[size=4]
أحوال الناس يوم القيامة
قال سبحانه وتعالى
(( يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا * يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم و يحيطون به علما * وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلما * ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما )) الآيات من 108 إلى 112 من سورة طه صلى الله عليه وسلم
في ذلك اليوم العصيب . العظيم هوله . والكبيروقعه . يتَّبع الناس داعي الله الذي يدعوهم لأرض المحشر يأتونه سراعاً لا يزيغون عنه ولا ينحرفون . ذلَّت وسكنت أصوات الخلائق هيبةً من الرحمن رب كل شىء ورب الأرض والسماوات . لا تسمع إِلا صوتاً خفياً لا يكاد يُسمع، وعن ابن عباس رضى الله عنه قال: هو همسُ الأقدام في مشيها نحو المحشر . في ذلك اليوم الرهيب لا تنفع الشفاعة أحداً إِلاّ لمن أذن له الرحمن في أن يشفع له، ورضي لأجله شفاعة الشافع، وهو الذي كان في الدنيا من أهل لا إِله إِلا الله، وعمل صالحا . وسبحانه يعلم أحوال الخلائق فلا تخفى عليه خافية من أمور الدنيا وأمور الآخرة . و لا تحيط علومهم بمعلوماته جل وعلا . وفى هذا اليوم العظيم شأنه ذلت وخضعتْ وجوه الخلائق للواحد القهار جبار السماوات والأرض الذي لا يموت .وحال جوه العصاة، إِذا عاينوا يوم القيامة الخيبة والشقوة وسوء الحساب ، صارت وجوهُهم عانيةً أي ذليلة خاضعة مثل وجوه العناة وهم الأسارى كقوله {سيئت وجوه الذين كفروا ) وَقَدْ خسر من أشرك بالله، ولم ينجح ولا ظفر بمطلوبه أما من قدم الأعمال الصالحة بشرط الإِيمان (([ فَلا يخاف ظلما ولا هضما )) أي فلا يخاف ظلماً بزيادة سيئاته، ولا بخساً ونقصاً لحسناته. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
........................
وجزاكم الله كل خير