حيّاك الله و بيّاك يا رفيق ،
و صباحك / مسائك ، رضا و رضوان ، من الرحيم الرحمن.
شاكرٌ و ممتن أنك استقطعت من وقتك الذي أعلم أنه ثمين جزءاً لتحضر هنا.
و أسعدني أيضاً أن حرفك هذا اليوم انبثق هنا.
و الجراح عندما تتفتق فهي تقول لنا أنا لم أشف بعد ، فداوني و إلا.!
الحكم على الأسئلة نسبي ، فقد تكون للمسئول عادية ، و مبتذلة أحياناً ، و لكن هل هي للسائل كذلك؟!
و هل أهمية السؤال تكمن في صياغته ، أو في الجواب عليه؟
لماذا سقطت التفاحة؟ سؤالٌ في نظر الكثير عادي ، بل قد يرى البعض أنه لا معنى له.!
و لكن أنظر إلى الجواب الذي جاء به شخصٌ نظر إلى السؤال العادي نظرة غير عادية.!
و أتوافق معك أن جواب أي سؤال هو نتيجة تراكمات ، لأنه في الغالب ما تكون الإجابة رأي أو رؤية و هما كما تعرف نتاج تراكمات معرفية لدي المجيب.
و تغير اللون هنا في معرفي هو تصنيف لا أكثر و لا أقل.
و أنت تعرف أن التصنيف في مجمله تمييز يُسهّل المعرفة ، فالأجناس البشرية مثلاً تم تصنيفها إلى ثلاثة ألوان ، و كذا التصنيف العام للوظائف فهناك الياقات البيضاء و الياقات الزرقاء.
و أنت أيضاً تعرف تصنيف ديوي ، و تعرف السبب وراءه.
و التصنيف في كثير من الأمور هو نسبي أيضاً ، و الحكم فيه يرجع إلى الشخص المُصنّف و الشخص الذي تم تصنيفه أو تصنيف عمله ، فلو عدنا مثلاً إلى ( سياط الأسئلة ) ، نرى أن النقاد صنفوا روايتك الأولى بكلمة ( سواليف ) ، و مع أن وصفهم لم يعجبك إلا أنك لم تنكر أن كل رواية هي ( سواليف ) ، و السبب في نظري هو اختلاف معنى كلمة ( سواليف ) عندك عن المعنى عندهم.
و بذا ترى يا رفيق أن المهم هو المعنى خلف التصنيف ، لا عملية التصنيف بذاتها.
و المعنى يا رفيق هو نتيجة تلك التراكمات الثقافية التي تحدثنا عنها.
و التراكمات الثقافية ، كما أراها ، هي نتاج كل وسائل التنشئة التي أثرت على حياة الشخص ، و على أساسها تكون ردات الفعل تجاه أي عمل يُساق إليه ، و التي قد يرى البعض أنها – ردات الفعل – مبالغٌ فيها ، و لكن هذه الرؤية أيضاً نسبيّة.
فأنا مثلاً لا أرضى أن يصنفني أي أحد تصنيفاً لا أرضاه ، و ردة فعلي يحددها الشخص و المكان ، فهناك أشخاص لا أهتم كيف يصنفوني و لكن تصنيفهم لي وقع في مكان لا أرضى فيه أن أصنف بهذا التصنيف و هنا تكون ردة فعلي قويّة ، و هناك أشخاص يهمني كيف يصنفوني بصرف النظر عن المكان ، و هؤلاء أحرص بشتى الوسائل أن أصحح لهم النظرة ، أو أفهم السبب وراء هذا ، و أحياناً قد تكون ردة فعلي قويّة.!
على العموم كون هذه المرحلة هي مرحلة انتقالية ، سترى في مستقبل الأيام تغييرات في الألوان و المسميات ، و أتمنى أن يجد الجميع أيضاً تغييرات في الطعم ، و اللون ، و الرائحة.
و قد أخبرتك من قبل يا رفيق أنني ( مو أطن ) ،،، بل ( ألف أطن ) ، و ما زلت.!
الثرثرة معك يا رفيق لها طعمٌ آخر ، و لكن يبدو لي أنني أطلت و في الإطالة إملال.
أتمنى لك التوفيق و السداد في كل ما تفعله.
تحيّة تشبهك و سلام.