يا صنائع المعروف .. لماذا لا تنطفئ النار ؟؟ وهل الكرم علاج ؟؟

تركي الوكيل · 26-11-2010, 04:07 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

صنائع المعروف في غير أهلها ، كمن يرى نارا مشتعلة فيذهب مسرعا ليحضر البنزين ليسكبه عليها ، فإذا بها تزيد اشتعالا وهو يقول :
( لما لا تنطفئ النار )
و بعد ذلك تشتعل به ليحترق جزاءا لمعروفه الكريم ، ولم يكن يعلم بأنه قد وقع في إكرام اللئام..

لتعلم أن الكرم ليس صفة حميدة فقط ، إنما هو شعار من الواجب أن يرتديه كل إنسان يريد أن يكون رجلا يحمل كل معاني الرجولة ، فقط بكلمة ) اقلط ( وإذا ربي الطفل على مثل هذا يكون بصمة شرف لأهله ، لا وصمة عار عليهم ، يقول شاعرنا الشعبي : الضيف في ديرتي يلقى معازيبه..
[يعني بديرته _جلاجل_ لحقوق الملكية @] يقول :
الضيف في ديرتي يلقى معازيبه.. حتى الطفل يحسب اقلط بعض الأسامي..
من كثرة سماعه لهذه الكلمة الطيبة ، ولْتعلم أن كل بلد يرفعه رجل واحد ، ويضعه رجل واحد ، فلنضرب جميعا مثالا واحدا لكل الحالتين ، رجاء تصورهما ، فلو أتى رجل غريب إلى بلد ما.. والتقى بابن من أبنائها ، سواء أكان الابن صغيرا أو كبيرا لا يهم ، وإذ به يدعو هذا الرجل الغريب إلى منزله لإكرامه ويلح عليه ، ولم يجبه هذا الرجل أليس إذا ذهب من عنده وخرج إلى أهله وعشيرته ، سيقول إن سئل وإن لم يسأل ، لقد أتيت من بلد حاتمي ، ولو كان هذا البلد من أبخل بلدان العالم واشتهر بذلك ، فإن الموقف الإيجابي الذي أخذه هذا الرجل ، سيكون له رواجا بين الناس ، وسيعكس نظر الكثير ، وأما الرجل الذي يضع البلد الثاني ، فلو قدم غريب إلى هذا البلد ، وصلى مع جماعة البلد إحدى الصلوات ، ومن ثم ذهب إلى متجر ونحوه وقد التقى بجمع من أهالي هذه البلدة ، ولم يدعه أحد لأكرامه ، بل لعله تناوش مع أحدهم عند إشارة مرور فقلبت الدنيا لديه وعليه ، ومن ثم خرج منها ، لقال مباشرة دون أن يسأل ، لقد أتيت من بلد أهله لئام وطبعهم البخل والإقتار ، ولو كان هذا البلد من أكرم بلاد الدنيا ، لغير الصورة بالكامل لدى الكثير ، نحن استطردنا وأطلنا وأعود فأقول : يجب على كل إنسان أن تكون لديه الفراسة التامة ، لمعرفة من هم الذين يستحقون أن يكرموا ، ومن هم الذين لا ينسون صنائع المعروف ، ومنهم الذين يستحقون أن يهانوا
[ وربما صارت الإهانة نوعا من الإكرام لهم ]

وعند معرفتك لهؤلاء ستكون قد ملكت قلوب كثير من الخلق بأفعالك الحسنة .

أرجو أن نكون جميعا كذلك ..
دمتم في رعاية الله ..

ولكم التحايا العاطرة ..

تركي بن عبدالله الوكيل

هدوءٌ مبهم! · 26-11-2010, 09:17 PM

حياك الله أخي الفاضل (ابن الغالي)

أخي الكريم ..

حقيقة إني شققت طرحك لشقيْن:

أما أولهما فهو إكرام الضيف حتى وإن لم يُعرف وهذا لتعلم أخي حقٌ واجبٌ علينا كمسلمين وليس لنا فضلٌ فيه لأن إكرام الضيف في الإسلام واجب لمدة 3 أيام أما مايليها فهو تكرم وتفضل عليه ،،

وذلك إنما من عطايا هذا الدين العظيم على معتنقيه الذين هم عباد الله سبحانه ،،

فالكرم صفة السمو والرفعة التي تزيد النفس وتعليها في الدنيا والآخرة بإذن الله ،،

نرجع إلى الأشقاق

بالنسبة للشق الثاني فهو الناتج الذي يتبع هذا الكرم ،،

أخي الفاضل، الإنسان طيّب النفس وهيّنها لا يرى ماتوابع الأعمال الخيّرة التي يفعل ولا يرى قبل فعله لهاـ من يستحق ومن لا يستحق، وذلك لأنه لا يريد منهم شيئاً ولا رداً لذلك ،،

فلو أن المسلم كان يُفكر بذلك لما حصّل من ذلك إلا الخسارة النفسية والبدنية من غير أجرٍ ولا حسنات من الله لأنه لم يرجو ذلك الأجر من ربه ،،

وهذا بلا شك سيضيّع وقته على دنيا فانية ،،

وكما قيل " اعمل خيراً وارمه في البحر "

بارك الله فيك أخي الكريم ولك من الشكر ماتريد وفوق ماتريد

طالبة المعالي · 26-11-2010, 09:55 PM

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صنائع المعروف في غير أهلها ، كمن يرى نارا مشتعلة فيذهب مسرعا ليحضر البنزين ليسكبه عليها ، فإذا بها تزيد اشتعالا وهو يقول :
( لما لا تنطفئ النار )
و بعد ذلك تشتعل به ليحترق جزاءا لمعروفه الكريم ، ولم يكن يعلم بأنه قد وقع في إكرام اللئام..

أحسنتم في الربط والتشبيه ووفقتم في الطرح وصدقتم العبارة ؛ فهناك الأغلبية ممن لايستحقون منا أن نكرمهم كي لانصاب بأذاهم ولايطولنا شرهم ولكن متى ما احتسبنا ذلك عند الله وعاملناهم كما يحب الله ويرضاه فلن يضرنا شيء باٍذنه ولن نعدم الخير فمن يصنع الخير لايعدم جوازيه ..

شكراً لكم أخينا الفاضل تركي الوكيل وجزيتم خيراً