العودة   منتديات سدير > ¨° المنتدى الترفيهي °¨ > ¨° التراث والسياحة °¨

¨° التراث والسياحة °¨ نوادر- أدوات قديمة - قصص وقصائد من التراث - تبادل الخبرات و التجارب في مواقع وأزمنه و وسائل و طرق الرحلات البرية و الصيد ، والسفر والسياحة .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-2011, 12:29 AM   #76
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهادىء مشاهدة المشاركة  

كالعادة طرح رااائع :
وحين ينعتق الإنسان من ذاته ويضع الآخر في مرمى اهتمامه فإنه وبلا أدنى شك
سيقدم له من وقته وجهده وفكره الكثير والكثير وبلا انتظار لرد الجميل .
هذا أنت أخي الكريم أسد نجد ..
كم يأسرني ويسعدني ما تقدمه لنا من طرح قيم ثري فاخر مفيد ..

tsf
حقك علينا الدعاء لك ..وتقبل مني صادق الود والاحترام والتقدير

 


دائماً هي سطور الشكر تكون في غاية الصعوبة عند الصياغة

ربما لأنها تشعرنا دوماً ، بقصورها وعدم إيفائها حق من نهديه هذه الأسطر ..

وانت اخي الفاضل ملكتني بنبل كلماتك واسرتني بروعة مشاعرك

فجزاك الله عني خير الجزاء وبلغك إمانيك وانت بخير

ختاما لك صادق الود والاحترام والتقدير
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2011, 04:23 AM   #77
عضو جديد
 
الصورة الرمزية أم كلثوم
 
تم شكره :  شكر 12 فى 5 موضوع
أم كلثوم is an unknown quantity at this point

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

شكرا اخوي
أم كلثوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2011, 09:12 PM   #78
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم كلثوم مشاهدة المشاركة  

شكرا اخوي

 

أهلا بك أيتها الكريمة

تشرفت بمرورك الكريم
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-04-2011, 02:53 PM   #79
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

حكاية الهميان


كان أذان الفجر يصعد من مآذن الحرم في مكة في أول يوم من رمضان سنة أربعين ومائتين للهجرة،
فهبط على تلك الذرى المباركة قعيقعان وأبي قبيس، فينساب مع نسيم البحر رخياً ناعشاً،
يسحب ذيوله على تلك الصخور التي كانت (محطة) بريد السماء ، ومنزل الوحي ، ومنبع رحمة الله للعالمين ،
حتى يمسح ستور الكعبة ، فيتنزل على من في الحرم تنزل النفحات الإلهية على قلوب عباد الله المخلصين .

وكانت صفوف المؤمنين قائمة للصلاة تدور بالكعبة من جهاتها كلها ، صفوف في الحرم ترى الكعبة وتنعم بالقرب منها ،


وصفوف لا تراها ولكنها تتوجه إليها ، وتبصرها بقلوبها، تقوم وراء الجبال الشُـمِّ والبحار ، في المدن والقرى ،
والصحاري والسهول ، والأودية والقمم ، والأكواخ ، والسجون و المغائر ، في القفار المشتعلة حراً ،
و البطاح المغطاة بالثلج ... تتسلسل وتتعاقب لا تنقطع ما امتدت الأرض وكان فيها مسلمون ...

*******

وأَمَّ أهلُ مكة الحرمَ ، ولم يبق في داره إلا شيخ في السادسة والثمانين ، أو محطم ما عليه قميص مشدود بحبل ،


وقاموا للصلاة ما يستطيعون الوقوف مما حشدوا به بطونهم من طيبات الطعام ، من كل حلوى وحامض ، وحار وبارد ، وسائل وجامد ،
ووقف أحدهم يصلي وما يستطيع القيام من الجوع ، فقد أمسك للصوم بلا سحور ،
ونام ليلته البارحة بلا عشاء ، وأمضى أمسه من قبلها بلا غداء ...

فلما قضى صلاته قعد على محرابه منكسراً حزيناً ، وما كان يفكر في نفسه فلقد طال عهده بالفقر حتى ألفه ،
وهوَّن إيمانُه الدنيا عليه حتى نسي نعيمها وازدراها ،
ولكنه كان يفكر في هذه البطون الجائعة من حوله ، وهو كاسبها و معيلها ، وهذه المناكب العارية…
ولو كان في مكانه رجل آخر قاسى الذي قاساه ، و رأى الأغنياء يبذرون المال تبذيراً ،
و يضيعون الألوف بالباطل ، على حين يحتاج هو إلى الدانق فلا يجده .. لثار على الدنيا ، وذم الزمان ، وحقد على الناس ،
ولكنه كان رجلاً مؤمناً ، يعلم أن الناس لا يملكون عطاء ولا منعاً ، وأن ما كان لك سوف يأتيك على ضعفك ،
وما كان لغيرك لن تناله بقوتك ، رفعت الأقلام و جفت الصحف.

فقال: آه. الحمد لله على كل حال.

وقام فنزع القميص ، و نادى: يا لبابة.

فجاءت امرأة ملتفة بخرقة قذرة ، فدفع إليها بالقميص و أخذ الخرقة فالتف بها…

فقالت المرأة : يا أبا غياث ، هذا ثالث يوم لم نذق فيه طعاماً ، و هذا يوم صيام وحر…
فإذا صبرت وصبرت أنا فإن البنات و العجوز لا يقدرن على الصبر ، وقد هدهن الجوع ،
فاستعن بالله ، واخرج فالتمس لنا شيئاً فلعل الله يفتح عليك بدوانق أو كسيرات ندخرها فطورنا.

قال: أفعل إن شاء الله.

********

وانتظَرَ حتى علت الشمس وكان الضحى ، فخرج يجول في أزِقَّة مكة وطرقِها ، وكان الناس قد انصرفوا إلى دورهم ليقيلوا ،
فلم يلق في تطوافه أحداً. واشتد الحر و تخاذلت ساقاه ، وزاغ بصره ، وأحس بجوفه يلتهب التهاباً من العطش ،
و كان قد صار في أسفل مكة فألقى بنفسه في ظل جدار.
وكان من أكبر أمانيه أن يدركه الأجل فيموت مؤمناً، فيتخلص من هذا الشقاء و ينال سعادة الأبد.
و جعل ينكب التراب بيده ، و هو سادر في أمانيه ، فلمست يده شيئاً مستطيلاً ليناً فسحبها و نظر ،
فإذا هو بذنب حية مختبئة خلال التراب ، فتعوذ بالله ،


ثم عاودته رغبته في الموت ، وتمنى لو تلدغه فتريحه ، ثم ذكر أنه لا ينبغي للمؤمن أن يطلب الموت ،
وإنما ينبغي له أن يقول : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وأمتني إن كان الموت خيراً لي.
فقالها واستغفر الله.

وعاد يرقب الحية فإذا هي ساكنة ، فعجب منها، ولمسها برجله فلم تتحرك ، فبحث عنها وحفر ،
فإذا الذي رآه حزاماً وليس بحية ، فشده فجاء في يده (هِميان) فيه الذهب ،
عرفه من رنينه وثقله ، فأحس جوعَه وعطشَه قد ذهبا ،


وكأن القوة قد صُبت في أصابعه ، والشباب قد عاد إليه …
وتصور أن سيحمل إلى نسائه الشبع والراحة ، ويملأ أيديهن مما كن يتخيلنه ولا يعرفنه من نعيم الحياة ، ورغد العيش ،

وجعل يفكر فيما يشتريه لهن ، وكيف يلقين هذه النعمة التي ساقها الله إليهن ، حتى كاد يخالط في عقله.

ثم تنبه في نفسه دينُه ، وعلا صوت أمانته يقول له : إن هذا المال ليس لك.
إنما هي لقطة لابد لك من التعريف بها سنة ، فإذا لم تجد صاحبها حلَّت لك.

وتصور السنة وطولها وهو يبحث عن عشاء يومه.
وهل يبقى حياً سنة أخرى؟ وهل تبقى أسرتُه في الحياة؟
وماذا ينفعه أن يكون الذهب له بعدما مات من الجوع ، ومات معه من يرثه؟…

وأحس كأن قواه قد خارت ، وودّ لو أعاد الهميان إلى مكانه ، ولم يكن قد ابتلي هذه البلية…
ولكنه كان رجلاً فقيهاً يعلم أن اللقطة إن مُست فلا بد من التعريف بها ، وإن هو أرجعها إلى مكانها وفُقدت كان المسؤول عند الله عنها ،
أما إذا لم يمسها فلا شيء عليه منها…

و جعلت الأفكار تصطدم في رأسه ، وتتراكض وتصطرع ،
حتى شعر أن عظم صدغيه سيتكسر من قرع الأفكار المتراكضة في رأسه ، وطفق يسمع صوتاً يهتف به أن :
خذها فهي رزق ساقه الله إليك.
ادفع بها الموت عن بناتك اللائى أطاف بهن الموت.
أشبِع بها هذه الأجواف الجوعى.
اكسُ هذه الأجساد العارية.
ثم إذا أيسرت رددتها إلى صاحبها ، أو دفعت إليه دنانير ناقصة لن يضره على غناه نقصُها..

ثم يسمع هاتف دينه يقول له : اصبر يا رجل ، و لا تخن أمانتك ، و لا تعص ربك ، وعقد العزم على الصبر ،
واستعان بالله ، وذهب إلى داره يخبئ الهميان حتى يجيء صاحبه…
أو يحكم الله فيه..



*******

ودخل الدار متلصصاً ، فرأته امرأته فقالت:

ما جاء بك يا أبا غياث؟

قال: لاشيء.

وأَحَبَّ أن يكتمها خبر الهميان ، وما كان يكتمها من قبل أمراً.

قالت : بلى والله ؛ إن معك شيئا، فما هو؟

فخاف أن تراه فيستطار لبها…

فقص عليها القصة ، وكانت امرأة تقية دينة ، ولكنها أضعف منه إرادة ، وأوهن عزماً فقالت :
افتحه ، وخذ منه دنانير اشتر لنا بها شيئاً ، فإننا مضطرون والمضطر يأكل الميتة…

قال لا والله ، ولئن مسستِه أو أخبرتِ خبره أحداً فأنت طالق.

وتركها مغيظة محنقة وخرج يبحث عن صاحبه ، لعله يأخذ منه شيئاً حلالاً يدفع به الضر عن عياله.

*******

ومشى إلى الحرم ، وكان فيه شاب طبري طالب علم.

قال الشاب الطبري : ( فرأيت خراسانيا ينادي ،


يا معشر الحاج من وجد همياناً فيه ألف دينار فرده علي ، أضعف الله له الثواب.

فقام إليه شيخ من أهل مكة كبير من موالي جعفر بن محمد ، فقال : يا خراساني ، بلدنا فقير أهله ،
شديد حاله ، أيامه معدودة ، ومواسمه منتظرة ، ولعله يقع في يد رجل مؤمن يرغب فيما تبذله له حلالاً فيأخذه ويرده عليك.

قال : الخراساني : يابا كم يريد؟

قال العُـشر، مائة دينار.

قال: يابا .لا نفعل ولكن نحيله على الله تعالى).

وافترقا.
قال الطبري : فوقع في نفسي أن الشيخ هو الواجد للهميان فاتبعته ، فكان كما ظننت ،
فنزل إلى دار مسفلة زرية الباب والمدخل ، فسمعته يقول : يا لبابة.

قالت: لبيك أبا غياث.

قال : وجدت صاحب الهميان ينادي عليه مطلـقـاً.
فقلت له : قيِّده بأن تجعل لواجده شيئاً ، فقال: كم ؟ قلت : عُـشـرُه. قال : لا نفعل ،
ولكنا نحيله على الله عز وجلّ ، فأيشٍ نعمل ؟ لابد لي من رده.

فقالت له : نقاسي الفقر معك منذ خمسين سنة ،
ولك أربع بنات و أختان وأنا وأمي وأنت تاسع القوم.

يا أبا غياث إن الله أكرم رجلاً يحيي هذه الأنفس .
إنك لم تسرقه ولم تغصبه ، ولكن الله هو الذي وضعه بين يديك ،
فلا ترفض نعمة أنعم الله بها عليك.
إن الله يسألك عن هؤلاء النسوة…

قال الطبري : ونظرت في وجه الشيخ فأحسست مما بدا عليه أنه قد تصور بناته جائعات عاريات ،
والعجوز المسكينة أم لبابة وقد جف جلدها على عظمها فصارت كأنها الحطبة الجوفاء ،
تتردد فيها الأنفاس ، ففاضت نفسه رقةً عليهن فسال دمعه على شيبته ، ورأت المرأة ذلك فازداد طمعها فيه…
ثم رأته يعبس وتبدو عليه الصرامة لقد ودّ لو استعان بشيء من هذه الدنانير…

ولكنه ذكر أنه صبر خمسين سنة فما كان ليُضيع هذا كلَّه في لذة يوم ، وذكر أنه على شفير القبر،
وأنه سيلقى الله ، فما كان ليلقاه خائنا أمانته ، أما عياله فلهم الله ، والله أرأف بهم وأشفق عليهم ، وشد من عزمه ،
وصاح بها:

( لست أفعل، ولا أحرق حشاشتي بعد ست وثمانين سنة ).

قال الطبري: ( ثم سكتَ وسكتت المرأة. وانصرفتُ أنا).

*******

وأذن المغرب ، وقعد الشيخ ونساؤه على كسيرات وتمرات ، التقطها لهم…
وقعد الناس من حولهم على الموائد الحافلات بشهيِّ الطعام ، تفوح من بيوتهم روائح الشواء والحلواء ،
يأكلونها ويستمتعون بها ، وينسون أن رمضان شهر الإنسانية والإيثار ،
وأن الله ما فرض علينا الصيام للجوع والعطش والعذاب…
ولكن ليذكرنا هذا الجوع الاختياري الموقوت ، إن في الدنيا من يجوع جوعاً إجبارياً ،
لا حد له ينتهي عنده ، وليكون لنا من أعصابنا وجوارحنا ، مذكراً بالإحسان.

فمن يقعد على مائدته الحافلة بالطعام ، وجاره يتلوى من الجوع ، لا يفكر فيه ، ولا يشاركه طعامه،
فما صام ولا عرف الصيام ، وإن جاع نهارَه كلَّه وعطش…

إن العادة تضعف الحس ، وإن إلف النعيم يُذهب لذتها ، فأوجب الله الصيام علينا لنذوق مرارة الفقد فنعرف حلاوة الوجدان ،
ولنشتهي في النهار لقمة من الخبز الطري ، والجرعة من الماء البارد ،
فنعلم أن هذه اللقمة الطرية ، وهذه الجرعة الباردة ، نعمة من النعم ، فلا ندع الإحسان مهما كان قليلاً ، ولا نزهد في صدقة نقدر عليها.

ولقد كان لإبراهيم الحربي رغيف كل يوم ليس له سواه ،
فكان يترك منه كل يوم لقمة حتى إذا كان يوم الجمعة أكل اللقم وتصدق بالرغيف…

كان الشيخ يفكر في هذا ، فيألم لما صار عليه حال المسلمين ،
ثم يذكر أن الله هو ملهم الخير ، وصرف الأرزاق ، فيحمده حمد رجل مؤمن راض.

وأمضى ليلته الرابعة بلا طعام ، لأنه ترك التمرات والكسيرات للعجوز و البنات يتبلغن بها…

******

قال الرجل الطبري: ( فلما كان من الغد سمعت الخراساني يقول : معاشر الحاج ووفد الله من حاضر و باد ،
من وجد همياناً فيه ألف دينار ورده أضعف الله له الثواب . فقام الشيخ إليه ، فقال :

يا خراساني قد قلت لك بالأمس ونصحتك ، وبلدنا والله فقير قليل الزرع والضرع ،
وقد قلت لك أن تدفع إلى واجده مائة دينار فلعله يقع في يد رجل مؤمن يخاف الله عز وجل ، فامتنعتَ .
فاجعل له عشرة دنانير منها فيرده عليك ويكون له في العشرة ستر وصيانة.

فقال له الخرساني: يابا لا نفعل ولكن نحيله على الله عز وجل.

ثم افترقا…

فلما كان اليوم الذي بعده سمعت الخراساني ينادي ذلك النداء بعينه ، فقام إليه الشيخ. فقال:
يا خراساني: قلت لك أول أمس العُشر منه ، وقلت لك أمس عُشرَ العُشرِ عشرةُ دنانير فلم تَقبَل ،
فأعطِه ديناراً واحداً عُشرَ عُشرِ العُشرِ ، يشتري بنصف دينار قربة يسقي عليها المقيمين بمكة بالأجرة
وبالنصف الآخر شاة يتخذها لعياله.

قال: يابا لانفعل ولكن نحيله على الله عز وجل).

فرأى الشيخ أن لا حيلة له فيه ، وانقطع آخر خيط من حبال آماله ، وتوهم حالة بناته وأختيه وزوجته وأمها…
وأن هذا الخراساني منعهم ديناراً واحداً من ألف يدفعون به الجوع والعري ، والموت الكامن وراءهما ،
ورأى الألف كلها بيده فحدثته نفسه بأن يمسكها ، أو يدفعها إليه ناقصة ديناراً ،

ولكنه ذكر الله والحساب فاستعاذ بالله من هذا الخاطر ، وهل يشتري الشقاء الدائم باللذة العاجلة ،
وهو يعلم أن لذات الدنيا كلها لا تنسي كربة واحدة من كرب يوم الحشر ،
وشقاءها كله تذهبه نفحةٌ واحدةٌ من نفحات الجنة.

لا والله ، ولقد روي أن (( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه)) فترك له الهميان ، وقال للخراساني:

تعال خذ هميانك…

فقال له: امش بين يدي…

قال الشاب الطبري : ( فمشيا وتبعتهما ، حتى بلغا الدار.
فدخل الشيخ فما لبث أن خرج ، وقال : ادخل يا خراساني ، فدخل ودخلت ،

فنبش الشيخ تحت درجة له فأخرج الهميان أسود من غلاظ ، وقال : هذا هميانك؟

فنظر إليه ، و قال: هذا همياني.

ثم حلّ رأسه من شد وثيق ثم صب المال في حجره وقلبه مراراً ، ثم قال : هذه دنانيرنا.

وكانت لبابة والبنات ينظرن من شق الباب إلى الذهب الذي نسين لونه وشكله ، وحسبنه قد فقد من الأرض ،
كما ينظر الجائع إلى قدور المطعم… يتمنى منه لقمة يشد بها صلبه…

( وأعاد الرجل الذهب إلى الهميان وشده. ووضعه على كتفه وقلب خلقانه فوقه وخرج).

ولم ينظر، في وجه الشيخ ، ولم يُـلقِ في أذنه كلمة شكر.

وأحست لبابة كأنه قد اختطف وحيدها ، وكأن شعبةً انخلعت من قلبها ، فطارت وراءه ، وشُده البنات ،
ولبثن مفتوحات الأشداق دهشة وذهولاً… فلما ابتعد وأيسن منه سقطن على وجوههن من الجوع والضعف واليأس…

وسمع الشيخ حركة ، فنظر فإذا الخراساني قد رجع… فرفع إليه رأسه ينظر ماذا يريد ،
وكان أولى به أن يعرض عنه ، وأن يبغضه ، وقد منعه ديناراً واحداً يحيى لو جاد به عليه هذه الأنفس المشرفة على الموت ،

ولكن الشيخ كان رجلاً سمحاً لا يتسع قلبه لبغضاء ، فقام إليه وسأله عما رجع به ، فقال الخراساني:

( يا شيخ، مات أبي وترك ثلاثة آلاف دينار ، فقال : أخرِج ثلثها ففرقه في أحق الناس عندك له ،
وبع رحلي واجعله نفقة لحجك ، ففعلت ذلك ، وأخرجت ثلثها ألف دينار ، وشددته في هذا الهميان ،
وما رأيت منذ خرجت من خراسان إلى الآن رجلاً أحق به منك ، فخذه بارك الله لك فيه.... ووضعه وولّى).

قال الطبري: ( وكنت قد ذهبت فما راعني إلا الشيخ يسرع خلفي يدعوني فرجعت إليه فقال لي : ل
قد رأيتك تتبعنا من أول يوم ، وعلمتُ أنك عرفت خبرنا ، وقد سمعت أحمد بن يوسف اليربوعي يقول :
سمعت نافعاً يقول : عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لعمر و لعلي رضي الله عنهما:
إذا أتاكم الله بهدية بلا مسألة ولا استشراف نفس فاقبلاها ، و لا ترداها فترداها على الله ؛
فهي هدية من الله والهدية لمن حضر )) فسِـر معي.

فسرت معه. فقال لي: إنك لمبارك ، وما رأيت هذا المال قط ، ولا أمَّلتُه قط ، أترى هذا القميص ؟
إني والله لأقوم سَحَـراً فأصلي الغداة فيه ، ثم أنزعه فتصلي فيه زوجتي وأمها ،
وبناتي ، وأختاي ، واحدة بعد واحدة ، ثم ألبسه وأمضي أكتسب إلى ما بين الظهر والعصر،
ثم أعود بما فتح الله علي من أقِطٍ وتمر وكسيرات كعك ، فنتداول الصلاة فيه…

حتى إذا وصلنا إلى الدار نادى : يا لبابة يا فلانة وفلانة ، حتى جئن جميعاً فأقعدني عن شماله ؛
وحل الهميان وقال : ابسطوا حجوركم ، فبسطت حجري ، وما كان لواحدة منهن قميص له حجر تبسطه فمددن أيديهن ،

وأقبل يعد ديناراً ديناراً ، حتى إذا بلغ العاشر قال ، وهذا لك ،
حتى فرغ الهميان فنال كل واحدة منهن مائة دينار و نالني مائة)).

******

ولما أذن المغرب وحف نساء الشيخ بمائدة كموائد الناس ، عليها الطيبات من الطعام ، قال لامرأته:

أرأيت يا لبابة ؟ إن الله لا يضيع أجر الصابرين ، إن الله هو أرحم الراحمين ، يا لبابة ،
لقد منعنا أنفسنا دينارا حراما ، فجاءنا الله بألف حلال.
وأكل الشيخ لقيمات ، ثم قام ليخرج ، فقالت له امرأته:

إلى أين يا أبا غياث؟

قال : أفتش ، فلعل في الناس فقيراً صائماً ، لا يجد ما يفطر عليه ، فنُـشـرِكه في طعامنا...


ذيل القصة:

قال الشيخ الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري:

(وقد نفعني الله بهذه الدنانير فتقوتُّ بها ، وكتبت العلم سنين ، وعدت إلى مكة بعد ست عشرة سنة
فوجدت البنات ملكات تحت ملوك ، وعلمت أن الشيخ توفي بعد ما فارقته بشهور ،
فكنت أنزل على أزواجهن وأولادهن فأروي لهن القصة ، ويكرمونني غاية الإكرام.

وسألت عنهم بعد ذلك بأربعين سنة فعلمت أنه لم يبق منهم أحد ، رحمة الله عليهم جميعا)).
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2011, 02:59 PM   #80
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

عنوان القصة
((مدري طرب ولا من الجوع يا ذيب ))

في زمن الحروب والمكاسب من الأعداء عن طريق الغزو أو عن طريق ( الحيافة ) والحيافة هي سرقة القوم عن طريق التخفي ليلا ،



ويذكر أن رجلا ذهب لحيافة قوم زوج أخته ( أنسبائه ) وأراد من أخته أن تدله على الإبل




فقام بتقليد صوت الذيب بأن عوى عدة عويات
بالقرب من بيت نسيبه الذي لم يكن موجودا وقتها ،
ولكن الأخت احتارت كيف تخبره بمكان الإبل وحماتها تجلس بالقرب منها
ولا تستطيع الخروج له فما كان منها إلا أن بدأت بالغناء بصوت عالي كي تصل المعلومة لأخيها بدون أن تشعر الحماة فقالت :


ذيب ياللي جر صوت عوى بـه=مدري طرب والا من الجوع يا ذيب
يا ذيب لا تقهرك عنها المهابه=يا مجفّل الغزلان حنا المعازيب
البوش كله يم خشم اللهابـه=في فيضة السرداح والبل عوازيـب

فوصلت الاشارة لأخيها وفهم المقصود منها
أما الحماة فظنت أن الذي أرسل هذا الصوت هو عشيقا لزوجة ابنها إلا أنها ليست متأكدة
من ذلك وأرادت اختبارها فقالت :
حذراك من ذيب يعضـك بنابـه=ترى صواب الذيب ما به تطابيب

في اشارة واضحة للحذر من الرجال الذئاب وأن اصابتهم ثمنها الفضيحة التي ليس لها دواء فعرفت الزوجة مقصد العجوز واجابتها
بجواب أسكتها :
وحياة جلاب المطر من سحابـه=اني عفيفة مادخل عرضي العيـب
أنـا كمـا عـدٍ قليـل شرابـه=ما تهدله بالقيض حرش العراقيب
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-04-2011, 06:59 PM   #81
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصه عمرها أكثر من مائة عام

يقول الراوي يخبره أحد رفاقه أنه مرت بالناس قديما سنين قحط وجوع محدق قبل عهد الملك عبدالعزيز

وكان هناك رجل له اسره مكونه

من زوجته وخمس بنات وكاد الجوع ان يقضي عليه هو وبناته وزوجته
وكان الناس الكل منهم مشغول بهمه
ومن شدة حاجة الرجل

وخوفه على بناته من الهلاك فكر في التضحية بإحدىهن لتعيش الأخريات.



ورأى أن يبع إحداهن في زمن بيع الرقيق وكاد قلب الأم أن يتقطع على ابنتها وهي تودعها
والمشهد لايكاد أن يخفى عليكم فأم تفارق ابنتها ربما إلى الأبد كيف يكون حالها
فأخذ الأب ابنته وتوجه إلى مكة

قاصدا بيت الله الكريم حيث كان في ضاحية قريبا من مكة ليأخذ عمره ويبيع البنت هناك


وبعد صلاته رأى بجانبة رجل توسم فيه خيرا
وظن أنه ربما يكون رحيما بابنته لو اشتراها فعرض عليه شراء البنت
ووافق الرجل ظنا منه ان البنت جارية فقبض الرجل الثمن وانحرف
وقلبة يتمزق حزنا على ابنته التي ارغمته الحياة على أن يدخلها عالم الرق
فأخذت البنت تصرخ وتنادي ابي ابي لا تتركني لم يصدقها المشتري
بأنها ابنته
فخرج الأب من الحرم ودموعة تنهمل على فراق بنيته



فدخل السوق ليشتري طعاما لبناته الأخريات


فاشترى تمرا كثيرا
وكان
باقي النقود في جيبه فأخذ يجمع تمره الذي اشتراه في خصف كبير فلم يستطع حمله فاستأجر حمالا ليحمل له التمر



فأخذ يمشي في السوق
والحمال يمشي وراءه وأخذ الأب يتذكر ابنته التي ضحى بها وباعها بدون ذنب منها
وفي لحظة غفلة من الرجل نظر خلفه ولم يرى

الحمال ووضع يده في جيبه فلم يجد بقية النقود
فذهب الحمال بالتمر وذهبت بقية النقود وذهبت البنية مملوكة للغير
بدون ثمن

فحزن الرجل حزنا كبيرا وتوجه إلى ربه داعيا اياه وهو يطوف بالبيت الحرام ويطلب من ربه الرحمه واللطف بحالة وأن يتوب عليه
مما عمله
من بيع ابنته التي لاذنب لها ..

وأثناء طوافه بالبيت فإذا به يرى ابنته جالسة تبكي لوحدها فاسرع إليها وحضنها وكأنه لم يراها من سنين عديدة وهي الأخرى أخذت تقبله وتبكي




فإذا بالرجل الذي اشتراها من واقف على رأسه فسأله اهي صحيح ابنتك ؟
قال له نعم
قال ما دفعك لبيعها قال له الخوف على اخواتها من الهلاك واخبره بحاجته
فما كان من الرجل الذي اشترى البنت إلا أن اخرج مامعه
من نقود فقسمها بينه وبين الأب ودفع إليه ابنته ونصحه بأن لايعود للتضحية بابنته مهما كانت الظروف ....

ففرح الرجل فرحا شديداً

واخذ بابنته وخرج من الحرم متوجها إلى السوق لشراء طعام لأسرته فإذا بالحمال يناديه يارجل يارجل اين ذهبت وتركت طعامك
فقد كان
الحمال أمينا ولم يختفي بقصد سرقة الطعام بل إنه تاه عن الرجل بين الزحام ...
فتوجه الرجل إلى بيته ومعه ابنته والحمال يحمل التمر
وعند وصوله إلى بيته اعطى الحمال اجرته من النقود التي أهداها عليه الرجل في الحرم وانصرف الحمال وعند افراغ التمر من الخصف
فإذا بالنقود التي فقدها الرجل قد وجدها داخل التمر فقد سقط من جيبه داخل التمر اثناء تجميع التمر فتجمع عنده رزق كثير
فقد
رجع بابنته وبثمنها وبهدية من الرجل بسبب توبة الرجل ورجوعة إلى ربه
والتوسل إليه فرحمه الله تعالى ولطف به من شدة حاجته


فالحمد لله على رغد العيش الذي نعيشة في هذه الزمن والحمد على كثير خيره
فمهما قال الإنسان أنا في حاجة فلن يصل إلى تلك المأسي
التي عاشها آبائنا وأجدادنا من الجوع الشديد والفقر المروع
الذي يؤدي إلى الموت في أحيان كثير


الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله على كثير خيره وغزير نعمه علينا
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-05-2011, 02:07 PM   #82
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي


جاءتني الخواطر تسري في المساء

لتعلن أن ليس لي معكم دوم البقاء

فإن كنت سأرحل عن الأحباب يوما

فليكن الرحيل الآن بل قبل القضاء

ذكرياتي الجميلة هنا دوما ستبقى

ترفرف كجناح طير يحلق في الفضاء

سعدت بصحبكم و كنتم نعم القرناء


لن أنسى المحبة يوما ولن أنسى الوفاء

و هل ينسى من إزدان بأجمل الأسماء

هو دار فخرا للثقافة و المسرة و الإخاء

حليتموه بالخلق الرفيع و بذلتم في العطاء

سأذكر الأحباب دوما و سأدعو في الخفاء

بدوام الصحة و المحبة و عيشة السعداء

و سيلهج لساني ذكرا الى سميع الدعاء

علنا نسعد جميعا بلقاه في يوم الجزاء


كلمات أسد نجد

أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-05-2011, 09:36 PM   #83
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي



يروى

أن أحد الملوك طلع يوما إلى أعلى قصره يتفرج فلاحت منه التفاتة فرأى امرأة على
سطح دار إلى جانب قصره لم ير الراؤن أحسن منها فالتفت إلى بعض جواريه
فقال لها لمن هذه فقالت يا مولاي هذه زوجة غلامك فيروز

قال فنزل الملك وقد خامره حبها وشغف بها فاستدعى بفيروز وقال له يا فيروز قال
لبيك يا مولاي

قال خذ هذا الكتاب وامض به إلى البلد الفلانية وائتني بالجواب فأخذ فيروز الكتاب


وتوجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت رأسه وجهز أمره وبات ليلته فلما أصبح ودع
أهله وسار طالبا لحاجة الملك ولم يعلم بما قد دبره الملك

وأما الملك فإنه لما توجه فيروز قام مسرعا وتوجه متخفيا إلى دار فيروز فقرع
الباب قرعا خفيفا
فقالت امرأة فيروز من بالباب
قال أنا الملك سيد زوجك ففتحت له فدخل وجلس



فقالت له أرى مولانا اليوم عندنا
فقال زائر
فقالت أعوذ بالله من هذه الزيارة وما أظن فيها خيرا
فقال لها ويحك إنني الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتني
فقالت بل عرفتك يا مولاي ولقد علمت أنك الملك ولكن سبقتك
الأوائل في قولهم


( سأترك ماءكم من غير ورد ... وذاك لكثرة الوراد فيه )
( إذا سقط الذباب على طعام ... رفعت يدي ونفسي تشتهيه )
( وتجتنب الأسود ورود ماء ... إذا كان الكلاب ولغن فيه )
( ويرتجع الكريم خميص بطن ... ولا يرضى مساهمة السفيه )

وما أحسن يا مولاي قول الشاعر

( قل للذي شفه الغرام بنا ... وصاحب الغدر غير مصحوب )

( والله لا قال قائل أبدا ... قد أكل الليث فضلة الذيب )

ثم قالت أيها الملك تأتي إلى موضع شرب كلبك تشرب منه
قال فاستحيا الملك من كلامها وخرج وتركها فنسي نعله في الدار هذا ما كان من الملك

وأما ما كان من فيروز فانه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه في رأسه
فتذكر أنه نسيه تحت فراشه فرجع إلى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من
داره فوجد نعل الملك في الدار فطاش عقله وعلم أن الملك لم يرسله في هذه
السفرة إلا لأمر يفعله فسكت ولم يبد كلاما وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك
فقضاها ثم عاد إليه فأنعم عليه بمائة دينار

فمضى فيروز إلى السوق واشترى ما يليق بالنساء



وهيأ هدية حسنة وأتى إلى
زوجته فسلم عليها
وقال لها قومي إلى زيارة بيت أبيك
قالت وما ذاك
قال إن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك
قالت حبا وكرامة ثم قامت من ساعتها وتوجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها وبما
جاءت به معها فأقامت عند أهلها شهر

فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها فأتى إليه أخوها وقال له يا فيروز إما أن تخبرنا بسبب
غضبك وإما أن تحاكمنا إلى الملك
فقال إن شئتم الحكم فافعلوا فما تركت لها علي حقا
فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وكان القاضي إذ ذاك عند الملك جالسا إلى جانبه
فقال أخو الصبية أيد الله مولانا قاضي القضاة أني أجرت هذا الغلام بستانا سالم
الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئره

فالتفت القاضي إلى فيروز وقال له ما تقول يا غلام
فقال فيروز أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن ما كان
فقال القاضي هل سلم إليك البستان كما كان قال نعم ولكن أريد منه السبب لرده
قال القاضي ما قولك
قال والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه وإنما جئت يوما من الأيام فوجدت
فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني فحرمت دخول البستان إكراما للأسد
قال وكان الملك متكئا فاستوى جالسا وقال يا فيروز

ارجع إلى بستانك آمنا مطمئنا فوالله ان الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثرا
ولا التمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئا ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من
غير بأس ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد احترازا من حيطانه على شجره
قال فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-05-2011, 11:23 PM   #84
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز العمران
 
تم شكره :  شكر 16200 فى 3359 موضوع
عبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضوعبدالعزيز العمران نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي


العفاف سيد الموقف هنا .. هنيئاً لفيروز على هذه الزوجة الجميلة المخلصة

وهنيئاً لنا على مصافحة هذا الطرح الرائع في كل شيء

شكراً لك أستاذنا المتمكن أسد نجد.
التوقيع
عبدالعزيز العمران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-05-2011, 02:15 AM   #85
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز العمران مشاهدة المشاركة  


العفاف سيد الموقف هنا .. هنيئاً لفيروز على هذه الزوجة الجميلة المخلصة

وهنيئاً لنا على مصافحة هذا الطرح الرائع في كل شيء

شكراً لك أستاذنا المتمكن أسد نجد.

 


عّطرت الصفحة يامرهف بروائع الكلماتِ ... في كل طرح تميزني بأحلى العباراتِ

كم أتوق بعدك لقراءة الصفحاتِ ... فهنيئا لي دمت ودامت أيامك بالمسراتِ

أسد نجد
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-05-2011, 12:48 PM   #86
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية يمامة الوادي
 
تم شكره :  شكر 10916 فى 3630 موضوع
يمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخي الفاضل أبن الأفاضل أسد نجد

جعلك الله مبارك حيثما كنت وزادك علما وفضلا

لله درك أخي نشاط متوقد حفظك الرحمن

في كل قسم من أقسام المنتدى لك فيه بصمة رائعة

ماشاء الله تبارك الرحمن

أعجبني كثيرا في متصفحك قصة (بشر وهند)

فعلا قصة رائعة وأبيات شعرية زادت من روعتها

لك مني أرق التحايا وأجزلها يا أبن الكرام
يمامة الوادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-05-2011, 04:52 PM   #87
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راعية جلاجل مشاهدة المشاركة  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخي الفاضل أبن الأفاضل أسد نجد

جعلك الله مبارك حيثما كنت وزادك علما وفضلا

لله درك أخي نشاط متوقد حفظك الرحمن

في كل قسم من أقسام المنتدى لك فيه بصمة رائعة

ماشاء الله تبارك الرحمن

أعجبني كثيرا في متصفحك قصة (بشر وهند)

فعلا قصة رائعة وأبيات شعرية زادت من روعتها

لك مني أرق التحايا وأجزلها يا أبن الكرام

 
الرائعون تأتي من أقلامهم روائع الكلم

وأنتِ منهم أيتها الفاضلة

رفع الله قدرك

وأسعدك دنيا وأخرى
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-05-2011, 10:42 AM   #88
مشرفة سابقة
 
تم شكره :  شكر 6637 فى 1168 موضوع
اشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

قصصك جميلة و معبرة أخي الكريم. و استمتع بها كثيرا. اشكرك على الجهد الذي تسخى به على المنتدى.

اشواق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-05-2011, 01:00 PM   #89
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشواق مشاهدة المشاركة  

قصصك جميلة و معبرة أخي الكريم. و استمتع بها كثيرا. اشكرك على الجهد الذي تسخى به على المنتدى.

 


أهلا بك أيتها الكريمة

أسرتيني بتشجيعك الدائم

شكر الله لكِ وأفاض عليكِ من فضله
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-05-2011, 01:24 PM   #90
عضو مميز جداً
 
تم شكره :  شكر 16431 فى 4678 موضوع
أسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضوأسد نجد نسبة التقييم للعضو

 

رد: قـصـص من الـمـاضـي

قصة اكتشاف الربابه



قصص كثيره تداولتها الأجيال حول قصة اكتشاف الربابه الا ان اقرب هذه القصص للواقعيه ...


كانت قصة ذلك الرجل وزوجته .. حيث نشب خلاف بينهما اتهم
الزوج زوجته اتهاماً باطلاً وادرك فيما بعد انه مخطئ .. مما حدا بالزوجه للنزوح
لأهلها رافضه محاولات زوجها في استرجاعها حتى بلغ بها ان اشترطت
للعوده .. ( لن اعود حتى يتكلم العود ) وهي تقصد عود الشجر او الخشب ...

احتار الرجل في أمرها فذهب لعجوز حكيمه من اهل قبيلته وقص عليها ماحدث
فقالت له الأمر بسيط ... وطلبت منه احضار عود من ( عوشزه ) نبات صحراوي
يسميه البعض ( عوسج ) فاحضر ماطلبت وقالت له اخرق راس هذا العود من
الأطراف وفعل ذلك .. وطلبت منه ايضا احضار جلد ( حوار ) والحوار ابن الناقه
فأحضره ثم قامت بحشو هذا الجلد بأوراق نبتة ( العرفج ) واخيرا طلبت منه
احضار سبيباً من ذيل الخيل وقالت اجعل هذا السبيب في العود الذي خرقته
ثم قالت له اعزف الآن فعزف فإذا بالعود يتكلم اي ( يصدر لحناً ) ثم اسرع به الى
اهل زوجته وطلب مقابلتها ليقول لها انه فعل المستحيل لأرضائها وها هو يلبي
شرطها في العوده ويجعل العود يتكلم ثم انشد بعدها هذا البيت ...


يابنت لا يعجبك صوت الربابه
............... تراه جلد حويّرٍ فوق عيدان !!



اذاً هذه هي نشأة الربابه ... كانت بسبب شرط امرأه
وماهي الا عود عوسج وجلد حوار ... وقيل ان افضل الجلود لصنع الربابه هو جلد " الذيب "
لكن في الأمر خطوره بالغه لذلك كان جلد ابن الناقه انسب وآمن
ومن حيث هذه القصه نستشف مكان نشأة الربابه وهي بادية الجزيره العربيه
الا ان هناك من قال انها هنديه .. وآخرون قالوا انها عراقية الأصل لكن في
ماورد من ابحاث علامة الجزيره ( عبدالله بن خميس ) انها نجدية الأصل والمنشأ

وتختلف الحان الربابه حسب امكانيات العازف والذي يكون ملماً ببحور الشعر
حيث يوجد الهجيني ، والمسحوب ، والصخري ، والسامري




ومن اشهر عازفي الربابه في الجزيره العربيه ....
********************************************

عبيد عياش ... مشعان بن مجول .. مهلي حشاش الظفيري .. طلق الرجعان ..
علي بن سلطان الهاجري .. جابر بن حسين المري ...
وعازف الربابه الاردني الشاب .. ادهم علي

واشهر القصائد التي عُزفت على هذا الوتر اليتيم هي ...
**********************************************

* ياعيد ليتك تشوف الحال وتروفه

* نجمة الصبح

* حداني على البيت المطرف

ولعل احدث عزف للربابه كان للشاب ادهم علي الذي ابهر الجميع بعزفه متعاوناً
مع الشاعر ... زايد المري في عمل بعنوان ( نفح الجزيره ) فكُتب لهذا التعاون
النجاح الرائع والمذهل وادهش هذا العازف جميع متذوقي هذا الفن الرائع

اوشكت الربابه ان تشيخ وتهرم واوشك الجيل على نسيانها ولعل قول الشاعر
الطريف هنا ابلغ تصوير لما فعلت بنا الحضاره


نشري الحضارة بالذهب والدنانير
.................. يا ويلنا لا سكٌر الغرب بابه
كـم واحـــد ٍ بيبــدل البنــز ببعيــر
............... ويبدل الديسكو بصوت الربابه

لكن ستبقى الربابه رغم جحافل التكنلوجيا الهادره
ستبقى في قلب ذلك البدوي مهما ساير ركب الحضاره والتطور

فمن منا لا يطرب عند سماع لحنها الحزين ويثيره الشجن عند صدح صوتها العذب
وانسيابه ... كانت ولازالت وستبقى ... تخليداً لابيات الشاعر ومشاعره عبر الأزمنه


ياربابه على المسحوب غنـي
............. من قصيدي بكى قــوس الربـــابــه


منقول
أسد نجد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه