العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الرأي العـام °¨

¨° الرأي العـام °¨ للموضوعات العامة واختيارات الأعضاء من موضوعات مميزة ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-03-2011, 05:47 PM   #1
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية يمامة الوادي
 
تم شكره :  شكر 10916 فى 3630 موضوع
يمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضويمامة الوادي نسبة التقييم للعضو

 

مشروع البحث عن حمّام (قصة حقيقية ساخرة)

(القصة طويلة شوي .. ولكن واثق أنكم ستبكون عليّ بعدها)

لا أدري لماذا ينتابني شعور قوي بالذهاب إلى الحمام فور تفكيري لقضاء ساعات على أطراف كورنيش البحر أو جبال الطائف أو حتى بجوار محطة "بنزين"، هذه الاستجابة والتفاعل الغريب من الجهاز الإخراجي هو تفاعل طبيعي لما يتوقعه العقل الباطن من أهمية الاستعداد المبكر للخروج في نزهة أو رحلة فيرسل العقل الباطن كل ما لديه من إشعارات تحذير وصافرات إنذار لأجهزة الجسم كاملاً وخاصة الجهاز الإخراجي .
هذا التفاعل الحيوبايلوجي لم يكن بمحض الصدفة أبداً بل سبقه موقف عصيب جد عصيب ترك آثاراً سيئة على نفسيتي وجعل أعصابي وخلايا دماغي وعقلي الواعي واللاواعي وضميري المتكلم والمستتر يعرف قيمة الحمّام، ففي إحدى النزهات التي خرجت إليها بكل حيوية ونشاط مصطحباً "أم الأولاد" وأولادها وبينا أنا جالس أمام البحر الأحمر أرقب "الصراصير" وهي تلاعب صغارها بكل أريحية وأشم رائحة البحر الممزوجة ببقايا الفضلات التي تركها المتنزهون الذين شاهدوا ذات الفلم للصراصير مع أودها! لا أدري مالذي حدث بالضبط، بدأت أشعر بألم في المعدة ومغص غريب هكذا من دون سلام ولا كلام ولا طقطق، قمت مباشرة إلى سيارتي بعد أن قطعت مشاهدة الفلم الجميل وهنا فكرت أين سأذهب؟! وأين سأجد هذا البيت العظيم الذي يدعى "بيت الراحة" والمغص في زيادة فأخذت سيارتي وخرجت عجِلاً هائماً على وجهي أبحث عن "دورة مياه" أو "حمّام" أو أي مصيبة لكي أتخلص من هذا المغص الذي يزداد قوة وضراوة ما إن سلكت شارع الكورنيش وبدأت عملية البحث والتحري والسؤال إلا وأجد أمامي زحمة طويلة للسيارات فقلت: (سترك يا الله) وبينما أنا وسط زحام السيارات أسأل من يقف بسيارته عن يميني وعن شمالي هل تعرفون دورة للمياه قريبة؟ أحدهم نفى وجود أية دورات للمياه في الكورنيش وعرفت فيما بعد أن هذه الإجابة كانت هي أصح إجابة، وكأنه ضربني على بطني فازداد الألم، والآخر دلني على مكان بعيد جداً وأخذ يصف لي أوصاف الشوارع التي سأسلكها وعدد الإشارات والتقاطعات المرورية التي سأمرّ منها لكي أصل إلى حمّام ينقذني مما أنا فيه، حتى أصابني بالدوار والغثيان وفقدت الأمل، وبينما أسير مع عباد الله رويداً رويداً وهذه حالتي ألمح فجأة منارة مسجد جميلة يا لروعة الفرج اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك هنا محطتي هنا "بيت الراحة" هنا يحق لمثلي أن يردد: ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج، أوقفتُ سيارتي بسرعة واتجهت صوب دورات المياه ورأيت تجمعاً صغيراً فعرفت من أشكالهم أنهم أصبحوا مثلي من ذوي الاحتياجات الخاصة وكانت المفاجأة حين خرج أحدهم من دورة المياه قائلاً: "ما في مويه" يا لها من كلمة صعقتني !! مسجد فاخر جميل ومنارة شاهقة وأمام البحر ولا يوجد ماء !! إنا لله وإنا إليه راجعون، عدت راكضاً إلى سيارتي والخيبة تملأ بطني ويزداد المغص وبدأت أشعر بأحاسيس غريبة فأخوض ثانية في زحمة السيارات ولا أدري إلى أين سأتجه هذه المرة، سرت مع السائرين أتلظى وأتململ وأتلوى على نفسي وأنا أمسك مقود السيارة وعيناي لا تفارقان البنايات الجانبية والفنادق الفاخرة والأرصفة الجميلة التي تكسوها الخضرة والورود علني ألمح لوحة مكتوب عليها "دورة مياه" أو "حمّام" ولكن ما فائدة هذا الجمال وأنا أعيش هذه الكربة وأكتوي بنار البحث عن حمّام؟!
وحيث إن الحاجة تفتق الحيلة والحاجة حوّاجة والمغص يعلّم الشحتة وسوس لي شيطاني الرجيم بفكرة جميلة استحسنتها كثيراً قال شيطاني لا بارك الله فيه: لماذا لا تدخل أحد هذه الفنادق الفاخرة والأبراج العالية لـ "تشحت" منهم ثلاثة دقائق حمام؟! الله أكبر إنها الفكرة السديدة والوسوسة الرشيدة التي ستنقذني بإذن الله من هذا الجحيم !! أوقفت سيارتي عند فندق جميل أنيق من فنادق الكورنيش وأسرعت إلى "الرسبشن" واصطنعت ابتسامة بريئة وقلت لموظف الاستقبال: لو سمحت ممكن تسمح لي في دورة المياه؟ نظر إليّ وقال: اعذرني لا أستطيع مدير الفندق منع ذلك !! قلت له: يا أخي الكريم وضعي صعب جداً وحالتي لا يعلم بها إلا الله، ومقادير الله تقدر على كل إنسان، وأنا مستعد أن أتحمل جميع مصاريف وتكاليف غسيل الحمّام إن لزم أرجوك فقط اسمح لي !! قال الموظف: سامحني يا أخي ودي أخدمك بس ممنوع، حركت شفتاي وأعطيته ظهري ووليت بعد أن أخذت جرعة خيبة جديدة وقلت في نفسي: أين حقوق الإنسان من هؤلاء؟ أين منظمات الإغاثة والصحة العالمية؟ أين جمعيات الحقوق العامة والخاصة؟ أين المروءة؟ أين الشهامة؟ ماذا لو تبرع صاحب هذا الفندق فقط بثلاثة حمّامات بجوار فندقه للغلابة والمساكين أمثالي؟! أين إغاثة الملهوف والمحصور والحاقب ؟! وركبت سيارتي هائماً خائباً أبحث من جديد عن حمّام .
ركبت السيارة وزاد المغص وبدأ التدافع القسري يعمل عمله وفي هذه اللحظات ذهب تفكيري بعيداً بعيداً ذهب إلى اليابان وحمامات اليابانيين ورحم الله أحمد الشقيري حين عرض في خواطره حلقة عن الحمّام في اليابان وليتني لم أشاهد هذه الحلقة لهان عليّ الأمر، أخذت أتذكر حمّامات اليابانيين الالكترونية وتوفرها في المنتزهات والأماكن العامة ونظافتها وأناقتها وأزرار الشفط وأزرار الموسيقى وأزرار منع إزعاج الآخرين والتحكم بأصواتها والاتيكيت والرفاهية وأحجام ومقاسات كراسي الحمام وما هنالك من اهتمام بهذا الجانب الإنساني الذي لا يستغني عنه أي مجتمع بشري في العالم وخاصة على الشواطئ والمنتزهات والأماكن العامة ..
وبعد لف ودوران عكس اتجاه عقارب الساعة، وقطع مسافة الله يعلم مقدارها رأيت مكاناً يشبه دورة المياه وشككت في الأمر فلا توجد أي لوحة إرشادية والبناية متهالكة قد أكل عليها الدهر واستفرغ ، خطوت نحو هذه البناية المتهالكة اقتربت منها فعلاً إنها دورة للمياه إنه الحمّام الذي أبحث عنه منذ ساعة أو أكثر إنه الفرج بعد الشدة الحمد لله على نعمه، وعندما هممت بالدخول رأيت ثلاثة أشخاص ينتظرون دورهم في الدخول، عدد الحمّامات ثلاثة فقط، اثنان منها معطل بالكلية وواحد صالح للاستخدام الآدميين أمثالنا يعمل بنظام قوارير "ماء صحة" بدون أباريق ولا "ليّات" ويا قلب لا تفرح انتظرت مع المنتظرين حتى وصل الدور إليّ فكانت نهاية مأساتي في حمّام أشبه ما يكون بـ "بلاعة كبيرة" أجاركم الله..
فيا معشر السياح: أوصيكم ونفسي بالذهاب إلى حمّامات منازلكم وأخذ الحيطة والحذر وأمروا أهليكم وذراريكم كي يأخذوا احتياطاتهم اللازمة حتى لا تصبحوا من ضحايا البحث عن حمّام، وكل رحلة وحمّامات منازلكم بخير ..


يمامة الوادي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه