رسائل جوال سيرة المصطفى

[بين السطور]

كان فضالة رجلا جريئا فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الطواف ليقتله فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما في نفسه فأسلم.

ذكر بعض أهل السير أن ممن أهدر دمه يوم الفتح الحارث بن طلاطل فقتله علي رضي الله عنه وممن أهدر دمه كعب بن زهير الشاعر الذي جاء بعد ذلك مسلما و كتب قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم .

[بين السطور]

لما كان اليوم التالي من فتح مكة قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة فلا يحل لأمريء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما أو يعض فيها شجرة.

قتلت خزاعة أيام فتح مكة رجلا من بين ليث بقتيل لهم في الجاهلية فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا خزاعة أرفعوا أيديكم عن القتل فلقد كثر القتل إن نفع فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظيرين إن شاءوا فدم قاتله وإن شاءوا فعقله.

[بين السطور]

دحض النبي صلى الله عليه وسلم شبهة قد يأتي بها أحد لانتهاك حرمة مكة فقال: فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أحلت لي ساعة من نهار وقد عادت حرمتها كحرمتها بالأمس.

لما أتم الله فتح مكة على رسوله وهي بلده ومولده قال الأنصار فيما بينهم أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ فتح الله عليه أرضه أن يقيم بها فسمعهم وهو يدعو على الصفا فلما فرغ من دعائه قال معاذ الله المحيا محياكم والممات مماتكم

[طالبة المعالي]

جزيت خيراً أخي الفاضل بين السطور .. وكتب الله لك الأجر والثواب ورزقك الجنة

[بين السطور]

الف شكر علي المرور
وجزاك الله الف خير

[بين السطور]

بعد أن بايع النبي صلى الله عليه وسلم الرجال جاءت النساء يبايعنه فجاءت هند بنت عتبة متنكرة خوفا من أن يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فعلت بحمزة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابايعكن على ألا تشركن بالله شيئا.

لما فتح الله مكة على رسوله أذعن أهل مكة واجتمعوا للبيعة فجلس عليه الصلاة والسلام على جبل الصفا وعمر بن الخطاب رضي الله عنه أسفل منه يأخذ البيعة على الناس فبايعوه على السمع والطاعة فيما استطاعوا.

[بين السطور]

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيعته للنساء ولا تسرقن فقالت هند بنت عتبة: إن ابا سفيان رجل شحيح فإن أصبت من ماله هنات؟ فقال أبو سفيان وما أصبت فهو لك حلال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيعته للنساء: ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن فقالت هند: والله إن البهتان لأم قبيح وما تأمرنا إلا برشيد ومكارم الأخلاق فقال: ولا يعصينك في معروف فقالت: والله ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك

[بين السطور]

لما رجعت هند إلى بيتها جعلت تكسر صنمها وتقول كنا منك في غرور وكانت تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلى أن يذلوا من خبائك واليوم ما أهل خباء أحب إلى من أن يعزوا من خبائك.

بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالدا بن الوليد رضي الله عنه في ثلاثين مقاتلا إلى صنم العزى ليهدمها وذلك في أواخر رمضان سنة 8هـ وكان هذا الصنم بنخلة وكانت تعبده قريش وجموع كنانة وهو أكبر أصنامهم وكان سدنتها بني شيبان

[بين السطور]

أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوما يجدد معالم الدين ويرشد الناس وأمر في هذه المدة أبا أسيد الخزاعي فجدد أنصاب الحرم وبث سراياه للدعوة وكسر الأوثان ونادى مناد من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنما إلا كسره

هدم خالد العزى فقال له عليه الصلاة والسلام: هل رأيت شيئا قال لا فقال له: فإنك لم تهدمها فارجع فاهدمها فلما رجع خرجت له امرأة عريانة سوداء ناشز الرأس فضربها خالد فقطعها نصفين فقال له عليه الصلاة والسلام تلك العزى

[بين السطور]

بعث النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة 8هـ سعد بن زيد إلى مناة ليهدمها وكانت بالمشلل وهي صنم للأوس والخزرج فخرجت امرأة عريانة سوداء ناشز الشعر فقال لها السادن مناة دونك بعض عصاتك فضربها زيد فقتلها وهدم الصنم

بعث النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة 8هـ عمر بن العاص رضي الله عنه لهدم سواع وهو صنم لهزيل شرق مكة فلما انتهى إليه قال له السادن لا تقدر على هدمه فلما هدمه قال السادن أسلمت لله

[بين السطور]

بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالدا رضي الله عنه في شعبان سنة 8هـ إلى جزيمة داعيا إلى الإسلام لا مقاتلا وكان معه ثلاثمائة وخمسين من المهاجرين والأنصار فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا اسلمنا فقالوا صبأنا فقتل واسر بعضهم

[بين السطور]

لما بلغ خبر قتل خالد رضي الله عنه القوم الذين لم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رفع يديه: اللهم إني ابرأ إليك مما صنع خالد مرتين ودفع النبي صلى الله عليه وسلم دية من قتل خالد خطأ


كان فتح مكة ضربة خاطفة لقبائل العرب وكان للمفاجئة أثرها فلم يمتنع أغلب تلك القبائل عن الاستسلام ولكن بقيت بعض القبائل الشرسة تواصل غطرستها وفي مقدمتها هوازن وثقيق ونصر وجشم وسعد بن بكر وبعض بني هلال وكلهم من قيس عيلان.

[بين السطور]

اجتمعت القبائل الممانعة من الدخول في الإسلام من بني قيس عيلان إلى مالك بن عوف وقرروا المسير لحرب المسلمين وساقوا أموالهم ونساءهم وأبناءهم ونزلوا وادي يقال له أوطاس قريب من وادي حنين الذي بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا.


كان دريد بن الصمة رجلا مجربا شجاعا في جيش قبائل قيس عيلان ولكنه كان كبير السن لا ينتفع منه إلا برأيه فلما نزلوا في وادي أوطاس سالهم قائلا: بأي واد أنتم فقالوا بأوطاس فقال: نعم مجال الخيل لا حزن ضرس ولا سهل دهس

[بين السطور]

تصف عائشة رضي الله عنها حاله صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح بقولها: تغير وجهه، ودخل
وخرج ،فإذا سئل عن خوفه ذلك ، قال : أهلك قوم بالريح وكان يكثر الدعاء والاستغفار
(وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )
اللهم ألطف بالحال وجنبنا غضبك ولا تؤاخذنا بذنوبنا، ولا بما فعل السفهاء منا يا كريم.


سأل دريد مالكا: ما حملك على اصطحاب النساء والأبناء فقال: أردت أن أجعل خلف كل رجل ماله وأهله ليقاتل عنهم فقال دريد: راعي ضأن والله! وهل يرد المنهزم شيء؟ إنك إن كانت لك ما نفعك إلا رجل بسلاحه وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك

[بين السطور]

لم يستجب مالك إلى طلب دريد بأن يجعل الأهل والأبناء في مأمن فإن كان النصر فبها وإن كانت الهزيمة كان الأهل في مأمن، ولم يكتف مالك بالرفض بل قال لدريد إنك قد كبرت وكبر عقلك والله لتطيعني هوازن أو لأتكأن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري.


قال دريد بن الصمة بعد أن رفض مالك اقتراحه هذا يوم لم أشهده ولم يفتني وقال شعرا:
ياليتني فيها جذع أخب فيها وأضع
أقود وطفاء الدمع كأنها شاة صدع


جاءت العيون إلى مالك بن عوف تخبره عن جيش المسلمين في ذعر وخوف فقال لهم ويلكم ما أصابكم قالوا: والله رأينا رجالا بيضا على خيل بلق والله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى.