هل كان ينبغي علي فعل ما فعلته في ذلك الوقت ؟!
انسكب السؤال على مشعل كرامته فاشتعلت تلعن السؤال والشيطان في آن!
ولكن أنين الأسئلة انهالت من جديد ، متجاهلة لعناته!
لماذا أنت بالذات؟ وما شأنك ؟ وما صلتك بهم؟
وحينها فقط قرر أن يتحدث مع نفسه بصوت مسموع لأنه يدرك جيداً أن رفع الصوت يجدي في أحايين كثيرة! ، كيف لا وهو ابن تلك البيئة/المجتمع/الوطن الذي يعلو فيه الصراخ بسبب وبلا سبب .
... فقال : اسمع أيها الحقير أنا أؤمن بحريتي وحرية كل من يتنفس ، إنساناً كان أو حيواناً ولا فرق بينهم في كثير من البلاد !
وهنا فقط دخل عليه الحارس في زنزانته المنفردة ليعتق يده المعلقة بالسقف منذ يومين .
فبرز له بصيص أمل بالعفو عنه قريباً وابتسم وقال له شكراً لك أيها الحارس النبيل .
حملق الحارس في وجهه لحظة وقال : ليس ذلك شفقة بك أو رحمة ولكن ذهابك للمستشفى وعودتك بسبب يدك المشلولة سيضيع علينا الكثير من إهانتك!