رسائل جوال سيرة المصطفى

[بين السطور]

حفظ النبي صلى الله عليه وسلم للمطعم بن عدي ، هذا الصنيع النبيل فقال يوم أسر المشركين في بدر : لو كان المطعم بن عدي حيا وكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له ، وهذا يدل على وفاء النبي صلى الله عليه وسلم وحفظه للمعروف .

[بين السطور]

بدأت وفود الحجاج تتقاطر على مكة بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف ، حيث كانت عودته منها في شهر ذي القعدة ، وقد كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموسم للقبائل إلى الإسلام أو أن يحموه حتى يبلغ رسالة الإسلام .

[بين السطور]

من القبائل التي عرض النبي صلى الله عليه وسلم عليها الإسلام بنو عامر بن صعصعة ومحارب بن خصفة وفزارة وغسان ومرة وسليم وعبس وبنو نصر وبنو البكاء وكندة وكلب والحارث بن كعب وعذرة والحضارمة فلم يستجب منهم أحد .

[بين السطور]

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلطف مع القبائل وهو يدعوهم إلى الإسلام ، من ذلك أنه كان يقول لبني كلب يا بني عبد الله إن الله قد أحسن اسم أبيكم ، وفي هذا عظة للدعاة أن يختاروا أحسن أسلوب في توجيه الدعوة وعرضها على المدعوين .

[بين السطور]

عرض النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام على بني عامر فقال رجل منهم : إن نحن بايعناك حتى أظهرك الله على من خالفك ، أيكون لنا الأمر بعدك ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : الأمر لله يضعه حيث يشاء ، فقال : لا حاجة لنا بك ، وفي هذا الموقف تتجلى صفة الصدق عند النبي صلى الله عليه وسلم ، إذلم يقدم وعودا كاذبة ليصل إلى غايته ثم يخلف وعده بعد تحقق ما أراد .

[بين السطور]

لما رجع بنو عامر من الحج تحدثوا إلى شيخ كبيرلم يحج معهم لكبر سنه فقالوا : وجدنا فتى من بني عبد المطلب يزعم أنه نبي يدعونا إلى أن نمنعه ونخرج به إلى بلادنا ، فوضع الشيخ يده في رأسه وقال : يا بني عامر هل لها من تلاف ؟ والذي نفسي بيده ما تقولها إسماعيلي وإنها لحق ، فأين كان رأيكم ؟

[بين السطور]

من الذين أكرمهم الله بالإسلام في فترة الاستضعاف هذه ، سويد بن الصامت وكان شاعرا حكيما يحفظ من حكمة لقمان ، فعرض حكمته على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحسنها ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد عرض عليه القرآن فآمن به وأسلم .

[بين السطور]

أرسل أبو ذر الغفاري أخاه إلى مكة ليستوضح عن الأخبار التي وردت إليه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فرجع إليه أخوه بما لا يشفي ، فقام أبو ذر بزيارة إلى مكة ، فجلس في المسجد الحرام ، ومر به في اليوم الأول علي رضي الله عنه فأخذه إلى بيته .

[بين السطور]

وفي اليوم الثاني جلس أبو ذر في المسجد الحرام ، فمر به علي رضي الله عنه فأخذه إلى بيته وسأله عن خبره ، فقال أبو ذر : إن كتمت أخبرتك ، فقال علي رضي الله عنه : إني أفعل ، فقال أبو ذر : هاهنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت من يأتني بخبره فرجع ولم يشفني ، وأتيت لألتقي به ، فقال علي رضي الله عنه : رشدت هذا وجهي إليه .

[بين السطور]

طلب علي رضي الله عنه من أبي ذر أن يسير خلفه ، فإن رأى علي رضي الله أحدا يخافه على أبي ذر توقف كأنه يصلح نعله ويواصل أبو ذر في السير ، وبهذه الخطة أوصل علي رضي الله عنه أبا ذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[بين السطور]

عرض النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام على أبي ذر فأسلم في مكانه رضي الله عنه ، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر ارجع إلى بلدك فإن سمعت بظهورنا فأقبل .

[بين السطور]

قال أبو ذر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم عندما طلب منه أن يكتم إسلامه : والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم ، ثم جاء المسجد الحرام ، فقال : يا معشر قريش أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

[بين السطور]

لما سمعت قريش شهادة الحق من فم أبي ذر الغفاري قاموا عليه يضربونه حتى كاد أن يموت ، فأدركهم العباس وهم يضربونه فقال : ويلكم أتقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم من غفار ؟ فأقلع المشركون عن أبي ذر وتركوه .

[بين السطور]

وقد كرر أبو ذر الجهر بإسلامه في اليوم الثاني ، فانهال عليه المشركون وأوسعوه ضربا ، فأدركه العباس وهو في أشد حالات الإعياء فاستنقذه منهم قائلا : ويلكم أتقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم من غفار ؟ فأقلعوا عن أبي ذر وتركوه ، فرضي الله عنه ما أشجعه وما أقواه في الحق .

[بين السطور]

كان الطفيل بن عمرو الدوسي رجلا عاقلا لبيبا ، وكان لقبيلته شبه أمارة بناحية من اليمن ، فلما قدم مكة استقبله أشرافها أعظم استقبال ، وحذروه من النبي صلى الله عليه وسلم وذكروا له أنه ساحر وبالغوا في التحذير ، حتى وضع في أذنيه كرسف ( نبات يشبه القطن ) حتى لا يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم .