بداية الانحراف خطوة سهلة ، ولكن يصعب الرجوع عنها .
يبدأها الإنسان بالتأول بإيجاد المصوغ الشرعي لها لكنه لا يشعر بابتعاده عن مساره حتى يقف في مرحلة من مراحل العمل ليحاسب نفسه ، فيجد أنه في عمل جديد لا يمتُ إلى العمل الأصلي بصله وقد تشوه واقعه وأصبح مابين رقعة رخصة أو رقعة مرجوحة أو رقعة مفضولة ويبدأ بالتبرير .
إن الأخذ بالعزيمة من آكد حالات الدعاة وفي غضب الإمام أحمد (رحمه الله) على رفيق دربه يحيى بن معين باباً واسعاً لمن أراد العتاب ..
قال : يا إمام لُـوِّحَ لي بالسيف .
فقال : لوح لك لكن لم تقبل به .
وجيء إليه (رحمه الله) فزُينت له الرخصة ، فقال لمن أتاه : يا أبا سعيد ماذا ترى؟ (يعني خارج السجن ) قال : الناس قد اجتمعوا ينتظرون ما تقول .
فقال الإمام أحمد : أأنجو أنا وأضِّـل هؤلاء ؟!
إن توسع أبواب الفقه أمرٌ يفرح له الإنسان ولكننا في عصرٍ أصبح من السهل الحكم على الحديث ومعرفة صحيحه من سقيمه ، لا بد من المبادرة إلى إغلاق أبواب مرجوحة وخلافات غير معتبرة وخاصة في حال الدعاة .. لتحقيق مصالح شرعية أكبر وأكد .. من إغلاق أبواب على أهل البدع .. والمتساهلين .. ومن فتح باب للفساد يعتمد على نص شرعي ضعيف .. أو اجتهاد في مسألة تعارض أصلاً من أصول الدين .
إن من تصدى للتربية لا بد أن يكون فناراً صلباً أساسه . وما بني على شواطئ الملح جرفته المياه .. والصلابة في حال الدعاة تكون في :
- الاعتماد على قاعدة علمية قوية من كتاب وسنة .. ومن أقوال السلف رضي الله عنهم .
- وفهم متميز لهذه النصوص مبني أيضاً على فهم السلف .
- ومن تميز دعوي وسلوكي .. يؤهله لإيصال الدعوة برفق ولين .
- ومن تميز اجتماعي مبني على تميزه السلوكي .. يضمن له قبول دعوته .
ولو تأملنا في هذه الأمور لوجدنا أنها تعتمد ضوابط شرعية لا خلاف فيها .. نستنبطها من نصوص صحيحة وقوية .
- علم صحيح .
- وفهم سليم .
- ورفق ولين .
- واتصال بمجتمعه .
- وصبر على كل ذلك .