يقع الكثير منا في حبائل الشيطان ومكائده ..
من ذلك ما يحصل من " العجب " بالنفس ..
حد يصل به لمرحلة " الفوقية " والاستعلاء على الغير ..
وما يترتب على ذلك من نظرتهم الدونية للآخرين ..
إن تحدث بلغ به العجب أن يجد لنفسه حق الاسترسال كونه يرى في الخطيب المفوه ..
وإن كتب بلغ به العجب أن يرى لنفسه أنها بلغت أعلى الرتب ..
وإن كان المقام مقام تشييد منزل فهو الحاذق الفاهم بما يسمح له من توجيه سهام نقده وتقليله من أعمال الغير ..
وفي مجال المركوب فهوب الموهوب بالفطرة على الذوق السليم والنظر السديد ..
وبالتالي فما وقع عليه اختياره فهو الأجمل والأكمل والأليق ..
فكيف يخالفه الآخرون في عملية الشراء إلا أنهم يفتقدون للذوق السليم والفهم السديد ..
والأكل ألذه عنده وأشهاه لديه خبره اليقين ..
لا يرى لغيره الحق في التعبير طالما جاء متباينا مع قناعته ..
ولا الاختيار المناسب إن كان في واد غير واديه ..
إعجابه بنفسه جازالحد وبلغ به مرتبة الغرور القاتل ..
أبو هريرة وهو هو ..
أثر عنه أنه أخذ حزمة من الحطب، فحملها ومشى في السوق وكان السوق مزدحماً..
فقال: افتحوا للأمير طريقاً.
كان أبو هريرة أمير المدينة ، فقالوا: لماذا يا أبا هريرة ؟
قال: أعجبتني نفسي وكنت فقيراً من آل دوس معي أمي نزلنا المدينة ولم نجد كسيرة حتى كدت أسقط من الجوع ..
وأصبحت الآن أميراً ..
فحدثتني نفسي فأردت أن أكسرها ..
فلنكن على حذر من الشيطان أن يكيد لنا فيوقعنا في حبال " العجب " الممقوت والغرور القاتل ..