العودة   منتديات سدير > ¨° المنتدى الترفيهي °¨ > ¨° رحاب الأنس والترفيه °¨

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-2002, 03:27 PM   #1
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
جوكر is an unknown quantity at this point

 

الى أبي" لعنة الله عليك"

هذي قصة ممتازة وأكيد بتعجبكم لقيتها في أحد المنتديات :


هاهي ساعة الصفر ..في حياة تلك الأسرة الفقيرة .. وتحديدا حياة خالد ..

انه يوم اعلان النتائج .. خالد في السنة الأخيرة من الجامعة !!

لقد حان الوقت ليقول خالد.. آه.. ويفيض ويزيح بابتسامة صادقة تفيض من أعماقه ذكريات العمر القاسي وتسجل له لحظة الهناء اليتيمة في حياته ثم يلقي خارج حدود الزمن سنوات حبلى .. بالألم..والبؤس..والكفاح !؟ ربما آن ذلك ...

وهاهي تلك الأم الوديعة تستيقظ في الصباح الباكر تجوب البيت ذهابا .. وايابا .. لا يفتر لسانها عن الدعاء منذ أن غادر خالد المنزل متجها الى الجامعة .. تدعوا له بالتوفيق والنجاح ..

.. لقد كان خالد متفائلا بالنجاح .. وكذلك كانت أمه .. !!

اليوم تبدو صحة الأم في أحسن أحوالها فها هي تتأهب لاقامة حفلة صغيرة لنجاح خالد ..

وقد وعدت (خالد) بأن تدعوا نجلى وأمها لحضور الحفلة .. ليشاركونه الفرح .. وأي فرح !!؟؟

الأم مشغولة جدا باعداد هذه الوليمة الصغيرة ... ونست أو تناست وصية الدكتور ألا تتحرك كثيرا حتى تشفى ركبتها المصابة بانزلاق غضروفي لحق بها اثر ذلك الحادث المروري المروع قبل 7 سنوات .. والذي مات على اثره أبو خالد .. !!

أما مارية الصغيرة فقد تسمرت على نافذة المنزل ... ترقب عودة خالد .. وتقضي ذلك الوقت في أناشيد ترددها في نشوة وفرح

لحظات هذا الصباح تختلف عن كل الحظات ..انها عصيبة وحرجة في نفس الوقت ..

خالد في طريقه الى الجامعة .. نبضات قلبه تخفق تارة خوفا .. وتارة أملا .. وتارة مزيج بينهما ..

لم يكن يزعجه الرسوب !! فالرسوب لا يعني عنده الفشل

انما يقلقه ويقظ مضجعه منذ بداية هذا الفصل الأخير .. هي المكافأة !! لم يخبر أحدا من أصدقائه بهذا الأمر لأنه يعلم أن من هم من لا يسأل عن المكافأة أصلا!! بل لو علم بعض أصدقائه أنه يفكر بهذا المنطق لكان محل ازدراء .. واحتقار !!في زمن يعج بالطبقة المقيتة ...

آه ..ترى لو !! كيف ستعيش أمي !! كيف ستعيش (مارية) !! القانون لا يعطي من تجاوز المدة ريالا واحدا!!

توقف قليلا وكأن هناك من يعاتبه في داخله ويهمس في فؤاده همسا :
..((نجلاء))..((نجلاء)) !!

هل نسيت ((نجلاء)) !!

ارتعش قلبه .. وانتفض كما ينتفض الطائر الذي بللته قطرات الندى ..

وبدأ يشعر بدبيب الحب القديم يتدفق بقوة في عروقه .. آه .. اقترب الموعد ..

ونسي كل شئ ... نسي المكافأة ... نسي النتيجة ... وسبح بعيدا في خياله ..

فبدا .. عجلا ..عجلا .. يلتهم الزمن التهاما ...!!

سنتزوج يا نجلا ..وسنعيش سويا ..وسنسعد سويا .. ونعيد ذكريات الطفولة .. ولن يصبح لمقولة أمي (( الآن لا يجوز أن تراها يا خالد .. أنت رجال ))!!أي معنى !!

****************************

أعلنت النتائج ... خالد ناجح ...

عاد خالد يسابق الريح ..وكأن ما على الأرض ناجح الا هو !!

