وعــي قص و لزق

[قلم صريح]

الـــوعــي لــدى الــســائــد و كــمــا أراه :

[صـــويب]

أحسنت أخوي قلم صريح

منذ فترة لم أرى موضوع على درجة عالية من الأهمية مثل هذا ورغم أهميته إلا أنه نادراً ما يطرح وإن طرح يطرح على استحياء وإن طرح تجده يتناول قضايا جزئية وكأن الوعي انحصر في طرح هذه المسألة أو تلك طرح لا يتجاوز صفحات الجرائد ووسائل الإعلام وتعليقات تتناثر هنا وهناك

فيما أن الوعي تطبيق قبل أن يكون كلمات تتداول ، الوعي تعلم ثم تطبيق ، الوعي اقتناع يتولد في داخل المرء نتيجة الإيمان الصادق ثم ينعكس على أخلاقه وممارسته عمليأ في حياته مع والديه وزوجه وأبناءه وجيرانه وأقاربه ومجتمعه وفي عمله ، الوعي أخذ العبرة من الغير ثم العمل والتطبيق

لا استطيع حقيقة تلمس الجوانب الأساسية في سبب تدني مستوى الوعي لدينا ، هل هو الإعلام أو المدرسة أو الأسرة أو المجتمع أو لابد من انظمة حازمة تفرض الوعي فرضاً مثل ساهر وغيره

ديننا الحنيف يحث على مكارم الأخلاق وعلى العمل وعلى عدم الأسراف وعلى التعلم وعلى احترام البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية وغيره فهل طبقنا ذلك حقا ..!

سأستخدم القص واللزق هنا مصداقاً لما ذكرته وما أكثرنا في قص موضوعات الفضائل ولزقها .. ولكن هل نعمل بها !!

في حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على سعد وهو يتوضأ فقال : " ما هذا السرف ؟ فقال : أفي الوضوء إسراف ؟ قال : نعم وإن كنت على نهر جار " رواه ابن ماجه .

ونحن بلد صحراوي لا توجد به انهار مع ذلك المملكة تأتي في المرتبة الثالثة عالمياً في استهلاك المياه بعد كندا وأمريكا ذكرت ذلك كمثال وما أكثر الأمثلة التي تطرح ونتحدث عنها ، حديث لا يتجاوز شفاهنا

موضوع هام جداً بارك الله فيك لطرحه وأسأل الله أن ينفع به

شكراً لا تفيك حقك

[قلم صريح]

أخوي صويب , حياك ربي شرَّفت :
فعلاً توثيق وسّع نطاق الحديث أشكرك عليه :
مثلاً, التنطع لدى البعض بأنه متحضِّر بأسلوبه و ثقافته عندما يكون أمام هذا المجال , ولكن بمُجرد إنتهاء الموقف , تجده إنسان أقل من عادي في نظرته و تعامله مع الواقع , تنظير في تنظير ,
الوعي و إدراك الأمور على حقيقتها تحتاج تجارب في واقع مرير للتطعُّم الحاجة لها , المادة سوست بالتفكير و أذابت الإحاسيس و أصبحنا مظهر مكتمل " الزبرقة " تحضراً قشورياً , و مافي الداخل , مكانك سر , الوعي يحتاج إلى حاجة له و نحن لا نحتاجه لأن لا فائدة منه سوى وجع رأس , وشوله افكر اني ما لازم ارمي منديل من برا السيارة وهي ماشيه محدن عارفني , و لا وشوله أكون مؤدب مع أجنبي أعترضني بسيارته الدردعه , و لا الشغالة , كرها و حلل راتبها , تجي شغالة و تتخرج بتاع كله , بعشرين ريال في اليوم تسوي كل شيء , و بين تقليب الطبخة و بين تقطيع البصل تجي تهمز المدام ,

[صـــويب]

كنت أستمع قبل قليل تلاوة لفضيلة الشيخ عبدالله الخياط ولما وصل للآية 44 من سورة البقرة أدركت السبب والعلاج في قوله تعالى:

"أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون * واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"

الفرد هو الأساس وفي صلاحه صلاح المجتمع "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم"

ومفتاح صلاحه "واستعينوا بالصبر والصلاة" والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر

والملفت أن الصبر قدمه الله على الصلاة

علينا أن لا ننسى أنفسنا ونصلحها وإلا اصبحنا كاليهود الذين اشارت لهم الآية الكريمة

قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون* كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"

شكراً

[قلم صريح]

حياك ربي :
قبل الا أنسى , المقصود بالصلاة هُنا هو " الصلاة لغةً " , أي الدُعاء , و أستعينوا بالصبر و الدُعاء , و الله أعلم ,
**
أبدعت أخوي صويب في الخروج بهذا التفسير الرائع ,
الفرد هو نواة و أصغر جزء يحمل صفات مُجتمعه و حسب تكوينه يتكون نوع المجتمع و هيئته و سلوكه .