العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-04-2009, 04:22 PM   #1
عضو متميز
 
الصورة الرمزية الجرهام
 
تم شكره :  شكر 884 فى 235 موضوع
الجرهام نسبة التقييم للعضوالجرهام نسبة التقييم للعضوالجرهام نسبة التقييم للعضوالجرهام نسبة التقييم للعضوالجرهام نسبة التقييم للعضوالجرهام نسبة التقييم للعضوالجرهام نسبة التقييم للعضوالجرهام نسبة التقييم للعضوالجرهام نسبة التقييم للعضوالجرهام نسبة التقييم للعضوالجرهام نسبة التقييم للعضو

 

لماذا لم يستشهد خالد بن الوليد على كثرة المعارك التي خاضها ؟

سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه يخوض المعارك والحروب ويفتح المدائن والأمصار ! يهابه الملوك .. ويخشاه الأعداء .. ويحتمي به الأصحاب .. حياته كلها في ساحات الجهاد يقاتل , ويتمنى الموت في سبيل رب العباد .. لقبه رسول الهدى _صلّى الله عليه وسلم_ بسيف الله المسلول .. وفي آخر عمره وعندما حضرته الوفاة وهو على فراش الموت كان يقول : "لقد حضرت كذا وكذا زحفًا، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء"
:
:
_فـائـدة_

من كتاب / الشيخ عبدالفتاح أبو غدة كما عرفته.

في أثناء رحلة الشيخ المحدّث والعلامة : عبدالفتاح أبو غدة _عليه من الله الرحمة_ إلى الهند سمع من الشيخ محمد يعقوب قوله :" كان تمني خالد بن الوليد أن يموت شهيدا غير مستجاب , لأن النبي لقبه بـ سيف الله ، و سيف الله لا يُكسر و لا يُقتل ؛ لهذا لم تكن له الشهادة ، ففرح الشيخ بهذه الفائدة ، و قال : هذه تعدل رحلة عندي".


منقول
التوقيع
و إن طال ابتعادي إلا أن لكم بالقلب ذكرى لا يمحيها مر السنين !
الجرهام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2009, 04:25 PM   #2
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية لهيب الجليد
 
تم شكره :  شكر 5730 فى 2859 موضوع
لهيب الجليد نسبة التقييم للعضولهيب الجليد نسبة التقييم للعضولهيب الجليد نسبة التقييم للعضولهيب الجليد نسبة التقييم للعضولهيب الجليد نسبة التقييم للعضولهيب الجليد نسبة التقييم للعضولهيب الجليد نسبة التقييم للعضولهيب الجليد نسبة التقييم للعضولهيب الجليد نسبة التقييم للعضولهيب الجليد نسبة التقييم للعضولهيب الجليد نسبة التقييم للعضو

 

رد: لماذا لم يستشهد خالد بن الوليد على كثرة المعارك التي خاضها ؟

فائدة عظيمة ..



اجدت النقل ،،



وابدعت اخوي ،،



الى الامام ،،



تقبل تحايا اخوك / لهيب ،،،

التوقيع



لَم اكُن اعْلَم ان لَهِيْب الْثَّلْج حَارِق
حَتَّى لُمِس ذَلِك الْجَلِيد
فَتَدَاعَى الْنَّمْل تَحْت ذَلِك الْبَارِق
تَمْتَص الْسُكَّر مِن حَدِيْد
كل الشكر للاستاذ القدير (فيصل المرشد) على هذا الإهداء
-
لهيب الجليد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2009, 07:26 PM   #3
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية طالبة المعالي
 
تم شكره :  شكر 1009 فى 688 موضوع
طالبة المعالي نسبة التقييم للعضوطالبة المعالي نسبة التقييم للعضوطالبة المعالي نسبة التقييم للعضوطالبة المعالي نسبة التقييم للعضوطالبة المعالي نسبة التقييم للعضوطالبة المعالي نسبة التقييم للعضوطالبة المعالي نسبة التقييم للعضوطالبة المعالي نسبة التقييم للعضوطالبة المعالي نسبة التقييم للعضوطالبة المعالي نسبة التقييم للعضوطالبة المعالي نسبة التقييم للعضو

 

رد: لماذا لم يستشهد خالد بن الوليد على كثرة المعارك التي خاضها ؟

رضي الله عنه وأرضاه .. كم نتمنى أن يكون بيننا مثل خالد في قوته وشجاعته
وصرامته على الأعداء ..

بوركت أخي الفاضل الجرهام وجزيت خيراً ..

التوقيع
يارب أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
طالبة المعالي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-04-2009, 11:03 PM   #4
عضو فعال
 
الصورة الرمزية الكرم والجود
 
تم شكره :  شكر 72 فى 51 موضوع
الكرم والجود is a jewel in the roughالكرم والجود is a jewel in the roughالكرم والجود is a jewel in the roughالكرم والجود is a jewel in the rough

 

رد: لماذا لم يستشهد خالد بن الوليد على كثرة المعارك التي خاضها ؟

جزاك الله خير معلومه رائعه
ولكن ماادري عن لفظ سيدنا
لاني سمعت اختلاف العلماء في هذا اطلاق هذا اللفظ
حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول(السيد الله)
خوفا على الامه من الغلو
والله يعلم

التوقيع
الكرم والجود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-04-2009, 12:44 AM   #5
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: لماذا لم يستشهد خالد بن الوليد على كثرة المعارك التي خاضها ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

بارك الله فيك أخي الكريم الجرهام ،،

واسمح لي أن ألقي نظرة على سبب تسمية خالد بن الوليد سيف الله المسلول ،، وهي غزة مؤتة ،،

وغزوة مؤتة ،، جرت في جمادي الأول من العام الثامن للهجرة (أغسطس 629 م) بسبب قتل الحارث بن عمير الأزدي ،، رسول ،، رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى ملك بصرى على يد شرحبيل بن عمرو بن جبلة الغساني والي البلقاء الواقع تحت الحماية الرومانية ،، إذ أوثقه رباطا ،، فقدمه ،، فضرب عنقه ،،

وعند سماع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الغدر (وأن الرسل لا يقتلون ولا يغدر بهم) أمر بتجهيز جيش من ثلاثة آلاف مقاتل و لم يجتمع هذا العدد من المقاتلين المسلمين من قبل إلا في غزوة الأحزاب ،،

وسأذكر هنا ملخص وخلفية أحداث غزوة مؤتة منذ بدايتها ،،

مقدمة :

كانت الدولة الإسلامية في العام السابع من الهجرة تسير من ارتفاع إلى ارتفاع، ومن مجد إلى مجد؛ فمن فتح خيبر، إلى انتصارات متتالية على غطفان، إلى عمرة القضاء بكل أبعادها السياسية والدعوية، إلى إسلام أبطال مكة الثلاثة: خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة أجمعين.

وهو الأمر الذي كان من شأنه أن لفت أنظار الكثيرين ممن لم تكن لهم علاقة مباشرة بالدولة الإسلامية، فقد شعروا بخطر قيام هذه الدولة الفتية في المدينة المنورة، ومن ثَمَّ بدءوا في التحرش بها، وتفاقم الأمر حتى وصل إلى إراقة دماء مسلمة.

وقد حدث هذا في شمال الجزيرة العربية، تلك المنطقة التي كانت موطنًا لعِدَّة قبائل عربية كبرى، أشهرها قبائل لَخْم وجُذَام وبَلْقين وبَهْراء وبَلِيّ وغَسَّان وقُضَاعة وغيرها. وكان الكثير من هذه القبائل تدين بالنصرانية، وتوالي الدولة الرومانية القريبة منها، والتي كانت تسيطر على بلاد الشام، وهذه المنطقة بكاملها. وكان زعماء هذه القبائل -على عِظَمها- مجرَّد عمّال لهرقل على بلادهم، وذلك كعادة الدول الصغرى في التعامل مع الدولة العالمية العملاقة.

سبب المعركة :

من خلال سرد أحداث المنطقة الشمالية من الجزيرة العربية مع الرسول في السنة السادسة، والسنة السابعة من الهجرة نجد أن الأمور كانت تتصاعد كثيرًا، وتنذر بصدام ضخم ووشيك.

ففي شهر جمادى الآخرة من السنة السادسة للهجرة اعترضت قبيلة جذام دِحْية الكلبي ، وقد سلبوا -كما ذكرنا- كل ما كان معه من هدايا موجَّهة إلى رسول الله وكان هذا سببًا في إرسال سرية زيد بن حارثة إلى منطقة حِسْمَى في نحو خمسمائة رجل، وقد زلزلت هذه المناطق، وحققت نجاحًا كبيرًا للمسلمين.

وأيضًا مر بنا رفض هرقل بفكرة الإسلام مع إيمانه الجازم بصدق الرسول وقد آثر أن يكون ملكًا على أن يكون مؤمنًا.

وأيضًا موقف الحارث بن أبي شمر زعيم دمشق، وقد عزم على تجهيز جيش لغزو المدينة لولا أن منعه هرقل كما ذكرنا.

فكانت إذن حوادث كثيرة تنبئ عن صدام قريب ووشيك بين المسلمين وهذه المنطقة الشمالية، وخاصةً إذا علمنا أن قبيلة قضاعة قامت في ربيع الأول في السنة الثامنة من الهجرة باغتيال خمسة عشر رجلاً من الصحابة، كان على رأسهم كعب بن عمير الأنصاري، أو عمرو بن كعب الغفاري أجمعين، حيث اعترضت طريقهم، وقامت بقتلهم جميعًا إلا رجلاً واحدًا فقط، ولم يكن لهذه القبيلة عَلاقة سابقة بالمسلمين، وكانت هذه السرية قد خرجت للدعوة إلى الله تعالى، وقد عُرفت بسرية (ذات أطلاح).

ثم تفاقم الأمر كثيرًا حينما أرسل الرسول إلى عظيم بُصْرَى بالأردن رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام، وكان حامل الرسالة هو الحارث بن عمير فقد اعترض طريقه شرحبيل بن عمرو الغساني عامل هرقل على منطقة البلقاء في الأردن، ثم قيده وضرب عنقه.

وكان قتل الرسل جريمة شنعاء حسب الأعراف والتقاليد التي كانت تقضي بعدم قتل الرسل، الأمر الذي يعدّ فعله خرقًا وتجاوزًا خطيرًا جدًّا من هذه القبائل.

وبعد هذا الحادث زاد الأمر سوءًا، وبدأت الدولة الرومانية ومعها نصارى الشام يتعقبون كل من أسلم ويقتلونه، حتى وصل الأمر إلى قتل والي مَعَان بالأردن؛ لأنه أعلن إسلامه

موقف الرسول صلى الله عليه وسلم :

إزاء هذه الأوضاع المتردية السابقة كان لا بد للدولة الإسلامية من وقفة جادة للدفاع عن هيبتها والثأر لكرامتها، كان لا بد من وقفة لتأمين حركة الدعاة المسلمين لهذه المناطق الشمالية للجزيرة، وأيضًا تأمين خط سير التجار المسلمين من وإلى الشام.

فالموضوع إذن جِدُّ خطير، ولو حدث وسيطرت هذه القبائل العربية أو الدولة الرومانية على مداخل ومخارج الجزيرة العربية الشمالية، فإنهم -بلا شك- سيضيِّقون الخناق تمامًا على المدينة المنورة، وخاصة إذا كانت قريش تقع في الجنوب.

فكان هناك إذن في الشمال مشكلتان كبيرتان:

الأولى: مشكلة الدولة الرومانية والقبائل العربية المتحالفة معها، والتي كانت تدين معظمها بالنصرانية مثل لخم وغسان وغيرها.

والمشكلة الثانية: هي قبيلة قضاعة التي اعتدت على خمسة عشر صحابيًّا وقتلتهم، وهي أيضًا من القبائل الكبرى غير أنها كانت منفصلة عن القبائل العربية المتحالفة مع الدولة الرومانية.

ولأنه كان لا بد من وقفة جادة أمام هاتين المشكلتين، فقد آثر الرسول أن يبدأ بواحدة ثم الأخرى، فبدأ بمشكلة القبائل العربية المُتَنَصّرة في الشمال.

ولأن هذه المناطق كانت خطيرة جدًّا، ولأن أعداد القبائل فيها كثيرة، ولأن مساندة الدولة الرومانية لهم كانت متوقعة لكونهم حلفاء لها، فقد حرص الرسول على تكوين جيش قوي يستطيع أن يقوم بالمهمة على الوجه الأمثل، فقام بعدة خطوات مهمة:

أولاً: عمل رسول الله على إعداد وتجهيز أكبر جيش إسلامي يخرج من المدينة، حتى بلغ عدد الجيش ثلاثة آلاف مقاتل، وهو أكبر عدد يخرج للحرب في تاريخ الإسلام إلى اللحظة تلك.

ثانيًا: وَلَّى على رأس هذا الجيش الكبير زيد بن حارثة ، وكان زيد قد قضى فترة تدريبية طويلة ومهمَّة في السنة السادسة من الهجرة النبوية، حيث قاد خمس سرايا متتالية، وفي الوقت ذاته كان قد أتى إلى هذه المنطقة - شمال الجزيرة العربية - قبل ذلك في سرية حِسْمَى، فكان أعلم بها من غيره من الصحابة.

ثالثًا: لم يجعل الرسول على هذه السرية أميرًا واحدًا، وإنما عيَّن ثلاثة من الأمراء، إن قتل أحدهم تولى الآخر من بعده، فقال : "إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ" ،،

وكان واضحًا من هذه التولية المتتالية للأمراء أن الرسول كان يتوقع حربًا ضروسًا في هذه المنطقة، الأمر الذي يقتل فيه الأمراء الثلاثة، وهي المرة الأولى والأخيرة في حياته التي يولِّي فيها ثلاثة من الأمراء على سرية واحدة، ولعل ذلك كان بوحيٍ من الله.

رابعًا: أخرج الرسول مع الجيش البطل الإسلامي الفذَّ خالد بن الوليد الذي لم يكن قد مر على إسلامه بعدُ إلا ثلاثة أشهر فقط، ولعل حداثة إسلامه هي التي منعت الرسول من أن يوليه على الجيش؛ فهو لا يعرف الجنود المسلمين ولا يعرف طاقاتهم، كما أنه لم يُختبر بعد مع الصف المؤمن، وهذه هي أول مهمة يختبر فيها منذ أن أسلم، ومهمة قيادة ثلاثة آلاف مسلم لا شك أنها شاقة وعسيرة، وتحتاج إلى رجل له تاريخ مأمون مع المسلمين.

وقد تجهز هذا الجيش الإسلامي على هذه الصورة السابقة، واستعد للخروج.

ورغم صعوبة المهمة المتمثلة في طول الطريق، الذي يبلغ طوله أكثر من ألف كيلو متر من المدينة المنورة، ثم هو صحراء قاحلة وكان في وقت شديد الحر، حيث كان زمن الخروج هو جمادى الآخرة الموافق شهر أغسطس لسنة تسع وعشرين وستمائة من الميلاد؛ رغم كل هذه الصعوبات إلا أن معنويات الجيش الإسلامي كانت مرتفعة جدًّا، وخاصة أن الرسول خرج بنفسه لتوديع الجيش، وقد ظل معهم حتى بلغ ثَنِيَّة الوداع.

وقد حرص الرسول أن تكون مهمة هذا الجيش واضحة تمام الوضوح؛ إذ كانت المسافة بين المدينة والأردن كبيرة جدًّا، الأمر الذي يتعذر معه فرصة المشورة وتبادل الرأي معه، ومن هنا فقد حدد الرسول مهمَّة الجيش في أمرين:

الأمر الأول: دعوة هذه القبائل إلى الإسلام، وكما ذكرنا أكثر من مرة فإن إسلامهم أحبُّ إلينا من أموالهم وغنائمهم، فكان دائمًا ما يقدم هذه الدعوة.

الأمر الثاني: قتال شرحبيل بن عمرو الغساني ومن عاونه؛ وذلك لأنهم -كما ذكرنا- قتلوا الحارث بن عمير رسولَ رسولِ الله

وصية الرسول صلى الله عليه وسلم للجيش :

مع أن القتال كان لرد الهيبة والاعتبار، وانتقامًا لكرامة الدولة الإسلامية، وثأرًا للحارث بن عمير ، وتأديبًا لشرحبيل بن عمرو وقومه، فإن الرسول حرص على ألاّ تخرج الحرب الإسلامية عن ضوابطها الشرعية، وحرص تمام الحرص على أن يلتزم المسلمون بأخلاقهم حتى في حروبهم وقتالهم لأعدائهم.

وهي -لا شك- صورة حضارية رائعة تُعَدّ من أرقى صور الحضارة في غابر التاريخ، فقد أوصاهم وهم خارجون من المدينة -كما روى أبو داود عن أنس بقوله:

"انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، وَلاَ تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا، وَلاَ طِفْلاً صَغِيرًا، وَلاَ امْرَأَةً، وَلاَ تَغُلُّوا، وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ، وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". وزاد في رواية مسلم: "وَلاَ تَمْثُلُوا". كما جاء في رواية أخرى لأبي داود عن بُرَيدة الأسلميّ: "اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَمْثُلُوا...". أي: التمثيل بالجثث بعد القتل.

وهذه هي الحرب في الإسلام، صورة راقية جدًّا، وتحتاج إلى تفصيل كثير، لكن المجال هنا لا يتسع، غير أن الحقيقة التي لا مفر منها أن كل هذه النصائح وجِّهت لهذا الجيش الإسلامي الذي خرج للانتقام لكرامة الأمة الإسلامية.

خلفيات على جيش مُؤتَة :

- يهمنا في هذا المقام أن نذكر أن هذا الجيش الإسلامي لم يكن في حساباته أنه سيحارب الدولة الرومانية، بل على العكس من ذلك، فقد كان إسلام الدولة الرومانية أمرًا متوقعًا بالنسبة له، أو على الأقل أن تظل على الحياد؛ وذلك بسبب الطريقة الطيبة التي قابل بها هرقل دِحْية الكلبي ، وأيضًا للقناعة التي أظهرها للرسول فكان متوقعًا أن تتغير قلوبهم للإسلام، وخاصةً أنهم أهل كتاب، وإنما كان هدف الجيش الإسلامي هو حرب شرحبيل بن عمرو الغساني الذي قتل رسولَ رسولِ الله

ومن هنا فقد عُدَّ الجيش الإسلامي الذي خرج إلى شمال الجزيرة العربية من الجيوش الكبيرة حقًّا في عُرْف ذلك الزمن، وخاصةً أن القبائل العربية لم يكن من عادتها أن تتوحد أو تتجمع في حروبها، وقد بات من غير المتوقع أن يلتقي هذا الجيش الإسلامي بآخر أكبر منه.

وتلك الخلفية خاصةً لا بد أن نضعها في أذهاننا ونصب أعيننا قبل الخوض في أحداث وملابسات موقعة مؤتة، وذلك حتى نعلم أن هذا الجيش لم يُلقَ به إلى التهلكة كما أشيع، وإنما كان -بحسابات ذلك العصر- من الجيوش الضخمة.

- من الخلفيات المهمة أيضًا لهذا الجيش أنه كان جيشًا أُخرويًّا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ ودلالات، ونقصد بكلمة (أخرويًّا) أنه كله كان من المؤمنين الصادقين، الراغبين حقيقةً في الموت في سبيل الله، والمشتاقين حقيقة للشهادة، والطامعين في الجنة، الخائفين من النار.

لقد عبر عن الصفة السابقة -أنه جيش أخرويّ- أحد أفراد هذا الجيش، وهو عبد الله بن رواحة ، وذلك حين همَّ الجيش بالخروج من المدينة المنورة، فما كان من هذا القائد الجليل إلا أن بكى بكاءً شديدًا حتى ظن الناس أنه خائف من الموت، فقالوا له -يخففون عنه-:

ما يبكيك يابن رواحة؟!

فقال: والله ما بي حب الدنيا، ولا صبابة بكم، ولكني سمعت رسول الله يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا [مريم: 71]. فلستُ أدري، كيف لي بالصدور بعد الورود؟!

وإن هذا ليعبر عن مدى تقوى عبد الله بن رواحة مع ما له من حياة جهادية رائعة، بدايةً ببيعة العقبة الثانية، ومرورًا بكل المشاهد مع رسول اللهحيث كان من أهل بدر، ومن الثابتين يوم أُحد، ومن أهل الأحزاب، ومن أهل بيعة الرضوان.

وكان ممن وهبوا حياتهم للجهاد بالسِّنان واللسان، حيث كان سيفه مرفوعًا في كل المعارك، ولسانه ينزل بالقوارع الشعرية على رءوس أعداء الإسلام. وقد رأينا قبل ذلك موقفه وهو يقول الشعر بين يدي الرسول في عمرة القضاء داخل الحرم.

فكان تاريخه ناصعًا ومجيدًا حقًّا، وهو مع كل هذا يخشى أن يسقط في النار إذا مرَّ على الصراط، فقال هذه الكلمة الإيمانية العظيمة: فلستُ أدري، كيف لي بالصدور بعد الورود؟!

وهنا قال المسلمون له وللجيش يدعون لهم: صحبكم الله، ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين غانمين.

لكن لم تكن هذه هي أمنية عبد الله بن رواحة ، إنما كان يريد أن يلقى الشهادة في سبيل الله لقد خرج ليموت لا ليعود، ومن ثَمَّ فقد ردَّ عليهم بما يعبر عمَّا بداخله، وعما بداخل الجيش الإسلامي كله قائلاً:

لَكِنَّنِي أَسْأَلُ الرَّحْمَنَ مَغْفِرَةً *** وَضَرْبَةً ذَاتَ فَرْغٍ تَقْذِفُ الزَّبَـدَا

أَوْ طَعْنَةً بِيَدِي حَرَّانَ مُجْهِزَةً *** بِحَرْبَةٍ تُنْفِـذُ الأَحْشَاءَ وَالْكَبِـدَا

حَتَّى يَقُالَ إِذَا مَرُّوا عَلَى جَدَثِي *** أَرْشَدَهُ اللَّهُ مِنْ غَازٍ وَقَدْ رَشَدَا

وقد مررتُ على قبره وهناك ذكرني أحد أصحابي بأن أتمثل بقوله:

أَرْشَدَهُ اللَّهُ مِنْ غَازٍ وَقَدْ رَشَدَا

وكل من يمر على قبره منذ ذلك الزمن وحتى الآن، يقولون قولته: أَرْشَدَهُ اللَّهُ مِنْ غَازٍ وَقَدْ رَشَدَا.

فبالفعل كان هذا الجيش يطلب الموت، وقد رأينا أن الجيش الذي يطلب الموت تُوهب له الحياة، وهذه قاعدة حقيقية، وسُنَّة ثابتة منذ قالها الصِّدِّيق : "احرص على الموت توهب لك الحياة" ،،

وسنرى كيف ستوهب له الحياة.

يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-04-2009, 12:48 AM   #6
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: لماذا لم يستشهد خالد بن الوليد على كثرة المعارك التي خاضها ؟

الجيش الإسلامي يصل (مَعَان).. ومفاجأة بانتظاره :

ما إن وصل الجيش الإسلامي إلى منطقة (مَعَان) بالأردن في جمادى الأولى لسنة ثمانٍ من الهجرة في رحلة طويلة وشاقة، حتى وجد في انتظاره مفاجأة غير متوقعة بالمرة، فقد وجد أن الدولة الرومانية قد ألقت بثقلها في هذا الصراع، وأعدت جيشًا هائلاً يبلغ قوامه نحو مائة ألف مقاتل، ليس هذا فحسب، بل إن العرب النصارى الموالين للرومان كانوا أيضًا قد أعدوا نحو مائة ألف أخرى، ليصل مجموع جيوش العدو إلى مائتي ألف مقاتل، وهو رقم مهول ولا يمكن تخيله، وخاصةً إذا علمنا أن الجيش الإسلامي قوامه ثلاثة آلاف مقاتل فقط.

وإن تجمع الرومان بهذه الأعداد كان أمرًا عجيبًا حقًّا، وليس العجب في كثرة عددهم، إنما العجب في كيف يُجمع هذا العدد المهول لحرب ثلاثة آلاف مقاتل فقط؟!

ما كان من المسلمين إزاء هذا الوضع الخطير إلا أن عقدوا مجلسًا استشاريًّا كعادتهم، وبدءوا في عرض مقترحاتهم لمواجهة تلك المعضلة، وقد تمخض عن هذا الاجتماع وذاك التبادل للرأي ظهور ثلاثة آراء مختلفة:

الرأي الأول: كان يرى أن يرسل المسلمون رسالة إلى الرسول بالمدينة يخبرونه فيها بالخبر، فإما أن يمدهم بمدد، وإما أن يأمرهم بالقتال أو الانسحاب.

وهذا الرأي -لا شك- لم يكن واقعيًّا؛ فالمسافة بين مَعَان والمدينة تستغرق ذهابًا فقط أسبوعين على الأقل، ومعنى هذا أن الجيش الإسلامي سيظل شهرًا كاملاً قبل اتخاذ أي قرار، وهو الأمر الذي إن قَبِله جيش المسلمين فلن تقبله قوات التحالف الرومانية العربية.

الرأي الثاني: وكان يرى أن ينسحب زيد بن حارثة (قائد الجيش) بالجيش، ولا يدخل في أي قتال، وقد قال أصحاب ذلك الرأي لزيد بن حارثة: "قد وطئت البلاد، وأخفت أهلها، فانصرف؛ فإنه لا يعدل العافية شيء". إذ رأى أصحاب هذا الفريق أن هذه الحرب مهلكة، ومن ثَمَّ فلا داعي إلى الدخول فيها.

الرأي الثالث: وكان يرى المواجهة والدخول في حرب فاصلة ودون تردد، وكان صاحب هذا الرأي هو عبد الله بن رواحة حيث قام وقال في غاية الجدية والوضوح: "يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون: الشهادةَ، وما نقاتل الناس بعدد ولا بقوة ولا كثرة، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين؛ إما ظهورٌ وإما شهادة".

فقد لخص عبد الله بن رواحة في كلمته القصيرة تلك أساسيات الجهاد في سبيل الله، فليس الجيش المؤمن إلا طالب شهادة وحريص عليها، وأن النصر لا يتأتى بعددٍ ولا عُدَّة، إنما هو من عند الله . وإن هذا ليس معناه أن يترك المسلمون الإعداد، ولكن يجب أن يستنفذوا ما في وسعهم، وما في طاقاتهم، ثم بعد ذلك سينصرهم الله وهو ما قام به المسلمون بالفعل في إعداد جيش قوامه ثلاثة آلاف مقاتل.

ومن كلام عبد الله بن رواحة أيضًا نعلم أن العُدَّة الرئيسية للمسلمين في القتال هي دين الإسلام، فقد قال: "وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به".

ومن كلامه أيضًا نعلم أن نهاية المعركة عند المسلمين أحد شيئين، إما نصر وإما شهادة، أما الرضا بالهزيمة فليس اقتراحًا مطروحًا عند المسلمين.

وحين قال عبد الله بن رواحة هذه الكلمات، وسبحان الله! كأنها حسمت الموقف تمامًا، واستقر الرأي على قرار القتال،

وقفة مع قرار الحرب :

لا شك أن إقدام الصحابة على هذا الأمر بهذه الصورة الجماعية، لهو خير دليل على أنهم طلاَّب آخرة وليسوا طلاب دنيا، وأن الصدق والإخلاص والتجرد يملأ قلوبهم جميعًا، وأن شجاعتهم كانت بالغة، وأن قوتهم النفسية والقتالية كانت فوق حدود التصور.

لا شك في كل ذلك، لكننا نريد أن نتفهم قرار الحرب هذا في ضوء القياسات المادية التي رآها الصحابة وهو سؤال مهم جدًّا: هل كان قرار الحرب هذا قرارًا صائبًا؟ أو: هل كان من المفترض أن يقاتل المسلمون أم لا؟

والإجابة قبل أن يذهب الذهن هنا أو هناك هي: نَعَمْ كان صائبًا، ولا شك في ذلك؛ والدليل هو أن الرسول لم يعلق أي تعليق سلبي على هذا الأمر، ولم يعنِّف الصحابة عليه لا من قريب ولا من بعيد، ولم يذكر أنه كان أولى ألاّ يقاتلوا، والرسول لا يسكت على منكر؛ إذ سكوته إقرار، وإقراره سُنَّة.

ومعنى هذا أنه لو تعرض المسلمون لنفس هذا الحدث بكل تفصيلاته، فإن قرار الحرب آنذاك يكون قرارًا صائبًا، لكن كيف يمكن الجمع بين هذا القرار وعدم جواز إلقاء الجيش الإسلامي في التهلكة؟

فهذا القرار الذي أشار به عبد الله بن رواحة لم يلقَ أي معارضة من الجيش، رغم وجود طاقات عسكرية هائلة فيه، وعلى رأسهم البطل الإسلامي الفذّ خالد بن الوليد وقد كان - كما علمناه - عبقريًّا وواقعيًّا، ولم يكن يرى بأسًا أو حرجًا في الانسحاب إذا رأى أن الحرب مهلكة.

ويجب أن نضع في الحسبان أن هذا الجيش الإسلامي الكبير ليس ملكًا لأفراد بعينهم يضحون به إن شاءوا ذلك، وإنما هو مِلْك للدولة الإسلامية. وإذا كان حب الشهادة أمرًا عظيمًا إلا أنه إذا غلب على ظنِّ القادة أن الجيش سيهلك بكامله، فيصبح الإقدام هنا مفسدة؛ إذ كيف يضحي القادة بثلاثة آلاف مقاتل هم كل عماد الدولة الإسلامية في ذلك الوقت؟

ومن هنا فلا بد أن المسلمين كانوا يرون أن القتال أمر ممكن، وأن النصر أمر محتمل، وأنه وسيلة واقعية لمجابهة الظرف الصعب الذي وضعوا فيه.

لكن كيف يُعَدّ لقاء ثلاثة آلاف بمائتي ألف أمرًا واقعيًّا؟!

إن تفسير هذا عندي له ثلاثة احتمالات:

الاحتمال الأول: أن المسلمين كانوا قد أخفقوا في الحصر الدقيق لأعداد المقاتلين الرومان والعرب، فقدروهم مثلاً بخمسة أضعاف، أو عشرة أضعاف، أو أكثر من ذلك أو أقل.

وقد وجدوا أن القتال مع صعوبته أمرٌ ممكن؛ إذ كل معارك المسلمين السابقة كانت بأعداد أقل بكثير من أعداد المشركين، والله يقول في كتابه الكريم: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة: 249].

وقد ذكر أيضًا في سورة الأنفال أن الجيش المؤمن قادر على مواجهة عشرة أضعافه إن كان قويَّ الإيمان، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ [الأنفال: 65].

نَعَمْ نزل التخفيف بعد ذلك، وجعل المسلم باثنين من الكفار، لكن من الممكن أن يصل المسلم الواحد إلى عشرة من الكفار، بل قد يزيد على ذلك ويصبح الرجل بألفٍ منهم، كما قال الصِّدِّيق في حق القعقاع بن عمرو التميمي وفي حق عياض بن غَنْمٍ، وكما قال عمر بن الخطاب في حق عبيدة بن الصامت وفي حق الزبير بن العوام، ومَسْلَمة بن مُخَلَّد، والمقداد بن عمرو، فقد قالا عنهم: إن الواحد منهم بألف.

وقد كان واضحًا منذ أول لحظة أن هذا الجيش الإسلامي في مؤتة من المؤمنين الصادقين، الواحد منهم يعدل عشرات بل مئات من الكافرين. ومن هنا كان قرار الحرب مقبولاً عند المسلمين، وخاصة -كما ذكرنا- أنه من المحتمل أنهم قدَّرُوا أعداد النصارى بنحو عشرين أو ثلاثين ألفًا فقط، وهذا أمر محتمل؛ لأن تقدير هذه الأرقام الهائلة قد يكون مستحيلاً في هذه الظروف، إضافةً إلى أنهم في أرض مجهولة للمسلمين لا يعرفون خباياها، ولا كمائنها، ولا طرقها، ولا غير ذلك.

الاحتمال الثاني: هو أن يكون هناك مبالغة في أعداد الرومان والعرب، وأنهم بالفعل أقل من الأرقام الضخمة التي ذكرت في المصادر التاريخية، لكن -لا شك- في أنهم كانوا أضعاف أضعاف المسلمين.

الاحتمال الثالث: وهو أن قادة المسلمين رأوا أن الانسحاب لن ينجيهم من جيوش التحالف الرومانية العربية، وأنهم إن بدءوا في الفرار فإنهم سيحاصرون من كل الجهات، وفي هذه الحالة ستكون المعركة عبارة عن مجزرة حقيقية يُذبح فيها الجيش الإسلامي بكامله، ومن ثَمَّ كان الأفضل هو الثبات والمقاومة؛ لأن ذلك سيعطي دفعة نفسية إيجابية، كَوْن الجيش المسلم يهاجم ويضع الخطط لهزيمة الأعداء بدلاً من أن يفكر في الهرب والدفاع فقط، وعكس ذلك سيكون بالنسبة لقوات التحالف الرومانية والعربية، حيث إنها قد تهتز من رؤية أناس يطلبون الموت، الأمر الذي يكون فيه نجاة للطرف المسلم.

ويؤيد هذا أن فكرة الانسحاب ليس فيها شيء من ناحية الشرع، وقد ذكرها الله في كتابه الكريم فقال: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ [الأنفال: 16].

ففي هذه الآية حدد الله سببين للانسحاب لا يأثم المسلم فيهما؛ الأول: هو أن ينسحب كخُطَّة حربية ليعاود الحرب من جديد.

والثاني: أن تعود فرقة من الجيش إلى الفرقة الأم لكي تستعد بصورة أكبر للقتال، ثم تعاود القتال من جديد. وكانت فئة المسلمين في هذه المعركة أو الجيش الأم لهذا الجيش في المدينة المنورة.

ومن هنا فإن انسحاب الجيش الإسلامي سواء إلى مكان آخر في الأردن أو في الجزيرة العربية، أو حتى عودته إلى المدينة المنورة، ليس فيه خطأ شرعي؛ ولذلك كان أخْذ الصحابة بهذا الرأي أمرًا ممكنًا إن وجدوا أنه يفيد المسلمين، وعلى العكس منه فليس من المقبول شرعًا أن يدخل المسلمون معركة يعلمون أنهم جميعًا سيستشهدون فيها، ويَفْنى الجيش الإسلامي بكامله؛ لأن هذا يُعَدّ تهورًا وليس إقدامًا.

ومن هنا نستطيع أن نقول: إن الجيش الإسلامي وجد أنه لا أمل في الانسحاب، ولا أمل في الفرار، وأنهم يجب عليهم أن يواجهوا هذه العقبة بشجاعة وإيمان؛ حتى يخرجوا منها بأقل خسائر ممكنة، فكان قرار الحرب وعدم الانسحاب.

ومن المحتمل أن يكون قد تحققت الاحتمالات الثلاثة، أي يكون قادة المسلمين قد قدروا أعداد الرومان والعرب بأقل من عددها الحقيقي، وأن هذه الأعداد بالفعل أقل من مائتي ألف، وأن يكون المسلمون وجدوا فرصة الانسحاب منعدمة وغير ممكنة عسكريًّا، ومن ثَمَّ فقد أخذوا قرار الحرب.

أضف لكل ما سبق أن سمعة الدولة الإسلامية كانت -ولا شك- ستتأثر سلبًا إذا انسحب المسلمون من المعركة، خاصةً بعد أن قطعوا هذا الطريق الطويل (ألف كيلو متر)، الأمر الذي كان معه قرار الحرب حفاظًا على كرامة الدولة الإسلامية.


مؤتة وإستراتيجية اختيار المكان :

أخذ المسلمون قرار الحرب بإجماع، وانطلقوا حتى يختاروا مكانًا للقتال قبل أن يختاره الرومان. وبالفعل وصل المسلمون إلى منطقة مؤتة، فقرروا إقامة المعسكر هناك والاستعداد للقتال.

ومنطقة مؤتة هذه تقع في الأردن جنوب محافظة الكرك الآن، وقد زرتها بالفعل حتى أرى ذلك المكان الذي وقعت فيه تلك المعجزة الإسلامية، فوجدتُ المكان عبارة عن سهل منبسط، ليس فيه جبال ولا عوائق طبيعية، وإنما فيه من المزايا ما ييسر على المسلمين عملية القتال، وذلك كالتالي:

أولاً: كون السهل منبسطًا يحرم الفريقين من المناورة، ووضع الكمائن، وهو الأمر الذي لو فعله الرومان لكان كارثة بالنسبة للجيش الإسلامي.

ثانيًا: أن السهل عبارة عن أرض صحراوية، وكان العرب يحسنون القتال في مثل هذه المناطق بحكم تعودهم عليها في بيئتهم، وذلك بخلاف الجيوش الرومانية التي تعوَّدت القتال في الأراضي الخضراء في الشام وتركيا، وغيرها مما بها من أشجار وتضاريس أخرى.

ثالثًا: أن السهل كان مفتوحًا من جنوبه على الصحراء الواسعة، الأمر الذي يجعل الرومان قد لا يجرءون على التوغل في هذه الصحراء، ومن ثَمَّ يستطيع الجيش الإسلامي الانسحاب إذا ما أراد ذلك.

رابعًا: في جنوب هذا السهل -أي في خلف الجيش الإسلامي- بعض التلال، التي من الممكن أن تستغل في إخفاء الجيش الإسلامي وراءها، إذا ما أراد الانسحاب ليلاً.

خامسًا: أن هذا السهل ليس فيه عوائق طبيعية، ليس هناك أي نوع من الحماية للجندي إلا أن يحتمي وراء سيفه ودرعه، ومن ثَمَّ -في هذا المكان المفتوح- فستظهر عوامل الشجاعة والإقدام والتجرد.

وهذا الجانب -بلا شك- يتفوق فيه الجانب الإسلامي تمامًا؛ إذ الجنود في الجيش الإسلامي يقاتلون من أجل قضية وهدف سامٍ، وعيونهم على الموت في سبيل الله، في حين يفتقر الجنود الرومان إلى الهدف والقضية، وما هم إلا قطيع لا يدري لماذا يُقاتل، ولا يدري ماذا سيجني من وراء القتال، فالأمر قد صدر من القيادة العليا وليس لهم إلا التنفيذ، وإن كان هناك نصر فالذي سيحفل به ويسعد هم القادة والقيصر، وإن كان هناك هزيمة فالجنود هم مَن يدفع الثمن من أرواحهم ودمائهم.

وكان هذا شأن الجيوش الرومانية، وهو شأن كل الجيوش العلمانية في العالم، أما العرب النصارى المشاركون في المعركة فلم يشاركوا فيها حبًّا في القتال، ولا رغبة في ثواب أو في جنة، إنما كان طاعة لهرقل؛ إذ غاية أحلامهم أن يرضى عنهم هرقل، وشتَّان بين من يبحث عن رضا هرقل وبين من يبحث عن رضا رب العالمين بين من يقاتل ليعيش وبين من يقاتل ليموت.

وإن اختيار الأرض منبسطة بهذه الصورة سيجعل اليد العليا للشجاع على الجبان، وللمُقدِم على المُدبِر، وهذا كله في صالح المسلمين.


ساعة الصفر :

اصطف المسلمون في مؤتة وقد اقتربت ساعة الصفر لأشرس موقعة في تاريخ السيرة النبوية، حيث أمواج بشرية هائلة من الرومان ونصارى العرب تنساب إلى أرض مؤتة، ورجال كالجبال من المسلمين يقفون ثابتين في وجه أقوى قوة في العالم آنذاك.

وها هي قد ارتفعت صيحات التكبير من المسلمين، وحمل الراية زيد بن حارثة ، وأعطى إشارة البدء لأصحابه، وقد اندفع كالسهم صوب الجيوش الرومانية، وكان قتالاً لم يشهد المسلمون مثله قبل ذلك.

ارتفع الغبار في أرض المعركة في ثوانٍ معدودات، وما عاد أحد يسمع إلا أصوات السيوف أو صرخات الألم، ولا يتخلل ذلك من الأصوات إلا صيحات تكبير المسلمين، أو بعض الأبيات الشعرية الحماسية التي تدفع المسلمين دفعًا إلى بذل الروح والدماء في سبيل إعلاء كلمة الإسلام.

وقد سالت الدماء غزيرة في أرض مؤتة، وتناثرت الأشلاء في كل مكان، ورأى الجميع الموت مرارًا ومرارًا.

زيد بن حارثة القائد والشهيد الأول

كانت ملحمة بكل المقاييس، سقط على إثرها أول شهيد للمسلمين، وهو البطل الإسلامي العظيم والقائد المجاهد زيد بن حارثة حِبّ رسول الله سقط مُقبِلاً غير مدبر بعد رحلة جهاد طويلة بدأت مع الأيام الأولى لنزول الوحي.

فكان من أوائل من أسلم على وجه الأرض، وقد صحب الرسول في كل المواطن، وكان هو الوحيد الذي ذهب معه إلى الطائف، ووالله لكأني أراه وهو يدافع بكل ما أوتي من قوة عن حبيبه حتى شُجّت رأسه، وسالت دماؤه غزيرة، رضي الله عنه وأرضاه.

هجرة وجهاد ودعوة وعبادة وقيادة وتجرُّد

رأيناه في العام السادس من الهجرة يقود السرية تلو السرية في جرأة عجيبة، وكأنه يُعِدّ نفسه لهذا اليوم العظيم، يوم أن يلقى ربه شهيدًا مقبلاً غير مدبر. لا يبكيَنَّ أحد على زيد بن حارثة، فهذه أسعد لحظة مرت عليه منذ خلق.

يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-04-2009, 12:49 AM   #7
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: لماذا لم يستشهد خالد بن الوليد على كثرة المعارك التي خاضها ؟

جعفر بن أبي طالب القائد والشهيد الثاني

حمل الراية بعد زيد بطل آخر هو جعفر بن أبي طالب ذلك البطل الشاب المجاهد ابن الأربعين عامًا آنذاك، وقد قضى معظم هذه السنوات الخوالي في الإسلام، حيث أسلم في أوائل أيام الدعوة، وقضى ما يقرب من خمس عشرة سنة في بلاد الحبشة مهاجرًا بأمر الرسول ، ثم عاد منها إلى المدينة المنورة في محرم سنة سبع من الهجرة، كان الرسول حينها في خيبر، فلم يَقَرّ له قرار حتى ذهب ليجاهد معه برغبة حقيقية صادقة في البذل والتضحية.

ثم كانت هذه المعركة الهائلة، وقد حمل الراية بعد سقوط أخيه في الإسلام زيد بن حارثة، وقاتل قتالاً لم يُرَ مثله، وأكثر t الطعن في الرومان حتى تكالبوا عليه.

كان يحمل راية المسلمين بيمينه فقطعوا يمينه، فحملها بشماله فقطعوا شماله، فحملها بعضضيه قبل أن يسقط شهيدًا، ليأخذ الراية من بعده بطل ثالث، هو عبد الله بن رواحة أجمعين.

يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما -كما جاء في البخاري-: "وقفت على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددتُ به خمسين، بين طعنةٍ وضربة، ليس منها شيءٌ في دبره". أي: ليس منها شيء في ظهره؛ يعني أنه قاتل دائمًا من أمام، لم يفر ولو للحظة واحدة

ومن أرض المعركة إلى الجنة مباشرة، لا يسير فيها، بل يطير بجناحين، فقد روى الحاكم والطبراني بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: "رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مَلَكًا فِي الْجَنَّةِ، مُضَرَّجَةً قَوَادِمُهُ بِالدِّمَاءِ، يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ".

وروى البخاري أيضًا أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان إذا حيَّا ابن جعفر قال: "السلام عليك يابن ذي الجناحَيْنِ".

فقد أبدل الله جعفر بن أبي طالب بدلاً من يديه اللتين قطعتا في سبيله بجناحَيْنِ يطير بهما في الجنة.

حياة جهادية طويلة، والمكافأة هي الجنة.

عبد الله بن رواحة القائد والشهيد الثالث

حمل الراية بعد جعفر عبد الله بن رواحة الخزرجي الأنصاري ذلك المجاهد الشاب الذي شارك في كل الغزوات السابقة، وجاهد -كما ذكرنا- بسيفه ولسانه، وهو الذي كان يحمِّس المسلمين لأخذ قرار الحرب، وهو الذي كان يتمنى ألاّ يعود إلى المدينة، بل يُقتل شهيدًا في أرض الشام.

حمل الراية، وقاتل قتالاً عظيمًا مجيدًا حتى قُتل في صدره ما تردد قَطُّ كما أشيع عنه، وكيف يتردد من يدفع الناس دفعًا إلى القتال؟! كيف يتردد من يحمس الناس على طلب الشهادة؟ كيف يتردد من يثق به رسول الله ، فيجعله على قيادة هذا الجيش الكبير؟! كيف يتردد من شهد له أنه شهيد؟! ومن دعا له قبل ذلك بالثبات؟!

وهذا التردد الذي أشيع عنه لم يتفق عليه عامَّة أهل السير، ولم ينقله الكثير من كُتَّابهم، فلم ينقله موسى بن عقبة في (مغازيه)، ولم ينقله المقريزي في (إمتاع الأسماع)، ولم ينقله ابن سعد في (الطبقات)، وإنما روى ذلك فقط ابن إسحاق رحمه الله في (سيرته).

وفي هذه الرواية تناقض شديد بين أول الرواية وآخرها؛ ففي أولها جهاد وتحفيز على الشهادة، وفي آخرها تردد، وهذا لا يستقيم.

أما ما ورد في سيرة ابن إسحاق أيضًا من أن هناك ازورارًا في سرير عبد الله بن رواحة في الجنة، فهو حديث منقطع السند، وضعفه ابن كثير والبيهقي، وقد عارضه أيضًا ابن كثير بحديث أنس بن مالك في البخاري، والذي ذكر فيه أن عبد الله بن رواحة قُتل شهيدًا، ولم يذكر ترددًا، ولم يُشِرْ إلى ذلك قَطُّ.

ولعل الذي أشاع أن عبد الله بن رواحة قد تردد هو ما نُسب إليه من شعر في هذا الموقف، لكن هذا الشعر -إن صحت نسبته- لا يحمل أبدًا معنى عدم الإقدام، إنما يحمل معنى تحميس النفس على شيءٍ خطير، يحمل على بذل الروح والتضحية بالنفس.

إن تحمل آلام الضرب بالسيف، والطعن بالرمح ليس أمرًا سهلاً أو هينًا في حياة الإنسان، فإذا قال الإنسان لنفسه بعض الكلمات التي تصبِّره على تحمل الآلام، وتصبره على فراق الأحبة، وتدفعه إلى الموت لا إلى الحياة، فما الضرر في ذلك؟! إن هذا أمر محمود، بل وقد يكون مطلوبًا، وقد كان من شعره يومئذٍ:

يَا نَفْسُ إِنْ لَمْ تُقْتَلِي تَمُوتِـي ** هَذَا حِمَامُ الْمَوْتِ قَدْ صُلِيتِ

وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَـدْ أُعْطِيـتِ ** إِنْ تَفْعَلِـي فِعْلَهُمَا هُدِيـتِ

يحدِّث نفسه: إن تفعلي كما فعل زيد وجعفر رضي الله عنهما هديت. وبالفعل كان قتاله شديدًا، وجهاده عظيمًا حتى طعن في صدره ، وتلقى الدماء بيديه ودلَّك بها وجهه، وأصيب شهيدًا كما ذكر في مسند أحمد، وسنن النسائي، والبيهقي عن أبي قتادة بسند صحيح.

فهذه كلها روايات صحيحة في حق هذا البطل الذي شُوِّهت صورته بهذا الأمر الذي لا يستقيم في حقه أبدًا، وهو الذي دفع المسلمين هذا الدفع في هذه المعركة الهائلة.

سقط القادة الثلاثة شهداء ليثبتوا لنا وللجميع أن القيادة مسئولية، وأن الإمارة تكليف وليست تشريفًا، وأن القدوة هي أبلغ وسائل التربية.

فثباتهم -لا شك- كان سببًا في ثبات الجيش الإسلامي، وجهادهم لا بد أنه قد دفع الجيش الإسلامي لأنْ يُخرِج كل طاقته، فما يفر الجنود إلا بفرار القادة، وما تسقط الراية إلا بهوانها على حاملها، لكن في مؤتة ما سقطت راية المسلمين قَطُّ، ولا لحظة من لحظات القتال.

خالد بن الوليد القائد الرابع

بعد استشهاد البطل العظيم عبد الله بن رواحة ، حمل الراية الصحابي الجليل ثابت بن أقرم البدريّ (ممن شهد بدرًا) ، فقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم. فقالوا: أنت تحمل الراية. فقال: ما أنا بفاعل. ثم تقدم إلى خالد بن الوليد القائد المعجزة، فدفع له الراية، وقال له: أنت أعلم بالقتال مني. فقال خالد -وعمره في الإسلام ثلاثة أشهر- متواضعًا: أنت أحق بها مني، أنت شهدت بدرًا.

فنادى ثابت: يا معشر المسلمين. فاجتمع الناس على خالد، وأعطوه الراية، فحمل خالد الراية، وجاهد جهادًا عظيمًا يُكفِّر به عن العشرين سنة الماضية.

