العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° حوار الأعضاء °¨

¨° حوار الأعضاء °¨ للطرح الجاد و الهادف بأقلامكم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-03-2014, 08:55 PM   #1
سليمان الزيادي
 
تم شكره :  شكر 19067 فى 3938 موضوع
رحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضورحّال نسبة التقييم للعضو

 

Icon6 أحس أشعر ،،، أعي.!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مدخل

قال برتراند رسل :-
أود أن أقول شيئين. أحدهما فكري والآخر أخلاقي.
الشيء الفكري الذي أود ذكره لهم هو كالتالي: عندما تدرس أي مسألة أو تتأمل في أي فلسفة، فقط اسأل نفسك ما هي الوقائع و ما هي الحقيقة التي تعززها تلك الوقائع. لا تترك لنفسك مطلقاً أن تتأثر بما تتمنى أن تؤمن به، أو بما تظن أنه قد يحمل آثاراً اجتماعية مفيدة لو أنك آمنت به. ولكن انظر فقط إلى الوقائع، ذلك هو الشيء الفكري الذي أود قوله.

الشيء الأخلاقي الذي أتمنى قوله لهم هو بسيط جداً. أود أن أقول: الحب حكمة والكراهية حُمق. في هذا العالم الذي يترابط أكثر وأكثر بشكل وثيق، علينا أن نتعلم التسامح مع بعضنا البعض. علينا أن نتعلم التصالح مع حقيقة أن بعض الناس قد يقولون ما لا نحب. بهذه الطريقة فقط نستطيع أن نعيش معاً. ولو أردنا العيش معاً -لا الموت معاً- فإنه يتوجب علينا تعلم شيء من الإحسان والتسامح، الأمر الذي يعتبر حيوياً للغاية لاستمرار الحياة البشرية على هذا الكوكب.

قد يتساءل البعض أو الغالبية عن العلاقة بين المقولة أعلاه و بين متن الموضوع الذي سيقرؤونه ، و أعتقد أن هذا التساؤل هو تساؤل منطقي ، و لكن قبل أن تتضح العلاقة التي أراها بينهما يتوجب علي أن أبيّن الفرق بين مصطلحين يتم الخلط بينهما و هو أمر مهم – أقصد بيان معاني المصطلحات – كما كررت هذا دائماً في حواراتي ، حتى ننطلق جميعاً من مفاهيم موحدة.

مشاعر و أحاسيس

هذان المصطلحان هما الشعور و الإحساس ، فما هو الشعور ، و ما هو الإحساس ، و ما هو الفرق بينهما ، أو بمعنى أصح ما هي العلاقة بينهما؟
الشعور هو حالة تعم كل الذات ، مثل الشعور بالخوف ، الشعور بالحب ، الشعور بالجوع ، الشعور بالشبع ، الشعور بالعطش ، الشعور بالريّ.
و لكن لو طلبت من أي شخص أن يقول لي ما معنى أي من المشاعر أعلاه ، لما أستطاع أن يعبّر ، إلا عن طريق ما يحس به من اختلافات في عمل أعضاء الجسد.
و قد قال هوسرل " ليس الشعور جوهرا ولا مادة، إنما هو نشاط إسقاطي على الأشياء. فهو في تغير مستمر نظرا للعلاقة بين الخبرات الماضية و تجاوز الحاضر من خلال القصد إلى العالم الخارجي و موضوع الشعور".
و الشعور كما أوضحت في معرض كثيرٌ من الردود هنا و هناك هو:-
إدراك ، و وجدان و نزوع كما في علم النفس ، بمعنى أنك تدرك الأمر معنوياً أو حسياً ، ثم يتغلغل في وجدانك ، و بعدها تكون هيئة تصرفك.
بينما الإحساس وظيفة تقوم بها الحواس ، و لذا قلنا الحواس الخمس ، و أضفنا الوصف الحاسة السادسة للتعبير عن المشاعر و الأحاسيس التي لا تتعلق بهذه الحواس الخمس.
و العلاقة بينهما هي أن الشعور أثر الإحساس.

الوعي

الشعور الناتج من تأثر الحواس يعتمد اعتمادا كبيراً على " وعي الذات ".
و هنا يدخل معنا مصطلح ثالث ألا و هو " الوعي " ، و لأنه لا إدراك بلا وعي وجب علينا تعريفه لتكتمل الصورة.
فما هو الوعي ، و ما هي العلاقة؟
الوعي خاصية تميز الكائن البشري عن غيره من المخلوقات.
الوعي: هو ما يُكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة من حوله ، و بهذا نرى أنها هناك علاقة وثيقة بينه و بين عناصر الشعور الثلاثة ، بل أن علماء النفس يقولون أن الوعي هو مجموع ما يتحصل من هذه العناصر.
و قد قال البعض بمعنيين هما :-
معنى بسيط : الوعي هو إدراك لموضوعات و أشياء العالم الخارجي أي الاستجابة لمثيرات العالم الخارجي .
معنى معقد : الوعي إدراك ما يجري داخل الذات من خبرات و تجارب و انفعالات.
ومن هنا نلاحظ أن بهذا الوعي يرسم الإنسان لذاته مسافة مزدوجة :
مسافة بين الإنسان و العالم الخارجي .
مسافة بين الإنسان و ذاته .

و يرى "هيوم" أن الإدراك الحي هو شرط ضروري لحصول الوعي أو الشعور بالذات؛ إذ لا يمكنني أن أعي ذاتي في أية لحظة من دون عملية إدراكية حسية.
كما يرى أن الإحساس: هو إدراك الأشياء بواسطة الحواس وتأويلها عن طريق الذكريات و الصور العقلية.

و يرى راسل أن الوعي: هو عبارة عن ردود أفعال الإنسان تجاه الوسط الذي يعيش فيه. كما أنه يشير أيضا إلى نوعية الأفكار و العواطف التي نكونها عن أشياء العالم الخارجي.

أما العالم البيولوجي شونجو، فيقول بأن الوعي هو نشاط عقلي ناتج عن عمل فيزيولوجي للخلايا العصبية للدماغ.

و يقول الدكتور عمار عبدالغني أن الوعي هو الفهم و القبول بهذا الفهم.

و يعرفه الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار في كتابه ( تجديد الوعي ) على انه :
محصلة عمليات ذهنية وشعورية معقدة حيث يشترك في تشكيله التفكير والحدس والخيال والأحاسيس والمشاعر والإرادة والضمير، والمبادئ والقيم ومرتكزات الفطرة وحوادث الحياة والنظم الاجتماعية والظروف التي تكتنف حياة الإنسان.

مدلولات الوعي و تصنيفاته و مستوياته

تقول الويكيبيديا عن مدلولات الوعي و تصنيفاته ما يلي :-
" تختلف مدلولات الوعي، من مجال إلى آخر، فهناك من يقرنه باليقظة (في مقابل الغيبوبة أو النوم). وهناك من يقرنه بالشعور ويشير به إلى جميع العمليات السيكولوجية الشعورية. ويمكن أن نجعل الدلالة العامة للوعي فيما يلي:
إنه ممارسة نشاط معين (فكري، تخيلي، يدوي) ووعينا في ذات الوقت بممارستنا له.
ومن ثمة يمكن تصنيف الوعي إلى أصناف أربعة هي:
الوعي العفوي التلقائي: وهو ذلك النوع من الوعي الذي يكون أساس قيامنا بنشاط معين، دون أن يتطلب منا مجهودا ذهنيا كبيرا، بحيث لا يمنعنا من مزاولة أنشطة ذهنية أخرى.
الوعي التأملي: وهو على عكس الأول يتطلب حضورا ذهنيا قويا، ويرتكز على قدرات عقلية عليا، كالذكاء، والإدراك، والذاكرة… ومن ثمة فإنه يمنعنا من أن نزاول أي نشاط آخر.
الوعي الحدسي: وهو الوعي المباشر والفجائي الذي يجعلنا ندرك أشياء، أو علاقات، أو معرفة، دون أن نكون قادرين على الإتيان بأي استدلال.
الوعي المعياري الأخلاقي: وهو الذي يجعلنا نصدر أحكام قيمة على الأشياء والسلوكيات فنرفضها أو نقبلها، بناء على قناعات أخلاقية. وغالبا ما يرتبط هذا الوعي بمدى شعورنا بالمسؤولية تجاه أنفسنا والآخرين."
و قيل أن هناك مستويين للوعي : الأول تلقائي وهو بسيط مجرد رد فعل مباشر على مثيرات خارجية ، والثاني مفكر يبدأ مع اكتشاف الأفكار والتعبير عنها ، ويتم من خلال العلاقة بين الذات والآخر ( الغير ) أو بين الذات والطبيعة ، و هذان المستويان يتبعان التعريف البسيط و التعريف المعقد المذكوران أعلاه.

التأثير

الكثير منا لاحظ تأثير المشاعر و الأحاسيس المباشر على نتائج تفكيره و نظرته للأمور ، و لكن هل انتبهنا للأمور التي تؤثر على المعالجة الفكرية التي تتم داخل النفس / العقل / القلب ، و التي تغير نتائج الحكم على الأمور تغييراً يتناسب طردياً مع قوة هذه المشاعر و الأحاسيس؟!
كلنا يعرف أن مشاعر الحب أو الكره يمكن أن تؤثر على حكم الشخص أو معالجته الفكريّة ، و أنا متأكد أن الكثير منكم لديه من الأمثلة ما يصدق قولي هذا ، أي تأثير الأحاسيس و المشاعر على عملية التفكير ، و بالتالي على وجهة النظر.
كما أن وسائل التواصل تؤثر تأثيراً كبيراً على الوعي بل أن الكثير منها يستخدم وسائل و برامج مدروسة لتوجيه هذا الوعي إلى قضية معينة أو اتجاه معيّن.


خاتمة

أعلم تماماً من مثل هذه المواضيع تخربش الدماغ و كأنما توجد قطة داخل رأسك كما يمكنني أن أعيد الخاتمة في موضوع معنى الحياة لمناسبتها هنا ، إلا أنني أعلم أن من حضر هناك سيحضر هنا ، لذا فلا داعي لتكرار كتابتها هنا ، و إن كان من قراءها هناك قد نسيها فليعد و يقرءاها ، أما إذا كان من حضر هنا لم يحضر هناك ، فليذهب هنا ك و ليقرأ الموضوع أو ليقرأ الخاتمة فا لأمر يعود له و يحضر هنا و يترك لنا نواتج تأثر مشاعره بالمذكور هنا.
كما أظن أنكم تعرفون ما هي العلاقة بين الاقتباس أعلاه و هذا الموضوع ، فإن لم تعرفوا فلتعودوا و لتعيدوا قراءة الموضوع.!
كما لا يفوتني أن أشكر كل العقول المحرّضة هنا.
و الآن سؤالي هو ، في الواقع هما سؤالان و يمكن أن يعتبرها البعض أربعة :-
ما هي في اعتقادكم الحلقة الأهم من حلقات الشعور الثلاثة و التي عند تغييرها يتغير الفعل؟
و لماذا؟
ثم هل جميع الأحياء تشترك في هذا أم لا و إن كانت تشترك فهل هناك فرق ، و ما هو؟
تحيّة تشبهكم و سلام.
التوقيع


إن كنت تصدق كل ما تقرأ ،
رحّال غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:27 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه