العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° حوار الأعضاء °¨

¨° حوار الأعضاء °¨ للطرح الجاد و الهادف بأقلامكم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-2014, 01:29 AM   #1
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19067 فى 3938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 سؤالٌ طرحته وَدْقْ , - محاولة للإجابة.!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

مقدمة

طرحت الأخت - وَدْقْ , - سؤالاً في أوراقها ختمت به بعض نبضها و هو :-
مَتى ستعود الحَياةُ حيَاة ..؟

و قبل أن نحاول الإجابة على هذا السؤال يفترض أن نبحث في المعنى ، أي معنى الحياة ،،،، فما هي الحياة؟

هل يبدو هذا السؤال غريباً؟!
يستطيع أكثرنا أن يخبرنا عن المعنى الذي يعرفه لكلمة حياة ، كلٌ حسب خلفيته و ثقافته ، و لكن كيف نعرّف الحياة كحياة لا كلمة حياة؟.
و كما يقول الفرد آدلر في كتابه (معنى الحياة ) :-
( إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش إلا إذا عرف لحياته معنى ، فنحن لا نتعامل مع الأشياء المختلفة باعتبار ما هي عليه ، لكننا نتعامل معها من خلال ما تعنيه بالنسبة إلينا ، أي أننا لا نتعامل مع أشياء مجردة ، بل نَعرِفها و نتعامل معها من خلال ذواتنا).انتهى.

حديث الأسئلة

الأسئلة و ما أدراك ما الأسئلة.!

في كتابه"معنى الحياة" قال البريطاني تيري إيغلتون - وهو يختلف عن الكتاب المذكور في المقدمة لأن المؤلف كما تلاحظون من الاسم يختلف - : ( و الحق أن الأسئلة و ليس الأجوبة هي الجزء الصعب ، فمن المعروف أي نوع من الأجوبة يثيره سؤال سخيف ، أما طرح السؤال المناسب فيمكن أن يفتح آفاقاً جديدة شاسعة من المعرفة ، و يجلب في أثره أسئلة حيوية أخرى) – انتهى.

و كما قال هيدغر أن البشر يتميزون عن غيرهم من الكائنات بالمقدرة على وضع وجودهم الخاص موضع سؤال و بحث. البشر – كما تقول النظرية – هم تلك المخلوقات الغريبة التي تتعاطى مع وضعها الخاص على أنه سؤال أو ورطة أو مصدر للقلق أو منبع للأمل أو عبء أو هبة أو خوف أو سخف. و ليس هذا في أقله ، لأنهم يدركون ، في حين لا تدرك باقي الكائنات ، أن وجودهم محدود و منتهٍ. و لعل البشر هم الحيوانات الوحيدة التي تحيا أبداً في ظل الموت.!

نظرة علماء الأحياء

لو نظرنا إلى العلماء و لنأخذ علماء الأحياء نظراً لارتباطهم العلمي الوثيق ببحوث الحياة لوجدنا بينهم اختلافا كبيراً و تفاوتاً في المعنى.!
إلا أنهم قد اتفقوا على عدة عناصر تشترك فيها الأحياء من جميع الأجناس و هي :-
1- أن الأحياء تستهلك الطاقة.
2- أن الأحياء تتخلص من الفضلات.
3- أن الأحياء تنمو و تتطور.
4- أن الأحياء تتفاعل مع محيطها و بيئتها.
5- أن الأحياء تتوالد.
6- أن الأحياء تتغير بالتقدم في العمر
لذا فيجب أن تتواجد هذه العناصر في الشئ لنقول بحياته.

و هناك من أضاف إليها وجوب أن يحتوي الشئ الحي على الخلايا ، فهي المكون الأساس لأنها تحتوي قائمة كاملة بالتعليمات اللازمة لعملها و إعادة إنتاجها ، و أن هناك ما يسمى DNA الذي ينصع الـ RNA و الذي بدوره ينتج البروتين الذي يوجد مئات البلايين من أنواعه تُسْتخدم بواسطة الأحياء و هي جميعاً تُصْنع من نفس العشرين حمض أميني ، أو ما يسمونها طوب / بلك بناء الحياة.!
و هذه الخلايا هي تماماً مثل الحاسب الآلي / الكمبيوتر ، بل هي أعظم كفاءة منه فهي تستطيع أن تعيد إنتاج نفسها ، لأنها تحتوي على البرامج و الآلات - السوفت وير و الهارد وير – اللازم للقيام بمثل هذه المهمة.!
و الكلام يطول ، و لو توسعنا هنا لطال الموضوع ،
و لكن هل هذا يعطينا تعريفاً للحياة؟ أو لمعنى كلمة حياة؟

نظرة الفلاسفة

و لنأخذ نوع آخر من العقول التي تكلمت في الحياة بحثاً عن معناها ، ألا و هم الفلاسفة – و لا شك أن سؤالاً مثل هذا يضرب جذوره عميقاً في التفكير الفلسفي.
على أن مهمة الفيلسوف كما رآها فيتغنشتين ، و الذي يعد من أعظم فلاسفة القرن الماضي هي ليست حل مثل هذه التساؤلات بقدر ما هي تحليلها و تبيان أنها تنتج من خلط (لعبة لغة) كما دعاها بلعبة أخرى. فنحن مسحورون ببنية لغتنا ، و وظيفة الفيلسوف أن يفك عنا السحر و يخلص من التعقيد الاستعمالات المختلفة للكلمات. فاللغة لأنها حتماً تنطوي على درجة من الاتساق ، تنزع إلى جعل منطوقات مختلفة تبدو على درجة كبيرة من التماثل.

و لعل محاكمات سقراط و التي كتبها أفلاطون تصوّر لنا و لو ما بين السطور بعض اللمعات هنا و هناك لتعريف الحياة من وجهة نظر سقراط.
فالعبارة ( الحياة التي لا تختبر ليست جديرة بأن تُعاش) ، و التي قالها سقراط من أشهر العبارات التي يتم ترديدها.

و في كتابه"معنى الحياة" قال البريطاني تيري إيغلتون :-
(من المنطقي أن يكون هنالك فعلاً جواب على سؤال معنى الحياة ، إنما لن يقدر لنا معرفته قط ، بل من المنطقي أن يكون عدم معرفة معنى الحياة جزءاً من معناها....... لعل ما يجعل الحياة تستمر هو جهلنا بمعناها الأساسي ،،،، و هو ما رآه الفيلسوف آرثر شوبنهاور ، كما رآه فرويد ، بهذا المعنى أو ذاك. و يرى نيتشه في كتابه " ولادة المأساة" أن المعنى الحقيقي للحياة أشد شناعة من أن نتأقلم معه ، و لهذا السبب نحتاج إلى الأوهام التي تمدّنا بالعزاء كي نستمر.و أن ما ندعوه " حياة " هو محض خيال لازم و ضروري. و بدون ذلك المزيج الهائل من الخيال ، سيكون الواقع في تباطؤ تدريجي إلى أن يتوقف.) – انتهى.

و يقول منصور مبارك في قراءة له منشورة لكتاب إيغلتون سالف الذكر :-
( ولكن إيغلتون يحسم الأمر عندما ينتهي إلى القول بأن السؤال عن معنى الحياة هو سؤال يقع في قلب اهتمامات علم الأخلاق، وذلك بطبيعة الحال، يفرض على المرء التزاما يتمثل في البحث عن القيم الأساسية في الحياة والتي بناء عليها يختبر ذلك الفرد الحياة. لربما كان القول بأن الأخلاق تضفي على الحياة نوعا من الوحدة والانسجام قول صحيح، إلا أن أهميته تتأتى من كونه يبدد إشكالية الغموض، و ساعتئذ يكون السؤال إن كان حياة أحدهم تحتكم بهذه الدرجة أو تلك إلى القيم هو المدخل الأوسع لفهم معنى الحياة. وبذلك قد ينجلي الغموض الذي يلف سؤال معنى الحياة.
ويعتبر إيغلتون أن الحياة ذات المعنى تحوز على سمتين، هما الحب والسعادة. والنصيحة التي يبتغي المؤلف من القارئ أن يستخلصها من هذا الكتاب تتمثل في أن استخدام القيم، بما في ذلك القيم الإيجابية، بوصفها وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، هي الطريق الخاطئة التي تنتهي بالفرد إلى الابتعاد عن معنى الحياة، إن كان حقا يستهدف الظفر بمعنى الحياة. فذلك يستلزم أن تكون القيم الإيجابية هدفا بحد ذاتها.) – انتهى.


الحياة و المعنى.

أقتطف من كتاب إيغلتون - (معنى الحياة) هذه الكلمات :-
( أولئك الذين يرون الحياة بلا معنى ليسوا يتأففون من أنهم يجهلون المادة التي بنيت منها أجسادهم ، أو من أنهم يجهلون إذا ما كانوا في ثقب أسود ، أو في أعماق المحيط . و إذا ما كانت حياتهم تفتقر إلى المعنى بالمعنى السابق للكلمة فإنهم عندئذ مرضى نفسيين ، و ليسوا مجرد أناس محبطين. ما يقصدونه بالأحرى أن حياتهم تفتقد إلى المغزى . و أن نفتقر إلى المغزى يعني أن نفتقر إلى الهدف و المادة و الغاية و النوعية و القيمة و الاتجاه. و ما يقصده أولئك ليس أنهم لا يفهمون الحياة فهماً شاملاً و دقيقاً ، إنما أنهم يفتقرون إلى ما يعيشون لأجله. و ليست المشكلة أن وجودهم مستغلق على الفهم ، و إنما انه فارغ ليس إلا. لكن معرفة أنهم فارغون تتطلب قدراً لا بأس به من التأويل ، و تالياً من المعنى. و من هنا فإن " حياتي بلا معنى " هي عبارة وجودية و ليست منطقية ) – انتهى.
و يقول جون كوتينغهام أن الحياة هي التي ( ينشغل فيها الفرد في نشاطات حقيقية و مستحِقّة تعكس خياره أو خيارها العقلاني كفاعل مستقل ) – انتهى.

الحياة في الإسلام

يقول عزّ من قائل في محكم كتابه :-
( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ).

و يقول :-
(أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ).

و يقول :-
(وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ).

خاتمة


يبقى البحث في المعنى بحثاً صعباً ، فأنت قد تفهم كلمات قالها شخص ، و لكن قد تخبره أنك فهمته ، و لم تفهمه ، و أنا واثقٌ أن فيكم من قال هذه الجملة لشخص آخر يتحدث إليه و المعنى ( أنني فهمت الكلمات التي قلتها ، و لم أفهم المعنى خلفها ).

و أتوقع من البعض أن يقول أنني فهمتك يا رحّال هنا ، و لم أفهمك.!
و الأمر هيّن ، فكل ما عليك هو أن تكرر قراءة ما كتب أعلاه حتى تفهم معناه ثم تجيب على سؤالي :-

ما هو معنى الحياة عندك / عندكِ؟.

ثم أنه تحيّة تشبهكم و سلام.
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:00 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه