..!.. عندما نعبث بقيمة التميز ..!..

[بنت المناااعير]

[align=center]
تصادفنا حياتنا وظروفنا اليومية بمواقف كثيرة نتعلم من خلالها وافر الخصال والخلال التي يجب ان نتحلى بها , والكثير من العيوب والنواقص التي يجب الابتعاد عنها ..

وماأجمل ان نعي من خلال تصرفاتنا واسلوبنا في الحديث والتعاطي مع الناس من مختلف الثقافات كيفية تصحيح السلوك وطرق الحوار وردود افعالنا وممارساتنا العملية ومدى تأثيرها على انفسنا وعلى الآخرين , فالكثير منا يسترجع في ذاكرته شريط تعاملاته اليومية بعد ان ينتهي منها , كمحادثة ما , او مقابلة او عمل ما , فأما انه سيحاسب نفسه عندما لايحبذ ذلك التصرف الصادر منه , او انه سيتساهل تلك الامور مبررآ لنفسه طبيعة تصرفاته وتقدير ذلك الموقف تقديرآ سلبيآ لايتوافق مع الاخلاق والاداب ..

وهنا يدق جرس الانتباه بمؤشر للتوقف عند هذا الحد والالتفات الى وضع ضوابط نقيّم بها مساحة الاخلاق لديناكمآ وكيفآ او عدمها ..وهذا يحتم علينا مراقبة الذات والقراءة في ملفاتنا اليومية ومدى قدراتنا النفسية وصحتها لاكتساب الجيد ونبذ الفاسد ,,

فمهما صرحنا بأننا امة اكتسبت اخلاقها بالتربية الاسلامية من منهج الكتاب والسنة , الآ اننا نعترف بخيبتنا في تطبيق كل ماورد في ذلك المنهج والدستور العظيم وموروثاته القيّمة ,
لأننا انقسمنا في داخلنا وتفرعنا وتقاسمنا ثقافات وعادات مختلطة كثيرة باتت تشبهنا بمرضى الانفصام ,,او كالذين تاهوا عن المسار الصحيح السوي وسلكوا مايجعلهم يؤمنون بمبادئ لايطبقونها ابدآ او نادرآ جدآ رغم تشدقهم بها دائمآ ..

ومن هنا ايضآ يجب توخي الحذر وعدم العبث بكل مايرمز الى قيمنا وقممنا من المثل والامثال , وحتى لانتهم بأننا نمتدح النفس بكل فضيلة وكل ماحولنا يفضح كذبنا وضحالة فكرنا ومبادئنا التي نعتبرها (شخابيط على سبورة الاجداد) ازالتها رياح المفاهيم المتداولة عن الحرية والديموقراطية , والحلال والحرام , والاسلام والغرب وغيرها , لتحل محلها الاخلاق والدين الذيّن تناقضه افعالنا تناقضآ خطيرآ جدآ .

وهذا مايشعرنا بالخوف من عملية التحول اللامحسوس في نفوسنا واخلاقنا التي جعلتنا نقبل مالايجوز وكنا قبل رافضين له مهما كانت الاغراءات , ورؤية مالم نكن نجرؤ على مشاهدته وتشمئز النفس منه , ونتفوه بما كنا نمتنع عن قوله والتصريح به , ويحسب ذلك على كل مجالات حياتنا ,

والان وبالرغم من هذا الكم الكبير من البرامج والحوارات الدينية والاتفاقات والصفقات , استقر وجدان الكثير منا انه لم يعد الدين هو الضرورة الملحة لتستقيم الحياة وللأسف ..
هذا ماتستعين به بعض المنظمات والدول ولاننفي سعي بعض المؤسسات والوزارات , وايضآ المجتمعات كبيرة كانت اوصغيرة على مستوى الأسر والافراد ,,!
لتصل الى تشريعات لم يسنّها شرع ولاقانون ديني , وانما هي مشاريع تعطي مساحة مختلطة المفاهيم تحت شعار الاسباب المشروعة لعموم ثقافة ما ...!!

حتى اصبحنا لانعرف تلك الحياة المنظمة والاصول التي تتبع , والحدود التي لايجوز تخطيها وكأنها قانون ملزم علينا ولكنه غير مكتوب والكل راضخ له في رضا واحترام دون تذمر , وكل شئ له حرمة واداب بفعل التربية السليمة التي تستمد من الدين العظيم فعلآ وايمانآ ,,
كانت الحياة يملأها الوضوح رغم التعتيم وغياب العولمة , الآ اننا نرى لكل شي تعريف واضح ,
فمثلآ الحروب كنا على وعي لماذا تخاض وماهي اسبابها تقريبآ !

كالتي تتلخص في الدفاع عن دين ووطن ... وكان لها أناسها المؤهلون لخوضها , والعدو معروف تمامآ , فهنا يكمن الايمان بالسبب والحق المشروع , على عكس وقتنا الموبوء الذي لانعرف فيه اسباب المنازعات , ولامن يصدر القرار ,, ولم تعد عندنا القدرة لمعرفة العدو الحقيقي ولا الهدف الذي نحارب من اجله حتى نضحي بدماء زكية تسال ولانخاف ان نتفاجأ بعدها بأننا كنا نحارب انفسنا , او اننا ضمن خلية ما !! او مقاصد لاتمت للحق بأي صلة نقية !!

حتى اصبح هذاا الخوف والتردد والتخبط وحب اللهو من سمات الجيل الحالي وتأثيره واضح علينا وعلى ابناءنا !
وهانحن نرى استمرارنا في تقديم مايغذي الجانب السيئ الذي يربي الارهابي او الخائن واللص او النذل والجبان والعلاقات غير السوية ..

و يجب ان لانستمر في عقد المقارنات المحبطة التي ترجعنا الى التخلف ,, فلانحن بالذين تقيدنا وتمسكنا بالدين والتربية والتقاليد ,, ولانحن الذين استفدنا من سيطرة الغرب الثقافية والتطور الفكري والتكنولوجي لندمجه مع تراثنا وقيمنا لنخرج بثقافة لامثيل لها بين الشعوب , نغذي بها عقولنا وعقول اجيال المستقبل لتشب وتترعرع على القوة والثقة والتوازن ليجعلهم يكتسبون( العلم والتفوق والتميز الاسلامي ) بخليط مثقف منتقى لجيل مسلم هو حلم نتمنى تحقيقه ...[/align]



[align=center]تحيتي وتقديري [/align]