العودة   منتديات سدير > ¨° المنتدى الترفيهي °¨ > ¨° رحاب الأنس والترفيه °¨

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-2002, 01:36 AM   #1
عضو مشارك
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
الضحاك is an unknown quantity at this point

 

طقوس ........يوم العزيمة !!

أعزائي …جئتم وقد دار بخُلْدِ كل منكم شريط لحظة تصوّرية عن ماهيّة هذا اللفظ المدوّن عنوانا…البعض توقّع المعنى اللفظي العربي الفصيح المصاحب لمعنى الإصرار والمضيّ قُدُما وتساءل هل هي معركةُُ تاريخيّه؟…والبعض ماإن قرأ العنوان حتى تراءت إلى ناظريه دلال القهوه…وترامى إلى مسمعه صوت صجّة بزرانٍ في فناء دار رجلٍ كريمٍ أقام وليمة غداء…هؤلاء البعض الأخير هم من سيستطيع قراءة مابين السطور.

كلامي عن عزائم زمن يكاد يمضي…بحلوه ومرّه…كان مصطلح العزيمه يطلق على وليمة الغداء خاصّة في الصّيف القائظ…هذه هي صورة العزيمة في داخل متاهات عقلي ولاأعلم لماذا…فكلّ إنسان منّا تختلف تجاربه ونظرته للأمور باختلاف أمورٍ كثيره ليس هذا مجال نقاشها…سأبدأ البرنامج اليومي وطقوس يوم العزيمه.

أقوم في الصباح الباكر جداً…في تمام الساعة الحادية عشره ظهراً…أتمطّى قليلاً…أشرع في دسّ رأسي تحت وسادتي الحرشاء مرّةً أخرى وفجأه…أتذكّر…إنه يوم العزيمه.

أقحص من فراشي …أغسل وجهي على عُجالةٍ من أمري وأحاول جاهداً مااستطعت صنفرة بعض النتوءات فيه…ألقي نظرةً خاطفةً على محتويات دولابي …وأقرر…لامناص عن ثوب أبو غزالين أصفر لمّاع وكبك أبو سير…ذلك المترابط بين نهايتيه الطرفيّتين بسيرٍ مذهّبٍ صبغه.

ألبس ثوبي…أواسي كَفتَتين في أكمامه توازي زنداي…أصكّ غالوقةً تحزّ على عروق رقبتي حتى تصبح وكأنها عبّارات تصريف السيول ويزرقّ وجهي وكأنني قد غصصتُ بموزه…لاحاجة بكم للتساؤل عن عدد الأزرّة طبعا…خمسه…جملة إعتراضيه - لو كانت العزيمة شتاءً للبست ثوبي ذو أزرار القيطان فهو يواجِه -

وبينما أنا أتطلّع في جمالي الأسطوري…وأتعجّب من لمعة ثوبي …يأتي صوت أبي أطال الله في عمره من بطن الحوي وهو يقول…قم قامت عَصَبك وتحلحلت ركَبْك…وأرد بكل صفاقه…قمت قمت يـِبـَه.

أنزل كالطاووس من قمّة بيت الدّرجه…أقبّل رأسَي والداي وأصبّح عليهما…وأقول لأبي…أبي دهن عود شوي يـِبـَه…فيقول والبسمة تعلو محيّاه…تبي والله عودٍ يَنبِز عينك…اخلص الرجال راحوا وانت ماغير تواسي كَفتات ثوبك.

نركب أنا وأبي السياره…وتبدأ أفكاري…هل ياترى ستحين لي فرصة الجلوس على المفطّح هذا اليوم؟…نصل إلى بيت العزيمه…نعرفه ببابِهِ المشرّع…وبعض الصبية الذين يتراجمون ببراءةٍ وثقل طينةٍ أمام ردهة بابه…يدخل أبي أولاً ويسلّم على صاحب الدار…فيستقبله بالترحاب والودّ…وأدخل أنا وكأنني رجل آلي خشية خراب الشخصيّه…فيعرّفني أبي …فينظر إليّ العازم…ويقول…الله يخلف علينا بس يابوبردان وين الرجال منوّل؟…أكظم غيظي وأرسم إبتسامةً لو لم أرسمها لنالني من أبي مالذّ وطاب من الكفوف بعد الوليمه كنوعٍ من الحلاء…وأقول في نفسي لهذا الكهل…يبن الحلال أنت من زينك عاد؟…قاعد تشلّخ علينا وتشوّت من برا الثمنطعش على بالك عشتا أيام الجوع وانت ماخلّص تمر النخل في الديره هاك الايام الا انت ووجهك .

ألتمس العذر من القاريء الكريم لخروجي عن النص فقد كانت غضبةً في الحقّ. ندخل المجلس…نستهلّ السلام من يمين المجلس…البعض يمطّخ الخدود وأنا لاعلم لي بكينونته أصلاً على سطح البسيطه…ويقول لي كيف حالك يابردان؟…وأقول له بلمحات العالمِ باسم جدّهِ الرابع…بخيرٍ اللهم سلّمك ..وأنت؟…فيردّ بي ويبدأ بالسلام على من بعدي.

يُفسَح المجال لأبي ليتبوأ مجلساً متصدرا…وأدير رأسي يمنةً ويسره…لعلّي أحظى ولو بمركى…ولكن هيهات…فالتماسيح قابعين…بعيونهم متربصين…ونظرات تتطاير شررا…ولكنهم يبتسمون . أجلس في طرف المجلس بجانب فتىً يافع يدعى إبراهيم قد تزكرَتَ بطاقيّة زريٍ وقَلَم أبو نص…وبمجرّد جلوسي القرفصاء يداهمني هذا الإبراهيم ويقول لي بلهجةٍ متعمّقه…جيتاااااااااا؟…حتى يبدوا لي سقفُ حلقِهِ من شدّة إتّساع الخشّة حين النطق. فأقول له لا مابعد جيت أنت ونفرتك ذا اللي في خشمك كنّها اللمبه الحمرا اللي على برج التلفزيون.

وأبدأ في دراسة المجلس…فحيناً يطبق الصمت والوجوم…وحيناً تتعالى الأصوات…دون نقاشات مثمرةٍ بناءه إلا ماندر…كيف حالك ؟وهل أنت بخير؟…نحمد الله….وأنتم؟…وهكذا دواليك…ولابد من ممارسة تلك الطقوس مع من يجلس حولك …فتسأل سؤالاً أنت أعرف الناس بإجابته…ويجاوب جواباً يحمل بين طياته الكره لسخافة السؤال …في عملية عكسيه أخذ ورد. والويل ثمّ الويل لك إذا طرحتَ أطروحةً فيها من علوم العصر الحديث وثقافةٍ تعِبتَ في تحصيلها بمثابره...سيداهمك كهلُُ من الكهول ويعترض...ثمّ عاد ناقش أنت ووجهُك...

ثم تأتي دلال القهوة وصوت الفناجيل يشنّف آذاني…وماإن يصلني الدور في طرف المجلس …حتى تنتهي الفناجيل …فأطلق إبتسامةً تدرأ الفشيله…ولايهون الشاهي أيضاً…فأنا لاأشرب النعناع رغبةً فيه…بل لانتهاء بيالات الشاي …ورَشْخِها من قبل تماسيح المراكي الساخرين.

ثم تأتي ساعة الصفر…ساعة يكرم المرء أو يهان…وينادى للدخول للمقلّط…فنقوم وقد أخذ منا الجوع ماأخذ…وننتظر هنيهات المصاله…تلك التي يتعازم فيها الكهول أمام باب المقلّط…ويطلقون النكتة السقيمه الأزليّه…التي تصيبني بالغثيان…أنت أكبر يابو فلان…فيرد الآخر لالا أنت أكبر…وهما لايعلمان بأن جوع الجموع خلفهما أكبر من كِليهِما.

قد يتبادر إلى ذهن القاريء العزيز سؤال…لمَ لَم تغسلوا الأيادي قبل الغداء…وفي معرض إجابتنا على هذا السؤال نقول…ستأتيك عيارةً على الطائر من أحد الكهول بأنّك موسوس …وأنّك إبن النيدو…فكل بجراثيم يدك لتصبح رجلاً مثلهم وتدرأ عنك شبهة العياره.

نقلط على صحنين كبيرين أحدهما يحمل حيواناً منبطحاً ولسان حاله يقول ألا ليت العمر يعود يوماً فأخبره بما فعل طبّاخ مطعم المنجف…والآخر يحمل كتفاً وجنبا…عرفت من هجوم التماسيح أن اليوم ليس يومي كما تراءى لي في السياره…فأطأطيء رأسي حَنَقاً وأجلس أمام تبسي الجَنْب والكتف ...مسمّياً بالله …غارساً للخمس.

بعد الفراغ من الطعام أتحيّن الفرصة المناسبةِ لإطلاق العنان لصوتي بطبقة السوبرانو وأقول…أكرمكم الله…ولامن مجيب…فهم يقطّعون الموزَ والتفّاحَ منهمكين ..مُبدين إبتسامات الرضى والشَبَع وبين أسنان كلٍ منهم خيوطاً نرجسيّة من بقايا البرتقال …نغسّل الأيادي ونتطيّب بغرشة طيب ليمون تُسمّى خِرشا…وندخل مجلسنا الأول من جديد وأصوات الألسنة وهي تخرج مابين الأسنان من اللحم والبرتقال تشعرك وكأنك في مسابقة مصّ سن توب. وتأتي صياني الشاي المتجدّده…ويلاحظ دوماً في هذه الفترة من العزيمة إختفاء تماسيح المراكي…الكهول يعلمون…ونحن نعلم…حتى بيالات الشاي تعلم…أنهم في الخارج يتـتّـنون.

نرتشفها بسرعه…لندرك صلاة العصر.وتنتهي العزيمه. ماسبق ذكره هي عادة إجتماعية لاتزال قائمة ولله الحمد ولكن باختلاف الزمان والمكان…فهي تقام حالياً في الإستراحات وفي الفنادق…وتقام ليلاً أكثر من النهار…وازدادت الأصناف الغربية من المأكولات حتى تراجعت أمام جيشها العرمرم بَوادي الجريش والقرصان المتاخمة للتباسي الرئيسيه. ترابط اجتماعي وثيق يعطي مدلولات على التقارب بين الأقارب والجيران …أسأل الله ألا يغير نعمته علينا …وأن نتخذ الأسباب لذلك…بتوزيع بواقي الغداء على المحتاجين…وليس على السواقين .

التوقيع
ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى == عدوا له ما من صداقته بُد
الضحاك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-12-2002, 02:02 AM   #2
عضو مشارك
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
الضحاك is an unknown quantity at this point

 

الموضوع منقول .

التوقيع
ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى == عدوا له ما من صداقته بُد
الضحاك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2002, 01:43 AM   #3
عضو مشارك
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
الضحاك is an unknown quantity at this point

 

ياشباب ما اعجبتكم القصة ؟؟؟


ولا رد !!!!

التوقيع
ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى == عدوا له ما من صداقته بُد
الضحاك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2002, 10:51 AM   #4
عضو نشيط جداً
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
The sick guy is an unknown quantity at this point

 

السلام عليكم
كثر من أقحص ذي و مشكور على ذا الشرح التفصيلي للعزيمة و طقوصها

The sick guy غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه