احتـــــفال .. وأي .. احتــــفال

[نور الأصايل]

احتفال .. و أي احتفال !!!

الساعة تزحف برتابتها نحو منتصف الليل . ... الصمت و السكون يسودان و ويغلفان ظلام الليل الهادئ .. شعور بتأنيب للضمير يخامرني بسبب تأخري في النوم إلى هذه الساعة .. سرعان ما تبدد و انقلب إلى امتنان ورضى ، فكيف لي أن أشارك جموع المحتفلين فرحتهم ، لو كنت أغط في نوم عميق .. هكذا أتيحت لي الفرصة العظيمة للاحتفال بالنصر و أي نصر !!

فجأة و بلا مقدمات .. بدأت مظاهر احتفالية غريبة .. كانت بداية خجولة يرافقها القليل من زوامير السيارات .. و لكن كالعادة و لأن الخجل أصبح عملة نادرة في زماننا سرعان ما توارى و اشتعلت جذوة الفرح و النصر و اشتدت مظاهر السرور والابتهاج ... ولم لا ؟؟ من حق الشباب أن يعبروا عن فرحهم بل و من حقهم أن يوقظوا الكسالى النائمين بلا مبالاة للحدث العظيم ، ليشاركوهم فرحة النصر الساحق ...
لا تذهبوا بفكركم بعيدا ... فليس النصر هو ما سولت لكم به نفوسكم .. هو ليس تحرير المسجد الأقصى الذي لانكاد نذكره .. المسجد القابع في أسره يستصرخنا صباح مساء و لا من مجيب
و ليس النصر هو زوال الاحتلال الأمريكي الظالم عن أرض العراق الجريح ... و ليس هو نضوب شلالات الدم الهادرة في بلادنا على امتداد أرضنا الإسلامية ... و ليس هو انتزاع خنجر الدسائس والمؤامرات الذي يواصل طعننا في كل لحظة وكل حين ...
كما أنه ليس احتفالا للتعبير عن فرح باختراع عظيم لأحد أفراد أمتنا العباقرة الذين يهربون من جحيم قلة التقدير والاحترام في بلادنا إلى صدور أعدائنا الرحبة التي تستقبلهم وتقدرهم
و لا تظنوا أبدا أنه تتويج لمشروع اقتصادي ضخم يستغل ثروات بلادنا المهدورة والمسلوبة ليحد و لو بالقليل من فقر و بطالة أغرقت شبابنا في الويلات ..
و ليس هو رضى عن الذات أنهم لبوا نداء المسلمات المستغيثات على امتداد عالمنا الإسلامي .. بمروءة حاكت مروءة المعتصم و نخوته ، فما عاد يحرجهم بعد اليوم قول الشاعر :
رب و امعتصماه انطلقت ... ملء أفواه الصبــــايا اليتم
لامست أسماعهم لكنهـــا ... لم تلامس نخوة المعتصم

لن أطيل عليكم سرد قائمة ال ( ليس ) لأن الأمر عظيم والحدث جلل ، كيف لا ؟ لقد فازت برشلونة على مدريد
هذا هوالإنجاز الذي حققه شبابنا المسلم العربي ، الذي أصبح يعيش في رغد من العيش ، تجعله لايكتفي بإضاعة وقته في متابعة مباراة ليس له فيها ناقة ولا بعير .. بل إنها تدفعه وبقوة ساحقة للتناحر و تبادل العداوات والنزاع مع كل من يعادي الفريق الذي يحب ...
أجل شبابنا .. و معقد أملنا على النصر الحقيقي الذي طال انتظاره و لا من يسعى إليه و لو بجهد المقل !!
و من السخرية بمكان أن بعض الهتافات كانت مستوحاة من ثورات الشعوب التي باتت تقدم القرابين و والدم ثمنا لحرية عشقتها و لم تتمكن من وصالها أو الاقتراب منها !!
و من السخرية أننا في ذات الوقت لازلنا نجلد أنفسنا بأنفسنا .. و أصبح الدم العربي يسفح و يراق بأيد عربية .. و لا زال أنين أسرانا في فلسطين يزداد و يعلو .. لكن تطغى عليه و تمحوه هتافات تشجيعنا التي نطلقها من قلوبنا قبل شفاهنا ..
لا زلنا نزداد فقرا و جوعا و بؤسا .. ولكن لايهم ، فنصر برشلونة أهم من الغذاء و الدواء ووو...
لا زلنا نلعق سكاكين جلادينا بذل وصمت يغلفنا … لكن نداري كل ذلك بفرحة الفوز التي غمرت قلوبنا البائسة !!
ليت شعري .. أي كلام سيجدي .. و أي قول سيعبر عن حال أمة بات فيها شبابها ومعقد أملها في إعادة الكرامة المهدورة باتوا أسارى لأفكار و سلوك لايزيد أمتنا إلا انسحاقا و تخلفا و تبعية لغيرنا من الأمم ..
ليهنأ أعداؤنا بسباتنا الطويل ، و غفلتنا العميقة … فلا زالت الكرة في مرماهم ليقذفونا كما يريدون و يتلاعبوا بنا كما يشاؤون
هنيئا لكم آل برشلونة
أما نحن فعظم الله أجرنا في شبابنا ، و لا نقول سوى
اللهم اأجرنا في مصيبتنا و اخلف لنا خيرا منها
م ن ق و ل

[نورالشمس]

م ن ق و ل

لكن موضوع ساخر جميل ...

ليس المهم ان يحتفلوا بالفريق الفائز ...
فهذه فرحه رياضية يعشقها مشجعوا كرة القدم ..

لكن المهم ان لا يتطور الامر الى الضرب ...
هنا جوهر المشكله ..ان يتضارب شباب المسلمين
بسبب فوز هذا الفريق او ذاك !!!

مشكور الاخ نور الاصايل
على انتقاءك لهذا الموضوع .

[اشواق]

ان يحتفل الشباب فهذا عادي جدا منذ ان فتحت عيناي وانا اسمع عن الكورة و تاريخ الكورة حتي الرضع حفظوهم اسماء اللاعبين الدولين وبدل ان ينطق باسم ابيه يقلك اسم لاعب
لكن المصيبة هو تسيس الكورة وهذا ما قد رأيناه في بعض الدول العربية للاسف الشديد.