فتياتنا وإدمان المخدرات !!

[عبدالله الغانم]

إخوتي وأخواتي أعضاء منتدانا الحبيب حيث إننا على أعتاب إجازة صيفية يكثر

فيها الفراغ فإني أستأذنكم لطرح قضية مهمة تشكل معضلة

كبيرة بدأت تطفو على السطح ويستشري خطرهافي المجتمع وتفوح رائحتها النتنة

وتظل مقلقة ومزعجة لأنها تحكي واقعاً مراً لفئة غالية في مجتمعنا ألا وهن أمهات

المستقبل ومربيات الأجيال ومدارس الرجال واللاتي عرف عنهن الرقة والحنان

وتدفق العاطفة والحياء وتندهش ويتملكك العجب كيف وقعن في بؤرة إدمان المخدرات

وأصبحن يتعاطين تلك السموم .

ولإن بحثت عن أهم الأسباب في ذلك لوجدته إقامة علاقة غيرشرعية بشاب عن طريق

الهاتف تبث إليه ويبث إليها مشاعر الحب والشوق والوله ثم تتطور العلاقة إلى لقاء

وسهرواجتماع لا يقتصرفيه الشاب على نفسه وإن كان فعله هذا محرماً وإنما يدخل

فتاته مع "شلته" فريق من الشباب وفاء وصداقة-زعماً – كي يأخذ كل واحد منهم نصيبه

والعياذ بالله ... اجتماع يبدأ بريئاً في أول الأمر ثم مايلبث إلاو يكون خطراً على المجتمع

بأكمله .. حيث هناك فئة مريضة من ذئاب البشرلا يسرهم إلا أن يوقعوا فريستهم المسكينة

في وحل المخدرات حتى تكون ألعوبة في أيديهم – حسبنا الله ونعم الوكيل- فكم حصل من

المآسي جراء ذلك ومن سأل رجال الحسبة ورجال الأمن – وفقهم الله – وجد عندهم الخبر

اليقين , بل إن بعض الشباب تدفعه المخدرات إلى موت الغيرة لديه فيزج بأخته أو زوجته

أو بنته في مستنقع المخدرات كي يحقق مآربه ويحصل عرى مايريد من سموم ثم ماتلبث

هذه المسكينة إلا أن تفقد عفافها وطهرها وأخلاقها ودينها إما معه وإما مع رفقة فاسدة

منحرفة والمآسي كثيرة والقصص عديدة, ومن الخطأ أن نغفل أو نتغافل عن أخطائنا

ثم إني أتساءل أين الآباء؟ أين الأمهات؟ هل اقتصر دورهم على توفير المأكل والملبس

والمشرب وكماليات الحياة؟أين التربية الحقة السليمة؟أين التوجيه؟أين الرعاية؟ لماذا

يخونون الأمانة التي أمنهم الله عليها؟ يتقاعس الأبوان في تربية أبنائهما ثم إذا وقعوا في

الفساد وبؤره عضوا أصابع الندم وذرفوادموع الحسرة , ولا أدري أين كانوا قبل

أن تقع مثل هذه الوقائع الشنعاء ؟ إننا نحتاج إلى بيوت يظللها الاستقرار , ويرفرف

فيه الحب ويحلق في أجوائها الحنان والشفقة, ويحترم فيها الأولاد وخصوصاً

البنات الاتي يتدفقن عاطفةً ويمتلئن بالأحاسيس , فلا يعشن في بيوت آبائهن مقهورات

مضطهدات أو يكون وضع أسرهن مزرياً مليئاً بالخلافات فيضطررن إلى الهروب

من هذا الجحيم إلى نعيم في نظرهن فيكون أشد جحيماً وأشد خسراناً حين يحتضنهن

ذئاب بشرية يؤونهن في شققهم فيسلبون طهرهن وعفافهن وحياءهن ثم إذا انتهوا من

مآربهم وحققوا مبتغاهم وقضوا حاجتهم منهن رموا بهن في الشارع وقد يمتن على هذا

الوضع المؤسف أو تتلقفهن مجموعة أخرى إن لم يتداركن وينتشلن من هذا المستنقع

إذاً لنسع جميعاً لإنقاذ فتياتنا وفتياننا بالتوجيه والإرشاد كل بحسبه : الإمام في مسجده

والخطيب في منبره , والمعلم في مدرسته , والمعلمة مع طالباتها والأب والأم في

بيتهما والإعلامي في صحيفته وقناته وإذاعته وهكذا.

وماأحسن ان تكثف البرامج التوعوية وتجرى اللقاءات مع المدمنين والمدمنات عبر

وسائل الإعلام لتؤخذالعبرة والعظة من تجاربهم المريرة , وقد تابعت برنامجاً يذاع

عبرإذاعة الرياض عنوانه ( دعوة للحياة) يستضيف فيه مقدمه – وفقه الله- شباباً

ابتلوا بالإدمان وتعالجواحتى شفوا- بفضل الله- ومن يتابع البرنامج ويستمع إليه

ليتألم أشد الألم من واقع شباب في اعمار الزهوراقحموا في حفرة الإدمان وسقطوا

في هوة المخدرات وقد لايتمالك نفسه إلا أن يبكي حرقة وأسى وحزناً يخالط ذلك

دموع فرح بعودتهم وتوبتهم وشفائهم من هذا الداء العضال, كما لا أنسى برنامج

( الجانب المظلم) عبرقناة المجد والذي استضاف فيه مقدمه- بارك الله فيه- عدداً

من المدمنين في بعض حلقاته ورووا تجاربهم المريرة مع هذا السم الزعاف.

ختاماً : أسال الله أن يحفظ شباب وفتيات المسلمين من كيد الكائدين ويحفظهم

من كل مفسد وأن يرد ضالهم إليه رداً جميلاً .

راجياً منكم أيها الفضلاء وأيتها الفضليات أن تسهموا في هذا الموضوع بأفكاركم

وآرائكم لوضع حلول مناسبة لعلاج هذه المعضلة الكبيرة والداء الوبيل.

كتب الله أجركم ووفقكم لكل خير وتقبلوا مني تحية صادقة وشكراً وافرا.