحْرُومُونَ مِنْ هَذِهِ النِّعْمَةِ الْكُبْرَى؟ هَلْ تَحْتَجُّونَ عَلَيْنَا بِقَوْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ اَنَّهُ يَهْجُرُ وَقَدْ غَلَبَهُ الْوَجَع؟نَحْنُ اَيْضاً نَسْتَطِيعُ اَنْ نَحْتَجَّ عَلَيْكُمْ وَيُؤْلِمُنَا كَثِيراً اَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ تَاَدُّباً مَعَ رُسُلِ الله؟ لَكِنْ لَابُدَّ لَنَا مِنَ الْحُجَّةِ مُضْطَّرِّينَ بِقَوْلِنَا عَنْ دَاوُودُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنَّهُ كَانَ يَهْجُرُ وَقَدْ غَلَبَهُ الْفَزَع بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَهَلْ اَتَاكَ نَبَاُ الْخَصْمِ اِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ؟ اِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُم ْقَالُوا لَاتَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا اِلَى سَوَاءِ الصِّرَاط؟ اِنَّ هَذَا اَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ اَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَاب؟ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ اِلَى نِعَاجِهِ وَاِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ اِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَاهُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ اَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَاَنَاب(هَلْ مَا زِلْتُمْ تَحْتَجُّونَ عَلَيْنَا بِرَزِيَّةِ الْخَمِيس؟ نَحْنُ اَيْضاً نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِرَزَايَاكُمْ فِي كُلِّ الْاَيَّامِ وَقَدْ غَلَبَكُمْ تَجْدِيفُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَهَرْطَقُتُهُمْ وَكُفْرُهُمْ وَضَلَالُهُمْ وَالْبِدَع؟هَلْ مَا زِلْتُمْ تَحْتَجُّونَ عَلَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ وَقَدْ غَلَبَهُ الْوَجَع؟ نَحْنُ اَيْضاً نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِقَوْلِنَا عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنَّهُ كَانَ يَهْجُرُ وَقَدْ غَلَبَهُ الْهَلَع بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ اَهْلِهَا؟ فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ؟ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ؟ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ؟ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ؟ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ؟ فَوَكَزَهُ مُوسَى؟ فَقَضَى عَلَيْهِ؟ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ؟ اِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِين؟ قَالَ رَبِّ اِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَه(اِلَى اَنْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{فَاِذَا الَّذِي اسْتَغَاثَهُ بِالْاَمْسِ يَسْتَصْرِخُه؟ قَالَ لَهُ مُوسَى اِنَّك لَغَوِيٌّ مُبِين؟ فَلَمَّا اَنْ اَرَادَ اَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَال يَا مُوسَى اَتُرِيدُ اَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْاَمْسِ؟ اِنْ تُرِيدُ اِلَّا اَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْاَرْضِ؟ وَمَا تُرِيدُ اَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِين******فَهَلْ مَا زِلْتُمْ مُصِرِّينَ اَنْ تَحْتَجُّوا عَلَيْنَا بِقَوْلِ عُمَر دَعُوا رَسُولَ اللهِ يَرْتَاح اِنَّهُ يَهْجُر وَقَدْ غَلَبَهُ الْوَجَع عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَحْنُ اَيْضاً نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِقَوْلِنَا عَنْ آدَمَ اَنَّهُ كَانَ يَهْجُرُ وَقَدْ غَلَبَهُ الطَّمَع؟ بِالْخُلُودِ وَالْبَقَاء؟ تَحْتَ تَاْثِيرِ قَوْلِ الشَّيْطَانِ لَهُ وَلِزَوْجَتِهِ كَمَا قَالَ الْقُرْآن{مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ اِلَّا اَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ اَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِين******نَعَمْ نَحْنُ اَيْضاً نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِقَوْلِنَا عَنْ يُونُسَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنَّهُ كَانَ يَهْجُرُ وَقَدْ غَلَبَهُ الْغَضَبُ وَالتَّسَرُّعُ وَالْيَاْسُ مِنْ اِيمَانِ قَوْمِهِ وَالْجَزَع؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَذَا النُّونِ اِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ اَلَّنْ نَقْدِرَ(نُضَيِّقَ {عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين****** نَحْنُ اَيْضاً نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِقَوْلِنَا عَنْ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنَّهُ كَانَ يَهْجُرُ وَقَدْ غَلَبَهُ الْاِشْفَاقُ عَلَى قَوْمِهِ وَالْوَرَع؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ اَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ؟ قَالَ اتَّقُوا اللهَ اِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين؟ قَالُوا نُرِيدُ اَنْ نَاْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ اَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِين؟ قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا اَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِاَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَاَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِين؟ قَالَ اللهُ اِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَاِنِّي اُعَذِّبُهُ عَذَاباً لَا اُعَذِّبُهُ اَحَداً مِنَ الْعَالَمِين****** نَحْنُ اَيْضاً نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِقَوْلِنَا عَنْ يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنَّهُ كَانَ يَهْجُرُ وَقَدْ غَلَبَهُ السِّجْنُ وَالشَّوْقُ اِلَى عَبِيقِ الْحُرِّيَّةِ وَالْوَلَع؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِهِ{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ اَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَاَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِين(وَهَذِهِ الْآيَةُ هِيَ اَكْبَرُ حُجَّةٍ عَلَى الْمُتَصَوِّفَةِ وَالْاَحْبَاشِ وَالشِّيعَةِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ الْمَدَدَ وَالْغَوْثَ وَالْعَوْنَ مِنْ غَيْرِ الله؟ وَاَرْجُوكَ اَخِي الشِّيعِي اَنْ تَنْتَبِهَ لِمَا سَاَقُولُهُ جَيِّداً؟ وَقَدْ كَانَ السُّجُودُ فِي شَرِيعَتِهِمْ جَائِزاً؟وَكَانُوا يَسْجُدُونَ لِبَعْضِهِمْ بَعْضاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَرَفَعَ اَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا اَبَتِ هَذَا تَاْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ(وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَسْمَحْ سُبْحَانَهُ وَلَمْ يَرْضَ مِنْ يُوسُفَ وَاَبِيهِ يَعْقُوبَ اَبَداً اَنْ يَطْلُبَا الْمَدَدَ وَالْعَوْنَ وَالْغَوْثَ اِلَّا مِنْهُ سبحانهُ بدليل قوله تعالى على لسان يعقوب{اِنَّمَا اَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي اِلَى الله******وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّهُ لَوْ كَانَ يُوسُفُ مِنْ اَهْلِ الدُّنْيَا لَا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ وَلَوْ طَلَبَ الْمَدَدَ وَالْعَوْنَ مِنْ غَيْرِه؟ وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ دَائِماً لَايُعْطِي الدَّرْسَ الْقَاسِي وَاللَّهْجَةَ الْقَاسِيَةَ غَالِباً مَعَ التَّوْبَةِ واَلرَّحْمَة اِلَّا لِمَنْ يُحِبُّ مِنْ صَفْوَةِ خَلْقِهِ وَمِنْهُمْ يُوسُفُ الصِّدِّيقُ وَنَبِيُّنَا وَعَائِشَةُ وَحَفْصَةُ وَبَقِيَّةُ اُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ جَمِيعاً بِدَلِيلِ قَوْلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله[اَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً هُمُ الْاَنْبِيَاء؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّ بَعْضَ الشِّيعَةَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْخُوَاءِ الرُّوحِيِّ وَالْاِخْلَاصِ لِلهِ وَلَوْ كَانَ خَاطِئاً عَلَى غَيْرِ طَرِيقَةِ رَسُولِ الله؟ وَمَعَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ مَا يُؤَهِّلُهُمْ اَنْ يَهْتَدُوا اِلَى الْحَقِّ اَكْثَرَ مِنْ بَعْضِ الْمُتَصَوِّفَةِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ بَاعُوا دِينَهُمْ بِثَمَنٍ قَلِيلٍ مِنْ مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمِنْ مُرِيدِيهِمْ فِي حَضْرَاتِهِمُ الْمَشْؤُومَة؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّنِي اَتَاَلَّمُ اَحْيَاناً عَلَى كُلِّ كَلِمَةٍ قَاسِيَةٍ نَابِيَةٍ اَقُولُهَا بِحَقِّ بَعْضِ الشِّيعَة؟ وَلِكِنَّ الضَّرُورَةَ مَعَ الْاَسَفِ تَقْتَضِي ذَلِك حَتَّى يَصْحُوا مِنْ سَكْرَتِهِمْ وَغَفْلَتِهِمْ وَذَلِكَ اَهْوَنُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَرِيقِ جَهَنَّمَ الْاَبَدِيّ؟؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَللهُ تَعَالَى يَجُوزُ لَهُ اَنْ يُقْسِمَ بِمَا يُرِيدُ مِنْ عِزَّتِهِ وَجَلَالِهِ وَذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ ثُمَّ مَخْلُوقَاتِه؟ وَاَمَّا نَحْنُ فَلَايَجُوزُ لَنَا اَنْ نُقْسِمَ اِلَّا بِاسْمٍ مِنْ اَسْمَاءِ اللهِ؟ اَوْ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ وَمِنْهَا الْقُرْآنُ الْكَرِيم؟ لِاَنَّ الْقُرْآنَ مِنْ كَلَامِ الله؟ وَالْكَلَامُ هُوَ صِفَةُ الْمُتَكَلِّم؟ كَاَنْ تَقُولَ اَخِي مَثَلاً وَاللهِ؟ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ اَسْمَاءِ الله؟ بَلْ هُوَ الِاسْمُ الْاَسَاسِيُّ الْاَصْلِيّ؟ اَوْ تَقُولَ مَثَلاً اَخِي وَعِزَّةِ اللهِ الْعَزِيز؟ وَقُدْرَةِ اللهِ الْقَادِرِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِير؟ وَعِلْمِ اللهِ الْعَلِيمِ الْعَلَّام؟ وَحَيَاةِ اللهِ الْحَيِّ الْمُحْيِي؟ وَهَذِهِ هِيَ بَعْضُ صِفَاتِ الله؟ اَلْعِزَّة؟ وَالْعِلْم؟ وَالْحَيَاة؟ وَالْقُدْرَة؟ وَاَمَّا مَاعَدَا ذَلِكَ؟ فَلَايَجُوزُ الْقَسَمُ بِهِ اَبَداً؟ لَابِنَبِيٍّ؟ وَلَابِرَسُولٍ؟ وَلَابِمَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟ وَلَا بِصِدِّيقٍ؟وَلَا بِوَلِيٍّ مِنْ اَوْلِيَاءِ الله؟وَاَمَّا قَوْلُ بَعْضِ الْجُهَّالِ مِنَ الْحُجَّاجِ الَّذِينَ يَزُورُونَ قَبْرَ رَسُولِ الله؟ وَحَيَاةِ الشَّبَّاكِ الَّذِي اَمْسَكْتُ بِمِقْبَضِهِ وَحَرَّكْتُهُ قَائِلاً اَلشَّفَاعَةُ يَا رَسُولَ الله؟ فَهُوَ قَوْلٌ بَاطِل؟ وَاَقُولُ لِهَذَا؟ هَلْ يَسْمَحُونَ لَكَ هُنَاكَ اَنْ تُمْسِكَ بِشَيْءٍ مِنَ الشَّبَّاكِ اَيُّهَا الْكَاذِب؟ اَمْ يَنْهَالُونَ بِالْكُرْبَاجِ ضَرْباً عَلَى يَدَيْكَ؟ ثُمَّ هُنَاكَ بَعْضُ النَّاسِ الَّذِينَ يَزِيدُونَ الطِّينَ بَلَّةً؟ يَقُولُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لِلْآخَرِ وَحَيَاةِ اللهِ وَاَبُوك؟ وَهَذَا لَايَجُوزُ اَيْضاً شَرْعاً؟ لِاَنَّهُ يَعْطِفُ اللهَ عَلَى اَبِيه؟بَلْ لَايَجُوزُ عَطْفاً وَلَايَجُوزُ اسْتِقْلَالاً اَيْضاً بِالنِّسْبَةِ لِلْاَبِ كَاَنْ يَقُولَ وَحَيَاةِ اَبِيك؟ فَاِذَا اَرَدْتَّ اَخِي اَنْ تَحْلِف؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ اِلَّا اَنْ تَحْلِفَ صَادِقاً بِاسْمٍ مِنْ اَسْمَاءِ الله؟ اَوْ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِه؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّنَا لَانُؤَيِّدُ كَثْرَةَ الْحَلِفِ اِلَّا لِلضَّرُورَة؟؟ فَحِينَمَا يَقُولُ سُبْحَانَه{لَااُقْسِمُ(بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ يَقُولُ عَنْ{لَا(هُنَا اَنَّهَا نَافِيَة تَنْفِي الْقَسَم؟ وَبَعْضُهُمْ قَالَ نَافِيَة لَاتَنْفِي الْقَسَمَ وَاِنَّمَا تَنْفِي كَلَاماً مُقَدَّراً مَحْذُوفاً؟ وَنَقُولُ لِلمُفَسِّرينَ الْاَوَّلِين اَصْحَابُ نَفْيِ الْقَسَم اِذَا كَانَتْ لَا فِي الْآيَةِ تَنْفِي الْقَسَم فَمَا مَعْنَى الْآيَة؟ قَالُوا مَعْنَاهَا اَنَّ الْاَمْرَ لَايَحْتَاجُ اِلَى قَسَمٍ لِوُضُوحِهِ؟ كَاَنْ تَقُول لِي مَثَلاً اَخِي وَاللهِ هَذِهِ لَمْبَةُ اِنَارَة؟ فَاَقُولُ لَكَ وَلِمَاذَا تَحْلِفُ لَادَاعِيَ لِاَنْ تَحْلِفَ اَنَا اَعْرِفُ اَنَّهَا لَمْبَةُ اِنَارَة وَكُلُّ النَّاسِ يَعْرِفُونَ مِثْلِي هَذَا الْاَمْرَ لِوُضُوحِه؟ ثُمَّ نَقُولُ لِلْمُفَسِّرِينَ اَصْحَابِ الْكَلَامِ الْمُقَدَّرِ الْمَحْذُوف مَاذَا تَقُولُونَ فِي الْآيَة؟ قَالُوا{لَااُقْسِم( تَقْدِيرُ الْكَلَام لَا لَيْسَ الْاَمْرُ كَمَا تَزْعُمُونَ وَكَمَا تَدَّعُونَ؟ اَيَحْسَبُ الْاِنْسَانُ اَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَه؟ اُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَة؟ وَاُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَامَةِ؟ بَلَى حَقّاً قَادِرِينَ عَلَى اَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَه(وَاُرِيدُكَ اَخِي الْآنَ اَنْ تُلَاحِظَ مَعِي كَلِمَةَ بَلَى؟ فَاِنَّهَا اَتَتْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ جَوَاباً عَلَى سُؤَالٍ مَنْفِي بِلَنِ النَّافِيَةِ النَّاصِبَة وَهُوَ{اَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَه(وَقَدْ تَاْتِي بِمَعْنَى حَقّاً{قَادِرِينَ عَلَى اَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَه(بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ اِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً اَوْ نَصَارَى؟ تِلْكَ اَمَانِيُّهُمْ؟ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ اِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين؟ بَلَى مَنْ اَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُمْ اَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ(وَقَدِ اسْتَغْرَبْتُ كَثِيراً مِنْ بَلَى فِي هَذِهِ الْآيَة؟حِينَمَا كُنْتُ فِي حَالَةٍ مِنَ المْرَضِ تَمْنَعُنِي اَنْ اُرَكِّزَ وَ اَسْتَجْمِعَ اَفْكَارِي؟ وَقَدِ اعْتَدْنَا عَلَى بَلَى اَنَّهَا لَاتَاْتِي اِلَّا بَعْدَ سُؤَالٍ مَنْفِي؟ فَاَيْنَ هُوَ السُّؤَالُ الْمَنْفِيُّ فِي هَذِهِ الْآيَة؟ فَاِذَا بِالْجَوَابِ يَاْتِينِي وَسُبْحَانَ الله مِنْ مُعَلِّمَةِ لُغَة عَرَبِيَّة مَسِسيحِيَّة؟ قَالَتْ اِنَّ بَلَى هُنَا بِمَعْنَى حَقّاً؟ وَكَانَتْ قَدِ اتَّصَلَتْ بِي لِتَسْاَلَنِي عَنْ مَعْنَى كَلِمَة {مُحْسِن(فِي الْآيَة؟ فَقُلْتُ لَهَا؟ اَلْاِحْسَانُ اَنْ نَعْبُدَ اللهَ كَاَنَّنَا نَرَاه؟ فَاِنْ لَمْ نَكُنْ نَرَاهُ فَاِنَّهُ يَرَانَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ عَلَيْنَا اَنْ نُحْسِنَ اِلَيْهِ سُبْحَانَهُ فِي حَضْرَتِهِ وَاِنْ كُنَّا لَا نَرَاه؟ وَذَلِكَ بِاَنْ نَخْجَلَ وَنَسْتَحِيَ مِنْهُ وَمِنَ اسْتِهْتَارِنَا بِاَوَامِرِهِ وَ نَوَاهِيهِ وَزَوَاجِرِهِ وَحُدُودِهِ وَخُطُوطِهِ الْحَمْرَاء؟واِنْ كُنَّا لَانَرَاهُ وَلَمْ نَصِلْ اِلَى هَذَا الْمُسْتَوَى الْاِيمَانِيِّ وَالصَّفَاءِ الرُّوحِيِّ مِنْ رُؤْيَتِهِ سُبْحَانَهُ بِقُلُوبِنَا وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّهُ يَرَانَا سُبْحَانَه؟ وَقَدْ يَكُونُ اِحْسَانُنَا اِلَيْهِ فِي غَيْبَتِهِ عَنْ اَنْظَارِنَا؟ اَوْلَى مِنْ اِحْسَانِنَا فِي حُضُورِهِ عَيَاناً؟ وَلَايَكُونُ ذَلِكَ الْاِحْسَانُ اِلَّا بِطَاعَتِهِ سبحانه؟فَمَاذَا يَنْفَعُكَ اَخِي اِحْسَانُ غَيْرِكَ لَكَ فِي حُضُورِكَ ثُمَّ يَطْعَنُ بِكَ وَيُقَلِّلُ مِنْ هَيْبَتِكَ وَاحْتِرَامِكَ فِي غِيَابِكَ؟وَكَذَلِكَ حَالُ النِّفَاقِ مَعَ رَبِّ الْعَالَمِين؟ فَلِمَاذَا اَيَّهَا الْاُخْوَةُ تَتَشَوَّقُونَ اِلَى طَاعَةِ مَنْ{يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ(بِعَيْنِ الْغَدْرِ وَالْخِيَانَةِ{ مِنْ حَيْثُ لَاتَرَوْنَهُمْ(وَهُوَ الشَّيْطَانُ الرَّجِيم؟ وَلِمَاذَا لَاتَتَشَوَّقُونَ اِلَى طَاعَةِ مَنْ يَرَاكُمْ مِنْ حَيْثُ يَرَاكُمْ وتَرَوْنَهُ مِنْ قُلُوبِكُمْ وَعُقُولِكُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلًاةُ وَالسَّلَام[اِنَّ اللهَ لَايَنْظُرُ اِلَى صُوَرِكُمْ وَاَجْسَامِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ اِلَى قُلُوبِكُمْ وَاَعْمَالِكُمْ(لِمَاذَا لَاتَتَشَوَّقُونَ اِلَى طَاعَةِ مَنْ يَرَاكُمْ مِنْ حَيْثُ لَاتَرَوْنَهُ مِنْ اَعْيُنِكُمْ وَوَرِيدِكُمْ وَهُوَ{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْاَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْاِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ اَقْرَبُ اِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد****** قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ اَجَبْنَا بِنَعَمْ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَنْ نَجْمَعَ عِظَامَه(بِهَمْزَةِ اسْتِفْهَامٍ وَمِنْ دُونِ{اَيَحْسَبُ الْاِنْسَان(وَاَقُولُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَخِي تَكْفُرُ دُونَ اَنْ تَشْعُر؟ لِاَنَّكَ تُنْكِرُ قُدْرَةَ اللهِ عَلَى جَمْعِ عِظَامِ الْاِنْسَانِ؟ وَاَمَّا اِذَا كُنْتَ تَشْعُرُ فَاِنَّ الْمُصِيبَةَ اَعْظَم؟ وَكَذَلِكَ الْحَالُ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ اَحَد{اَلَمْ يَرَهُ اَحَد{اَلَيْسَ اللهُ بِاَحْكَمِ الْحَاكِمِين(فَاِذَا قُلْتَ نَعَمْ فَاِنَّكَ بِهَذَا اَخِي تُؤَكِّدُ النَّفْيَ قَائِلاً نَعَمْ لَيْسَ اللهُ بِاَحْكَمِ الْحَاكِمِين وَهَذَا كُفْرٌ صَرِيح؟لِاَنَّكَ بِذَلِكَ الْاِثْبَاتُ لِلنَّفْيِ بِقَوْلِكَ نَعَمْ تُكَذِّبُ اللهَ الَّذِي يَحْكِي عَنْ نَفْسِهِ مَا كَانَ الْمَفْروضُ بِكَ اَنْ تُصَدِّقَهُ بِقَوْلِكَ بَلَى وَاَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِين؟؟ وَكَذَلِكَ مَاقُلْنَاهُ عَنْ لَا النَّافِيَةِ يَنْطَبِقُ اَيْضاً عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{لَااُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَد(وَكَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ اَنَّ الْبَلَدَ اَوِ الْمَكَانَ يَتَشَرَّفُ بِاَهْلِه؟ وَاِلَّا كَانَتِ الْاَمْكِنَةُ كُلُّهَا سَوَاء؟ وَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حِينَمَا يُمَيِّزُ مَكَاناً عَنْ مَكَان؟ لَابُدَّ اَنْ يَكُونَ لِهَذَا التَّمْيِيزِ سَبَب؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْاَمَاكِنَ تَبْقَى؟ حَتَّى وَلَوْ زَالَ اَصْحَابُهَا فَاِنَّ الذِّكْرَى تَبْقَى مُتَعَلِّقَةً فِيهَا؟ وَقَدْ تَذْهَبُ اَخِي اِلَى مَكَّة؟ فَلَا تَجِدُ فِيهَا رَسُولَ اللهِ وَلَا اِبْرَاهِيمَ وَلَااِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَاَيْنَ هُمْ؟ كُلُّهُمْ ذَهَبُوا اِلَى رَبِّهِمْ؟ وَلَمْ يَبْقَ لَكَ مِنْهُمْ اِلَّا الذِّكْرَى الَّتِي تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى تَتَعَلَّقَ وَتَقْتَدِيَ بِهَا وَهِيَ تَعَالِيمُهُمْ؟ حَتَّى الْعُشَّاقُ فَاِنَّهُمْ اَيْضاً يَتَعَلَّقُونَ بِالذِّكْرَى وَمَا يُسَمَّى بِالْاَطْلَال قَائِلِين؟ اَمُرُّ عَلَى الدِّيَارِ دِيَارِ لَيْلَى؟ وَاَلْثُمُ ذَا الْجِدَارِ وَذَا الْجِدَارَا؟ وَمَا حُبُّ الدِّيَارِ شَغَفْنَ قَلْبِي؟ وَلَكِنْ حُبُّ مَنْ سَكَنَ الدِّيَارَا؟ وَمَعَ اَنَّ مَحْبُوبَتَهُ لَيْلَى قَدْ مَاتَتْ؟ فَقَدْ بَقِيَتِ الذِّكْرَى رَغْماً عَنْ حَبِيبِهَا مُتَعَلِّقَةً بِهَذَا الْمَكَانِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الَّذِينَ كَانُوا فِيهِ لَهُمْ حَالَةٌ خَاصَّةٌ مِنَ الْحُبِّ وَالتَّقْدِير؟؟ وَاَمَّا آيَة{وَاَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَد(فَاِنَّهَا تَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْن؟ اَلْمَعْنَى الْاَوَّل؟ وَاَنْتَ مُقِيمٌ بِهَذَا الْبَلَد؟ وَقَدْ اكْتَسَبَ شَرَفَهُ مِنْ زَمَانٍ بَعِيدٍ جِدّاً حِينَمَا كَانَ{اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاس(ثُمَّ ازْدَادَ شَرَفاً عَلَى عَهْدِ اِبْرَاهِيمَ وَاِسْمَاعِيل؟ ثُمَّ خُتِمَ هَذَا الشَّرَفَ بِوُجُودِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ فِيهِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَعَلَى اِخْوَانِهِمْ جَمِيعاً؟ فَنَحْنُ نُقْسِمُ بِهَذَا الْمَكَانِ مِنْ اَجْلِ كَرَامَتِهِ وَكَرَامَةِ مَنْ وُجِدَ فِيهِ مِنْ صَفْوَةِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِين؟ وَمِنْ اَجْلِ تَعْظِيمِهِ كَمَا يَقُولُ سُبْحَانَه؟ وَاَمَّا الْمَعْنَى الثَّانِي فَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِين{لَااُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَد؟ وَاَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَد( أيْ رَغْماً عَمَّنْ عَامَلَكَ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَارَسُولَ اللهِ كَاَنَّكَ لَسْتَ مِنْ اَبْنَاءِ هَذَا الْبَلَدِ الْحَرَام؟ نَقُولُ فُلَانٌ حَلَال؟ أيِ انْتَهَى مِنَ الْاِحْرَامِ وَغَادَرَ مَكَّة؟ وَكَاَنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ فِي نَظَرِ هَؤُلَاءِ لَاتُقِيمُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ يُعْتَبَرُ الِاعْتِدَاءُ فِيهِ اَعْظَمَ مِنْ أيِّ مَكَانٍ آخَر؟ فَرَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هُنَا اَقْسَمَ بِالْبَلَدِ؟ لِوُجُودِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي هَذَا الْبَلَد؟ اِنَّهُ بَيْتُ اللهِ الْحَرَامُ صَاحِبُ الذِّكْرَيَاتِ الْقَدِيمَةِ جِدّاً؟وَيَكْفِيهِ شَرَفاً قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ {اِنَّ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِين؟ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ اِبْرَاهِيمَ؟ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنَا(اَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ يَقُولُون اِنَّ اَوَّلَ مَنْ بَنَى بَيْتَ اللهِ الْحَرَامِ هُمَا اِبْرَاهِيمُ وَاِسْمَاعِيلُ وَهُوَ رَاْيُ الْاَكْثَرِيَّةِ مِنْ جُمْهُورِ الْعُلَمَاء؟ وَبَعْضُهُمْ قَالَ لَا؟ اِنَّ اِبْرَاهِيمَ وَاِسْمَاعِيلَ اِنَّمَا رَفَعَا الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ؟ وَلَمْ يَضَعَا شَيْئاً مِنْ قَوَاعِدِه؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ وَاِنْ كَانَ هَذَا رَاْيُ الْاَقَلِيَّةِ؟ وَلَكِنَّ الْاَدِلَّةَ الَّتِي عِنْدَهُمْ تُسْعِفُهُمْ فِي قَوْلِهِمْ عَنْ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ اَنَّهُ كَانَ مَوْجُوداً قَبْلَ اَنْ يَرْفَعَ اِبْرَاهِيمُ وَاِسْمَاعِيلُ الْقَوَاعِدَ؟ وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ مِنَ النَّصِّ الْقُرْآنِيِّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاس(وَالنَّاسُ فِي الْاَصْلِ تَشْمَلُ كُلَّ الْمَخْلُوقَاتِ الْبَشَرِيَّةِ مِنْ آدَمَ اِلَى اَنْ يَرِثَ اللهُ تَعَالَى الْاَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا؟ وَنَقُولُ لِلْاَكْثَرِيَّةِ مِنْ جُمْهُورِ الْعُلَمَاء؟ مَا رَاْيُكُمْ بِكَلَامِ خُصُومِكُمْ مِنَ الْاَقَلِيَّةِ الْآخَرِين؟ قَالُوا لَاحُجَّةَ لِلْاَقَلِيَّةِ فِي هَذِهِ الْآيَة؟ وَلَاحُجَّةَ لَهُمْ فِي كَلِمَةِ النَّاسِ فِي الْآيَة؟ لِاَنَّ اللهَ اَطْلَقَهَا عَلَى شَخْصٍ وَاحِد؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ اِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ(وَكَلِمَةُ النَّاسِ الْاُولَى فِي الْآيَةِ تَعْنِي شَخْصاً وَاحِداً وَهُوَ اَبُو سْفُيَان؟ وَلَاتَعْنِي مَجْمُوعَةً كَبِيرَةً مِنَ النَّاسِ كَمَا تَعْنِي الْكَلِمَةُ الثَّانِيَة؟ وَلَاتَعْنِي كَلِمَةُ النَّاسِ الثَّانِيَةُ اَيْضاً اَنَّهُمْ قَدْ جَمَعُوا لَهُمْ مِنَ النَّاسِ مِنْ عَهْدِ آدَمَ اِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْاَكْثَرِيَّة كَلَامُكُمْ صَحِيحٌ وَعَلَى الْعَيْنِ وَالرَّاْسِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ؟ لَكِنْ لَابُدَّ مِنْ دَلِيلٍ اَوْ قَرِينَةٍ فِي آيَاتٍ اُخْرَى تَصْرِفُ كَلِمَةَ النَّاسِ عَنْ مَعْنَاهَا الْجَمَاعِيِّ الْمُرَادِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً{قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس(فَهَلِ الْمَقْصُودُ بِالنَّاسِ هُنَا نَاسُ طَرْطُوسَ فَقَط؟ اَوْ نَاسُ اَرْوَادَ فَقَطْ؟ اَوْ نَاسُ حِمْصَ فَقَطْ؟ اَوْ نَاسُ مَكَّةَ فَقَطْ؟ اَمِ الْخَلَائِقُ كُلُّهَا مِنْ آدَمَ اِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟ لِمَاذَا لَايُوجَدُ عِنْدَكُمْ قَرِينَةٌ مِنْ آيَاتٍ اُخْرَى تَخُصُّ هَؤُلَاءِ النَّاسَ اَوْ تُقَيِّدُهُمْ بِنَاسِ مَكَّةَ مَثَلاً؟ هَلْ يُوجَدُ عِنْدَكُمْ قَرِينَةٌ اَوْ عَلَامَةٌ اَوْ دَلِيلٌ اَنَّ الْمَقْصُودَ بِالنَّاسِ هُوَ اِبْرَاهِيمُ اَوْ اِسْمَاعِيلُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّة(اَمْ اَنَّ الْمَقْصُودَ بِالنَّاسِ كُلُّ النَّاس؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاُخْوَة؟ اَللهُ تَعَالَى هَيَّاَ الْاَرْضَ قَبْلَ اَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهَا اَبُونَا آدَمُ عليه الصلاة والسلام؟ وَجَعَلَهَا مُسْتَقَرّاً لَهُ وَلِذُرِّيَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ؟ وَجَعَلَ فِيهَا كُلَّ شَيْءٍ صَالِحاً؟ فَهَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ يَعْتَنِيَ سبحانهُ بِالْاَرْضِ مِنْ حَيْثُ مَادِّيَّاتِهَا فَقَطْ؟ اَمْ لَابُدَّ مِنَ الِاعْتِنَاءِ الرُّوحِيِّ كَذَلِك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نُؤَيِّدُ الْاَقَلِّيَّةَ فِي قَوْلِهِمْ اَنَّ بَيْتَ اللهِ الْحَرَامِ وُجِدَ قَبْلَ اَنْ يُوجَدَ آدَم؟ وَهُنَاكَ اَدِلَّةٌ وَاِنْ كَانَتْ لَيْسَتْ قَوِيَّةً جِدّاً؟ وَلَكِنَّ بَعْضَهَا يَعْضُدُ وَيُسَاعِدُ وَيُؤَيِّدُ الْبَعْضَ الْآخَرَ مِنْهَا؟ وَكَذَلِكَ الْمَعْنَى العَامُّ الَّذِي نَسْتَخْلِصُهُ مِنْهَا؟ اَنَّ آدَمَ عليه الصلاة والسلام؟ لَمَّا اُنْزِلَ اِلَى الْاَرْضِ؟ طَافَ حَوْلَ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ سَبْعاً؟ فَقَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ؟ بَرَّ نُسُكُكَ؟ بِمَعْنَى تَقَبَّلَ اللهُ حَجَّكَ يَاآدَم؟ لَقَدْ حَجَجْنَا قَبْلَكَ بِاَلْفَيْ عَام؟ وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيف؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ كُلَّ حَدِيثٍ ضَعِيفٍ لَيْسَ صَحِيحاً؟ فَهَذَا وَاحِدٌ مِنَ الْاَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ؟ يَعْضُدُهُ وَيُقَوِّيهِ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِنَّ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّة(وَقَدْ تَكُونُ الْاَحَادِيثُ ضَعِيفَةً؟ وَلَكِنَّهَا مِنْ كَثْرَةِ رِوَايَتِهَا تُصْبِحُ قَوِيَّةً؟ لِاَنَّهَا تَعْضُدُ اَوْ تُقَوِّي بَعْضَهَا بَعْضاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْعُلَمَاءَ يَقْبَلُونَ الْاَحَادِيثَ الضَّعِيفَةَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي فَضَائِلِ الْاَعْمَالِ اِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضاً؟وَلَكِنْ لَايَقْبَلُونَهَا اِلَّا بِحَذَرٍ شَدِيد؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟هَلْ نَقْبَلُ الْاَحَادِيثَ الضَّعِيفَةَ فِي فَرَائِضِ الْعِبَادَاتِ وَاَرْكَانِ الْاِسْلَام؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَا؟ لِاَنَّ فَرَائِضَ الْعِبَادَاتِ وَاَرْكَانَ الْاِسْلَامِ لَانَقْبَلُهَا اِلَّا اِذَا ثَبَتَتْ بِالرِّوَايَاتِ الْمُتَوَاتِرَةِ مِنَ الْقُرْآنِ اَوّلاً؟ ثُمَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ وَعَلَى طَرِيقَةِ رَسُولِ اللهِ ثَانِياً؟ وَعَلَى الْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ الْمَعْرُوفَةِ؟ اَنَّ الْاَصْلَ فِي فَرَائِضِ الْعِبَادَاتِ هُوَ الْحَظْرُ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ مَمْنُوعٌ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَعْبُدَ اللهَ بِاَيَّةِ عِبَادَةٍ اِلَّا مَا وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ وَعَلَى طَرِيقَتِه؟ بِعَكْسِ الْمُعَامَلَات؟ فَاِنَّ الْاَصْلَ فِيهَا السَّمَاحَ وَالْاِبَاحَةَ؟ اِلَّا مَا حَرَّمَهُ الشَّرْعُ مِنَ الرِّبَا وَالسَّرِقَةِ وَالْغِشِّ وَالرَّشْوَةِ وَالِاحْتِكَارِ وَالْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ اِلَى آخِرِ مَا هُنَالِك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا لَا نَقْبَلُ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الْاَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ الَّتِي يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضاً؟ اِلَّا فِي الْمُعَامَلَاتِ وَالْمَنْدُوبَاتِ وَالْمُسْتَحَبَّاتِ كَصَلَاةِ التَّسَابِيحِ وَغَيْرِهَا؟ وَلَكِنْ عَلَى حَذَرٍ شَدِيدٍ كَمَا ذَكَرْت؟ وَلَايَجُوزُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ نُعَطِّلَ فَرِيضَةً اَوْ وَاجِباً مِنْ اَجْلِ اَدَاءِ نَافِلَةٍ اَوْ مَنْدُوبٍ اَوْ مُسْتَحَبٍّ؟سَوَاءٌ ثَبَتَ بِاَحَادِيثَ ضَعِيفَةٍ اَوْ قَوِيَّةٍ مَتَوَاتِرَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْاَكْثَرِيَّةِ مِنْ جُمْهُورِ الْعُلَمَاء{اِنَّ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاس(اَلَيْسَ آدَمُ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاس؟ بَلَى هُوَ اَبُو النَّاس؟ بَلْ هُوَ اَصْلُ النَّاس؟ وَاَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى{وَاِذْ يَرْفَعُ اِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَاِسْمَاعِيلُ(فَهِيَ وَاضِحَةٌ وُضُوحَ الشَّمْسِ فِي رَابِعَةِ النَّهَارِ؟ اَنَّ الْاَسَاسَ وَالْقَوَاعِدَ كَانَتْ مَوْجُودَةً قَبْلَ اَنْ يَقُومَا بِرَفْعِهَا؟ بَلْ قَبْلَهُمَا بِآلَافِ السِّنِين؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَامَا بِاِكْمَالِ بِنَاءِ الْقَوَاعِدِ عَلَى اَسَاسِ هَذَا الْبَيْت؟ وَالْآيَةُ تُوحِي اَيْضاً وَاللهُ اَعْلَمُ اَنَّهُ حَتَّى الْقَوَاعِدُ كَانَتْ مَوْجُودَةً وَلِكِنَّهَا كَانَتْ قَصِيرَةٌ وَقَدْ قَامَا بِاِطَالَتِهَا وَرَفْعِهَا عليهما الصلاة والسلام؟ وَالْخُلَاصَة اَنَّنَا نُرَجِّحُ رَاْيَ الْاَقَلِيَّةِ فِي قَوْلِهِمْ عَنْ هَذَا الْبَيْتِ الْعَتِيقِ؟ اَنَّهُ وُضِعَ اَسَاسُهُ قَبْلَ اَنْ يَاْتِيَ آدَمُ اِلَى هَذِهِ الْاَرْضِ؟ لِتَكُونَ النِّعْمَةُ مُتَكَامِلَةً عَلَى هَذِهِ الْاَرْضِ؟ بِمَا فِيهَا مِنْ نِعْمَةٍ مَادِّيَّةٍ وَمِنْ نِعْمَةٍ رُوحِيَّة؟ مِنْ مُنْعِمٍ مُتَفَضِّلٍ سبحانهُ يَهْتَمُّ بِهِمَا مَعَاً؟ وَلَايُرِيدُ لَنَا اَنْ نَعِيشَ مَادِّيِّينَ عَلَى حِسَابِ اَرْوَاحِنَا؟ وَلَا اَنْ نَعِيشَ رُوحِيِّينَ عَلَى حِسَابِ مَادَّتِنَا؟ بَلْ نَعِيشُ اُمَّةً وَسَطاً بَيْنَ الْمَادَّةِ وَالرُّوح؟ وَاَنْ نُعْطِيَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا حَقَّهَا مِنَ الرِّعَايَةِ وَالِاهْتِمَامِ وَالتَّوازُنِ؟ وَلَايَكُونُ ذَلِكَ حَاصِلاً اِلَّا عَلَى الطَّرِيقَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ الْمُحَمَّدِيَّة بدليل قوله تعالى{وَالَّذِينَ اِذَا اَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامَا وبدليل قوله عليه الصلاة والسلام[اَمَّا بَعْدُ فَاِنِّي اَتْقَاكُمْ لِلهِ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنِّي اُصَلِّي وَاَنَامُ وَاَصُومُ وَاُفْطِرُ وَآكُلُ اللَّحْمَ وَاَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ؟ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي]وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الَّذِي يَبْخَلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْكُمْ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ وَهُوَ يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ وَلَايَحُجُّ؟ فَاِنَّهُ يَكُونُ مُجَافِياً لِخَالِقِهِ وَبَيْتِهِ الْحَرَامِ وَلِكُلِّ هَذِهِ الْمَعَانِي الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ وَلِكُلِّ هَذِهِ الْاُمُورِ الْمُقَدَّسَة؟؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل مَابَالُ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً( وَنَحْنُ نَعْلَمُ اَنَّهُ يَامَا نَاسٌ قُتِلُوا دَاخِلَ الْحَرَم؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ اَنَّ الْعُلَمَاءَ قَالُوا عَنِ الْكَلَامِ فِي هَذِهِ الآيةِ؟ اَنَّهُ فِي الظَّاهِرِ اِخْبَار؟ وَلَكِنَّهُ فِي الْمَعْنَى اِنْشَاء؟ فَمَا مَعْنَى كَلَامِهِمْ هَذَا؟عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَصْبِرَ مَعِيَ حَتَّى تَتَعَلَّم؟وَاِلَّا {فَاِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا؟ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرَا(وَلَقَدْ كِدْتُّ اَنْ اَلْتَمِسَ لَكَ الْحُجَّةَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى اِهْمَالِكَ لِقِرَاءَةِ الْعِلْمِ وَالِاسْتِمَاعِ اِلَى الْعُلَمَاءِ لَوْلَا قَوْلُهُ تَعَالَى{اَلرَّحْمَنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيرَا(وَلَاحُجَّةَ لَكَ اَخِي فِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ اَبَداً؟ لِاَنَّكَ مَهْمَا تَعَلَّمْتَ فَلَنْ تَسْتَطِيعَ الْاِحَاطَةَ بِالْغَيْبِيَّاتِ الَّتِي يَعْلَمُهَا سُبْحَانَه؟ اِلَّا مَا عَلَّمَهُ لِلْاَنْبِيَاءِ وَ لِلْخَضِرِ صَاحِبِ مُوسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلام؟ وَاِذَا كُنْتَ اَخِي تَمَلُّ مِنْ قِرَاءَةِ مُشَارَكَتِي لِاَنَّهَا طَوِيلَة؟ فَلَا حُجَّةَ لَكَ اَيْضاً؟ لِاَنَّكَ يُمْكِنُكَ قِرَاءَتُهَا عَلَى دَفَعَاتٍ؟ وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِيِّ اَنْ تَقْرَاَهَا دَفْعَةً وَاحِدَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآن(وَمَاذَا تَنْفَعُكَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ اَخِي اِذَا لَمْ تَفْهَمْ مَعَانِيهِ مِنْ خَلَالِ مُشَارَكَتِي وَقِرَاءَةِ وَ سَمَاعِ مُشَارَكَاتِ غَيْرِي مِنَ الْعُلَمَاء؟ حَتَّى وَلَوْ كُنْتَ اَخِي مَرِيضاً؟ حَتَّى وَلَوْ كُنْتَ تَضْرِبُ الْاَرْضَ طُولاً وَعَرْضاً مِنْ اَجْلِ السَّفَرِ وَابْتِغَاءِ الرِّزْقِ لَكَ وَلِاُسْرَتِكَ؟ حَتَّى وَلَوْ كُنْتَ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله؟ فَلَايَحِقُّ لَكَ؟ وَلَايَسْمَحُ اللهُ لَكَ اَبَداً؟ اَنْ تَتَوَقَّفَ عَنِ الْقِرَاءَةِ وَالِاسْتِمَاعِ اِلَى دُرُوسِ الْعِلْم؟ وَاِلَّا يَغْضَبُ عَلَيْك؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{عَلِمَ اَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى؟ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْاَرْضِ؟ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْه{ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ؟ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّين؟ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ اِذَا رَجَعُوا اِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُون(وَهَلْ تَدْرِي اَخِي وَاَنَا اَكْتُبُ لَكَ هَذِهِ الْمُشَارَكَةَ؟ اَنَّ حَرَارَةَ جِسْمِي قَدْ وَصَلَتْ اِلَى اَرْبَعِينَ دَرَجَة؟ وَاَنَا اُعَانِي مَا اُعَانِيهِ مِنْ مَرَض؟ وَالْحَمْدُ لِلهِ فَلَاشَيْءَ اَقْدَسُ عِنْدِي مِنْ هَذَا الْعِلْمِ اِلَّا الَّذِي خَلَقَه؟ وَقَدْ اُضَحِّي بِحَيَاتِي مِنْ اَجْلِ نَشْرِه؟ بَلْ اِنَّ اُمْنِيَتِي الْاُولَى وَالْاَخِيرَة؟ اَنْ اَمُوتَ وَاَنَا اَطْلُبُ الْعِلْمَ؟ وَاَنْشُرُهُ بَيْنَ النَّاس؟ وَلَا اُزَكِّي نَفْسِي وَلَاغَيْرِي عَلَى الله؟ وَهَلْ تَظُنَّ اَخِي الْعَلَوِي وَالشِّيعِي؟ وَهَلْ تَظُنُّ اَخِي غَيْرَ الْمُسْلِم؟ اَنَّ اللهَ لَايُقَدِّرُ لَكَ تَعَبَك؟ وَلَوْ كَانَ بَسِيطاً اَوْ هَائِلاً شَاقّاً؟ مِنْ اَجْلِ الْوُصُولِ اِلَى الْحَقِيقَة؟ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد؟ اَنَّكَ اَخِي بِهَذَا الْبَحْثِ عَنِ الْحَقِيقَةِ؟ قَدْ فَتَحْتَ عَلَى نَفْسِكَ؟ اَبْوَاباً عَظِيمَةً هَائِلَةً؟ مِنْ مَرْضَاةِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ؟ بِمَا تَصْنَعُ مِنَ الْبَحْثِ وَالْعِلْمِ وَالتَّنْقِيبِ دُونَ كَلَلٍ اَوْ مَلَل؟ وَلَنْ يُضَيِّعَ اللهُ لَكَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ تَعَبِكَ الْفِكْرِيِّ وَالذِّهْنِيِّ وَالْجَسَدِيِّ؟حَتَّى وَلَوْ فَتَحَ عَلَيْكَ شَيَاطِينُ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ اَبْوَابَ جَهَنَّم؟؟ فَحِينَمَا نَقُولُ مَثَلاً رَحِمَ اللهُ زَيْداً اَوْ نَسْمَعُهَا مِنْ بَعْضِ النَّاس؟ فَالَّذِي لَايَفْهَمُ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ؟ اَوْ هُوَ مَازَالَ مِنَ الْمُبْتَدِئِينَ فِي تَعَلُّمِهَا؟ يَظُنُّ لِلْوَهْلَةِ الْاُولَى؟ اَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْهَا؟ اَنَّ اَحَداً مَا اَخْبَرَهُ؟ اَنَّ اللهَ قَدْ رَحِمَ زَيْداً؟ وَلَكِنَّهُ حِينَمَا يَتَعَمَّقُ جَيِّداً فِي قِرَاءَتِهَا؟ يَفْهَمُ مِنْهَا اَنَّ الْمَقْصُودَ هُوَ الْاِنْشَاءُ بِالدُّعَاءِ وَلَيْسَ الْاِخْبَارُ بِحُصُولِ الرَّحْمَة؟ لِاَنَّ هَذَا اَمْرٌ غَيْبِيٌّ لَايَعْلَمُهُ اِلَّا الله؟ وَالْاِنْشَاءُ بِالدُّعَاءِ هُنَا بِمَعْنَى اَللَّهُمَّ ارْحَمْ زَيْداً؟ وَقَدْ يَتَقَبَّلُ اللهُ دُعَائِي وَقَدْ لَايَقْبَلُه؟ بَلْ يَنْهَى عَنْهُ اَيْضاً اِذَا قُدِّرَ لِزَيْدٍ هَذَا اَنْ يَكُونَ مِنْ اَصْحَابِ الْجَحِيمِ الْخَالِدِينَ اِلَى الْاَبَد؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّنَا نَقُولُ؟ رَحِمَ اللهُ زَيْداً اِلرَّجُلَ الصَّالِحَ تَفَاؤُلاً بِرَحْمَةِ اللهِ اَنْ يُخَفِّفَ عَنْهُ الْعَذَابَ وَلَوْ كَانَ مِنْ اَصْحَابِ الْكَبَائِرِ غَيْرِ الْخَالِدِينَ فِي جَهَنَّم؟ فَحِينَمَا يَقُولُ سُبْحَانَهُ{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً(فَاِنَّ قَوْلَهُ هَذَا اَيْضاً مِنَ التَّفَاؤُلِ بِالْاَمْنِ الَّذِي يُعَلِّمُنَا اِيَّاُه سبحانهُ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ بِحَاجَتِه؟ وَلِلهِ الْمَثَلُ الْاَعْلَى كَمَا يَقُولُ اِخْوَانُنَا الْمِصْرِيُّونَ لِزَائِرِ الْمَرِيضِ الَّذِي جَاءَ يَسْاَلُ عَنْ حَالَتِهِ الصِّحِّيَّةِ بِقَوْلِهِ كَيْفَ حَالُهُ؟ فَلَا يَقُولُونَ لَهُ هُوَ مَرِيض؟ وَاِنَّمَا يَقُولُونَ لَهُ هُوَ بِعَافِيَةٍ قَلِيلاً؟ تَفَاؤُلاً بِعَافِيَتِهِ وَسَلَامَتِهِ؟اَوْ بِمَعْنَى تَنْقُصُهُ الْعَافِيَة؟ وَقَدْ يَنْفَعُهُمْ هَذَا التَّفَاؤُلُ؟ وَقَدْ لَايَنْفَعُهُمْ وَيَمُوتُ الْمَرِيضُ بَعْدَ اَيَّامٍ مَعْدُودَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصلاةُ والسلام فِي الْحَدِيثِ الْمَعْرُوف[وَاعْلَمْ اَنَّ الْاُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى اَنْ يَنْفَعُوكَ اَوْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ اَوْ يَضُرُّوكَ اِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ اَوْ عَلَيْك؟ رُفِعَتْ الِاَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُف( وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ يُحِبُّ اَنْ يَبْقَى دَائِماً مُتَفَائِلاً مَعَ الْاَخْذِ بِالْاَسْبَابِ وَالتَّفَاؤُلِ بِخَالِقِهَا فَقَطْ؟وَلَكِنْ عَلَى حَذَرٍ وَاحْتِيَاطٍ شَدِيدٍ اَيْضاً مِنْ غَدْرِ الْاَعْدَاءِ؟ وَالْاِيمَانِ بِاَنَّ اللَهَ وَحْدَهُ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى حِمَايَتِهِ مِنْ شَرِّهِمْ؟ وَاَنَّهُ مَهْمَا فَعَلَ مِنْ اَسْبَابِ الْوُصُولِ اِلَى السَّلَامَةِ وَالِاحْتِيَاطِ مِنَ الْاَذَى؟ فَلَا يُغْنِي حَذَرُ بَشَر مِنْ قَدَرِ اللهِ الْاَكْبَر؟ وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ كَانَ يَنْهَى عَنِ التَّشَاؤُم ِفي كُلِّ الْاُمُورِ؟ وَمِنْهَا مَا كَانَ يَفْعَلُهُ اَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ اِطْلَاقِ الطَّيْر؟ فَاِنْ ذَهَبَ الطَّيْرُ اِلَى جِهَةِ الْيَمِينِ تَفَاءَلُوا؟ وَاِلَّا تَشَاءَمُوا؟ وَكَانَ يَكْرَهُ التَّشَاؤُمَ حَتَّى مِنَ الْاَسْمَاءِ الَّتِي تُوحِي بِالصُّعُوبَةِ؟ وَلِذَلِكَ كَانَ يَقُومُ بِتَعْدِيلِهَا كَمَا فَعَلَ مَعَ مُصْعَبِ الْخَيْرِ؟ وَكَمَا فَعَلَ مَعَ جَمِيلَةَ وَكَانَ اسْمُهَا عَاصِيَة كَمَا مَرَّ مَعَنَا؟ وَكَانَ يَكْرَهُ النَّاسَ الَّذِينَ يَتَشَاءَمُونَ مِنْ شَهْرِ صَفَر؟ حَتَّى سَمَّاهُ صَفَرَ الْخَيْرِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟؟وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاء{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنَا(هُوَ اَمْرٌ تَكْلِيفِيٌّ فِيهِ حُرِّيَّةُ اخْتِيَارٍ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرّ؟بِمَعْنَى اَنَّ الْبَشَرَ يَسْتَطِيعُونَ اَنْ يَمْتَثِلُوهُ اَوْ يُخَالِفُوه؟ وَيَامَا اُمُورٌ تَكْلِيفِيَّةٌ يُخَالِفُهَا النَّاسُ؟ وَخَاصَّةً فِي اَيَّامِنَا؟ وَقَدْ كَلَّفَنَا سبحانهُ مَثَلاً بِالصِّدْقِ وَالْاَمَانَةِ وَالْاِخْلَاصِ وَمَكَارِمِ الْاَخْلَاق؟ ثُمَّ نَرَى كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَايَسْتَجِيبُونَ لِذَلِك؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الاِخْبَارَ هُوَ ظَاهِرُ الْآيَةِ الَّذِي نَفْهَمُهُ مِنْهَا ظَاهِرِيّاً؟ وَاَمَّا الْمَعْنَى الْحَقِيقِيُّ لَهَا؟ فَالْمَقْصُودُ مِنْهُ اِنْشَاءُ تَكْلِيفٍ مِنَ اللهِ تَعَالَى؟ لِلْمَسْؤُولِينَ عَنْ حِمَايَةِ مَكَّةَ؟ بِمَا فِيهَا مِنَ الْحَرَمِ الْمَكِّيِّ وَالْكَعْبَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً( بِمَعْنَى اَنَّهُ يَجِبُ اَنْ يُؤَمَّنَ كُلُّ مَنْ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ الْحَرَام؟ فَاِذَا حَصَلَ اعْتِدَاءٌ فِيهِ؟ فَاِنَّ الْجَرِيمَةَ تَكُونُ عَظِيمَةً جِدّاً اِلَى اَبْعَدِ الْحُدُود؟ حَتَّى اَنَّ مُجَرَّدَ النِّيَّةِ بِالِاعْتِدَاءِ؟ وَلَوْ لَمْ يَحْصَلِ اعْتِدَاء؟ فَاِنَّ النِّيَّةَ تُعْتَبَرُ ذَنْباً عَظِيماً جِدّاً عِنْدَ اللهِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِاِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ اَلِيمٍ(بِمُجَرَّدِ الْاِرَادَةِ وَالتَّفْكِيرِ فِي الِاعْتِدَاءِ عَلَى الْحَرَمِ اَوْ اَهْلِهِ اَوِ الْقَادِمِينَ اِلَيْهِ؟ فَاِنَّ ذَلِكَ يُعَرِّضُكَ اَخِي لِعَذَابٍ اَلِيمٍ قَدْ يَكُونُ عَاجِلاً مِنَ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّار؟ اَوْ آجِلاً مِنَ الَّذِي يُمْهِلُ وَلَايُهْمِل؟ نَسْاَلُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَنْ يَرْزُقَنَا الْحَجَّ الْمَبْرُورَ؟ وَالسَّعْيَ الْمَشْكُورَ؟ وَالذَّنْبَ الْمَغْفُورَ؟ وَالتِّجَارَةَ الَّتِي لَنْ تَبُورَ؟ وَاَنْ يَجْعَلَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ وَاَهْلَهُ وَالْمُسْلِمِينَ فِي اَمْنٍ وَاَمَانٍ وَسُرُور؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ سُنْدُس؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين

رحيق مختوم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:44 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه