هذه رائعة من روائع السلف الذين لن يتكرر أمثالهم في زمننا هذا إلا ما شاء الله ..
وقد تذكرت عند قراءتها قصة شبيهة بها وهي ..
حكي انه كان بمرو قاض اسمه نوح بن مريم وكان رئيسها أيضاً وكانت له بنت ذات جمال خطبها جماعة من الأعيان والأكابر وكان له غلام هندي ينطر بستانه فذهب القاضي يوماً إلى البستان وطلب من غلامه شيئاً من العنب فأتى بعنب حامض فقال له: هات عنباً حلواً! فأتى بحامض فقال له القاضي: ويحك ! ما تعرف الحلو من الحامض فقال: بلى ولكنك أمرتني بحفظها وما أمرتني بأكلها ومن لم يأكل لم يعرف.
فتعجب القاضي من كلامه وقال: حفظ الله عليك أمانتك! وزوج ابنته منه فولدت عبد الله بن المبارك المشهور بالعلم والورع.
من هو عبدالله بن المبارك ؟؟
كان يحج في سنة ويغزو في أخرى.
وحكي انه كان معاصراً لفضيل بن عياض وفضيل قد جاور مكة وواظب على العبادة بمكة والمدينة فقال عبد الله بن المبارك:
[poet font="Simplified Arabic,14,darkred,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا..... لعلمت أنّك بالعبادة تلعبُ
من كان يخضب خدّه بدمائه ..... فنحورنا بدمائنا تتخضّبُ
وغبار خيل الله في أنف امريءٍ ..... ودخان نار جهنّمٍ لا يذهبُ[/poet]
وحكى الحسن بن الربيع انه خرج ذات سنة مع جيوش المسلمين إلى الغزوة فلما تقاتل الصفان خرج من صف الكفار فارس يطلب القرن فذهب إليه فارس من المسلمين فما أمهله فأحجم الناس عن مبادرته ودخل المسلمين منه حزن.
فإذا فارس خرج إليه من صف المسلمين وجال معه زماناً ثم رماه وحز رأسه فكبر المسلمون وفرحوا ولم يكن يعرفه أحد فعاد إلى مكانه ودخل في غمار الناس! قال الحسن: فبذلت جهدي حتى دنوت منه وحلفته أن يرفع لثامه فإذا هو عبد الله بن المبارك فقلت له: يا إمام المسلمين كيف أخفيت نفسك مع هذا الفتح الذي يسر الله على يدك فقال: الذي فعلت له لا يخفى عليه.وحكي أن عبد الله بن المبارك عاد من مرو إلى الشام لعلم رآه معه بمرو صاحبه بالشام.
ورأى سفيان الثوري في المنام بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك قال: رحمني! فقيل: ما حال عبد الله بن المبارك قال: هو ممن يدخل على ربه كل يوم مرتين.
ولد سنة مائة وعشرين وتوفي سنة مائة وإحدى وثمانين.
وجزاك الله خير الجزاء يا تحت الصفر وكل عام وأنت بخير ..