رحلتي .. للمدينة المنورة .. ومكة المكرمة ..

[عذبة الصفات]

مشاءالله تبارك الله سرد رائع ..

امتعتنا والله واعجبني فيك تواضعك وأخوتك مع الاخوان الباكستانين لانك بالطبع نقلت لهم فكره حسنه للسعودين..الله يكثر من أمثالك ..
وحتى الاحظ اخوانا الباكستانين فيهم مشاءالله شوي التزام

عمره مقبوله ..الله يرحم جدتك ويسكنها فسيح جناته ويجمعكم بها في الجنه على سرر متقابلين~

[أبو حمـد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

أشكر الجميع على المرور الكريم ،، وأسأل الله أن يرزقكم العمرة في شهر رمضان الكريم ،، وأن يكتبها لكم ،، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ،،

[أبو حمـد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العَربْ.   - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , وطيب صلوت . ماشاء الله هذا السَّرد الآسر , شعرتُ من خلالِ قراءتي لهذهِ الرّحلةِ بشوقي ال يكاد يأكلني للكعبة والصّحن والسّبيع الذي ما نفتؤ متواصلين نطوف في كل ليلة هناكَ لنا فيها , إلى أن تتورّم الرجلين , جمع مُتعة و أجر و انشراح صدر وتعليقات وضحك و و و , عسا الله أن يعفو .. أيام ! كمَا شعرتُ بأنَّكَ غلّبتَ جانبَ الشَّرح للمعالم والشَّعائِر ذاتها وقد وُفّقت حقًا , في حين افتقرت إلى جانب الإثارة بدرجةٍ ما , وإن كانت تشوبها , المهمّ لا تأخذ برأيي أحِب أن أقوله فحسْب.. هي جميلة فعلاً . : ) ثمَّ إنها ليست مُملة بل مُمتعةٌ آسرةُ جدًا بل عُمق ال جدًا . لكنّه سؤالٌ يتبادرُ إليَّ مُذ أدرجتَ رحلتكَ هذه , لمَ بالعامّي وقد غلبَ الفصيحُ فيها , وإن شابه العامّي قليلاً ؟ لا يهُم , حقّها الفصيح , وسأسكنها مسكنها الحقيق . ثمَّ إني نسيتُ أن أقول عُمرة مقبولة, و تقبّلَ الله منَّا ومنكم صالحَ الأعمال. وأهلاً بكَ في المِحبرة بقسميْها .

مساء الخير الأخت العرب ،،

في البداية .. شكراً لنقل الموضوع للمحبرة ،،

ثم .. ذكرني ما أشرتي إليه .. بموقف حصل لي بالحرم ،، وسأذكره لعل فيه الفائدة ،،

بعد صلاة فجر يوم الجمعه مكثت بالحرم أقرأ القرآن حتى شروق الشمس .. كان الشروق في حدود السادسه صباحاً ،، ثم صليت ركعتين ،، وددت ذكر ذلك للفائدة .. لأني قرأت من قبل أحاديث عديدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ،، وفيها بيان أهميتها والحث عليها ،، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عنهم ،، يجلسون بعد صلاة الفجر في مصلاهم حتى ترتفع الشمس ،،

بعد ذاك خرجت من المسجد أفطر بالسكن ،، ثم تروشت ،، وعدت للمسجد ،، استغرق ذلك زهاء نصف ساعة ،، وكنت تركت في موضعي احرام اتخذته اجلس عليه ،، فمكاني يستند لعمود من أعمدة الحرم ،، والإستناد يريح لمن يطيل الجلوس ،،

في حدود الساعة الحادية عشر ،، بدأت أعداد المصلين تتزايد ،، والأماكن الفارغة امتلأت ،، وكنت إذا مر أحدهم يبحث عن مكان يصلي فيه ،، ارشده صلي هنا أو هناك ،، وأشير لبعض الأخوة المصلين أن يتباعدوا ويفسحوا المجال ،،

كان يجلس بالصف الخلفي رجل اتخذ سجادة ،، بجوار العمود الذي استند إليه ،، وكانت سجادته كبيرة وتتسع لمصلين أثنين ،، وكلما حضر مصلي وطلب منه أن يفسح يشير له أن هناك مصلي آخر خرج يتوضأ وسيعود ،، وكنت اعلم أنه لا يوجد شخص آخر وأنه بمفرده ،، فنحن سوية في ذات المكان من قبل صلاة الفجر ،،

حضر مصلي ويبدو للهجته أنه من مصر ،، وطلب من الجالس في الصف الخلفي أن يفسح له ،، وأيدته أن يفسح له ،، لكنه أشار لوجود شخص أخر معه ،، وطلبت من الأخ أن يصلي بمكاني ،، ورجعت قليلاً كي افسح له .. ثم صلى ،، وبعد أن انتهى صلاته أشرت له أن يبقى فالمكان يتسع لكلينا ،، والصفوف بعد الأذان ستتسع وسيجد متسع له ،،

مع طول مكوثي وتكرار شربي ماء زمزم ،، حُسرت وقلت في نفسي سأنتظر انتهاء الصلاة ثم اقضي حاجتي ،، وفي تمام الساعة 12 وربع ظهراً .. أي قبل الأذان بنحو ربع ساعة ،، قلت في نفسي أنه سيلهيني ما أنا فيه عن الخطبة ،، وغادرت المسجد لقضاء الحاجة وللوضوء،، ولحظة خروجي كانت أبواب الحرم قد اغلقت لإمتلاء المسجد ،،

بعد عودتي للحرم .. لاحظت أحد أبواب الدور العلوي لا يزال مفتوح ،، فصعدت وكان هناك زحام ،، ولما وصلت للأعلى ،، الحرس بالباب منعوا الدخول لإمتلاء المسجد ،، فعدت ادراجي ،، وكان الأذان يرفع حينها ،، ولاحظت أن باب الدور الأرضي للتوسعة ،، قد سمح فيه بدخول المصلين ،، نظراً لاتساع الأمكنة،،

تمكنت من الدخول ،، وحقيقة أنه كان يفترض بي الجلوس في الساحات الواسعة وهذا ما كنت انويه ،، لكن كان هناك شيء يدفعني لدخول للحرم ،، لم تكن رغبة مني بالعودة لمكاني ،، إذ يمكنني العودة له متى انتهت الصلاة ،، فلا داع للمزاحمة ،، ولكنه أمر لا أعلم كنهه ،،

بعد دخولي كانت الممرات قد امتلأت بالمصلين ،، فرأيت في الصف الأول المواجه للجدار .. أن هناك أثنين من المصلين يجلسون القرفصاء نظراً لإمتلاء اجسامهم ،، وعرفت أنه سيكون هناك متسع لنا جميعاً ،، وطلبت من رجل يجلس على سجادته قربهما أن يفسح لي مكان ،، فتعذر أنه لا مكان ،، فقلت سأصلي تحية المسجد ،، فقام من مكانه واستند للجدار ،، وصليت ،، وبعد فراغي من الصلاة قلت له أن المكان يتسع كلينا ،، فجلسنا سوية ،،

تذكرت وقتها ،، تصرفي مع المصلي الذي اشرت له أن يصلي مكاني ،، وهاهو مصلي آخر يترك مكانه لكي اصلي فيه ،، ثم نجلس سوية ،،

أثناء الخطبة حصلت مني التفاتة للمصلين .. وشد انتباهي شاب سعودي يقف ومعه أهله ،، كان في مأزق حقيقي ،، فالصفوف في التوسعة قد امتلأت عن آخرها ،، والممرات كذلك قد اكتضت بالمصلين يستمعوا الخطبة ،، ولا مكان للنساء في ذاك المكان ،، وقلت في نفسي لو أن بإمكاني مساعدته وتخيلت نفسي موضعه وفي الإحراج الذي هو فيه ،، ثم نسيت أمره مع انشغالي بالخطبة ،،

بعد انتهاء الخطيب من خطبته ،، وقفنا واتسع لنا المكان كما توقعت ،، وكنت أشرت أني بالصف الأول وامامي الجدار الفاصل بين التوسعة ومبنى الحرم القديم ،، وكان خلفي صفين من المصلين في الممر ،، ثم يلينا صفوف المصلين متراصة بعد ذاك ،،

لحظتها .. وأنا والمصلين نقف بانتظر الإمام يكبر للصلاة .. فجأة رأيت أمامي الشاب ومعه أهله ،، يحاول جاهداً المرور للخروج من المسجد ،، لكن أين يمر والصفوف مائلة بالممر ،، أي ليست منتظمة بشكل مستقيم ،، بحيث تترك مجال لمن يرغب المرور ،، هذا بالنسبة للرجل فما بالك بالمرأة ،،

خلال لحظات .. تخيلت الموقف ،، وأنه عندما سيكبر الإمام للصلاة ويكبروا المصلين ،، لن يتمكنا من المرور ،، ناهيك عن الصلاة ،، وسينتظرا انتهاء الصلاة ،، الأمر الآخر .. أن المصلين أثناء رفعهم من السجود ،، سينشغلوا بهم ،،

لم اتردد .. وأشرت إليه تعال صلِ مكاني أنت وأهلك ،، ثم اشرت بيدي للأخوة المصلين جواري أن يتباعدوا ويفسحوا المجال ،، وأشرت للصف الخلفي أن يتركوا مجال ويراعوا أن تصلي المرأة ،، كل ذلك تم في لحظة ،، وفعلا تباعدت الصفوف وانفسح مجال جيد للمصلى ،،

الشاب تملكه الموقف .. وقال أنت هذا مكانك وأين تصلي !! .. قلت لا عليك سأتصرف ،، وسمعته وأنا أبتعد يقول جزاك الله خير ،، وحينها كبر الإمام وشرع في قرأة الفاتحة ،، وأنا وجدت فسحة صليت فيها ،،

الحقيقة أن هذا الموقف أثر فيني ،، فهناك عدد من الأمور ،، كأنها تهيء أن أكون بذاك المكان وفي ذاك التوقيت بالتحديد ،، ومنها كيف أني بإفساحي المجال لأحد المصلين أن يصلي مكاني ثم جلسنا سوية في ذات المكان هو أمامي وانا خلفه ،، هاهو مصلي أخر يرد لي جميل فعلي ،، و قام من مكانه كله ،، وتركه لي كي اصلي ... ثم عاد ليجلس أمامي وأنا خلفه ،، على منوال ما فعلته قبل نحو ساعة مع أحد المصلين ،، فيا سبحان الله ،،

أرجو أن يفي ذكر هذا الموقف لما أشرتي إليه الأخت العرب ،،


شكراً لك ِ ،،

[العَربْ.]

حقيقةً ولا أخالني أحيد عن ما أقولُ بالتَّمامِ فموقفكَ هذا مُثيرٌ و هو للتفكّرِ أجْدَر , كثيرًا ما يمُرّ علينا في هذهِ الحياةِ مواقف تتوالَى تباعًا تباعًا حتّى تجعلنا في حالة انبهار لدبير الله.
وَيْكأنَّ اللهَ رحيمٌ بعبادهِ رؤوفٌ حكيمٌ عليمٌ, وكم للهِ من لُطفٍ خفيٍّ !
استمتعتُ كثيرًا/جدًا في هذا المُتصفّح ال يعجّ بالروحانيَّةِ و السَّكينة , وهذهِ الحكايا ال نأخذ منها كعبرةً في هذهِ الحياة.
شكرًا لكَ أنَّك أغرقتَ المكانَ بجميلِ حضورِك, و ما فتِئنا نرقُب الجديدَ كما عوّدتنا, دُمتَ أديبًا كاتبًا نهمًا, وأهـلاً أبدًا.