الحمد لله حمدا حمدا والشكر لله شكرا شكرا والصلاة والسلام على الهادى البشير والمعلم النحرير والسراج المنير سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..
يقول الله تعالى : ( وسابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )
يقول الشيخ السعدي غفر الله له ورحمه في تفسيره لهذه الايه ان الله امر فيها بالمسابقه الى مغفرته ورضوانه وذلك يكون بالسعى باسباب المغفره من التوبه النصوح والاستغفار النافع والبعد عن الذنوب ومظانها والمسابقه الى رضوان الله بالعمل الصالح والحرص على ما يرضى الله على الدوام من الاحسان في عبادة الخالق والاحسان الى الخلق بجميع وجوه النفع ....
ويقول الله عز وجل في آية أخرى وسارعوا والمسارعه والمسابقه كلها تدل على ضرورة البدار الى العمل الصالح وترك التسويف والاغترار بطول الامل .....
ومما يحزن الانسان ويجعل صدره يضيق ان طول الامل والتسويف سمه غالبه في الكثير والكثير من الصالحين فضلا عن اللاهين والغافلين ، ولكى نعلم مدى تقصيرنا وغرورنا فليقف كل منا وقفة محاسبه للنفس فكم من المرات نريد ان نعمل عملا صالحا كزيارة مريض او اداء بعض الطاعات او طلب علم او غير ذلك ثم ناجله بدعوى سنعمله غدا او بعد غد او بالاعتذار بكثرة المشاغل والتبعات وغير ذلك ...
ولندع الحديث عن هذه الفئه قليل فهذه تحتاج الى اصحاب الهمم العاليه ولنخاطب اولئك الذين يتركون الفروض والواجبات التى لا يستقيم الدين بدونها ولا تستقيم الحياه بغيرها بدعوى سوف اعمل وسوف اتوب وادعوا لى بالهدايه وهو ما زال في غيه وشروده واولئك الذين غرقوا في المعاصى والكبائر واستمرؤها ...
والحديث عن هؤلاء القوم حديث ذو شجون وقد يطول ولكن وباختصار سمعت قصه من الدكتور خالد الجبير حفظه الله ورعاه ربما تقرب المعنى الذى اود طرحه وخلاصة القصه انه كان يناصح احد الاشخاص الذين يعرفهم وهذا الشخص تاركا للصلاه ، يقول الدكتور خالد حاولت ان اقنعه بالصلاه واهميتها فقال لى : اذا كان ما جابك الا موضوع الصلاه فارحل ولا تكلمنى فيها فأنا الان عمرى اربعين سنه ، جدى مات وهو في التسعين وابوى مات وهو في السبعين وانا اذا وصلت ستين سنه فسوف اصلى .....
طبعا يقول الدكتور خالد الجبير كان هذا الحديث يوم الاثنين ، وفي يوم الاربعاء يتصل عليّ احد المعارف يقول لى يادكتور خالد لا تنسى بكره ان شاء الله سوف نصلى على فلان ( هذا الشخص الذى كان يتحدث معه وينصحه بالصلاه ) يقول فقلت له ماذا حدث قال لى : كان مسافرا من الرياض الى المنطقه الشريقه وحصل له حادث ادى الى وفاته ......
والاحاديث مثل هذه كثيره وقد عايشنا مثلها وسمعنا الكثير منها و الذى نرجوه من الله العلى القدير ان لايكون نصيب احد منا مثل هذا الرجل ولهذا فالبدار الى الاعمال الصالحه والتوبه الى الله ( وتوبوا الى الله ايها المسلمون لعلكم تفلحون ) وكما قال تعالى ( ياايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجاره عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يامرون ، يا ايها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم انما تجزن ما كنتم تعملون ، ياايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ...... ) .
وها هي دعوه من الله الي واليك اخى الكريم عل الله ان ينفعنى وينفعك بها وعلها ان تحرك فينا قلوبا جامده قاسيه ابعدها حب الدنيا وطول الامل ......... فهل منا من يجيب ... ( يا قومنا اجيبوا داعى الله وامنوا به ) ..
( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم ) هل لازال منا من يسوف تخيل نفسك اخى الكريم وانت تسأل عن عملك ماذا قدمت هل اجبت الرسول ... ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا ، لقد اضلنى عن الذكر بعد اذ جاءنى.........)
تخيل نفسك الان وانت واقف تنتظر حسابك هل ستأخذه باليمين ام بالشمال ( فأما من اوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقروا كتابيه ، انى ظننت انى ملاق حسابيه ، فهو في عيشة راضيه ، في جنة عاليه ، قطوفها دانيه ، كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخاليه ) جعلنا الله واياكم من هؤلاء القوم ونجانا من القوم الاخرين الذين قال فيهم ( واما من اوتى كتابه بشماله فيقول ياليتنى لم اوت كتابيه ، ولم ادر ما حسابيه ، ياليتها كانت القاضيه ، ما اغنى عنى ماليه ، هلك عنى سلطانيه ، خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلو ، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ، انه كان لا يؤمن بالله العظيم ، ولا يحض على طعام المسكين ، فليس له اليوم ها هنا حميم ولا طعام الا من غسلين ، لا ياكله الا الخاطئون )
ولعل ما يحسن قوله في هذه العجاله لكى انهى هذا الموضوع ان اقول بارد اخى قبل ان يبادرك الاجل فالأن الأن قبل ان تعمل أي شئ الان تب وانب وعد الى الله عل الله ان يغفر لك ويتجاوز عنك ويدخلك فسيح جناته الان قبل ان ياتى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ....
والمعذره على الاطاله ولكن الموضوع يحتاج الى وقفات كثيره ومحاسبه ولعل لنا عوده فيما بعد لهذا الموضوع
11-11-2002, 01:12 AM
العرض العادي