هذا أول مواقفه في سبيل الله، ولا بد أن يُرِي الله منه بأسًا وقوة وجلدًا وإقدامًا، قاتل خالد بن الوليد كما لم يقاتل من قبلُ، حتى قال -كما في صحيح البخاري-: "لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية"

تسعة أسياف تكسَّرت في يديه وهو يحارب الرومان، فتخيل كم من البشر قتل بهذه الأسياف، ومع ذلك فقد استمر في قتاله يُغيِّر سيفًا بعد الآخر، ويقاتل في معركة ضارية، لكنه ثبت ثباتًا عجيبًا، وثبت المسلمون بثباته، رضي الله عنه وأرضاه.

وعلى هذا الحال استمر القتال يومًا كاملاً، ما تراجع المسلمون فيه لحظة واحدة، وإنما وقفوا كالسدِّ المنيع أمام طوفان قوات التحالف الرومانية العربية، واستمر الحال على هذا الوضع حتى جنَّ المساء. ولك أن تتخيل قتالاً منذ الصباح وحتى المساء، وثلاثة آلاف في مقابل مائتي ألف.


خالد بن الوليد وخطته العبقرية :

لم يكن من عادة الجيوش في ذلك الوقت أن تقاتل ليلاً، فكان أن تحاجز الفريقان، واستراح الرومان ليلتهم هذه، لكن المسلمين لم يركنوا إلى الراحة، وإنما كانوا في حركة دائبة؛ فقد بدأ خالد بن الوليد في تنفيذ خُطَّة عبقرية بارعة للوصول بجيشه إلى برِّ الأمان، وكان هدفها إشعار الرومان بأن هناك مددًا كبيرًا قد جاء للمسلمين؛ وذلك حتى يتسلل الإحباط إلى داخل جنود الرومان والعرب المتحالفين معهم، فهم أمْسِ كانوا يتقاتلون مع ثلاثة آلاف وقد رأوا منهم ما رأوا، فكيف إذا جاءهم مدد؟!

ولتنفيذ هذه الخطة قام خالد بن الوليد بالخطوات التالية:

أولاً: جعل الخيل طوال الليل تجري في أرض المعركة لتثيرَ الغبار الكثيف؛ فيُخيَّل للرومان أن هناك مددًا قد جاء للمسلمين.

ثانيًا: غَيَّر من ترتيب الجيش، فجعل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة، وجعل المقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة، وحين رأى الرومان هذه الأمور في الصباح، ورأوا الرايات والوجوه والهيئة قد تغيَّرت، أيقنوا أن هناك مددًا قد جاء للمسلمين، فهبطت معنوياتهم تمامًا.

ثالثًا: جعل في خلف الجيش وعلى مسافة بعيدة منه مجموعةً من الجنود المسلمين فوق أحد التلال، منتشرين على مساحة عريضة، ليس لهم من شغل إلا إثارة الغبار لإشعار الرومان بالمدد المستمر الذي يأتي للمسلمين.

رابعًا: بدأ خالد بن الوليد في اليوم التالي للمعركة بالتراجع التدريجي بجيشه إلى عمق الصحراء، الأمر الذي شعر معه الرومان بأن خالدًا يستدرجهم إلى كمين في الصحراء، فترددوا في متابعته، وقد وقفوا على أرض مؤتة يشاهدون انسحاب خالد، دون أن يجرءوا على مهاجمته أو متابعته.

ونجح مراد خالد بن الوليد، وسحب الجيش بكامله إلى عمق الصحراء، ثم بدأ الجيش في رحلة العودة إلى المدينة المنورة سالمًا.

شهداء المسلمين :

لقد أستشهد من المسلمين في هذه المعركة أثنا عشر فقط فيما قتل من الكفار الألاف ،،

وشهداء المسلمين هم : زيد بن حارثة ،، جعفر بن ابي طالب ،، عبد الله بن رواحة ،، مسعود بن الاسود ،، وهب بن سعد ،، عباد بن قيس ،، عمرو بن سعد ،، الحارث بن النعمان ،، سراقة بن عمرو ،، أبو كليببن عمرو ،، جابر بن عمرو ،، وعامر بن سعد ،،

قاتل خالد بن الوليد كما لم يقاتل من قبلُ، حتى قال -كما في صحيح البخاري-: "لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف،، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية" ،،

ويعد الانسحاب التكتيكي الرائع في غزوة مؤتة , وإنقاذه الجيش المسلم من مذبحة كانت محققة عن طريق مناورة عسكرية رائعة تستحق أن تُدرس في كليات الأركان العسكرية.

يتبع ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-04-2009, 12:53 AM   #8
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: لماذا لم يستشهد خالد بن الوليد على كثرة المعارك التي خاضها ؟

هل معركة مؤتة نصر أم هزيمة ! ،،

حسب منطق أهل المدينة ( هذا جهاد نصر أو استشهاد ) فقد كَبُر في نفوس أهل المدينة أن ينسحب خالد بالجيش من المعركة ،، ويقال أن الصبية رشقوا جيش خالد بالحجارة وأحاطت به السنة الناس تعيره في الله هو وبقية الجيش أنهم الفرار , لكن الرسول عليه الصلاة والسلام رد عنهم بقوله " إِنَّهُمْ لَيْسُوا بفُرَّارٍ، وَلَكِنَّهُمْ كُرّارٌ إنْ شَاءَ اللّهُ" ،،

مع تلك الموقعة ومع هذا الموقف الذي رأيناه، كان هناك وقفة مهمة نتساءل فيها: هل كانت موقعة مؤتة هزيمة للمسلمين أم كانت نصرًا لهم؟

وهل كانت مجرد انسحاب ناجح؛ لأن هذا أفضل النتائج التي من الممكن أن نتوقعها في مثل هذه الظروف، أم أنها كانت نصرًا جليلاً للمسلمين وهزيمة منكرة للرومان؟!

وفي معرض الإجابة على هذه الأسئلة، فإن آراء المحللين القدامى حول هذه المعركة قد تباينت تباينًا عظيمًا، فكان منهم من رأى أن المعركة كانت انتصارًا للمسلمين، وممن رأى ذلك موسى بن عقبة في (مغازيه)، والزهري، والواقدي، وقد رجَّح ذلك أيضًا البيهقي وابن كثير.

فكل هؤلاء رأوا أن المسلمين انتصروا انتصارًا جليلاً في موقعة مؤتة.

وكان منهم من عدَّها هزيمة منكرة للمسلمين، كما أشار بذلك ابن سعد في (طبقاته). ثم كان منهم من رأى أن كل فئة قد انحازت عن الأخرى، يعني شبه تعادل بين الكفتين، وقد مال إلى ذلك ابن إسحاق في (سيرته)، وابن القيم في (زاد المعاد).

والحقيقة أني أميل بشدة إلى الرأي الأول، الذي يرى بأن هذه المعركة كانت انتصارًا حقيقيًّا للمسلمين، وعندي من الأدلة ما يقوِّي هذا الرأي ويعضده، والتي منها:

الدليل الأول: ما جاء في البخاري عن أنس ، يحكي عن معجزة من معجزات الرسول وهو يخبر أصحابه نبأ أهل مؤتة قبل أن يعودوا إلى المدينة المنورة، فقد قال : "أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ". يقول أنس -وعيناه تذرفان (يعني: يبكي على استشهاد الثلاثة وكانوا جميعًا من أحبِّ الناس إلى قلبه): "حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ".

فجملة "حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" لا تحتمل معاني كثيرة، وهي هنا تحمل معنى النصر والفتح والعلو؛ إذ إن الله لا يفتح عليهم بمجرد الانسحاب، لكن الواضح أن المسلمين انتصروا وفتح الله عليهم، ثم قرر خالد بن الوليد أن ينسحب، وأن يكتفي بهذا الانتصار دون محاولة متابعة الجيش الروماني؛ وذلك لأن خالد بن الوليد كان واقعيًّا لأبعد درجة، وقد علم أنه لا يستطيع أن يتوغل في أرض الروم بهذا الجيش الإسلامي الصغير، فكان هذا بالفعل فتحًا من الله على المسلمين، كما ذكر الرسول

ولو أراد الرسول أن يذكر أنهم انسحبوا فقط دون انتصار، لكان من اليسير أن يقول كلمة تُفهِم هذا المحمل، مثل: حتى أنجاهم الله، أو نحو ذلك من الكلمات؛ فهو أبلغ البشر، وأوتي جوامع الكلم، ويستطيع أن يصف بكلمة واحدة الحدث تمامًا كما وقع في أرض مؤتة.

الدليل الثاني: روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح، عن أبي قتادة ، أن رسول الله قال لأصحابه قبل أن يعود أهل مؤتة إلى المدينة: "أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا الْغَازِي، إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَأُصِيبَ زَيْدٌ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ"، فاستغفر له الناس. "ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ، حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، أَشْهَدُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَأَثْبَتَ قَدَمَيْهِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الأُمَرَاءِ، هُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ"، ثم رفع رسول الله إصبعيه فقال: "اللَّهُمَّ هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ فَانْصُرْهُ". وفي رواية: "فَانْتَصِرْ بِهِ"

فهذا دعاء من رسول الله لسيف الله المسلول خالد وللجيش الإسلامي بالنصر، ودعاؤه مستجاب. وهذا الحديث من معجزاته يخبر به عن الغيب، ومحال أن يتحقق خلاف ما ذكره للصحابة؛ لأنه ذكره على سبيل الحجة الدامغة لنبوته ، والحجة الدامغة لإنبائه بالغيب، فحين يدعو فيه بالنصر فلا بد أن يحدث، وهذا تصريح في هذه الرواية، وهي رواية صحيحة.

الدليل الثالث: وهي ملاحظة مهمة جدًّا، إذ كم تتخيل وتتوقع أن يكون عدد شهداء المسلمين في هذه الموقعة الطاحنة؟

إنه رقم لن تتخيله مطلقًا مهما فكرت فيه؛ إذ لن يوصلك تفكيرك إلى أنهم اثنا عشر شهيدًا فقط، منهم الأمراء الثلاثة.

اثنا عشر شهيدًا فقط من جملة ثلاثة آلاف في مواجهة مائتي ألف مقاتل.

وهذا دليل دامغ على انتصار المسلمين؛ وذلك لأن الجيش المهزوم من المستحيل أن يموت منه اثنا عشر فقط، وخاصة إذا كان مهزومًا من مائتي ألف.

ولا حتى يكون متعادلاً؛ لأن قتلى الرومان أضعاف ذلك، ويكفي في هذا الذين قتلهم خالد بن الوليد بأسيافه التسع التي اندقت في يده. وإذا كان شهداء المسلمين أقل من قتلى الرومان، فهذا من أبلغ علامات النصر.

الدليل الرابع: غَنِم المسلمون في مؤتة غنائم عدة، ولا يغنم إلا الجيش المنتصر، بل إنهم غنموا ممتلكات بعض كبار القادة الرومانيين، ومعنى هذا أنهم قتلوا بعض القادة الرومان، وأخذوا أسلابهم.

وقد روى ذلك أبو داود وأحمد عن عوف بن مالك الأشجعي إذ يروي أن أحد المسلمين قتل روميًّا يحمل سلاحًا مذهَّبًا، ويركب فرسًا أشقر، وقد أخذ المسلم كل هذا، وهذا يُعَدّ غنيمة عظيمة، خاصةً إذا علمنا أنه لا يحمل الذهب في المعارك إلا القادة الكبار، وليس عامَّة الجند.

الدليل الخامس: لم نسمع بعد هذه الغزوة عن شماتة شعرية من شعراء قريش، أو فخرًا من عرب الشمال، وقد كانوا لا يتركون مثل هذه الأحداث أن تمر دون قصائد شعرية.

فلو هُزِم المسلمون ما تركهم أعداؤهم في قصائدهم الشعرية، إلا أننا لم نسمع عن مثل هذا، بل كان العكس هو الصحيح، حيث سمعنا فخرًا من المسلمين على لسان كعب بن مالك، وحسان بن ثابت رضي الله عنهما في موقعة مؤتة، وهذا لا يأتي إلا إذا كان هناك نصر.

الدليل السادس: تركت هذه الموقعة أثرًا إيجابيًّا هائلاً على عرب الجزيرة، خاصةً على المناطق الشمالية من الجزيرة، ورأينا بعد هذه الموقعة وفود القبائل التي طالما كادت للإسلام والمسلمين تأتي مذعنة إلى المدينة المنورة؛ لتعلن إسلامها بين يدي الرسول .

ولو كانت مؤتة هزيمة لما فعلوا ذلك، ولو كانت تعادلاً لانتظروا ردَّ فعل الرومان، لكن مسارعة هؤلاء تنبئ عن شعورهم بالرهبة والإجلال لهذه الدولة التي وقف جيشها هذه الوقفة أمام جحافل الروم والعرب.

ولو كانت الغلبة في هذه الموقعة للرومان والقبائل المتحالفة معها، لكان التسابق لطلب وُدِّ الرومان وغسان هو السمة الغالبة، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث.

وقد حدث شيء غريب بعد مؤتة من سلوك بعض القبائل التي أتت إلى المدينة، فقد ازداد انبهار قبائل غطفان -وراجع ما سبق في الحديث عنها وفي حربها- بقوة المسلمين، وقد أتت بعد ذلك لتبايع على الإسلام، ولا يمكن أن يحدث هذا بعد الهزيمة المزعومة للمسلمين في مؤتة.

وكذلك أتت بنو سليم وأشجع وذبيان وفزارة وغيرهم، كل هؤلاء أتوا يبايعون على الإسلام، وقد اشتركوا بعد ذلك - كما سنبين - في فتح مكة، ولا يمكن أن يحدث مثل ذلك بعد هزيمة.


ما ورد أعلاه منقول للفائدة ،،

شكراً لكم ،، ودمتم بخير ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-04-2009, 02:07 PM   #9
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابراهيم بن عبدالله
 
تم شكره :  شكر 72 فى 54 موضوع
ابراهيم بن عبدالله has a spectacular aura aboutابراهيم بن عبدالله has a spectacular aura aboutابراهيم بن عبدالله has a spectacular aura about

 

رد: لماذا لم يستشهد خالد بن الوليد على كثرة المعارك التي خاضها ؟

الله و اكبر

كلام جميل جداً وفائدة طيبة

جزاك الله خير اخي الجرهام ..

ونسال الله ان يخرج لنا ابن الوليد " جديد" من هذه الامة

ويعيد للأمة امجادها ...

التوقيع
***





***

ابراهيم بن عبدالله غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-04-2009, 02:18 PM   #10
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية هدوءٌ مبهم!
 
تم شكره :  شكر 4758 فى 1264 موضوع
هدوءٌ مبهم! نسبة التقييم للعضوهدوءٌ مبهم! نسبة التقييم للعضوهدوءٌ مبهم! نسبة التقييم للعضوهدوءٌ مبهم! نسبة التقييم للعضوهدوءٌ مبهم! نسبة التقييم للعضوهدوءٌ مبهم! نسبة التقييم للعضوهدوءٌ مبهم! نسبة التقييم للعضوهدوءٌ مبهم! نسبة التقييم للعضوهدوءٌ مبهم! نسبة التقييم للعضوهدوءٌ مبهم! نسبة التقييم للعضوهدوءٌ مبهم! نسبة التقييم للعضو

 

رد: لماذا لم يستشهد خالد بن الوليد على كثرة المعارك التي خاضها ؟

ماشاء الله فعلا ً موضوع رائع كيف لا وهو يتحدث عن صحابي جليل لقبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسيف الله المسلول ،،

أسأل الله أن يقوي ويشد أزر أبناء الأمة الإسلامية وأن لايمر علينا يوما ً نُخذل فيه ،،

بارك الله فيك أخي الجرهام


والشكر كذلك لأخي حمد ولد أبو حمد

التوقيع
هدوءٌ مبهم! غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-04-2009, 03:11 PM   #11
عضو
 
الصورة الرمزية أبو حمـد
 
تم شكره :  شكر 6319 فى 2308 موضوع
أبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضوأبو حمـد نسبة التقييم للعضو

 

رد: لماذا لم يستشهد خالد بن الوليد على كثرة المعارك التي خاضها ؟

جزاك الله خير أبن الأفاضل ،، وشكراً لك ،،

الوقوف على هذه المعركة الحاسمة وأحداثها لا شك فيه فوائد عظيمة ،،

وقد اجتهد معد التقرير بإيراد التفاصيل الدقيقة لهذه المعركة ،، مثلما اجتهد في التقصي والبحث ،،

وقد راجعت وراءه عدد من المصادر ،، قبل أن أورد ما ذكره ،، ،، ووجدته مطابق لما ورد فيها ،، ولهذا أوردتها لفائدته ،، لأنه يعد في نظري ملخص شامل وافي لمصادر عدة ،، ،،

شكراً لك ،،

أبو حمـد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه