الرجفان الأذيني أو 'كهربة القلب'

رحيق الياسمين · 29-03-2011, 01:44 PM

الرجفان الأذيني أو 'كهربة القلب' من أهم مسببات السكتة الدماغية الخطر

كبير وقلائل يدركونهكارين اليان ضاهر

يصاب شخص من أربعة تجاوزوا الأربعين بحالة الرجفان الأذيني التي

تعرف بالعامية ب»كهربة القلب». ويعتبر الأشخاص الذين يعانون أمراضاً
في القلب أو غيرها من الأمراض المرتبطة بها، أكثر عرضة للإصابة بحالة الرجفان الأذيني.
قد لا يظهر لهذه الحالة سبب محدد، لكن لا شك أن بعض العوامل تلعب دوراً مهماً
في الإصابة بها. وأياً كانت الأسباب تبقى المضاعفات الخطيرة الناتجة عنها هي الأهم،
وفي طليعتها السكتة التي تهدد مريض الرجفان الأذيني خمس مرات أكثر من غيره
من الأشخاص فتؤدي إلى الوفاة أو إلى إصابته بإعاقة. اختصاصيون لبنانيون
في أمراض القلب تحدثوا عن هذه الحالة وعن أحدث العلاجات المتوافرة لها
ضمن مؤتمر لإطلاق حملة التوعية العالمية OnemissionOnemillion
لمساعدة مرضى الرجفان الأذيني. علماً أن كثراً لا يدركون مدى خطورتها
ويعتبرونها حالة بسيطة تزول تلقائياً على الرغم من خطورتها الكبرى على
المريض وتأثيرها على حياته وعلى من يحيطون به.

د.عمر حموي

- ما هو الرجفان الأذيني؟الرجفان الأذيني ليس إلا ما يعرف بالعامية باضطراب كهرباء القلب
وهو عبارة عن عدم انتظام في ضربات القلب. هي إحدى حالات اضطرابات نظم القلب الأكثر
انتشاراً في العالم، إذ تصيب شخصاً واحداً من أربعة تجاوزوا سن الأربعين وتؤدي إلى ثلاثة ملايين
إصابة بالسكتة الدماغية في السنة، يؤدي ثلثها إلى إعاقات دائمة. وتصل نسبة الإصابة إلى
10 في المئة لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الثمانين. ويؤدي الرجفان الأذيني إلى تسارع
كبير في نبض القلب أو بطء شديد أو عدم انتظام
- هل من أعراض واضحة تشير إلى وجود المشكلة؟نسبة كبيرة من مرضى الرجفان الأذيني
لا تعاني أعراضاً ، خصوصاً عندما لا يكون معدل دقات القلب سريعاً جداً. لكن تترافق
الحالة أحياناً مع بعض الأعراض الأكثر شيوعاً كالخفقان في القلب وحالة تشبه فقدان الوعي والدوار وضيق التنفس وأوجاع الصدر.
- هل تظهر حالة الرجفان الأذيني في سن معينة؟الرجفان الأذيني حالة منتشرة عالمياً
وهي تظهر عادةً بعد سن الستين سنة. لكن يمكن أن تظهر أيضاً لدى الصغار في السن.
- هل تستمر حالة الرجفان الأذيني فترة طويلة؟قد تظهر المشكلة وتزول تلقائياً.
لكن يمكن أن تستمر وتحتاج إلى علاج.
- هل من أسباب معروفة لحالة الرجفان الأذيني؟في الطب، ثمة سبب دائماً للحالات التي يمكن مواجهتها.
وفي ما يتعلّق بالرجفان الأذيني ثمة حالات معينة قد تساهم في حصولها كتصلّب الشرايين وارتفاع ضغط
الدم وضعف كهرباء القلب. كما يمكن أن تحصل بعد عملية القلب المفتوح. أيضاً، ثمة أمراض غير
مرتبطة بصحة القلب قد تسبب حالة الرجفان الأذيني كأمراض الرئة وذات الرئة
والانسداد الرئوي المزمن وزيادة نشاط الغدة الدرقية ومشاكل في الكلى.

د. ربيع عازار

- هل يتوافر العلاج الفاعل للرجفان الأذيني نظراً إلى خطورته على حياة المرضى؟
في معالجة الرجفان الأذيني، يتم العمل على خفض خطر الإصابة بالسكتة بواسطة
الأدوية المسيّلة للدم أو المضادة للتخثّر . كما يتم العمل على عودة المعدل الطبيعي لنبض القلب.
- كيف تعمل الأدوية المسيّلة للدم؟يطلب من مريض الرجفان الأذيني تناول الأدوية المسيّلة للدم
لخفض خطر تكوّن الخثرات الدموية. ويوصف العلاج بنسب متفاوتة بحسب الحالة. وتستعمل مضادات الفيتامين
K كأدوية مضادة للتخثر نظراً إلى فاعليتها الشديدة في المدى البعيد عند استخدامها، فهي تسمح بتجنب
سكتتين من ثلاث لدى مرضى الرجفان الأذيني. لكن يستدعي تناولها مراقبة دقيقة لأنها قد تتفاعل
مع أدوية أخرى ومع أنواع معينة من الأطعمة. كما أنه يجب على الطبيب تعديل الجرعات بشكل
متكرر لتستمر فاعلية العلاج. كما أنه قد يسبب نزفاً في الدماغ الذي يعتبر من مضاعفات الرجفان الأذيني.
ونظراً إلى القيود التي يفرضها تناول دواء Warfarin الذي كان يشكل العلاج الرئيسي للوقاية من
السكتة خلال السنوات الخمسين الماضية، ظهرت الحاجة إلى علاج جديد فاعل وآمن للتخثّر يعطي
نتائج منتظمة وثابتة ويكون أقل تفاعلاً مع أدوية أخرى وأطعمة ولا يحتاج إلى مراقبة مستمرة.
أما العلاج الجديد الذي أصدرته شركة Boehringer Ingelheim والذي نال موافقة إدارة
الأغذية والأدوية الأميركية FDA فهو علاج dabigatran etexilate. وبعكس العلاج
الذي كان سائداً يوفر نتيجة فاعلة وآمنة ويعتبر أقل تفاعلاً مع الأدوية الأخرى ولا يتفاعل أبداً
مع الأطعمة ولا يحتاج إلى مراقبة روتينية أو إلى تعديل في الجرعات. ويعمل العلاج على إعاقة نشاط
العامل الأساسي المسؤول عن تكوين الخثرات الدموية. وفي بعض الحالات التي يكون فيها مريض
الرجفان الأذيني معرضاً لخطر الإصابة بالسكتة بنسبة متدنية أو إذا كان لا يتحمّل تناول مضادات
الفيتامين K، قد يصف الطبيب الأسبرين كونه يحتوي على مضادات التصاق

الصفيحات. من جهة أخرى، في حالات معينة يمكن تقويم تنظم القلب كهربائياً بالصدمة الكهربائية
ليستعيد القلب نظمه الطبيعي. كما يمكن تحقيق ذلك باستخدام أدوية مضادات اضطراب النظم.

د. فادي تركية
يعتبر الرجفان الأذيني مرض العمر الثالث، بحسب الدكتور فادي تركية. وتبرز المشكلة بنسبة
كبرى في بلدان العالم الثالث بشكل خاص بسبب قلة الاهتمام بالصحة والإهمال بعد سن الستين.
وتظهر مختلف الدراسات أن هذه الأمراض في ازدياد نظراً لارتفاع معدلات الأعمار. كما أنها
تزيد مع تطور الطب وزيادة فرص شفاء أمراضاً كان الشفاء منها غير ممكن وتؤدي إلى الوفاة المبكرة كالسكري.
- هل يعتبر الرجل أكثر عرضة من المرأة للإصابة بالرجفان الأذيني؟يعتبر الرجل والمرأة عرضة بالنسبة نفسها للإصابة بالرجفان الأذيني.
- هل تستدعي الإصابة بالرجفان الأذيني دخول المستشفى؟في حالات معينة تستدعي حالة الرجفان الأذيني دخول المستشفى. وقد وصلت نسبة
دخول المستشفى إلى 60 في المائة بسبب الرجفان الأذيني.
- ما الذي قد ينتج عن الإصابة بالرجفان الأذيني؟قد تؤدي حالة الرجفان الأذيني إلى الإصابة بسكتة، لذلك من الضروري التشخيص
في وقت مبكر لتجنب المضاعفات.
- كيف يمكن أن تؤدي حالة الرجفان الأذيني التي يعتبرها كثر حالة بسيطة، إلى السكتة؟يصاب مرضى الرجفان الأذيني بالسكتة عندما يتراكم الدم في القلب بسبب عدم انقباض الأذين
بشكل مناسب. وعندما تلتصق قطرات الدم ببعضها في الأذين قد تتخثر وتنتقل الخثرات في مجرى
الدم مما يمنع تدفقه بشكل طبيعي إلى الدماغ مما يؤدي إلى الإصابة بسكتة. علماً أن السكتة توازي
الذبحة في القلب لأنه إذا أعيق التدفق الطبيعي للدم إلى الدماغ يفقد مخزون الطاقة وتتلف الخلايا فيه
مما قد يسبب إعاقة أو وفاة. وبذلك يعتبر الرجفان الأذيني أحد أهم عوامل الخطر المسببة للسكتة.
إذ يعتبر المصب بالرجفان الأذيني أكثر عرضة خمس مرات للإصابة بالسكتة مقارنةً بالأشخاص الأصحاء.
كما أن السكتات النجمة عن الرجفان الأذيني تكون أكثر حدة ونتائجها تكون أكثر صعوبةً .
- هل يسهل تشخيص حالة الرجفان الأذيني؟يعتبر الرجفان الأذيني من الأمراض الغامضة لأنه لا يمكن توقع متى تظهر أعراضه.
فقد يظهر بشكل متقطع ويهمل المريض معالجة الحالة مما يؤدي إلى تفاقمها وإلى حصول
المضاعفات الخطيرة بحيث تمنع المريض عن إنجاز الأعمال اليومية البسيطة. لا تعتبر أعراض الرجفان
الأذيني واضحة وقد لا تكون ظاهرة حتى، إلى درجة أن المحيطين قد لا يقدرون مدى تأثير الحالة
على المريض. في كل الحالات يعيش المريض في حالة من الخوف الدائم ويشعر بالخطر بشكل
متواصل نظراً لارتفاع احتمال إصابته بالسكتة، في حال عدم استشارة الطبيب