[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين . أما بعد :
قال فضيلة الشيخ : صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان :
فرقة القدرية :بدأت في آخر عهد الصحابة . القدرية : هم الذين ينكرون القدر ويقولون : إن ما يجري في هذا الكون ليس بقدر وقضاء من الله سبحانه وتعالى وإنما هو أمر يحدث بفعل العبد وبدون سابق تقدير من الله عز وجل .
فأنكروا الركن السادس من أركان الايمان .
وسمّو بالقدرية ، وسمو بمجوس هذه الأمة لماذا ؟ لأنهم يزعمون أن كل واحد يخلق فعل نفسه ، ولم يكن ذلك بتقدير من الله ، لذلك أثبتوا خالقين مع الله كالمجوس الذين يقولون : إن الكون له خالقان : النور والظلمة ، النور خلق الخير ، والظلمة خلقت الشر.
القدرية زادوا على المجوس لأنهم أثبتوا خالقين متعددين حيث قالوا : كلُ يخلق فعل نفسه ، فلذلك سموا بمجوس هذه الأمة .
وقابلتهم فرقة الجبرية الذين يقولون : إن العبد مجبور على فعله وليس له فعل ولا اختيار وإنم هو كالريشة التي تحركها الريح بغير اختيارها . فهؤلاء يسمون بالجبرية وهم غلاة القدرية الذين غلوا في إثبات القدر وسلبوا العبد الاختيار .
والطائفة الأولى منهم على العكس ، أثبتوا اختيار الإنسان وغلوا فيه حتى قالوا : إنه يخلق فعل نفسه مستقلاً عن الله - تعالى الله عما يقولون - . وهؤلاء يسمون بالقدرية النفاة ومنهم المعتزلة ومن سار على ركبهم .
وتفرقت القدرية إلى فرق كثيرة لايعلمها إلا الله لأن الإنسان إذا ترك الحق لإإنه يهيم في الضلال كل طائفة تحدث لها مذهباً وتنشق به عن الطائفة التي قبلها ، هذا شأن أهل الضلال .
أما أهل السنة والجماعة فلا يحدث عندهم اضراب ولااختلاف لأنهم متمسكون بالحق الذي جاء عن الله - سبحانه وتعالى - ولأنهم يسيرون على منهج واحد .
المصدر : محاضرات في العقيدة والدعوة للشيخ نفسه . صفحة 354 الجزء الثالث .
* هذه المقالة بتصرف .