[frame="2 80"]
مقطع من رواية قرأتها مؤخراً فأعجبتني كثييييراً.. فأردت أن أشرككم معي في اللحظات التي تناقضت فيها مشاعري عند قراءة هذه القصيدة..
= = = = = =
كان الليل يقترب حثيثاً وكان الشيخ مروان يقوم بإعداد العشاء..
قال أبو الوليد -وهو يكسر بين أصابعه غصناً يابساً التقطه لتوّه من الأرض- :
-هل من رسالة من الأهل؟..
فرد أبو مصعب:
-أصيب ابني في رجله فانكسرت.. أُحس مرارة اللحظة التي وقع فيها الحادث، لربما لم يجدني أمامه فأحس بالحزن.. أتعرف؟ منذ أن قرأت الرسالة وقصيدة حزينة تعجن في ضلوعي.. حاولت استلالها من لساني كما تستل الشعرة من العجين، حاولت استخلاصها من أضلعي كما تستخلص الزبدة من اللبن.. فلم أنجح إلا في بعض أبيات .. وبقي غيرها متمنعاً..
قال أبو الوليد: (وكان أبو الوليد يحب سماع الشعر من أبي مصعب)..
وتنهد أبو مصعب تنهيدة عميقة عمق المحيط الهادي، وعصر جبينه، ثم نظر إلى الأفق وهو يقول:
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بأي جناح إليك أطير = ومن أي سَــمّ يكون العبور؟!!
وقيل: انكسرت، سلمت فؤادي = قلبي، حبيبي الصغير..
أنا لو قدرت قطعت البحار = وجئتك حبواً بدون انتظار..
ولكن أبوك له عذره = وقد شقّ يا ابني عليه المزار..
لماذا انكسرت؟ لما يا ولد؟ = وكسّرت قلبَ غريب البلد؟!
أقلت: (أبي) حينها؟ ويْلتى = لطفل على الأرض دون سند!!
أتذكُرُ كنتَ تجيء تقول: = هنا وجع.. والدموع تسيل..
فألثم أين أشرت هنا = فتجري وبأسك فوراً يزول..
فكيف أقبّل تلك القدم = وكيف أهدهد فيها الألم؟
وكيف سألمسها حانيا = وأمسح فيها ازرقاق الورم؟
أنا الآن في البعد شبه أسير = فمن ذا سيلثم تلك الكسور؟
إلى من ستشكو يقـبّـلها؟ = لك الله يا ابني ونعم النصير..
فماذا سأكتب؟ ذاك يطول = ويفنى بذاك مداد السيول..
وما من طريق إليك فعذراً = وحسبي ربي ونعم الوكيل..[/poem]
= = = = = =
ما رأيكم؟؟.. إنهم يعيشون بلذة أنستهم فلذات أكبادهم.. فلم يعد بمقدورهم العودة إلى حياتنا التافهة بعد أن عانقوا المجد.. وذاقوا طعم الجهاد.. فلله درهم ما أسعدهم.. وما أجمل حياتهم..
= = = = = =
القصيدة والمقطع الذي قبلها من رواية للكاتب/ محمد جربوعة.. بعنوان (خيول الشوق).. أنصح ثم أنصح ثم أنصح بقراءتها.. فهي جدددداً رااااائعة..[/frame]