العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الأسرة والمجتمع °¨

¨° الأسرة والمجتمع °¨ كل ما يخص الأسرة والمجتمع من موضوعات وقضايا اجتماعية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-2012, 02:27 PM   #1
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية يمامة الوادي
 
تم شكره :  شكر 10916 فى 3630 موضوع
يمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضو

 

Llahmuh الرأي الصائب

بسم الله الرحمن الرحيم

<< من آثارهنّ >>

الرأي الصائب

إضاءة : "ورد أن أمنا الجليلة السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب وعت مواعظ الله حق الوعي وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب وقد عكفت على المصحف تلاوة وتدبرا وتفهما وتأملا .. مما أثار انتباه أبيها الفاروق " عمر " إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك وتعالى ، مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كُتب في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابنته حفصة أم المؤمنين .

لقد شُرفت رضي الله عنها بهذا الخيار العمري الصائب حين وضع أصدق كتاب بأكرم يد ، ولقد كانت أهلا لهذه الأمانة العظيمة رضي الله عنها ولم تسلّم المصحف الشريف لأحد إلا بعد أخذ العهود والمواثيق حتى وإن كان أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فقد ورد أنه رضي الله عنه أرسل إلى حفصة رضي الله عنها فسألها أن تعطيَه الصحيفة وحلف ليردنها إليها ، فأعطته فعرض المصحف عليها ، فردها إليها وطابت نفسه " .

ولنا مع هذا الأثر الطيب وقفات ..

• أولا :
أفلا تكون هذه اللفتة العمرية الكريمة أسلوبا تربويا رائدا رائعا ألا وهي ضرورة انتباه الآباء إلى الأمور التي تثير اهتمام الأبناء ، فهذا عمر رضي الله عنه يغذي هذا الاهتمام ويستثمره إلى ما فيه صلاح ابنته وأمته إلى يوم الدين ، وكم نرى من اهتمامات طيبة للأبناء توأد على يد إهمال الآباء وعدم اكتراثهم بمواهب أبنائهم واهتماماتهم ، وإنك لترى قلة من الآباء يصحبون أبناءهم فتراهم في مواقع الخير كالجسد الواحد .

بل إن بعض الآباء يعتقد أن أسلوب القهر والتسلط هو الأسلوب التربوي الأمثل في زمن تمرد فيه الأبناء كثيرا ، لذا ولغيره ظهرت صراعات شتى تفتك بين جيلي الآباء والأبناء سيما في ظل التطور المتصاعد، فالواقع يثبت أن :

غياب الآباء النسبي عن اهتمامات أبنائهم + تسارع الاتصالات العالمية = ضياع هوية الشباب في بحار التيه .

وعليه فإن أصوب طريق للحفاظ على طاقات الأبناء هو الاهتمام الروحي بهم وعدم الاكتفاء بالاهتمام الحسي فقط .

• ثانيا :
لا داعي للتأكيد أن هذا الاختيار العمري كان صائبا دقيقا ولم ينقل عن أحد أنه أبدى استياءه لأن الأمانة الكبرى وضعت بين يدي امرأة عاشت في صدر الإسلام الأول وبين ظهراني كرام الصحابة وكبارهم رضي الله عنهم أجمعين ، أوَ ليس هذا الاختيار يعد تكريما عظيما للمرأة يُرصد مع صور التكريم الأخرى ليكوّن بناء شامخا في وجه من يدعي أن لا كرامة ولا تكريم للمرأة في الإسلام ؟

• ثالثا :
أوَ ليس لهذا الاختيار العمري يعد إرشادا لرجال المسلمين في كل عصر ومصر ؟ معلِنا أن المرأة أهلٌ لحمل أعظم الأمانات المعنوية وأن تكوينها الجسدي وضعفها النسبي ليس ضعفاً مطلقا

• رابعا :
إن الإسلام لم ولن يظلم المرأة قيد أنملة ، حقيقة نعيشها ونعلنها ونفخر بها ، وإنما ما يحدث أحيانا أن بعض المسلمين الرجال هم الذين يظلمون المرأة ، بقوانينهم ونظرتهم وفهمهم لبعض النصوص .

وما زال بعض الإخوة الذكور ينظر لإنجازات بعض النساء بنوع من السخرية والاستهزاء والاستصغار وقد يجرؤ البعض على منع المرأة من حقوق منحها إياها الشرع ، فالميراث مثلا لو تُرك للرجال ما ورّث رجل امرأة " إلا من رحم ربي " ، وقد تسبب مثل هذه السلوكيات آلاما للمسلمات أولا ، وفتنة للمرجفين ثانيا ، ألا فلنتق الله فيما نفعل .

• رابعا :
ورد أن أم المؤمنين رضي الله عنها "عكفت على المصحف تلاوة وتدبرا وتأملا وتفهما ".. إذن هي كانت قارئة في زمن قلّ فيه القرّاء الرجال .. فما بالنا بالنساء ؟ ومن المؤكد أنها كانت تمتلك آراء فذة في التفسير لأنها كانت تتأمل الآيات كثيرا فلم يصلنا عنها شيء كما وصلنا عن أخيها عبد الله بن عمر رضي الله عنه .

فأين ذهب علم هذه النابغة رضي الله عنها ؟ وقد ذكر لها صاحب أعلام النساء قطعة أدبية نفيسة في وصف والدها رضي الله عنه . حري بمن يكتب للأجيال مناهجهم أن يلتفت لتلك الإبداعات فهي تستحق منا ذلك وأكثر ، وعليه فإن السيدة حفصة كانت تزاحم في طلب العلم ، بل كانت تعي تماما أن للمرأة حق كامل في طلب العلم .. عاشت ذلك حقيقة قبل أن تسمعه مطلبا نسويا معاصرا ، ولا داعي لذكر الفارق بين العلوم التي ترعرعت في أفيائها وبين العلوم التي ينادي بها طلاب المساواة .

• خامسا :
لقد كانت رضي الله عنها تدرس القرآن فكرّمت بأمانة حفظه ، فقد قامت بالخطوة الأولى ، الخطوة الهامة وهي المبادرة إلى العمل الصالح ، فأكرمها الله .

وهكذا المسلمة ..

حري بها أن تسعى وتبادر للعمل الصالح ، وتدمن قرع أبواب الخير فلا تنتظر الآخرين كي يمدوا يدهم ، فاليد المتوضئة المتوجهة نحو السماء هي أقوى الأيدي .

رضي الله عن أمنا حفصة " مدرسة العلم " ، ورزقنا صحبتها في الجنة آمين .

• سادسا :
بقليل من التفكر في سيرتها الناصعة رضي الله عنها (فقد ورد أنها وعت مواعظ الله حق الوعي وتأدبت بكتابه الكريم حق التأدب) ، وهي التي كانت تمتلك نسخة المصحف الشريف ، يثب السؤال الآتي إلى الخاطر : كيف بالمسلمات اللواتي يمتلكن نسخا من القرآن الكريم لو تخلقن بأخلاقه وتأدبن بآدابه ؟ بالتأكيد لما كنا رأينا هذا الفصام النكد بين سلوكيات قلة من الحافظات وما يحملن في قلوبهن من جليل الآيات ، إذ أن امتلاك المصحف أمانة على كل منا أن يعيها ويتحمل ثقلها .

ألا ما أجمل سيرة الذين صنعوا خير العصور .. رضي الله عنهم وجمعنا وإياهم في مستقر رحمته .



مرجع الإضاءة: موقع نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم .
التوقيع
(لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل واحلم بشمس مضيئه في غداً جميل)

يمامة الوادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-05-2012, 10:21 PM   #2
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية نور الأصايل
 
تم شكره :  شكر 14835 فى 4912 موضوع
نور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضونور الأصايل نسبة التقييم للعضو

 

رد: الرأي الصائب

طرح رائع
جزاك الله كل خير مشرفتنا
التوقيع
نور الأصايل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2012, 01:49 AM   #3
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية يمامة الوادي
 
تم شكره :  شكر 10916 فى 3630 موضوع
يمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضو

 

رد: الرأي الصائب

  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الأصايل مشاهدة المشاركة  

طرح رائع


جزاك الله كل خير مشرفتنا

 

الرائع مرورك وتشريفك استاذنا الفاضل

ابو إبراهيم جزاك ربي كل خير واثابك
التوقيع
(لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم فهو راحل واحلم بشمس مضيئه في غداً جميل)

يمامة الوادي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-05-2012, 07:36 PM   #4
عضو رائع
 
تم شكره :  شكر 1736 فى 585 موضوع
اخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this pointاخوالطيبين is an unknown quantity at this point

 

رد: الرأي الصائب

اختي يمامة اوادي
مغ التقدير والاحترام
اختيار واستشهاد موفق
وان كنت ارى
ان اساس التربية
ومنبع زرع الثقه
لخروج مثيلات لمن استشهدتي بها
هو القائد(الاب)
عندما يمتلك الصفات الحميده
وبعد النظر
ستجدين امثالها بأذن الله

والمجتمع له دوره
فهل البيئة شبيهة بتلك البيئة

فرق شاسع بكل شي
تحياتي

التوقيع
الطيب من معدنه غير مستغرب
اخوالطيبين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-06-2012, 08:58 PM   #5
مشرفة سابقة
 
تم شكره :  شكر 6637 فى 1168 موضوع
اشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضواشواق نسبة التقييم للعضو

 

رد: الرأي الصائب

موضوع رائع و دراسة معمقة و شمولية تليق بالقسم. لقد تطرقتي لعلاقة الأب بالبنت و كيف يكون دور الأب التربوي بصمة ذهبية في حياة ابنته. يظن معضم الناس أن الصرامة في تربية البنت هي التي تجعل منها عفيفة ومتخلقة لكن الحقيقة أن تحسيس البنت بمسؤليتها و إيجاد لها دور و هدف في المجتمع يحسسها بأهميتها و بالتالي تجعل لنفسها قوام تمشي عليه كي تترك بصمتها الخاصة.
أن تُختار من بين الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، لتكون أمينة المصحف الشريف زادها شغفا و ازدادت مسؤولية فعكفت على تلاوته و التدبر فيه.
يا ليت الأخذ بعبر أسلافنا الصالحين في تربية أنفسنا و أولادنا الإسلام يصلح لكل زمان و مكان و لسائر الأذهان.
بارك الله فيك يا حكيمة.

اشواق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:43 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه