[align=center]فيزيائية النقاش[/align]
هناك نظرية فيزيائية تقول " لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه " وبصرف النظر عن التجارب الفيزيائية المؤكدة لهذه النظرية وما تحويه من نتائج وأرقام ، فقد تنطبق هذه النظرية على سائر أمور الحياة ، فحين تتلاشى الاعتقادات الخاطئة والمبنية على وجهات النظر لبعض الأمور التي تبدو وكأنها ليست في صالحنا ؛ وتُظهر الأيام والوقائع خلاف ذلك ، عندها تكون هذه النتائج ردة فعل عكسية للاعتقادات الخاطئة .
يقول أبن القيم – رحمـه الله:- ( انظر إلى ما قيل لا من قال ). فأن فتح باب النقاش وطرح الآراء ( تحقيق لجملة: لكل فعل ) والذي ينتج عنه نوع من النقد أو المعارضة ( تحقيق لجملة : ردة فعل ) يتمثل في إثراء الموضوع وتمحيص الأفكار وإيضاح لإيجابيات وسلبيات الآراء ( تحقيق لجملة :معاكسة له في الاتجاه )، كما أنها تساعد في البعد عن الانسياق العاطفي وراء رأي واحد.
وقد أثبتت إحدى الدراسات أهمية المعارضة والنقد، فكانت النتائج تؤكد تأثيرها الإيجابي على اتخاذ القرارات. ففي واحدة من التجارب التي أجريت في إحدى الشركات الأمريكية، حيث شُكلت مجموعتين كلاً منها معني باتخاذ القرار، ثم طُلب من أحد الأشخاص في إحدى المجموعتين أن يقوم بدور المعارض، وبعد عدة شهور دُرست القرارات التي اتخذتها المجموعتين، فوجد أن قرارات المجموعة الأولى والتي يوجد بها الشخص المعارض أفضل بكثير من المجموعة الثانية. ثم كررت التجربة ولكن بعد وضع الشخص المعارض في المجموعة الثانية، وبنفس الطريقة وبعد عدة شهور دُرست تلك القرارات فوجد أن المجموعة الثانية والتي يوجد بها الشخص المعارض كانت قراراتها أفضل من قرارات المجموعة الأولى.
[align=center]لكم تحياتي[/align]