دخل خالد البيت ... يريد أن يمثل على أمه أنه حزين !! لا يعرف لذلك تفسير الا أن ذلك سرور الى سرور !!

دخل وهو يحاول أن يخفي معالم الفرحة التي تبدو جلية في قسمات وجهه ... لكن لم يستطع !! وانتهت مسرحيته الفاشلة مع أول سؤال تهدهد في نبرات أمه : هاه بشر يا ولدي !!

فانفجر صارخا يقفز هنا وهناك .. يقبل أمه في كل مكان .. مبروك أمي مبروك .. ولدك نجح .. فتهلل وجه أمه واستنار .. فا حتضنت خالد .. وتنهدت تنهيدة طويلة كادت أن تخرج معها روحها .

***************************

أمي : أين أم نجلى !! قلتي بأنهم سيأتون !!

سيتأخرون كثيرا .. لكنهم سيأتون في الساعة العاشرة والنصف ..

مشاكسة محرجة من مارية : ((تسأل عن أم نجلى ولا نجلى .. اعترف !!))

ضحكت الأم .. ثم نظر اليها خالد والحمرة تلمع على خديه .. ثم تبسم .. وانصرف للحديث مع أمه ..

أمي الآن هديتي الكبيرة هل نسيتها !!

هل لا زلت على وعدك يا أمي !!؟؟

على وعدنا يا حبيبي !!


**************************

أمي الآن أستطيع أن أتحدث الى(( نجلى)) دون اعتراض .. أليس كذلك !!

فليس بيني وبين الزواج الا أن تحدثين أمها بذلك ... على وعدنا !!

أمي .. دعيني أ تسلى بالحديث عنها قبل أن يأتوا فوالله ما ذكر اسم ((نجلى)) الا وكأنني أرتشف قطرة ندى باردة في يوم مصيف ..

هل تذكرين ذلك الموقف الذي حكمناك فيه بيننا ..!! يوم اختلفنا أيانا أحق بأن يكون له الشرف أولا في وضع الحلوى في في صاحبه ...!!


==(طن ..طن..) صوت الجرس .. هذه نجلاء وأمها .. نهضت الأم لتفتح الباب ..

شعر خالد برعشة أخذته من رأسه الى أخمص قدميه أعادته عشر سنوات الى الوراء .. فنجاى لم تزرهم في هذا البيت الجديد "القديم" الى مرة وا حدة .. وفي تلك الليلة قيل له ولها ((لا يجوز ..أن تكشفان على بعض))!!

فتوقف قليلا ..

ثم هم بالذهاب الى غرفته ..وهو كذلك.. وفي هذه الأثناء ..صادف ((نجلاء)) وهي داخلة مع أمها .. فالتقت العينان .. وثبتتا قليلا تتبادلان النظر بلا شعور .. وتحملان في طياتهما تاريخا طويلا من الحب واللوعة ... وعالما مليئا بكائنات الحب السحرية !!

كانت .. معانقة .. بلغة فوق اللغة !! وقبلة .. بمعنى فوق المعنى !!

كانت تلك النظرة الثابتة من كلا الطرفين توحي بوصية .. (( الوفاء .. الوفاء ))

في تلك الثواني المعدودة .. تعانقت الروحين .. وسبحتا معا عاريتين في أثير تنضحه قبلات الطفولة ..
واغتسلتا معا بأريج الوفاء تبثه بسمات الماضي ..!! وذابتا في رعشة حب عميقة .. كالحلم الذيذ !!

***********************

صرف خالد نظره .. واتجه الى غرفته !! وأخذ يقلب هدايا (( نجلى )) ورسائلها القديمة !!

لقد بلغت تلك الرسائل المختصرة في نظرة واحدة .. مبلغها ..

فلم تكن نجلى جالسة مع أمها وأم خالد الى بجسدها فقط !!

أما روحها فكأنما اختلت بخالد .. وعرجت بها الذكرى .. وطافت بها !! حتى انتهت من الزيارة وهي لا تعقل من حديث المجلس الا حديث زواج خالد .. ورغبتها في نجلى .. حينها ماجت عواطف نجلى .. واحمر وجهها ..
فأخفضت رأسها .. وقبضت على يد أمها .. فكان جوابا لسؤال كانت تنتظره منذ سنوات !!

لم يبق الى أبو نجلى ... وسوف نحدثه اليوم عن الموضوع .. وسنرد عليكم غدا .. نستأذنكم الآن

***********************

يا عريس .. يا خالد .. لا أحد يجيب ..!!

صوت الباب الخارجي .. يفتح ..

مبروك يا خالد .. (( نجلى )) وأمها موافقين ..

الله يبارك فيك يا أمي ...

متى الزواج !!!؟

مستعجل ...!!!
أم نجلاء ستتحدث مع أبو نجلاء .. اليوم أو غدا ناخذ الرد النهائي ... وبعدين نتفق !!

شعر خالد بشعور غريب عندما سمع ب ((أبو نجلاء )) !!

واضطرب كلامه .. وتمتم بكلمات .. وبدا على وجهه الخوف من المجهول !!

خالد ما بك !!؟

أخاف يا أمي !!

من من !!

من أبي نجلاء !!

أخشى يا أمي أن ...!!

لا .. لا داعي للخوف !!

آه .. يا أمي خائف .. خائف !!

لن أنسى له يا أمي تلك المواقف التي كان يفرك فيها أذني .. ولا أزال أحفظ له تلك الكلمات
الكامات التي لا أعرف لها معنى حتى الآن ..

(( كم مرة قلت لك يا ضائع أن نجلاء لا تحب المفقودات ))

ارتعد .. قلب الأم رعدة عظيمة .. وهبطت ساحبة داكنة على جبينها .. وظلت واجمة .. لم تستطع أن تخرج حرفا واحدا .. ووضعت يداها على رأسها ...

آه خالد أشعر بدوار .. وسقطت الأم ..

حملها خالد و أعادها الى الفراش ..

أمي لا بد أن تأخذي قسطا من الراحة .. الدكتور كان يخشى عليك من كثرة الحركة ..

لم يذكر خالد لأمه هذه الكلمات من قبل !!

فكانت صاعقة وأي صاعقة !! وجلجلة أي جلجلة !! حفرت لها في قلب الأم أخاديد !!

لقد أعادها الى ماض ملئ بالأسرار والتضحيات !!

ماض يعرفه نجلى .. وأمها .. وأم خالد !! وخالد هو الوحيد الذي لا يعرف !!

ماض قدم لأجل خالد تضحية وبذلا !!

ماض ملئ بالغرابة !!!

ماض خطير .. خطير .. خطير !!!

من بعثر الماضي !!؟

أرجوك .. أكتم السر أبا نجلى ..!!

أتوسل اليك .. !! أبكي بين يديك !!!

ارحم المجتمع !! ستقتل خالد !!!

*************************

مر يوم .. يومين .. ثلاثة .. أسبوع !!

لم تتصل أم نجلى !! وطال الانتظار !! الأم طريحة الفراش لا تتحرك الا يسيرا ..

خالد .. تغير لونه .. عرف جواب أبو نجلاء كما توقع ...

خرج خالد مسرعا من غرفة أمه .. واتجه الى بيت أبي نجلى يريد جوابا يريح به فؤاده !! هكذا كان يتوهم !!

تبعته الأم خالد .. خالد !! لكن لم تدركه

عادت وهي تدعوا الله بألا يبوح أبو نجلاء بالسر !!


****************************

ذهب خالد وعاد شبح خالد !!

لقد طعن أبو نجلاء خالد .. وأم خالد .. وأبو خالد تحت التراب !!

لقد خان العهد .. فقتل نجلاء في قلبها .. وأفصح عن السر !!

لا أحد يصدق .. لا لا يمكن !!

أنه كابوس .. انه حلم مزعج .. !!

يا رب اجعله حلما !!

عاد خالد .. مختبلا .. يفصله عن الجنون لحظات !!

عاد بكلمات لا يعقلها .. يريد لها تفسيبر .. ((ضائع ... ومفقودات ))((لن نزوج ابنتي الى من نعرف له أصلا))

ما ذا يقصد أمي ليست أصلا !!

أبي ليس أصلا !!

هناك سر !!

عاد خالد وقد علته صفرة الموت !!

عاد الى البيت .. يبكي .. لا يتكلم ..

واتجه الى أمه ..

أنا ضائع يا أمي !!

أنا .. مفقودات !! ليس لي أصل !!

شهقت الأم .. شهقة الموت !!

فما تدري ما تقول .. وأخذت تتحدث بكلمات تغوص في الدموع ..!!

فهم منها خالد أن أمه هذه أما مستعارة !! وأبوه في قبره أبا مستعار !! وقد ضمه الى بطاقة العائلة
.. بطريقة غير قانونية !!

باع لأجل ذلك بيتهم الذي بجوار بيت أبو نجلى !! وأنفق كل ما يملك لأجل (( هذه الواسطة )) !!

وأصبح ذلك الطفل الصغير الملقى بجوار المسجد .. ألقته أم خائنة !! وأب فاجر !!

في لحظة غاب فيها الخوف من الله .. ومراقبته !! أصبح ذلك الطفل - خالد- أحد أفراد هذه العائلة التي عاشت
ليالي العقم عشرون عاما !! ثم جاءت مارية فرجا من الله !! بعد أن صار لها -خالد- أخا ((بالواسطة))

بهت ..خالد.. لحظات وترك أمه من الرضاعة !! مخبولا !! لا يدري ما ذا يصنع !!

أي الصدمتين يبكي لها !!

أحد الخيارين أمامه.. الموت أو الموت !!

ودخل غرفته .. وأنشأ يعج عجيجا محزنا ..يرن صداه في صدر أمه يشق فؤادها شقا !!

خرج من غرفته ومر فوجد مارية .. بجوار أمها .. وأمها تصارع الموت !!

نظر اليها .. وفي نفسه عدو وصديق يتصا رعان !!

يريد أن ينتقم من كل الناس !!

يريد .. أن يبحث عن أبوه الفاجر .. يريد أن يقتله !!

يريد .. أن يبحث عن أمه الفاجره .. يريد أن يقتلها !!

جلس بجوار أمه من الرضاعة .. صامتا .. يقلب نظره هبا وهناك .. أوشك على النهاية !!

عاد الى غرفته .. وأحضر قلما ..وورقه .. وشرع يكتب رسالة ..

الى أبي لعنة الله عليك ..

الى أمي لعنة الله عليك ..

ثم ..توقف قليلا ..رمى بالورقة .. رمى بالقلم ..


وخرج !!!!

جوكر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-02-2002, 01:54 AM   #2
عضو جديد
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
قبيلة بني خالد is an unknown quantity at this point

 

لا حول ولا قوة إلا بالله

قصة حزينة ومؤثرة

إنا لله وإنا إليه راجعون

قبيلة بني خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-02-2002, 12:27 AM   #3
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 2 فى 2 موضوع
المنيف is an unknown quantity at this point

 

سبحان الله

قصه مؤثرة ووعظيه

واسمع يا نايم:o

وشكرا يا جوكر ;)

التوقيع
[FL=http://yassser.jeeran.com/abdallh.swf] width = 476 height = 101 [/FL]
المنيف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-03-2002, 10:27 AM   #4
عضو سوبر
 
تم شكره :  شكر 12 فى 11 موضوع
أبو ماهر is an unknown quantity at this point

 

.


مشكور أخوي جوكر على هذه امشاركة الجمية والمؤثرة

وأشكرك أيضا لأنك وضعت الموضوع ملفت وهذا الي جرني وجر الكثير من الأعضاء.

التوقيع
amer_114@hotmail.com
أبو ماهر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-03-2002, 07:09 PM   #5
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
جوكر is an unknown quantity at this point

 

هذا من طيبك يا أمير العشاق

جوكر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-03-2002, 07:20 PM   #6
مشرف سابق

كنت قرأت القصة من قرابة الأسبوعين أو أقل , ونسيت أن أعقب عليها .

القصة بعنوان و مضمون مميز جداً , أشكرك على المشاركة الفريدة .

بن زيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-03-2002, 10:48 PM   #7
عضو نشيط
 
تم شكره :  شكر 0 فى 0 موضوع
جوكر is an unknown quantity at this point

 

مشكورين كلكم وثنائكم مصدر فخر لي .

جوكر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. موقع و منتديات سدير 1432 هـ - 1435 هـ

جميع ما ينشر في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي القائمين عليه وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه