العودة   منتديات سدير > `·• آفاق رحبة •·´ > ¨° الإسلامي °¨

¨° الإسلامي °¨ جميع ما يتعلق بالشريعة علماً و فكراً و منهجاً . قضايا معاصرة - أحكام - فتاوى - نصائح - بحوث شرعية - مقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-2006, 02:06 AM   #1
عضو نشيط جداً
 
تم شكره :  شكر 4 فى 4 موضوع
الحجاز is on a distinguished road

 

( خطبة الشيخ السديس إمام الحرم حول الأحداث )



جزء من الخطبة مهم لمن أراد الحق وشرح الله صدرهـ :

إخوةَ الإسلام، المجازفةُ بالتكفير شرٌّ عظيم وخطر جسيم كم أذاق الأمّةَ من الويلات ووبيل العواقب والنهايات لا يسارِع فيه مَن عِنده أدنى مَسكة من ورعٍ وديانة أو شذرة من عِلم أو ذرّةٍ من رزانة، تتصدّع له القلوب وتفزَع منه النفوس وترتعِد من خطرِه الفرائص.
يقول الإمام الشوكانيّ رحمه الله: "وها هنا تُسكَب العبرات ويُناح على الإسلام وأهلِه بما جناه التعصّبُ في الدين على غالبِ المسلمين من الترامي بالكُفر لا لسنّةٍ ولا لقرآن ولا لبيانٍ من الله ولا لبرهان بل لما غلَت به مراجلُ العصبيّة في الدين وتمكّن الشيطان الرجيم من تفريقِ كلمة المسلمين لقَّنهم إلزاماتِ بعضِهم لبعض بما هو شبيهُ الهباء في الهواء والسّراب بقيعةٍ، فيا للهِ والمسلمين من هذه الفاقِرة التي هي أعظمُ فواقرِ الدين والرّزيةِ التي ما رُزِئ بمثلِها سبيلُ المؤمنين... ـ إلى أن قال رحمه الله: ـ والأدلّة الدالّة على وجوب صيانةِ عِرض المسلم واحترامِه تدلّ بفحوى الخطاب على تجنُّب القدح في دينه بأيِّ قادِح، فكيف إخراجه عن الملّة الإسلاميّة إلى الملةِ الكفريّة؟! فإنّ هذه جنايةٌ لا يعْدلُها جناية وجرأةٌ لا تماثِلها جرأة وأين هذا المجترِئ على تكفير أخيه من قولِ رسول الله : ((المسلمُ أخو المسلم؛ لا يظلِمه ولا يُسلمُه)) ، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((سِبابُ المسلم فسوقٌ وقِتالُه كفر) ، وقوله : ((إنّ دماءَكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)) " انتهى كلامه رحمه الله.
إخوةَ الإيمان لقد جاءتِ النصوصُ الزاجرة عن هذا المرتعِ الوخيم والمسلَك المشين يقول سبحانه: فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [النساء:94]. وفي الصحيحين من حديث ابنِ عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((إذا قال الرجلُ لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدُهما، فإن كان كما قال وإلاّ رجعت عليه)) ، وفيهما من حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسولَ الله يقول: ((من دعا رجلاً بالكفر أو قال: عدوّ الله وليس كذلك إلا حارَ عليه)) ، وعند الطبرانيّ بسند صحيحٍ أنّ رسولَ الله قال: ((مَن رمى مؤمِنًا بكفرٍ فهو كقتلِه)).
وعلى هذا المنهَج الناصِع الوضيء سارَ صحابةُ رسول الله خرّج الإمام أحمد والطبرانيّ وغيرهما عن أبي سفيانَ قال: سألتُ جابرًا وهو مجاورٌ بمكّة: هل كنتم تزعُمون أحدًا من أهل القبلة مشركًا؟ فقال: معاذ الله، وفَزع لذلك، فقال رجلٌ: هل كنتم تدعون أحدًا منهم كافرًا؟ قال: لا.
وعلى هذا المسلَك المشرِق اللألاء سارَ السلف الصالح رحمهم الله فوضَعوا لهذا الحكم أصولاً وشروطًا وضوابط ورسموا له حالاتٍ وموانع لا بدّ من مراعاتها والتثبُّت فيها وما ذلك إلاّ لخطورته ودقّته.
وأهمُّ هذه الضوابط ـ يا عبادَ الله ـ أنّ التكفيرَ حكم شرعيٌّ ومحضُ حقّ الله سبحانه ورسولهِ
يقول الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله:
الكفر حقُّ الله ثم رسولِـه بالنصِّ يثبت لا بقول فلان
من كان ربُّ العالمين وعبدُه قد كفّراه فذاك ذو الكفران
ويقول الإمام الطحاويّ رحمه الله: "ولا نكفّر أحدًا من أهل القبلةِ بذنبٍ ما لم يستحلَّه"،
قال ابن أبي العزّ رحمه الله: "إنّ بابَ التكفير وعدم التكفير بابٌ عظُمت الفتنةُ والمحنةُ فيه، وكثر فيه الافتراق، وتشتّت فيه الأهواء والآراء وتعارضَت فيه دلائلُهم، فالنّاس فيه على طرفين ووسَط"ثم قال: "وإنه لمن أعظمِ البغي أن يُشهَد على معيَّن أن اللهَ لا يغفر له ولا يرحمه، بل يخلّده في النار"
وقال الغزاليّ رحمه الله: "والذي ينبغي الاحترازُ منه التكفيرُ ما وجد إليه سبيلا، فإنّ استباحةَ الدماء والأموال من المصلِّين إلى القبلةِ المصرّحين بقول: لا إله إلا الله محمّد رسول الله خطأوالخطأ في ترك ألفِ كافرٍ في الحياة أهونُ من الخطأ في سفكِ دمٍ لمسلم"، وقال الإمام النوويّ رحمه الله: "اعلم أنّ مذهبَ أهل الحقّ أنه لا يكفَّر أحدٌ من أهل القبلةِ بذَنب، ولا يُكفَّر أهلُ الأهواء والبدَع وغيرُهم"
ويقول الإمام القرافيّ رحمه الله: "كونُ أمرٍ ما كفرًا أيّ أمرٍ كان ليس من الأمور العقليّة بل هو من الأمور الشرعيّة فإذا قال الشارع في أمرٍ ما: هو كفر فهو كُفر"،
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله: "فلهذا كان أهلُ العلم والسنّة لا يكفِّرون من خالفَهم وإن كان ذلك المخالِف يُكفِّرهم؛ إذِ الكفر حكمٌ شرعيّ، فليس للإنسان أن يعاقبَ بمثلِه كمن كذب عليكَ وزنى بأهلِك، ليس لك أن تكذِب عليه ولا تزني بأهله، لأنّ الكذبَ والزنا حرامٌ لحقّ الله تعالى، وكذلك التكفير حقُّ الله، فلا يُكفَّر إلاّ من كفّره الله ورسوله"،
وقال الشيخ المجدِّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "وبالجملةِ فيجب على كلِّ من نصَحَ نفسَه أن لا يتكلَّم في هذه المسألةِ إلا بعلمٍ وبرهانٍ منَ الله، وليحذَر من إخراج رجلٍ من الإسلام بمجرَّد فهمِه واستحسان عقله، فإنّ إخراجَ رجلٍ من الإسلام أو إدخالَه من أعظم أمور الدّين، وقد استزلَّ الشيطان أكثرَ الناس في هذه المسألة".
الله أكبر، هذا هو ورَعُ السلف في هذا الباب، فكيف يسوغ بعدَ هذه النقول كلِّها لمن لم يبلُغ في مقدار علمهم وفضلهم نقيرًا ولا قطميرًا أن يتجاسَر على المسارعةِ إلى الحكم بالكفر الصُّراح في حقّ إخوانه المسلمين جملةً وتفصيلاً عياذًا بالله عياذًا، أوَما علِم هؤلاء ما يترتَّب على التسرُّع في التكفير من أمورٍ خطيرة مِن استحلال الدمِ والمال ومنعِ التوارُث وفسخِ النكاح وتحريم الصلاةِ عليه وعدَم دفنِه في مقابر المسلمين، مع ما يستوجبه من الخلودِ في النار والعياذ بالله، إلى غير ذلك ممّا هو مزبورٌ في مظانِّه؟! فلا جرَمَ بعد ذلك كلِّه أن يقفَ الشرعُ منه موقِفًا صارمًا، يسدُّ الطريقَ على أحفاد ذي الخويصرة وحرقوص بن زهير ومَن خرج مِن ضئضِئهم ممّن يكفّرون أهلَ الإسلام ويدَعون أهلَ الأوثان، بل يوزّعون صكوكَ جهنّم على الخليقة وهم لا يشعرون، والله المستعان.

الحجاز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-08-2006, 10:05 AM   #2
عضو موقوف
 
تم شكره :  شكر 2058 فى 1190 موضوع
يـــزيـــد نسبة التقييم للعضويـــزيـــد نسبة التقييم للعضويـــزيـــد نسبة التقييم للعضويـــزيـــد نسبة التقييم للعضويـــزيـــد نسبة التقييم للعضويـــزيـــد نسبة التقييم للعضويـــزيـــد نسبة التقييم للعضويـــزيـــد نسبة التقييم للعضويـــزيـــد نسبة التقييم للعضويـــزيـــد نسبة التقييم للعضويـــزيـــد نسبة التقييم للعضو

 

رد: ( خطبة الشيخ السديس إمام الحرم حول الأحداث )

السلام عليكم

الله يعطيك العافية ويجزاك خيرا

يـــزيـــد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-08-2006, 06:24 PM   #3
عضو نشيط جداً
 
تم شكره :  شكر 4 فى 4 موضوع
الحجاز is on a distinguished road

 

رد: ( خطبة الشيخ السديس إمام الحرم حول الأحداث )

يزيد
أشكرك على تواجدك

الحجاز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-08-2006, 09:56 PM   #4
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
التنومي is an unknown quantity at this point

 

رد: ( خطبة الشيخ السديس إمام الحرم حول الأحداث )

جزاك الله خير الجزاء أخوي الحجاز

تحياتي

التوقيع
التنومي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-08-2006, 11:30 PM   #5
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية زهرة
 
تم شكره :  شكر 124 فى 85 موضوع
زهرة is a jewel in the roughزهرة is a jewel in the roughزهرة is a jewel in the roughزهرة is a jewel in the roughزهرة is a jewel in the rough

 

رد: ( خطبة الشيخ السديس إمام الحرم حول الأحداث )

الفاضل /الحجاز

فوالله إن موضوعك على الجرح كمايقال في حين الحاجه الى شيء مهم

وفقت في اختيار الموضوع

وهذا ليس بغريب عليك

دمت لنا ناصحا وموجها

وأسأل الله تعالى أن يرعاك ويكلـأك بحفظه

التوقيع
لكم التحية
زهرة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-08-2006, 01:04 AM   #6
عضو نشيط جداً
 
تم شكره :  شكر 4 فى 4 موضوع
الحجاز is on a distinguished road

 

رد: ( خطبة الشيخ السديس إمام الحرم حول الأحداث )

الأخوة الأفاضل
أشكركم على المرور الطيب

الحجاز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-08-2006, 01:12 PM   #7
عضو رائع
 
الصورة الرمزية سديم الليل
 
تم شكره :  شكر 64 فى 23 موضوع
سديم الليل is a jewel in the roughسديم الليل is a jewel in the roughسديم الليل is a jewel in the roughسديم الليل is a jewel in the rough

 

رد: ( خطبة الشيخ السديس إمام الحرم حول الأحداث )

مشكور اخوي الحجاز والله خطب السديس جدا موثره
وكلماته رائعه
جزاك الله الف خير يا اخينا الحجاز
وجعله الله بموازين اعمالك يوم تلقاه

سديم الليل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-08-2006, 10:13 AM   #8
عضو سوبر
 
الصورة الرمزية أمل الكويت
 
تم شكره :  شكر 5 فى 5 موضوع
أمل الكويت is on a distinguished road

 

رد: ( خطبة الشيخ السديس إمام الحرم حول الأحداث )

بارك الله فيك

أمل الكويت غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:52 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه