تبرؤ أهل البدع بعضهم من بعض يوم القيامة
قال الله تعالى : { إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ****** ، معناه : تبرأ الذين يزعمون أنهم يتبعونهم في الدنيا لما رأوا العذاب ، وتقطعت بهم الاسباب : يعني المحبة التي كانت بينهم في الدنيا ، كذا قاله ابن عباس ، فلما رأوا ذلك قالوا : { لو ان لنا كرة ****** أي رجعة في الدنيا { فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا ****** .
أيها الأخوان : انبذوا هذه الطريقة التيجانية وغيرها وراء ظهوركم ، قبل نزول هذه الندامة ، التي قال الله في اصحابها { وما هم بخارجين من النار ****** لأن كل من اتبع أحداً في شيء ما أنزل الله به من سلطان - أي من حجة - تبرأ المتبوع منه يوم القيامة ، وأنى لهم الكرة ؟! هيهات ، هيهات .
أخبر الله سبحانه وتعالى عن قولهم يوم القيامة : { ربنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب وألعنهم لعناً كبيراً ****** ، قال الشوكاني في تفسيره : ( المراد بالسادة والكبراء : هم الرؤساء والقادة الذين كانوا يمتثلون أمرهم في الدنيا ويقتدون بهم ) اهـ
وفيه وعيد صريح لكل من يتبع أحداً في البدع والضلالات ، لأن قولهم هذا لا ينفعهم يوم القيامة .
إخواني : امعنوا النظر ، واستعملوا عقولكم في معنى هذه الآية ، ولا أظن يفهم معناها عالم غيور في دينه راغب في سنة نبيه ثم يتمسك ببدعة ، مستدلاً بقوله : " لو كانت باطلاً ما فعلها فلان " !! وهذا عين قوله تعالى : { ربنا أطعنا سادتنا وكبراءنا ... الآية ****** ، ولا نفع لهم في ذلك ، والعالم الحقيقي لا يأخذ بقول أحد إلأا بعد عرض ما يقول على الكتاب والسنة .
قال ابن كثير عند تفسيره هذه الآية : ( قال طاووس : سادتنا يعني أشرافنا ، وكبراءنا يعني علماءنا ، رواه ابن ابي حاتم ، أي اتبعنا السادة ، وهم الأمراء والكبراء من المشيخة ، وخالفنا الرسول ، واعتقدنا أن عندهم شيئاً وأنهم على شيء فإذا هم ليسوا على شيء { ربنا آتهم ضعفين من العذاب ****** أي بكفرهم وإغوائهم إيانا { والعنهم لعناً كبيراً ****** ) اهـ قوله .