بسم الله الرحمن الرحيم
إلى من يزورنا من المسلمين – سلمهم الله رب العالمين –
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فمن أعظم النعم وأجلها إتمام الدين كما قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: من الآية3) ، وقد مات رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم والدين تام من كل نقص صافٍ من كل شائبة ، وما إن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وأجلب الشيطان بخيله ورجله وحبائله لتشويه الدين وتبديل ما استطاع منه فوقف أعلم الخلق وأورعهم وأتقاهم بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام حراساً يذودون عن حياض الدين والسنة كاشفين كل شبهة رادين كل بدعة مبصرين الناس بكل خديعة من خدائع الشيطان ، وخلفهم علماء التابعين السائرون على طريقتهم وإن كانوا أقل منهم ، وخلفهم من بعدهم وإن كانوا أقل وهكذا ... فما إن تذهب الأيام إلا وتكثر البدع ويزداد تهافت الناس عليها بأسماء حسنة اغتر بها أكثر الخلق دون العلماء المتمسكين بما عليه الأمر الأول العتيق . وهذا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم :" فإنه من يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بها وَعَضُّوا عليها بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فإن كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ " لذا نادى الناصحون بالرجوع إلى الدين الأول الدين العتيق ، قال ابن مسعود – كما عند عبدالرزاق - ومعاذ بن جبل – كما في ذم الكلام وأهله -: عليكم بالأمر العتيق . دون هذه المحدثات من إسلام اليوم المحدث ، فإن الخير كل الخير في اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإن زخرف بما يظهره حسناً قال الأوزاعي: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول "
مساء