العودة   منتديات سدير > `·• أفياء أدبية •·´ > ¨° بيت الشوارد °¨

¨° بيت الشوارد °¨ خاص بكل ما هو منقول شعراً كان أو نثراً ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-2006, 02:07 PM   #1
عضو جديد
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
ابو هاج is an unknown quantity at this point

 

لمحبي الروايات الفرنسية المدبلجة ( رواية من قلمي ) ..

السلام عليكم ورحمة الله

هذه أولى رواياتي التي سأعرضها عليكم في منتدانا العزيز ، آملة ان تنال على اعجابكم ، و وجدت هذا الموضوع مناسبا ليضع الاعضاء الكرام بوح اقلامهم هنا في هذا المتصفح البروقي ، لذا أُسعد لو تتكرم هيئة الاشراف على هذا القسم بتثبيت الموضوع و لكم خير الجزاء ..

نبذة عن الرواية :

هي رواية فرنسية بمعنى اوروبية ، و قد ادرجت ابطالها ايضا على الاوروبيين ، و هي تحكي عن معاناة فتاة في سن السابعة عشر تقريبا ، تحكي قصة حياتها الحزينة ، عن معاناتها و تحملها و صبرها ، و كم سرقت منها الحياة اعز انسان ، و لكن مهما يكن ، يظل الامل آخرشمعة تضيء لها الدرب ، و لو كانت في آخر لحظات عمرها البريء ...

لا أريد ان اطيل عليكم الانتظار ، و كل هذا ستلاحظونه خلال القصة ...

فإليكم هي :

( أمنياتٌ عبر الحياة )

نبرةُ الجرح الدامي لا تكاد تتوقف ، صرخاتٌ في خلجات الأعماق تترددُ بصوتٍ شجي ، سئمتُ الحياة .. سئمتُ هذا الفراش الابيض ، لم تعد هذه الحياة لي سوى كومةٍ من الآلام ..
لا زلت أُصارع المرض ، و بوهلة .. يتوقف كل شيء ، أخذتُ أسترجع شريط الذكريات (( حياتي .. دراستي .. أمنيتي الغالية التي لا تكاد تتحقق ، بل اصبحت في عِداد الاحلام )) ، كلمات مبهمة اقف امامها حائرة ، فأنا أمام معركةٍ مع عدوٍ يسمى بالمرض ، الذي يقف عائلاً امام احلامي ...

لم تزل أمنية الطفولة تراودني للآن ، << روبنس >> حلمٌ يبعث فيَّ الأمل ، كم حلمتُ بطفولتي أن أغدوا نجماً لامعا في سماء ابداعك ، و أرسم بفرشاتي معنىً للحياة ، نعم .. معنىً للحياة القاسية ..

أبعدتُ عني هذا الشرود ، و همهمتُ بالقيام ، فقد ضاقت روحي حياة البيت البائسة ، فالصمت الرهيب يقتل فينا آخر املٍ للحياة .. و الفقر و الجوع يسيطر على نفوسنا فيبعث فيها إحساساً بالخوف و السكون ....

***********
الحمى لم تفارق جدي للآن ، و الطبيب فقد آخر أملٍ لشفائه ، آهٍ لو أستطيعُ عمل شيءٍ يخلصنا مما نحن فيه ، فلقد نفذ الطعام و ما من شيءٍ نقتاضُ به للحصول على قطعة خبزٍ واحدة ....

ها قد أخذ الظلام يخيم على أرجاء المكان ، و ها هي الثلوج بدأت بالتساقط ، و ترانيم << الجيتار >> بدأت تتراقص على اسماعنا في الريف ، و لهيب نار المدفئة يشعرنا بالامل ..

أقبلتُ نحو جدي أناوله رشفةً من الدواء ..
- (( جدي .. قُم يا جدي و تناول الدواء الذي وصفه لك الطبيب ))
دنوت منه ..
- جدي ما بك ؟
حركته قليلا فسقط على الارض ..

اخذتُ احركه بقوة ، (( جدي .. جدي .. استيقظ ارجوك .. جدي ، لا ارجوك يا جدي لا تتركني لوحدي ، لا ارجووووك ، لاااااااااااااااااا ))

ركضتُ خارجاً ، كانت كل جوارحي تصرخ بلااااااا ، لا لا لااااا ، خانتني دموعي و لم استطع البكاء ، لم استطع ان اعبر عما بداخلي من الم ، سامحني يا جدي لانني لم استطيع فعل شيء ، سامحني .. فأنا لا استحق حبك و حنانك .. لا استحق ثقتك الغالية .. ســـــــــامحني ..
شعرت ُ أن روحي تكاد تفيض من جسدي ، قمتُ متثاقلة أجر أذيالي و جلست على الجسر المحاذي لضفاف البحيرة المتجمدة .. بدأت أبكي بحسرةٍ و الم ، تمنيتُ في تلك اللحظة لو تنشق الارض و تبتلعني لأتخلص من هذه الحياة البائسة ، أو أنه كابوسٌ مزعج سرعان ما استيقظ منه و يرجع كل شيء إلى ما كان عليه ...
أطياف جدي لا تفارق مخيلتي ، تجرني إليها بلهفة ، و تناديني (( إلينا .. إلينا )) ...
سئمت من هذا الوضع ، فالالم يعتصر قلبي ، أرجعُ للبيت و أرى ذكرى جدي في كل مكان ، عندما يجلس بقرب المدفئة و يناديني بصوته المبحوح (( إلينا )) ، كان كل شيء يذكرني به ..

رميتُ بنفسي على السرير و دمعاتي المتخثرة ما زالت في عينيّ ، عندها فقط استسلمت للنوم ... و بدأتُ اغوص في عالم الاحلام لاصل الى ما لا نهاية ......

**************
ظروف الحياة القاسية ، اضطرتني للسفر خارج (( بيونس آيرس )) للبحث عن عمل أقتات منه ، و مع الحرب ، ستزداد الامور سوءاً ، لذا يجب عليّ أن اغارد الريف بأسرع وقت ...
حزمتُ حقائبي و توجهت لمحطة القطار على عجل ..

ها قد بدأ القطار يتحرك ، و معه يتلاشى كل شيء (( طبيعة الريف الجميلة .. كوخنا الريفي .. و ذكرى جــــــــدي ))

صرختُ : < جــــــدي .. ستبقى اجمل لوحةٍ في مخيلتي > ....

ترددات صوتي لا زالت ترن في اذني ، تذكرني بالماضي .. تذكرني بأعز انسان ، ذكراه ستظل في قلبي مهما يكن الثمن ، فمهما كانت الايام طويلة و مهما كانت الليالي حالكة السواد ستظل النور الذي يضيؤها يا جــــــدي .....

***************
انقضت الايام حتى وصلنا (( لباريس )) ، لم يتغير الحال كثيراً عن (( بيونس آيرس )) فالثلوج تكسي الارض ثوباً أبيضاً ، و الجو قارص البرودة ...

استجمعتُ قواي ، و نزلت من القطار ، حملتُ حقيبتي ، و بدأتُ أسير بخطواتٍ حائرة .. لم أعرف إلى اين اتوجه ، فلقد حل الظلام و لم اجد مكانا أقضي فيه ليلتي ..

خارت قواي و لم أعد استطيع المشي .. أشعر ان اطرافي تكاد تتجمد ، أمشي بخطواتٍ متثاقلة ، و أجر قدماي بصعوبة ..
لم استطع المقاومة فسقطتُ على الارض و الثلوج تغطيني ..

*************
استيقظتُ صباحاً على صوت امراةٍ عجوز تدعوني لأتناول الفطور ..
بدت لي كجدتي المتوفاة في حنانها و عطفها ، سألتها عن اسمها فأجابت (( بآنا )) ، اخبرتها بأن اسمي (( إلينا )) ، عندها أخذت تخفي دموعها ، فعجبتُ لامرها ، سألتها باستغراب عن سبب بكائها فأجابت بأنها كانت لها حفيدة في مثل عمري متوفاة كانت تدعى (( بإلينا )) و هي تشبهني تماماً ...
اشفقتُ على حالها و على ما بدت عليه من الحزن و الكآبة .. ثم أخذتُ أشكرها لمساعدتها لي ..
كانت جدةً طيبة ، و ابتسامتها العذبة توقد فيَّ شعلة الامل ..
تجاذبنا أطراف الحديث ، فسألتها : يبدو عليكِ يا جدة بأنكِ تعيشين وحيدةً هنا ؟! ، فأجابت : لقد اعتدت يا ابنتي على حياة الوحدة ، فما أن توفيت حفيدتي ، لم اجد أنيساً لي في هذا البيت سوى صناراتي و صوفي ..
أقبلت تحدثني قائلة : ماذا عنكِ يا ابنتي ، من أين جئتِ و ما حاجتك ؟
فأجبتها : جئتُ يا جدة من (( بيونس آيرس )) بحثاً عن مورد رزق ٍ بعد ما توفي جدي ، فما عاد أحدٌ يرعاني من بعده ، لذا قررت السفر (( لباريس )) ...
تسامرنا و تحدثنا إلى ان جاء وقت النوم ، فأخذتني لترشدني للسرير الذي سأنام عليه ...

*****************
و في صباح اليوم التالي ، استيقظتُ نشيطةً و فتحتُ النافذة لاستنشق الهواء العليل ، كانت مناظر الطبيعة (( كبيونس آيرس )) تماما ، (( زقزقة العصافير .. صوت شلال الماء و الاشجار )) كلها اصبحت لوحةً متجانسة للطبيعة ، فما وجدتُ اجمل و أحلى من هذه الفرصة لأرسم لوحةً لهذه المناظر الخلابة ..
أحضرتُ قطعةً من فحمِ المدفئة ، و بدأتُ أرسمُ على الوجه الخلفي للملصقات الاعلانية التي كنتُ أحتفظُ بها للرسم ...
و عندما انتهيت كنتُ في غاية السعادة ..
تذكرتُ جدي ، فأحضرتُ ملصقةً اخرى ، و بدأتُ أرسمُ ملامح وجهه ، ثم توقفتُ لبرهة .. أخذت الدموع تبلل الورقة فقمتُ فورا للداخل و ارتميتُ على السرير ، اجهشتُ بالبكاء ..
أقبلت المرأة العجوز نحوي تضمني اليها ، و أخذت تهدأ من روعي ، سألتني باضطراب : ما بكِ يا ابنتي .. لِمَ تبكين ؟
أجبتها و دموعي تملأ عينيّ : لا شيء يا جدتي .. لا شيء ....
ومضى الحال بسلام هذا اليوم الى ان حل الظلام من جديد ...

*************
و في صباح يومٍ جديد ، قررتُ القيام للبحث عن عملٍ اقتاتُ به ، و علمتُ مسبقا ان (( بباريس )) متحفاً فنيا للوحات (( روبنس )) ، أخذتُ امشي و أنا اناظر المباني يمنةً و يسرة ، و يال الدهشة ، ها هو المتحف !!

بدا مبنىً ضخما ، فتوجهتُ نحوه و لكن القائمين عليه لم يمكّنانني من الدخول ، إلا اذا دفعت مقابل ذلك قطعةً ذهبية واحدة و هذا مبلغٌ كبير ، لذا عدتُ ادراجي اجر اذيال الخيبة ..

كان بائع الصحف يتجوّل هناك ، ناديته لاشتري منه صحيفة اليوم ، علني أجد عملا يلاؤمني ، أخذتُ اتصفحها و إذا بي أرى طلب خادمةٍ في أحد المنازل الثرية ، أخذتُ العنوان و بدأتُ أجوبُ المدينة بحثاً عن عنوان ذلك البيت ..

اصبتُ بالارهاق ، و اخذ مني التعب مأخذه ، و أخيراً وجدت عنوان المنزل ، طرقتُ الجرس ، و يال العجب ! ، لقد خرجت لي سيدة المنزل ، و لكن يبدو على هيئتها بانها متعالية و عدوانية ، انحنيتُ لها قليلا و قلتُ : مرحبا سيدتي ، حسبما طلبتم في الصحيفة خادمة ، ها انا ذا جئت لاستلم العمل ..

فاجابت بصوتٍ مبحوح : ماذا ؟ لا اذكر اننا طلبنا خادمةً بهذه الثياب القذرة و هذا الوضع المقزز !!

فأجبتها صارخة : و لكن يا سيدتي ، العمل لا يتطلب كل هذا ، ثم انني سوف اشتري لي ملابسا جديدة عندما استلم أول راتبٍ لي ..

صفعتني بقوة و اجابتني صارخةً بوجهي : يا لكِ من فتاةٍ وقحة ، هيا اذهبي من هنا ....

ابتعدتُ شيئاً فشيئاً ، و بدأتُ أركضُ باكية ، و حل الظلام عليّ في الطريق ، كما انني ابتعدتُ كثيرا عن بيت تلك الجدة ، اعتقد انني ظللت الطريق ..

خارت قواي و بدأتُ اتعب ، أخذتُ نفسا عميقا ، و في طريقي للعودة ، نظرتُ للمتحف ، و توجهتُ نحوه آملةً في الدخول ، و لحسن الحظ لم يكن هناك أحد ، فقد كان المكان ساكناً ، دخلتُ اليه و بدأتُ انظر من حولي ، لوحات (( روبنس )) أخيرااا تحقق حلمي في رؤيتها ، الآن فقط عرفتُ لِمَ كان أبي يلح ليرى هذه اللوحات ، جدي .. ها أنا أرى لوحات (( روبنس )) يا جدي ، امنيتي الغالية تحققت اخيرا ، و بوهلة توقف كل شيء ، سقطتُ على الارض ، أحسستُ ان أطرافي متجمدة تماماً ، استسلمتُ أخيرا للموت ، و فاضت روحي بهدوء ، و كانت على فمي ابتسامة رضا ، و آخر كلمةٍ أتلفظ بها هي : جـــــــــــدي ...

النهاية

مع تحيات
اخوكم:

ابــــــــو هـــــــاجــــــــــر

ابو هاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-01-2006, 03:04 PM   #2
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية بسمة سدير
 
تم شكره :  شكر 2476 فى 999 موضوع
بسمة سدير نسبة التقييم للعضوبسمة سدير نسبة التقييم للعضوبسمة سدير نسبة التقييم للعضوبسمة سدير نسبة التقييم للعضوبسمة سدير نسبة التقييم للعضوبسمة سدير نسبة التقييم للعضوبسمة سدير نسبة التقييم للعضوبسمة سدير نسبة التقييم للعضوبسمة سدير نسبة التقييم للعضوبسمة سدير نسبة التقييم للعضوبسمة سدير نسبة التقييم للعضو

 

رد : لمحبي الروايات الفرنسية المدبلجة ( رواية من قلمي ) ..

إبداع أخوي أبو هاجر




لا تحرمنا من جديدك أخوي

التوقيع
.



" واجْعل لي لسَان صدْقٍ في الآخرين * واجْعلْني من ورَثةِ جَنّة النّعيم" .
.

بسمة سدير غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:28 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه